إن يكن كل ما فعله فرويد في نظريته عن الهفوات وعن الأحلام أنه قدّم مدخلاً إلى التحليل النفسي، فإنه في نظريته عن الأمراض العصابية يطرق لب الموضوع ويعرض جوهر التحليل النفسي ومادته النوعية. والفتح الكبير للتحليل النفسي، بالمقارنة مع الطب العقلي التقليدي، أنه ميّز الأمراض العصابية عن جملة الأمراض العصبية وأرجع منشأها إلى الصراع الداخلي الذي يدور في لاشعور الإنسان بين غرائز الأنا والغرائز الجنسية، بين مبدأ الواقع ومبدأ اللذة. والمحاضرات الثلاث عشرة التي يتألف منها هذا الكتاب تتميز، كسائر المحاضرات التي ألقاها فرويد تحت عنوان "المدخل إلى التحليل النفسي"، بطابعها التعليمي الواضح والشامل الذي يجعلها في متناول المبتدئ، علاوة على المختص، وهي في الإجمال تُقدم أكمل عرض لعلم أسباب الأمراض العصابية ومغزى أعراضها وطريقة معالجتها، وأمتع وصفٍ للعديد من الحالات التي يعود إلى التحليل النفسي وحده فضل شفائها أو كشف معناها. بقراءة "النظرية العامة للأمراض العصابية" يدرك القارئ لماذا استحق التحليل النفسي أن يلقَب، عن حق، بعلم نفس الأعماق البشرية. =The general theory of neurotic diseases
Dr. Sigismund Freud (later changed to Sigmund) was a neurologist and the founder of psychoanalysis, who created an entirely new approach to the understanding of the human personality. He is regarded as one of the most influential—and controversial—minds of the 20th century.
In 1873, Freud began to study medicine at the University of Vienna. After graduating, he worked at the Vienna General Hospital. He collaborated with Josef Breuer in treating hysteria by the recall of painful experiences under hypnosis. In 1885, Freud went to Paris as a student of the neurologist Jean Charcot. On his return to Vienna the following year, Freud set up in private practice, specialising in nervous and brain disorders. The same year he married Martha Bernays, with whom he had six children.
Freud developed the theory that humans have an unconscious in which sexual and aggressive impulses are in perpetual conflict for supremacy with the defences against them. In 1897, he began an intensive analysis of himself. In 1900, his major work 'The Interpretation of Dreams' was published in which Freud analysed dreams in terms of unconscious desires and experiences.
In 1902, Freud was appointed Professor of Neuropathology at the University of Vienna, a post he held until 1938. Although the medical establishment disagreed with many of his theories, a group of pupils and followers began to gather around Freud. In 1910, the International Psychoanalytic Association was founded with Carl Jung, a close associate of Freud's, as the president. Jung later broke with Freud and developed his own theories.
After World War One, Freud spent less time in clinical observation and concentrated on the application of his theories to history, art, literature and anthropology. In 1923, he published 'The Ego and the Id', which suggested a new structural model of the mind, divided into the 'id, the 'ego' and the 'superego'.
In 1933, the Nazis publicly burnt a number of Freud's books. In 1938, shortly after the Nazis annexed Austria, Freud left Vienna for London with his wife and daughter Anna.
Freud had been diagnosed with cancer of the jaw in 1923, and underwent more than 30 operations. He died of cancer on 23 September 1939.
فرويد ليس فقط عالم نفس عبقريّ، بل فيلسوف وأديب أيضًا، والأهمّ، هو خياله الخصب في التعامل مع السلوكيات البشرية، والذي يمكّنه من تأليف التفسيرات الفانتازية الإيروتيكية لأيّ سلوك، وفق قاعدته التي نص عليها بوضوح في هذا الكتاب: في جميع الحالات، يجب على التحليل أن يقتحم مسرح الأحداث الجنسية، ويزيح النقاب عن رغبات المرضى الجنسية، وملاحظة أن أعراضهم لا تهدف إلا لإشباع الحاجة الجنسية . وهو يعلم، رغم خياله الجموح وعباراته القاطعة وتعميماته النهائيّة، بأنّ قارئه يدرك وصايته وقصور استدلاله على نتائجه، فهو بعد تفسير المائدة في المنام بالفِراش والأواني الجديدة بالعذرية، ونحوها، يكتب: أريدكم أن تستوعبوا هذه الفكرة، وأنا أؤكد لكم، بأنّ هذا هو واقع الحال، دومًا، وفي كلّ الحالات، وإن لم يكن في مقدوري أن أبرهن عليه . فكرته آخر الكتاب عن الفنان لطيفة، وصفه بأنّه الذي: يعرف كيف يُلبس أحلام يقظته شكلًا، يحررها من طابعها الشخصي الذي قد يثير نفور الغير، وكيف يجملها ليخفي عن الأنظار أصلها، ولديه قدرة عجيبة على صياغة مواد معينة، ليجعل منها صورة أمينة عن التصور الذي يعتمل في خياله، وتصبح مصدر متعة للاخرين، متيحًا لنفسه ولغيره تجاوز الحصون نحو لا شعورهم المكبوت
النظرية العامة للأمراض العصابية سيجموند فرويد ...................................... كتاب جديد أقرؤه لسيجموند فرويد، لا أعتقد أنه أضاف جديدا لما قرأته من قبل، فقد قرأت له أكثر من عشرين كتابا. الكتاب عبارة عن تجميع عدد من محاضرات فرويد بعد تفريغها ووضعها بين دفتي كتاب جاوزت صفحاته المائتين وخمسا وسبعين صفحة. وأعتقد أن الكتاب ليس من أوائل كتبه؛ لأنه جمع فيه أغلب الأفكار التي ناقشها في أغلب كتبه السابقة، فقد ناقش فيه موضوع التحليل النفسي، والمقاومة التي يبديها المريض في جلسات التحليل النفسي ليمنع الذكريات المكبوتة من الفرار من قبضة العقل. كذلك تحدث عن الكبت، وهو الوسيلة النفسية التي يلجأ إليها الإنسان لإخفاء رغباته النفسية الحقيقية إذا كانت تتصادم مع التقاليد الراسخة للمجتمع. تحدث أيضا عن حياة الإنسان الجنسية، فأعاد الحديث عن النمو الجنسي للإنسان معيدا التأكيد علي أن الرغبات الجنسية تنشأ مع الطفولة وليس مع البلوغ، غير أن ارتباط الميول الجنسية بالتكاثر والممارسة الجنسية يأتي فقط مع البلوغ. تحدث أيضا عن تطور الليبيدو، وهو الطاقة الحيوية التي تنظم حياة الإنسان، كذلك تحدث عن الحصر كعرض لمرض نفسي، كذلك تحدث عن النرجسية وهي انحراف يحدث فيحب الإنسان فيه ذاته. الكتاب في الحقيقة يعتبر مملا بشدة لكثرة الاستطرادات التي مر بها المؤلف وكثرة الحكايات والأمثلة، كما أن التكرار أيضا قد جعل عامل الملل فيه كبير. لكن بالرغم من ذلك فانا أنصح بقراءته، لكن علي القارئ أن يبدأ لفرويد بكتب مثل: التحليل النفسي، وتفسير الأحلام، وموسى والتوحيد، والطوطم والتابو، ومافوق مبدأ اللذة، ومستقبل وهم.
يعتبر هذا الكتاب الجزء الثالث من سلسلة محاضرات قدمها فرويد لطلابه فى فصول دراسية متتالية ، تقع جميعها تحت عنوان مدخل إلى التحليل النفسى . حيث ناقش فى الجزء الأول منه كمدخل أولى تحليل الهفوات ، وفى الجزء الثانى يتقدم خطوة اخرى بطلابه للأمام فى النظرية من خلال تحليل الأحلام ، ليبدأ فى الكتاب الثالث الذى بين أيدينا من حيث إنتهى فى الجزء الثانى والذى يجب أن نضم إليه فهمنا للهفوات فى سلسلة المحاضرات الأولى لنفهم سبب إختيار هذه المواضيع بالذات والتى بدراستها يترسخ لدينا بالتدريج فهماً نظرياً وعملياً لطبيعة اللاشعور وآليات عمله وتفاعلاته المختلفة مع الأنظمة النفسية الأخرى كالشعور وما قبل الشعور ( نظرية اللاشعور ) . ومن هنا يبدأ فرويد فى تنظيم المفاهيم الأساسية فى نظريته التحليلية بشكل منهجى عبر العديد من التساؤلات ومحاولات الإجابة ( المنطقية والتجريبية ) والنقد ووضح الحدود الدقيقة لهذه المفاهيم الوصفية . ويهتم نهاية بالإجابة على السؤال الأهم عن جدوى التحليل النفسى ومزاياه العلاجية مقارنة بالطرق التقليدية آنئذ سواءً بالعقاقير المخدرة او بالتنويم المغناطيسى والإيحاء وغيرها من الطرق التى لا تمس صميم المرض النفسى لا لدى المريض ولا المعالج . وبالتالى تكمن واقعية العلاج التحليلى التى يبينها فرويد من منظور تجريبى عملى من خلال فهمه لواقعة التحويل خلال التحليل والتى تتكرر بشكل غير مفهوم خلال طرق العلاج الأخرى كذلك . ويعتبر فهم نقاط المقاومة والتحويل والتحويل المضاد هى المحطات الحاسمة خلال رحلة الوصول للشفاء الكامل ، التى تتم بشكل واضح كما ذكر فى الأعصبة التحويلية - كالهيستريا والعصاب الوسواسى - والتى يتمكن فيها كثيراً - بمساعدة الظروف والطرق المناسبة - من تعرية لاشعور المريض أمامه ونقله إلى شعوره ليصبح موعى به وهو ما يمنح المرضى ليس فقط الشفاء ، بل أيضاً حصانة ضد المرض النفسى فى المستقبل . إلا أن فرويد ككل عالم نزيه يؤسس علماً جديداً أو يضع نظرية جديدة ، لا يسعه إلا أن يضع أمام دارسيه الحدود التى لا تزال قائمة فى سبيل شمولية النظرية . فشرح بشكل واف أسباب طول الوقت اللازم للعلاج التحليلى والذى يختلف تبعاً لكل حالة ، كما بين العوامل التى تعترض سبيل نجاح الحالات الممكنة كالعوامل الإجتماعية أو مدى درجة النكوص ( شدة المرض ) لدى الحالات قيد العلاج والتى ترتبط بها شدة المقاومة خلال العلاج ، وقد فسر منطقياً وتجريبياً كيف أن مقاومة المرضى بالأعصبة النرجسية - كالبارانويا والجنون الهذائى والخبل المبكر - تكون شديدة لدرجة تستعصى على المحلل ، كما أنهم فاقدون للقدرة على التحويل الذى يعمل كنقطة مضيئة وبصيص أمل للمعالج ، وبالتالى هم خارج مجال العلاج التحليلى بالنسبة لفرويد إلا أنه بين كيف يمكن للتحليل أن يضئ لمسارات أخرى من التفكير تحتاج إلى الكثير من التجربة والممارسة من اجل الوصول لطريقة مناسبة لعلاج هذه الحالات المستعصية . عموما وجدته أفضل كتاب يمكنه أن يعرض نظرية الأمراض العصابية بشكل مختصر ينظم الافكار والمفاهيم ويضع بينها العلاقات كما الحدود ، فبعد ان تقرأ الكثير من الكتب التى تستفيض فى شرح مفاهيم محددة بغاية تعميق فهمها ، دائما ما نحتاح قراءة كتاب يضع الرؤية العامة الشاملة فى تضمنها لكل ما هو تفصيلى فى ديناميكيته التى من خلال طبيعة حركيتها ترسم وجه الفرد .