علوم الحديث علوم آلة تستعمل للكشف عن السنن الصحيحة المروية عن رسول الله (ص) من بين نَقْلِ كثير اختلط فيه الغثّ بالسمين، وألف فيه من المؤلفات ما ميسر عدّه. وهذه العلوم بدأت في أول أمرها علوماً تطبيقية غير مؤصلة تأصيلاً نظرياً من أجل تقريبها وفهمها، وتيسير استعمالها، بل دفعت ضرورة تمييز السنن الصحيحة من غيرها أئمة الأمة في الصدر الأول إلى الاجتهاد وبما هدت إليه العقول من أجل التحقق من صحة النقل، حتى نما ذلك مع نمو الأسانيد وكثرتها. إذ كلما بَعُدََ الزمان عن زمن التلقي، وهو عهد النبوة، فإن الأسانيد تطول، وطولها موجب الزيادة في التحري، فصار هذا العلم إلى التقنين؛ تلبية لما أوجبته الحاجة، على ما سيأتي بيانه في موضعه من هذا الكتاب. وجرى الناس من بعد على صياغة قواعد هذه العلوم كما صنعوا في التأصيل لسائر علوم الآلات، كالعربية، وأصول الفقه. واستمر عند المحققين في هذا العلم التحرير، والتقريب، والتسيير إلى هذا الزمان وأكثر العناية فيه كانت في مصطلحاته، حتى غلب على هذه العلوم تسمية (مصطلح الحديث) وصار لها في الزمن المتأخر عند المعتني بها، ما صار لسائر علوم الآلة، كأصول الفقه، أن تدرس كعلوم نظرية، لا تستعمل في الواقع، إلى أن تجرأت طائفة من الطلبة في هذا الزمان فصاروا إلى استعمال تلك المصطلحات للحكم على الأسانيد المروية، اكتفوا بمصطلحات ظاهرة قُصِدّت عند صياغتها أن يحفظها الصبيان في الكتاب، حسب هؤلاء أن هذا منتهى الطلب لهذا العلم، إلا نفراً يسيراً أدركوا وعورة الطريق، فسلكوه متأنين حذرين، مجتهدين في اتباع علاماته.
وقد رأى المؤلف بأن تلك العلامات تحتاج إلى ترميم، ومنها ما يحتاج إلى إعادة بناء، فكما قصد إلى تقريب (أصول الفقه) التي هي علامات المرور في طريق الفقه، فكتب "تيسير علم أصول الفقه" مقرباً ما ينبغي العلم به، محرراً للإقبال على كتاب الله عز وجل، فكتب "المقدمات الأساسية في علوم القرآن"، فكذلك وجب إتمام القصد في علوم الآلة أن يأتي المؤلف على علوم الحديث، ليحررها، لا اكتفاء بتقريب مصطلحاتها، بل بصياغتها بأتم صياغة ممكنة، مؤصلة من منهج أهلها، بأسلوب عصراني العرض تيسيراً على الطلاب، دون إخلال بشيء من مراد أهله، مع ما انضم إلى ذلك من سؤال من كثير من طلبة هذا العلم الحريصين على تحقيق مسائله وتحريرها.
لذا جاء هذا الكتاب الذي حوى زبدة الأفكار في علوم الحديث، والمقيد فيه من المسائل والآثار، ليقدم فائدة عظيمة للدارسين في هذا المجال ومن مختلف مجالات علوم الحديث.
أنا بخيل بالخمس نجوم، إلا أن الكاتب لم يدع لي مجالا :)
كعادة الشيخ الجديع كتاب متعوب عليه، من ناحية الجمع والتحقيق والاستقصاء والعرض وعلمت ممن يعرفه أنه هو بنفسه يقوم بضبط الحروف وتشكيل الكلمات!، الكتاب ضخم (1100) صفحة تقريبا تناول فيه (علم الحديث)، الكتاب مميز جدا يذكر الأمثلة الواقعية على كل شيء تقريبا، ومميز كذلك يتحريره وتدقيقه للمسائل وللأقوال التي يذكرها الأئمة وفي تخريجه لكل الآثار (أقوال الصحابة أوالعلماء بله الأحاديث)الواردة في الكتاب وحكمه عليها، وفيه من الفوائد والتنبيهات الشيء الكثير
لا أنصح به من لم يطلع على شيء من علم الحديث لضخامة الكتاب ولتناوله العديد من المسائل التي قد لا يحتاجها من لم يقرأ شيئا في هذا العلم.
تم بحمد الله. وقد مضت سنوات طوال منذ اقتنيته ونويت القراءة ولكن لا راد لقضاء الله. والكتاب من أبدع وأجود ما قرأت وفاق كل توقعاتي والمؤلف غني عن التعريف وهو أحد أعلام هذا العلم الشريف. على أن قراءة واحدة لا تكفي أبدًا وأرجو من الله أن يخرج المؤلف حفظه الله كتابه في العلل الذي أكثر من الإشارة إليه في الهوامش. والله ولي التوفيق __ قد من الله عليّ بقراءة ثانية متأنية لهذا السفر النفيس والتي زادتني ثقة في رسوخ قدم مؤلفه حفظه الله ونفع الله بعلومه المسلمين، كما زادتني شوقًا إلى رؤية كتابه في العلل وفقه الله وأعانه على إخراجه في أبهى حلة. وأرجو قراءة ثالثة أوتر بها إن شاء الله، والله يتقبل منا
كتاب مميز جدا... لا أقول "من أفضل الكتب" بل أقول "أفضل كتاب" في علوم الحديث فاق به المعاصرين وكثير من المتقدمين. جودة الترتيب، نفاسة تحرير المسائل، عمق الطرح. أصرحكم، دراستي للعلوم الحديثية لها طورين: ما قبل كتاب الجديع وما بعد كتاب الجديع. الكتاب غير نظرتي تماما في مسائل ومناهج كثيرة 5 نجوم من غير تردد. جزاك الله خيرا يا شيخنا العزيز، ونفعنا بكم في المستقبل.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، رغم كل الظروف بفضل الله وحده وكرمه أكملت الكتاب أخيرا ،الحمد لله الحمد لله أما بعد فهذا كتاب نافع جدا غني بعبارات المتقدمين نافع بأمثلته و تعقيباته، أسأل الله أن يبارك في عمر مؤلفه ويبارك في عمله
من أفضل الكتب المعاصرة الذي يقدم علم الحديث المتقدم بشكل معاصر وسهل الكتاب جزأين يضم أهم مباحث الحديث، وركز المؤلف خصوصاً على شروط قبول الحديث وتوضيح أهم العلل لرفض هذا الحديث وقبول ذاك الحديث
هذا الكتاب المهم للمتخصص في مصطلح الحديث من الكتب التي يستحق أن نقول فيها ( كم ترك الأول للآخر ) .. كتاب محرر متقن في بابه .. قسمه لأبواب وفصول بدأها بالتعريف بالحديث وما يتعلق به ثم أقسام الحديث المقبول ثم المردود طريقته أن يأتي أولاً على النوع ( مثلًا الحديث الصحيح ) فيذكر تعريفه ثم يحقق ذلك فيذكر تعريفات السابقين له ويناقش ذلك ويتحدث عن ألفاظهم في كل باب - قلّ أو كثر - كما ختم كتابه بذكر مسألة مهمة وهي حكم العمل بالحديث الضعيف ..
ما يميز هذا الكتاب حقيقة بالإضافة إلى ذكر أقوال الأئمة السابقين كأحمد وابن معين وابن المديني والبخاري والترمذي وغيرهم - رحم الله الجميع - هو تحقيق نسبة القول لكل واحد منهم فهو يذكر ثم يذكر في الحاشية إسناده ويبيّن صحة ذلك أو ضعفه بالنظر لحالة الرواة ..
الكتاب جميل للمتخصص لا يُملّ
ومن الموافقات أن الشيخ أن مراجعته على الكتاب وضبطه في ١٤ محرم ١٤٢٤ هـ وأنهيت قراءته في ٩ محرم ١٤٤١ هـ
من أجمل الكتب الجامعة التي كتبت في أي تخصص شرعي، شمل كل الفوائد والموضوعات التي تهم طالب علوم الحديث، وحري بطالب العلم أن يتقنه ولو كان تخصصه في غير علوم الحديث. مع وجود بعض الفوائد التي قد يُعترض عليها أو تُناقش، لكن في مجمله ممتاز وعظيم الفائدة.