الكتاب يؤكد أهمية اللقاء بين الفلسفة والعلم، بين القيم والتكنولوجيا، وبين الأخلاق والتطورات العلمية الحديثة لاسيما في مجال الهندسة الوراثية التي أحدثت ثورة كبرى في العلم والمجتمع معاً هزت المفكرين وقادة الرأي كما هزت رجل الشارع سواءً بسواء.
بينما كنت أسير بجانب السور المحيط بجامعة القاهرة التفت إلى تلك الكتب القديمة التي نثرها بائعها على الرصيف، فلفت انتباهي هذا الكتاب بعنوانه، وأعترف أن عنانه خادع ولا يعبر بشكل واضح عن محتواه، فقد كان يشغلني في ذلك الحين علاقة الوراثة بالأخلاق، بمعنى الأخلاق المتوارثة، وكيف تنتقل صفة كالبخل مثلا أو الكرم أو الشجاعة من الأب إلى الابن أو إلى الحفيد، وهذا ما دفعني إلى شراء هذا الكتاب، لكنني وجدته يتحدث عن أخلاقية الهندسة الوراثة، وهذا هو الاسم الذي أقترحة والذي أراه أقرب دلالة على محتوى الكتاب الذي يناقش البعد الأخلاقي للهندسة الوراثية وتطوراتها من اخصاب صناعي وأطفال الأنابيب والاستنساخ، ويتناول هذه القضاية من وجهة نظر دينية تارة وفلسفية تارة أخرى.
وهذا الكتاب عبارة عن بحث في هذه القضايا فلن تجد للباحثة صاحبة الكتاب أي آراء خاصة بها بل هي تنقل الآراء محاولة تقريبها إلى القاريء، وليس في وسعي الحكم على توازنها البحثي إذ أنني غير مطلع كفاية على تلق القضايا وما جرى حولها من بحوث وإنما مصدري الأول فيها هو هذا البحث، لكن ما لاحظته هو أن الباحثة قد مالت لا برأيها وإنما بنقلها إلى جانب التحذير من هذا التطور في التكنولوجيا الحيوية، فقد غلب في بحثها رأي الفلاسفة وعلماء الدين الذين ينظرون إلى هذا التطور بترقب وحذر رأي أولئك المنفتحين على هذه التكنولوجيا تماما، ورغم أنني أتفق معهم إلا أنني كما قلت لا أزعم أن في استطاعتي الحكم على تناول الباحثة لكلا الرأيين باطلاع تام.
والكتاب في مجملة رائع بحق أضاف إلى معرفتي ما لم أكن أعرفه من قبل، وقد أحسنت الباحثة بتقديما نبذه مختصرة عن تاريخ الأخلاق الطبية مما جعل الانتقال بين أبواب الكتاب سلسا وممتعا.
العلم بغير شك هو الحقيقة الكبرى فى عصرنا الحاضر . ................................................ اصدارات عالم المعرفة كتاب الهندسة الوراثية والأخلاق ناهدة البقصمى . ............................................. إننا إذا لم نكن واعين فسيتذكرنا التاريخ على أننا الجيل الذى رفع إنسانا إلى القمر بينما هو غائص إلى ركبتيه فى الأوحال . ......................................... موقف الدين من العلم والصدام المتوقع والمستمر نتيجة التطور المستمر والهائل للتكنولوجيا هذا هو جوهر الكتاب الذى حاول تقديم تلك الفكرة بشكل مبسط ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة للتوافق بينهما العديد من الحلول الطبية والبيولوجية لمشكلات يعانى منها الجميع وحُرِم منها لأسباب عديدة والتى تجد الدين كحائط صد لها وخصوصا لدى المسلمين هل للعلم حدود يقف عندها ؟ الإجابة بالتأكيد لا سيواصل العلم تقدمه بدون اى ضابط أو وازع سوى ما يريده العلماء من تلقاء أنفسهم ولاعزاء للجميع ............................................... وفى النهاية أنقل من الكتاب : " إن العلم لا يتجاوز " قدسية الحياة " حين يتلاعب " فيها " لهدف إنسانى "
الكتاب عبارة عن الدراسة العلمية جرت حول الانسان والتطورات البيولوجية حيث تطورت ثورات العلمية والتكنولوجية من مميزات وانعكاسات على الحياة البشر ومما يثير من امل والرعب عن استخدامات تكنولوجيا في خدمة البشرية. الكتاب ايضا اعطى الدراسات قضايا الاجتماعية، الاخلاقية، والدينية عن ضرورة لناس ان يكون لديهم دور في ابحاث والتطبيقات التي يمكن ان توثر على حياتهم ووضع اولوية لتخصصات العلمية والتقنية بالشكل دقيق ووضع حد من مخاطر التي انتج العلم كاسلحة النووية، استخدام الطاقة الذرية لي اغراض العسكرية، تشوهات الوراثية، الفوسفور وتحويلها الي منافع لخدمة الانسان في الطب، الصناعة، والزراعة تحت ايد حكيمة، مواقف الدينية والاسلامية منها حول تزايد استكشافات الطبية وتكنولوجية حيث دارت موتمرات والمناقشات حول الحل والمحرمة منها خاصة فيما يتعلق با اخصاب الصناعي ،علاج العقم، تحسين النسل، وقضايا اخرى حول استنساخ الحيوي ومخاوف يمكن ان تخرج عن السيطرة بالمستقبل.
قد تقرأ كتاب ما تشعر معه بالمتعة أثناء القراءة دون استفادة ..وكتاب آخر مكتظ بالمعلومات دون أن تشعر بالمتعة التى ترجوها ..ولكن أيضا هناك كتب للاستفادة و المتعة معا و هذا الكتاب من ضمنها ..أشعر بالسعادة تغمرنى لأنى استطعت أن أقرأ هذا الكتاب والذى يتناول موضوع علمى من الناحية الفلسفية و الأخلاقية مما يعنى أننى كنت على حق عندما اعتقدت أن الفلسفة صالحة لحل مشكلات المجتمع وليست مجرد نقاشات عقيمة لا قيمة لها أسلوب الكتاب سهل للغاية يتناول موضوع الإخصاب الصناعى و أطفال الأنابيب والهندسة الوراثية و الاستنساخ الحيوى بالشرح والتحليل موضحا رأى علماء الدين الإسلامى والمسيحى و رأى الفلسفة فى تلك الموضوعات ما لفت نظرى هو أن اهتمام علماء الدين المسيحى من الغرب كان واضحا ومهيمنا بعكس علماء الدين الاسلامى الذين ينظرون الى الموضوع انه مازال فى طور التجريب كما أعجبنى فكرة إشراك المجتمع فى الغرب فى الموافقة على تلك التجارب او عدم الموافقة لانها تجارب تؤثر على المجتمع ككل الموضوع خطير لأنه قد يؤثر على الانسانية برمتها ..وقبل العلم نحن بحاجة إلى الحكمة فى مثل تلك الأمور لكى نستطيع استخدام العلم فيما يفيد البشرية فقط ..الكتاب مفيد لأنه يوسع مدارك وعقل الإنسان و يساعدك على التفكير فى موضوع علمى وبطريقة مبسطة
حسناً، لا أنكر أني استفدتُ من الكتاب من خلال طرح الأسئلة الأخلاقية حول الهندسة الوراثية والاستنتساخ، وبعض اكتشافات العلم الحديث، لكنني أعتقد أن هذا الكتاب هو أقل إصدارات عالم المعرفة مستوىً.
عنوان الكتاب لا يعكس المحتوى بشكل وافٍ. الكتاب يتحدث عن الأخلاق والهندسة الوراثية وتقنيات الإخصاب الجديدة. والكاتبة لم تكن موضوعية دائماً أثناء مناقشتها للمواضيع والأفكار بل حرصت أن تصم بعض الأفكار بمخالفتها الأخلاق أو الأديان، رغم أن مقدمة الكتاب قدمت الأخلاق بأنها متغيرة لا ثابتة، ونسبية لا مطلقة.