في هذه الرواية نقرأ طرحاً مغايراً لما ألفته الكتابة الروائية ليس في الجزائر فحسب بل في الوطن العربي ككل، إذ يقف "الفانتيستيك" أو العجائبي كأسلوب خطابي في فن الرواية، تمكن منه "القسيمي" بفضل قوة اللغة وملكة الإبداع التي استخدمها عبر تقنية تداعي الأفكار والتلاعب بالزمن تقديمه وتأخيره وهي طريقة انتشرت في الكتابات الألمانية والأمريكية خاصة في نهاية السبعينيات.
حين نبدأ بقراءة الرواية يتملكنا تفسيرين للأحداث وأسئلة كثيرة تفرض نفسها علينا، لقد اشتغل الروائي على الشخصيات والأحداث بطريقة مقلقة للقارئ وبخطوط متشعبة مما يعزز غزارة السرد القلق، فلماذا القلق؟
يختار الروائي لسان البطل السارد - الراوي ليحيكها فجاءت منذ البداية موسومة بالقلق والانهزامية، يقول بطل الرواية (إلى غاية هذه السنة لم يحدث في حياتي شيء يذكر) فهي مجرد حياة فارغة وكأن البطل ليس له ما يخبرنا به إلا أنه في لحظة من اللحظات كشف أحد أسراره "العائلية" الشخصية والمتمثل في حكاية المرأة العجوز المتسولة التي دقت باب دارهم ذات يوم -قبل مولد البطل بعشرات السنين- وبالضبط في سنة 1954 وزفت لوالدة البطل نبوءة مفادها أنها سترزق تسعة أطفال، أربعة ذكور وسطرت النبوءة مصير أربعتهم بقولها: "واحد ظالم، ولاخر عالم، واحد أعمى، ولاخر يرفدوا لما" ومن خلال هذه النبوءة أو "المأساة" تقبع العائلة في حالة قلق دائم، مما يدل على اختراق المتخيل الغيبـي والماورائي في عقول وأذهان الطبقة الشعبية في مجتمعات العالم الثالث يكشف عنه الروائي في تحليل معمق لما يعتبره واقعاً وحقيقة، فهو لا يؤمن بالقصص المثالية، وإنما ينظر إلى العالم بعيون "الحومة" و"أبناء الحومة" على اختلاف ميولهم، فوقف الروائي هنا عند حدود الكشف الواقعي لمتناقضات المجتمع، وخصوصاً عندما يقحم تجربة السجن في نصه من خلال البطل الذي دخل غياهب السجن بدون تبيين التهمة المدان بها ووجد نفسه في سجن الحراش وذلك عندما دخل مخفر شرطة كافينياك للتصريح بضياع بطاقة المكتبة ليتبين له أنه كان محل بحث فيقبض عليه في جريمة لم يصرح الروائي عن حيثياتها.
إن تجربة السجن شرعت الرواية على آفاق أخرى للبطل الذي وجد نفسه أمام شخصية المسجون عمي "أحمد الصوري" مبهوراً عما يعرفه من تفاصيل عن عائلته، هذا المسجون المدان بتهمة قتل ابنته يقف علامة استفهام كبيرة عند الصفحات الأخيرة من الرواية.
هل هو والد البطل الذي سرد لنا الراوي أنه توفي ويحكي لنا كيف وجد باب منزلهم مشرع على مصراعيه ذات يوم وكان يبلغ من العمر 4 أو 5 سنوات حينها وكيف احتضنته جدته بقوة إلى صدرها في حشد مريب من النسوة وكيف أخبرته أن والده قد توفي.
هل والد البطل ذلك العربيد الخشن لم يمت بل ظل طوال حياته في السجن بتهمة القتل إلى أن تشاء الصدف ويلتقي به البطل؟ فأي الروايتين هي الصحيحة.
لقد شرع الروائي الأبواب مفتوحة في رواية غير مكتملة وإنما مفتوحة، وهذا ما يميز سمير القسيمي، فليس أمام الرواية عموماً إلا البحث عن المجازفات.
كم هو ضعيف هذا الإنسان عندما يجعل للخرافة و الأساطير إلى قلبه و عقله سبيلاً.. من الروايات التي تشعر عند قراءتها بأحداثها و تفاصيلها، لا ترتبط أحداثها إلا بوصولك لآخر صفحة ...
"في ولادك تسعة، الذكور فيهم ربعة: واحد ظالم ولاخر عالم ، واحد اعمى ولاخر يرفدوا الما "
تصور حياة عائلة بأكملها تحيا لتحقق نبوءة عجوز...ماذكر كان فحوى النبوءة . ستشد على رأسك وتحبس أنفاسك قبل أن تفهم مجرى الأحداث . ستفهم طبعا أن اسماعيل بطل الرواية مجنون يحدث نفسه رغم أنه يظن أنه يحدث صديقه المقرب لكنك لن تعرف أن الحاج احمد زميله في السجن هو والده الذي ظنه ميتا والده الذي بحث طويلا عن قبره ولم يجده لأنه لم يكن ميتا أصلا . والده الذي قتل مولوده العاشر لأنها لم تذكر في نبوءة العجوز قتل صغيرته فقط لتتحق النبوءة ما حدث لاحقا يجدر أن تقرأه لا أن أفسد متعة قرائته عليك مع أني فعلت ذلك ستعرف مالذي دفع باسماعيل لخلق عالم موازي في رأسه يقيه جنون الواقع
أعيب فقط بعض الثغرات التي أوجدها الكاتب في حبكة الرواية أم لعله وضعها عن سابق إصرار وترصد ليصف عالم اسماعيل اللامنطقي رواية رائعة
فرق كبير بين النهاية المفتوحة و النهاية المبتورة ..عندما وصلت الصفحة 80 تولد لدي امل في ان الرواية ستصل بي الى مكان ما لكن للاسف و صلت الى نهاية قصة مبتورة و اسئلة عن ما حدث ..ما المغزى ..ما الهدف ..من هاته الرواية اسئلة ليست كما التي تطرح في رواية بنهاية مفتوحة ؟؟؟؟؟؟؟؟ مع ذلك بودي ان امنح لنفسي فرصة ثانية مع ما يكتبه سمير قسيمي الى ان يجد تلك الوصفة السحرية التي ستجعله يوظف اسلوبه الجميل في محله .
بكل صراحة قراءة هكذا رواية (مع التحفظ على استعمال هذا المصطلح لوصف هذا النص) مضيعة للوقت و الجهد، بل أحسبها خطرا على الذوق الأدبي للقاريء. الرواية هزيلة شكلا و مضمونا و أعتبر نشرها دليل على الجدب الأدبي على الساحة الأدبية الجزائرية.
الكاتب، في رأيي، تناول الأفكار بسطحية واللغة هزيلة ضعيفة متذبذبة بين الفصيح و المبتذل و السوقي. تتخلل النص أخطاء إملائية و تركيبية لا تغتفر.
نقول لا عليك بدل "ليس عليك" ص ٩ الجلبة و ليس الجبلة. بشكل منع عنهما الجلوس و ليس امتنع عنهما الجلوس ص ١٥. هل يصح قول بنصره الأيسر أم بنصر يده اليسرى؟ رائحة الكيف تصدر منه؟ الرائحة تنبعث أم تصدر ؟ ص ١٦. "مواقف لا تتسم بأي رغبة في الاستمرار". تعبير مقرف. ص ١٧. "هكذا أرادوها أن تكون كذلك". كذلك زائدة. " في كل الناس من هو صالح و من هو فاسد" ص ٤٤. "قبل رحيلي إلى المدرسة" ص ٤٥. الذهاب إلى المدرسة صار رحيلا؟ "أحب أن أقول لنفسي" ص ٤٦. بعق. أمر مقزز أن تجد كاتبا لا يفرق بين غالبا و على الأغلب. ص ٤٧ ثم ص ٧٥. "ربما هذا ما أحب أكثر فيه" ؟ ص ٤٩ نقول ينقضي عام على و ليس ينقضي عام من ؟ "ربما لأنه أحبها أكثر منا" لا يناسب قصدك ما تريد قوله هو ربما لأنه أحبها أكثر مما أحبنا. ص ٥٢. "كلما دخل علينا أي محبوس" ص ٥٨ أليس من الأسهل، و الأجمل و الأصح القول كلما دخل علينا محبوس جديد. المستودع تحت الأرضي و ليس التحت أرضي. ص ٦٧. تنقسم المحكمة إلى ثلاثة أقسام ص ٦٨. كم هو مقزز قراءة هكذا تعابير في .... رواية. نقول يحوي كذا و كذا أو يحتوي على كذا و كذا لكن لا نقول "يحوي على" ص ٦٨ ثم ص ٦٩. "كان رقما من ستة أعداد" ص ٨٠، كاتب، بل روائي لا يفرق بين الرقم و العدد. "بوابة ثالثة أقل حجما من سابقيها"؟. ص ٨٠. أولا سابقتيها و ليس سابقيها. ثانيا لا نقول حجم البوابة و لكن طولها و عرضها و سمكها. "و كان إبراهيم أثناء ذلك لا يفعل إلا البكاء و الصراخ" ص ٨٤ ."صداع رهيب تملك نصف جمجمتي" ص ٩٦. لا تحتاج أن تكون خريج بيولوجيا لتدرك أن الجمجمة مجرد عظم لا علاقة له بالصداع. قرارة نفسي و ليس قرار نفسي ص ١٠٦ بدأ للتو و ليس بدأ في التو ص ١٠٦ كحالة الجميع كان قاديرو اول المحتفلين بقدوم عمي أحمد. ص ١٣٩. كاتب لا يبذل جهدا في تخير ألفاظه فيستعمل " الطبيعة البشرية " حين يود التكلم عن السلوك ص١٥٤.
هذه الرواية الثالثة التي أقرأها لسمير قسيمي ، لقد تفوق في هذه الرواية على نفسه ، يجذبك كقارئ يشدك لمتابعة القرأة بمتعة ثم يفجر قنبلته في الاخير فيبعثرك الى أشلاء ، عندها تحتاج الى وقت حتى تستطيع تجميع نفسك لتفكير من جديد فيما حدث في هذه الرواية تعيد ترتيب أحداثها وشخصياتها لتجد نفسك في الاخير لم تخرج بنتيجة نهائية لتعرف النهاية نهاية مصير بطل الرواية فالنهاية تظل مفتوحة .... بالتأكيد قوة لغة الكاتب وتفرد أسلوبه في الكتابة جعل من هذا العمل الادبي متميزاً ، لن يندم من يقراء هذه الرواية قد تتعبه إذا كان يتوقع النهايات السعيدة لكنه حتماً سيتمتع بالقرأة وستشده الرواية حتى أخر صفحة فيها
كثيرة الأشياء التي لانختارها ونحملها معنا . أسماؤنا .. أشكالنا .. عوائلنا .. ساعات موتنا "
وكأن النهاية لحظة يمكن بلوغها ، وكأنها مكان في مكان ما ، لطالما تساءلتُ كيف نحافظ على إيماننا مهما كان ، ونحن نؤمن بالنهاية ؟؟ كيف نؤمن بالآخرة زنستمر في القول أن نهاية الحياة الموت ؟ كيف نؤمن بالقضاء ونستمر في القول أن نهاية افعالنا جنة أو جحيم ؟؟
فكأن ماعشته سابقا لم يكن إلا تحضيرا للحظة قادمة: لحظة تتعرى الحقيقة فيها كعاهرة أكثر مايستهويها فيك ماتبذله لها من مالٍ لإرضائها , وأكثر مايستهويك فيها ماتظهره لك من حسنٍ يروّض شهوتك
الخرافات والأساطير....عائلة بكاملها تضع مستقبل حياتها تحت رحمة نبوة عجوز كذبت ولو صدقت ,خرافة تقود صاحبها الى نهايات وخيمة لمن فقد توازنه في التفريق بين الغيب والخرافات. أحببت سطورك جدا أيها السمير , تلاعبك بالأحداث وطريقتك في عرضها تجعل من عايش أنفاسك لا يفارقها حتى أخر صفحة من الرواية... تستحق التحية على هذا الذكاء أيها الكاتب
رواية غريبة بعض الشيء ,جذبتني من الصفحة الاولى .... احب ذكاء سمير القسيمي في رواية الاحداث, في التلاعب بالزمن ... في عرض المجتمع الجزائري , تعجبني غرابة هذا الكاتب و احب في روايته المعاني ما بين السطور التي يعرضها بذكاء