لا يكاد هديرُ أنفاسِه يتوقف، إما أن ينتصر، أو يعود أدراجه إلى زنزانته الضيقة؛ ليتقوس داخلها، اتّقد وشعر بحرارة في أطرافه، لمحها تقتفي أثر المعركة بينه وبين خصمه الشرس، أيُّهما يفوز بقلبها؟! انطلق مسرعا ناحية الفضاء، حلَّق بأجنحة خفية، جهز مخالبه، استعد لغرسها في رقبة العدو، ها هو يهبط كالطائرة النفاثة، النيران تشتعل في محركاتها، يصطدم بالأرض، خصمه أفلتَ من ضربة قاضية، زاح إلى اليمين، هاربا من غضب شيطاني. عاود الكرة مستجمعا ما لديه من قوى، كالسهم انطلق يلاحق الفريسة، سيمسك بها، ليس هنالك مهرب من الحياة، سيقبض بكل قوته على رقبة العدو، ليذيقه القسوة والألم، ابتعد خصمه، ليس ساذجا كما يبدو، يُحدِّث نفسه: كنتُ قريبا جدا من إصابته، ماذا يحصل لي؟! لا أستطيع الانتصار على