كثيرون هم الذين جاؤوا إلى هذه الحياة ورحلوا دون ترك أثر أدبي, أو علمي أو سياسي أو ما شابه, وكثيرون أيضاً تركوا آثاراً ما تزال الناس تتذكرها من حين لآخر, إلى أن أرنستو شي غيفارا, لم يترك أثراً وحسب, بل ترك آثار بصماته على حقبة تاريخية من تاريخ أميركا اللاتينية, فصار رمزاً ثورياً , سياسياً و اقتصادياً, حتى أصبح شاغل العالم كله ورمزاً للشباب إن في اليمين السياسي أو يساره .
انطوان نعيم كاتب لا أعرف عنه شيئاً ورغم ذلك اشتريت الكتاب لقرائته فقط لأنه يتناول سيرة غيفارا الكاتب واضح أنه لم يكن يريد من كتابة الكتاب سرد سيرة هذا الرجل سرد تاريخي عادي بل سرد تاريخي لفكر غيفارا وتقلباته الفكرية والأدبية المتنوعة فكان قارئ للشعر والأدب والرواية ثم قارئ للكتب الماركسية ثم قارئ للكتب التروتسكية.
لم يسرد انطوان النعيم أحداث وماقف غيفارا تباعاً على زمني مرتب بل العكس فتجده في الفصل تكلم عن ولادة غيفارا ثم في الفقرة التالية تقريباً تحدث عن موقف في حالة القبض عليه. بمعنى الكاتب لم يكنه حدثه أن تعرف سيرة غيفارا بل كان الكتاب أشبه بيتاملات لأفكار وتضحيات غيفارا وخدماته وشجاعته وذكائه في مواقف حدثت له.
الكتاب احتوى على نكت علمية وهوامش كثيرة فهو كتاب يتناول فكر وشخصية غيفارا لا ينصح بقرائته إلا لشخص لديه خلفية عن غيفارا فمثلاً تحدث الكاتب عن الستالينية والعولمة وشخصيات كثيرة ذكرت في كتاب قد لا يعرفها من يقرأ لأول مرة غيفارا.
اليوم أنهيت هذا الكتاب .. الكتاب لا يصلح كقراءة أولية لسيرة جيفارا .. يخلو الكتاب من الموضوعية التي أفضلها كثيراً في سرد الوقائع التاريخية او السير الشخصية تحيز " انطوان نعيم " لفكر غيفارا بيّن كان غرض انطوان الأول من تأليف هذا الكتاب الذّب عن غيفارا وتصحيح صورة غيفارا التي افرغتها البروباجندا الأمريكية من مضمامينها ومبادءها لتقدمه كأيقونة " فاشونية " تزيّن قمصان الشباب .. الكتاب مليء بالمصطلحات التي تضطر بالقارىء للعودة اكثر من مرة للهامش ... أجمل مافي الكتاب تعريته للأمبريالية الأمريكية وطرقها وأساليبها التي تلجأ إليها في طمس الشخصيات المناوئة لها أيضاً استوقفتني بعض المعلومات عن توجه غيفارا " موقفة من القضية الفلسطينية " ورؤيته حول " الماركسية " .. الكتاب جيد لمن يريد ان يقرأ عن فكر غيفارا لا عن السرد التاريخي لمسيرة غيفارا ونضاله .
"لم يقل أبداً إفعلوا هذا بل سنفعل هذا" هكذا كان الثائر تشي جيفارا الذي ترك أهله ووطنه ليحارب في كوبا وباقي العالم لأجل حقوق الفقراء..
كان يخاف ؛ كي لا ينام العالم بكل ثقلهِ فوق أجساد البائسين والفقراء والمظلومين !
وكان يقول : "إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجّه إلى مظلوم ، فأينما وُجد الظلم فذاك هو وطني"
سمعت من أغلب الأصحاب بأن هذا الكتاب سيء لكنني إستمتعت بكل حرف في هذا الكتاب عن هذا الثائر والقائد العظيم..حدثنا الكاتب عن حياته وإنجازاته وأيضاً بعض سلبياته ثم ذهب بنا الكاتب لآراء النقاد في جيفارا ورد عليهم الكاتب بأسباب منطقية رائعة جداً.
سلبيات الكتاب: الأحداث كانت غير مرتبة نوعاً ما..عدا ذلك فكان هذا الكتاب أعز صديق إلى قلبي.
أول قراءة لي للكاتب أنطوان نعيم ، يسرد لنا حياة الثائر والطبيب والمفكر إرنستو غيفارا الذي تخلى عن كل شيء من سبيل الحرية. يتغلغل الكاتب كثيراً في فكر غيفارا ويناقش الشيوعية، الثورة في أمريكا اللاتينية وعلى وجه الخصوص كوبا، و الماركسية . الكاتب لم يوفق في سرد حياة غيفارا بتسلسل زمني متتابع فتارة يذكر ولادته ، نضاله من أجل الفقراء ، ثورته، و ينتهي بموته ثم يكرر لحظة القبض عليه وموته مرة اخرى. الكتاب لا يصلح لمن يبحث في سيرة غيفارا، لان الكاتب ركز على فكر وتأملات جيفارا كثائر . "لن يكون لدينا ما نحيا من أجله إن لم نكن على إستعداد لأن نموت من أجله." "أنا أنتمي للجموع التي رفعت قهرها هرماً، أنا أنتمي للجياع وَمَنْ سيقاتل." "رغم خوفي من أن أبدو مثاراً للسخرية، دعني أقول إن الثوري الحقيقي يهتدي بمشاعر حٌب عظيمة."
لم يعطي النضال و الفداء حقهم و انما تطرق الكتاب الى الشخصنة و يوميات هذا الثائر ولم يدلي بيقيم الثورة و اهداف الثائر وانما جعل هذا الكتاب من تشي جيفارا شخصية لم هو على هيئتها
الكتاب لا يصلح ابداً كقراءة أولية لتاريخ غيفارا، في الفصل الواحد تجده يكتب عن ولادته و وفاته ثم يكتب عن نضاله، و في الفصل الذي يليه يعود ويكتب عن وفاته و نضاله بروايات أخرى..
عموماً الكتاب جيد لمن أراد قراءة فكر غيفارا، لا عن السرد التاريخي لمسيرته و نضاله
الكاتب لم يبدع في كتابة سيرة غيفارا بشكل صحيح ولخبط التاريخ ! تارة كتب ولد غيفارا وتاره مرحلة إغتياله وتاره نضاله ! ! لايصلح الكتاب لم يريد قراءة سيرة تشي غيفارا
هذة هي قرائتي الاولي عن جيفارا و الكتاب بطبيعة الحال غير مناسب كمعرفة اولية ربما من الفوائد التي خرجت بها هي معرفة بعض المصادر التي ستعرفني اكثر علي شخصة جيفارا لا تقيم في هذة المرحلة