عبد الكريم بن محمد الحسن بكّار - سوري الجنسية، من مواليد محافظة حمص عام 1951م = 1370هـ.
الدراسة والشهادات العلمية:
1- إجازة في اللغة العربية (درجة البكالوريوس)، كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر 1973م = 1393هـ 2- درجة الماجستير، قسم "أصول اللغة"، كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر 1975م = 1395هـ 3- درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى، قسم "أصول اللغة"، كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر 1979م = 1399هـ
لا أذكر أني عالجت موضوعاً فيه من الغموض والالتباس والتداخل والتشابك والاستثناءات ما وجدته في هذا الموضوع إن عقولنا وأمزجتنا مختلفة وكما أن وقع مسرات الحياة في النفوس يختلف من شخص إلى آخر فإن وقع الكروب والآلام والأحزان كذلك لكن مع هذا فإن بين الناس العديد من الأمور المشتركة فنحن البشر محكومون بسنن إلهية واحدة ولنا نزعات وميول متقاربة سعادتنا الحقيقية تحتاج إلى علم مطلق بكل الأشياء وهذا ما لا سبيل إليه بالنسبة إلى كل واحد من البشر ولهذا فإن اتباع سبيل الله والامتثال لأمره والبحث عما يرضيه يضمن لنا كثيراً من أسباب الهناء والاطمئنان ويرسم لنا كل الخطوط العريضة
:تعريف السعادة \التفريق بين اللذة والسعادة\الشعور بالرضا والسعادة
إن الحياة الطيبة لن تكون أبداً صحيحة وصائبة إلا إذا نظرنا إلى الدنيا على أنها –بكل ما فيها- ليست سوى الفصل الأول من الرواية والحكم على أننا سعداء أو أشقياء من خلالها سوف سكون مثل الحكم على الرواية دون قراءة الفصل الأخير منها والحكمة هي ما نحتاجه في إدارة حياتنا وحين نحرم منها لن ينفعنا العلم كثيراً في ترشيد اختياراتنا وقراراتنا فالللذة والنشوة أمران سريعان عابران، والسعادة هي الوضعية الجيدة والملائمة لمتطلبات قيمنا وعقيدتنا وغرائزنا وحاجات مستقبلنا، ومع أن السعادة تشتبه باللذة إلا أنهما لا تتطابقان ولا يتوقف حصول واحدة على وجود الأخرى أبداً
السعادة عند بعض المفكرين:
1.إن السعادة الحقيقية تكمن في تقدير مواهب الآخرين والفرح لفرحهم ولهذا فإن أسعد إنسان هو الذي كلما رأى شخصاً مسروراً أحس بالسرور يتغلغل في نفسه وبما أن المسرورين في هذه الدنيا كثيرون فإنه سيجد مصدراً متجدداً لمباهج الروح دائماَ
2.إن القلوب الكبيرة لا تسعد أبداً بسبب ما تحسه من نقص في سعادة الآخرين وعلى هذا فالسعادة من نصيب الأنانيين ومن نصيب المغفلين
3.ضاعف جهلك لتبلغ السعادة
4.السعادة كامنة في رؤيتنا للأشياء وتفسيرنا للواقع وردود أفعالنا على الحوادث
5.السعادة في الدنيا ليست سوى شبح يرتجى فيطارد ويُلاحق فإن وقع في القبضة صار شيئاً متجسداً ملموساً مله الناس وسئموه وحاولوا البحث عن غيره
6.إن أسعد الناس هم أولئك الذين يكتشفون أن ما ينبغي أن يفعلوه وما يفعلونه هما شيء واحد
7.إن الصحة هي الشيء الوحيد الذي يجعلك تشعر بأن اليوم الذي تعيشه الآن هو أفضل وقت في السنة
8.السعادة تكمن في الحكمة،ولا يوجد سعيد في العالم إلا العاقل
الأقوال عن السعادة تذكرنا بقصة العميان الذين وضع كل واحد منهم يده على جزء من الفيل ظناً منه أن ذلك الجزء هو الفيل كله، ثم شرع كل واحد يصف الفيل من منطلق ظنه فخرجوا بأوصاف كثيرة متباينة كما خرج أصحابنا بحديثهم عن السعادة.
السعادة والمال: المال إذا اكتسب من حلال وأنفق في ما يرضي الله تعالى فإنه يدني صاحبه من الجنة ونعيمها وهو وإن كان لا يجلب السعادة بالضرورة إلا أن المرء لا يشعر بالسعادة من دون وجود شيء كاف أو شبه كاف منه، إن رجلاً بلا مال هو رجل فقير ولكن الأفقر منه رجل ليس لديه إلا المال....ليس لديه خلق،استقامة، رحمة، إحسان
السعادة والشهرة: لا ننكر حاجة الإنسان إلى التقدير والاحترام والثناء ، فلنلبي هذه الحاجة لكل من نعرف، ولكن هذا غير الشهرة، فالتجاوب مع بعض طالبي الشهرة قد يجعل كثيراً من أبناء المجتمع يختنقون من وراء تقديم ثناء وإطراء لا يظنون صحته ولا يؤمنون به، فيتحولون إلى منافقين مرائين، على حين يغرق طالبو الأمجاد المصنوعة في أوحال الفراغ الروحي أو في أوهام جنون العظمة!!
السعادة والنجاح: النجاح يجر القوة ويأتي بالنفوذ وبالمال والجاه، والسعادة تكمن في استخدام هذه الأمور استخداماً حسناً إن عقيدة المسلم وفطرته والأعراف في المجتمع توجه الرجل الناجح ليتصف بثلاث صفات: عادلاً، مشفقاً (فالناجح يلتقي بكثير من العناصر الضعيفة التي تحتاج إلى اللفتة الحانية والكلمة الطيبة والمواساة الصادقة)، متواضعاً النجاح...كالنفوذ والمال والصحة، يمكن أن يساعد على جلب الهناء والأمان إذا استخدم استخداماً صحيحاً
منغصات السعادة
1- ضياع الهدف
عقولنا تفكر في الوسائل والطرائق والكيفيات والأغراض الصغيرة والأشياء المحدودة، والوحي وحده هو الذي يحدد للناس: لماذا هم هنا في هذه الحياة؟ ما الذي عليهم أن يفعلوه إذا ما أرادوا استمرار حياتهم بعد الموت على نحو يريحهم ويسعدهم؟ في القرآن الكريم آيات حثت الناس على الإيمان والعلم والعمل الصالح ووضحت لهم أن ينظروا إلى هذه الحياة على أنها مجال اختبار لهم قال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور) الملك:2 ووضحت آيات أن عليهم إذا ما أرادوا النجاح في ذلك الاختبار أن يتحسسوا ويتلمسوا ما يرضي الله تعالى فيعملوا من أجله ولا يصح للمسلم، أن يكون هذا الهدف العظيم جزءاً من معتقده فحسب، بل ينبغي أن يكون حاضراً في وعيه عند كل عمل وذلك لينال المثوبة ويظل يقظاً ومشدوداً نحو الهدف الأكبر فالخطوة الأولى على طريق تحجيم المنغصات تتمثل في أن نعيد ترتيب حياتنا واهتماماتنا على نحو يجعل لحياتنا قيمة وليس لذلك سوى طريق واحد هو الإصرار على ضبط سلوكنا في الاتجاه الذي أراده الله جل وعلا منا وهو اتجاه واضح بين لا يزيغ عنه إلا هالك
2- السأم والملل
ذلل التقدم الذي حدث في العصر الحديث كثيراً من صعوبات الحياة فتيسرت أسباب ممارسة العمل وقلت ساعات العمل وكثرت التدابير الصحية والأدوات المعينة على الإنجاز وأخذت فنون المأكول والملبوس والمركوب في التنوع على نحو لم يكن السابقون قادرين حتى على تخيله، وهذا كله جعل حياة الناس رتيبة تمضي على نمط واحد، وجعلت أيام السنة متشابهة إلى حد مذهل فأوجد لدى الناس قدراً لا يستهان من الضجر وبالتالي فلا شيء يدعو إلى الابتهاج أو الانتظار، يشكل السأم العدو الأول للحياة الطيبة ويبدو أن الشعور بالإثارة والدهشة وتوقع الأشياء غير المعهودة تشكل جزءاً جوهرياً من طبيعتنا ومن ثم فإن نمط الحياة الذي يحرمنا من هذه الأشياء يجعلنا نشعر أن الحياة نفسها فقدت مذاقها الأصلي. ولكن للسأم ميزة لأنه يحمينا من الإرهاق من فرط النشاط والاستجابة للمؤثرات المختلفة فهو يشكل فترة استجمام ولسنا نتحدث عن هذا السأم بل عن السأم الذي يخيم على النفس في معظم الأوقات،وإذا أردنا أن نتخلص منه علينا: -أن ننظر للسأم المستمر أنه داء حقيقي يحتاج لعلاج وأهم علاجاته
العمل وإشغال النفس بشيء نافع -تنويع الاهتمامات شيء جوهري في طرد الملل -إيجاد شيء جديد كسر الرتابة مثل تغيير وضعية أثاث المنزل مثلاً -القيام بالأعمال الخيرية والتطوعية بدل الأثرة والتمحور على الذات
3- الجهل بطبيعة الحياة
في المجتمع تفاوت في العقول والأمزجة والمصالح وكل واحد ينظر من زاوية معينة تهمه وهناك من لا يستطيع النظر من غيرها! وكثيرون لا يستوعبون شيئاً من هذا وهو يتجرعون كثيراً من الغصص والآلام بسبب جهلهم بالطبيعة التي منحها الله عز وجل للحياة. الدنيا دار ابتلاء فينبغي أن نتوقع الابتلاء في كل نواحيها
4- الحسد
هو تمني المرء زوال النعمة عن غيره وهو مركوز في طباع البشر ويرتبط في كثير من الأحيان بالمنافسة وغالباً ما يكون بين الأقران. ينطوي الحسد على سوء ظن بالله عز وجل فكأن الحاسد يعتقد أن ما عند الله تعالى ليس كافياً للجميع! الرجل العاقل لا يقل فرحه لأن شخصاً آخر أوتي شيئاً يزيد على ما عنده أو يتفوق عليه، وسبحان الله! الحاسد يلقى العقوبة في وقت الحسد نفسه دون إبطاء وهي الغم والانزعاج كلما رأى مظاهر السرور على الآخرين، وحين تتمكن هذه الرذيلة من الإنسان فإنها تفتح عليه أبواب التعاسة. ومما يفيد في التخلص أو التخفيف من هذا الداء الإعراض عن التفكير في أمور الآخرين إلا على سبيل الإصلاح والمساعدة وتجنب المقارنات والموازنات بين الشخص وغيره
5- العجب والغرور والكبر
تتطلب العبودية لله عز وجل من المؤمن الانكسار والتذلل بين يديه تعالى وتتطلب اتهام النفس وحسن الظن بالناس والتواضع والاعتراف بالخطأ، وهذه كلها معدومة أو منقوصة لدى المعجبين بأنفسهم ،لذا فهم كثيراً ما يشعرون بين الفينة والأخرى أنهم ليسوا في الواقع الصحيح وهذا يؤجج في داخلهم صراعاً خفياً ومستمراً يشوه حياتهم الباطنية
العجب: اعتقاد الجمال والتفوق على الآخرين، وقد أذاق الله المسلمين طعم الهزيمة يوم حنين في بداية المعركة بسبب العجب قال تعالى:
(لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين) التوبة:25
لا ريب أن من حق المرء أن يعرف قدر نفسه لكن لا بد مع هذا من الشكر والحمد لله والانفتاح على ما لدى الآخرين فالكمال في كل شيء نسبي وهو قابل للضمور إذا أحطناه بالعجب وقابل للنمو إذا اعتقدنا أن لدى الآخرين شيئاً يمكن أن نتعلمه ونستفيد منه
الغرور: نوع من السكون إلى الهوى والإخلاد إلى موافقته دون مجاهدة ، إن في نفس كل واحد منا مسحة من الغرور وعلينا ألا نسمح لها بالتضخم
الكبر: أعظم شراً من العجب ومن الغرور لأنه يشتمل عليها ويزيد عليهما بخصلتين قبيحتين هما ازدراء الناس ورد الحق
وقد قال عليه الصلاة والسلام: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"
إنهم في الحقيقة يضعون مادة عازلة بينهم وبين المسرات التي ينالها المحسنون والأخلاقيون والطيبون من جراء حبهم للناس...
6- الشعور بالاضطهاد والتآمر وقهر الآخرين
هناك فريق من الناس منزعجون دائماً لأن من يقيمون علاقات معهم لا يعاملونهم بالكياسة واللطف والعطف الذي يستحقونه وإليكم أمور تساعد على تخفيف هذا الشعور:
-على المرء فيما يواجهه من نقد وحملات تبدو عدائية أن يتهم نفسه ويراجع موقفه
-على المرء ألا يبالغ في تقدير صفاته الخاصة لا من حيث عظمة الفضيلة لديه ولا من حيث قلة الشر
-علينا ألا نتوقع أن يهتم الناس بنا كما نهتم بأنفسنا
7- الفراغ والبطا��ة
إن الله تعالى خلق لكل واحد منا يدين لكي تعملا وتنتجا فإذا توقفتا عن العمل شعرنا بأن شيئاً ينقصنا وباضطراب داخلي عنيف.. في تصوري إن أكثر من خمسين في المئة من المسلمين يعيشون في وضعية دفع الأيام إلى الأمام كما يدفع المرء شيئاً يريد أن يتخلص منه وهذا وحده كاف لنزع كثير من أردية السعادة عن أي حياة وليست المشكلة محصورة في العاطل عن العمل ولكن بشكل عام يجعل الفراغ المء في مواجهة نفسه فلا يرى فيها إلا النقائص والسلبيات وهذا يعود إلى أن فضائل الإنسان لا تتجلى إلا في أوقات العمل والكد والتعب والعطاء حينئذ نرضى عن وضعيتنا وتأتينا الأفكار الإيجابية عن ذواتنا ، هناك فرص دائماَ....لكن الذين يستفيدون منها هم الأشخاص الأفضل والأكفأ والأنشط إن أي عمل شريف وبأي أجر كان يمكن أن يؤمن للواحد منا درجة من السعادة أفضل بكثير من الوضعية النفسية التي نكون فيها في حالة البطالة والفراغ
8- الفجوة بين الطموح والإنجاز
إن من المهم أن تكون للمرء آمال يطمح إلى تحقيقها،فالحياة من غير هدف تعني الجمود والتكلس.التقدم الحضاري بطبيعته يجعل طموحات الناس تتسع لكن الإمكانات التي تساعد على تحقيق ما نتشوق إليه لا تنمو ولا تتطور بقدر تضخم تطلعاتنا فيكون لدينا شعور مستمر بأن ما نجده أقل بكثير مما نطلبه شيء جيد أن يكون هناك مسافة بين ما نريد وبين ما هو متوافر لكن لنضغط على أنفسنا لبقى تلك المسافة في حدود الممكن، فتقدم بطيء مستمر خير من قفزة في الهواء لا نعلم ماالذي يمكن أن تسببه لنا.
9- الإرهاق والقلق
لا يسبب الإرهاق الإزعاج لنا فحسب، بل يجعل اهتماماتنا بما يجري حولنا محدودة وقد يكون ما يدور حولنا خطر جداً ويحتاج من إلى ما يشبه الاستنفار لكن الإعياء الذي نحن فيه يجعل تفكيرنا في ذلك هامشياً ويجعل انطباعاتنا عنه بالتالي مبهمة ومشوشة
-علينا أن نؤمن أن القلق لا يجرد الغد من مآسيه ولكنه يجرد اليوم من أفراحه
-يجب أن تحملنا المتاعب التي نواجها على التفكير العميق وليس على القلق، فعدم مواجهتنا لما يخيفنا ويزعجنا هو السبب في سيطرة تلك المشاعر علينا.
-لنحاول مقاومة الأسى عن طريق الإيمان بأننا ما زلنا نملك الدعاء لله سبحانه
-يمكن تحجيم القلق بالتفكير بأن كل ما يجري في هذه الدنيا من مآس يأخذ طابع العابر والمؤقت
-لا تفكر فيما يزعجك إلا إذا علمت أن هناك جدوى من التفكير
-لا تحمل الموضوع أكثر مما يحتمل، فنجاحاتنا وإخفاقاتنا ليست مهمة إلى الدرجة التي نفترضها عادة فلنضع الأمور في سياقها العام إذا كان ذلك يخفف من أحزاننا
-لا تصب بهوس إنجاز كثير من العمل في أقل وقت ممكن، إن المبالغة في ذلك ضارة بالقلب والصحة النفسية والحياة الأسرية
كل عمل مهما كان خيراً أو مفيداً قد ينقلب إلى سوء إذا جانبه شيئان : الرفق، والتوازن إذ هما الطابع الجميل والحكيم الذي يتركه الكبار على أعمالهم... اتخاذ الملذات أساس السعادة
صارت السعادة لدى كثير من الناس في التسلية والمرح بل تجاوز الأمر ذلك إلى إحداث نشوة مصطنعة عن طريق المخدرات ! نحن لا نتجاهل قيمة كل ما يتمتع به الناس بطريقة مشروعة لكن اعتراضنا على جعل الملذات أساس السعادة مع أنها لا تعدو أن تكون أشياء تكميلية إن الواحد منا ليدرك بوضوح الفراغ الروحي الذي يشعر به عقب انقضاء أي ملذة من ملذات الجسد وحين تكون تلك المذة قد تمت عن طريق غير مشروع فإن المرء يشعر بعتمة روحية وبوخز الضمير وبشيء من احتقار الذات
10- الحرص على رضا الناس
المقصود هو الحرص المبالغ فيه والرياء،صنف من هؤلاء يقومون بأعمال وأنشطة اجتماعية عديدة بغية ظهورهم في شريحة أو طبقة أعلى من طبقتهم الحقيقية وهم يشعرون بآلام نفسية مبرحة وغامضة وخفية ومردها فقد الانسجام بين روحه وعقله ونفسه من جهة وبين سلوكه ومجاملاته من جهة أخرى إن الحضارة تعني المزيد من الإحساس بالآخرين لكنها تعني أيضاً استقلال الشخصية والحساسية نحو الكرامة الشخصية وتنفيذ القناعات الخاصة
11- التمحور حول الذات
تحقيق الأنانية يشمل: الشح والجشع وهذا يجعل النفس في قمة التعاسة!
12- اليأس والتشاؤم:
كان عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل ويكره التشاؤم المتشائم لا يرى إلا الاحتمالات السيئة والمتفائل لا يرى إلا الاحتمالات المشرقة ومع ذلك ينبغي ألا ننسى احتمال وقوع أمر غير مرغوب فيه. اليسر موجود في اللحظة نفسها التي نرى فيها العسر، فيا أيها المتشائمون تجاوبوا مع هدي القرآن! ويعلمنا شريح –رحمه الله- كيف نستنبط دواعي الحمد من قلب مصيب فقد قال:
إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات :أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي وأحمده إذ رزقني الصبر عليها وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو فيه من الثواب وأحمده إذ لم يجعلها في ديني
13- العقل المتصلب
يشعر المصابون بهذه الآفة بالعزلة الاجتماعية والثقافية التي تسبب لهم آلاماً نفسية شديدة وتشعرهم أنهم مظلومون مضطهدون مع أنهم هم الذين بدؤوا باضطهاد غيرهم حين سفهوا أقوالهم وآراءهم وحين حرموهم من أي فرصة لإثبات صحة ما يذهبون إليه
ختاماً:
هناك العديد من الأشياء التي تعكر صفو الحياة أيضاَ مثل: الحقد والكراهية والغضب والاكتئاب والاعتماد الزائد على الآخرين والشعور المبالغ فيه بالذنب والنقص باحترام الذات وإدمان الهروب من الحقيقة ..الخ