كان الموت قبل تلك الواقعة أمرًا اعتياديًا في بلدنا، يحمل الرجال النعش، ويُدفن المرحوم، والفاتحة على روحه، ولا الضالين آمين، ثم يعود كل فلاح إلى سخرته في الغيط.. لكن ستنا سعادة جعلت للموت قداسة، تتوقف أمامها قلوب "الخلايق"، وتتمزق أحشاؤهم على فراق الميت، الذي كانت له أفضال، تذكره بها في جرن الوسية، الذي صار المكان الرسمي لمراسم الجنائز في بلدنا إلى اليوم. وذاع صيت سعادة في البلاد، كان يرون أنها قادرة أن تنتزع الدموع نزعًا من عيون الفلاحين، الذين تبلدت مشاعرهم، وصاروا مثل النورج والشقرف والفرقلة تعمل من دون إحساس، أعادت الفلاحين إلى إنسانيتهم، التي أهدرها الظلم وقلة الحيلة والجهل، ولو دقائق قليلة هي وقت مراسم الجنازة، بمفردات بسيطة وبصوت رقيق عذب.
"لعنهم الله، يقدسون ندابة، ويتفاخرون بشيخ منسر، ويهيلون التراب على سيرة الأولياء الأطهار أمثال مولانا الشيخ محسوب رضي الله عنه"..
ولأن التاريخ يعاد تشكيلة بيد المسيطر والأقوى حاليا يحاول عبد القوي الضعيف إعادة تشكيل تاريخ جده الأكبر محسوب، إعادة تشكيل وتنصيع جبته بعدما أكلة الدود، ليحوله إلى بطل قومي متناسيا أن هذا المحسوب من أذاق أهله الهوان ليثبت لنا أن هؤلاء المساكين لم يظلمهم غريب ولكن دوما الظلم والقهر والكسرة منا فينا، ولأجل ماذا؟ سلطة- نفوذ- أراضي- أطيان- .... تتعدد الأسباب والهم واحد
شخص ليصل أجاد استخدام سلاحه دون وازع من ضمير سلاح الإشاعة لتزيف الحقائق وبالرغم من علم الناس للحقيقة إلا انهم ينساقون خلفه دوما خوفا من لسانه خوفا من سلطته بعد ذلك خوفا من الخوف نفسه أحيان كثيرة
لخص الكاتب ما نعيشه حاليا بقولة:
"تقصي حقيقة تاريخ بلدتنا، من المستحيلات السبعة، لقد صنعه أجداد يؤمنون بالحقيقة المطلقة، ورواه أحفاد يرفعون من يحبون إلى سموات العلا، ويهبطون بمن يكرهون إلى سابع أرض"
ولنا في تاريخ من سبقونا خير دليل أيام الملك ثم عبد الناصر وتمجيده يليه السادات وهلم جرا
وكيف نصعد بمن نريد السماء ونلعن سلسفيل جدود من نكره
فها هي أم الغلابة تمارس ما تجيده نادبة ومن خلفها النساء: "ابكِ يا عروبة..ع اللي بناكي طوبة طوبة"، "يا جمال يا عود الفل.. من بعدك هنشوف الذل".. وكأن من مسك السلطة صار مالك للرقاب من بعده فنت البشرية
أم الغلابة والتي كنت أظنها ستنا الحبيبة زينب أو حتى أم عبد السيد، القديسة أردينا مليكة لكنني فوجئت بأنها ندابة عاشت وماتت مانحة الميت حقه في الحزن عليه وفقدانه ليكون موته غير عادي وإن كان كلب بن كلب فللموت حرمته كما تعلن لذا وجب النوح على أي ميت مهما كان فأمره الأن بيد الله مالك الملك.
صراع الدين عمران ومحسوب
صراع السلطة
أجيال تتلوها أجيال والقرية تسلم نفسها ورقبتها من جيل لأخر خامدة هامدة إلا من عدة مناوشات تلقى كما فعلوا مع الضعيف : "شد العمة شد، تحت العمة قرد"
الملك وحياة القرية لنرى الظلم الواقع والاستسلام الخانق للجميع
أعراض مستباحة ممن؟؟ الملك؟ المثير للدهشة لا فالاستباحة ممن حولهم من أبناء جلدتهم هم ممن تسلطوا عليهم فاستباحوا كل شيء للوصول لسلطتهم الخاصة
عمل يبدو كبحث تاريخي حوى بين ضفتيه
عوالم متتابعة
رأينا مع الشخوص العلم مقابل الموروث والعادات في حرب الضريح (ضريح الندابة سعادة)
السلطة وعلاقتها بالناس ثم التلاعب بالدين مع السياسة في زواج غريب
محمد علي
الحملة الفرنسية والسلاموني
الغز والروم
الكوليرا وما سببته
قهوة العترة موقع الحدث والبث المباشر ليد السلطة غير الصريح
سعادة أيقونة الحب لمحسوب وعمران
مسعودة وعبد القوى وحسن القرد وحب وحرب
مرزوق الشيخ المدافع عن الضريح
عبده النمس شيخ المنسر اقصد شيخ الغفر ومعه محسوب
عباس القرد حامى حمى من.. الحرامي حمى الأهالي من شر السلطة ويا للعجب 😊
غندورة ملكة الحرامية وأم حسن القرد
رواية تخرج منها رأسك تدور ما بين من فعل ماذا؟
عبد الناصر حبيب الملايين ومن وصل للقلوب بالكلمات لا الأفعال يشفع له تأميمه للقناة (واللي خلاص هنبيعها خلاص 😊)
السادات وتركة الساحة للإخوان لينقلبوا عليه في النهاية ويقتلوه
دوائر تدور وتدور وأنت بينهم تقرأ وتحلل
وهابيه صوفيه اخوان .....
سلطاويه مهلبيه وادينا عايشين وسطيهم وهو ما يحسب للكاتب فببراعة لملم أشلاء كثيرة وأحداث أكثر بشخصيات عديدة امسك أطرافها بحرفية ليطرحها علينا ببساطة وبلهجة ريفيه عبرت عن الفترة المحكي عنها دون تقعر أو تفذلك
كان نفسي تكون عن أم الغلابة بتاعتنا مش الندابة ☹ برغم أن قصة الحب بينها وبين الشيخ عمران واقعيه بس سبحان الله وكأنه يقول لنا مش كل جنازة حارة ميتها ولي 😊
أم الغلابة.. (أسرار الأمة الخفية ما بين سعادة ومسعودة) ★★★★★ «في بلدنا الموت مقدس، وليس لدي شك، أننا نحن سكان هذه القرية، لم نفقد الصلة بماضينا القديم، حيث نجد الرسوم علىٰ جدران المقابر تُخلد الموتى لا الأحياء، لذا حين يموت ابن آدم نذكر محاسنه، التي ربما كانت من خيالاتنا.» ★★★★★ في الحضارة المصرية القديمة نؤمن أن الموت هو بداية لحياة جديدة، حياة نزيهة قائمة على العدل والمساواة.. إن أحسنت فستلقىٰ جزاء إحسانك وإن أساءت فلا تُحمٍّل غيرك ثمن سوء عاقبتك في دنياك.
فأنت وحدك أساس الاختيار .. وأنت وحدك من ستجني علىٰ ذاتك فإما أن تحصد ثمار الخير الذي زرعته مُسبقًا، وإما أن تجني أشواك الشر التي مهدت لها الطريق بيديك ذات يوم. ولكن في كلا الحالين سواء كنت من فريق الأخيار أو من أتباع الأشرار؛ فسوف يتم احترامك حين موتك. فللموت هيبة وجلالة في حضارتنا وبلادنا، وبناء علىٰ عاداتنا وتقاليدنا المهيبة التي لم ولن يُزعزها كائن من كان على مر العصور فأهلًا ومرحبا بك في عالم قريتنا المصرية الأصيلة، قرية الحاجة سعادة والحاجة مسعودة.. القرية التي تؤمن بقيمة الحضارة المصرية القديمة وفي نفس الوقت تنصاع أمام أوامر الدين بكل محبة واحترام. هذه قريتنا وأساس حكايتنا، ومن هنا نبدأ طريق رواية (أم الغلابة) للأديب/ إبراهيم القاضي.. الطريق الذي سنعلم من خلاله كيف تطور تاريخ الأمة ومتى نشأت أسراره بين طيات جدارن منزل الجدة والحفيدة، فسعادة ومسعودة وجهان لعملة واحدة.. عملة تطورت باختلاف زمانها ومكانها ومن خلال تطورها نرىٰ نوادر أهل القرية بعيونها المختلفة. ★★★★★ «للحقيقة وجوه عديدة في بلدنا، وكل منا يظن أنها تخصه فقط!» ★★★★★
في روايتنا نرىٰ الدنيا من منظور أولاد البلد الشجعان.. والأوغاد كذلك! ففي كل مدينة ينشأ الصالح، والطالح، ولتحقيق العدالة الدنيوية والفصل بينهما في نزاعات أهل الأرض وجب على القرية أن تُعين من يحقق لها القصاص ويوفر لها سُبل الراحة والأمان. وقد وقع الاختيار علىٰ سعادة ومسعودة.. لا يهم كيف تم الاختيار أو كيف حدث من الأساس؟! ولكن الأهم أنه قد حدث فها نحن نحيا في قرية يتوارث حكمها النساء.. وصار لزامًا على أهل القرية السمع والطاعة. فالحاجتان لا تخطآن أبدًا.. وليس بعد شورتهما مشورة ولا بعد رأيهما رأي ..وعلىٰ هذا عاش أولاد القرية وعلى هذا سيموتون أيضًا. ★★★★★
المميز في هذه الرواية أنها دُونت بمزيج طريف ما بين العامية والعربية، ويُعتبر هذا المزيج مقبولًا ومستحسنًا نظرًا لأن الرواية تدور في جنبات القرية المصرية الصغيرة بحكايتها الشعبية الغريبة، ومن هنا جاء دور العامية الهام في عملية بناء أُسس السرد والحوار.
.. وأخيرًا أُرشح هذه التجربة الروائية الفريدة لمحبي السير الشعبية وأعمال الفانتازيا. ★★★★★
هكذا نغوص في أعماق التاريخ مع أم الغلابة ، رواية الكاتب إبراهيم القاضي ، حيث يأسرنا بلغة فصحى مميزة ، يتخللها حوار باللهجة المصرية ، بالأحرى لهجة أهل الريف .يستخدم المزج بين العامية و الفصحى ، لينقل إلينا حيوية النص و الشخصيات ، فتشعر بنفسك بين محسوب و عمران ، مسعودة و سعادة ، كما أعجبني اختيار أسماء الشخصيات، التي تم توظيفها بعناية ، و غيرهم من الشخصيات المؤثرة ، النابضة بالحياة، المُغرقة في المحلية ، لكنها بنكهة عالمية . ننتقل عبر عائلة أم الغلابة من عصر محمد علي باشا إلى ما بعد ثورة ١٩٥٢ و ، المشهد تغير المجتمع في كل حقبة تاريخية و نعيش معهم الصراع على السلطة ، و التأرجح بين الإيمان بالخرافات ، و التطرف ، ثم الانفتاح على الأفكار الغربية و مواجهة أهل القرية لكل تلك التحولات الرواية تدور أحداثها في الريف المصرى ستجد أحداثا قبل الثورة ، ترجع لما قبل ثورة ٥٢ ثم تعود ثم ترجع وتعود. فجأة تجد نفسك أثناء الحملة الفرنسية وتأثيرها على المنصورة، ستجد فيها الاتقان الحرفية من الحديث في الانتقال من الماضى إلى الحاضر ثم العودة للماضى والحاضر في أكثر من مرة .
أعجبتنى الرواية ، حيث تمر على أحداث تاريخية بسرد سلسلة ، مشوق ، فتظل منجذبا إلى الرواية، فلا تشعر معها بمرور الوقت ، فقط ستُذهل أن الرواية على وشك النهاية ، بينما تود البقاء في عالم أم الغلابة إلى الأبد .. في النهاية ، تظل رواية أم الغلابة تأريخا غير رسمي لفترة طويلة من تاريخ مصر ، تاريخ شعبوي ، إن جاز تسميته بهذا المُسمى .
استمتعت كثيرا بالرواية ، و ذلك ليس غريبا على أديب متميز ، صاحب عزبة الباشا ، تحياتي لحضرتك أستاذ إبراهيم على هذه الرواية الجميلة و في انتظار المزيد من الإبداعات .. بالتوفيق دائمًا يارب
رواية من رواية الأجيال مكتوبة باحتراف، تروي قصة 3 أجيال في إحدى قرى الريف المصري إبان فترة "قبل وبعد ثورة 1952" راصدة التغييرات التي طرأت على المجتمع المصري، ويسجل خلالها الكاتب قصة "سعادة" أم الغلابى، المرأة الريفية التي تمتهن مهنة رثاء الموتى "معددة" وتحول ذكرى الميت إلى بطل خارق في أذهان المستمعين ولو بالكذب. مسعودة، حفيدة سعادة، ووريثة المهنة والخوف والحرب. الشيخ محسوب، شيخ القرية، وكما نقول عن أمثاله "إيدينا منه والقبر" القرد، ماكر وخبيث، لكنه ينصر المظلوم إن لزم الأمر، ويقف في وجه الأعداء في اللحظة المناسبة. ومجموعة متنوعة من الفلاحين، وعشرات الحكايات والأحداث التاريخية التي أثرت على القرية وقتها، وشذرات من الفلسفة البسيطة بشكل يجعلك تواصل القراءة ومتابعة الأحداث دون ملل. عمل مميز، يحتاج إلى القليل من التركيز بسبب الانتقال بين الماضي والحاضر أثناء الحكي، لكنه يستحق ذلك. ❤ اقتباسات أعجبتني: الإنسان كائن غريب يظن أنه يدرك كل شيء وبامكانه إصدار أحكامه المطلقة على الآخر، مع أنه بائس مسكين، لا يفهم حتى نفسه، رغم ما يدعيه من علم وثقافة
الحزن عاطفة إنسانية نبيلة لا يشعر بها غير أسوياء النفس، الذين يتألمون لغيرهم، ولم تتمكن مشاعر الكراهية والحقد والأنانية من قلوبهم بعد، المجد لهؤلاء الذين يبكون غيرهم دون معرفة مسبقا أو منفعة، المجد للإنسان أيا كان، المجد لستنا التي أعادت بلدنا للحياة، فالإنسان المتبلد المشاعر ميت ينتظر قرار السماء.
الفقر أشد أعداء الإنسان، هو القادر على جعلهم يتخلون عن إنسانيتهم، ويصيرون مسوخا كالصخرة الصماء.
بدأت في قراءتها بالتزامن مع كتاب المسيري (رحلتي الفكرية)، وكنتُ اقرأ فيها ثم أتركها جانبًا ثم أعود إليها وقد سقطتْ الشخصيات من الذاكرة وتداخلتْ الأحداث وأنهيتها بكثير من الملل ولم تصلني فكرتها ولم أستمتع بها.
ولكني لسببٍ ما قررت إعطائها فرصة ثانية ونويتُ قراءتها لوحدها دون فواصل وعلى جلسةٍ واحدة وقد كان. فهي رواية تُقرأ على مهل وتحتاج إلى تركيز عالٍ.
أحضرتُ ورقة وقلم وبدأتُ في تدوين أسماء الشخصيات وعلاقتهم ببعضهم البعض حتى لا تتوه مني الخيوط مرة أخرى أثناء القراءة، وكان لذلك الأثر البالغ في استمتاعي بالرواية.
الرواية مترابطة جدًا رغم تداخل الأحداث ما بين زمن الماضي والزمن الحاضر في الرواية. وأيضًا الشخصيات كانت مرسومة بشكل ممتاز ودقيق.
تدور الأحداث في عهد الجدة سعادة أم الغلابة وفي عهد الحفيدة مسعودة التي ورثت مهنة جدتها وهي التعديد على الميت وما بين الماضي والحاضر يمر أمامنا شريط التاريخ بكل تفاصيله.
الرواية ممتعة ومتميزة جدًا من حيث القصة والحبكة وأسلوب الكاتب المُشوق في السرد.
اسم العمل أم الغلابة اسم الكاتب إبراهيم القاضي دار النشر المحرر عدد الصفحات 224 تصميم الغلاف اسلام احمد الطبعة الاولي 2023
بيد أن لكل انسان نقطة ضعف، ثغرة تتسلل الي نفسه، دون ان يدري، وهو من كان يظن انها محصنه من الأنزلاق في حفر المشاعر، التي تعبر عن ضعف انساني، يراها صفة مرذولة خليقة بالضعفاء.
«الرواية تدور في الريف المصري، في زمن الجده" سعادة" *ام الغلابة * وفي عهظ الحفيدة "مسعوده" التي ورثت منها مهنه التعديد علي الميت»
الاحداث: تدور احداث الرواية ما بين الماضي والزمن الحاضر. الشخصيات: رسم الكاتب الشخصيات بطريقة جميلة؛ تعددت الشخصيات وتعددت معها الحكايات عن كل شخصية.
اقتباسات:
"العشق زرع رباني، يهبط من السماء الي قلوب الخلائق ولا يد لنا فيه."
"العشق لا يعرف الغدر.. وهكذا ظلت ستنا سعادة على عهدها بالحب رغم الانفصال..."