قصة أم وحيدة مع طفلها البالغ من العمر سبع سنوات، والتى تترك وطنها وتهاجر كلاجئة تعيش أجواء اللاجئين والمتعطلين والجيل الأول من عرب بروكلين. البطلة التى تكتشف أنها تسترد ذاكرة طفولتها عبر جغرافية بديلة، فكل شخصية تقابلها تتماثل وتتقاطع مع الذاكرة، فى رحلة البحث عن الذات وعن لقمة العيش. تكتشف البطلة عوالم جديدة تحملنا معها فى رحلة مماثلة عبر أروقة بروكلين وعبر طفولتها هى سرد رهيف لواقع شديد التعقيد. وتتعرض الرواية لنماذج مختلفة من المغتربين من بقاع الأرض فى "التفاحة الكبيرة"، وتعرض البطلة هند عالمها الثرى بالتفاصيل الشرقية، وخباياه، ومحرماته التى تقهر الإنسان عامة والنساء خصوصا، وكيف استمرت فى حياتها رغم طعنة من هنا وضربة من هناك. "بروكلين هايتس" الرواية الرابعة لميرال الطحاوى بعد "الخباء" و"الباذنجانة الزرقاء" و"نقرات الظباء" وتتقاطع مع أعمالها السابقة فى البحث عن الذات والعناية بالتفاصيل، خاصة المرتبطة بالطفولة، ومليئة بزخم الذكريات والقدرة العميقة على تحويل الاسترجاع إلى متعة خالصة
كاتبة روائية وأكاديمية مصرية، تعمل أستاذًا للأدب العربي بكلية اللغات العالمية والترجمة بجامعة آريزونا الأمريكية، ومن أشهر رواياتها: "الخباء"، "الباذنجانة الزرقاء" التي حازت على جائزة الدولة التشجيعية في الرواية سنة 2002، "نقرات الظباء"، "بروكلين هايتس" التي ترشَّحتْ للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية سنة 2011، كما حازت على جائزة نجيب محفوظ سنة 2011 التي تمنحها الجامعة الأمريكية بالقاهرة. تُرجمتْ رواياتها إلى أكثر من عشرين لغة أجنبية حول العالم، ولها مجموعة قصصية عنوانها "ريم البرابري المستحيلة". دَرَّسَتْ في جامعات فرجينيا ونورث كارولينا وكلية دار العلوم بجامعة الفيوم. ومن أعمالها الأكاديمية: "مُحرَّمات قبلية: المقدس وتخيلاته في المجتمع الرعوي روائيا" صدر عن المركز الثقافي العربي، بيروت - الدار البيضاء، 2008. "امرأة الأرق: دراسة في كتابة المرأة"، صدر عن الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، 2011. "الأنثى المقدسة.. أساطير المرأة في الصحراء"، صدر عن دار بتانة، سنة 2019. "بنت شيخ العُربان"، صدر عن دار العين، سنة 2020، "بعيدة برقة على المرسال.. أشعار الـحُب عند نساء البدو"، صدر عن دار المحروسة ترشحت للقائمة الطويلة لجائزة زايد عد مرات وترجمت أعمالها لعدد من اللغات الأوروبية ولدت بمحافظة الشرقية - وهي ابنة لقبيلة "الطحاوية" ثم حصلت على ليسانس الآداب. ثم واصلت دراستها الأكاديمية الماجستير والدكتوراه في الولايات المتحدة حيث تقلدت منصب أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة اريزونا الامريكية
حكتفي بهذا القدر من الملل والكلام اللي ملوش معني! بحترم وقتي و مبحبش أضيعه أبداً في ثرثرة فارغة واسترجاع لذكريات غير مهمة لبطلة الرواية و اكتئابها الغير مبرر والغير مفهوم وياريت حتي مكتوب بإسلوب أدبي ممتع!
من باب العلم بالشئ فازت هذه الرواية السطحية بجائزة نجيب محفوظ للرواية العربية، كما وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام ٢٠١١!! بجد لا تعليق!
أول قراءة للكاتبة اللي سمعت عنها كلام حلو كتير بس في هذا الزمن الكلام الحلو اللي بيكتبوا النقاد و الصحفيين وحتي القراء أحياناً بيكون معظمه في الغالب مجاملات أو ممكن يكون عندهم اعتبارات أخري مش مهتمة الصراحة إني أعرفها... الدرس المستفاد:مش كل حاجة نسمعها لازم نصدقها!
اسم ميرال الطحاوي – في حد ذاته – يطرح جدلاً كبيراً ليس على الساحة المصرية أو العربية فحسب، بل على الساحة العالمية أيضاً، فضلاً عن الجدل الذي أحدثته بانفصالها عن جماعة الإخوان المسلمين، وخلع الحجاب. ولكن، كيف تحولت بنت "شيخ العربان" في أقاصي الريف المصري من فتاة بدوية بسيطة تنتمي جذورها البعيدة إلى نجد، إلى روائية تترجمها 15 لغة ؟!. نحن - إذن - أمام تجربة فريدة، تجربة أثرت المشهد الروائي العربي بشكل عام والنسائي على وجه الخصوص بأربع روايات حتى الآن، هي "الخباء" و"الباذنجانة الزرقاء" ونقرات الظباء"، و"بروكلين هايتس" الصادرة قبل أيام. حول هذه التجارب الروائية، وإشكاليات أخرى منها الشخصي ومنها الأدبي، كان هذا الحوار: ................. عالمي الأول هو البيئة القبلية التي نشأت فيها. البدو في مصر، الترحال في ثقافة مختلفة، أوضاع النساء في ثقافة مغلقة واشتهاءات التحرر، الاصطدام الثقافي بين البدو والحضر. كتبت عن ذلك واتهمت بأن ما أكتب عنه جيوب عرقية، وأن ذلك يغذي النزعة الانفصالية!. وأنا لم أختر ذلك في الحقيقة. نشأت في أسرة تنتمي لقبيلة جاءت من مكان ما لا ينتمي لهذه الحاضرة، وظللت أسير في الشوارع الضيقة لقريتي ولا أعرف معنى يلغي هويتي: (ابنة عرب). أنا بنت شيخ العربان، رسمت في "الخباء" البطلة الممزقة بحثاً عن طفولتها وأحلام تحررها. كتبت الكثير من المقالات النقدية عن "الخباء" ربما لأنها صورت عالماً مختلفاً، لكن الأهم بالنسبة لي أنها قدمت تجربتي واختصرتها، وهي تجربة خاصة، وعالم خاص، والخصوصية لا تعني التفرد ولا النجاح، تعني فقط الاختلاف، وما زلت أقامر على اختلاف وتجربتي وأحلم بالكتابة التي تعبر بشفافية عن روحي كإنسانة وككاتبة. ................. أعتقد أن حياتي حافلة - مثل كتابتي – بالتمرد. تمردت على أسرتي باكراً، وتمردت على الكثير من المدارس الفكرية التي انتميت لها، تمردت على الشكل التقليدي للنص، وتمردت كثيراً على نفسي. وأعتقد أن التمرد قلق وجودي يعبر - ببساطة - عن ذات قلقة وطامحة ومليئة بالتوق، ودفعت ضريبة هذا التمرد. كل مرة كنت أدفع ضريبة ما. وحينما أختار شكل الكتابة المتمرد، فهذه أيضاً مخاطرة بالقارئ وبفهمه وبتلقيه لما أكتب. أعتقد أيضاً أن التمرد تعبير عن الذات في مواجهة العادي، مثل اللغة الشعرية حين تكسر التوقع وتخالف المنطق اللغوي لبهجة الكتابة، ولتعميق مفهومك اللغوي. التمرد مثل استعارة لغوية تكسر القاعدة لتخلق الجمال المحض. أتمرد معظم الوقت حين أخلق نصاً جديداً، حين أغفل حسابات وتوقعات الآخرين عني وتوقعاتي عن ذاتي. ................. رواية "الباذنجانة" كانت تعبير عن ضياع الهوية وتشظي الذات وانكسارها المحض. فجأة أحسست أن كل ما آمنت به - للأسف - لا معنى له. الحب والنضال السياسي والعباءة الدينية. أنا آمنت بأشياء كثيرة وصدقت أشياء كثيرة ومثل البطلة حينما تحب وتتعلق بكل هذا الإخلاص فإنها أيضاً تشهد انهيارات متتالية. ولـ"الباذنجانة" الفضل في فتح ملف التيار الديني (السياسي) وتغلغله في الوسط الطلابي في الثمانينيات، ومازلت مشغولة حتى في روايتي الجديدة "بروكلين هايتس" بفهم هذا التحول في المجتمع العربي: كيف انساقت القرى الصغيرة وبيوت الطلبة وأروقة الجامعة بهذا المد الديني؟. بالطبع لا أدين أحد، ولكن أحاول رسم مشهد التحول للإسلام السياسي، وهو مشهد عشته وانزلقت فيه وخرجت منه وأصبحت شاهدة مثل كل أبناء جيلي عليه. ................. لقد التحقت بصفوف الإخوان وأنا صغيرة، ربما في بداية دراستي الثانوية، وتركتهم بعد أن بدأت الكتابة. لم أكن وحدي من لبست الحجاب ثم خلعته، كثير من أبناء جيلي وربما الأجيال السابقة عرفوا الانضمام لتنظيمات دينية أو شيوعية، هذه تجربة إنسانية. وتركت الإخوان لأنني لم أجد ذاتي في صفوفهم، وبعد جدل طويل هم قرروا خلعي ومنعي من الكتابة في مجلتهم. كنت أثير كثيراً من الجدل والتمرد خاصة مع مفهوم السمع والطاعة. ولم أهاجمهم ولم أكتب عنهم ولم يحاربوني. تساقطت مثل آخرين من ذاكرتهم. لكن ظل اسمي على كتاب اسمه "مذكرات مسلمة" كتبته وأنا في الجامعة، وهو مقالات كتبتها بإشراف زينب الغزالي. كنت أكتب ما تريده فقط لأن لغتي قوية وتعبيري الأدبي قوي كما كانت تقول. فأنا سأكون أديبة مسلمة، وبالطبع خيبت آمالها وتركت المستقبل الأدبي الذي خططته لي ولم أعتبر نفسي ضد الإخوان المسلمين، وأعتبر أيضا أن لهم فضلاً عليّ ولم أسئ في لهم يوماً في صحافة عربية أو أجنبية، كنت ومازلت أقول أنا لا أصلح لتغيير وجه العالم بالإسلام، أصلح فقط لأن أكون كاتبة. لكن هذا الكتاب الصغير مازال يمثل جزءاً من تاريخي. هو أول كتاب أصدرته وهم يطبعونه ويوزعونه. ومن ثم أجد الكل يسألني: لماذا لبست الحجاب؟، لماذا خلعت الحجاب؟ لماذا تمردت على الإخوان؟، وأقول: هذه حالة جيل بأكمله، تورطنا في العمل السياسي صغاراً حالمين مع اليمين واليسار، ولكن بعد وقت انطفأ الحلم. هذا ما حاولت رسمه في "الباذنجانة" ومازالت أطالب بتفسيرات لقناعات فكرية فارقتها وفارقتني. وأعتقد أن الاتهام بالشهرة وعدم الشهرة مسألة سخيفة، وأنا لم أقدم نفسي أبداً خارج مصر بهذه الصورة، ومن يجد أي إشارة في أي صحافة أجنبية صدرت مني في إدانة الإسلاميين فليواجهني بها، نحن لا ننشر في الخفاء ولا نكتب في الخفاء، بل العكس صورة الولد المتدين في "الباذنجانة" في منتهى النبل والصدق. وأعتقد أن من يريدون الشهرة يعرفون كيف يثيرون "البروباجندا". أنا بطبعي خجولة ولا أحب المواجهات مع أحد، لكن تجربة الإخوان جزء من تاريخي ومازلت أحتفظ بخطاب طويل كتبه لي عصام العريان (القيادي الإخواني البارز) من معتقله، يناقشني فيه حول روايتي، ولا يرى فيها إهانة للإخوان، بل يرى أنني رسمت الحقيقة بكل الصدق وأنه يحييني على صراحتي الأدبية. ................. "نقرات الظباء" تاريخ عائلي لتأثير التغيرات السياسية خاصة ثورة يوليو على الأسر المتوسطة والأرستقراطية. هي سيرة أنثي ماتت بالحبس في مخفر أسرى. هي تاريخ المخبوء في مجتمع يخفي الكثير من أسراره، ولا أهدف إلى التنبيه إلى شيء، إنها فقط بورتريه لعالم اختفى بكل آلامه وأحلامه. وهي رواية شديدة الخصوصية في تجربتي، وأنا عادة أكتب للكتابة، ليس لي قارئ أو - للأمانة - قارئ رواياتي "قارئ نوعي". ................. "بروكلين هايتس" تجربة معقدة لأنني في الحقيقة أسير على جسر بين عالمين. كان جسر بروكلين قديماً هو المعبر للمهاجرين من المحطة الأولي في حياتهم للانطلاق في باقي الولايات، حملت تلك المحطة أعراقاً كثيرة وأحلاما كثيرة وخيبات ومعاناة القادمين، وما زالت تمثل خليطاً بشرياً متعدداً يكشف عن فسيفساء هذه الأرض والهويات المتعددة لهذا الشعب. سكنت في بروكلين وقرأت كثيراً عن حاضرها وماضيها. عبرت كل شارع وزقاق وتخيلت عوالم مضت من هنا. كتبت روايتي عن أحياء وشوارع بروكلين وناسها، وبينما كان الحاضر هو أرض اللاجئين والمهاجرين الفقراء، كانت الذاكرة تسير باتجاه تلال فرعون حيث نشأت البطلة، وبين خيط الذكريات وصدمة الواقع نسجت "بروكلين هايتس" من مخاوفي وذكرياتي وإحباطاتي الكثيرة، وترددت كثيراً في نشر النص، لكن بعد اغترابي ثلاث سنوات في بروكلين كان كل مشهد يحيلني إلى عالمي. وأعتقد أنه لا خلاص بالهرب ولا خلاص بالحنين، إنها رحلة طويلة مليئة بالأفراح والأتراح، بالحزن والشجن، وأنا سعيدة لأن الرواية تلاقي صدى جميلاً، وكتبت عنها أقلام لها مصداقيتها عندي مثل ظبية خميس وشريف حتايت ومحمود الورداني وعزت القمحاوي، وكلهم كتاب كبار ولهم ذائقتهم الخاصة. ................. درست رواية السعودية ودرّستها سنوات، ليس لأنني بدوية وأن أهلي من نجد، ولكن لأنني أجد نفسي في الحقيقة أنتمي جمالياً لهذه الكتابة. فرجاء عالم كانت تمثل جزءاً من كتابي عن المحرمات مع عبدالرحمن منيف، ورواية الحزام لأحمد أبو دهمان، وبعد أن بدأت التدريس في الجامعات الأمريكية درست (كورس) عن الرواية السعودية النسائية، والمحرمات، والرقابة. درّست سمر المقرن (رواية نساء المنكر)، ورجاء الصانع، وصبا الحرز، وليلى الجهني، في جامعتي حيث أعمل أستاذاً مساعداً بجامعة نورث كارولينا، وأطمح بدعوة عدد كبير من كتابنا لتقديم تجاربهم ولتغيير الصورة النمطية عن المجتمع العربي والسعودي بشكل خاص. كما أنني بصدد بحث عن المحرمات السياسية وأدرس عبده خال وروايته "القصر"، أنشرها في الميدل إيست جورنال بجامعة كولومبيا. أعتقد أن الرواية السعودية هامة وهي في صدارة المشهد الروائي العربي. ................. أعترف بأنني أثير حولي الكثير من الجدل، لكنني أعتقد أن الجدل هو نافذة على الحرية، والحرية هي القيمة الوحيدة التي بقيت لي. أتمنى الكتابة حتى الموت لأنها الصيغة الوحيدة لوجودي.
الرواية إجمالاً أقل من توقعاتي وأقل من أوصاف التمجيد المبالغ فيها في الصحافة وفي جودريدز
الرواية بشكل عام حزينة ومعبأة بالذكريات غير المبهجة سواء من الشخصية الرئيسية أو الشخصيات العابرة .. تتميز بتنوع الشخصيات وتباينها بشكل كبير كانعكاس طبيعي لتنوع البشر في مدينة تضم جميع الأجناس مثل نيويورك .. يميزها كذلك التباين المبهر بين قصص القرية الصغيرة على أطراف الدلتا والتغيرات الي طرأت عليها خلال نصف قرن تقريباً وبين قصص المغتربين في بروكلين الذين ينتمي كل منهم إلى ثقافة مختلفة لها تفردها وتاريخها الخاص
لكن يعيب الرواية عدم ��جود خط يربط بين الشخصيات العابرة عشوائياً وبين الخط الأساسي لبطلة الرواية "هند" .. كان يمكن أن تخرج تفاعلات ثرية بين هذه الشخوص المتباينة المعالم وبين البطلة المصرية مثلما ظهر على استحياء في آخر صفحات الرواية بين هند و"ليليت" ولكن الكاتبة اختارت الفصل بينهم وسرد نبذة عن خلفية كل عابر سبيل في الرواية لتخلق نوعاً لم أسمع به من قبل من الأدب اسمه "الرواية الأنثروبولوجية" كما هو مكتوب على الغلاف الخلفي لها
I went through this one like in a dream: it reads like a reverie, even if you're tired, the flow of the story carries things further and further, like a tide. Even if side-streams are formed once in a while, the narrative is easy to follow and doesn't jump from one idea to another unexpectedly or too often.
I saw that some readers were displeased with the fact that this focuses too much on the main character's past. She is now living in the U.S. but allegedly she describes her current situation and coping mechanisms too little, only to dwell on her past and her childhood in a Bedouin family. I wasn't bothered by this at all - if nostalgia is not a driving force for people (and especially immigrants) then what is?
The portrait of the main character as it emerges is not one of a person you can easily like. It is indeed a person you can easily sympathize with, but so lackluster that it's hard to find reasons to get very invested in her arc. Towards the end of the book, a new female character is introduced and for a while, I kept wondering whether we're switching to another main, although this one was too glamorous to feel real (so, in a way, at the opposite end of a spectrum). Then it all comes together in a beautiful ending, with just a little touch of magical realism.
I won't say more as to not spoil the end of the book, but it definitely made me like it more.
"هند" بطلة الرواية تهاجر من مصر إلى أمريكا مع ابنها الوحيد وتقطن فى بروكلين فى شقة ضيقة للغاية، لا تعرف لماذا هاجرت، هى قررت الهجرة هكذا فقط !!!
الرواية خاليه من الأحداث تماماً .. كل ما تجده سرد ووصف طويل جداً لكل ما حولها من شوارع ومتاجر وشخصيات قابلتها، وإن لم تتعامل معها، وعلى طول الرواية تسترجع مراحل طفولتها ومراهقتها وشبابها وتحكى عن كل الشخصيات التى عرفتها وتقص علينا حياتهم وما عاشوه من بؤس وألم باستفاضة تصل حد الملل، والعامل المشترك فى كل الشخصيات التى روت لنا عنهم بالإضافة إلى حياتها هو البؤس والحزن الذى سيطر على حياتهم .
لم تتطرق الرواية لشيء واحد جيد حدث لها فى حياتها أو فى حياة من حولها... أفُضل لو كان اسم الرواية "البائسة " فلا تجد فيها غير هذا .
تستشعر أن الكاتبة جعلت البطلة تعيش دور الضحية على الدوام فى كل مراحل حياتها وفى نفس الوقت تريد أن تعطيك انطباعاً أنها مقاتلة ومشاكسة فى صغرها، ولكنك لا ترى فى النهاية غير شخصيه إنهزامية تستمتع بسرد حياتها البائسة، تدفعك لكرهها والاشمئزاز منها بعد أن كنت تشفق عليها فى البداية منتظراً أى تغيير قد يطرأ عليها.
ميرال الطحاوي في «بروكلين هايتس» المرشحة لـ «بوكر» ضمن القائمة الطويلة
القاهرة: جمال القصاص
تراهن ميرال الطحاوي، في روايتها الجديدة «بروكلين هايتس»، على طفولتها وتعيد مساءلتها بلغة مشربة بإيقاعات الشعر وأجواء التاريخ والجغرافيا، وتستنهضها من ركام الحكايات والذكريات، وتضعها في سياق زمن روائي طازج يتوزع بين فضائي القرية والمدينة متمثلين في منطقة تل الفراعنة، مسقط رأس الكاتبة الراوية ومرتع طفولتها، وبين بروكلين هايتس، أحد أحياء مدينة نيويورك، حيث تحل هند، بطلة الرواية، ضيفا عليه يرافقها طفلها الصغير. وعلى الرغم من تباعد شقة المفارقة بين الفضاءين، فإن الكاتبة استطاعت أن تنسج من عباءة الطفولة جسرا شفيفا يوحد ويفصل بينهما في الوقت نفسه. فالبطلة مغمورة بمياه طفولتها تسترجع تفاصليها، وكأنها أيقونة ممتدة في الزمان والمكان. وبروح من تلك الطفولة تعايش تضاريس واقعها الجديد الطارئ الموحش في مدينة بروكلين، وسط خليط مدجن من البشر.
تلعب الرواية على تماثلات الطفولة، تحولها إلى مرايا، وتظللها بموتيفات سردية متنوعة، فتبدو أحيانا كاشفة وصريحة، وأحيانا أخرى تراوغ تحت عتمة الظل وكثافة الألوان، وعلى وتر زمنين يشدان فضاء السرد أفقيا ورأسيا يعيش أحدهما في فراغ الآخر، ويتخيله نقطة الصراع في البحث عن حريته وطفولته ووجوده، بحثا عن زمن آخر هارب من البشر والأشياء والعناصر. إنه زمن الرواية نفسه، زمن القص الخفي، زمن الشبيه الذي يومئ، وينهض من ركام الإحباطات الإنسانية.
تعي الكاتبة طبيعة هذا الزمن المراوغ وتسربه في ظلال مرآتها الخاصة، عبر إيقاعات سردية خاطفة، تشد النص إلى فضاء أبعد مما توحي به الرموز، ليتحول فعل القص إلى سؤال إنساني حائر ومرتبك، لا يبحث عن مجرد إجابة تتلكأ على السطح، إنما عن وعاء للوجود، لا تنفصل فيه العلاقة بينه وبين ما يحتويه. ولعل هذا يحيلنا إلى طبيعة المفارقة الدرامية التي تنطوي عليها الرواية، فالبطلة، ومن ثم الكاتبة، تحقق وجودها وتتكيف معه بامتياز في النص، وتتعامل معه كوعاء يحتوي كل تناقضات وشظايا هذا الوجود، لكن خارج هذا الوعاء يصبح هذا الوجود مبتورا وناقصا وهشا وصادما، خاليا من دهشة الطفولة البكر، والفرح بشهوة الاكتشاف الأولى للعناصر والأشياء. ولا يقف هذا التعارض عند حدود التساؤل السردي العابر، بل يمثل محور الصراع الأساسي في الرواية، فهو يحيل زمني المتن والهامش إلى مفارقة معجونة بتساؤلات لا تنتهي، بين ماض قصي الأبعاد لم يزل حيا وطازجا، وبين حاضر يوسع من هوة التعارضات، ويحولها إلى إيقاع رخو لمصادفة الوجود والحياة.. لكنها مصادفة هشة عارية من فعل الإرادة الحر، يختلط فيها الحلم بالكابوس. إنها أشبه بلعبة القرب والبعد، التي فشلت البطلة في تعلمها في مدرسة الرقص على يد جارها تشارلي، الستيني ممشوق القوام، فكلما حاولت التعلم ازدادت عثراتها، ويربكها تيبس جسدها، حتى بدت لها الرقصة المتكررة مثل حياتها تماما.. تتمثل الكاتبة هذا الجو على لسان بطلتها في شكل تناص بصري مع لعبة «الدبة العمياء» الشعبية الشهيرة، حيث «في نهاية اللعبة تستيقظ من الحلم منهارة».
وعلى الرغم من مشاعر الفقد والشعور بالوحدة والغربة والحرمان، وغيرها مما يتناثر على سطح الرواية، كإفراز طبيعي للرحيل إلى واقع مغاير، فإن مأزق البطلة يكمن في افتقارها إلى الإحساس بطفولة الحياة وألفة الأشياء، في واقع يفرض عليها أن تعيشه وتتكيف مع مظاهره بمنطقه هو نفسه، بزمنه الهجين، في مقابل زمن الطفولة الهارب، حيث تحاول الإمساك به تارة بقوة الحلم، وتارة أخرى بقوة ذاكرة مشوشة مزدحمة بالرؤى والتفاصيل.
وعلى مدار فصول الرواية تتواتر على مرآة التماثلات سير الشخوص في ماضيهم وحاضرهم، وتبدو أحيانا وكأنها ظل أو رجع صدى بعيد لمناطق حميمية، مهمشة ومنسية من سيرة البطلة نفسها، يتقاطع معها زمن السرد، سواء في حركته الملموسة الظرفية، أو في فضائه التخييلي، حيث يعتمد حدس السرد على التقاط التفاصيل، ونثريات المشاعر والتأمل ومفارقة الدهشة والسؤال، وتحويل الوصف من تطريز سردي إلى طاقة للمعرفة وخلق مجالات إدراك جديدة للأماكن والأشياء، وغيرها من السمات الأسلوبية التي تمتاز بها الرواية. تقول الكاتبة في معرض وصفها لإحدى الحدائق اليانعة في بروكلين: «هنا كان يسكن آرثر ميللر، في تلك البناية، كانت تعيش معه في تلك الضاحية زوجته الشابة مارلين مونرو، قبل أن تصبح أيقونة وامرأة وحيدة منتحرة». إن الوصف لا يتعامل مع المكان كمجرد أثر، وإنما يحتويه ويتمثله كوعاء لخبرة البشر في الحياة والوجود. كما أنه يتجاوز دوره العابر في التوثيق للمكان وتداعياته، ويتحول إلى بوصلة تشد الحلم، والذاكرة معا، نحو نقطة أساسية تغلف الرواية من ألفها إلى يائها، وتسبح كأنشودة شجية تحت قشرة المتن والهامش معا، تسميها الكاتبة «الحنين الغامض».. فهناك حنين غض وشفيف لأيام الطفولة، وهناك حنين ملتبس وشائك لاقتناص مصادفة الواقع الأميركي الجديد.
بدافع من هذا الحنين الغامض تسعى هند، بطلة الرواية، إلى كسر رتابة المشهد اليومي المتكرر لحياتها، وتلتمس مبررات للوجود والانفتاح على عالمها الخشن، والتأقلم مع تداعياته. لكن لا أحد هنا يراها كما تتخيل هي نفسها، أو يعرف كيف كبرت، وتجاوزت تعاسة السنوات، ولن يلاحظ مثل صديقها الحميم الروائي، الذي اختطفه الموت بعد رحليها، «كيف صارت منحنية قليلا بعد الخياطات الكثيفة أسفل بطنها، تلك الخياطات التي فقدت فيها جنينا، ونزت بعدها لعدة أشهر لبنا متخثرا من صدرها».. لا أحد هنا يشبه صديقها المبهج، الذي كان يجعلها ترى نفسها بشكل أفضل.. هذه المشاعر تنعكس بقسوة على مرآة هند الخاصة، فتضطر إلى التحايل والتمويه على صورتها المضطربة جسديا في زوايا المرآة، وتحاول ضبطها كضرورة للتعايش وسط واقع يكثف دوما إحساسها بالاغتراب. ترصد الطحاوي أنماط هذا التحايل على لسان بطلتها، وبضمير الغائب، إمعانا في تنويع وتمويه صوت الأنا الساردة،وفي بروكلين على أرصفة شوارعها وضواحيها ومقاهيها، ترسم الكاتبة مجموعة من البورتريهات المؤثرة لشخوص محبطة، تومض في خلفية مرآة هند الخاصة، وتدخل في نسيج النص بحيوية وطزاجة، كأنه رحم وملاذ تبحث فيه عن أزمنتها الهاربة، ومعنى لوجودها المضطرب. إيمليا الروسية العجوز هاجرت مع زوجها اللاجئ السياسي بروفسور الفيزياء منذ الحرب الباردة، ولا شيء يشغلها سوى توفير كوبونات السلع الغذائية المخفضة، والبحث في صناديق النفايات عن أحذية قديمة صالحة للبيع من جديد، والبوسنية نزاهات، هربت من البوسنة، وأصبحت الطبيبة المفضلة لدى زوجات المغتربين العرب. وفتي الكنيسة الدمث الأنيق سعيد، سائق السيارة «الكاديلاك»، تكاد تقع هند في غرامه لكنها تكتشف أنه يجرها إلى التنصير، ثم اللبناني عازف الكمان ناراك، الذي يرى أميركا أكذوبة، وصديقه الفلسطيني نجيب الخليلي، صاحب محل حلوى «حلو العريس» المولع باللغة العربية، وابن أخته الشاب زياد الذي جاء ليدرس الإخراج السينمائي، ويكافئ هند على إعجابها به بإعطائها دور أم البطلة في فيلم يصوره عن عرب بروكلين.. وعزام، ذائع الصيت وزوجته الأميركية المنتقبة التي تجر خلفها عددا من الأطفال - في إشارة ذكية إلى نفوذ التيار الإسلامي المتشدد - ثم أمه ليليت، أو ليلى المصرية، المولعة بالرسم والشعر والموسيقى التي قدمت إلى بروكلين بعد أن هجرت زوجها الطبيب وطفلها الرضيع.. وغيرها من الشخوص، التي تعايشها الكاتبة بحميمية وتتعاطف معها إلى درجة الإحساس بالمصير نفسه، كاشفة الواقع القاسي الذي يعشيه المغتربون العرب والأجانب في بروكلين، وكأنه صورة مصغرة لمأزق الإنسان في عالمنا الراهن.
وتنهي هذه الرواية الممتعة دوائرها السردية المتقاطعة العذبة بمشهد موجع تشف فيه لعبة التماثلات عن زمن الشبيه، حيث تودع ليليت سنواتها التسعين وعذابات أمراض الشيخوخة والغربة، ببضع قصاصات وخطابات ومقتنيات خاصة وصور، ممهورة بتواريخ ودلالات شجية، معبأة في صناديق وملقاة على رصيف الإفينو، تنادي المارة «خذني من فضلك».. بذهول تقلب هند القصاصات العارية المستباحة، وتحس بأنها ظل لكتابة هاربة منها، وحين تتأمل صورة عزام الطفل الغرير يركض مبتسما، تتذكر طفلها الوحيد وينز اللبن المتخثر من ثدييها، وتتراءى صورتها في المرآة، كحلم قديم مشوش الملامح، يخشى مصادفة المصير نفسه.
ميرال الطحاوي حوار سري مع إميلي برونتي كتب سيد محمد قطب في "بروكلين هايتس" تخرج البطلة "هند" أحد الأسماء المفضلة لبطلات "ميرال"، مثلما كان "محسن" عند "توفيق الحكيم" أو "يوسف" عند فتحي غانم، وكما يحب الممثل نور الشريف أن يكون اسمه في بعض الأفلام "جابر" لأنه جزء من اسمه الحقيقي، أو "يحيي" مثلما هو الحال في السير الذاتية السينمائية التي قدمها المخرج يوسف شاهين، مع ابنها الصغير إلى "أمريكا" أرض الأحلام الممكنة والضائعة. تعيش بطلة "بروكلين هايتس" في مدينة الغرباء مع مطاريد العالم الثالث ومغامريه، مع الحالمين والأدعياء، مع المخلصين والثعالب، نماذج من نوعية "هيثكليف" بطل "وذرنج هايتس" فتظل غريبة بين الجميع، ويتأكد لديها أن الاغتراب محله الروح، وأن النماذج الإنسانية كما تتفرد في التفاصيل تلتقي أيضا في الطبائع والغايات، وأن نظرية الاستهلاك تمنح الآخرين حق استغلال الإنسان تحت مسميات مختلفة في الظاهر، ليظل مفهوم "الوأد" مسيطرا على أرواح الغرباء الذي يعيشون ويرحلون على أمل أن يشعر بهم أحد أو يستمد شخص ما من وجودهم شيئا يفيده أو يلهمه، شيئا ملقى وسط مهملات ملفوظة على "قارعة الطريق" مكتوب عليها ذاك النداء المكتوم "خذني لو أردت". بروكلين هايتس رواية من اثني عشر فصلا تماثل الأبراج التي يتسلى البعض بالعودة إليها لفهم شخصيته أو شخصيات المحيطين به من الغرباء، كل شخصية تظن أنها مميزة في حين أن لها مماثلا لكنها لا تدرك صورتها في مرآته إلا بعد الخروج من وهم الطفولة، تجد "هند" نفسها في "الضيفة" جدتها المصرية العاملة في الزراعة وكل ما يتصل بها من صناعات يدوية، جدتها "الضيفة" ارتبط بها جدها "العربي" الذي أتى على جواده وأنجبت له هذه المرأة دون غيرها، ومن فارس صحراوي يتخيل عالما بعيدا عليه أن يصل إليه وامرأة غريبة يعتصرها الفقد وتسري في أناملها مهارة النسيج، تأتي سلالة تنتسب إليها البطلة "هند" الساعية إلى عالم غريب والمتألمة من فقد روحي له مبررات كثيرة في الواقع، شخصية "هند" الباحثة عن غربة لا بد أن تأتي لأنها نبوءة روحية وتاريخية تكتشف أنها تشبه "الضيفة" مع أن رؤيتها الأولى حددت لها غاية التفرد فكان عملها الذي لم تكتبه هو ديوان "لا أشبه أحدا" لكنها ستكتشف أنها تشبه كثيرات. وكما تلتقي شخصية "هند" مع الجدة "الضيفة" تلتقي مع شخصية "ليليت" أيضا، تعيش "ليليت" النازحة من أصول أرستقراطية حياتها مغتربة باحثة عن حقيقتها الهلامية التي تصرخ في أعماقها وتدفعها عبر الأماكن، وتموت "ليليت" بعد أن جفت وتحولت إلى صورة استلب النسيان حقيقتها ووهمها معا، تجلس في النهاية كطفلة في حلم لم تولد بعد وتتلقى حديثا طويلا من مهاجر عربي فلسطيني "شخصية نجيب الخليلي" تمنى"نجيب" أن يكون فقيها في علوم العربية وأخذته "بروكلين" ليصبح صاحب محل فطائر "حلو العريس" مثلما تتمنى هند أن تكون شاعرة وتعيش مدرسة عربي للغرباء تحمل حقيبة مملوءة بالطباشير، يحب "نجيب" "ليليت" كما تريد بعيدا عن صروف الزمان – مثلما يحدث بين "هند" وصديقها المنتمي إلى برج "الجدي" الذي كان يحكي لها ثم يموت بعد أن تتركه ليتعذب بها وتتعذب به كما تعذبت "ليليت" بفراق ابنها، وكما تلتقي "هند" بـ "ليليت" تلتقي الأحلام الضائعة معا وتضيع أدوار البطولة ولا يصبح لها سوى دور ثانوي في فيلم صغير لأم عربية تجري صارخة خلف ابنة ضائعة في عالم غريب تريد أن تنسى كل ما يتعلق بموروثها، الفيلم يعده "زياد" الشاب الفلسطيني ويتناص مع تجربة "هند" مع "ابنها" الذي يريد أن يغيّر اسمه. الرواية حافلة بالعناصر الأنثروبولوجية والاجتماعية بخاصة ألعاب الطفولة التي وظفتها ميرال ببراعة لا تسجل بها التاريخ الاجتماعي لبنات السبعينيات فحسب وإنما تخترق رموز هذه الألعاب لتكشف طرائق العقل الجمعي في التعامل مع الذات الفردية ووضع القوالب الحاكمة لها، كما تتخذ من تطور الألعاب في حياة البطلات ما يمكن أن نطلق عليه "الباترون الدرامي" للوعي، إن السرد يحدث بضمير الغائب، لكن بوعي البطلة "هند" ولم لا، أليست هي غائبة في عالم آخر؟! أليست هي غائبة في الواقع؟! إن الغياب هو ألا يسمعك أحد أو يراك ولكنك هنا في قلب العمل بوعيك ورؤيتك وإدراكك. وفي "بروكلين هايتس" توظّف ميرال الطحاوي الاستعارات التمثيلية التي تتحدث عن "السرد الشارح" أو "الميتاقصة"، ومن هذه النصوص: "تحلم "هند" ببيت يحتضن الشارع، تستطيع أن ترى ما بداخله دون أن تطرق بابه، تستطيع أن تفترش باحته وأن يحدثها المارة إذا عبروا، أن تشم رائحة الطبخ ومساحيق الغسيل وعرق الغرباء الذي ينسكب أمام عتباته، لكن باب بيت أبيها كان دوما عاليا ومغلقا، تقف خلفه ويقف أمامها." إن هذا البيت الذي تحلم به "البطلة/ هند" هو العمل الإبداعي نفسه، هو الرواية التي تكتبها بالحدس والوعي معايشة تجربة إبداعية حرة تصور الحياة كما تراها من حولها وفي مخيلتها وتستخلص من التجارب الاجتماعية ما يقدم حقيقة الواقع وأوهامه وتضع في بيتها الروائي عالما صادقا حرا يبوح بما في داخله دون أن تتحكم فيه تقاليد المجتمع الأبوي التي أرست النظرية الأدبية مثلما قامت بترسيخ الثقافة الجمعية على نحو يضع الأسوار أمام التفكير والتعبير.
وأخيرا انتهيت من تلك الرواية الكئيبة فى صبر طويل عليها بحثاً عن قيمة أو شىء مختلف..هى ليست رواية ولكن أشبه بخواطر إمرأة كئيبة وحيدة بائسة منذ الصغر ترى نفسها أشبه بالصبية وأنها ليست جميلة تتزوج من رجل فيخونها مرات متعددة، فيستمر كرهها لنفسها، تقرر الهرب خارج مصر لتعيش فى مكان أشبه بحارة فى بروكلين فى نيويورك مع طفلها الوحيد لا أحداث ،مجرد استرجاع الذكريات وحكايات كثيرة عن شخصيات متفرقة لا أنصح بقرائتها ..من يبحث عن الكآبة والنكد عليه بهذه الرواية فهى رائعة فى ذلك
صحيح الرواية حصلت على جائزة نجيب محفوظ ، لكنني لا أحب الروايات التي تجتر الماضي وتعيش في كنفه ؛ ولا أدب المنفى ولا صراعات الدولة الدينية مع المجتمع المتحرر؛ هذا النوع من الكتابات ليس لي ! تجربة الكاتبة الشخصية مع الاخوان لسبع سنوات كما ذكرت في لقاء سابق لها تنعكس على كتاباتها؛ نزاعات اطياف المجتمع المصري اثقلت الرواية وأخرجتها من حيّز المتعة إلى منطقة الضغط والتوتر وهذا مالم احتمله
I don't really know how to rate this book. On the one hand it was beautifully written, with poetic and evocative descriptions that brought the two worlds of Egypt and Brooklyn to life. The stories of Hend's childhood in Egypt were my favourite part of the book, partly because the main plot in Brooklyn wasn't really going anywhere, but also because they seemed so much more vivid and alive and meaningful than anything that was happening in Hend's present life.
On the other hand I found the ending of the book unsatisfying and now that I've finished it I'm left wondering what the point of the book was, and why I spent all this time reading it.
This book reminds me of other books I've read that involve a spirited, charismatic girl who grows up into a timid, comparatively-bland adult who seems to have lost most of her personality. I had trouble identifying the child Hend with the adult Hend because they seemed like completely different people. And maybe that's true to life; maybe that's one of the tragedies of adulthood, but I find it horribly depressing and dispiriting to read about. I too look back on my confident, slightly-wild childhood self and wish I could be more like her. But that doesn't mean my adulthood existence is worthless! And Miral al-Tahawy's life clearly isn't like that either, since she's written several books and is a successful author. On the other hand, perhaps my frustration with adult Hend stems from the fact that I haven't experienced the kind of chronic depression that she suffers from. Perhaps I'm being overly critical. But I just found myself wishing that at least one good thing would happen to her!!
I was using Google Translate to try and read some of the reviews written in Arabic and one of the phrases it produced was "excessive gloom", which I think is a pretty good description of this book. And that's not to say it's a bad book. I think it's a very good book, and it was worth reading for the parts that really shone, like the vivid, quietly profound descriptions of small town Egyptian life and the struggles that people face. This book is infused with melancholy, but the melancholy has its own beauty, and perhaps that's worth setting down for its own sake rather than as a temporary state in a quest for happiness.
أول مرة أقرأ لميرال الطحاوي. كتابة غير تقليدية غنية بالمشاعر والتفاصيل والذكريات والبحث عن هوية. العنوان يذكرنى ب"وذرينج هايتس" أو مرتفعات وذرينج - وهنا "بروكلين هايتس" أى مرتفعات بروكلين, هل تريد ميرال عمل نوع من المعارضة مع رواية إميلي برونتي الشهيرة ؟
مثل عنوان الرواية فإن كل فصل معنون بالإنجليزية بإسم شارع أو حى أو مكان فى نيويورك, ويبدأ غالبا بوصف سريع للمكان وأحيانا نبذة عن تاريخه, ثم حالة البطلة فى هذا المكان ثم نقلة سريعة للماضى وذكريات طفولتها الحميمة مع ابيها وأمها وأيام تلمذتها ومراهقتها. الرواية تحكى عن مصر والمصريين والتغيرات التى مرت وتمر بهم كما تحكى عن أمريكا والأمريكيين كما تراها سيدة مصرية مغتربة وتشعر بالقهر هناك كما شعرت به هنا ذكريات البطلة التى تشكو من "النسيان" - وهى فى هذا تشبه ليليت التى تظهر فى نهاية الكتاب - ذكرياتها الكثيرة والحميمة, الشجن والحنين للماضى, التفاصيل الدقيقة كلها بما فيها الروائح والنكهات وملمس الأشياء والمشاعر المصاحبة لكل ذلك بحثها عن هويتها وسط هذا العالم المخيف من الغرباء من كل جنس ولون, بالضبط مثلما كانت تبحث عن هوية فى طفولتها وسط بيت العائلة الكبير وإحساسها بالضآلة وبالنقص وبالحاجة إلى إعتراف الآخرين بوجودها ولو من خلال "إختفائها" مؤقتا الذى يدفع الآخرين للبحث عنها . برغم القتامة الشديدة فى السرد وسيطرة روح التشاؤم على البطلة فإن المؤلفة لم تن��لق أبدا فى الكتابة لدرجة الميلودراما أو النبرة العاطفية الزاعقة, رغم أن الأحداث والمشاعر كان يمكن أن تغرى بذلك فى مواضع كثيرة. وصفها للمشاعر كان عميقا وقويا ومع ذلك مكتوب بطريقة حيادية هناك إلحاح لأفكار الفقد والهجر والموت والضياع, سواء لأسباب شخصية أو عاطفية او سياسية. وعلاقة الخاص بالعام تبدو هنا قوية جدا وغير مقحمة رواية قوية وجديرة بالقراءة
This entire review has been hidden because of spoilers.
Very interesting in visualizing the life of contemporary immigrants in the melting pot of Brooklyn (New York City, U.S.) The characters bring the artifacts and memories of their homeland (Egypt, Lebanon, Palestine, et al) with them. The story did well in mingling the old home with the new home. Immigrants eked a living from businesses and other sources either unavailable or unacceptable in the former country. The next generation without the memories or appreciation of the immigrants' music, books, language, faraway family place meant those would be forgotten or replaced, or their enhancement would be diminished. Rather than a story with plot, the sequence of events is about the former and present lives of various characters--immensely interesting. Magical book in a way because it draws on big themes, such as how characters experience life differently between birth and death, how dreams must be held onto in the new difficult place, and how characters increase their satisfaction in familiarizing themselves with new places and opportunities.
تسحب باحدى يديها ابنها, و باليد الأخرى تجر حقيبة سفر, باحثة عن مكان يأوي ذكرياتها و آلامها في حي بروكلين الفقير في نيويورك, أو تفاحة العالم كما يسمونها!
ميرال الطحاوي تكتب بلغة غاية في العذوبة و الرقة عن تفاصيل حياة "هند" تلك المرأة التي تمتلك تاريخ طويل من الاهمال و التهميش و الخيانة في حياتها. تتذكر هند في كل زقاق من حي بروكلين حياتها السابقة فر مصر من القرية الفقيرة المعدمة الى القاهرة حيث الحرية و التغيرات الفكرية, ثم الى نيويورك, بلد الفرص, و بلد هدم الانسان.
الرواية كتبت لأولئك الذين يتفهمون الاكتئاب الذي يصاحب من حلموا طول حياتهم بدور نجوم الصف الأول ثم قنعوا بتقسيم الحياة لهم في دور الكومبارس الصامت
واحدة من الروايات القليلة التى لا تستخدم فيها عينيك فقط للقراءة - تحتاج إلى حواسك الخمس لتشعر وتلمس وتتذوق كل مابالرواية من أماكن وأشياء، عطور وأشجار ، أشخاص تقابلها لأول مرة وأشخاص تشعر معها بالحميمية ومشاعر امرأة وحيدة! أحببتها بصدق
تفاصيل ليّنة ومراوغة في رواية «بروكلين هايتس» الاربعاء, 25 أغسطس 2010 250808b.jpg شريف حتاتة Related Nodes: 250808b.jpg
الشخصية المحورية في رواية «بروكلين هايتس» للروائية المصرية ميرال الطحاوي (عن دار «ميريت» في القاهرة)، هي امرأة حزينة ووحيدة اسمها «هند» تتبعتها الروائية طفلة في أسرة من العرب توطنوا قرية في البحيرة اسمها «تلال فرعون»، ثم في مراحل تالية من حياتها. تتزوج «هند» لتُواجه بأن لزوجها علاقات أخرى خارج الزواج فتستعر بينهما الخلافات، وفجأة يخرج الزوج من البيت، ويختفي من حياتها، تاركاً إياها مع ابنها الصغير، وفي حوزتها وثيقة تسمح لها بالسفر إلى الخارج. تذهب إلى الولايات المتحدة وتستقر في بروكلين في نيويورك، حيث يكثر المهاجرون من أميركا اللاتينية، وأفريقيا، وآسيا، ومن البلاد العربية، وهناك تقوم بتدريس اللغة العربية.
«هند» منذ الصغر غير راضية عن حياتها. تُفكر دائماً في الهرب من بيت الأسرة، ومن القرية. تحلم بالسفر كوسيلة للهرب من حياتها، من الحزن الدفين والموجع الراقد في أعماقها، من إحساسها بالقصور الذهني والجسماني غرسته فيها الأم، والأسرة، والمجتمع القبلي الذكوري الذي وُلدت فيه طفلة ثم نمت إلى أن أصبحت شابة. تحلم أيضاً بالكتابة فربما هي المنقذ من معاناتها: «كانت تُريد أن تكتب كأنها ستموت لو ظلت الأشياء في داخلها كما هي، مريرة، ومتراكمة. إنها تُريد أن تُنهي نصها الأول والوحيد «لا أُشبه أحداً».
عندما قرأت رواية «بروكلين هايتس» بدا لي أن جزءاً أساسياً من حياة «هند» تبلور في نفس ميرال الطحاوي حينما أصبحت بعيدة من بلادها، من القرية، من الأسرة، من الأماكن والناس والأحداث التي عاشت فيها قبل أن تُسافر إلى الخارج، حينـما فصـلتها عنها مسافة في الزمن والفضاء والمعايشة اليومية. ذلك أن الإنسان عندما يُبعده محيط مثل الأطلسي عن حـياته السابقة، عن أزيزها وضجيجها، وصراعاتها اليومية، وعندما يُواجه بالجديد ينشأ المناخ الذي يُساعده على التأمل الهادئ، على التذكر والمقارنة، على اسـتخراج الـجواهر التي دُفنت تـحـت تـراكمـات الانـشـغال الـيومي والنسيان.
المسافة تُساعده على أن ينزع عنها قشرة وراء قشرة، وطبقة وراء طبقة لتلمع في الظلام، أن يُنقب في نفسه، وفي الآخرين باحثاً عن الجوهر، أن تعود إليه تفاصيل الماضي كأنها تُولد في ذهنه من جديد، أن يقبض بيديه على الشخصيات، والأحداث، والأماكن، والمواقف، والتصرفات، والأفكار، والمفارقات التي كانت جزءاً من حياته.
رؤية المعاش من مسافة تجعلنا نحيا فيه من جديد مرات ومرات، وربما هو ما عبرت عنه ميرال الطحاوي ببراعة. لذلك ليس من المصادفة أن سمّت روايتها «بروكلين هايتس»، أي «مرتفعات بروكلين»، فلا أظن أن الارتفاع في حي «بروكلين» من صفاته. ربما كانت تُعبر عن إحساسها بأنها رأت الأشياء من علو، من مسافة، كمن يصعد على جبل فتتسع أمامه الرؤية، وتُصبح أشمل. هكذا أخذتنا معها في رحلة حياتية مزدوجة وممتعة تحركت فيها طوال الرواية من «بروكلين» عبر الأطلسي إلى «البحيرة» وقرية «تلال الفراعنة». رحلة في «بروكلين» مع الشخصيات المهاجرة، والأحداث والأماكن التي تعيش فيها، ورحلة أخرى موازية في بلدتها الأصلية مع أسرتها، والناس والأماكن التي أحاطت بها في مراحل الطفولة والمراهقة. رحلة هناك في «بروكلين» مع شخصيات من المهاجرين: أفغان، وصوماليين، ومكسيكيين، وعرب من اليمن ومصر ولبنان، ورحلة هنا بين العرب الذين تنتمي إليهم في قرية «تلال فرعون»، وقرى أخرى مُحيطة بها في «البحيرة» لتقول لنا إن العالم مزدوج، لكنه عالم واحد متداخل، متوحد في مشاكله، في أحزانه وأفراحه، في صنوف البشر الذي يُشكلونه بشرورهم وبراءتهم، بأحلامهم ومآسيهم، بخرافاتهم ومعتقداتهم، بإنسانيتهم،على رغم الفروق التي تُميزهم عن بعضهم.
ورواية «بروكلين هايتس» تغوص بنا في عالم للنساء لا يظهر في رواياتنا، نساء قرية «تلال فرعون»، عالم «هند» وأمها، و «الضيفة» الزوجة القبطية التي تزوجها الجد، و «زينب» الجدة التي تقوم على خبز العيش والأبرمة في الفرن، وأعمال أخرى لدى أسرة «هند»، والغازية «فاطمة القرومية»، و «أم حنان» الخياطة. تغوص في حياتهن، في عالم الخرافة والطقوس، والأغاني الشعبية والقهر الاجتماعي الذي تُعانين منه. في الحزن الوجودي الذي لا يُفارقهن، في حياة يعشنها على هامش على رغم أنهن جوهر حي وأساسي فيها. حياة مفعمة بالأسى والظلم، والغرابة يحكمها الجهل والمعتقدات والخرافات القديمة الموروثة لكن تُضيئها لحظات إنسانية نادرة. كذلك في «بروكلين» تغوص بنا الرواية في أعماق شخصيات من النساء المهاجرات اللائي تعملن في أدنى المستويات مقابل لقمة العيش وسط ظروف وأنظمة لا ترحم. «إيمليا» الروسية العجوز التي تبيع الأحذية القديمة، أحذية مشاهير النساء لمن يُريدها. «نزاهات» من البوسنة، الطبيبة التي تقوم بخدمات طبية وأعمال أخرى في المركز الإسلامي. «دويغ» في الثامنة عشرة من جزيرة «هايتي» عاملة نظافة. «فاطمة» الصومالية التي تعمل في مقهى وتُعاني لدغات البق في حجرتها الوحيدة. «ليليت» المصرية العجوز التي عاشت في غاردن سيتي وتزوجت طبيباً معروفاً ثم تركته وسافرت إلى أميركا حيث تُصاب بفقدان الذاكرة.
النساء هن النسيج الضام للرواية، وأساس الدراسة التراثية الشعبية النادرة التي قدمتها ميرال الطحاوي من دون أن تُخل ببناء الرواية الفني، أو تُشعرنا بأنها مقحمة عليها وإنما جزء طبيعي من حكي «هند» التي تشكل حياتها صلب الرواية. جئن ليلقين ضوءاً ساطعاً على المجتمع المحلي في قرية لعرب «البحيرة»، ومجتمع المهاجرين في «بروكلين». لكن إلى جوارهن دائماً رجال، والد «هند» الذي رسمت لشخصيته صورة حميمية، بميزاته الإنسانية، وعيوبه، بمزاجه الرائق وغضبه، يحكي حكايات من القرآن وهو يحتسي البيرة وينطق ما يقول بلغة عربية راقية. صديقها «الجدي»، لأنه من مواليد برج «الجدي»، الذي أحبها من دون أن تُبادله الحب، لكن، عشقت الاستماع إليه، وهو يسير إلى جوارها مسافات طويلة في شوارع المدينة، وقد استولى عليها إحساس دائم بأنها لن تجد أبداً من يُمكن أن تُحب. أصدقاء الأب «إميل» ناظر المدرسة و «شامل» الصيدلي اللذان هاجرا في ما بعد إلى بلاد النفط، ثم في حي «بروكلين» جارها «شارلي» الذي أراد أن يُعلمها الرقص مقابل تلبية رغباته، «ناراك» الأرمني بائع قطع الشطرنج الذي يقوم بإصلاح أدوات الموسيقى الوترية في محله، وصديقه «نجيب الخليلي» صاحب «حلويات العريس» اللذان هاجرا من لبنان قبل سنين. «سعيد» سائق «الليموزين» القبطي المصري الذي أراد أن يُنصّرها.
رواية غنية بعشرات من الشخصيات نادراً ما نصادفها. غنية بما أعطته للأماكن من حيز سواء في «بروكلين» أو في «البحيرة»، بوصفها لما حدث في المجتمع والناس نتيجة الغزو الاستهلاكي، واستشراء التعصب الديني. جغرافيا متداخلة للإنسان والأرض، فيها مئات التفاصيل الدقيقة التي تُجسد الواقع وتجعله حياً نراه، ونلمسه، ونتشممه ونحن نقرأ سطور الرواية فلا نمل تفاصيله بل نعيشها.
رواية ميرال الطحاوي الأخيرة رواية تشظي, وبحث عن ذات وأنوثة مجروحة في أم المدن الحديثة نيويورك.
ميدل ايست اونلاين بقلم: ظبية خميس
لو أن للحرية بيتا, أو زقاقا, أو حيا وعنوانا لندلف إليها في بحثنا المحموم عنها. ميرال الطحاوي حاولت أن تجد للحرية, والنسيان, والبدايات الجديدة بعيدا عن القاهرة ومصر، عنوانا جديدا في روايتها بروكلين هايتس.
حزمت حقائبها, وأخذت ابنها أحمد ومضت. خارجة من أجواء الصحراء, والريف, والبدو ورواياتها السابقة الباذنجانة الزرقاء، ونقرات الظباء، إلى رواية تتحدث عن مدينة حديثة, بل عن أم المدن الحديثة نيويورك.
في سردها بوح ووصف ومقارنات وعذابات. وفي روايتها تداخل ما بين ما يراه بصرها اليوم وما رأته ذاكرتها بالأمس. تثبت كاميرا لالتقاط أحاسيسها بالمكان والبشر ومشاعرها وتناقضاتها. ترصد تجربة الابن وردود أفعاله وتقارنها بردود فعلها. تتعلم من طفلها الأسهل انسياقا للأمركة مفاهيم ومصطلحات وأسماء أطعمة لا تعرف كيف ومتى أدركها والتصق بها بكل تلك السرعة.
تجوب الشوارع والحدائق والمقاهي والحانات. تريد أن تكون جزءا من عالم الكتاب والمبدعين هناك. وتحاول كسر حاجز اللغة الأميركية المتقنة، وهي التي ذهبت إلى هنالك لتدريس اللغة العربية التي تعشقها.
تقارن طفولتها الريفية - البدوية بطفولة ابنها النيويوركية فيبزغ من الذاكرة ألبوم شخصيات أحبتها وحيرتها من الأب إلى الأم والجدة ومن عاشت معهم وبينهم. تهرب من الفشل العاطفي والزواج الناقص والحب الذي لم تجده بطلة روايتها لعل مكانا جديدا في هذا العالم يغسل عقد الخيانة الزوجية والوحدة والمعاناة التي مرت بها هذه البطلة.
البحث عن المستقبل في مكان آخر, ولكن حتى المستقبل تكبله أحداث وذاكرة الأمس كما قد ذكر كازنتزاكس وكافافي حين خلص إلى أنه كما دمرت نفسك في ذلك المكان، فأنت حيث ما تذهب دمار. وأن الرحيل من أثيكا يقود في آخر الأمر إلى أثيكا.
وكما عاش سهيل إدريس تفاصيل روايته "الحي اللاتيني" في باريس, والطيب صالح موسم الرحلة إلى الشمال في لندن، ومع فارق الحقبة الزمنية تعيش هذه المرة ميرال الروائية نيويورك لتضيف إلى رواية العلاقة بين الشرق والغرب في زمن جديد اختلفت فيه التفاصيل ونوع العلاقة بين المكانين.
في الوصف السينمائي للشخصيات التي تلتقيها هند في بروكلين هايتس, كل شخصية تقابلها تحيلها إلى ذاكرة قديمة كما هو حالها في وصفها لشخصية الجوز إميليا التي صادقتها، فهي تذكرها بالجدة زينب التي كانت تعمل في بيت أبيها لسبب واحد هو رائحة العجائز.
تصف الشخصيات بالتفصيل، وبحميمية تتيح للروائية فيها الاحتفاظ بمسافة التأمل غير المحايدة. وما بين الحياة المقترة التي تحياها هند في نيويورك وجمع طوابع الطعام والبقالة تذهب ذاكرتها إلى رغد حياتها في مصر وبيت أبيها والخدم والحشم والحياة الممتلئة بالطعام والتفاصيل الثرية الصغيرة.
تسهب ميرال في وصف شخصية الأب, ولا تمل العودة مرارا وتكرارا إلى تفاصيل شخصيته وحياته وأثره على من حوله. وبشكل غير مباشر يبدو الأب رغم كل الصفات التي يتسم بها من اللامبالاة والرعونة والمزاجية، وكأنه الرجل النموذج والحبيب الحقيقي الذي لم تعثر عليه تماما في من أحبت من رجال. الرجل المحب للهو والعبث والحياة والشراب والمتعة والنساء. الرجل الذي يخون أمها التي تنتحب بعد كل نزوة من نزواته. وهو رجل يشبه أيضا الزوج الذي تركته هند وراءها في القاهرة، ولكن أكثر فخامة في تفاصيله المدللة.
في وحدتها الباحثة تعثر على سعيد المسيحي في نيويورك الذي يأخذها إلى الكنيسة وأجوائها، فيحيلها إلى أصدقاء وجيران مسيحيين في طفولتها. غير أنها لا تبحث عن الرب, إنها تبحث عن الحب.
تقول له:
"تعرف إنني أريد أن أشعر هذه الليلة بأنني حرة, حرة فقط من كل توقعاتي عن نفسي. حرة في الخلاص على طريقتي, حرة في روحي. عارف ماذا يعني حرة في روحي؟"
فهل سيعرف سعيد ما الذي تعنيه تلك الحرية التي تتوق لها هند؟
سواق الليموزين المتدين المسيحي ماذا يستطيع أن يقدم إلى المرأة التي تحلم بأن تكون كاتبة وحرة في روحها.
عبر جارها الستينى شارلي ودروس رقص التانغو تعيد هند تذكر تفاصيل جسدها, مخاوفها, خيباتها, تفاصيل خيانة زوجها لها, وخوفها من أي حميمية جسدية محتملة. الرقص يذكرها بأن لها جسدا. جسد معذب بمخاوفه وآلام ذاكرته. ولا تزيدها تجربتها مع الأفغاني الخائن لبلده إلا مزيدا من الألم والشك في أنوثتها.
في بروكلين هايتس، تسرد ميرال الطحاوي رواية تتداخل فيها الذاكرة مع المرصود وتفاصيل حيوات لأناس ومهاجرين مهمشين في نيويورك مع بشر كانوا يعنون لها الكثير، وخلقوا لها تفاصيل حياتها منذ الطفولة التي تزورها في أغلب الأحيان إلى البحث عن شبح الحبيب الأول الذى مات, أو أبيها, أو زوجها الذي هجرها وهجرته. البشر يستدعون بشرا آخرين فيها, والأماكن والشوارع تحيلها غالبا إلى قريتها التي تربت فيها. وهي رواية فيها طزاجة اللقاء الأول مع تفاصيل الحياة الأميركية، ولكن الرواية, بالتأكيد ليست عن ذلك.
إنها رواية تشظي, وبحث عن ذات وأنوثة مجروحة. إنها هجرة ليست من المكان وتعجز أن تكون عن النفس والذات الأولى. آلامها آلالم امرأة شرقية بتفاصيل حميمة وحنين دائم للحضن الأول وبحث مؤلم عن الإحتواء. عن الرجل الذي لا تجده, والأنثى التي تحاول التصالح معها وعن الاغتراب بين الغرباء.
كنت أنتظر من هذه الرواية أكثر مما أتتني به و ان وجدت بها ما أثار اعجابي خاصة طرح مجتمع عرب المهجر في الولايات المتحدة ( و لكنني تساءلت عن المصداقية: هل غزل هذا النسيج بناء على معايشة حقيقية أم نسج من الخيال ؟) و كذلك كان تطور المجتمع الريفي لافتاً للنظر،كما أن الرحلة التي قضيتها في التنقل بين الشخصيات كان أغنى ما في الرواية .
الرواية تسيطر عليها التعاسة بدرجة قد تؤدي الى الكآبة المفرطة و ان لم تصور ميلودرامياً كما أبرز في أحد تعليقات الأصدقاء ، قد يكون لهذا الشجن ما يبرره ، إذ أن الخط الرابط بين أجزاء الرواية هو التواصل مع الماضي سواء بالحنين أو الندم أو الحسرة مع مقارنته بالحاضر - حيث أن العرض تبادلي طول الرواية و مع كل شخصيات الرواية تقريباً . و لكنني لم أستسغ الايقاع الكئيب للرواية - و هذا ذوقي الشخصي..
بالنسبة للبطلة فأنا لم أتعاطف معها ! الشخصية التي حلمت بالتحرر و كان التمرد شيمتها و هدفت الى (دور البطولة) استسلمت و اندحرت و لم تعد تعرف ماذا تريد و لماذا تعيش بل و أصبح الخوف و هاجس الموت قابع في كل ركن من حياتها و هي مستلمة له ، لماذا ؟! حاولت لملة شظايا قصة حياتها عبر صفحات الرواية و لكن لم أصل لنتيجة تقنعني ، فصوت المرأة المقهورة هنا لم يجد صداه عندي ، و ربما كانت والدتها بالرغم من حياتها الشاقة أكثر تصالحاً مع النفس ، و كان لصمتها بعد موت الأب أبرز دليل (أعجبني كثيراً مشهد تأمل الأم لحبل الغسيل قبل وفاتها) !
أبرز الكثيرين أن موقع ابن البطلة بالرواية مبهم، تشكك البعض في كرهها لأمومتها (مع تكرار مشاهد التقزز من اللبن ) و أحد المقالات فسرت وجود الابن على أنه سجانها الذكوري ذي الثمان أعوم ( و لو كان هذا صحيحا لن أعطي هذه الرواية حتى نجمة واحدة!) ، هنا كان تخميني بغضب البطلة على نفسها دون أن تعترف به صراحة حين استيقظت على تشابهها مع ليليت التي أضاعت عمرها بلا مبرر و علاقتها مع ولدها الذي كان ملاذها الأخير ، أعجبني كثيراً المشهد الأخير للولد مع جثمان والته: يهز عمر عزام بأسى رأسه. ثم يكمل القراءة في مصحفه ، ينحني و يكشف ساقيها ليدلك بالكريمات آثار قروح الفراش على جسدها. يتأمل لون بشرتها ، آثار الولادة على بطنها، بقايا حب الشباب على وجهها ، يتأمل صدرها الذي لم يرضعه، و ضعفها الذي ادخرته له وحده. تهب عليه روائح أشجار الليمون و البرتقال في حديقة بيت حلوان حين يفترش الزهر الأرض بسجادة من الزهور البيضاء الرقيقة و يسمع أزيز النحل و يرى شبح امرأة صغيرة منهمكة في رسم لوحة لطفل يبكي
بمناسبة المصحف ، هاجم البعض موقع الدين في هذه الرواية ( ربما يكون ذلك النقد للكاتبة نفسها تبعًا لتاريخها؟) ، شعرت بين الثنايا بتخبط البطلة الديني كجزء من تبعثرها النفسي و تشتتها ، أما ما لمسته من تزايد ملامح التدين من جهة و التحزب الديني من جهة أخرى فيما حولها فهو ليس زيفاًكما أنه ليس مقصوراً على الاسلام ، و بالرغم من العرض النافر في بعض الأحيان الا أنني أرى أن شخصية عمر عزام بالرواية نموذج ايجابياً .
,أخيراً مع بعثرة البطلة يكون ما قالته ايميليا في النهاية هو الموجز : " يحدث هذا كثيراً في الحياة ، يختلط كل شيئ مرة واحدة ، ثم يأتي النسيان فجأة و يمحو الذاكرة بغلظة فلا ندرك بسهولة من نحن و لا ماذا كنا ، نصير نسخاً متشابهة بصور محزنة "
******** تحديث 2/4/2012
علمت فيما بعد أن الكاتبة انتقلت الى الولايات المتحدة و تعمل بالتدريس في احدى الجامعات هناك ، و بناء عليه فالوصف مبني على معايشة حقيقية
This entire review has been hidden because of spoilers.
يبدو ليّ أن كل عمل تقع أحداثه في بلدان الغربة الصعبة عملاً مُلهماً ومثيراً لشهية القارئ, فأنا دائماً ما أقع في عشق غالبية الأعمال الروائية التي تقع أحداثها في بلدان الغرب الأقصى وتعيش داخل فصولها شخصية متعثرة الحظ والنصيب, تبحث عن مفر مما هي فيه, من تلك الأحجية الصعبة التي يطلقون عليها مسمى "الحياة", حيث لا أحد يدرك أن الحياة ممارسة يومية تقتلك غماً وهماً قبل أن تحييك, مثلما هي تفعل مع "هند" حيث الشقاء هو ما تحصدهُ دائماً من التجوال الطويل في مسالك الحياة ومرافقها.
تستدرجني دائماً الأعمال المكتوبة بعاطفة أنثى, وأجدني واقعاً في خضم النص, متلهفاً لكل حدث, وكل ردة فعل قابلة للتأويل, وكأن عاطفة الأنثى أوسع في التعبير وألطف في إلتقاط المفردات وتداولها, وكأن الكتابة فعل ينطوي تحت العاطفة فقط ويشترك معها بشكل تام في كل تفاصيله ومعطياته, لذلك كانت "ميرال" هنا قادرة على التأثير بيّ من خلال تفاعلات الشعور التي تعيشها شخصيتها "هند" في تعاطيها مع الحياة والذكريات والبشر من حولها, حيث أنك سوف تجد "هند" بعاطفتها المشتعله متعلقه بماضيها البعيد وذكرياتها التي أكل منها الدهر كثيراً لدرجة أنها أصبحت غير قادرة على التعاطي مع المستقبل وواقعها الجديد في "بروكلين" وضواحيها, وكأن الحياة إعتزلت جسدها في اللحظة التي غادرت حدود "مصر" هرباً من زوج متسلط ومستقبل بائس وأسود اللون والتضاريس, بينما من خلال فصول الرواية تتنقل في سرد الأحداث بين واقعها الجديد وذكرياتها القديمة وتحسن الربط بينهما بسلاسة أسلوب "ميرال" الشاعري في الكتابة, وفي توصيف المشهد بكل تفاصيله ومعطياته.
الشخوص الحاضرة حول "هند" سواء في واقعها الجديد أم في ذكرياتها الماضية خلقت في عمق النص إثارة من نوع مختلف, حيث لكل شخصية سيرة مختلفة عن سابقتها, وكأن الحياة كركترات لا تشبه بعضها البعض في شيء, فبين "صاحب برج الجدي" و"فاطيما" و"إيمليا" و"الجدة زينب" و"سعيد" و"نهى" و"حنان" و"عبدول" و"مدرس العربي" وشخوص آخرون ستجد نفسك مشدوداً لمفاجأت النص ومنعطفاته, بينما تعبر سيرة والدة "هند" ووالدها بين كل فصل وآخر لتتضح لنا تفاصيل نشأة "هند" شيئاً فشيئاً, ولنكت��ف تلك المسببات التي أضحت بـ "هند" لإختيار الهرب من ماضيها إلى بلاد الغربة بحثاً عن مخرج من مأزقها وولعاً بفكرة الكتابة والحرية النسبية والتجرد من الماضي ومخلفاته وتكوين حياة هنية لإبنها وصديقها الوحيد في غربتها الصعبة.
النص غارق في جماليات التفاصيل, فـ "ميرال" كانت بارعة بلغتها اللطيفة في خلق مشاهد كاملة تدور فيها الشخصية الرئيسية "هند" دون أن تغفل ولو جزء بسيط من تفاصيل المشهد وكماليته, فأنا مولع بفكرة النصوص التي تنقل لك أسماء الشوارع والمحال ولافتات الإعلانات التجارية وأحوال الطقس ومتغيراته, لأنني أشعر أن النص الذي ينقل لك تفاصيل المشهد ويهيئ لك صورة الحدث في مخيلتك قبل أن يشرع في سرده أشبه بفيلم حرص مخرجه على أن يتقن نقل المشهد بحذافيره, و"ميرال" أخرجت نصها الروائي على هذة الطريقة مما جعله مؤثراً ويمس عقلية القارئ ومخيلته في تصور الأشياء وواقعيتها. تقول الرواية في نهايتها أنه مهما إختلفت أقدار بني البشر فنهايتهم واحدة, وهي نهاية مُقلقة, فمهما طال بك العمر فالخوف من النهاية الحتمية سيقضم عمرك جزءاً بعد جزء حتى يصل بك إلى حتفك الأخير على الأرض. قراءة ممتعة وأسلوب "ميرال" لذيذ وناعم.
رواية الشجن والاغتراب واستعادة الذكريات. أعجبني للغاية أسلوب الكاتبة الذي تعرفّت عليه للمرة الأولى. لديها حنكة وقدرة على الحكي والسرد، وتمتلك لغة مرنة تُعينها على ذلك. تحكي الرواية قصة "هند" تلك الفتاة التي تسافر إلى أمريكا، وتقطن بضاحية "بروكلين"، وهناك تقابل عديد الشخصيات التي تدفع بذكرياتها القديمة لمحاصرتها.. تستعيد أيام الطفولة، وعلاقتها مع والديها وجدتها، ومع صديقات الطفولة، تغوص في أعماق الريف المصري بشخوصه المميزة وتتناول طبيعة القرية وما يطرأ عليها من تحوّل طبقي نتيجة الهجرات للخليج، تصوغ علاقة الطفلة وكيف تنظر لمدرسيها، وكيف تهاب أشياء كثيرة أهمها الوحدة. هذه الرواية ذكرتنّي برواية "ألم خفيف كريشة طائر تنتقل بهدوء من مكان لآخر" للروائي علاء خالد.. فهنا ستجد في كل فصل سحابة من الحزن والألم تُسيطر على الراوية هند عندما تستعيد الماضي وتحيا في الواقع، سحابة ألم كريشة طائر ..... النهاية قاتلة وبها ألم عميق ومسحة رمزية.. لكن رغم إيماني التام بأن عالم الرواية يختلف عن عالم كاتبها، إلا أنني ألمح مشكلة شخصية للكاتبة مع الرضاعة ولبن الأم؛ فقد ذكرتها عشرات المرات في تقزز واضح :D
حلوة بروكلين هايتس ... بس نكد زيادة عن اللزوم ... ومتهيألي كمان مش هيحس بحلاوتها غير حد عاش ف امريكا ... وعاش بجد ف قرية مصرية ... لو مامرش بالتجربتين دول ... مش هايحس بجمالها ف الغالب .. بس هي رواية رائعة ... واجمل ما كتبت ميرال الطحاوي حتى الآن
الكتاب: بروكلىن هاىتس المؤلف: مىرال الطحاوى الناشر: مىرىت منذ عنوان رواية (بروكلين هايتس) للروائية المصرية ميرال الطحاوي نلمس هذا الاهتمام الخاص بالمكان السردي. وحين نتوغل في العناوين الجانبية لأجزاء الرواية وأقسامها نجد أنها ترتكز إلي أمكنة تحيط بالمكان الأساس الذي انتقته ميرال عنوانا رئيسا لروايتها، فثمة فلات بوش وباي ريدج والمقبرة الخضراء وويندسور تراس وكوكوبار وأتلانتك أفنيو وفولتون ستريت وبروسبكت بارك وبروكلين بريدج، وهي جميعا أمكنة تقع في منهاتن قلب مدينة نيويورك النابض حيث استأجرت بطلة الرواية هند غرفة تضمها مع ولدها الصغير، وهي غرفة ضيقة في إحدي العمارات بمنهاتن. وقد أطلت هند من خلالها علي هذا العالم المتنوع الذي تمتاز به مدينة نيويورك ولاسيما منهاتن التي تحتضن عشرات الأعراق والأجناس واللغات. > > > يحضر عنصر الوصف بكثافة بوصفه رديفا لهذه الأمكنة الجديدة حيث توقف ميرال الطحاوي سردها لتتلبث قليلا عند أحد هذه الأمكنة وقد تبدأ بالوصف في استهلال أقسام الرواية وكما هو شأن السطور الأولي من الرواية إذ يرد فيها"فلات بوش تراه علي خرائط الإنترنت وهي تبحث عن غرفة واحدة تصلح للإيجار في منطقة بروكلين، تراه في عدسة البحث (جوجل) حارة ضيقة مليئة بالالتواءات. تراه يتعامد علي بروكلين بريدج، ذلك الجسر الممتد الطويل الذي يربط الجزيرتين. يعبر علي الجسر المشاة والعربات الأنيقة والسياح الذين يتأملون من فوق الجسر غروب الشمس، وحدود منهاتن التي تبدو من فوقه كعكة مليئة بالشموع، تفاحة مستديرة ومشتهاة بأبراجها المضاءة. تترك منهاتن المشتهاة وراءها، ومن بين كل الشوارع تختار فلات بوش لأنه يصلح لها وهي تركض حاملة وحدتها وعدة حقائب وطفلا يتساند عليها كلما تعب من المشي." ومن الواضح أن هذا المقطع الوصفي يتسم بالبساطة والوضوح، وثمة صورة تشبيه تمثيلي تزينه، وهو يفضي مباشرة إلي جمل سردية دون أن يكون هناك فاصل بين الجملتين الوصفية والسردية، ويذكرنا جيرار جينيت كيف يتداخل هذان العنصران (الوصف والسرد)، فهما متماثلان من وجهة نظره لكن موضوعهما مختلف فالسرد يعيد التتابع الزمني للحوادث بينما الوصف يمثل موضوعات متزامنة ومتجاورة في المكان. وهو شأن تعيه ميرال الطحاوي - وهي الحاصلة علي درجة الدكتوراه في النقد الروائي - كي لا يبدو الوصف مجرد جزء هامشي وزائد أو أنه يؤدي وظيفة زخرفية بحيث يمكن اقتطاعه دون أن يؤثر علي سياق النص القصصي.
> > > ترتدي البطلة معطفها الثقيل الذي اشترته من مخزن للملابس المستعملة، تشم من طياته رائحة النفتالين والعطن الذي يلتصق بالملابس القديمة، تشعر أنه يجثم علي جسدها بثقل وكآبة، تختفي فيه وتتشابه مع كل الأشياء حولها، تشبه العجائز والشوارع باردة ووحيدة ومحايدة. وعبر بهجة الموت وسكينة العجائز يضيء لنا الوصف الوضع النفسي لبطلة الرواية هند كما يتأكد لنا بساطة وصفها وندرة انزياحاتها وتشبيهاتها في بنية الوصف. > > > ومما نلمسه في هذا الوصف تقنية التداعي الحر للأمكنة ودلالاتها وإيحاءاتها عبر أسلوب تيار الوعي، فهذه المقبرة الخضراء تذكرها بقريتها وأمكنتها الحميمة التي احتضنت طفولتها وصباها وتعلقها بجدتها التي"بني لها الجد حجرتين مرتفعتين أعلي تلة صغيرة من تلال فرعون لم تغادرهما ولم تدخل قط ساحة البيت الكبير، لم تشهد قط ضجة المطابخ ولا روائح يوم الطحين، كانت تتسمع الضجة وتتكهن بما يدور في غرف الكرار وتراقب من بعيد أطياف النسوة اللاتي يركضن بين الغرف." وتتوثق الصلة بين هند وجدتها حين تنام"هند علي حجر الضيفة (جدتها) كلما أرهقتها الوسائد الجافية القاسية التي لا تعطي حنانها لأحد فتقول لها في الحلم: لو كان بيت أبويا قريب ، كنت أروح وأجيب، صحن زبيب تأكليه وتصلي علي الحبيب، وكل واحد له حبيب، يقول: اللهم صل عليه ، فتنعس حالمة ببلاد بعيدة تأتي الأحلام وتحملها إليها. تحققت أحلامها دفعة واحدة....". فتمتزج الحقيقة بالحلم ، وتتحقق النبوءة فإذا بالحفيدة هند شهرزاد جديدة ترود الأمكنة ليس فقط عبر الأخيلة المجنحة كما فعلت جدتها شهرزاد وإنما تدوس علي ترابها وتعايش أهلها وتتنفس هواءها. وثمة مكان ثالث توسط ما بين قرية هند التي شهدت طفولتها وبين العالم الجديد الذي تعيشه الآن بأدق تفاصيله وأعني به بيت الزوجية الذي لا تكن له أية حميمية بل حنطته بالأغطية البلاستيكية وأشاحت بإحساسها عنه ولا تتذكره إلا في لحظات اليأس والإحباط "ذات صباح وبعد أن أنهي زوجها حمامه الصباحي وأراق كثيرا من العطور واختار ملابس داخلية من القطن الأبيض التي مازالت ناعمة ومخملية كليلة غرام أولي، ووضع بيجامة من الحرير الأسود وعددا من الواقيات الذكرية في حقيبته، خرج ولم يعد ثانية. بعد عدة أشهر وضعت في عدة حقائب كل ما تبقي لها من البيت وغلفت الأثاث بالواقيات البلاستيكية وجرت حقائبها ومضت. كل ما تركه لها الزوج كان تأشيرة سفر سمحت لها بدخول البلاد البعيدة وطفلا يجر بدوره حقيبتين....". ولا تخفي مهارة الساردة في صياغة المقاطع الوصفية الدالة التي احتضنت بطلتها أو لفظتها وفي سياقات مختلفة. وإذا كان الوصف يقف أحيانا في مواجهة السرد بحيث يتوقف أحدهما كي يواصل الآخر وظيفته ، فإنهما أي السرد والوصف يتآزران في هذه الرواية ويمهد أحدهما للآخر دون تضاد ، وغالبا ما يمهد وصف الأمكنة لحدث لاحق أو أنه يرتبط بحدث سابق. وليس أدل علي ذلك من تلك المعاناة والجهود واللهفة من أجل الوصول للأمكنة الجديدة دون أي أسف علي تلك الأمكنة السابقة فيما وراء البحار، وما ذلك إلا لأن هذه الأمكنة الجديدة ملاذ لهند من ذلك الواقع الذي عاشته في الماضي ولم تطق تحمله ، وكان عليها إما أن ترضخ له أو أن تشد الرحال صوب العالم الجديد بكل ما فيه ، وقد تعاملت مع هذا المكان الجديد بواقعية تكاد تكون وثائقية بيد أن الحد الفاصل بين السيرة الذاتية والسرد الروائي ظل واضحا إذ ينتمي هذا العمل للفن الروائي بامتياز. > > > وثمة أمكنة كثيرة أخري تكتسب إيحاءاتها من طبيعة السياق السردي الذي وردت فيه داخل النص. فهناك الحديقة والمكتبة والمركز الإسلامي بمدينة نيويورك والكنيسة اللوثرية التي توفر المساعدات للمهاجرين الجدد ومنهم هند وولدها والأسواق والشوارع والسلالم المؤدية للأمكنة الحميمة وغير الحميمة. ولعل من الأمكنة الطريفة تلك التلة الصغيرة في قرية هند التي يتزاحم عليها بناءان كلاهما له جل شأنه أحدهما مسجد النور المعروف بالمسجد الكويتي والآخر كنيسة أم النور التي"يصيبها حريق ليلي كل عدة أشهر.... وتندلع علي إثر كل حريق اشتباكات ينخرط فيها أستاذ وديع وعدد من جيرانه"، ويصبح الطريق إلي المكانين المقدسين كليهما محفوفا بالمخاطر وبالزجاج الملون المتكسر من شرفات المبنيين. وإذا كانت رواية عودة الروح لتوفيق الحكيم ورواية موسم الهجرة إلي الشمال للطيب صالح ورواية الحي اللاتيني لسهيل إدريس علي سبيل المثال ومثلها كثير قد سجلت انطباعات رجال وردود أفعالهم إزاء النسق الأوربي في الحياة والعيش وأسلوب التفكير والسلوك فإن بروكلين هايتس ترود العالم الجديد بذائقة امرأة ووعيها وطبيعة تفكيرها لاسيما أنها ليست امرأة عادية وإنما هي استثنائية تماما داخل النص إذ لبست الحجاب المسدل الطويل ومعه قفاز أسود أيضا في قريتها وهي طفلة وصبية ، وكانت هند منصاعة للعرف القبلي ولكنها تمردت علي كل هذا لاحقا وكانت في الحالتين كلتيهما تريد أن تبدو مختلفة عن الآخرين. وحين التحقت هند بالعالم الجديد كانت تتأبط مخطوطة مجموعتها الشعرية التي اختارت لها عنوانا لافتا يتناسب مع وعيها المبكر بالمغايرة (لا أشبه أحدا). بيد أن ثمة شبها لا يخفي بين هند وميرال الطحاوي من حيث أن كلتيهما تحاول أن تثبت حضورا علي صعيد الإبداع والمبدعين ولذلك فإن كلتيهما انتقت مكانا محببا لها في العالم الجديد وسعت إليه لأنه يضم المبدعين من أدباء وفنانين"تتأكد حين تراهم حولها أنها اختارت المكان المناسب تماما لمزاجها النفسي، حيث يبدو كل ما حولها بالغ القدم، يثير الحنين. ويبدو كل من حولها مشغولين في عملية الخلق الكوني، كلهم كتاب كما تحلم بأن تكون، يحملون حقائب مكدسة بمخطوطات أحلامهم....> > > ومنذ الصفحة الثانية التي تلي عنوان الرواية يطالعنا هذا الإحساس الحاد بالزمن داخل الرواية وعبر هذا الاقتباس الذي يرد فيه "مضي الزمن ودقت الساعة أربع دقات، وها أنا ذا امرأة وحيدة علي عتبات فصل البرد، بردانة أنا بردانة كأنني لن أدفأ أبدا، عريانة أنا عريانة كفترات الصمت بين أحاديث الحب، ثمة ريح في الزقاق، وأنا أفكر باقتران الزهور والبراعم ذات السيقان الرفيعة علي عتبة فصل بارد. فروغ فرخزاد "ثمة خلاصة مريرة تشي بالإحباط وددت لو لم تبدأ بها الرواية وأن تترك هذا الاستنتاج لمخيلة القارئ لاسيما أن هندا كانت متفتحة للحياة ومرنة بل ومغامرة حين قررت أن تقتحم هذا العالم الجديد برفقة طفلها الوحيد، بمعني أنها لم تستسلم لذلك الواقع الذي عاشته في الماضي مع انه يسكن مخيلتها ويحاصرها بيد أنه لم يقف عائقا أمام تجربتها الجديدة. ويحضر الفلاش باك أو الخطف خلفا _ كما عبر مجدي وهبة في معجم مصطلحات الأدب _ بكثافة في رواية بروكلين هايتس ويكاد الماضي يقتسم الرواية مع الحاضر إذ ما من حدث جديد إلا ويحيل علي أحداث وقعت في الماضي وهنا يتولي الفلاش باك مهمة العودة إلي ما يناظر الحدث الآني. ولأن بطلة الرواية تعيش وحيدة مع طفلها الصغير فإن هذا الخطف خلفا يتماهي مع المنولوج الطويل الذي يستغرق معظم صفحات الرواية منعكسا علي وعي هند بطلة الرواية. > > > إن هند ميرال الطحاوي متجذرة في ماضيها ولا تستطيع التخلص منه لذلك فإن تناوب الزمنين الحاضر والماضي يغلبان علي الرواية كلها. ولم تشأ ميرال أن أن تميز بينهما من خلال المتن الطباعي كما قد يفعل بعضهم، وربما لم تفعل ذلك لأن كليهما يندغمان ببعضهما ولا حدود فاصلة بينهما. وحين تتأمل هند صور ليليت وولدها عمر عزام "يصيب هند هذا الدوار وينز صدرها باللبن الذي يخجلها لأنها لم تعد تستطيع أن تبكي... إيميليا أشعر أنني أعرف هذه الأوراق وأنني كتبت كل كلمة فيها أشعر أنها أوراقي وأن تلك الخطوط بالفعل خط يدي ولا أعرف كيف أخذت تلك المرأة التي ماتت كل ما أردت ان أقول وأكتب" وهو إحساس حاد أحست به هند إثر موت ليليت التي وفدت إلي العالم الجديد برفقة ولد وحيد لها، وها هي أوراقها وأسرارها وصورها ومذكراتها في صناديق ملقاة علي رصيف الشارع الرابع، أحست هند حينها أن هذه المرأة التي تشبهها مستباحة تماما أمام المارة والعابرين. فهل كانت تجربة ليليت تطهيرا أرسطيا لمشاعر هند استشرفت من خلاله مستقبلها هنا في العالم الجديد؟ وإذا كان الفضاء الروائي لدي الباحثين عامة يرتكز إلي المهاد المكاني والسقف الزماني، ويضيف إليهما بعضهم المنظور الروائي فإن ميرال الطحاوي في روايتها المتميزة بروكلين هايتس تمتلك حساسية خاصة للزمان والمكان كليهما. ويظل التساؤل الأساس قائما: تري لماذا أرادت ميرال الطحاوي أن تجعل بطلتها في رواية بروكلين هايتس مطابقة لها في كثير من تفاصيل حياتها الشخصية وإن لم تصرح بذلك في غضون هذه الرواية الشيقة؟ بيد أنها منحتها اسما آخر مستمدا من رواياتها المتميزة السابقة (الخباء ونقرات الظباء والباذنجانة الزرقاء)، وها هي تواصل منجزها الروائي المتميز بروايتها الرابعة (بروكلين هايتس) الصادرة هذا العام (2010) عن دار ميريت بالقاهرة. إذ ترود فيها أفقا روائيا جديدا يرتكز إلي مكان يقع في قلب العاصمة التجارية لأمريكا (نيويورك)، وقد تعاملت معه بحيادية تامة إذ لم تعطه لونا أبيض ناصعا كما أنها لم تقل إنه أسود وإنما نسجت روايتها وأحكمت تقنيتها ووضعت بطلتها هند وهي قطعة منها وتشبهها في كل شيء (ملامح وجهها وعمرها واهتمامها الأدبي لولا أنها شاعرة، وفوق كل هذا لديها ولد في عمر ولدها) وقد وضعتها في سياقات سردية بحيث بدت مقنعة وحقيقية نتعاطف معها ونحس بها ونقدر محنتها ونصدق بأنها شخصية نابضة لا يمكن أن تنسي.
تركتني "هند" محملة بشجن أثقل من مما احتمل فأنجرفت لسيل دموع لا يتوقف , وجدتني أتدثر مثلها و اخبأ وجهي بين الأغطية و الوسائد.... بمنتهى البساطة و الشجن جسدت ميرال الطحاوي أزمة ان تكوني إمرأة في زمن الذكور او ان تكون مجرد متأسلم يحكم و يأمر بأسم دين لا يفقه منه الا لحية و حجاب و لا يحركه سوى شهوة و كفى.....
بأختصار و بجملة واحدة بسيطة وضعت يدها على مصدر آفاتنا الأخلاقيه و الأسلاميه و هي الهجرة الى السعودية ليتحفظ من يتحفظ و يعترض من يشاء .... فهؤلاء هاجروا و عادوا بتجارتهم و لم يجدوا سوى الدين تجارة نشروا افكارا متعصبة لا تهتم بشئ كالمظهر و لا تعتنق حقا سوى القبلية و العنصرية ضد كل ما هو مختلف . و لان و كما قالت "غاوية" الرواية ما يطلبه السوق ستفرش لتبيعه, انتشرت تلك الأشياء بسرعة البرق و أصبحناو بصورة او بأخرى نشبه السعودية , و ربما أخذنا اسوأ ما فيها تعصب , كبت , تفكير حيواني الى اخر الموبقات التي نعلمها و ننكرها احيانا...
بمنتهى البساطة وصفت المراحل الطبيعيه للأنثى العربيه الا من رحم ربي ,مرحلة الطفوله المكبوته و التي تحفظ بها ما هو "عيب" و ما هو "غلط" لتنتقل بسلام لمرحلة القديسة هربا من ذات "العيب" وذات "الغلط" ثم مرحلة الزوجة المغلوبة , المخدوعه و الأم الحانيه المستسلمة التي لا حيلة لها...... و هنا لا يبقى الا مرحلة الموت , الموت هربا او قدرا يتوقف القلب عن الخفقان.
و قد ماتت "هند" هربا ,هاجرت من بلاد العيب لبلاد الحريات المزعومة و لكنها لم تتحر ابدا لان ما تحتاجة كان ان تتحرر من ذاتها و قيودها حقا لا من حجاب ولا من مكان او دولة.
ان تكون ما تحب ,هند التي قضت طفولتها تستمتع بحكاية هند بنت النعمان ,امضت عمرها كله و لم تستطع ان تكون كبنت النعمان , كرهت حكايا البؤس و الموت و عاشت بائسة بإرادة مسلوبة....
مدهشة بحق ميرال، صنعت تضفيرا محبوكا بين المكان والزمن، لو أنك توقفت أمام قدرتها على سبر أغوار نفوس الشخصيات لتقيمها، فأنت تظلمها بالتأكيد، ميرال كانت ترصد لحظات بعينها، لحظات الضياع والحنين، لحظات لم يعد فيها مراجعة اختيارات الماضي مؤلما، قدر ما هو سخيف، كأنك تعتب على الشمس أنها تشرق من الشرق! الحقيقة أن تلك اللحظات كانت كوة في جدار كل الشخصيات، ليتدفق عبرها أماكن وأزمنة وذكريات، بكل ما فيها من مشاعر قادرة عن جعل أناملك ترتعش، شلال من الحيوات يصب دائما وأبدا، في تلك التنهيدة التي يطلقها الكل، بما فيهم أنا نفسي، في هذا الركن من العالم، من الغربة، من .. بروكلين هايتس. تحياتي لميرال
I always feel slightly cheated when a book begins in the present but then spends a lot of the time going over the past. What interested me about this book was how a single mother, immigrant from Egypt, would cope, thrust into New York. I understand how important her past was but the book didn't really go anywhere. There was a lot of discussion on the other immigrants in her area and a lot of walking around New York. There is no doubt the author is talented but I didn't think the book delivered what I wanted.
ذكريات فذكريات ثم ذكريات هذه هي معزوفة الغربة في بروكلين هايتس رواية نسجت من انسانيات بخيوط من العزلة والوحدة والغربة أن تكون بعيدا عن وطنك وتتذكر حياتك باصدقائك و موطنك في بلادك الغريبة تتذكرها في ملامح البشر ف�� وجوه المهاجرين والمقيمين رواية حزينة بدرجة لا توصف ولكنك لا تستطيع أن تتركها حزن من النوع الجذاب وأكثر ما شدني لها وحدتها وانسانيتها رواية ببساطة جميلة :)
روايه عن الانسان وعذاباته ,والانسان عند الكاتبه هو الانثى اما الذكر فهو على قولها كائن مثير للرثاء بطبعه,البطله تقاسى الوحده والتعاسه ومسؤولية طفل صغير بمفردها فى امريكا وتظل مع كل خطوه تتذكر طفولتها فى مصر,الروايه مليئه بالتفاصيل الصغيره الروايه عموما كئيبه احداثها لا تتطور هى تقاسى بلا نهايه تقاسى الوحده فى الغرب وتتذكر مقاساتها لكل شىء فى الشرق,الجميل فيها هو جزء وصف تاريخ كل منطقه تمر بها فى بروكلين ووصف اصناف المهاجرين وجنسياتهم وحكاويهم واحلامهم التى ضاعت؟االجميل ايضا كان ايمانها بالنجوم وفى كل خطوه كانت تبحث عن الفلك ؟الجميل كان التنقل بين الشرق والغرب فى لحظه ينجح اوباما وتنتعش آمال الناس بالتغيير وفى نفس الصفحه يجلس ابيها فى حوش منزلهم فى قريه صغيره يحكى لهم قصة سيدنا موسى ,لم يفتها الحديث عن اوضاع المسيحيين فى مصر وما يتعرضون له من ظلم وتفرقه؟وايضا تاثير هجرة المصريين الى الخليج وعودتهم بالاموال وبالاسلام الوهابى معهم؟العيب الخطير يختصر فى رد البطله انها لا تستحق الصدقات لانها قالت ما معناه انها لا تؤمن لا باله ولا بدين ؟حتى عندما يسالونها هل هى مصريه مسيحيه لا تقول حتى ما مكتوب فى اوراقها من انها مسلمه؟الله بالنسبة لها هو من كتبت لها خطابات كثيره وهى صغيره ولم يرد عليها ابدا,كما لو كان باب نويل؟؟فاكهة الروايه هى ليليت ولكنها عندما يصبح ابنها متطرفا يصلى فى المسجد ويلبس جلباب ابيض ويعرض عليها ان تحج معه فتقول له هروح اعمل ايه الف وادور حوالين اللى اسمها الكعبه؟؟انا مابحبش اللف والدوران لو عايز يغفر لى هيغفرلى؟؟طبعا الحديث عن الله كما لو كان واحد صاحبنا هو تاثير طبيعى للحياه هناك التى صدمتنى الروايه بقسوتها على البشر ؟الروايه عموما جميله ويبقى السؤال هل يحق للكاتب ان يملأنا بارائه عن الالوهيه والرب؟؟
بالنسبه لى كقارىء الروايه متوسطه .. اسمتعت باجزاء منها زى وصف المشاعر النسائيه للشخصية الرئيسية هند و النهاية البديعة قوة الروائية في النبش في المشاعر النسائيه لكنها استسلمت لغوايه وصف الاماكن.. و اللحقيقة ان الوصف عندها ابيتسرد بشكل ملل.. ا بالاضافة ان الشخصيات مش متضفره مع بعض بشكل كويس و كان ممكن استبعاد كم كبير منهم كليا او علي الاقل تختصاره.. فيه تكرار للمعلومه الواحده اربع و خمس مرات .. فلانه بتنسي و عندها زهايمر ممكن توصل لسبع صياغات مختلفه لنفس المعلومه البسيطه دى الحوار بالغ السوء بشكل مزعج .. نفس الجمله نصها لغه فصي ونصها عامي.. مش قادر افهم جمل زى " ما هذا يا ماما " او " زى الذي هناك ده " ده حسسنى ان فيه استهانه بي كقارىء .. مجرد مجهود بسيط زى توحيد لغه الحوار لم يبذل .. من الحاجات اللى تحسسك ان الروايه لم تحرر في شكلها النهائي بالجهد الكافي عباره زى "كانت تسكن فيه امراه اسمها الضيفه" العبارة توحي لك ان الروائية بتعرفك بشخصية جديدة.. الحقيقه ان دي معلومه مكرره و كانت الضيفه اتحكت قصتها فعلا عموما الرواية فتحت لى افاق عن مشاعر نسائية رقيقة و استمعت جدا باجزاء منها .. بالنسبه لى الروايه مش عظيمه لكن الاكيد انها ليست سيئة