Jump to ratings and reviews
Rate this book

شوبنهاور وفلسفة التشاؤم

Rate this book
ذهب أرثور شوبنهاور إلى أن الارادة العمياء واللاعقلانية هي جوهر
العالم. ومثاليته الارادية هي شكل من أشكال اللاعقلانية. والارادة التي تحكم العالم تستبعد أية قوانين للطبيعة أو المجتمع، ومن ثم تستبعد إمكان المعرفة العلمية. ورفض التقدم التاريخي هو خاصية للنزعة الارادية عند شوبنهاور. ونظرته العامة للعالم المشبعة بكراهية الثورة والناس هي نظرة متشائمة للغاية. وكان لآرائه الجمالية تأثير كبير. وكان قمة فلسفة شوبنهاور المثال التصوفي للنرفانا ـ أي السكينة المطلقة، أي وأد "إرادة الحياة" التي اقتبسها من الفكر الهندي. وقد شكلت آراؤه الأسلس الايديولوجي لفلسفة فريدريك نيتشه.

279 pages

First published January 1, 2008

27 people are currently reading
584 people want to read

About the author

وفيق غريزي

4 books2 followers
ولد وفيق غريزي في بتاتر عام 1942،
شاعر وناقد وباحث..تلقى علومه الثانوية والجامعية في القاهرة
مارس التعليم في عدد من ثانويات الجبل
تسلم رئاسة القسم الثقافي في مجلة (استجواب)يكتب في العديد من الصحف اللبنانية والعربية

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
30 (25%)
4 stars
32 (27%)
3 stars
34 (29%)
2 stars
15 (12%)
1 star
5 (4%)
Displaying 1 - 15 of 15 reviews
Profile Image for Mohamed.
914 reviews910 followers
January 17, 2016


شوبنهاور , واحد من أعظم البشر علي مدار التاريخ , فيلسوف العدمية والتشاؤم , يعشقه كل المتشائمون والذين ينظرون نظرة عدمية للحياة , ويعشقه أيضاٌ الواقعيين , فلسفة واقعية للغاية ولكنها غارقة فى الواقعية حد الموت !

لو سأل سائل لماذا تؤمن بفلسفة شوبنهاور وتخاف من الأمل فى مستقبل لا عدمي ؟
أظن أننه يمكنني أن أجيب علي لسان شوبنهاور

- الأمل جائزة ثمينة للأخيار من الناس, والأخيار ضعفاء قولًا واحدًا !
أخاف الأمل لأنني أحاول منذ ولدت أن أكون خيراٌ , أواسي وأعيش لأجل حماية ما تبقى من عزيمة الأخيار من الناس, والنتائج لطالما كانت خارج السيطرة والتوقع, وهكذا كبرت وازداد يقيني بأن الأمل في يد من يتحكم بالعدل, ولا يهم ما صفة العدل ذاك حتى لو كان مُكدسًا بالجور والطغيان سيحمل في طياته أملًا لفئة من الناس, لم أكن أعرف أيضًا أن ذلك العدل الذي بحثت عنه في طيات الكتب والقصص الملهمة لم يكن له وجود فعلي كما تصفه القصص فبعض أجزائه صنعها أو مهدَ لها أناس بغيضون حد الموت, العدل قصة ناقصة لن تكتمل إلا بنهاية العالم, أؤمن الآن بأن عملية خلق العدل لا تتقاطع مع الخير إلا نادرًا, ونادرًا هذه لا تعني الإستحالة ! -

أما لو إضطررت إلي الإجابة عن هذا السؤال فى هذه اللحظة لأجبت

-نعم أخاف, أخاف الكثير من الأشياء على رأسها الأمل .
وبفضل قدرتي على الخوف الآن أشعر بالأمان أكثر من أي وقتٍ مضى, الأمل جميل لكنه ليس كما تصفه ألسنة الناس, الأمل جائزة ثمينة للأخيار وحدهم, أما صانعوه فهؤلاء حكاية أخرى, حكاية ليس من السهل سردها -

طبت فى ثراك وعدميتك يا شوبنهاور
Profile Image for Mona Yosry.
15 reviews14 followers
March 1, 2014
واشعر اننى دخلت عالم بلا حدود
عالم كئيب للغايه
شوبنهاور عبقرى للغايه لكن فى عبقريته شىء لا باس به من الكابه !!!!!!!!!!!!!!!!!
العالم شر ؛ الانسان لا بد ان يتخلص من حياته
فاذا كان ولابد ان نتخلص من حياتنا فلم اذا جئنا !!!
واذا افتقد الانسان القدرة على مواجهة الواقع فما الفرق اذا بينه وبين الحيوانات التى انقرضت لعجزها عن مواجهة الولقع !!
Profile Image for Bayansa.
166 reviews35 followers
August 5, 2011
شوبنهاور وفلسفة التشاؤم كتاب اثار فضولي .. ليش التشاؤم يااعمي ..
من اسمه كتاب التشاؤم :\ جابلي التشاؤم جد .. مدري ليش فلسفته مقنعه الي حد ما بحيث اني دخلت جو معاه .. الكتاب معقد جدآ ,ساعات كثير ماافهمت اش يقصد بحكم انه فلسفة ,, الكتاب ماكان مبسط بالشكل الكافي .. وهاذا اللي خلاني أعطيه نجمتين ..

.
.

المحتويات :
الفصل الأول :حياته ومصادر فلسفته
الفصل الثاني : العالم إرادة وتمثل
الفصل الثالث : إرادة الحياة
الفصل الرابع : العالم شر
الفصل الخامس : نظرية الأخلاق
الفصل السادس : نظية الفن
الفصل السابع : شوبنهاور والمرأة
الخاتمة : نقد فلسفة شوبنهاور

.
.

من الكتاب :

- لاشيء يبعث على التشاؤم أكثر من الفراغ وحياة الكسل
-الحياة االنشيطة تؤثر على النفس وتقوي معنوياتها وتزيد من نشاط العقل والبدن
-فلسفة شوبنهاور ارتكزت علي 3 ركائز : الأفلاطونية , الكانطية ,الفكر الشرقي القديم .
-إذا أمكن زرع روح اللاتعلق بموضوعات المعاناة ,فإن هذه الأخير يمكن القضاء عليها
- ينكر شوبنهاور حرية الإرادة وحرية الإختيار لانه يرفض الإمكاانية أي إمكان وجود الإنسان مخيرآ بين فعلين مختلفين
- اللذة هو مايوافق الإرادة ويلائمها ,, والألم هو مايعارض الإرادة ويحول دون تحقيق مقصدها وموضوعها ..
- الفرد في نظر شوبنهاور ليس الإرادة وانما ظاهرة من ظواهر الإرادة

.
.


Profile Image for Wafaa Golden.
280 reviews375 followers
September 20, 2019
شوبنهاور وفلسفة التّشاؤم..
وفيق غريزي
دار الفارابي..
أوّل مرة سمعت باسم شوبنهاور كنت في جلسة ثقافيّة نناقش فيها كتباً وآراء..
واتضح لي أنّ الكل يعرفه إلّا أنا..
لأعرف لاحقاً أنّه – ربّما - زعيم التّشاؤم والسّوداويّة..
ولعلّ ذلك سبب عدم معرفتي به 
وبقي اسمه في بالي إلى أن حانت الفرصة لقراءة هذا الكتاب الذي يعرض فلسفته ويحلّل نظرته..
وبينما أقرأ وأتجوّل بين أسطر الكتاب وحروفه ومقاطعه تراني أقول لنفسي.. ما الذي أتى بك إلى هنا يا وفاء..
ولكن مع ذلك تابعت القراءة إلى أن أتيت على آخر حرف منه..
الجميل في الكتاب أنّ المؤلف – ومن خلال تحليله لكلام شوبنهاور ونظرياته – استطاع أن يريني عقل المتشائم من الدّاخل..
وكيف ينظر للأمور ويحلّلها ليخرج منها في النّهاية بهذه الرّؤية السّوداء وهذا المقت..
لم أكن أعرف أنّ السعادة هي غياب التّعاسة.. أي أنّ التّعاسة هي الأصل.. وأنّ جوهر الحياة هو الشّقاء..
[والحياة عنده تتأرجح كالبندول يميناً وشمالاً من الألم إلى الملل..وكلّ ألم يزول ليحتلّ غيره مكانه.. ولمّا كانت حياة الفرد سلسلة من الحاجات والآلام التي ما إن تنتهي حتّى تبدأ من جديد، لم تكن السّعادة شيئاً إيجابيّاً، وإنّما هي سلبيّة في ماهيّتها، فلا وجود للسّعادة في ذاتها، وإنّما تأتي السّعادة من إرضاء حاجة أي نفي ألم من الآلام..]
[وأنّ المذاهب التي تدعو إلى التّفاؤل ما هي إلّا مذاهب لفظيّة خالية من المعنى تصدر عن رؤوس خالية من الذّكاء.. بل هي أكثر من ذلك.. هي سخرية بشعة واستهزاء فاجر بالإنسانيّة التي تواجه هذه الآلام التي لا يبلغ مداها التّعبير..]
ولم تغادرني وأنا أقرأ الكتاب الكثير من الآيات والأحاديث التي تنشئ الإنسان المتوازن..
والتي تعرض الحياة الدّنيا على حقيقتها.. فهي ليس كلّها آلام.. وبالتّالي ليست أفراح ومسرّات..
ولكن السّر يكمن في الوسطيّة والتوازن..
(عجباً لأمر المؤمن إنّ أمره كلّه له خير، وليس ذلك لأحد إلّا المؤمن.. إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له) رواه مسلم..
كم يخسر الإنسان عندما يفقد الإيمان بالله.. فيشقى قبل الشّقاء..
كم متعبة هي الحياة التي تخلو من الله ومن معيّته..
لا ننكر وجود الآلام.. ولكن عندما يبرمج الإنسان دماغه وتفكيره وفق كلام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.. نراه يحيا هادئاً مستقرّ النّفس..
تأتيه البليّة فيصبر ولا يجزع ويخرج من ابتلائه - بعد استعانته بالله – ناضجاً حكيماً غير ناقم ولا حزين..
أذكر أنّ أخي ذكر لي أنّ صديقاً له علّمه أنّ بعد كلّ مشكلة أو حادثة لم تتوّج بالنّجاح أو ربّما سبّبت ألماً أو مشكلة وانزاحت.. أن يقف بعدها متأمّلاً ليستنبط الحكمة من حدوثها.. ويستخلص الدّرس الذي أراده الله تعالى أن يتعلّمه منها..
جميلة تلك اللّفتة..
وهنا نرى هذا الإنسان مع مرور الزّمن أصبح حكيماً هادئ النّفس سليم القلب.. غير ناقم ولا جزع..
وقد حذّرنا الله تعالى من تلك الصّفات بقوله تعالى: (إنّ الإنسان خلق هلوعاً إذا مسّه الشّرّ جزوعاً وإذا مسّه الخير منوعاً).. ولكنّه استثنى المصلّين المداومين على صلاتهم.... أي أصحاب التّواصل المستمر مع الله تعالى فمن هنا يأتي التّماسك والثبات..
ويصبح عندها الألم عبارة عن حدث زائل عابر.. عكس نظريّة شوبنهاور تماماً..
وأختم كلامي بحديث جامع مانع عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يرشدنا كيف لنا أن نعيش ونحصل على هذا الهدوء النّفسي..
وكيف يرسم لنا الصورة الأمثل للعيش في هذه الحياة..
أن نسعى لتحصيل منافعها بكل ما أوتينا من قدرات ومؤهّلات، ولكن لا ننسى الاستعانة بالله، وهيّئنا سلفاً أنّه من الممكن أن يصيبنا بعض الإحباط أو الفشل.. ولا بأس في ذلك.. إذا يجب علينا حالا أن ننهض وننفض عن كاهلنا غبار المصاب ونتابع ولا نلتفت..
(المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضّعيف.. وفي كلّ خير..
احرص على ما ينفعك.. واستعن بالله ولا تعجز..
وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنّي فعلت كان كذا وكذا..
ولكن قُل: قدر الله وما شاء فعل..
فإنّ لو تفتح عمل الشّيطان..)
كم من الهدوء والسّكينة يبعثهما هذا الحديث وتطبيقه.. متزامناً طبعاً مع صلاة الاستخارة في كلّ أمورنا صغيرها قبل كبيرها..
أي تشاؤم وأيّ اكتئاب يمكن أن يصيب الإنسان بعد هذا الكلام والسّير وفق هديه..
هو الكلام الفصل..
ولكن حتى أكون منصفة لشوبنهاور وغير مغرضة..
قدّرت سبب نظريته تلك وذلك بسبب ما ذكر المؤلّف من أنّ نشأته وعلاقته السيئة بأمّه كان لهما السّبب الكبير فيما وصل له من نظريات سوداويّة..
للأسف ليست كلّ الأمهات جديرات بالتّربية والأمومة.. تكون مدمّرة بدل أنّ تكون مربّية..
تنفّر ولا تحتوي..
فتظهر لنا شخصيات شوهاء سقيمة..

وفاء
محرّم 1441
أيلول 2019
Profile Image for Ali Al-Ordony.
67 reviews11 followers
June 20, 2015
الكتاب عبارة عن اقتباسات من كتاب "شوبنهور" لـ عبد الرحمن بدوي
وكتاب ميتافيزيقيا الفن عند شوبنهاور

وبعض المراجع الاخرى ..

بعض الكتب انا قرأءتها فالكتاب كان ممل بالنسبة لي ..ومفيهوش اي ابداع

ده عامل كوبي بيست للكلام ..

فين اسلوب الكاتب في الكلام ..

حتى لو ذاكر المراجع ..

مش هعتبرة كتاب من وجه نظري

...
Profile Image for Maz.
24 reviews36 followers
June 1, 2017
تشاؤم شوبنهاور هو لموقف معرفي تجاه العالم وفهم طريقة عمله ،يحمي الإنسان من الصدمات وخيبات الأمل وليس بالتشاؤم المتداول، الإيجابية والفائدة في التشاؤم!
Profile Image for mohab samir.
446 reviews404 followers
February 1, 2021
الكتاب رائع وشامل لجميع جوانب فكر شوبنهاور فى الوجود والاخلاق والفن ........ ، وهو يوضح الفوارق الاساسية بين بعض افكاره الخاصة فى بعض المواضيع وبين هذه الافكار لدى افلاطون وكانط بشكل اساسى حيث اعتمد على مناهجهم وافكارهم وقارب بينها وطورها فى رؤيته. هذا الى جانب النقد الذى ابداه الكاتب من جانبه فى بعض النقاط الضرورية وهو ما اضاف الى ثراء هذا العمل وضرورته .
اما من جهتى فأرى ان حرمان شوبنهاور للارادة من العقل او فصلهما كل عن الاخر وتصوره للارادة كمبدأ اول للحياة وجعلها اكثر شمولية لا يمكن اعتباره اكثر من رؤية مجردة للحياة اى رؤية احادية البعد فالغائية التى نفاها لكى يحرر رؤيته للإراده فى محاولة لفهمها والتصالح معها جعله يتخاصم بشكل نهائى معها ، رغم انه جعل غايته تحرر الارادة بواسطة العقل وهذه الغائية كانت ضرورية لاستكمال النهج الارادى التشاؤمى عند شوبنهاور ، وهى تبرز الخطأ فى التعامل مع الرؤية التجريدية كنظرة كلية .
كما يمكن اعتبار هذه النتيجة رد فعل ضرورى على المنهج الجدلى المثالى عند هيجل والذى رفضه شوبنهاور كلية واكتفى بالنظرة النقدية الكانطية مع محاولة للربط والاستكمال بايضاح ان الشئ فى ذاته عند كانط هو الارادة الكلية التى تتجلى فى كل مظاهر ودرجات الوجود وتسعى من خلال الدمج بين النظام والصدفة لخلق تنوع لا نهائى من مظاهر الحياة والتى فى تجليها لا يبدو انها تخلو من عقلانية ومنهجية واتصال وتراتبية او تفاضلية بمعنى اوسع وهو ما يعاكس مفهوم شوبنهاور فى البداية عن الارادة التى تنتج العقل فى مرحلة ما متقدمة من مراحل تطورها لا على ان مظاهر تجلى الارادة تبدو كتجلى لارادة عاقلة فى الاساس . وهذا يشرحه الادراك العميق للجدل الهيجلى الانطولوجى فالعقل والارادة فى تواتر مستمر وفى حركة متشابكة ومتناغمة تتجلى فى الزمان والمكان وهذا التواتر هو جدلى فى ذاته وهذا الجدل هو الاساس المثالى لتحقق الفكرة المطلقة التى هى فى تطور وحركة مستمرة سعيا الى ذاتها من خلال العلم والعمل لتحقيق مظاهرها التى تعتبر الحرية المطلقة هى مقولتها النهائية حين يعرف الانسان ذاته ويتفهمها اى يعرفها فى اطار علاقتها بسائر الوجود وبذلك هى مقرونة بفهمه للوجود فيسير هذا الفهم فى تطور مستمر يرتقى بالحضارة ويتجه الى الخير والسعادة من خلال الشر والالم حيث يمكن بالتالى تمثل الحياة كصراع او تواتر بين الخير والشر وهو صورة من صور صراع العقل والارادة او الوجود واللاوجود ولذا فعند التجريد لا يعود الاساس الا اساسا احاديا فهو اما تفاؤلى او تشاؤمى . اما تنظر الذات المفردة الى الوجود وكذلك الى نفسها على انه خير او شر فى ذاته . واما ان تجعل للوجود غاية مجردة ومثالية او تراه عبثا لا طائل وراؤه . واما ان تنظر الى التاريخ كحركة مستقيمة او على انه دائرى يعيد نفسه فى مظاهر مختلفة لا اكثر .
لكن الاصعب هو دائما الاكثر حقيقة ، فالرؤية التوفيقية بين الجانبين هى الاكثر حقيقة والاكثر صعوبة نظرا لتحيزية الانسان الطبيعية اى الارادية اللاواعية . والتى تعتمد بالتالى على ظروف وجوده وعلاقتها بطريقة فكره . فإذا تجنبنا هذا الانحياز الذاتى نرى الخير والشر جنبا الى جنب لكن سنرى ان التطور المستمر هو خير فى ذاته ولا بد ان تكون غايته اوسع من كل ما نحيط به، لذلك لا تزال رؤيتنا الغائية للوجود ضبابية الى حد بعيد، ولكن للمدقق ان يتأكد من وجودها لدى قرائته النقدية للتاريخ وفلسفته - والذى سيبدو له مخروطيا عندئذ - وبالتالى سيجعل حياته العملية مزيجا من التفاؤل والتشاؤم والاخذ بالاسباب دون اهمال عامل الصدفة او العلل التى لا تزال مجهولة او جانب المعرفة التى تخرج عن نطاق الوعى . وقد نصل بافكارنا من هنا الى اهمية النظرة الجدلية للارادة فهى لا بد عاقلة ولكنها تبدى للارادة الجزئية الكثير من اللاعقلانية ، وهى لا عقلانية يتناقص مداها بتقدم العلم والفكر البشرى وهكذا فاذا عرف السبب بطل العجب وبالتالى فان الجانب اللاعقلانى واللاواعى لا يخص الا الارادة الجزئية ولكنه ضرورى لها فى رحلة معرفتها بالارادة الكلية، ولهذا، فان الحرية والضرورة هى مقولات تتجادل فى الواقع الوجودى كما فى العقل الانسانى وهو الجدل الضرورى كذلك لتطور الحرية الانسانية لذا فالجدل ضرورى لتحقق حرية الانسان ولكنه لا يتحقق الا من خلال التحقق النسبى المستمر لهذه الحرية فى وجود الانسان التاريخى وتكون الضرورة خاصة بالارادة الجزئية للكائن تبعا لمدى ارتقاؤه ، اما الارادة الكلية فهى الحرية الكاملة والمطلقة والمثالية .
ولا يكون صاحب النظرة الارادية المحضة سوى انانية محضة فهو لا ينتظر من الوجود سوى الشر ومن هذه الوجهة يمكنه تبرير اى شر يرتكبه اما اذا قادته نزعة عقلانية فى هذا الاتجاه تجعله مزدوج النظرة دون جدلية كشوبنهاور نفسه فلا بد ان يقوده فكره الى نزعة صوفية تحرمه من التفاعل مع الوجود كما هو فى ذاته ولذاته ، اى حرمانه من تحقيق ذاته فهو يصبح انعزاليا وزاهدا مبدأه اللاتعلق راغبا فى الألم لقتل هذه الارادة التى ينتصر عليها باعتقاده باعلائه راية العقل ولكن لا اكثر من العقل الانانى الذى يرغب فى خلاصه الفردى لانه لا ينتصر الا على ارادته الفردية فهو يعترف انه لا يقوى على هزيمة الارادة الكلية المجردة التى تشرف بنفسها على استمرار تحقق الانواع بمنحها اراداتها الجزئيةالخاصة اى كل خصائصها وشهواتها وغرائزها التى تعين افرادها على البقاء واتمام التزاوج والتناسل الى غير نهاية . اى بقاء الالم والشر الى غير نهاية .
وبذلك لا يتعدى مفهوم الحرية عند شوبنهاور مفهوم الحرية الفردية المثالية اى حرية الفرد المعزول عن العالم بكل ما فيه تحقيقا لسعادة مثالية مجردة فى البعد عن كل آلام الواقع النابعة من الارادة . وهذه الحرية هى مجرد حرية تحقق ( المفهوم ) فى فكر هيجل - متى اُدرِكَت شروطه - وبهذا لا تعدو الارادة المجردة عند شوبنهاور اكثر من مقولة المفهوم فى الجدل الهيجلى والتى وهى بالتالى عاجزة عن ادراك العقلانية الكامنة فيها لانها رغم تحققها فيها الا انها لازالت تتطور بشكل لا واعى فلا تزال الصدفة والعشوائية هى العملية المسيطرة على نظرتها لمحيطها وهى تنسب حتى النظام والتطور الى الاحتمالات اللامتناهية المتاحة وليست هذه النظرة الا بفعل الارادة المتألمة التى تنفى كل غائية عن هذا الوجود او عن هذا الالم بمعنى ادق . وبهذا لا يعطينا فى النهاية شوبنهاور الا صورة عن ارادة جزئية لا عن الارادة الكلية - كما اراد فى البداية- وهى ارادة متألمة تعانى الحرمان كما تانيب الضمير فهى تشتهى ولكن عقلها يأمرها بالزهد ، تبحث عن السعادة لكن عقلها لا يمنيها الا بالألم . تحاول ان تسعى للخير فلا تدرك حولها الا الشرور . وهى تقف عند هذا الحد الفاصل بين هذه التناقضات ثم تكتفى بعقلنة انحيازها لجانب دون اخر بعد ان تكون ميزت بينهما بوضوح دون محاولة للتأليف والربط والتوحيد من اجل التصالح مع الواقع كما هو .
واخيرا يمكن تلخيص فهم شوبنهاور للإرادة - التى يراها على انها المثال الأول عند أفلاطون أو الشئ فى ذاته عند كانط - فى بعض كلمات صوفية الطابع اراها كالآتى

الارادة هى باطن الوجود ، والوجود الباطن . هى الفعل والفاعل الاول . هى الحفظ وهى الهلاك فهى الجوهر لكل مظهر . هى القوة فى كل ضعف والضعف فى كل قوى . هى الوحدة وعلة الكثرة . هى المتصل وحد المنفصل . هى السعادة المثالية والألم المتحقق . هى الخير الأوحد علة كل الشرور . انها المتوحش فى مظهر الفريسة . واللامعلول فى صورة كل معلول . العلة الأولى والأخيرة . الباطن الأوحد فى كل ظاهر . النقيض الاول لكل موضوع . انها الانانية ضد كل اخر .
1 review
Want to read
April 12, 2020
الكتاب فارغ من المحتوى . ومؤلفه وفيق غريزي عرض فلسفة شوبنهاور بطريقة سطحية فارغة . ندمت لاني دفعت 10 دولار لشراءه من احدى المكتبات ،
الكتاب لا يستحق أن تضيع وقتك فيه ولا ان تدفع فلسا لشراءه.
والكاتب وفيق غريزي كثيرة عليه كلمة مؤلف لكتاب.
Profile Image for محمد الشناوى.
15 reviews3 followers
October 22, 2013

يبدأ الكتاب بلمحة عن حياة شوبنهاور وأعماله وكتاباته وعلاقاته بكبار فلاسفة عصره أمثال هيجل و كانط وغوته وشيلرماخر.
وبعد ذلك يأتى الكاتب ليوضح الأسس القائمة عليها فلسفة شوبنهاور حيث يتم ربط فلسفة شوبنهاور بفلسفة كانط وأفلاطون حيث يتشابه "عالم المثل" عند أفلاطون من حيث كونه عالم يحتفظ بأصل وجوهر الأشياء حيث يظهر الكمال، مع "الشئ فى ذاته" عند كانط من حيث كونه حقيقة مطلقة لا تخضع للوعى ولا تخضع للتغير والصيرورة، مع "الإرادة" عند شوبنهاور فالثلاثة يتطابقون تمامآ من حيث المضمون.

وبعد ذلك يبين نظرة شوبنهاور تجاه الحياة والعالم فيرى أن الحياة هى شر وخطيئة و أن الألم هو الشعور اللصيق بالإنسان وهو القاعدة الأساسية للحياة و السعادة ماهى إلا استثناء ولحظات خاطفة يعيشها الإنسان دون أن يشعر بها فهى أقرب للوهم، فيقول: " فالحياة سيئة اليوم وستكون أسوأ غدآ وهكذا دواليك حتى نصل إلى الأسوأ ألا وهو الموت..." ولكنى لا أتفق معه فكيف يكون الموت بالأسوأ وهو يأتى بالخلاص!!

وبعد ذلك يأتى عرض نظريته فى الأخلاق موضحآ ماهى العبقرية باعتبارها سيطرة المعرفة والعقل على الإرادة وماهو الزهد باعتباره السعى نحو القداسة والسيطرة على الذات والأستقلال بعيدآ عن الإرادة، وبعدها تأتى نظريته فى الفن..وفى النهاية يختم الكتاب بنظرته للزواج والمرأة ويالها من نظرة جديرة بالأهتمام!
Profile Image for Kinan Arous.
174 reviews50 followers
January 8, 2014
وفيق غريزي لم يوفق في كتابه هذا, و ان أبان عن معرفة فلسفية واسعة الا انه فشل في اصدار كتاب مقروء.
اولا, الكتاب غير منظم من حيث المحتوى حتى و لو كان مقسما. ثانيا, فيه تكرار كثير لنفس الافكار و النظريات. و ثالثا, الكتاب فارغ, حيث بوسعك قراءة 10 صفحات دون ان تستحضر شيئا مفيدا. كلام ابيض لا لون فيه و باستطاعتي ان أقول لك بكل ثقة ان كمية الجمل المفيدة فيه لا تتعدى بضع صفحات ان جمعتها معا.
كنت سأعذر الكاتب لو انه كان يكتب كتاب فلسفة, لكنه يشرح كتابا فلسفيا و يبدو ان الشرح اعب من الكتاب الاصلي.
Profile Image for Khaled Hassan.
13 reviews3 followers
May 9, 2015
انسان مش طبيعي .... سيظل علامة تحول ونقطة بقف عندها كتير فشخ كل ما اتذكره !
Profile Image for Hamid.
20 reviews20 followers
July 17, 2015
أزال اعتقاد خاطئ لدي وهو أن شوبنهور كان مؤيد للانتحار كما يردد عنه
شوبنهور مفكر أصيل .. لم ينجر في بغضه للعالم وينسى فلسفته في نفي الارادة.. لان الانتحار يعتبره تأكيد لها.
Profile Image for Besho Ebrahim.
31 reviews27 followers
December 4, 2015
الكتاب مُمتع جداً، إنجراف بمعنى أدق.
النجمة الأخيرة هحتفظ بيها لعدم فِهم بعض الأجزاء وعدم الإتفاق فلسفياً مع بعض الآراء.
Displaying 1 - 15 of 15 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.