جرى المؤرخون على أن يربطوا التاريخ القبطي بالمسيحية، وهذا يعني أنهم لم يروا فيه الا الناحية الدينية، وهي ناحية قد أثرت بلا شك على الكثير من نواحي التفكير المصري، ولكن الواقع أن العصر القبطي هو عصر أهم خصائصه ظهور الشعب المصري على صفحة التاريخ بعد أن انقضى عصر الحكام الوطنيين، فضلا على أنه لم ينته بدخول العرب مصر في القرن السابع الميلادي، بل امتد في بعض النواحي الى ما بعد هذا القرن.
موجز جيد لهذه الحقبة الزمنية الهامة في تاريخ المصريين والتي قلّما تجد مؤلفًا يفردها بالبحث، ومع ذلك فيجب قراءة الكتاب بحذر نظرًا لآراء مؤلفه المسبقة في بعض التوجهات الفكرية المؤثرة في المجتمع المصري الحديث فالكتاب –كما يبدو - جاء ردًا على صعود الفكر الإسلامي في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وكمحاولة للتصدي لأطروحات بعض التيارات الإسلامية، لذلك نلمح فيه الإعلاء من شأن القومية المصرية على حساب غيرها