يتناول كتاب تاريخ أوروبا في العصور الوسطى سعيد عبدالفتاح عاشور الحقبة الوسطى في التاريخ الأوروبي، والتي بلغت الألف عاماً. حيث تُعتبَر تلك الفترة واحدة من أهم الفترات التي أسهمت بشكل أساسي في تطور التاريخ البشري، ويوضح الكاتب من خلال كتاب كتاب تاريخ أوروبا في العصور الوسطى أهم الأسس والأحوال التي مرت بها أوروبا خلال تلك الحقبة الزمنية، بداية من استعراض أحوال الإمبراطورية الرومانية وما يليها. وهو بمثابة مدخل لدراسة تاريخ أوروبا في العصور الوسطى، وقد تم إعادة نشر الكتاب سنة 2023 بواسطة دار النهضة العربية للنشر والتوزيع.
سعيد عبد الفتاح عاشور أستاذ تاريخ العصور الوسطى بكلية الآداب، جامعة بيروت العربية، وجامعة الاسكندرية. له أكثر من 22 كتاباً في تاريخ العصور الوسطى في أوروبا والمشرق العربى الإسلامي. نشر العديد من الأبحاث والمقالات العلمية على مدى تاريخه العلمى الطويل. ترأس الدكتور عاشور كرسى العصور الوسطى لعدة عقود بأقسام التاريخ بجامعة القاهرة، جامعة بيروت العربية، وجامعة الكويت. حاضر، وأشرف على الأبحاث، وعمل كأستاذ زائر، بالعديد من الجامعات المصرية والعربية. أجمع المؤرخون العرب في مؤتمرهم الكبير الذي عقد عام 1991 في القاهرة على انتخابه رئيساً لإتحاد المؤرخين العرب وهو المنصب الذي ظل يحتفظ به بإجماع الأعضاء، الذين لقبوه بشيخ المؤرخين العرب، حتى اعتزاله وتقاعده لظروفه الصحية، في العام 2005.
ولد سعيد عاشور بحى الروضة بالقاهرة وكان أبوه أستاذاً بدار العلوم، فنشأ في بيئة محافظة لأسرة مصرية من الطبقة الوسطى وهى الطبقة التي كان ينتمى إليها رجال التعليم وموظفى الحكومة والمهنيين في ذلك الوقت. أظهر سعيد عاشور نبوغاً وجدية وكان من أوائل الخريجين في جميع مراحل التعليم التي تدرج فيها حتى نال شهادة التوجيهية (الثانوية العامة) عام 1940. التحق بكلية الآداب والتي كان عميدها في ذلك الوقت الأستاذ الدكتور أحمد أمين المؤرخ والأديب المعروف. إختار دراسة التاريخ حيث تتلمذ على أيدى زمرة من أعلام وشوامخ مؤرخى مصر مثل حسن إبراهيم، ومحمد مصطفى زيادة، وعزيز سوريال، وزكى على ومحمد شفيق غربال ومن المستشرقين جوجيه ودايتون وغيرهم، ممن يضيق المقام عن ذكرهم. وفى عام 1944 حصل على شهادة الليسانس بتقدير جيد جداً، وسجل رسالته لدرجة الماجستير بعنوان "قبرس والحروب الصليبية" تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد مصطفى زيادة. وباختياره موضوع تلك الرسالة ربط حياته ومستقبله بالدراسة والبحث في العصور الوسطى والحروب الصليبية والتي إستأثرت بأهم وأضخم مؤلفاته في سنوات لاحقة. سافر إلى العراق عام 1946 حيث قضى عامين كمساعد لأستاذه الدكتور محمد مصطفى زيادة الذي كان قد أنتدب مع ثلاثة من الأساتذة المصريين لوضع أسس أول جامعة في بغداد. وفى عام 1949 حصل على درجة الماجستير بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، وهو نفس العام الذي رزق فيه بأول مولود له. واصل دراسته العليا حتى حصل على درجة الدكتوراه مع نفس الأستاذ – دكتور محمد مصطفى زيادة- عام 1955 بتقدير ممتاز وكان موضوعها "الحياة الاجتماعية قي مصر قي عصر سلاطين المماليك". وفى سنة 1955 عين الدكتور سعيد عاشور مدرساً لتاريخ العصور الوسطى بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (القاهرة).
أسهم عام 1956، ضمن وفد من الأساتذة في تأسيس وافتتاح الدراسة بفرع جامعة القاهرة بالخرطوم، وقام بالتدريس بذلك الفرع لمدة فصل دراسى واحد. عمل أستاذا زائراً بجامعة الرياض سنة 1961 لمدة عام واحد، وجامعة الجزائر سنة 1973، وجامعة بيروت العربية خلال الفترة من 1973 إلى 1975، وجامعة الكويت في الفترة من 1975 إلى 1985، كما إشترك في اللجنة التأسيسية التي خططت لإنشاء جامعة السلطان قابوس بعمان خلال الفترة من 1983 إلى 1985. توفي سعيد عبد الفتاح عاشور عن عمر ناهز الـ87 عاماُ. ويعد عاشور من كبار المؤرخين في العالم العربي ويُطلق عليه شيخ المؤرخين فقد كان رئيس اتحاد المؤرخين العرب سابقا.
لو محتاج تقرا عن العصور الوسطى يبقا لازم تقرا للدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور. افضل و اعلم من أرخ للعصور الوسطى في الوطن العربي كله. فترة العصور الوسطى تحديدًا من اهم فترات التاريخ اللي بتستهويني ، قريت فيها كتب كتير جدًا، سواء في التاريخ الاسلامي او تاريخ اوروبا. مفيش افضل من طرح دكتور عاشور.
في الكتاب دا هتفهم كيف ولدت اوروبا من رحم الامبراطورية الرومانية: مين قبائل الكيلت، مين الچيرمان و البرجنديين ، و الوندال و القوط ، و ازاي انقسمو لقوط شرقيين و قوط غربيين ، دا غير اللومبارد و الميروفرنجيين.
و ازاي القبائل دي شكلت اوروبا الحالية. الكتاب غني جدًا بالتفاصيل ، علم غزير تركهولنا دكتور سعيد عبد الفتاح عاشور للقارئ المهتم بالعصر القروسطي .
الكتاب ثمين جداً يسلط الضوء على واحدة من أهم فترات التاريخ الأوربي إذا لم تكن أهمها ايضاً سلط الضوء على دور الكنيسة الفعال في هذه الحقبة الزمنية وبوب باباً عن الحروب الصليبة وأسبابها ..الخ وتحدث بشكل لا بأس به عن سقوط الأندلس بأيدي الصليبيين وأشار ايضا إلى الخلافات بين الكنيستين الشرقية والغربية والخلاف الأيقوني بينهما . الكتاب رائع ومثري يقع في مجلدين .
عظيم , أحببته و أحببت تاريـخ أوروبا من خلاله , ظهور المسيحية , قسطنطين الاول , الكنيسة و الامبراطورية , الجرمان , شارلمان و الفرنجة .. الصراع بين الكنيسة و الامبراطورية معالم أوروبا في العصور الوسطى , النظام الاقطاعي , طبقات المجتمع و صفوة البلاط , التعليم و الأدب و الفنون , ثم النهضة في إيطاليا كتابٌ شيقٌ للغايـة , ممتع رغـم طوبة , قيمٌ و مفيد بكل ما تحمله الكلمة من معنى
يعالج الكاتب سير الاحداث فى أوروبا الغربية على وجه التحديد خلال الفترة الممتدة من القرن الثالث الميلادى مع اشتداد خطر هجرات القبائل الشمالية على الامبراطورية الرومانية على عهد دقلديانوس وقسطنطين . وحتى اواسط القرن الثالث عشر بنهاية حكم فردريك الثانى وأسرة الهوهنشتاوفن الألمانية للإمبراطورية الرومانية المقدسة او الغربية والتى تضم المانيا وأجزاء من إيطاليا . ويهتم الكاتب بشرح الأحداث الهامة فى تواترها وعلاقاتها كالحروب المستمرة بين الإقطاعيات التابعة لنفس المملكة او بين اقطاعات الممالك المتعادية ومن أهم ما يتنبه له القارىء هو رؤية الكيفية التى تكونت بها القوميات الأوروبية الغربية الحديثة كألمانيا وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا والدول الإسكندنافية وان يكن بشكل غير كامل ولكن يمكن ملاحظة تكون هذه القوميات وتتبع اصولها فى اطوارها الاولى التى اخذت فى التشكل مع نهاية الالفية الاولى بعد الميلاد وخصوصا بعد هجمات الڤايكنج الشماليين على القارة وانجلترا . وكذلك يهتم قارىء التاريخ لهذه الفترة بتتبع خط سير الملوك والاباطرة والأسر الحاكمة الهامة فى الملكيات سواء بالاحداث الخاصة بحياة كل منهم او بصراعاتهم وتعاقبهم على العروش . وهذا هو النهج التاريخى الذى ينتهجه الكاتب فى تناوله لانجلترا ، فرنسا ، الامبراطورية ( ايطاليا والمانية ) كل على حده . وهو ما يعتبر وجه القصور الاهم فى هذا الكتاب حيث يكون القارىء مشتتاً إن لم يهتم بتسجيل التواريخ الخاصة بكل حدث او حاكم ومكانه ليربطه فى علاقته الحية فى زمانه باحداث او حكام اخرين فى مكان اخر . فان لم يلاحظ القارىء مثلا عنف بعض الاباطرة الالمان تجاه البابوية فى روما وقدرتهم على تغييرهم والتحكم بهم تماما فى فترة ما فانه لن يعى جيدا عند تناول الحديث عن فرنسا -والذى يسبق سرد احداث الامبراطورية اساساً- لماذا حاول ملوك فرنسا التمسك بالسيطرة على رجال الدين فى الاقطاعات الفرنسية وجعل تعيينهم وعزلهم وولائهم للملك أولاً ثم للبابا . وهكذا يترك الكاتب للقارىء مهمة الربط بين الأحداث وجعلها متوازية زمانيا كى يتمكن من تكوين صورة حية للأوضاع فى أوروبا الغربية عموما فى كل فترة زمنية . كما ان الكتاب لا يشمل الحديث عن الحياة الثقافية والفكرية لشعوب اوروبا القروسطية الا بشكل عابر او مجرد تلميحات وانما يركز بشكل اساسى على التطورات السياسية الحادثة وان كان اغلبها ذو طابع او كسوة دينية نظرا لطبيعة العصر وفكره . كالحروب الصليبية والتى لم يتناولها الكاتب تفصيلياً ربما لوقوع احداثها خارج اوروبا الغربية . وكذلك الحروب بين رجال الدين العلمانيين من القساوسة والاساقفة وكهنة الاديرة . او صراع الباباوات والأباطرة . وهى كلها صراعات أدت فى نهايتها لارساء اسس القوميات الحديثة بشكل لم يكن محسوسا بالطبع حينها كما أدى الى إكمال شكل الحكم الإقطاعى الأكثر تطورا والذى سيبدأ بقهر سلطة الدين الذى دعم حكمه ويتجه الى العلوم الحرة وبالتالى الى انهيارهما سوياً . الأمر الذى ستبدأ اولى مراحله مع نهاية القرن الثالث عشر والتقدم نحو عصر النهضة الاوروبية . وأخيرا لا يمكننا ان نغفل الحديث عن بساطة اسلوب الكاتب واختصاره للعديد من المواضيع وإكتفاؤه بعرض الموجز المفيد منها . كما انه اعطانى ما كنت ابحث عنه تماما وهو متعة التعرف على الاحداث والشخصيات التاريخية المؤثرة فى تعاقبها وعلاقاتها المتشابكة زمانيا ومكانيا اى متعة الاطلاع على السرد التاريخى المجرد بعيدا عن فلسفته او مناقشة التطورات الحضارية وان كانت الاخيرة اهم من الاولى الى حد بعيد لكنها لا تغنى عن متعة التعرف على الاحداث التاريخية لذاتها ومحاولة فلسفتها ذاتيا . هذا عن حقبة من امتع حقب التاريخ. اما لمن يحب ان يتناول الفلسفة والجوانب الحضارية الخاصة بتاريخ اوروبا الغربية فى العصور الوسطى فعليه بالرجوع الى الكتاب الذى يحمل ذات الاسم لموريس بيشوب .
هذا الكتاب هو اختصار لفترة من اصعب الفترات التي مرت على اوروبا في تاربخها، فانقسام الامبراطورية الرومانية الى امبراطورية شرقية متمثلة في القسطنطينية وغربية متمثلة قي روما كان ايذانا ببداية العصور المظلمة في اوروبا، حيث ترك قسطنطين روما العاصمة وذهب على ضفاف البوسفور وبنى مدينته القسطنطينية وجعلها عاصمة بدل روما واعلن الدين المسيحي دينا رسمي للدولة بعد سنوات من الاضطهاد. . ولكن توحد الامبراطورية الشاسعة لم يستمر طويلا وفانقسمت الامبراطورية الى شرقية اخذة معها الاناضول والشام ومصر الغنية وغربية في شبه الجزيرة الايبيرية او اسبانيا والبرتغال واجزاء من فرنسا وايطاليا ولكن هذه الامبراطورية لم تعمر طويلا كما عمرت اختها الشرقية فوقعت في ايدي البرابرة الهمج من الجرمان والقوط. . وبعدها بدأت تدخل اوروبا في مرحلة من الصراعات التي لا تتوقف، تتمون دولة فيتصارع النبلاء ملاك الاراضي والعبيد الملوك، مسلمين استولوا على الاندلس وهددوا باريس، تكون الامبراطورية الرومانية المقدسة فيتصارع البابا مع الملك. . حجم الكتاب صغير على موضوعه الكبير والمعقد، ورغم المادة الثرية التي كونت الكتاب الا انه مشتت نوعا ما، الانتقال من ملك الى ملك ومن دولة الى دولة بطريقة تشتت القارئ الذي لا يمتلك خلفية كافية عن ذاك الوقت، اظن انه من الافضل البحث في فيديوات على اليوتيوب قبل قراءة هذا الكتاب
النسخة هذه مختصرة جدا فعدد صفحاتها 300 صفحة فقط وهي نسخة مختصرة عن الكتاب الأصلي (أوروبا العصور الوسطى) والكتاب الأصلي من جزئين و يعدو الألف صفحة وفيه تفصيل من الذكر عن تاريخ الحضارة الرومانية ومراحل تطور المسيحية من الدعوى للبابوية وانقسامات المذاهب الاثنيوسية والاريوسية ومن ثم الميتافيزيقية ..الخ وكذا مراحل امتداد الشعوب الجرمانية في أوروبا وتشكل الصورة الديموغرافية الحديثة للقارة الأوروبية بالتفصيل
من أروع الكتب المختصرة عن تاريخ أوروبا في العصور الوسطى فالكاتب يشرح كيفية بداية السطوة الدينية والإجتماعية للكنيسة على المجتمع الأوروبي الغربي والشرقي وتأثيرها الروحي على نفسية الفرد الأوروبي سواء كان من الطبقة الملكية أو الإستقطاعية أو الطبقة العاملة
حقبة تاريخية مزدحمة الأحداث الممتدة الأثر في بقعة جغرافية استوطنها وتصارع عليها عشرات الأقوام لا بُد أن تُعطى حقها من البحث والتنسيق، وهذا ما فعله المصنف في هذا الكتاب؛ حيث أخرج تاريخ أوربا العصور الوسطى بحلة بهية يتناسق فيها الإيجاز الذي يبلّغ الفكرة مع ذكر التفاصيل التي ترسم صورة الأحداث في ذهنك دون أن تشعرك بالملل. نجح الكاتب في تنظيم المعارك المشتبكة والأحداث المتوزعة على بقاع مختلفة في ذهنك فلا تحتاج كثيراً للعودة ومحاولة الاسترجاع وترتيب الأفكار، خصوصاً إن كنت تهتم بالعرض العام دون التفاصيل. واستطاع الكاتب ذلك من خلال إعطاء الحدث المهم الذي له تأثير مستقبلي حقه في العرض والاستفاضة في تفاصيله والذكر المباشر لأهميته وتكرار الإشارة إليه. يقع الكتاب في ثلاثة وعشرين باباً، يغلب عليها أنها رتبت بحسب الأمكنة لكن الأبواب المتقاربة تتقارب في الحقبة الزمنية، وربما هذه أنسب طريقة للعرض كي لا تجتزأ الأحداث ولا يضيع السياق الزمني. يمتاز الكتاب بكثرة العودة للمراجع، فلا تكاد تخلو صفحة من أربعة أو خمسة مراجع غالبها أجنبي وهذا يساعد المختصين وينبئك عن موضوعية الكاتب. وهذه نقطة أخرى جديرة بالذكر، وهي أن الكتاب بغالبيته العظمى سرد تاريخي ولا تكاد تتلمس أي نظرة تحليلية إلا في بعض الأحداث التي اختلف في تفسير تداعياتها. ولكي تبقى دائماً على الدرب الزمني الصحيح، يفيدك المصنف بقائمة طويلة في نهاية الكتاب يذكر فيها تواريخ أهم الأحداث. على الصعيد الشخصي، كانت هذه الحقبة أشبه بالفراغ الأسود في ذهني، إلا بعض الأحداث المجتزئة أو الصور السينمائية. بعد القراءة، أستطيع أن أقول أنني كوّنت تصور جيد عن الآتي: الأهمية العظمى للجذور الرومانية في نفس الأوروبي آنذاك خصوصاً على مستوى الأشراف الذين استمدوا كثير من تشريعاتهم وأمجادهم من الدولة الرومانية القديمة فضلاً عما اكتسبته روما من قيمة حضارية مكنتها من أن تكون عاصمة الكنيسة الغربية. السبب الذي جعل القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية والسبب في انقسام العالم المسيحي إلى كنيستين غربية وشرقية وما تابع ذلك من عداء شديد وتنافس بين الطرفين. دخول المسيحية للعالم الأوروبي، طبيعة الخلاف الديني، نشوء مبدأ الدير، الحماسة الدينية الشديدة في السكان. علاقة التنافس على السلطة بين الكنيسة والامبراطور التي لم يخففها الزمن الطويل إلا شكلياً في بعض الأحيان نتيجة لقلةً نفوذ أحد الطرفين والمصالح المترتبة على الهدنة. امتلك الامبراطور الهيئة الإدارية وكثير من الأراضي واسم العائلة الحاكمة والضرائب والعلاقات الخارجية. وامتلكت الكنيسة صكوك الحرمان والغفران والعشور والكثير من الأراضي وحماس الناس وعاطفتهم الدينية والنزعة القدسية. الأقوام الجرمانية التي تتضمن الكثير من القبائل التي اجتاحت أراضي أوروبا الواسعة من جهات مختلفة واعتنقت المسيحية وأسهمت بشكل كبير في التكوين السكاني والحضاري لأوروبا. الحروب والصراعات المستمرة بين الملوك والأمراء والتي راح ضحيتها الشعب المسكين الذي أنهكه النظام الإقطاعي. فضلاً عن بروز الدافع الديني كمحرّك مهم لكثير من هذه الحروب. الحروب الصليبية والتي لم تكن ضد المسلمين فقط والتي حركها البابوات ولم يرتد الأباطرة عن التحرك فيها وتخوف منها البيزنطيون. فضلاً عن قصة الأندلس. بعض حركات الإصلاح التي سبقت حركات مارتن لوثر وتوماس الإكويني. تفاعل السلاجقة مع البيزنطيين واجتياح المغول لأراضي روسيا وبعض أراضي البلقان ومن ثم الفتوح العثمانية والتي انتهت بفتح القسطنطينية. هذه كانت أهم المواضيع التي أثارت اهتمامي، وتركت بعض المواضيع والتي أستطيع العودة لها لاحقاً.
كتاب مختصر حولي أربعمائة صفحة معبئة مهمشة بمراجع لكل معلومة يقدمها و فهرس فصول ,تحدث عن أواخر الإمبراطورية الرومانية ثم ظهور المسيحية ثم غزو البرابرة للإمبراطورية وتشكل الممالك مع نبذة بسيطة عن دور الإسلام في العصور الوسطى ثم تطور الديرية المسيحية وأخيرا تصادم الملوك والباباوات.
قرأت عدة كتب في تاريخ أوروبا للعصور الوسطى، بعضها مترجم وبعضها غير مترجم، الطويل منها والقصير، وأؤكد أني وجدت ضالتي في هذا الكتاب الرائع. سرد منظم وماتع ومفصل تفصيلاً غير ممل وموجزاً بإيجاز لا يخل، كتاب ملائم للدراسة، ويمكن الاكتفاء به.