رواية قصيرة, جاءت على ثلاثة أقسام, وفي كل قسم حكاية وشخصية أو مجموعة من الشخصيات لا يحضرون في الأقسام التالية. الجميل في هذه الرواية والتي كما أعتقد جعلها مميزة أكثر. هو أن مصطفى ذكري هو الراوي الذي يحكي ويحضر في كل الأقسام, على لسان الشخصيات, يصوّر الأحداث.. مصطفى ذكري هنا هو الراوي وليسَ الكاتب. سيطرة الراوي على الحكاية واضحة جدًا, ومُتماسكة جدًا. وتكشف عن مهارة كتابية تُثبّت حضور الراوي من خلال ضمائر متنوعة في المقطع الواحد. الرواية جيدة في النهاية. وتستحق أن تُقرأ على الأقل من أجل التماهي في قوة حضور الراوي.
الخوف يأكل الروح عنوان فيلم للألماني راينر فيرنر فاسبندار وطالما أن كاتبنا سيناريست ويكتب بطريقة "ما بعد حداثية" لابد من نسأل أنفسنا لماذا هذا العنوان، فالتناص مفهوم واسع يمكن أن نعتبره علاقة ما بين فنون متنوعة وليس بالضرورة عملين من نفس النوع. لم أجد أي علاقة بين النوفيلا والفيلم عدا العلاقة ما بين شاب وامرأة أكبر سنا فقط، ولكن يظل حضور شخصيات الفيلم في رأسك دون إرادتك ويبدو أن هذا كان احد أغراض الكاتب من استخدام العنوان.
النوفيلا مقسمة لثلاثة أجزاء، أولها رائع، قصة قصيرة تمزج الغرائبية بالرعب باللغة المحكمة والألعاب السردية المتقنة، ثم يبدو أن شيطانا ما وسوس للكاتب بأن قصته مفهومة وممتعة فقرر كتابة الجزئين التاليين انطلاقا من معضلة الكالون الذي لا يعمل، فدخلنا في متاهة ليس لها داعي افقدت القارىء متعته بالجزء الأول فشعر الكاتب بالراحة والاطمئنان وأنهى نوفيلته.
هذا النوع مطلوب رغم أننى لست أستطيع أن أقرأ هذا النوع فى أى وقت وأى مكان بأختلاف حالتك النفسية قد تجد رواية مثل هذه مملة حينا و ممتعة حينا ولكن الكاتب مصطفى ذكرى بارع بحق وهو يضيف للعربية نوع تفتقده من الكتابة لا يقلد ولكنه ينتج نوعا مصريا بمعايير مختلفة أحببتها
أول حاجة أقراها لمصطفى ذكري، فشيخ جداً. ضحكت بصوت عالي في الجزء الأول إللي بيحكي فيه قصة الفنان إللي بيكسر رجل كلبه عشان يعرج زيه وبعدين بيبلغ عن الدكتور البيطري إللي فك الجبس. D:
أنهيتها للمرة الثانية اليوم بعد مشاهدة الفيلم الذي يحمل نفس الاسم لمخرج آخر. ربما استلهم الكاتب من الفيلم الإطار العام أو بعض الأفكار الرئيسية. ممتع جدا أن ترى كيف يكتب أحد يمكنه أن يصنع فيلمًا، ويستخدم في كل فن أدواته . لا يبخس الكتابة حقها، ولا يكتب ليتحول المكتوب فيلما أو تعويضا عن فيلم لم يظهر للوجود، بل كما يقول هو يكتب ما لا يمكن صناعته فيلما والعكس صحيح.
الحديث عن الخوف كشعور ودافع وحالة حديث طويل ومتشعب، ربما ناسبه جو الرواية المعقد. لكن الكتابة لا تخلو من حذلقة هنا وهناك، أو تفتقد للسلاسة في مواضع كثيرة. وهذا جعلني أتوقف أكثر من مرة وأعيد القراءة، خصوصا مع الجمل الاعتراضية التوضيحية التي تصل لسطرين أحيانا.
أحببت التوقف للتفكير في الصور والمشاهد التي يرسمها. والكاتب بارع في تصوير المواقف والمشاعر. كتبت ملاحظات متناثرة هنا وهناك، وأعجبتني الإحالات للأفلام والقصص التراثية أو بعض المفردات في الرواية ربما أكتبها بشكل متناسق يوما ما.
أكثر ما أحببته في هذه الرواية الصغيرة هو حالة التفاعل التي وضعتني فيها، والمفاجئات الصغيرة وهو ينتقل من مشهد لمشهد مختلف تماما يجعلني أتساءل: وما العلاقة؟ كيف سيربط الأحداث ؟ ليربطها في النهاية بشكل جميل . والنهاية ذكرتني ببورخيس بشكل ما.
وجود اكثر من اسم للشئ الواحد- يعزى احيانا للرفاهية والترف وفي احيان اخري لمرور الزمن، معني ان يحمل الشئ اكثر من اسم- هو تأكيد وجود هذا الشئ، كأن هناك من يوجده مرتين خوفا من ضياعه او نسيانه ومع هذا تضيع اسماء كثيرة ولا ينقطع الامل في اطلاق اسماء جديدة.
ظللت اسأل ماالذي يجعلك تكتب وهل ضوء القلم صافيا بصورتك ام التهمه اﻻعجاب بالكبار وكيف تدير عقلا يخاف وﻻ يخفي عاجيته وهل هناك ما بمنع ...وجوديتك مثقلة بمعاني كانت عندك اوضح ما يكون ...مبهرة ...ولكن اﻻفكار الواثقة تفقد احيانا اروع ما في الحبكة ..تفقد الشك ....انا السابح في ادبك وما كان لدرويش ان يقيم موﻻه ...
نوفيلا تحكي في معنى وفلسفه الخوف. شعرت في اخر الكتاب ان الحروف و النقاط عليها ترتعش من الخوف. الكتاب به اكثر من قصه يترابطون في اطار من القلق واللاطمأنينه.
This entire review has been hidden because of spoilers.