هذا الكتاب هو الجزء الأول من الآثار الكاملة لفرانز كافكا مترجمة عن الألمانية بعنوان(الأسرة) ، ويتكون من أربعة نصوص: الحكم، الوقاد، الانمساخ، رسالة إلى الوالد. صدرت الطبعة الأولى عام 2000، والطبعة الثالثة في 2008، ويضم الكتاب بالإضافة إلى النصوص الأربعة دراسات نقديةعن الإنسان والكاتب كافكا.
Prague-born writer Franz Kafka wrote in German, and his stories, such as "The Metamorphosis" (1916), and posthumously published novels, including The Trial (1925), concern troubled individuals in a nightmarishly impersonal world.
Jewish middle-class family of this major fiction writer of the 20th century spoke German. People consider his unique body of much incomplete writing, mainly published posthumously, among the most influential in European literature.
His stories include "The Metamorphosis" (1912) and "In the Penal Colony" (1914), whereas his posthumous novels include The Trial (1925), The Castle (1926) and Amerika (1927).
Despite first language, Kafka also spoke fluent Czech. Later, Kafka acquired some knowledge of the French language and culture from Flaubert, one of his favorite authors.
Kafka first studied chemistry at the Charles-Ferdinand University of Prague but after two weeks switched to law. This study offered a range of career possibilities, which pleased his father, and required a longer course of study that gave Kafka time to take classes in German studies and art history. At the university, he joined a student club, named Lese- und Redehalle der Deutschen Studenten, which organized literary events, readings, and other activities. In the end of his first year of studies, he met Max Brod, a close friend of his throughout his life, together with the journalist Felix Weltsch, who also studied law. Kafka obtained the degree of doctor of law on 18 June 1906 and performed an obligatory year of unpaid service as law clerk for the civil and criminal courts.
Writing of Kafka attracted little attention before his death. During his lifetime, he published only a few short stories and never finished any of his novels except the very short "The Metamorphosis." Kafka wrote to Max Brod, his friend and literary executor: "Dearest Max, my last request: Everything I leave behind me ... in the way of diaries, manuscripts, letters (my own and others'), sketches, and so on, [is] to be burned unread." Brod told Kafka that he intended not to honor these wishes, but Kafka, so knowing, nevertheless consequently gave these directions specifically to Brod, who, so reasoning, overrode these wishes. Brod in fact oversaw the publication of most of work of Kafka in his possession; these works quickly began to attract attention and high critical regard.
Max Brod encountered significant difficulty in compiling notebooks of Kafka into any chronological order as Kafka started writing in the middle of notebooks, from the last towards the first, et cetera.
Kafka wrote all his published works in German except several letters in Czech to Milena Jesenská.
- لا بد من الإشادة اولاً بالعمل الممتاز الذي قام به المترجم "ابراهيم وطفي"، ليس فقط بالترجمة الممتازة للروايات، بل بمحاولته وضع العديد من المقالات والآراء والبحوث لكل قصة، وهذا يفيد القادمون الجدد لأدب كافكا ويغني المكتبة العربية بوجود هكذا مرجع لهكذا أدب!
- بالنسبة لي، فإن الإنمساخ (وافضل ترجمتها بالتحول لأنها ادق بكثير، لكني اعتقد ان هذه الترجمة افضل بكثير من ترجمة مبارك وساط والدسوقي) ورسالة الى الوالد كانتا في مستوى اعلى بكثير من الحكم والوقاد، ورغم محاولاتي الحثيثة بإعادة قراءة "الحكم" عدة مرات الا انني لم اجد فيها ما يثير ذلك الإنبهار...
- الوقاد: اما الوقاد فهي قطعة ادبية متماسكة جداً نقرأ بعض جوانب حياة كافكا فيها (كالسفر الى امريكا (انكان هو او اولاد عمه) ووجود الخال المغترب، وممارسة الجنس مع المربية (التي كانت عادة تقريباً في ذلك العصر، وقد تكون كذلك الى الآن!) الخ.. لكنها رغم ترابطها الممتاز والرسالة الإنسانية، وقدرة كافكا على توضيب الكثير من التفاصيل والمشاعر الإنسانية في جمل قليلة، اتت باردة ولم تؤثر كثيراً بي.
...لو توفرت لديك هذه الأعمال لكافكا فأعلم إن الله يحبك كثيرا هذه الأعمال هي نموذج للأعمال التي ترقى إلى أعلى قمة جبل الأدب مجموعة الأعمال الكاملة لكافكا في كتاب أولها كان بعنوان الحكم وهو يحتوي على قصة قصيرة وتحكي عن علاقة ابن بأبيه عدد صفحاتها فقط 14 صفحة والكتاب من 238 وهو يحوي دراسات وآراء النقاد في القصة التي أهداها كافكا لخطيبته فيليس باور والتي كتب لها العديد من الرسائل على مدى سنوات طوال الكتاب ممتع جدا فهو يتطرق لجوانب كثيرة من سيرة كافكاوالعلاقة المتوترة بين الأب والإبن بالإضافة إلى اختلاف النقاد حول أفكاره وتوجهاته الدينية والسياسية لذلك لم أشعر حقيقة بالوقت يمضي فالكتاب سلس متنوع خاصة وهو مابين فقرة وأخرى يستشهد بأقوال لكافكا حقيقة خرجت من الكتاب الأول وكلي رغبة بأن أنقضّ على الثاني ! الكتاب الثاني قصة الوقاد عبارة عن جزء من رواية كان ينوي كافكا أن يكملها لكنه لم يفعل عدد صفحاتها تقريبا 34 صفحة من أصل الكتاب الذي يحوي مئة صفحة القصة تدور أيضا في نطاق الأسرة حول كارل روسمان ذو الستة عشر عاما والذي أرسله والداه إلى أمريكا كعقوبة لأنه خادمة كانت قد أغوته وأنجبت منه طفلا والقصة تدور أحداثها في السفينة حيث يتعرف الشاب على وقاد السفينة ويتأثر بمعاناته وشعوره بالظلم من رئيسه يتعلق الشاب بالوقاد ويبدو أنه يشعر أن معاناة الوقاد لاتختلف عن معاناته هو شخصيا ! وقد ذكر بعض النقاد أن قيمة قصة الوقاد لا تكمن في موضوعها ولكن في طريقة العرض وهذا ما رأيته أيضا القصة تدور في فلك الرمزية وملحق بالكتاب قراءات جميلة لبعض النقاد عن القصة وأيضا ذكريات مربية شقيقات كافكا عن فرانز والحقيقة أن مجهود ابراهيم وطفي يستحق الإشادة والشكر فهو أجاد في اختياراته للمقالات الملحقة بالقصة كقراءات أو ذكريات أو تفنيدات لبعض المزاعم التي أثيرت عن كافكا أما القصة التي جعلتني أقع في غرام كافكا وأبحث كالمجنونة عن الجزء الثالث من مؤلفاته فهي الإنمساخ هذه القصة صنفت من ضمن أربع روايات أعتبرت شخصيا إنها أجمل ما كتب في فنون الأدب هل هي كذلك ! نعم جدا لم أقرأ مثلها أبدا ولن اقرأ حين كنت أقرأ لكافكا كنت أقرأ بحب بعض الكتاب يخلقون لكِ هذه السعادة التي تشعر بها مع كل كلمة وكأنها هدية خلقت لك لوحدك احببت غريغور اجدا وتأزمت لما آلت عليه أحواله اكثر ما يوجع أن أقرب الناس لك لم تعد بينك وبينهم لغة للتفاهم ولا للحب أن تفقد حياتك وتوضع على الهامش أن تكتشف أن وجودك أصبح مزعجا لمن تحبهم ولمن تهتم لأمرهم وسخرت حياتك لإرضائهم لكنك تظل تشعر بإنك لا تعني لهم شيئا يذكر فتجر أذيال خيبتك والشعور بالهزيمة والخوف وعدم الرغبة في الحياة يذكرني ذلك بجحيم سارتر وما يعنيه الآخر في حياة الإنسان وكيف هو الدور الذي يلعبونه في تشكيل مفاهيمنا وإعتزانا بأنفسنا ونظرتنا للحياة !
الإنمساخ والتي ترجمت طوال سنوات ترجمة عربية خاطئة بعنوان المسخ تعني التحول وهي تحكي قصة تحول شاب إلى حشرة ولذلك تداعيات كثيرة لا يمكن شرحها وإلا لأفسدت عليكم متعة قراءتها إنها رواية تستحق أن ترفع لها قبعتك تقديرا فكافكا وضع كل مهارته الأدبية وسوداوية نظرته للحياة ولو لم يكتب كافكا غيرها لكفته بلا أي أدنى للشك ! الرواية عبارة فقط عن 90 صفحة ربما بينما الكتاب يحوي 300 صفحة عبارة عن دراسات ومقالات حول الرواية وهذه المقالات لا تقل إمتاعا عن الرواية نفسها حتى أن بعض الكتاب تخيل رسما لغريغوروآخرين رسموا بيت العائلة وحجرة غريغور لهذه الدرجة أثارتهم قصة الإنمساخ
أرجو أن لا يفوتكم عالم كافكا كما أتمنى من يقرأ لكافكا أن يقرؤه بترجمة هذا الوطفي لأنها ترجمة رائعة جدا ومترجمة من الإلمانية مباشرة
تتوزع الأعمال الكاملة لفرانز كافكا - الأديب اليهودي التشيكي - على أربعة مجلدات، ترجمها واعتنى بها إبراهيم وطفي، ولكن مع هذا يظل العنوان غير دقيق، لأن السلسلة لم تكتمل بعد، فلازال هناك قصص لم تترجم، فلذا ربما هناك مجلد خامس أو سادس ستضاف للسلسلة لاحقاً.
عمد إبراهيم وطفي إلى أسلوب مختلف في الترجمة، حيث ضمن كل مجلد قصص أو رواية مع مجموعة ضخمة من الدراسات والمقالات المترجمة المتعلقة بكافكا أو بالنص المقصود، لهذا سيلحظ القارئ تكراراً في النصوص التي سيطلع عليها، وربما سيقفز الكثير من المقالات ليقرأ المتن، ليقرأ كافكا.
تضم الرباعية قصص (الحكم، الوقاد، الانمساخ)، و(رسالة إلى الوالد) الرسالة الجميلة التي كتبها كافكا إلى والده، وروايتي (المحاكمة والمفقود – التي تترجم أحياناً تحت عنوان أمريكا -)، فيما خصص الكتاب الرابع للمقالات العربية عن كافكا وأدبه، مجهود هائل، ربما نختلف مع فكرة تأخير ترجمة أعمال كافكا المهمة في سبيل ترجمة مقالات كثيرة قد لا تهم القارئ، إلا أننا لا نستطيع إنكار قيمة ما قدمه وطفي في هذا العمل الضخم.
لا يمكن الكتابة عن كافكا بسهولة بالطبع، فقد تمت أيقنته، وكتب عنه الكثير جداً، بحيث أن أي كتابة عنه، ليست إلا موجة في محيط خضم، فلذا سأكتب عنه كقارئ، لا ناقد، سأكتب عن ما الذي لمسته في كافكا، ما الذي أثاره لدي.
في قصص كافكا تكمن أفكار الرفض والانفصال، الرفض من الأب – كما في الحكم -، من العائلة – كما في الانمساخ -، من الوطن – كما في المفقود -، وتسيطر عليها فكرة المحاكمة التي يتعرض لها البطل، وهي محاكمة عبثية، ظالمة كما في – المحاكمة وفي المفقود -، هناك سوء فهم دائم، هناك انقطاع يفصل البطل عن العالم والناس، سنشعر دائماً وكأن هناك منطق سائد، ولكن البطل لا يفهمه، كأنما هناك حاجر يتحرك خلفه الجميع ما عدا البطل المنكوب.
في الانمساخ، رائعة كافكا، يمكننا تفهم هذا الحاجز عندما ينقلب البطل إلى حشرة ضخمة، ربما نتفهم غياب التعاطف واضمحلاله من الأب والأم والأخت، ولكن في المفقود والمحاكمة لن نفهم هذا الحاجز، سيبدو لنا غامضاً، وهو غموض مقصود، فالغموض هو أحد حيل كافكا الكتابية.
أكمل وأجمل ما كتب كافكا هما الانمساخ والمحاكمة، والأخيرة تحتاج إلى قراءة متمعنة لطولها، ولغرائبيتها، وخاصة بعض الفصول التي كان فيها البطل يجد بحثاً عمن يوضح له أمر محاكمته، هذا غير النهاية الصادمة للقارئ.
أما رواية المفقود وهي رواية غير مكتملة، فقد ذكرتني بعض فصولها بروايات أرسكين كالدويل التي ترفع ضغط القارئ بسبب غباء أبطالها، والكوارث التي يسببونها لأنفسهم، ففي هذه الرواية يرسل البطل إلى أمريكا لمشكلة حدثت له مع عائلته، وهناك يتخلى عنه خاله بسهولة، يتشرد البطل ويلتقي برجلين يستغلانه ويتسببان له بالفصل من العمل الذي وجده في أحد الفنادق، ثم يجبرانه على العمل لديهما في خدمة فنانة سابقة بدينة، الرواية كما قلت تجعل القارئ يكاد يشد شعره أحياناً، ولكن القارئ بالكاد يلمح كافكا الذي عرفه في كتبه الأخرى.
بقيت أعمال أخرى مهمة لكافكا مثل قصة (مستوطنة العقاب) ورواية (القلعة أو القصر)، وهي غير مضمنة فيما صدر حتى الآن من ترجمات وطفي، فلذا سأقرأها بترجمات أخرى بعدما أتخفف من كافكا الذي سيطر علي لشهر أو يزيد.
أعيد قراءة آثاره الكاملة للمرة الثانية، بعد مضي ست سنوات على القراءة الأولى، في 30 مارس 2004. في ذلك الوقت، شعرتُ بأن عليّ أن أقرأ كافكا لكي أتخلص من خزي عدم معرفتي به. أعتقد بأنني تأثرتُ بفانتزايا عالمه السوداء، ولكنني كنت أكثر خوفاً من أن أتوغل به تماماً .. أنا الآن مستعدة لذلك.
قبل ستّ سنواتٍ وضعت على الورقة الأولى من الكتاب تعليق صغير " كافكا : وضوح في الجزئية، وغموض في الكلية " .. الآن، يبدو كل شيءٍ واضحا وغامضاً بالقدرِ نفسه، وفيم أنا أرسل عينيّ خلف جيورج بندمان، بطل قصته " الحكم " .. وهو يركض لكي ينفذ حكم والده عليه بالموتِ غرقاً، شعرتُ بقلبي يغوص في لجٍة من الأسى .. وأدهشني جداً، مقدار التوافق الذي يمكن أن يوجد بين كاتب ألماني من أسرة يهودية، وبين امرأة خليجية مثلي، ترى اللغة، كما يراها كافكا، أداة قمعية، وترى الأدب، كما يراه هو أيضاً .. وسيلة تحرر.
يقول إبراهيم وطفي / مترجم الكتاب : إن آثار كافكا تمثل، فيما يبدو، محاولة لعرض تحطيم الإنسان بواسطة لغة السلطة، باعتبارها لغة حكم وإدانة. وربما لهذا السبب يعتقد كافكا بأن الكتابة هي مكافأة على خدمة الشيطان، فإذا كان الصواب هو الخطاب السلطوي، المؤسساتي، والذكوري بامتياز .. فإن الكتابة الأدبية هي على العكس، تعبير صريح عن خصوصية الفرد التي يحاولُ النجاة بها من كل محاولات المجتمع لمصادرتها وتفكيكها ووأدها حية .. وهي بحكم المجتمع، الذي يعبس ويكشر ويزمجر أمام أي بوادر للاختلاف وأي تمظهرات للخصوصية، فعلٌ تدنيس، وذنبٌ لا مفرّ منه .. من الصعب علي أن لا أتماهى مع فداحة هذا " الذنب " الذي هو الكتابة، ليس لأن " الكتابة فعل الرجال " كما تقول د. سعاد الصباح، بل لأن الكتابة " صيرورة اختلاف " كما أقولُ أنا، وما زالت هذه هي الجريمة الأكثر شناعة في نظر الأعراف المهيمنة، والأنساق الأحادية الرائجة.
إذا كان " ميلان كونديرا " يرتدي قميصاً كتب عليه I love Kafka فهو غير ملامٍ البتة! فالكتابة التي يطرحها كافكا حلمية جدا، ولكنها تتحرك على أرضٍ صلبة، فيها روحٌ أسطوري، وربما لهذا السبب صنف كافكا نفسه على أنه شاعر، وربما أيضاً لهذا السبب قال بأن الكتابة شكلٌ من أشكال الصلاة، ففيها مناجاة لتلك البقعة المظلمة القابعة في أعماق كلٍ منا، حقيقتنا الجوهرية التي تم تدجينها على يد اللغة أو الخطاب المؤسساتي السائد / المسيّد الذي يقبل ويرفض، حقيقتنا ورغباتنا، بحسب مزاجه.. إن الحديث عن القمع والمصادرة والأحادية والسلطوية يطول كثيرا، وأعتقد بأن ما نريده، وما يريده كافكا أيضاً، هو أن نعود إلى الطفولة النقية التي عايناها قبل أن نتعرض للمصادرة في خضم تكيفنا للتحول إلى كائنات اجتماعية.
ما أدهشني حقيقة هو أن العالم يبدو ملماً بسائر التفاصيل المتعلقة بحياة كافكا، منذ أسرته وخطوبته ورسالته إلى والده ورسائله إلى خطيبته وصديقته وحتى إنجازاته الأدبية، وبتوافر هذا القدر الهائل من المعلومات أصبح من السهل على الناقد الأدبي أن يحلل كل سطرٍ يكتبه كافكا بإحالته إلى موقف حدث في حياته. الفكرة - بصراحة - ترعبني. فهذا يعني أن لا شيء مدعاة للدهشة، وأنا أميل أكثر إلى المحافظة على مسافةٍ لا بأس بها بيني وبين العالم / القارئ / المتلقي، المسافة ذاتها التي تغلفنا بالغموض وتجعل نصوصنا أكثر قدرة على التواجد بذاتها والاستقلال عنا، نحن منتجيها ..
شيءٌ آخر لفت نظري، وهم كم الوقت الذي قضاه كافكا في تحليل ونقد نصوصه، ويبدو كافكا ملماً بكثير من مجاهل التحليل النفسي الفرويدي، ومن هذا المنظور تبدو الكتابة الكافكوية هي محض محاولة لفهم الذات وكشف أبعادها، بتاريخ 11 فبراير 1913 كتب كافكا في يومياته: في جيورج عدد من الأحرف مثلما في فرانز! أعود إلى ما قلته بأن الكتابة الكافكوية هي كتابة حلمية بامتياز، فكل الكائنات السارحة في فضاء النص هي كافكا بشكل أو بآخر، وهو يسمح لنفسه بأن ينشطر لكي يكون الشخص ونقيضه، كأن يكون جيورج الذي بقي تحت لواء الأسرة والوطن، ويكون صديقه الذي هاجر بدافع من غربةٍ داخلية تنهشه. هذا الانفصام، النزاع، التناقض، والتواجد على قطبين نقيضين يبدو جلياً بشكل كبير في قصته " الحكم " .. التي تنتهي، بشكل فجائعي، بإعدام الابن الذي انضوى تحت جناح اللغة السلطوية / المجتمع، وانتصار الصديق المغترب، البعيد، الذي لا يمثل في النص إلا بصفته شبح.
أنا الآن في منتصف قراءة " الوقاد " .. والحديث ذو شجون.
"أعتقد أننا يجب أن نقرأ الكتب التي تجرحنا فيما يشبه الطعنة. فإن لم يستطع الكتاب الذي نقرأه من إحداث تأثير أشبه بضربة على الرأس، فلماذا نقرأ إذن؟ أنقرأ لكي نصبح سعداء، كما هو حالنا عند الكتابة؟ يا إلهي، لنكن أكثر دقة، فنحن سنصبح أكثر سعادة إن لم نمتلك أي كتب على الإطلاق، وتلك الكتب التي ستجعلنا سعداء هي تلك التي نستطيع كتابة مثلها إن إضطررنا لذلك. ولكننا بحاجة إلى الكتب التي تشبه الكارثة في تأثيرها، كتب تجعلنا نعاني حزنًا كفقدان شخص كنا نحبه أكثر من حبنا لنفسنا، مثل الإنتحار. على الكتاب أن يصبح الفأس التي تكسر البحر المتجمد بداخلنا. هذا ما أؤمن به." كافكا
" علي الكتاب أن يكون الفأس التي تكسر البحر المتجمد فينا " كافكا
"عندما إستيقظ غريغوري سامسا بعد نوم لم يخل من الكوابيس وجد نفسه قد تحول إلي حشرة عملاقة " أحببت أن أبدأ الحديث بأشهر جملة إفتتاحية صدمنا بهم التشيكي المخبول كافكا , هاهو غريغوري سامسا يستيقظ فجأة ليجد نفسه تحول إلي حشرة عملاقة ماهذا ؟هل هذا رعب , هل هي حقيقة ؟ ليس الصدمة هنا في التحول فقط بل الصدمة الكبري حين تعلم يا سيدي القارئ أن قصة المسخ تم تصنيفها ضمن الأدب الواقعي ,, في مئات البلدان في كل ساعة من ينكر أن المجتمع القاسي لا يعتبر بعض الأفراد أنهم مثل الحشرات ... قرأ غابرييل ماركيز صاحب الحب في زمن الكوليرا قصة الأنمساخ و أعلن أنه كان في غفلة قبل قرائتها .. هل كتب كافكا الرواية ثلاث مرات ؟ الانمساخ و المحاكمة و القلعة .. نعم كتبها ثلاث مرات .. كانت فكرة القهر و طغيان الأسرة و المجتمع و العمل تحطم عالم كافكا .. الأسرة ظهرت في رواية المسخ بصورة لا غبار عليها .. فهو حين تحول إلي الحشرة الكبيرة حزن أهله فقط بسبب المال الذي سيفقدونه نتيجة خسارته للوظيفة .. شعروا بالخزي من العار الذي سيقابلهم أمام المجتمع و لم يهتم أحدهم لشخص سامسا المسكين .. ظهر من حياة كافكا الشخصية مشاهد عديدة أحب أن أذكر منها .. !- صورة سامسا بالزي العسكري .. الصورة التي توحي بأنه فُرِض عليه أداء أو إصطناع دورًا معينًا لم يكن يحبه . !!- مشهد تنظيف غرفته و التخلص من كل الأشياء.. كافكا كان يتمني التخلص من كل شيء يبعده عن الكتابة . و لهذا إتخذ تلك السطور كوسيلة يتخلص بها من واقعه المشؤوم . !!!- والداي الأعزاء .. هي رسالة من ضمن رسائل كافكا إلي والده التي شكي فيها الظلم و القهر الذي فرضه عليه والده حينما كان طفلًا ...عزيزي القارئ هل لاحظت أن كافكا علي وزن سامسا ؟؟ هل تعتقد مثلي أن القصة نوع من أنواع السيرة الذاتية ؟؟
I read it, then I reread it....then I reread it a third time...and I am driving myself insane with this story because the moment I feel that I understood it,all what I think I know eludes me again. this is like that dream you think you remember but the moment you try to recall it you realize...you can't remember what it was all about.
أتعبني هذا الكتاب كثيرا إما لأسلوب كافكا الغامض في الكتابة أو بسبب التحليلات الطويـــــــلة .. لن أقول بأن أنهيت الكتاب بشكل فعلي ، فالكثير من الدراسات تجاوزتها قرأت أعمال كافكا في هذا المجلد دون قراءة التحليلات كاملة .. قصة الإنمساخ وتحول غريغور إلى حشرة هذه من أكثر القصص في هذا المجلد التي لامستني نوعا الإحساس بالدونية والعجز والضعف والعبء على عاتق الأسرة من أكثر المشاعر التي تؤذي النفسية وتدفع المرء لإنكار ذاته واحتقار نفسه .. رسالة إلى الوالد حملت الكثير من الرسائل التربوية أو فلنقل الأخطاء التربوية التي قد نقع فيها نحن أيضا دون قصد أو عمد منا .. لا أنكر أنني أحسست بالملل الشديد في أغلب الجزئيات من هذا الكتاب إما أن مستواي العقلي أقل من أن يستوعب ويفهم كتاب بهذه الضخامة وكاتب بهذه الشهرة أو أن الكتاب فعلا ممل لمن لا علاقة له بالعلوم الإجتماعية التي عنى بها كافكا نفسه .. قد أعود له يوما من يدري ربما عندما أصبح أكثر نضجا ووعيا قد أعود لقرائته في الأربعين من العمر ..!! الله أعلم لكني في الوقت الحالي لا أفكر مطلقا بالرجوع مجددا لقراءة التحليلات كاملة ولا أفكر كذلك بقراءة أو اقتناء باقي المجلدات المتعلقة به لقد عملت بضميري في قراءة أعماله وهذا المهم أم تلك الدراسات التي تجعل من قصة قصيرة في عدد قليل من الصفحات معلقة كونية ودراسة قدسية أراها مبالغة كان من الأسهل تحليل الأمور في نطاق القصة نفسها ومدلولاتها وتأثيرها على الكاتب وكفى .. انتهى -.-'
بالنسبة للمسخ أو الانمساخ أو التحول القصة الشهيرة لغريغو سامسا من المؤكد أنها في غاية العبقرية و مبتكرة و قد سيطرت علي تماماً و آلمني جداً ما آل إليه الرقيق سامسا. رسالة كافكا إلى والده تنمّ عن شخصية رقيقة جداً و هشة و يسهل كسرها و غريب جداً حساسية الأطفال و خجلهم الشديد الذي لم يتخلص منه كافكا حتى و هو في منتصف الثلاثين خصوصاً و قد ارتفع صيته الأدبي أيضاً. بالنسبة ل��صص الوقاد و الحكم فهي قصص عادية مهما حشدوا لها الكثير من التفسيرات و المقالات. الكتاب غني جداً و ثري بعشرات المقالات و الشروحات التي بالنسبة لي كان الإسراف فيها مزعجاً فقد لمست في الأمر شيئاً من الوصاية الأدبية و القداسة غير المبررة إطلاقاً - أكرر من وجهة نظري الشخصية - .
المجلد الأول لـ الآثار الكاملة لكافكا مع تفسيراتها يقع المجلد في 847 صفحة.
المجلد مكون من قصص الحكم والوقاد والانمساخ ورسالة إلى الوالد، مع دراسات أدبية ألمانية عن كل قصة أو عمل أدبي. المترجم إبراهيم وطفي أكثر من رائع، بجانب إطلالاته الأدبية ودوره الكبير في تفسير بعض آثار كافكا.
أصبح كافكا رمز..
كافكاوي تعني حالة عالم بدا أن سماته هي التشرد والضياع الوجودي والبيروقراطية والتعذيب واللامعقولية وفقدان الإنسانية. غرهارد نويمان، آثار كافكا الكاملة، ج ١، ص ٥٦٦
القصة الأولى: الحكم
شخصيات القصة: جيورج، والده "بندمان"، والدته "فريدا"، صديقه في سان بطرسبرغ، خطيبته. تعالج القصة المشكلة الأزلية، الصراع بين الأب والابن. تنتهي بانتحار الابن.
القصة الثانية: الوقاد
تدور أحداث قصة "الوقاد" حول "كارل روسمان"، شاب ألماني يقطن مدينة هامبورج مع أسرته متوسطة الحال، تقيم معه خادمة الأسرة "يوهانّا برومّر" علاقة، تحمل على إثرها منه، وتنجب طفلا. تُقرر الأسرة إرسال الشاب إلى أمريكا، فيستقل سفينة من ميناء هامبورج إلى ميناء نيويورك، وفي نهاية الرحلة على ظهر السفينة يتعرف على الوقاد الألماني العجوز، المظلوم من قبل رئيسه في العمل، فيذهب معه الشاب الذي يشعر نحوه بعاطفة الحنين للوطن، ألمانيا، والحنين للأبوة، إلى قبطان السفينة ليبث له شكواه، وهناك يُقابل خاله عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، الألماني الأصل الذي هاجر إلى أمريكا منذ أمد بعيد، حيث كان قد تلقى رسالة من الخادمة، يوهانّا، تُخبره فيها بهجرة ابن أخته إلى أمريكا، وتقص عليه علاقتها به التي انتهت بطفلها منه!
القصة الثالثة: الإنمساخ
تدور حول الشاب الألماني غريغور سامسا، الذي يُفلس متجر والده، فيضطر للعمل كمندوب مبيعات لبيع المنسوجات لدى أحد دائني والده، يستيقظ غريغور من النوم في السادسة صباحا بعد ليلة من الأحلام المُزعجة، فيكتشف انمساخه وتحوله لحشرة سوداء ذات فلقات قاسية بالبطن، يفوته قطار السابعة حيث موعد عمله، يطرق أفراد أسرته، المكونة من الأب والأم وأخته غِرته، الباب عليه ليستيقظ، فيُجيبهم بصوت غريب، يحضر رئيسه في العمل ليعرف سبب تخلفه عن الذهاب إلى وجهته هذا الصباح، يُجيبه غريغور أنه قادم، فيتعجب الرجل من صوته "الحيواني"، يتحرك غريغور بصعوبة ويفتح الباب بعد معاناة، فيهرب رئيسه في العمل من هول المفاجأة، وتُصدم أسرته من هيئته الحشرية، فيدخله والده حجرته ويُغلق الأبواب. تضطر الأسرة لتغيير نظام حياتها، فيعود الأب المسن للعمل كساعي بريد، وتخيط الأم بعض الأقمشة بينما تنمي الأخت البالغة ١٧ عاما لغتها الفرنسية لتتهيأ للبحث عن عمل. تضع الأخت فضلات الطعام يوميا للمسخ غريغور، الذي يختبئ في وقت دخول أخته حجرته تحت الأريكة، حتى لا يُزعجها بهيئته الحشرية... تيأس الأسرة وتمل من هذا الإلتزام العائلي تجاه المسخ غريغور الذي أصبح عديم الفائدة بعد انمساخه، ففقد قدرته على إعالة الأسرة، فيُعبرون عن ذلك في أحاديثهم، التي يسمعها غريغور، فيموت بعد شهر من الإنمساخ وحيدا مهجورا، فتتنفس الأسرة الصعداء، ويُقررون بداية حياة جديدة، فيستأجرون شقة أصغر من هذه التي كان اختارها غريغور بنفسه، ويطردون الخادمة والمستأجرين الثلاثة، الذين استأجروا إحدى الغرف في الشقة وشاركوا الأسرة معيشتها أمام الضغوطات المادية التي كانت تمر بها الأسرة. القصة هي تعبير عن عبودية الإنسان الحديثة الذي تحرر من رق الاستعباد ليقع في رق الحضارة الحديثة بسبب التزاماته تجاه أسرته التي تضطره للعمل في ظروف لا آدمية، يظل الإنسان في الدوران في هذا النير كثور أعمى، فتكون نهايته السقوط أو الانمساخ لحشرة بعد فقدانه آخر إنسانيته، ربما المرض، ربما اليأس!... ومع سقوطه يتحول لعبئ على المحيطين به وأسرته، الذين يتأرجحون بين محاولة الالتزام تجاه المسخ الإنساني المُنتمي لهم، وبين الملل والكراهية تجاه هذا العبئ، في النهاية تصل الأسرة حد الملل مُتمنين موت المسخ الإنساني، وهو ما يُحققه الإنسان بداخل المسخ بدافع الحب تجاه أسرته، فيُقرر التخلي عن حقه في الحياه ويموت مُريحا أسرته من عبئه... هل الإنسان الممسوخ هو كناية عن مرض الإنسان الذي يُقعده عن العمل؟! المهم هو أنه فقد قدرته على إعالة الأسرة...
رابع أجزاء المجلد: رسالة إلى الوالد
اتهم والده بأنه كان السبب في نشوء علاقة بينهما غير سوية، غير جيدة، والسبب هو غياب والده أغلب الوقت خارج المنزل. اتهم والده بالتسبب بأنه أصبح إنسانا ضعيفا، متخوفا، مترددا، مضطربا. اعتقد بأنه كان سيكون سعيدا لو أن والده اتخذه صديقا، ولكن والده كان أقوى من اللازم فانسحق فرانز كافكا أمام والده القوي. قارن كافكا بين جسده المعتل الضعيف، وبين والده القوي الموفور الصحة، وهو ما جعل والده يتعامل معه على أنه ليس من آل كافكا الذين اشتهروا بالذكاء والنشاط والهمة العالية.
.أن الالم كل الألم في اين يكون مفتاح الكتابة في قلمك هو الشعور بالخواء بالعدم بفقدان الحب في الاسرة والتي كانت من المفترض أن تكون ينبوعا له . كافكا يكتب في كل قصة له هنا حكايته شعور الدينونة في واجهة سلطة الأب ويالها من سلطة يشعر دونها انه الاشي .
قام المترجم ابراهيم وطفي بعمل عظيم في هذا الكتاب ، تجميع القصص في عمل واحد لهو عز الطلب لكم رغبت في قراءة هذا العمل بشدة ورغم ذلك اجلت الأمر خوفا من عالم كافكا السوداوي ، لم يكن الكتاب يختص اعمال كافكا بل اضاف ايضا الكاتب تحليلات لكتاب آخرين تأثروا بالكاتب وايضا الجزء الأثمن أجزاء من حياة كافكا .
قصة الحكم كانت مدخلي للكتاب وكانت قراءاتها بالنسبة لي مثل الصفعة لانني لم أفطن لهذه النهاية لها ، أما الانمساخ لولا أن كتب غيرها كافكا لكفته أظنها من أعظم واغرب وابأس أيأس ماقرأت ، تعرية شديدة الواقعية لدواخل الانسان تجاه ضعف فرد فيه واتمنى ان تكون درسا في كتب الدراسة حقا قراءة وتفسيرا وتعلما ، اما قصة الوقاد أظنني تشتت قليلا فيها وأظنها ناقصة وأيضا ذات تحول غريب في شخصيات شخوصها نقطة واحدة اثارت حيرتي هي ثقة الفتى كارل روسمان بشخص غريب كالوقاد وايضا تعاطفه السريع تجاهه.
أما رسالته للوالد اتمنى ان يصدر منها نسخة وحدها اتمنى حقا ان يقرؤها الكل ليست لقيمتها الادبية بل لقيمتها التربويةفي رغبةابن بحب والده الشديد جدا خاصة عالمنا العربي والتي كما قال فرج بو العشة " يبقى أبو كافكا أذا ماقورن باﻻب العربي ابا عطوفا ورؤوفا "
بقية التحليلات وكثرتها ممل وقليل منها لفت انتباهي اذا لم امر بها مرورا سريعا لابد انها ستتكون مرجع جيد للراغبين والمهتمين وايضا اراها ضرورية لان شخصية كافكا من اكثر الشخصيات الادبية دراسة وان تحتوي المكتبة الادبية ولو على لمحة منها هو أمر جيد للعلم به. واضيف ان الدراسات الاخيرة التي اضافها وطفي للكتاب شيقة جدا عن الاسرة الصغيرة والزواج وازمته في حدود الاسرة الصغيرة قبلها وضع معلومات ايضا عن طباعة كتب واعمال كافكا ..أقول باختصار الكتاب مهم ورائع فيم يخص كافكا واثره الأعمق في الادب لا الماني ولا التشيكي ولا النمساوي بل العالم كله .
أتمنى انهي بقية الأجزاء هذا العام انتظارا للاجزاء القادمة منها.
A word of gratitude to a friend who once introduced me into the world of Kafka, saying that you will not regret it. Truth to be said I do not. PS do not read for Kafka in those weakest moments when you are perplexed, uncertain of yourself and have to weigh conflicting perspectives for and against competing options. It will not be helpful.
أول تجاربي مع كافكا، أعجبتني "الحكم" و"الوقاد" و"الانمساخ"، أما رسالته إلى الوالد فكانت مدعجة بالنسبة لي، وأعتقد بأن هذا يدل على قوتها، أنها استطاعت ترك هذا الأثر.
كافكا بين يدي اخيرا ... بعض الكتب يليق بها أن تكون هدية الإنسان لذاته لم أقرأ أقسام الكتاب المتتالية بترتيب لأني كنت متحمسة جدا لقراءة رسالته إلى والده بعدما سمعت عنها الكثير. اطلعت على الأجزاء التي تحوي سيرته ثم بشغف إلى عنوان ( رسالة الى الوالد) .. استغرقت أتأمل بعض الأجزاء منها وأعدت قراءة البعض الاخر مرارا وتجاوزت القليل منها المثقل جدا بالتعب ... ثم عدت لها حيث أن الألم أجدر به حينما يقرأ أن يرتب كل حسب لمسه لذاته بمرارة أقول إن كافكا اتقن وصف علاقته بأبيه وأتقن وصف مشاعر ذلك الإبن الذي تعرض للالم ، القهر ، القمع والظلم من احدى والديه ترك كافكا لدي برسالته ذلك النوع من الالم الذي طالما وصفته بانه يجعل للنفس صرخة صداها عظيم ولكنه صامت انتهيت منها وانا استغرق بداومة تساؤلات وافتراضات لا تنتهي ما الحل تجاه كل ذلك الظلم ! يقول كافكا واصفا مشهدا لوالده في احدى تلك الاستثناءات التي يبدو بها احسن حالا " عندما أتيت إلي بخطوات خفيفة ، في حجرة أوتلا أثناء مرضي الأخير، ووقفت على العتبة، ومددت عنقك فحسب كي تراني في السرير، ومراعاة لم تحيي إلا باليد، في تلك الأوقات كان المرء يستلقي ويروح يبكي فرحا، ويعود الان الى البكاء وهو يكتب هذا."
يمكنني أن أقول بكل ثقة أن هذا أفضل كتاب عن كافكا و عن أدبه. الترجمة ممتازة, و تحليل القصص مفصّل و يتناول كل رموز القصة بشكل تفصيلي, و يستعرض آراء العديد من النقّاد حول قصص كافكا, و خصوصا قصة "المتحول" و التي تكاد تكون أ��هر أعمال كافكا, حيث أفرد لها الكاتب معظم أجزاء الكتاب
لا أستطيع إلا أن أقول أن أ.إبراهيم وطفي قد قدم شروعا عظيما بهذه الترجمة الرائعة و الملحقة بدراسات نقدية متميزة و قيمة جدا.. هذا الكتاب الأول قد غير في بالفعل، و حول قرارات كنت قد اتخذتها في مسار حياتي..
الحكم، نصي المفضل لكافكا. قصة قصيرة من ١٣ صفحة فقط. لا أذكر كم مرة قرأتها، ولا أظن أني سأكتفي منها. كافة ثيمات كافكا الشهيرة متواجدة هنا. السلطة. المأزق. الفشل. الخزي. التّسليم. الحس الساخر الساخط. السّرد الكافكاوي الكوميدي الذي يأخذ سخرية الواقع على محمل الجد، وبشكل مأساوي. لمن يستكثر، أو يستثقل قراءة أعمال كافكا السابغة، اقرأ هذه القصة القصيرة على الأقل، لينجلي لك ما الذي تفوته على نفسك.
ربما لا يكون أسلوب المترجم هو الأسلوب الأمثل (فهو لا يتمتع بالسلاسة) ولكن عند قرائته يطمئن المرء إلى أمانة النقل وكماله نظرا للبحث المتعمق الذي قام به المترجم لكل كلمة في كل قصة أو مقال ضمها هذا الكتاب.
بدأت هذا الكتاب رغبة مني في التعرف على أدب كافكا، فكانت النتيجة أنني تعرفت على أدبه وعليه وعلى عصره وعلى الأدب الألماني بشكل عام.
السبب الوحيد أنني أمنح درجة مرتفعة لهذا الكتاب أنه يضم الرواية الرائعة " المسخ" أما بقية الكتاب فهو قصة "الحكم" وعي قصة بدائية. منحت من التفسيرات مالا تحتمله. و الوقاد التي اكتشفت أنها الفصل الأول من رواية"أمريكا" التي يقول المترجم أن اسمها "المفقود"!. و هي رواية لم تكتمل ولا أعرف لو اكتملت هل كانت ستصبح جيدة لأن ما قرأته كان سيئاً جداً. الجزء الأخير هو " رسالة إلى الوالد" و سر أهميته أنه يفسر الكثير من حالة كافكا النفسية وكتاباته التي أثارت الاهتمام الذي اقترب لدرجة الهوس بعد موته. بينما كان العالم أثناء حياته يعامله كما يعامل أبطال أعماله وكما عامله ابوه.
ابراهيم وطفي جمع كل ما يمكن جمعه من تفسيرات لكل عمل . وله الشكر على ذلك. ولكن لم يع أن القارئ ربما لا يريد ذلك بل يريد كتاب من نفس الحجم (فوق ال700 صفحة) به أعمال كافكا كلها.أكيد كنت سأفرح بها أكثر. مع حواشي أو مقدمة أو ملخص تفسيرات. كافكا عبقري نعم. رائد في مجال الأدب ومثير للدهشة نعم. لكن كل هذه التفسيرات تمنحه أكثر مما يحتمله ويستحقه. فله أعمال رديئة أو متوسطة مثل أي كاتب. ولكن على مدى الأجزاء كلها ستجد وطفي وقد جمع حوالي 2500 صفحة من التفسيرات التي قدمها العالم في أكثر من مئة عالم وكأنه اعتذار عن الخطأ الذي ارتكبه العالم في حقه في حياته.
على ما يبدو أننا فى كل تقييماتنا لأعمال "كافكا" سنتطرق لهذه النقطة المحورية وهى (علاقة "كافكا" المضطربة والمختلة بأبيه) . لا شك أنها انعكست بوضوح فى كل أعماله، وفى تصويره ورسمه لشخوص أبطال رواياته وقصصه .
ولكن هنا فى هذا النص القصير (الحكم) سيكون الأمر أكثر وضوحاً، وذلك لأن الحوار ينحصر بالأساس بين الابن الشاب والأب العجوز . فلا رمزية غامضة ولا أُحجِيَّة مستعصية هنا، وإنما جاء النص مباشراً والحوار كاشفاً .
أي إنهزامية وضعها "كافكا" فى شخص الابن الشاب ؟! وأى جبروت واستعلاء وعجرفة رسم بها شخصية الأب العجوز ؟!
هذه الإنهزامية المفرطة والاحساس المتأصل بالدونية لدى الابن تجلَّت بوضوح عندما أصدر الأب العجوز الثائر على ابنه حكماً هزلياً لا يملك بأى حال القدرة على تنفيذه، وكان هذا الحكم هو موت ابنه غريقاً .
فـنجد الابن الشاب يندفع من تلقاء ذاته، ودون أن يكلف نفسه أثناء حواره مع والده عناء الدفاع عن موقفه أو توضيح قضيته وتبريرها، نجده يندفع نحو شاطئ النهر، ومن ثم يلقي بنفسه فيه لينفِّذ هو حكم الموت الذى أصدره والده المتسلط بحقه . وهو يقول بصوت غير مسموع : "أيها الوالدان العزيزان لعمرى قد أحببتكما دائماً" ..
قراءة كافكا وفهمه لايحتاج فقط قراءة رواياته بل يحتاج لقراءته شخصيًا عبر رسائله وحياته وسيرته وارتباطاته، و والده وتأثيره الكبير على كثير من كتاباته إن لم يكن الأثر الأكبر كما يتجلى ذلك في الحكم ورسالة الى الوالد، وحمدًا لله ان الكتاب يشمل أغلبها، ففيه أحببت كافكا، حاولت فهمه رغم انك تشعر أحيانًا انه عصي على الفهم والمؤكد انه فهمني أكثر مما فهمته.