هي خواطر وتأملات من فئة صيد الخاطر ذلك الكتاب العظيم... وهذا، وإن لم يبلغ منزلة ذاك، فهو قريب ~~~~~ كثرت هذه الكتب والتي تنصح وتوجه وتجعلك تتأمل في يومك وغدك... ولا تكاد تجد من أكثرها سوى الرتابة والأوامر والنواهي، وهي وإن كنت تحترمها فهي لا تتجاوز عينيك وفهمك، ولا يكاد يصل منها شيء إلى القلب.. ولذلك أراها كتباً سهلة الكتابة وربما القراءة، ولكن قلّما تترك أثراً حقيقياً... كتابنا أرى أنه تجاوز القنطرة ووصل للقلب في أجزاء عديدة منه، وليس الكل فهي أكثر من خمسين فصلاً أو ارتسامة ~~~~~ ومن تلك: موضوع تأجيل الأعمال الصغيرة وهو فرع من التسويف يغفل عنه الناصحون... يقول عنها الشيخ الحمد: تأجيلها ينال من صحة المسوّف وأعصابه ووقته فإذا هم بأي عمل من الأعمال الكبيرة تَذكَّر تلك الأعمال المؤجلة فأشغلت ذهنه وصدته عن بغيته
ومنها: حريٌّ بالراعي أو القائد أن يُعنى بمخاطباته وألفاظه وأن يستحضر أن لذلك أعظم الأثر في نفس المتلقي!!.. ولا تكن كالمكثر من أحاديث الرياضة أو ذلك الذي يذكر النساء أو الأطعمة أو مثل المتتبع للغرائب والعجائب التي لا زمام لها ولا خطام... فتأمل حالنا
ومنها: أولئك لهم الأمن!! تدبرها فأبدع حيث قال أن شرط الأمن ألا يلابسه ظلم وهو الشرك، وقد يكون خفياً، ولذا فالإنسان القلق والمتوتر والحريص على الدنيا لن ينال الأمن وراحة البال والطمأنينة... ولا ينالها إلا من آمن ولا يلبس إيمانه بظلم... واستشهد بمقولة ابن تيمية كدلالة البعد عن الأمن " ولهذا تجد القوم الظالمين، أقول والظالمين أنفسَهم، أعظم الناس فجوراً وفساداً وطلباً لما يروَحون به أنفسهم من مسموع ومنظور ومشموم ومأكول ومشروب"... كأنه بيننا !!!!!ا