رواية يعتقد انها للرئيس صدام حسين...... صار الشيطان يتخلل الإنسان إلى الحد الذي بات الدراويش أو المعنيون بالطب الروحي غير قادرين على إخراجه من جسم من يتخلله عابثاً بروحه، حتى لو رددوا آلاف المرات وهم يضربون الأرض بعصيهم على مقربة ممن دخله الشيطان أو حتى على قفاه، وهم يصيحون بعد أن يقرأوا ما يقرأونه: إخرج منه، أو منها (يا ملعون)!"
الرواية لكاتبها كبقية رواياته تحفل بالرموز والإشارات والدلالات. وهي تجسيد للصراع الأزلي بين الشر والخير. الشر بآلياته وأساليبه وقدرته على التحكم بأقدار ومصائر الناس والشعوب، والخير الذي لا بد أن ينتصر في نهاية الأمر وأن طال الزمن.
أحداث الرواية وإن حددها الكاتب بتاريخ يشير إليه إلا أنها رواية تدور في أزمنة لا متناهية، مفتوحة، لكنها حملت ملامح مرحلة محددة أراد الكاتب من خلال الإشارة إليها أن يرسم صورة واقع قائم ومجسد عاشه هو ومعه الكثيرون من أبناء العراق. لقد شكل الابتعاد عن المباشرة والخطابة السمة الأساسية في هذه الرواية، حيث شدد الكاتب على حضور الهم الجماعي، من خلال الحديث عن القبيلة، وانشداد البطلة (نخوة) إلى قيم القبيلة وثوابتها ما هو إلا تعبير عن الرغبة في الإخلاص والتماهي مع قيم القبيلة وروحها.
تدور أحداث الرواية حول شخصيتي حسقيل (حزقيال) وابنة القبيلة (نخوة) ولهذا الاسم دلالته. أما حسقيل الذي يحوك المؤامرات مدفوعاً بطبيعته وميله الغريزي إلى الشر، فإنه يتمكن من الاستحواذ على إرث القبيلة ويصل إلى موقع قيادتها (المشيخة) ثم يواصل سيطرته على القبيلة إذ استولى على ما يساوي دين من عجز عن التسديد من أغنام وإبل وأبقار، بل راح كذلك يستولي على بيوت الشعر العائدة إلى من لا يستطيع التسديد ويبلغ به الأمر أن يطلب الزواج من (نخوة) التي فطنت خبثه ودهائه، ولما يخطط له فاشتعلت حماس أبناء قبيلتها وقادتهم إلى النصر في معركة حاسمة مع حسقيل ومن وراءه من الروم.
وتعبر الرواية في جانب منها عن الصراع التاريخي العميق بين العرب والصهاينة وحلفائهم الغربيين. وتأتي الخاتمة لتبرز إيمان الكاتب بانتصار العرب في النهاية على أعدائهم وجمع شملهم تحت ظل قيادة واحدة. الرواية لكاتبها ربما تعكس بقدر ما رؤية كاتبها لأحداث ووقائع مازالت تحدث في أكثر من مكان من بلاد العرب.
صدام حسين عبد المجيد التكريتي رابع رئيس لجمهورية لعراق في الفترة ما بين عام 1979 وحتى 9 أبريل 2003 والحاكم الجمهوري الخامس منذ تأسيس الجمهورية. ونائب رئيس الجمهورية العراقية بين 1975 و1979. سطع نجمه إبان الانقلاب الذي قام به حزب البعث (ثورة 17 تموز 1968) والذي دعى لتبني الأفكار القومية العربية والتحضر الاقتصادي، والاشتراكية.
لعب صدام دوراً رئيسياً في انقلاب عام 1968 والذي وضعه في هرم السلطة كنائب للرئيس اللواء أحمد حسن البكر، وأمسك صدام بزمام الأمور في القطاعات الحكومية والقوات المسلحة المتصارعتين في الوقت الذي اعتبرت فيه العديد من المنظمات قادرة على الإطاحة بالحكومة. كان زواج صدام من ابنة خاله ساجدة خطوة موفقة، فوالدها خير الله طلفاح كان صديقاً مقرباً من البكر، الذي كافأه على مساعدته للبعثيين بتعيينه مديراً عاماً في وزارة التعليم وقد تعزز تحالف صدام مع البكر بصورة أكبر عندما تزوج أحد أبناء البكر من شقيقه لساجدة، وتزوجت إحدى بنات البكر من شقيق لساجدة عدنان خير الله. اهتم صدام وبتشجيع من البكر، بالبنية الأمنية الداخلية لحزب البعث، لكونها الهيئة التي سيرتقي من خلالها للسلطة وقد تأثر صدام إلى حد بعيد بجوزيف ستالين الذي قرأ حياته وأعماله أثناء وجوده بالقاهرة، كان صدام يسمع كثيراً وهو يردد مقولة ستالين : " إذا كان هناك إنسان فهناك مشكلة، وإذا لم يكن هناك إنسان فليس هناك أي مشكلة.
وصل صدام إلى رأس السلطة في العراق حيث أصبح صدام رئيسا للعراق عام 1979 بعد أن قام بحملة لتصفية معارضيه وخصومه في داخل حزب البعث، وفي عام 1980 دخل صدام حرباً مع إيران استمرت 8 سنوات من 22 سبتمبر 1980 حتى 8 أغسطس 1988 وقبل أن تمر الذكرى الثانية لانتهاء الحرب مع إيران غزا صدام الكويت في 2 أغسطس 1990 والتي أدت إلى نشوب حرب الخليج الثانية (1991)، تزوج صدام مرة ثانية عام 1986 من سميرة شاهبندر صافي التي تنتمي إلى أحد الأسر العريقة في بغداد
.ظل العراق بعدها محاصرا دوليا حتى عام 2003 حيث احتلت القوات الأمريكية كامل أراضي الجمهورية العراقية بحجة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ووجود عناصر لتنظيم القاعدة تعمل من داخل العراق حيث ثبت كذب تلك الادعاءات، بل إن السبب هو النفط. قبض على الرئيس في 13 ديسمبر 2003 في عملية الفجر الأحمر. تم بعدها محاكمته وتنفيذ حكم الإعدام عليه. كتاباته في غالبها سياسية , نشر له في فترة رئاسته رواية زبيبة والملك ورواية رجال ومدينة وخصص ريعهما للاعمال الخيرية.
صدام حسين هو حالة خاصة من الإبداع الذى ظهر فجأة من خلال روايته الأولى زبيبة والملك والتى لم يكتب عليها اسمه بصراحة وهو نفس ما فعله مع كتابه الثانى أخرج منها ياملعون الذى أصدرته ابنته رغد صدام حسين فى الأردن وهى الرواية التى احتوها هذا الكتاب. إن حالة الإبداع التى تصيب الحاكم العربى حين يطول به المقام فى كرسى الحكم تحتاج إلى دراسة حول العلاقة بين الكرسى الذى يجلس عليه الحاكم وبين شهوة الإبداع واحدا من هؤلاء الحكام وتحليل دقيق لما كتبه ودلالاته بأدوات نقدية محايدة يساعدنا على فهم شخصية وطبيعة الحاكم وقراراته وتأثيرها ونتائجها وهذا ما سنحاوله.
لم أكن أعرف أن للرئيس الراحل صدام حسين عدد من المؤلفات! هذه الرواية تنقل لنا صورة عن التعاملات ما بين البشر، وكيف من الممكن أن تختلف البذرة ما بين الأبناء حتى لو لم يختلف أسلوب التربية.. جميلة في فكرتها، إلا أنها ضعيفة نوعاً ما في أسلوبها.. لو كنت في مجال التعليم لاتخذتها منهجاً لتثبيت الأفكار المبدئية لمفهوم الأخلاق، ولكنت شرحت من خلالها كيف أن الإنسان من الممكن أن يقع فريسة الشهوات فيفقد بذلك كل شيء.. كانت لَتُمثل رمزاً جميلاً لمبادئ الأدب والتربية.. حقاً جميلة وبسيطة!
شنق صدام حسين لتبقى الأسطورة الدالة على هوان العرب وركوع الملوك والرؤساء وأصحاب الفخامة والسمو توضح الرواية الكواليس وخفايا القوي الأمريكية فيالسيطرة على المنطقة العربية وتقسيمها ...
رحم الله السيد الرئيس القائد ، الشهيد بإذن الله صدام حسين كتبه رحمه الله كما كتب زبيبه والملك حيث ترك مكان الكاتب مجهولاً، والكتاب ممتلأ بالدروس والحكم، وهذا ما عهدناه بسيدي القائد
رواية "اخرج منها يا ملعون" رواية كتبها الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ونشرت في عام 2002 - 2003 م، أي في آخر أيام حكمه، ولكنه لم يكتب عليها اسمه صراحة، حتى أنه ليس عليها اسم دار نشر ، ولا ترميز من المكتبة الوطنية، ولا اهداء ، ولا حقوق تأليف ولا حقوق نشر، ولا أي شيء مما يكون موجوداً في أول أي كتاب أو رواية أو مطبوعة !! (( يقال أنه كتب أيضاً رواية أخرى اسمها: زبيبة والملك، ولم يضع عليها اسمه كذلك))
الرواية لها أسلوب جميل وسلس في السرد، ولغة ضمن ما نسميه: السهل الممتنع، و أسلوب سرد أحداثها مشوق، بحيث أنك لا تفقد فيها تركيزك ولا يتسلل إليك الملل أثناءها، وممتازة جداً من حيث مضمون الأفكار والرسائل التي تعرضها بشكل مباشر أو غير مباشر.
تبدأ الرواية بحكاية الجد المتدين الحكيم الصالح ابراهيم مع أحفاده الثلاثة: حزقال، ويوسف، ومحمود (( ولا يخفى على القارئ الرمزية الواضحة في اختيار هذه الأسماء، ودلالتها على سيدنا ابراهيم أبو الأنبياء، والديانات السماوية الثلاث: اليهودية، والمسيحية، والاسلامية)) وتعليمه لهم الحكمة وأساسيات الدين والأخلاق، لكن الحفيد حزقال يظهر خبثه وشره وأذاه لأخويه وللناس وحتى لجده منذ صغره، كما ويظهر حبه الشديد للمال وخاصة الذهب. وحين يكبرون وبسبب أفعاله السيئة المشينة يطرد الجد حزقال، الذي تجري الاحداث في الرواية بعد ذلك خلفه لنراه وهو يسيطر بالمكر والخديعة والتسلط المالي والقروض والاستغلال على احدى القبائل العربية فيسيطر على مشيختها بالاستعانة بقبائل الروم الأجنبية، ويعيث فيها فساداً حتى يفرق أهل القبيلة الواحدة ويجعلهم على بعضهم البعض، ثم تدور الاحداث حتى ينجح بعد سنوات طويلة شباب القبيلة الصادقين المخلصين في استرجاع كرامة قبيلتهم..
** الرواية تناقش وبشكل مبسط -من خلال حوارات أبطالها- كثيراً من القضايا الدينية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، الهامة والشائكة. وبالتالي فيها فائدة لا بأس بها لمن يريد الحصول على قدر من الثقافة الأساسية في هذه الأمور. علماً أنها تعرضها بأسلوب لطيف وغير ممل ومن خلال الأحداث نفسها.
** الرواية فيها الكثيييير من الرمزية، والإسقاطات السياسية والإجتماعية العربية -خاصة الأحداث السياسية التي مرت بها العراق- ، وفيها الكثير من رائحة العروبة والأخلاق والتقاليد العربية الأصلية كالنخوة والشهامة والكرم واحترام القبيلة و.. و.. بالإضافة لاحترام الدين .
** إن كان فعلاً صدام حسين هو من كتبها فذلك يعني أنه كان يملك موهبة أدبية ممتازة ، ربما لو اعتنى بها أكثر لأخرجت لنا روائياً مميزا.. وذلك شيء رائع أن يكون رئيس دولة -أي رئيس- كاتباً ويحمل قلمه فكراً هادفاً محترماً ..
فى ظاهرها رواية وباطنها الكثير من الاسقاطات السياسية , بعض تلك الاسقاطات صرح بها الكاتب والجزء الاخر جاء مورابة .ة تبدأ احداث الرواية بالشيخ ابراهيم , رجل متدين له شأن فى قبيلته حسن السمعة فى القبائل المجاورة ,توفى ابناؤه الذكور الثلاثة فى الحرب , وتركوا خلفهم ثلاثة ابناء ذكور يربيهم الشيخ ابراهيم على الدين والاخلاق الحسنة يحسن تربية "يوسف و محمود " بينما يحيد "حسقيل " عن الطريق القويم , فيظهر الشر بداخله منذ صغره ويحاول جده اصلاحه بلا فائدة ,ليتبرأ منه فى النهاية وتستمر الرواية لسرد أخبار "حسقيل" وكيف تقرب من احد القبائل كان حاكمها رجل بخيل , ضعيف النفس فيعمل على خلعه ويستمر فى خبثه ليتمكن من حكم القبيلة ويعيث فى الارض فساد .ه تحمل الرواية الكثير من الاسقاطات فى هذا الجزء خاصة , حيث يتكلم عن الحكم, وكيفية الوصول للكرسى و المحاولة المستمية لتقوية النفوذ و ان من يتعاون فى الشر تكونه نهايته من نفس الطريق الذى سعى فيه أشد ما أعجبنى فى الرواية , أنها سياسية بحتة ومع ذلك هى "رواية", لم يتحدث الكاتب عن السياسة بشكل صريح ولم يذكر المواقف التى تشابه احداث قصته و لاذكر اسماء دول او اشخاص كل الاشخاص السيئين يعرفوا ذلك ويحدثوا انفسهم خفية بما تخفيه السنتهم ,فيينطقوا الحق الذى يحاولوا الحياد عنه فى بعض كلامهم بالخطأ مره ,ومعاتبة لانفسهم مرة اخرى ما لم يعجبنى ان الكاتب كان مسيطر على عبارات الرواية , فنجد الكلام كأنه منطوق بلسانه لا بلسان الشخصيات فجاءت الكثير من العبارات متكلفة ,مبالغ فيها حيث لم يستطع ان يذوب بداخل شخصيات الرواية فتجده فى الكثير من الاحيان كأن الكاتب هو من يتحدث بقناعاته وافكاره مبتعدا عن شخصيات الرواية ,مما اضاف ملل على بعد اجزاء الرواية بوجه عام رواية جيدة جديدة من نوعها ,تستق القراءة.ة
قرأت هذة الرواية حينما نشرتها صحيفة الشرق الأوسط على أجزاء, كنت أنتظر كل عدد بشغف لأقرأ هذة الرواية, وبعد أن أنتهي منها أتسآل هل كتب صدام هذة الرواية حقاً؟ على أي حال هي رواية ممتعة, لكن يجب أن أعيد قرائتها حتى أكتب عنها تقييماً صحيحاً