الحيّ اللاتيني، كانت صورته المتخيلة تملأ أفكاره ومشاعره، فتضرب دون كل ما سواها غشاوة كثيفة، ولقد مرّ بشوارع مرسيليا، ولكنه لم يرها، وقضى فيها يومه كاملاً، ولكنه لم يحسها، وأنفق أربع عشرة ساعة في القطار، أورثت في صدره ضيقاً شديداً، ولكنه نسي كلّ شيء إذ دخل القطار "محطة ليون" عما قليل، سيكون في الحي اللاتيني، سيتحقق الحلم المستحيل، بعد ردح قصير، ستبدأ الحياة التي ما انفك يعيشها في الخيال، منذ أن تهيأت له أسباب السفر إلى باريس، إنكم الآن في الحي اللاتيني، في روايته هذه استطاع "سهيل إدريس" أن يجعل النفس الإنسانية مسرحاً لصراع بين بيروت وباريس، بين الشرق والغرب، الشرق بأديانه وأخلاقه وتقاليده وصموده ورغبته في التحرر، والغرب بحريته وتقدمه وثقافته ونزعته الاستعمارية أيضاً استطاع سهيل إدريس أن يجعل النفس الإنسانية مسرحاً لصراع بين بيروت وباريس، بين الشرق والغرب، الشرق بأديانه وأخلاقه وتقاليده وصموده ورغبته في التحرر، والغرب بحريته وتقدمه وثقافته ونزعته الاستعمارية أيضاً
مواليد بيروت سنة 1925م، درس في الكلية الشرعية وتخرج منها شيخا عالما ورجل فقه، وبعد تخرجه سنة 1940م تخلى عن زيه الديني وعاد إلى وضعه المدني. وبعد ذلك بدأ يمارس الصحافة منذ سنة 1939م؛ لكنه استقال ليتابع دراساته العليا في باريس قصد تحضير الدكتوراه في الأدب العربي تحت إشراف أساتذة جامعة السوربون.
وقد نال فعلا شهادة الدكتوراه واستوعب جيدا الفكر الغربي وتياراته الفلسفية عن طريق القراءة والترجمة والاحتكاك المباشر.
وعند عودته، أنشأ سهيل إدريس مجلة الآداب سنة 1953م بالاشتراك مع المرحومين بهيج عثمان ومنير البعلبكي،
ثم تفرد بالمجلة سنة 1956م ودافع كثيرا عن التيار الوجودي، وترجم الكثير من إبداعاته.
وقد كانت المجلة دعامة أساسية للشعر التفعيلي والقصيدة النثرية والحداثة بصفة عامة.
وفي سنة 1956م، أسس سهيل إدريس دار الآداب بالاشتراك مع نزار القباني، الذي اضطر لاحقا إلى الانفصال عن الدار بسبب احتجاج الوزارة الخارجية السورية.
وعمل في سلك التعليم مدرسا للغة العربية والنقد والترجمة في عدة جامعات ومعاهد.
وأسس اتحاد الكتاب اللبنانيين مع قسطنطين زريق ومغيزل ومنير البعلبكي وأدونيس، وانتخب أمينا عاما لهذا الاتحاد لأربع دورات متتالية.
للحق فهى تستحق نجمتين من وجهة نظرى ولكن الثالثه (لأن عمى نجيب قال عليها كلام حلو )لكنها عاديه من وجهة نظرى , وأعتقد أن قائمة أفضل 100 رواية عربيه تستحق المراجعه بشدة والتعديل. الروايه كُتبت فى عام 1953 وواضح جداً الفرق الشاسع بين هذا الزمن وذلك , ولكن فى هذا العصر كتبت روايات من أعظم ما يكون لرواد الروايه العربيه وهذه الروايه ليست منهم. عمل تقليدى يناقش وضع العرب فى باريس وآثار الغربه عليهم وأعتقد أنهاأقرب لسيرة ذاتيه لسهيل نفسه أو تجربه قريبه منه. اللغه جيده والأحداث والشخصيات تشعر فيهم بشئ من السطحيه. قد تكون صادقة التجربه والشخصيات ولكن التعبير لم يكن بالقوة الكافيه من وجهة نظرى. فى المجمل تجربه مفيده .
الحي اللاتيني.. هي رواية تروي معاناة شاب يبحث عن ذاته بشكلٍ أو بآخر، فهو الذي يجد ذاته في المرأة، والتي حُرم منها في بلاده «لبنان»، فاتجه إلى الحي اللاتيني أو باريس في فرنسا، من أجل أن يجد ذاته، ويجد من يغطّي الفراغ الذي يشعر به، وذلك من خلال المرأة والانفتاح في فرنسا. خاض تجارب عديدة مع المرأة الغربية، منها الفاشلة ومنها الناجحة، ومن خلال هذه التجارب الفاشلة والناجحة، تمكن من أن يفهم ما كلن يقوله صديقه فؤاد: «لقد أضحت المرأة أحد همومي، ولكنها ليست همي الرئيسي»، وفي الحقيقة هو توصّل من خلال هذه التجارب إلى هم العروبة والوطنية والنهضة. قد تكون رواية الحي اللاتيني، هي ما تصف أن الإنسان لا يُمكن أن يجد ذاته ويصل إليها، دون أن يكفي حاجاته الطبيعية، والتي لا بدّ من ملئها.. وأنّ المرأة والحب هي أهم هذه الحاجات. امتلأت الرواية بفلسفة عميقة للحب، تحوي التفاني والإخلاص وغيرها، وذلك ما تختصره هذه العبارة ربما: "وكان الليل مملكتهما الأثيرة، يركنان إليه ليتلذّذا فيه بالدفء والظلام والحب. هذا الحب الذي لم يعرف إلا أحد شطريْه: فإمّا النشوة الروحية وحدها، وإما اللذة الجسدية وحدها، بل هو لم يعرف أيّ الشطرين إلا في أسوأ أشكاله: إما كبت وانغلاق وتأكّل، وإما أنانية وحيوانية وانحطاط. ولم يكن يتصوّر أن بوسع إنسان أن يدرك إلى جانب أنثى، اللذتين كلتيهما، كما أدركهما هو إلى جانب «جانين». وكانت هي من رهافة الأنوثة بحيث كانت تعي كيف تُعالج الأخذ والعطاء، وكيف تدفع الضجر والملل بتغليب إحدى اللذتين في الوقت المناسب." إلا أن الرواية افتقدت ربما للفكر العميق وللحوارات العميقة، التي كانت باريس والحي اللاتيني ربما تتناسب معه، خصوصًا مع الجو الثقافي الذي أظهرته الرواية، من حضورٍ لمسرحيات عميقة، وحضور أفلام عميقة.. كما أنّ جو الاغتراب يهيئ لهذا الحوار، إلا أنّ الرواية لم تهتم لغير قضية المرأة، وهذا في الحقيقة ما أفقد الرواية النجمة الخامسة. رواية جميلة، وعميقة، تستحقّ القراءة بكلّ تأكيد.
من المفيد لا شك العودة الى الكلاسيكيات والروايات المؤسسة بين الحين والآخر. هذه رواية جيل. جيل ما بعد نهاية الانتداب في المشرق العربي وبدايات الحركات التحررية الكبرى في مغربه. الجيل الذي ذهب الى هذا المستعمر بعد ذلك لينهل المعرفة من جامعاته ولكن ايضا من شوارعه و مقاهيه ودور سينماه و مسارحه ونسائه. هو جيل النزعات القومية العروبية الذي اعتقد ان كل ازمات ومشاكل الوطن العربي ستنتهي بتوحده. هو جيل ترك بلاده على عجل للتحرر من سطوة الام/العائلة/الوطن/المجتمع واكتسب وعيا سياسيا في "مهجره" جعله يعود الى حضن الام/العائلة/الوطن/المجتمع ولكن هذه المرة من اجل التغيير.
رواية لا ريب اننا لو وضعناها خارج سياقها التاريخي وخارج سياق الرواية العربية قد تبدو لنا مملة، بثيماتها المستهلكة والبعيدة عن واقع عالمنا، بلغتها البائدة، والاشكاليات المطروحة التي نكاد لا نستطيع ان نقرأها دون ان نضحك لطوباويتها ولمراهقتها.
يبقى ان سهيل ادريس ينجح في بعض الاحيان ان يلفتك في اماكن قليلة ببعض التقنيات السردية الجيدة وبعض اللمعات. اما الحوار/المونولوغ الداخلي للشخصية الرئيسية فهو غير مقنع على العموم. رغم انني انسقت بعد انقضاء منتصف الرواية مع هموم هذه الشخصية، مسايرة وليس اقتناعا. ولكن هذا بحد ذاته انجاز للروائي. اعجبتني ثيمة علاقة الرجل الشرقي بوالدته، ولو ان طريقة المعالجة والمقاربة التي لم تتحلل من رمزية الام/الوطن/المجتمع افقدت الفكرة اهميتها.
في المحصلة، رواية جديرة بالقراءة رغم كل شيء، لا تستهلك اكثر من يوم او يومين لانهائها، خصوصا بعد انقضاء الفصل الاول، وهي تكتسب كل اهميتها من انها من الروايات القليلة، ان لم تكن الوحيدة التي نشرت في بدايات الخمسينيات من القرن الماضي عن الحقبة ذاتها، خلافا لكل الروايات التي تتناول هذه الحقبة والتي كتبت فيما بعد (اذكر هنا مثلا رواية غازي عبد الرحمن القصيبي، شقة الحرية) وهي روايات لا "تطرق على الحديد وهو حام" وبهذا المعنى فهذه الرواية تذكرني ببعض روايات فرج الله حايك التي كتبها بالفرنسية في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي عن مرحلة الانتداب الفرنسي للبنان. ،
حذت هذه الرواية مجدا وصيتا قويا عندما كانت في خمسينياتها فحاكت تلك الفترة من غربة من تغرب في باريس طلبا للعلم ...قرأتها متأخرا فأحسست بأنها هرمت فأسلوب الرواية تغير والنمطية أصبحت عيبا يجب الابتعاد عنه لانجاح عمل ....لم تشدني الرواية الى الدرجة التي توقعتها مع ذلك لابأس من قرائتها فهي من رموز الرواية العربية في وقتها وامتدحها اهم الروائيين العرب.....جيدة
الحقيقة اني انبهرت من وصفه الدقيق و المدهش و العجيب الذي ما فتئ ان تحول الى مشاهد متنقلة تحوم بك في ارجاء باريس الباردة ..لقد جعلنا الكاتب نهيم من روائحها العطرة و المزيفة ايضا ما جذبني اليها هو ذلك الشرخ العميق بين الحضارتين الشرقية و الغربية و كيف نُظِر اليها من زوايا عديدة ...لقد عشقت المونولوج الذي تاه في جوانب شخصية البطل فتعمقنا فيه حتى كدنا نعرفه و بتنا نراه تحت السطور معرى...بل الشيء الذي اطرب مخيلتي كانثى كان في تناول " "المرأة"كبوابة مختلفة لاكتشاف معالم جديدة و ربما كانت وسيلة و لا غاية للوصول الى نفس البطل الفارة منه في غياهب و دهاليز الغربة كان السرد انيقا متراتبا و لم تكن الاحداث الا حلقات وصل بين الاحلام و المستقبل و بين الاهداف و سبل تحقيقها انها الرواية التي تكسبك عند الانتهاء منها عبرا جمة في خلاصة تجارب حياتية ..لا اظن انها جاهزة بل فقط_ لانها تساعدك على بلورة مفاهيم جديدة لم تكن قد نظرت اليها من منظور ..سهيل ادريس قراءة ممتعة
الحي اللاتيني هو حي تاريخي يقع على الضفة اليسرى لنهر السين في باريس. اشتهر هذا الحي بكونه مركزًا للتعليم العالي والثقافة والفن منذ القرون الوسطى، ،ويحافظ حتى يومنا هذا على هويته المميزة.
و في هذه الرواية شهد هذا الحي قصة حب بين الشاب اللبناني الذي ذهب لباريس من أجل إنهاء دراسته و نيل شهادة الدكتوراه و الفتاة الفرنسية المتحررة.
الرواية تطرح ازدواجية المعايير لدى الرجل العربي يريد العبث و تقضية ليالي الشباب الماجنة مع فتيات أوروبيات و الزواج من فتاة من أسرة عربية بسيطة محافظة من خلال زواج تقليدي و غالبا ما تكون هذه العروس من اختيار السيدة الوالدة، لأن حسب العادات والتقاليد العربية لا يجوز الزواج من فتاة اوروبية ليست عذراء و لها ماضي.
يتوق الرجل العربي للاستمتاع بالعيش بتحرر مع المتحررات الغربيات و الحياة الزوجية المستقرة مع الزوجات العربيات المحافظات في مراحل مختلفة من حياتهم بل ممكن أن يجمع بين امرأتين متناقضتين تماماً. الرواية طرحت الموضوع من زاوية مهمة و سلطت الضوء على هذا التناقض
الحي اللاتيني العمل الذي استطاع أن يكون النموذج المثالي للرواية التي تُعالج العلاقة بين الشرق والغرب عن طريق معالجة العلاقة الجنسية بين المثقف الشرقي والمرأة الغربية
تتضمن الحي اللاتيني بين طياتها وفي أكثر من موضع هجاء للمرأة الشرقية و لجهلها وخوفها من نفسها ومن جسدها وذلك ضمن محاكمات عقلية يجريها بطل الرواية في وعيه، فهو يُقارن المرأة الشرقية الخائفة من جسدها ومن الرجال مع المرأة الغربية الممتلكة زمام جسدها وحريتها ، التي تنفتح بحضورها الآفاق ولا تكبت إمكانياتها وإمكانيات الرجل ، لكن بنفس الوقت و للمفارقة العجيبة عندما يُصبح اللاشعور هو المتحكم في البطل فإن المرأة الشرقية تتبوأ من خلال شرفها الجنسي وهو شرف ذو قيمة كبير جدًا عند الشرق مكانة لا ترقى لها المرأة الغربية أبدًا ، فلا يكتفي بأن يُسبغ على الفتيات الشرقيات امتياز كونهن فتيات شريفات بل يذهب أبعد من ذلك إلى حد أنه يفضل حرمانهن الجنسي على عطاء المرأة الغربية : " ألست ترى الحرمان الذي عشت منهن خيرًا من العطاء الذي تعيش فيه نساء باريس! "
ان بطل الرواية يرتدي من دون ان يدري لبس الشيوخ فهو على أتم الاستعداد ان يغفر جميع الخطايا باستثناء خطيئة الزلة الأولى لذلك نرى البطلة المؤنثة في الكتاب "جانين مونترو" ��ورة آية في النبل ومع ذلك فهي ملوثة بخطيئة اصلية لا غفران لها فهي لم تكن بكرًا حين تعرف عليها البطل بل كانت مخطوبة سابقًا وسلمت جسدها لخطيبها في ساعة من ساعات الضعف البشري.
بالطبع هي ايديولوجيا معادية للإنسان عندما تحط من مكانة فعل كالحبِ ، الذي به وفيه يكون الانسان إنسانًا إلى أن تعتبره مجرد ضعف بشري ولكنها أيضًا وبطريقة أكثر صرامة ايدولوجيا معادية للمرأة ، هذه الأيديولوجية التي تحاسبها على ما لا تُحاسب عليه الرجل ، والتي تُبيح له ما تحرمه عليها.
عمل مثل الحي اللاتيني هو عمل يُخفي أكثر مما يُظهر ، يُضمر أكثر مما يقول وهو ما يجعله خالدًا من وجهة نظر الكثيرين..
" أن يجعل النفس الإنسانية مسرحاً لصراع بين بيروت وباريس، بين الشرق والغرب، الشرق بأديانه وأخلاقه وتقاليده وصموده ورغبته في التحرر، والغرب بحريته وتقدمه وثقافته ونزعته الاستعمارية أيضاً استطاع سهيل إدريس أن يجعل النفس الإنسانية مسرحاً لصراع بين بيروت وباريس، بين الشرق والغرب، الشرق بأديانه وأخلاقه وتقاليده وصموده ورغبته في التحرر، والغرب بحريته وتقدمه وثقافته ونزعته الاستعمارية أيضا
لعلها تكون أكثر رواية حيرتني،يكفي أني أجلت الكتابة عنها مدة أسبوع قرأت خلاله عدة مقالات عنها من ضمنها مقالين لناقدي المفضل جورج طرابيشي ومع ذلك مازلت عاجز عن تقبلها وفهم غرض الكاتب،المميز أن الرواية في قسميها الأولين كانت متقنة ومترابطة ومفهومة وأوشكت أن تتنزع مني النجوم الأربعة لكن القسم الأخير(والأقصر)كان هو الكارثة:فقد كان الكاتب متعجلاً في غلق القصة ف"كروت النهاية" وزيف تردي الفتاة بشكل غير مقنع وزيف كذلك تطهر البطل بشكل سخيف وساذج وخالي من الروح التي نبضت بها الرواية،كما أن مشهد لقاءه بالفتاة كان مربكاً وغير مفهوم أذ ينقل الذنب بينهما بشكل غامض وملتبس،ولا يكتفي الكاتب بذلك فيتطوع في الصفحة الأخيرة ويخلع رداء الواقعية ويضع عباءة الرمزية بشكل مفاجئ ومبتسر...مشروع رواية متميزة قتله كاتبه.
رواية جميلة عن شاب يهاجر للدراسة في باريس في خمسينيات القرن الماضي ويسرد تجربته مع الغربة والنساء والصداقة والدراسة ومفهوم الذكورية والنظرة إلى المرأة بين الشرق والغرب.. قرأت للكاتب رواية زقاق البلاط التي تتضمن تجربته في الطفولة عندما كان سيصبح شيخاً ورأى طريقه في مكان آخر وتبدو هذه الرواية بداية لمرحلة جديدة في حياته.. أسلوب جميل ثنى عليه معظم كتاب ذلك العصر ورواية سردية لا تخلو من اللحظات المؤثرة والمثيرة
هذه روايه مكوكيه أفضل جزء بها أنني أنهيتها بنصف ساعه نمطيه وممله ولا حدث يشد أو يحزنزن رغم الضجه والنقد العالي المصاحب لها إلا أنها روايه بطيئه والتفاصيل الدقيقه تملئها ربما ناسبت سنوات الخمسينات من القرن العشرين ولكن الآن ؟؟؟ كيف أنهيتها بنصف ساعه ؟ قفزت على الصفحات بسرعه وأنا أنفخ من الغيظ والزهق والقرف
صحيح أن أسلوب السرد والفكرة نفسها مكررة وليس فيها جديد, غير أن الأحداث والشخصيات ممتعة ولاشك. أعتقد أنه قدم الفكرة بشكل أعمق من غيره, على سبيل المثال قنديل أم هاشم ليحيى حقي. ولا أنسى الحدث المفاجئ في الرواية قرب نهياتها أعطى أحساسا بالواقعية بعيدا عن الرومانسية الخيالية.
ها هو الأديب الرائع سهيل إدريس يتجلّي أمامنا في حكاية - نشعر أنها حكايته من دقة وصفه لمشاعر البطل - البطل يسافر لفرنسا كي ينال درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة السوروبون و هناك يلقى البطلة الفرنسية التي يهيم بها حبًّا و التي تساعده و يُساعدها و يقضي ايامه هناك معها هانئنًا مطمئنًّا .. ثم تشاء الأقدار أن يعود لبلدِه كي يزور أمّه المريضة في العطلة الصيفية، في أثناء ذلك تُرسل له حبيبته الفرنسية بخطاب تتلقفه يد الأم أولا و تقرأ مُحتواه قبل ابنها تسلّمه له فيقرأ ما به، و يُفاجئ بأن حبيبته " حامل" .. فتضطرب نفسه و يختل توازنه و تلعب الأم دورًا محوريًّا في قلقلته، فتؤنّبه علي فعلتِه هذه و تأمره بتركها، و أنّى لها أن يضمن أن هذا ابنه حقًّا، فهي اجنبيه اوروبية.. لها بالتأكيد الكثير و الكثير من العلاقات فيتألم البطل كثيرا و عند عودته يتنصّل منها و من اي ارتباط يربطه بها و يتنكّر لها تماما و بعد مدّة يسمع أخبار عنها و عن ضياعها و بحور التيه التي غرقت فيها، فيشتاق إليها و يبكي أيامه معها و يقرر العودة إليها، و لكن الوقت كان قد فات، و جرت مياه كثيرة تحت الجسور كما يقولون
يعود ليجدها جثة هامدة تقضي ايامها في ضواحي المدينة غارقة في بحور التيه و الهوان، و عندما يحاول أن ينتشلها تأبي و تخور قواه فيتركها مرّة أخري بنصيحةٍ منها - حيثُ أنه الآن في منزلةٍ رفيعة و هي في منزلة وضيعة و لا يلتقي النقيضان- فينصاع لها .. و تنتهي الرواية بهذه النهاية الغريبة بعض الشيء .. يعود الكاتب( الشرق) لدياره حائزًا علي الدكتوراه ليتقلّد منصبًا رفيعًا و ليتزوّج كما تريد والدته، تاركًا الفتاة ( الغرب) في تيهها و ضياعها. فهل هذه هي النهاية التي يراها سهيل إدريس لخصومة الشرق و الغرب ؟ أن الشرق سيتقدّم و لكن علي جثّة الغرب الهامده، و أن اللقاء لن يُخلّف إلا تفوق أحدهما و اندثار الآخر ؟! حقًّا لا أفهم بعد مقصده .. و لكن الرواية ممتعة، و ليظل المعنى مُرجئ.
لن أحكم على الرواية وفق المعايير الروائية الحديثة بل بناء على عصرها الذي كتبت فيه
في البداية أستطيع أن أقول أنها عمل لا بأس به
تناقش الرواية بشكل رئيس أوضاع المغتربين العرب في الدول الأوروبية وتتخذ قصة الشاب الذي ذهب إلى فرنسا ليكمل رسالة الدكتوراه في الأدب العربي محورا لها
في فرنسا يبدأ الشاب يبحث عن المرأة تلك الفرنسية التي تكونت في ذهنه وأذهان جميع المغتربين أنها سهلة المنال في فرنسا حيث سيجدونها على أرصفة الشوارع وفي زقاق الأحياء..!
يمر بطل القصة بعدة تجارب مع النساء
ولكنه أخيرا يلتقي بجانين تلك الفتاة الألزيسية التي استطاع أن يبادلها الحب
ولكنه قرر أن يعود إلى وطنه لبنان في الإجازة وحيث يصل إلى أرض الوطن يبدأ يقارن بين المرأة الشرقية المنغلقة على نفسها التي كانت ناهدة رمزا لها وبين المرأة الفرنسية المتحررة
وتسير الأحداث بنهاية تقليدية حيث تحمل جانين في أحشاءها جنينا ولكن بطل القصة ينكره بضغط من والدته التي رفضت فكرة حبه لجانين الفرنسية
وأخيرا يعرج المؤلف على قضية الوطن العربي حيث تعمل الجالية العربية بعمل رابطة لخدمة قضايا الوطن الكبير..
بالنهاية أظن أن إخفاء اسم البطل في الرواية مأخذ على المؤلف بالإضافة إلى معالجة قضية المرأة _ سواء كانت عشيقة أو أما أو أختا_ لا أظن أنه اتخذ المنحى الصحيح في جميع الرواية.
أرى أن الفكرة الأساسية لهذا الكتاب هي الشباب العربي والجنس...ومن ثم يأتي بعدها فكرة ثانوية وهي دراسة الشباب في الخارج. أما عن تناول الكاتب للفكرة التي أراها أساسية...فربما لديه الحق فيما ساق من خلال الأحداث...شباب عرب رغباتهم مكتوبة لأسباب مختلفة...وحينما وصلوا إلى بلد منفتحة لا يُعرفون فيها كان همهم الأول والأخير وشغلهم الشاغل أن يبحثوا عن المتعة الجنسية التي في نظرهم قد حُرموا منها في بلادهم...مع الفارق الكبير بين هذي البلاد وتلك...ففي الغربة هم لن يلتزموا في أى علاقة...وستظل مهما أصبحت قوية مجرد علاقة عابرة...أشعر بالأسى حين أتفق مع الكاتب في أن لديه الحق في نظرته للشباب العربي حينما يغادرون بلادهم...الأسى على الشباب وعلى تفكيرهم ورؤيتهم للحياة.
العملية السردية هنا, (مُستثمرَة بشكلٍ فنّي, وجيّد). كأن تتعدّد ضمائر المتكلم, بينما البطل يرصد الأفعال والأحداث. عمل من جهةٍ أولى, يتعقّب الذات. ومن جهةٍ ثانية, يؤرّخ مرحلة مهمة من مراحل تكوين المجتمع العربي.
إنها عمل يستحق أن يندرج تحت الكلاسيكيات تلك الكتب التي تناقش قضايا جديدة إلا أنها قضايا أزلية قديمة بقدم الخلق البحث عن الهوية الذي يصارع جميع الشباب من أجله والصراع بين الشرق والغرب وتقاليدهم الذي لن يعرف أحد نتيجته أبدا
الحي اللاتيني للكاتب اللبناني سهيل إدريس.. تعد واحدة من كلاسيكيات الأدب العربي.. يسافر بطل القصة من بيروت إلى باريس لإعداد رسالة الدكتوراه في الشعر العربي نجده في أول الرواية متحمسا للخروج من مجتمعه المحافظ المكبوت المنغلق على نفسه ، قاصدا عاصمة الأنوار و الثقافة و التحرر .. يبحث عن حب حقيقي متحرر من كل الممنوعات التي يفرضها المجتمع العربي المتدين. سيسكن في الحي اللاتيني و هناك سيكون صداقات من كل العالم العربي ، طلبة عرب منطلقون يستقبلون كل ما تقدمه لهم باريس من حرية و فكر و ثقافة و فتيات باريسيات متحررات. الجزء الأول من الرواية قد يتسم بالرتابة ، حيث يتوغل الكاتب في دواخل شخصية بطلنا ، صراعه بين الحنين إلى الوطن و العائلة و شوقه لاختبار الحياة الطلابية في باريس بكل جوانبها ..و بين حماس الشباب و ألم الغربة سيبقى يتصارع مع نفسه، أين هو من كل هذا و ماذا يريد بالضبط من حياته؟ ثم ستتصاعد الأحداث حين يتعرف على جانين، فتاة فرنسية من الألزاس، لها ماض أليم و قصة حزينة جدا ..
فما الذي ستغيره جانين فيه بالضبط؟
الرواية تحتوي على العديد من الشخصيات و لكن لفتت نظري شخصية والدة البطل ، الأم الشرقية التقليدية.. تسعى دوما لإقناع ابنها بالعودة إلى بلاده ، تحذره دائما من إغواء نساء باريس، تريد تزويجه من فتاة من العائلة، تقتحم أسراره عنوة و دون أي اعتبار لخصوصياته، تبتزه عاطفيا كلما سنحت لها الفرصة. تغمره بحبها و أشواقها و دموعها كي تحكم سيطرتها عليه.. و هنا سيستفيض الكاتب في وصف طبيعة العلاقة بين الأم و ابنها و تحليلها و أحببت كثيرا هذا الجزء .
ختاما ، الرواية جميلة للغاية رغم أنني شعرت بالملل في بداياتها. تستحق القراءة
مذكرات شاب بيروتي في باريس تتعدى كونه بيروتي وكونها باريس لتكون مذكرات طالب عربي شرقي يدرس في الغرب يومياته يوما بيوم دراسته وجديته في التحصيل الدراسي علاقته مع أبناء عروبته هناك مغامراته مع الفتيات الباريسيات ووصف للمشاعر والأحداث كأن القارئ يعيش معه في خبايا نفسه والحبكة بالطبع هي عودته لبلده المفارقات بين الشرق والغرب انتظار ناهدة له وانصياعه وراء رغبات والدته والعيب وسمعة العائلة أحببت جانين وواقعيتها وطموحها وكذلك فؤاد تعرفت على خبايا حياة الطلاب العرب على اختلاف أجناسهم العربية ومذاهبهم ودوافعهم للغرب لكنني ربما أحتاج لنظرة أوسع عن رأي الغرب بالطلاب العرب
الحى اللاتينى .. بداية حماسية تنبئ عن رواية قوية فكريا ونفسيا .. ويؤسفنى أشد الأسف ما وجدته بعد عده صفحات ما لبس ان تحولت الصدفة لانية تظن ان المرأة اشباعها الوجيد ويكأن تلك الصدفة لم تخلق لتنتج اللالئ ولكن لتصطاد بها الباريسيات .. أصابتني الخيبة من تمثيل الكاتب للشاب العربي بهذا الشكل المؤسف وان كان بعضه حقيقة و.. وانتهت باستفاقة البطل على كون هناك ما هو اهم من المرأة الباريسية وهو الوطن والقومية العربية وكنت اتمنى لو كانت مجراها من البداية فالعربي ليس بذلك الجشع للمرأة .. إنها الرواية التى تجاهلت معظمها .. فانا تلك الفتاة المتخلفة شديدة الحذر من الرجل التى تحدث عنها الكاتب ! وكما رفضت ناهدة كتابه كان على أن ألا أقرأها ..!
أول رواية رومانسيه أقرأها، وكان لها وقع غريب علي خلال بداية فترة المراهقة، مصطلحات لم أعتد سماعها، علاقات كانت محرمة في عالمي، قصص حب كأنها من كوكب أخر. ------------------------------------------ الرواية تطرح عدة قضايا عصرية مهمة، على رأسها الهجرة والغربة والهوية، أي مصير للشباب العربي بدول المهجر؟ هل سينجحون في الاندماج أم سيصبحون نزوات في يد الآخرين؟ ----------------------------------------- الرواية تطرح كذلك أزمات سياسية متعددة على رأسها قضية النضال والشيوعية وغيرها من قضايا أواخر القرن العشرين، كل ذلك ببصمة الحب والجنس الخالصين
لم أكملها الرواية ـ وحتى الصفحة 100 ـ تعتمد الطراز الكلاسيكي والأفلام العربية القديمة، ليس في اللغة فحسب، بل وفي تصوير الشخصيات كذلك والمواقف والمبالغات غير المنطقية ، بغض النظر عن القضية المحورية والفكرة المستهلكة عن صراع الغرب مع الشرق، وفكرة القروي الساذج الذي بهرته "أجساد"بنات المدينة! . ربما تكون هذه الرواية علامة من علامات الأدب العربي لوقتها ولكني لا أراها اليوم كذلك أبدًا . وكفاية عليها كده
روايه مهمه تستحق القرايه بتعبر عن حاله الازدواجيه اللى بترتبط باى راجل شرقى لما يشوف مجتمعات منفتحه غربيه الصراع الدائر بنفسه بين ما تربى عليه وبين الانغلاق وبين مجتمع منفتح حيث حريه كل شئ فيه متاحه وحريه الاختيار هى الاساس الروايه بتطرح المفهوم والمعضله من خلال اربعه اصدقاء بيسافروا فرنسا بغرض الدراسه ومن هناك هنشوف مفارقات كل واحد ف التعامل مع المجتمع ده