نبذة : شعار" التنوير " يقصد بة تحكيم العقل دون غيرة في تقييم الامور, والتحرر من الاهواء والتحيزات المسبقة , ومن سلطان التقاليد والاعراف , أذا تعارض مع ما تقضي بة المصلحة , والتسامح مع الاراء المختلفة
وهذا الكتاب الصغير يقول : إنه منذ بدأت حركة التنوير في اوربا في القرن الثامن عشر , كان لأنصارها أهواؤهم , وتحيزاتهم الخاصة. ولم يكونوا ليستطيعوا , حت حتي لو ارادو التخلص من سلطان التقاليد والاعراف , ولا كان التسامح الكامل مع الاراء المخالفة ممكنا . أن مؤلف هذا الكتاب رأي أنه لبد من حدود لهذا كله .. فليس من الممكن , ولا من المفيد التخلص من كل التحيزات المسبقة,أو التسامح مع كل فكرة جديدة . هذا الكتاب يسعي ايضا الي التمييز بين التنيور الزائف, والتنوير المطلوب, ويضرب أمثلة علي التنيور الزائف في حياتنا الثقافية : في ميادين البحث التاريخي والنقد الادبي , والفن السينيمائي , وغيرها . وفى خاتمة طويلة , أضيفت إلى هذة الطبعة الجديدة , يتنوال الكاتب الدعوات الحديثة "للاصلاح" في العالم العربي , ويميز بن دعوات لايمكن أن ينتج عنها ألا تحديث وتنيور زائفان , ودعوات يمكن أن تثمر إصلاحا وتنويرا حقيقيين.
Galal Ahmad Amin is an Egyptian economist and commentator. He has criticized the economic and cultural dependency of Egypt upon the West .
He is the son of judge and academic Ahmad Amin. He studied at Cairo University, graduating LL.B. in 1955 before studying for diplomas in economics and public law. Receiving a government grant to study in Britain, Amin gained a M.S. (1961) and Ph.D. (1964) in economics from London School of Economics. From 1964 to 1974 he taught economics at Ain Shams University, also working as economic advisor for the Kuwait Fund for Economic Development from 1969 to 1974. After a year's teaching at UCLA in 1978–1979. now he is professor of economics at the American University in Cairo.
بهذا الكتاب يدخل دكتور جلال أمين النار بقدميه، خاصةً مع نقده الضاري (بنبرة هجومية غالباً) على كثير من الأوضاع والمفاهيم الثقافية التي استقتها ثقافتنا من الغرب، فيما يعرف بالتنوير، وخاصةً ما قام به دكتور طه حسين. ولجلال أمين أسلوبه الخاص، حيث السهل الممتنع، والقدرة المدهشة على إقناعك و"تكييفك"، إذ يبحث باستمرار عن عالم مثالي يخلو من الهنات، ولا يكتب دون عمل حسابات خاصة. الكتاب ينقسم لفصلين، الفصل الأول والأكبر تحت عنوان التنوير الحقيقي والزائف، ويحاول به الخلاص لعدة أمور أهمها أننا أمة فقيرة لكننا لسنا متخلفين أو جهلة ومن العار أن نشعر بالعار، وأيضاً يحاول بصورة كبيرة الدعوة إلى التمسّك بالهوية والتراث، وعدم الاقتراب أو النيل منهم، وإن استقينا من الغرب شيء ما فلابد أن يكون ملائم للعادات الخاصة بمجتمعنا. ويخوض في فكرة التديّن ونعت كل متديّن بالتخلّف، ويرى في ذلك خطأ كبير، فالفصل بين التديّن والإرهاب واجب، وليس كل متدّين إرهابي أو متخلّف، وليس شرطاً أن يفقد المرء دينه ليصبح ذو شأن علمي. ويتناول كذلك ثورة المعلومات والاهتمام المبالغ به هذه الأيام بالمستقبل، ويتعرّض لخطورتهم على المجتمع. الفصل الثاني، يتعرض لنموذجين من نماذج التنوير الزائف برأيه: طه حسين ويوسف شاهين، ويفّند رأيه الذي كوّنه بناء على وجهة نظره الخاصة، ويرى أن حرية إطلاق الفكر والإبداع ليست واجبة، إذ أن التقيّد بالأعراف التي يفرضها المجتمع واجبة، سواء ناحية الجنس أو العنف أو الدين. كتاب يدق ناقوس الخطر في بعض الأمور المتعلّقة بالهوية، ويخوض معارك شرسة في أخرى ضد المزاعم التي من شأنها هدم التراث. عقلية د. جلال أمين تروقني في الواقع، وتؤكد لي أنه رجل من طراز رفيع، قلما يجود الزمان بمثله.
البعض يعتقد أن التقدم مرهون فقط بإتباع النمط الغربي والذي أُختصر في النمط الأمريكي ،، وأنه يجب علينا السير خلفهم على نفس الطريق بسرعة ،، وإلا كنا متخلفين ويرى أن التنوير هو أن نفكر بنفس طريقة الأمريكان ونتبنى نفس مبادئهم وقيمهم حتى ولو على حساب حضارتنا وقيمنا ،، بداية من المأكولات السريعة حتى التسامح مع كل هو غريب وشاذ فقط لأنه جديد والتطاول على كل ما هو مقدس في ثقافتنا لمجرد أنه قديم كل هذا التنوير يراه د.جلال زائفاً ،، وأن التنوير الحقيقي موجود في الثقافة الإسلاميةالعربية
على الغلاف سترى صورة لسيدة مسنة بسيطة فقيرة ولها نظرة حزينة وإن كانت تنظر للأمام ،، بسهولة ستدرك أنها مصر ... وبجوارها مجسم بارد وجامد الملامح ،، لا تسطيع أن تتعاطف معه أو تحبه ،، هذا المجسم بالتأكيد هو صورة لأمريكا
...
الكتاب مهم ومفيد سيشغل بالك فترة طويلة لتهضم ما به ،، والأهم أنه ممتع فلن تشعر بملل وأنت تقرأ وستشعر - مثلي - بالرغبة في قراءته مرة أخرى
ولعل أجمل فصول الكتاب هو ذلك الفصل الذي يدعو فيه جلال أمين إلى إعادة تصنيف الأصوليين والعلمانيين إلى متدينين ووثنيين . وفكرته تتلخص في تعريف المتدين على أنه من يملك اعتقادا تصاحبه عاطفة جياشة تؤثر في سلوكه تجاه فكرة مجردة لا يمكنه التدليل على صحتها بأدلة محسوسة ، بل يستند اعتقاده فيها إلى إيمان مسبق لا يشترط أن يكون بالطبع إيمان ديني ، وهو هنا يؤكد أن هذا التعريف ينطبق على المتدين بالمعنى الشائع كما ينطبق على كثير من العلمانيين وحتى الكفار ، كونهم كثيرا ما ينطلقون من فكرة مجردة لا يمكن إثباتها. وهنا ينقسم المتدين أيضا إلى معتدل وأصولي ومتطرف. ويعرف الكاتب الوثني أنه ذلك الذي يحمل عاطفة جياشة تؤثر في سلوكه ولكن موضوع هذه العاطفة شيء محسوس كصنم من الحجر أو قبر أو شخص ( زعيم أو شيخ ) بعينه . فيعامل الوثني هذا الشيء المحسوس كما يعامل المتدين فكرته المجردة . والوثني أيضا تستطيع أن تجده في صفوف العلمانيين كما من الممكن أن تجده بين الأصوليين . وفائدة هذا التصنيف تتجلى في التأكيد على حقيقة أن هناك متدينين حقيقيين ومتدينين وثنيين ، كما أن بين العلمانيين متدين ووثني .
...
أنا أتفق بقوة مع أغلب آراء د.جلال بالكتاب وخاصة كلامه عن أهمية وأصالة الثقافة العربية الإسلامية ورأيه في وضع حدود لحرية الرأي والتعبير حتى لا تتحول لسباب ،، ورأيه في قضية النقد الأدبي وفي يوسف شاهين
ولكن لم يعجبني الفصل الذي تحدث فيه عن طه حسين ومحمد الغمراوي وشكيب أرسلان ،، بالغ بشدة في التغزل في شخصية الغمراوي وأسلوب كتابة أرسلان مما لم يخدم القضية موضوع الفصل
وأختلف معه تماماً في رأيه في د.زكي نجيب محمود ولم أفهم كيف يضع اسمه ضمن قائمة أولئك الذين يشعرون بالعار تجاه الحضارة الغربية دون أي شرح أو تفنيد لأقوال د.زكي ،، مما أعطاني إحساس أن هذا الرأي وافق هوى شخصي لدى د.جلال فهو يقول أن د.زكي نجيب محمود كان يعاني من شعور عميق بالعار إزاء الغرب ، لم يفارقه حتى بعد أن بدأ يكتب تلك الكتب التي يقال إنه اعترف فيها بأهمية التراث !! وينتقل بعدها لإستكمال ما بدأه من حديث
أستاذي د.جلال .. هل رأيك هذا في د.زكي سببه الخلاف الشهير بينه وبين والدك ؟؟
في إعتقادي هذا هو السبب ،، لأن د.زكي أبعد ما يكون عن وصفك له أليس هو القائل : “رافدان لابد من جمعهما معاً في بنائنا الثقافي الجديد،موروثنا الحضاري الثقافي من جهة ، وما أبدعه الغرب في العصر الحديث من جهة أخرى ، ولئن كان الجانب الأول سيلزمنا بالدوران في نصوصه حفظا واستدلالاً فإن الجانب الثاني لكونه يعالج الأشياء فسوف يدفعنا دفعاً إلى ارتياد الكون المحيط بنا فننعم عندئذٍ بضرب من الحرية لا أظننا قد ألفنا منه الشيء الكثير ، وهي الحرية المغامرة في الهواء الطلق ، غير منحبسة في نصوص نحفظها ونشرحها ونستدل منها نتائجها .. كلا الجانبين ضروري ومطلوب لتولد أمة عربية ناهضة على جناحين ، هما تاريخها وتراثها الحيوي من ناحية ، وحاضرها بعلومه وفنونه وبعض نظمه من ناحية أخرى”
ويقول أيضاً : “أننا نريد مزيداً من حفظ القرآن لا لمحاربة الحضارة الأوروبية الجديدة ، ولكن لمزيد من المشاركة المنتجة في الحياة الجديدة وبناء الحضارة الإنسانية بصفة عامة.”
أرى أن الصواب قد جانب د.جلال في هذه المسألة
...
ولا أفهم لماذا لم تُطبع نسخ جديدة من هذا الكتاب النادر ؟؟ استغرقت وقتاً حتى حصلت على نسخة مصورة منه
أول كتاب لجلال امين وهو كتاب رائع وافق كثيرا عقلي الكتاب كما كان عنوانه جذاباً فمحتواه أيضاً أكثر جاذبية لأنه يوافق حبي لثقافتنا وكرهي للتقليد الأعمى للغرب والذي ثقافته وتصوراته يتناقض معظمها مع حياتنا ومع معتقداتنا و عاداتنا وتقاليدنا والتي هي تراثنا الذي بدونه لا يكون لنا لا حاضر ولا مستقبل من وجهة نظري,الكتاب اذكر أني قرأت منه مقطع في مقال لا اذكر إن كان الناقل لها في مقاله هو دكتور أحمد خالد توفيق أو غيره,المهم أن الكتاب يتكلم عن التنوير وكيف يفهمه من نسميهم عندنا برواد التنوير في الشرق ,والتنويريون في الغرب أو فلاسفة الغرب الذين ظهروا في القرن الثامن عشر وما دعوا إليه من تسامح في الرأي و المعتقد و حرية الرأي وغيرها من تلك القيم الرنانة التي ما تلبث أن تجذب إليها كل من يقترب منها ولكنها ما كانت إلا لخدمة مصالح أو ظروف معينة من أجل حياتهم هم فقط وكانوا دائما أول من يضرب بها عرض الحائط والتاريخ يشهد على فظائع ستالين والنازية و الحربين العالميتين و مجازر أمريكا في دول العالم الثالث,تكلم أيضا عن رواد التنوير في الغرب كأمثال طه حسين الذي أظن أنا من وجهة نظري أنه كان مفتونا أكثر من اللازم بالغرب خصوصا في كتاباته ,تكلم عن زكي نجيب محمود وغيره وتكلم عن أن التنوير حتى في عصرنا هذا هو حرب على ما يسمى بالارهاب او الاصوليين وكل من يعادي المشروع الصهيوني. و تكلم ثانية عن التنوير في العصر الحديث أثناء الحرب الباردة وكيف أنه كان ضد الشيوعية و التي جعلها تصل للناس على أنها كفر-و إن كانت- لكن ما فيها من كفر هو الجزء الخاص بالدين الذي تعتبره آفيون الشعوب ثم تحدث عن تحول الحرب بعد ذلك إلى الحرب على الإرهاب وجعله متمثلا في الاصوليين و الاصوليين الإسلاميين-أرى أنها حرب على الإسلام إن جاز الوصف- وفي ذلك تستخدم امريكا والتي هي المثل الأعلى الذي ينشده من يبغي التنوير كل ما تملكه من وسائل إعلامية لغسل الدماغ وإقناع المجتمع بأن هذا هو ما فيه صلاح وبقاء وحفظ للأمن القومي, تكلم عن الفرق بين المتدين والوثني و أنه تصنيف أعم و أِمل من تصنيف الناس إلى متدين مستنير أو جامد أو غيرها من التنصيات وبين أن التدين هو إيمان بقوى معنوية بعكس الوثنية و التي يكون فيها الإيمان بالماديات. تناول بعد ذلك قضية تصغير الكبراء وكيف تختذل الشخصيات الكبيرة ويجرى تجريدها من كل ما قدمته و أنجزته وتقزيمها و ذلك لرفض الأفكار أو تعرضها للقضايا بمنظور معين وتعليل ذلك بأي علة من إنحرافات شخصية أو نفسية وغيرها من التفسيرات. تكلم عن ثورة المعلومات والتكنولوجيا وعن إن بعضها يكون مصدرا للقلق كنوع المعلومات و كمية المعلومات و نوع استخدام المعلومات و آخرها و أهمها تأثير المعلومات و تكلم بشكل رائع عن كل من هذه المصادر التي تدعو للقلق .وتكلم عن أن كل هذه المصادر لها علاجها في الثقافة العربية. تكلم عن عبادة المستقبل والتطلع إليه دائما من باب محاولة السيطرة عليه وشبه ذلك بالطفل الذي نراقبه دائما حتى في أتفه أفعاله و قال أن ذلك يماثله عبادة الماضي والحياة في ظل ماضي ولى و انقضى ولن يعود. ثم عرض الكاتب نماذج من التنوير الزائف ككتاب طه حسين في الشعر الجاهلي و الرواية المسماة الصقار و فيلم يوسف شاهين المصير وهي ليست الا عرض لفكرة التنوير الزائف وبيان الفكرة بالمثال الصريح واخيرا خاتمة رائعة عن كيفية التنوير
الفكرة الرئيسية التى يتناولها الكاتب وهى "التنوير" والمقصود به دعوة انتشرت منذ الثورة الصناعية وتقدم أوروبا وأمريكا فانبهر بعض مثقفى العرب بمظاهر التقدم وتميزو بالسخط تجاه مجتماعتنا لتخلفها الشديد , ويريدون أن نستنسخ كل أفعال وتصرفات الغرب حتى نكون فى عصر التنوير
لا تشعر بالعار لكونك من عالم متخلف فالشعور بالعار ينبع من داخل الفرد قد تكون من بلد متخلف ولكن انسان يحمل فكراً ورقى
لا تنخدع بمفاهيم الحرية والتسامح فأمريكا تختار كل مايتناسب مع مصالحها فقط
يتناول الكاتب مظاهر التنوير الزائف فى مجالات متعددة
من ضمن هذه المجالات "التنوير الزائف فى ثورة المعلومات " أحب أن أعرض عليكم ملخص الفكرة فستلمسون معى تأييد لهذه التحذيرات التى تحدث عنها الكاتب اعتقد ان أغلبنا يعانى من هذه المظاهر ومعرض لها نتيجة اندمجنا فى عالم الأخبار والمعلومات
يؤكد الكاتب على أهمية ماأحدثته ثورة المعلومات ولكن هناك أربع مصادر للقلق وهو الجانب السىء منها :
المصدر الأول للقلق :يتعلق بنوع المعلومات التى يتم جمعها , يستقبل معظمنا كل المعلوماتت الجديدة باعتبارها معلومات صحيحة ولكن فى أغلب الوقت لا يميز بين نقطة مهمة جداً هل هى علم ينفع أم لا ينفع؟ فنتباهى بقوة مانملكه من أجهزة البرامج والقنوات مع أن الجزء الكبير مما يذاع على الناس علم لا ينفع المصدر الثانى للقلق : كميةالمعلومات فقد تكون أكبر من اللازم فالانسان له قدرة محدودة على تلقى المعلومات لا يمكن بعدها أن تزيد دون أن تلحق ضرر به فكما أن جسم الإنسان لا يستفيد من الغذاء الذى يتلقاه إلا بهضمه , فإن ذهن الإنسان لا يمكن أن يستفيد من المعلومات إلا بهضمها وبالتالى قد تقل المعرفة بزيادة المعلومات ! وقفت لأتامل كمية المعلومات التى استقبلها فى اليوم ومن مصادر عدّة ! بالفعل احتاج لفلترة ماأقرائه واسمعه وحذف كل ملا ينفع للتركيز على استقبال المعرفة المفيدة فقط المصدر الثالث : نوع استخدام المعلومات فكما أن المعلومات يمكن ؟أن تستخدم لتحرير الإنسان فإنها يمكن أن تستخدم أيضاً لقهر الإنسان واستعباده .
المصدر الرابع :من وجهة نظرى مصدر قلق مهم جداً ويجب فهمة وحفره فى عقولنا
أثر ثورة المعلومات فى قهر ثقافة الغرب للثقافات الأخرى فكما أن المادة الكيميائية التى تعطى للمريض يجب أن تخلط بمواد أخرى غير ضرورية إلا من أجل توصيلها إلى جسم المرء ممكنا، فكذلك المعلومة لا يمك أن نتصور نقلها إلا مختلطة بثقافة المجتمع الذى نشأت فيه ولكن هذه المواد التى تختلط بالمعلومة قد تكون موادا سامة أو شديدة الضرر نحن نتلقى معلومات من أفلام أو برامج أجنبية مشبعة بثقافة الأمة قد تكون بعض عناصر هذه الثقافة متعارضة مع ثقافتنا وقيمنا وتحمل عداء مباشر لنا تضر فى رأينا بأنفسنا ويضعضع ثقتنا فى ثقافتنا
أما التخلف، فأنا أعرف الآن ما هو، إنه ليس إلا هذا الشعور بالعار، فأنت لست متخلفًا إلا بقدر شعورك بالعار إزاء هؤلاء الذين يسمون أنفسهم متقدمين. وسوف تظل متخلفًا، مهما زاد متوسط دخلك ومهما ارتفع معدل نموك ومهما زاد ما في حوزتك من سلع وخدمات، طالما أنك تشعر بالعار لأنك لا تملك ما يملكونه، لأن لديك سيارة واحدة بدلًا من خمس، أو لأن نوافذ سيارتك لا تفتح أوتوماتيكيًا، أو لأنك لا تلبس البلوجينز.. إلخ.
المصدر الرابع والأخير للقلق من ثورة المعلومات، الذي قد يكون في نظر الكثيرين أهم هذه المصادر كلها، يتعلق بأمر ثورة المعلومات، مقترنة بثورة الاتصالات، في قهر ثقافة الغرب للثقافات الأخرى. ذلك أن هناك شبهًا، فيما يبدو، بين المعلومة التي يجري نقلها إلى المتلقي، والمادة الكيميائية التي تُعطى للمريض. فكما أن المادة الكيميائية التي تُعطى للمريض يجب أن تُخلط بمواد أخرى غير ضرورية إلا من أجل جعل توصيلها إلى الجسم ممكنًا، فكذلك المعلومة، لا يمكن أن نتصور نقلها إلا مختلطة بثقافة المجتمع الذي نشأت فيه. ولكن هذه المواد التي تختلط بالمعلومة قد تكون موادًا سامة أو شديدة الضرر. فمن الخطأ الزعم بأن المعلومات هي بطبيعتها محايدة لا ضرر منها، إذ أنها لا تأتي إلينا إلا مختلطة بثقافة معينة أو برسالة بعينها لا حياد فيها. نحن نتلقى معلومات مثلًا من خلال نشرات الأخبار أو الأفلام أو البرامج التلفزيونية الأجنبية، المُشعبة بثقافة الأمة التي أنتجت هذه النشرات والأفلام والبرامج، وقد تكون بعض عناصر هذه الثقافة متعارضة تمامًا مع ثقافتنا وقيمنا، بل وقد تحمل عداءً مباشرًا لنا. هذا العداء الذي يحدد نوع المعلومات التي يجري بثها، وطريقة صياغة الخبر وإذاعته، على نحو يضر ليس فقط بصورتنا لدى الرأي العام الأجنبي، بل ويضر حتى برأينا نحن في أنفسنا ويضعضع ثقتنا في ثقافتنا. ولكن حتى إذا لم يوجد هذا العداء، فنقل المعلومة كثيرًا ما يتضمن في جوهره نشرًا وترويجًا لنمط من الحياة مضاد لنمط حياتنا ويشيع فينا الشك في صلاحية أسلوبنا في الحياة وجدارته.
تحتوي الثقافة العربية على موقف يميز تمييزًا صارمًا بين أنواع المعلومات التي يجوز نشرها وترويجها، وتلك التي لا يجوز نشرها أو الترويج لها، أي التمييز بين "علم ينفع الناس" و "علم لا ينفع الناس"، فتشجع نشر النوع الأول وتستهجن الانشغال بالنوع الثاني. ويتصل بذلك ما تنطوي عليه الثقافة العربية من رفض أصيل للموقف المحايد في العلم والفن والأدب. فالعلم لابد أن يكون نافعًا والفن والأدب يجب أن يكونا أخلاقيين، فلا يقبل الذوق العربي بسهولة مثلاً المسرحية التي تصور الشر أو الجريمة أو الابتذال بحجة أنها تصور الواقع (أي تزيد معلوماتنا عن الواقع)، حتى لو انتهت المسرحية بكلمة أو كلمتين في صالح الخير وضد الشر. فالذوق العربي ينفر بطبعه، فيما أعتقد، من تصوير الرذيلة حتى ولو كانت الرذيلة حقيقة واقعة، إذ أن محض زيادة المعلومات لا يبرر في نظره الخوض في ميادين مكروهة جماليًا أو أخلاقيًا.
ليس هناك خطأ في أن تقبل على قراءة كتاب أو مشاهدة فيلم أو حتى إجراء تجربة في المعمل وأنت متحيز، بل أكاد أقول إن نوعًا من التحيز ضروري ومطلوب. فلا أحد يطالب بأن يبدأ شيئًا من هذا وذهنه كالصفحة البيضاء الخالية من أي أفكار وتحيزات سابقة. فنحن آدميون من لحم ودم، ولسنا ماكينات تصوير أو تسجيل. وحتى العالم الذي يدخل معمله لإجراء تجاربه ما كان ليدخل المعمل أصلًا لولا أنه مدفوع بفكرة معينة يريد أن يتحقق مما إن كانت صحيحة أو خاطئة. الخطأ ليس في التحيز المسبق بل بأن تسمح لتحيزك المسبق أن يؤثر في حكمك، فلا ترى ما لا تحب أن تراه مع أنه موجود، أو أن ترى ما ليس بموجود لمجرد أنك تحب أن يكون موجودًا.
وأعود مرة أخرى وليست أخيرة لجلال أمين وكتبه القيمة ، في محاولة مني لفهم بعض الأمور التي استصعبت على عقلي الصغير.
وفي هذا الكتاب ، قام جلال أمين – مشكورًا – بتنوير بعض الأمور وإضاءتها في عتمة تفكيري بالإضافة إلى محاولة إخراجي من السير وسط القطيع.
ينقسم الكتاب إلى فصلين ، الفصل الأول يتحدث عن التنوير الزائف والتنوير الحقيقي بالإضافة إلى حقيقة التنوير في ظل النظام العالمي الجديد ، أما الفصل الثاني فيتحدث عن نماذج من التنوير الزائف في مجال النقد ومجال السينما.
ومما أعجبني في هذا الفصل – أي الفصل الثاني – أن لجلال أمين نفس الأفكار والآراء وخاصة فيما يتعلق بطه حسين ويوسف شاهين وهما – في وجهة نظره – مثالان على التنوير الزائف في عصرنا.
تحدث أيضًا عن العلمانيين والتراثيين وموقفه إزاء كل فريق ، بالإضافة إلى التنوير الزائف في ثورة المعلومات.
من الجميل والممتع في كتب جلال أمين هو إحالتنا دائمًا إلى كتب أخرى ومراجع متنوعة فهو يعرفنا على أسماء مؤلفين وكتب لم تحظى – رغم فائدتها الجمة – بالشهرة أو المعرفة الكافية في وسط القراء.
استمتعت بقراءة هذا الكتاب من الجلدة للجلدة ، وأحب أن أنوه قبل أن أختم حديثي أنه قد لفت انتباهي رأيه في مسألة التقدم والتخلف , وكتابه القادم إن شاء الله على قائمة القراءة سوف يكون " خرافة التقدم والتأخر " حتى استفيض في القراءة في تلك المسألة.
أعزائي القراء : لا تجعلوا هذا الكتاب يفلت من بين أيديكم.
الكتاب لا يقول شيئا ،يكاد يكون جلال أمين ألفه ،وهو يأخذ دشا خفيفا في الصباح ،الجزء الأول من الكتاب ،يكاد يقول " إنني أتكلم فيما لا يهمني ،ولا يدخل في إطار تفكيري واهتمامي " ،ثم قصائد إعجاب ،لا اعرف لما يتم إصدارها في كتاب ،قصائد إعجاب في هؤلاء الذين نقدوا طه حسين ،ويبدو موقف جلال أمين من طه حسين ،موقف طفولي ،لا موقف فكري ،ولهذا كان أكثر ما أثار إهتمامه في نقد الناقدين هو لغتهم الشاعرية المحكمة ،وربما يكون الجزء الأخير عن فيلم ابن الرشد ،هو الشئ الوحيد الذي يستحق القراءة في الكتاب
A common phenomenon among Arab progressive writers, as they become older, is that many resort to very reactionary ideas. Whether that is because they become personally more religious, or are just catering to the masses of "Al Sahwa Al Islameya", loosely translated as the Islamic Reawakening, it is annoying, but sometimes useful.
Most of the young generation of Arab leftists grew up in a conservative society with a very short-temper when it comes to religious debate. As a consequence, leftists are more and more socially alienated, and sometimes reacted by resorting to an adolescent attitude towards anything religious. As a consequence, their political role is trivialized and limited to posting statements of any Islamic uproar on "controversial" books and "art", which is rather frequent.
In this book, Galal Amin starts off as an enlightened leftist intellectual who is fighting cultural colonialist thinking among leftists, suggesting that their attitude towards religion and enlightenment is dictated by the European progressives approach to religion.
Somewhere near the middle, however, Galal Amin treads that thin line and emerges as a reactionary who believes he has some anonymously-based religious authority to evaluate acceptable "art" and decide what is "good taste". If a movie is by some 60's hot actress that he thinks was a real "artist", then it is a "good" movie. If that movie is more contemporary, has "too much" sex and is -by his standards- "cheesy", it would be acceptable to censor its showing, in order to protect "good taste". Not only that, but those who argue for its showing are attention-seekers, bourgeois-wannabes or even worse, cultural colonialists.
Read in a certain way, this book can be seen as a whistle blow to Arab leftists warning them of their attitude towards religion, and about worrying about homosexual rights in a country where 50% are below the poverty line. For me, however, it just goes to prove how people can become very boring when they are older.
أول كتاب أقرأه لجلال أمين على الإطلاق، وهو بداية أكثر من مبشرة :) اشتريت نسختي للمرة الأولى قبل 3 أعوام وظلّ الكتاب مركوناً منسياً في المكتبة إلى أن شاء الله لي أن أقرأه، وحقاً استمتعت واستفدت أيّما استفادة :)
جلال أمين عالم الاقتصاد والسياسة الكبير يحلل بأسلوب مقالي ممتع أقرب لأسلوب أدبي شائق، ظاهرة انتشار ما يسمى "بالتنوير" في الفكر والسياسة والفن، فهو هنا يحلل أصل مصطلح التنوير وبداياته وأسباب ظهوره من الأساس، ثم يبدأ بالمقارنة بين التنوير في أصوله الغربية وبين "التنوير الزائف" الذي لم ينجُ منه أحد من "التنويريين" المعاصرين، ويفضح بكل جرأة وعقلانية في الوقت ذاته ممارساتهم المخالفة لأصل "مبدئهم" وتناقضهم مع ذواتهم وحقيقة أنهم يستغلون الشعارات البراقة التي أتوا بها من الخارج لمصلحتهم، أو لشعور خفيّ بداخلهم "بالعار" تجاه الغرب في العموم.. وهي نقطة أساسية تحدث عنها مطولاً في الكتاب..
استشهد جلال أمين كذلك بأمثلة مهمة ل"تنويريين" عرب في مجالات الفكر والأدب والسينما، مظهراً حقيقة واجهاتهم اللامعة والحق المراد به باطل الذي أتوا به وينشرونه بلا هوادة أو تعقل في مجتمعاتنا، وأهمها -للغرابة- طه حسين ويوسف شاهين..! ينال إعجابي كثيراً في جلال أمين جرأته وصراحته في عرض مذهبه الفكري، وعدم اغتراره أو استعراضه بمصطلحات براقة كثيرة التكرار، هو فقط رجل يعرف الكثير ويفهم الكثير جداً، وهو هنا يعرض ما يعرفه ويفهمه بهدوء وبتوازن كبير لكن في بعض الأحيان بلهجة حادة، لهجة من يخاف -فعلاً- على مجتمعه وأصالة ثقافته وحضارته، و-ربما- على دينه..
لكتاب ملئ بالأفكار بالفعل، وللأسف لا تسعفني الذاكرة ولا الطاقة لتنظيمها أو كتابتها في الوقت الحالي غير أنني أعرضها لاحقاً بإذن الله في تدوينة منفصلة على مدونتي الشخصية، عن أفكاري وملاحظاتي الشخصية عن الكتاب :) يكفيني الآن القول أنني بالفعل استمتعت واستفدت كثيراً بجزء من علم جلال أمين الغزير وأسلوبه الممتع، ولن تكون هذه آخر قراءاتي له بالتأكيد :)
الدكتور جلال أمين يناقش المشكلة الأبدية في الشرق.. مشكلة الحداثة و التراث.. هل الحداثة ترتبط فقط بالغرب؟ و هل التراث مرداف دائم للتخلف؟ لماذا يصبح الهجوم الدائم على التراث و نقده من دلائل الثقافة و التنوير؟
و في الحقيقة أنا اتفق مع الدكتور في فكرة أن لكل دولة و شعب خصوصيته .. و التنوير بالطريقة الأوروبية لا يجب ان يكون مثالا ينقل بالحذافير للشرق فإما أن ينجح كله و إما أن يفشل كله.. أتفق تماما مع الدكتور في كون الحداثة هى اختلاط بين ما هو جيد في الحضارة الحديثة ( وهى التي أصبحت حضارة غربية ) و بين ما هو جيد في تراثنا العربي الإسلامي.. فانا أرفض النظرة الإسلامية المتعصبة الضيقة بأننا سنكون الأفضل فقط إذا عدنا لإسلام الصحابة و حياتهم.. و أرفض النظرة الأوربية المتعصبة التي ترى الحضارة و التنوير في كل ما هو أوروبي حتى في العادات و التقاليد... كلاهما مخطئ .. لكنني شعرت أن الدكتور متحامل بشكل ملحوظ ضد الحضارة الأوروبية بشكل عام و ضد النخبة المثقفة التي تطالب بالحداثة الأوروبية وهو هنا وقع في نفس الخطأ التي وقع فيه أصحاب التيارين وهو التعصب لفكره..
في المجمل الكتاب أشبه بمجموعة مقالات صحفية وليست دراسة فعلية.. قليل من المعلومات و كثير من الحديث المرسل
مناقشة جدية لمفهوم التنوير وإن كان الكتيب قديماً إلا أنه بداية جيدة لمن يريد الاطلاع أكثر على مفهوم التنوير بمختلف تنوعاته وحقيقته فيما يتعلق بالوطن العربي.
التنوير هذه الكلمة الجميلة التي تعني الإنتقال من الظلام إلى النور ، وتشير إلى معاني أجمل كالإنتقال من الجهل إلى العلم ، ومن العصبية إلى سعة الصدر ، ومن التطرف إلى التسامح .. والتي شاع استخدامها في أوروبا في القرن الثامن عشر لأسباب وأهداف كانت تلائم فلسفتهم وموقف الكنيسة الداعم لرجال السلطة والإقطاع على حساب البرجوازية.
حتى إنتقلت إلى الوطن العربي على أيدي بعض المفكرين الذين بدلاً أن يسعوا لتطبيق معانيها الجميلة بما يناسب فلسفتنا ومشكلاتنا وهموم مواطنينا .. نقلوا إلينا نفس الفلسفة والأهداف وهموم مواطنين آخرين .. كأن ما كان يلائم هناك هو بالطبيعة يلائم هنا ، وأن الدين يلعب نفس الدور في كل موقع جغرافي ويتصدر نفس المشهد .. فحاربوا ما حاربته أوروبا وخاضوا معركة لم تكن معركتهم .. فلذلك ليس من العجب أن ترى إنسان حاصل على الدكتوراة في أكبر جامعات أوروبا وأمريكا في مجال الكيمياء أو البيولوجيا يتلخص دوره الفكري والتنويري في محاربة قطعة قماش على رأس إمرأة يرى أنها سبب تخلف الأمة وانهيارها ولا ترى له أي دور مؤثر أفاد الوطن العربي في مجال لا الكيمياء ولا صناعة حبوب للصداع !
ولذلك صار التنوير في بلادنا تنويراً زائفاً ، يلخصه تلك الفقرة من الكتاب :
كل من شعاري التنمية والتنوير بالمعنيين الرائجين لهما يخفي في ثناياه مسخ شخصية الأمة والتضحية بكل ما تتسم به عن غيرها، دون تمييز بين الصالح منه والطالح، وافقادها القدرة علي الابتكار الحقيقي والنهضة الحقيقية، باسم رفع متوسط الدخل مرة، وباسم الانتصار للعلم والعقلانية والحرية مرة أخري
كتاب لطيف سهل ... كعادة لغة د.جلال أمين ... بيتكلم فيه عن مفهوم التنوير من منظور غربي وإن كلمة تنوير بقت مرادف لكلمة (أمركة) أو (تغريب) أو أي شيء يعني التخلي عن الهوية الأصلية ... وبيتكلم في خلال فصول الكتاب عن إن التقدم لا يعني بالضرورة التحول لنسخة في الهوية من الدول اللي بتصف نفسها بالمتقدمة وإن إحتياجات الشعوب بتختلف، مع محاولة قوية لدحض حجة "لإن الغرب فعل ذلك" لتبرير أي فعل تنويري بغض النظر عن مدى ملائمته.
ـ" كل من شعاري التنمية والتنوير بالمعنيين الرائجين لهما يخفي في ثناياه مسخ شخصية الأمة والتضحية بكل ما تتسم به عن غيرها، دون تمييز بين الصالح منه والطالح، وافقادها القدرة علي الابتكار الحقيقي والنهضة الحقيقية، باسم رفع متوسط الدخل مرة، وباسم الانتصار للعلم والعقلانية والحرية مرة أخري. "ـ
تلخص تلك الكلمات ما يريد أن يقوله د. جلال أمين في هذا الكتاب. فهو يري أن التنوير ليس مطلقا في كل مكان أو زمان فلكل منهما -الزمان والمكان- ما يميزه ويحكمه بتقبل ما يراه يتوافق مع ثقافته العامة أو لا يتوافق. وإنما يكون تنويرا بحق بقدر التزامه بشخصية الأمة وعدم ابتعاده عنها بما ينفيها ويحولها إلي مسخ.
.....
يعرض في الجزؤ الأكبر من الكتاب بعض محاور هذا التنوير الزائف كنظرية أو فكرة عامة ثم في الجزء الثاني نماذج له.
نموذجان هما ما عرضهما الأول كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين الذى أصدر ضجة منذ ظهوره (1926) لم تختفي آثارها حتى الآن. يقارن بين أفكار طه حسين في الكتاب وبين كتاب "النقد التحليلي لكتاب في الأدب الجاهلي" لمحمد الغمراوي. حيث يمثل في تلك المقارنة فكر طه حسين في هذا الكتاب التوير الزائف ويمثل رأي محمد الغمراوي التنوير الحقيقي الملتزم بثقافة الأمة وشخصيتها.
النموذج الثاني هو يوسف شاهين في فيلمه المصير وإن امتد الحديث لينسحب قليلا على أفلام يوسف شاهين كلها وعلى فكره وتطبيقه لهذا الفكر في أفلام تخدم النظرة الخارجية له أكثر مما تخدم بلده وثقافتها. ـ
أكثر حاجة علقت معايا في الكتاب ده هي نظرية التغيير في الثقافة المصرية.. مش مهم الحاجة تتغير فعلاً، المهم يظهر إنها اتغيرت.. ف لا يهم إذا كان التغيير وصل إلى الجوهر أم لا، ما دام يبدو على الشيء من الخارج إنه قد تغير. الكتاب عظيم، وبرغم إني قرأته من سنتين بس مازال من الكتب اللي فعلاً عاوز أشتريها وأقرأها تاني.
جلال أمين لديه القدرة على مزج تجربته الشخصية بالحالة العامة للبلد ويسقط تجربته الشخصية هذه على مقياس معين لمدى تقدم وتطور الدولة. في هذا الكتاب يعرض رؤيته للمفهوم الخاطئ والمنتشر للتنوير والحداثة ومقارنة ذلك بتجربته في الدراسة بالخارج كتاب ممتع ويستحق القراءة
احترت بين نجمة واحدة نجمتين لكن فى النهاية اديت نجمتين عشان بعض الحاجات اللى لفت الكتاب انتباهى ليها .. فى المجمل انا مختلف مع معظم الاراء اللى موجودة فى الكتاب وفصل تصغير الكبراء ده افكاره مستفزة اوى بصراحة
أحببت هذا الكتاب كثيرًا, لإني كنت بحاجة لقراءة مثله في هذا التوقيت بالذات. قدّم لي الكثير من الإجابات, كما بيّن لي خطأ الكثير من الشعارات التي يتخفى وراءها أهداف أخرى.
نحن ياجلال أمة فقيرة ومتخلفة. نعم.. متخلفة، لا لأننا نشعر بالعار إزاء أولئك الماديين الذين يسمون أنفسهم متقدمين وإنما لأننا ''نشعر'' أو بالأحرى لا نشعر بالعار الشديد إزاء ما يجب أن نكون
أتمنى أن لا تثني مراجعتي أحد عن قراءة الكتاب بنفسه و التوصل إلى الحكم الخاص به، لكن الخلاصة التي توصلت لها من قرائتي للكتاب – رغم عدم رغبة المؤلف بالبوح بها –، هي بأن الأمة العربية يجب أن تتقيد بالشريعة الإسلامية و كل مشاكلها ستحل. و المؤلف لا يذكر هذا صراحة، بل هو يحتال بكل الطرق و المناهج للوصول لتلك النتيجة، سواء من التقيد بالنسبية في نقده للتنويريين، أو رغبته في تطبيق الفاشية لتضييق حرية التعبير و التحكم في ما يصل لمسامع الناس و في ما يفكرون فيه (ص٣٠ و ٣٤ و ٩١ و ١٦٢ و ١٧٦). و أيضاً في استخدامه المبهم جداً لما هو ضار و نافع للأمة العربية التي دائماً ما يتكلم عنها كأنها كيان واحد يخضع لحكم واحد – و هو طبعاً الحكم الإسلامي الذي يتخيله واحداً في فكره –. و هو أيضاً يرى أن لكل المظالم و الإجحافات الواقعة في المجتمع حل موجود في الأمة العربية (الإسلامية) (ص١١٢-١١٣) و لذا لا حاجة للإبتعاد عن العادات و التقاليد. و هو بذلك يشطح بعيداً عن الواقع المعاش و عن مجريات التاريخ.
و أنا أتفق مع المؤلف في الفكرة الأساسية فقط من هذا المؤلَف، ألا و هي عن عدم موضوعية كثير من أبعاد الحضارة الغربية، و بذلك عن عدم وجوب الإستزلام للغرب بداعي التقدم العلموي. و لكن من الخبث من المؤلف أن يتهم التنويريين باستخدام التنوير كغطاء لتمرير أهدافهم و أفكارهم الشخصية و بل يتهمهم بالعمولة لقيادات عليا محلية و أجنبية، بينما هو يقوم بالمثل بإستخدامه للمنهج النسبوي كغطاء لأفكاره الدينية الخاصة.
و يمكنني أن ألخص مشكلتي مع الكتاب بطرح نقطتين:
الأولى: هي أن المؤلف يتكلم بتجريد مبالغ فيه، فلا هو يحلل أو يبرر مواقفه فكرياً، و لا هو يستعرض أية براهين على صحة أقواله من أرض الواقع أو حتى من تجاربه الشخصية. فمثلاً عن موضوع المساواة بين الجنسين، هو يقول: " . . . عندما تنادي بالمساواة في كل شيء بين الرجل و المرأة، و كأن المساواة المطلقة بين الجنسين، و ليس الاعتراف باختلاف الدور و الوظيفة، هي أسمى أنواع العلاقة بين الرجل و المرأة . . ." ص١٦، أو في حديثه عن تقاليد الأمة العربية و تراثها في ص٦٣، أو حديثه عن الأخلاق كشيء ثابت لدى الأمة العربية في ص١١٠. و هذا كلام مبهم لا يمكن معرفة ما المقصود بالتحديد منه، فلا يمكنني سوى أن أخمن بأن الأمر متوقف على المجتمع نفسه، لكن أي مجتمع، أهو المجتمع المصري بحكم جنسية المؤلف؟، لكن حتى مع تحديد ذلك فالمجتمع المصري ليس واحد في عاداته و تقاليده، فمن أين إذن أتى المؤلف بالحكم القائل بعدم المساواة بين الجنسين و عن التقاليد و الأخلاق بهذا الشكل التعميمي و جعله الفكر السائد على المجتمعات الغير غربوية و العربية تحديداً؟. ظني هو أن الفكر الديني الخاص بالمؤلف هو الذي فرض عليه قول ذلك و ليس حتى الفكر الشائع في مصر، فهو في انتقاده لفلم ليوسف شاهين احتج بأن الذوق العام لا يتقبل مثل هذه الأفلام رغم استعراضه قبل ذلك للقبول الهائل الذي لاقاه الفلم من قبل الجميع و بأنه من القلة الذين لم يعجبهم و اعتبروه تعدي على الذوق "العام" ص١٨٣، و طبعاً ليس الذوق العام هنا إلا ذوقه الشخصي.
الثانية: هي تلاعب و لخبطة المؤلف بالمصطلحات المستخدمة. أحياناً يبدو ذلك من جهل المؤلف أن المصطلحين المتبادلين لا يترادفان لا معجمياً و لا اصطلاحياً، و أحياناً أخرى يبدو الأمر مفتعل لهدف إرصان أفكاره الإيديولوجية و تثبيتها. فهو يخلط بين الفقر و التخلف في ص١٣، و يخلط بين حدود التفكير و حرية التعبير في ص٣١، و مرة أخرى يخلط بين الشكية المطلقة و حرية الانتقاد في ص٣٢. كما أنه يناقض نفسه عندما يدعو للإبتعاد عن انتقاد الشخصيات البطولية المحبوبة من العامة و ابراز عيوبهم ص٩٠، و هو قد خصص ما يقارب الثلث الأخير من الكتاب لفعل مجرد ذلك!.