يناقش هذا الكتاب الحياة الاجتماعية الليبية في فترة ما
لمرأة في بلادنا لم تشارك في هندسة مجتمعنا، لم تشارك في تقييم أخلاقياته، لم توافق على مزاعمنا القائلة بأن شرف البنت مثل عود الكبريت وشرف الرجل مثل ولاعة "الرونسون".لا تعتقد أن ثمة فرقاً بين هفوة الرجل وبين هفوة المرأة ولا تؤمن بأن أخاها يستحق أن يمتاز عليها بمقدار اصبع بمجرد أنه يملك بعض الشعر في لحيته.لا تريد مجتمعاً يوزع امتيازاته بين أفراد طبقاً لطول الشنب!فالمساواة بين الرجل والمرأة مستحيلة في أي مجتمع لا تتساوى فيه فرص الكسب. ومجتمعنا يتبنى نظاماً معداً لكي يكسب فيه الرجل قوته مستقلاً عن المرأة وتكسب فيه المرأة قوتها معتمدة على الرجل.إن المرأة يربيها الرجل بنقوده ويبيعها لرجل آخر بنقوده ويطعمها الرجل الآخر بنقوده أيضاً ويكسوها ويضاجعها ويدفنها أو يشتري لها تذكرة الحج بنقوده، فهل تعتقد أن هذا الرجل يستطيع ذات يوم أن يخلق ثقافة تتساوى فيها المرأة والرجل.
ولد الصادق النيهوم في مدينة بنغازي عام 1937. درس جميع مراحل التعليم بها إلى أن انتقل إلي الجامعة الليبية، وتحديدا بكلية الآداب والتربية - قسم اللغة العربية، وتخرج منها عام 1961 وكان ينشر المقالات في جريدة بنغازي بين عامي 1958-1959 ومن ثم عُين معيداً في كلية الآداب.
أعدَّ أطروحة الدكتوراه في " الأديان المقارنة" بإشراف الدكتورة بنت الشاطيء جامعة القاهرة، وانتقل بعدها إلى ألمانيا، وأتم أطروحته في جامعة ميونيخ بإشراف مجموعة من المستشرقين الألمان، ونال الدكتوراه بامتياز. تابع دراسته في جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية لمدة عامين.
درَّس مادة الأديان المقارنة كأستاذ مساعد بقسم الدراسات الشرقية بجامعة هلنسكي بفنلندا من عام 1968 إلى 1972.
يجيد، إلى جانب اللغة العربية، الألمانية والفنلندية والإنجليزية والفرنسية والعبرية والآرامية
تزوج عام 1966 من زوجته الأولى الفنلندية ورُزق منها بولده كريم وابنته أمينة، وكان وقتها مستقراً في هلسنكي عاصمة فنلندا، انتقل إلى الإقامة في جنيف عام 1976 وتزوج للمرة الثانية من السيدة (أوديت حنا) الفلسطينية الأصل.
توفي في جنيف يوم 15 نوفمبر 1994 ودُفن بمسقط رأسه مدينة بنغازي يوم 20 نوفمبر 1994.
كتب لصحيفة الحقبقة الليبية حينها، نشر أول مقالاته (هذه تجربتي أنا) مع بداية الصدور اليومي لصحيفة الحقيقة كما نشر بها :
- الكلمة والصورة
- الحديث عن المرأة
- عاشق من أفريقيا
- دراسة لديوان شعر محمد الفيتوري
نشر سنة 1967 مجموعة دراسات منها (الذي يأتي والذي لا يأتي) و(الرمز في القرآن)، وأصبح في هذة الفترة يمثل ظاهرة أدبية غير مسبوقة، وأخذ يثير اهتمام القراء، وكانت أطروحاته وأفكاره تتضمن أسلوباً مميزاً يشهد له الجميع بالحيوية والانطلاق،
وفي عام 1969 كتب دراسة (العودة المحزنة للبحر)، ونشر عدد من قصص الأطفال، وأهداها إلي طفله كريم، ونشر عام 1970 رواية (من مكة إلي هنا)، وفي 1973 صدر له كتاب (فرسان بلا معركة) و(تحية طيبة وبعد)، وأقام من 1974 إلي 1975 في بيروت، وكتب أسبوعيا بمجلة الأسبوع العربي، وأشرف على إصدار موسوعة (عالمنا -صحراؤنا -أطفالنا - وطننا - عالمنا)، ومن ثم صدرت رواية (القرود).
انتقل إلي الإقامة في جنيف عام 1976 وأسس دار التراث، ثم دار المختار، وأصدر سلسلة من الموسوعات أهمها(موسوعة تاريخنا - موسوعة بهجة المعرفة)، وعمل بجامعة جينيف أستاذاً محاضراً في الأديان المقارن حتى وفاته.
عام 1986 صدرت له رواية (الحيوانات)، وفي 1987 صدر له كتاب (صوت الناس)، وعام 1988 بدأ الكتابة في مجلة الناقد منذ صدور الأعداد الأول منها في لندن. استمر بالكتابة بها إلي أن وافته المنية في عام 1994، ص
كعادة النيهوم ، يجردك من ملابسك ،يعريك ، يجعلك تخجل من نفسك ، ليقل هل حاولت أن تحسن هذه الصورة من فضلك؟؟ و لكن و لسوء الحظ كلمات هذا الرجل العظيمة كنت تقع على أذان صماء. فليحيا النيهوم و لنسقط نحن
.فعلاً هذا الكتاب فلسفي جُلً مايتحدث عنه هو التقاليد والعادات للمجتمع الليبي المُبهر، كتاب يحتوي علي أفكار عميقة تعالج مسائل معاشة نراها، ومازالت تطاردنا أينما ولينا وجهنا، النيهوم كان يُحارب التخلف والجهل منذ منتصف القرن الماضي، وبعد سنوات اكتشف النيهوم أن الصياح في وجه عادات المجتمع الليبي ومُحاولة التغير فيه أمر مستحيل لأنه لاحياة لمن تنادي، أسلوب النيهوم بسيط جداً، كتاب مُناسب لكل الأجيال، نحن اليوم على مشارف الكوكب القزم بلوتو، وفي يوم تاريخي بين الدول النووية، المجتمع الليبي الذي تحدث عنه النيهوم لايزال نفسه أو أسوء..
انتقادات ساخرة رائعة يجمعها كتاب "فرسـان بلا معركة للمفكر الصادق النيهوم ، قرأت الكتاب ثلاث مرات ولازلت ارغب في قراءته من جديد .. أكثر المقالات التي نالت إعجابي "والله بالمجان" و "كيد النساء" أبدع في تجسيد الواقع في مقالات قصيرة فكاهية .. رحمة الله عليه
للنيهوم أسلوب فريد ورائع .. كثيراً ما يجعلني أبتسم, وأحياناً أضحك .. شكراً أيها النيهوم .. أنت رائع بحق ! :) رحمك الله وغفر لك .. إلى زوجي المستقبلي العزيز, أتمنى منك قراءة الكتاب قبل أن تتقدم لخطبتي. :)
كتاب رائع يناقش الحياة الاجتماعية في حقبة ما ولعل الذي جعله ممتع اقحام اللهجة اليبية في بعض مواضيعه . من اكثر الموضوعات التي شدت انتباهي مناقشة مصطلح الامية في مقالة بعنوان "قطع غيار" حيث اعتبر ان المشكلة ليست في عدد القادرين على القراءة ولكن في نوع الثقافة المقرؤة موكدا ان القراءة ما هي الاوسيلة للمعرفة . موضعات اخرى شيقة " والله بالمجان " و " الحل عند المرأة "
ما خذش مني ساعتين :)) كتاب بسيط جدّاً يتحدّث فيه الكاتب عن تقسيم مجتمعنا اللّيبي و يصف فيه الرّجل الشّرقي مُطلقاً عليه لقب الحاج الزّرّوق هههههه و أكثر ما لفت انتباهي طريقة الكاتب الطّريفة في قصّهِ للمواقف و استخدامه للّهجة اللّيبية - التي وجدتّها مُعبّرة جداً و مثيرة للضحك - في خلال سياقه للقصة.
الكتاب لاذع وناقد لواقع المجتمع الليبي خصوصا العربي عموما وصل إلى لب المشكلة وقدم الحل على أنه بيد المرأة. من الممتع قراءته ومن المؤلم الاحساس به. 3/5.
مقالات نقدية تتطرق للحالة الفكرية للمجتمع العربي، وخصوصا المجتمع الليبي. تفاوتت بين رائعة جداً ! وعادية أو مملة أو غير واضحة وغير مفهومة، كما أني وجدت بعض المقالات بلا فائدة، مع أن بداية الكتاب كانت قوية ومميزة .
نجمتين و نصف. (لن استخدم هذه النجوم مرة أخرى)لم يعجبني كثيرا. لا أعرف أكان الكتاب، الكاتب. سبق و أن قرأت للنيهوم عنوانين، أعجبني حينها و لكن كلما قرأت أكثر صرت إنتقائية و صعبة الإرضاء أكثر. الأمر معقد.
ما لم يعجبني في الكتاب هو إنطباع راودني بتناقض النيهوم. علاقته بالمرأة غير واضحة.غير واضحة حد الإزعاج. حديثه في مطلع الكتاب و من ثم تنافسه و صديقه في قصة أخرى على النساء لم يرق لي
لم يقنعني لأنه بدا و كأنه هو ذاته غير مقتنع تماما بما يقول
مشكلة الأمية لا تخص القدرة على القراءة أو عدم القدرة بل تخص نوع المعرفة المطلوبة فالواقع أن الفرق طفيف للغاية داخل ذلك النطاق والمرء لايستطيع أن ينفذ من فخ الأمية بمجرد أن يمتلك وسيلة المعرفة التي تدعى عندنا بالقراءة. إنه يصبح فقط "أمياً مقنعاً" وإذ ذاك يصير مريضاً اجتماعياً أشد خطورة من سواه، لأن إلمامه بالقراءة يجعله يتصور أنه خرج من منطقة الخطر ودخل في عداد العارفين ثم يجعله يتصور أنه بات يملك الحق في "النقاش وإيجاد الحلول" أيضاً.. وعندما يبدأ في ارتكاب هذا الخطأ يضع نفسه ومجتمعه وجميع أجياله القادمة تحت رحمة الجهل المقنع والمقام على قاعدة النرجسية وحدها،ويصير اسم المشكلة "الأمية العلمية" بدل الأمية فقط.
فالأمية العلمية التي تأخذ بخناق مجتمعنا في ليبيا ليست ذات علاقة حقيقية بنسبة "العاجزين عن القراءة" ولكنها ذات علاقة مباشرة ووطيدة للغاية بنسبة "العلم المغلوط" في معارفنا الكلية.
الكتاب عبارة عن مقالات قصيرة ساخرة يكشف فيها النيهوم عن معاناة المجتمع الليبي و تمسكه بالعادات والتقاليد البائسة، مما أعجبني مقالة "بالعصي وراء الموتى" التي يوضح فيها الكاتب عن أصل الصراخ على الموتى ويصفه بأنه عادة وثنية منذ القدم معتقدين بأن روح الميت لاتذهب مباشرة إلى السماء إلا بضجة الطبول والصراخ، "نحن شعب مسلم، ونحن نؤمن بالروح، ونؤمن بأن موتانا يذهبون حقا إلى لقاء الله، فهل تبدو طقوس مأتمنا الليبي منسجمة بأي حال مع هذا الإيمان؟ أم أن عقمنا الفكري مايزال داء مستعصيا حتى على الكتب السماوية؟".
كتاب فرسان بلا معركة يتمحور في مجمله عن المراة والمجتمع الليبي ، مقالاته الأربع الأولى ( ضريبة - شيوعية المرأة - القفص - الحل عن المرأة ) هي مقالات جريئة وذات طرح عقلاني يؤسس فيه لتفسير إقتصادي إجتماعي ممتاز لقضية المرأة ، ولكنه في مقالات أخرى يظهر كأنه يخشى فكرة تحرر المرأة ، وهذا ليس كما قالت إحدى الصديقات أن النيهوم لا يعرف ماذا يريد أن يقول، ولكن الحقيقة أن صدمة ذهابه إلى أوروبا وإصطدامها برواسب الرجل الشرقي فيه ما لم يجعله يشفى تماماً فهو إبن العروبة التي تخشى التغريب.. ولذلك نجد تنظريه متميز على مستوى التاريخ والأسباب بينما الحل فيكمن في مقالات عاطفية ضاجة بالخوف والقلق إتجاه المرأة .
بقية المقالات الإجتماعية طريفة .. خاصة مع الحاج الزروق .. وهي توضح بالفعل المأساة الإجتماعية والتخلف اللتي كان ولا يزال يعيشها المجتمع الليبي ..
الصادق النيهوم ! ملئني تناقضاً فرحا وأسى سلط مصباح ضوئه على عادات وتقاليد مجتمعنا على تفكيره السطحي ونسبه "للغابات " وصرح بنص جريئ للتخلص منه ولو أن هذا المجتمع تغير ولكن لو نظرنا عن كثب لوجدناه تغييراً مظهريا شكلياً وذلك ماجعلني أحزن ! أما التفائل رأيته في فكره السامي وثقافته العالية ! فخرا قرئتُ الكتاب وأزداد فخري سطرا بعد سطر يالله أ أنجبت ليبيا مفكرين بهذا النضج ؟ وكم عددهم ؟ ولما لا يكشفو عن أنفسهم الأن لأنقاذ ليبيا ؟ ولو فعلوا فهل بأستطاعتهم تغيير الفكر السائد والأغلب ؟ يخنقني السؤال والحسرة ؟ ماذا فعلت بي ياكاتبنا !
لقد شرّح هذا الكاتب نسيج المجتمع الليبي كما يشرح الجراح عضوا فاسدا نتنا لعلاجه ! كما أني وجدت القصص القصيرة في هذه المجموعة ممتعة للغاية وذكية جدا وجلها لها إسقاطات ما ورائية علي نسيج المجتمع الليبي، ولو بالإمكان لأرفقته كدروس عامة لطلبة الثانوية علي الأقل لما فيه من فائدة جليلة لفهم المشكلة الثنائية الجنس في الطبقات المختلفة من المجتمع، وأعني بها مشكلة المرأة والرجل وهذا الصراع الأسطوري الأزلي!
سأقرأه مجددا فأمثال هذه الكتب والمقالات تُقرأ للدهر
لكم أحب سخرية النيهوم. هذا كتاب خاص جداً بالليبيين، فيه من السخرية من الذات الليبية والعقلية الجاهلة والمشاكل الاجتماعية ما يقع بين السطور بنبرة مليئة بالضحكات. وجدت نفسي أضحك أكثر من مرة على تعبيرات كاريكاتيرية و"تلقيحات" كوميديا سوداء كما لو أنّ مشاكلنا الاجتماعية لم تنتهي منذ نهاية الستينات وحتى اليوم في إثنين وعشرين وألفين. نحتاج للمزيد من السخرية السوداء لتنجاوز سوء حياتنا.
تحدث في هذا الكتاب الصادق النيهوم عن الرجل والمرأة, وتناول بالعرض وجهة نظره عنالعلاقة بينهما والظروف والعوامل التاريخية والإشكالات التي حصلت والتي استطاع بها الرجل الفارس أن ينتصر دون معارك.... أي أنه تحدث عن غلبة الرجل على المرأة, وعن ذكورية المجتمع, وهذا أقرب إلى حال مجتمعاتنا...
انتقادات ساخرة للمجتمع الليبي، عاداته،تناقضاته، جهله، ظلمه الكتاب ممتع وطريف، لكن المؤسف حقا هو اننا لازلنا خاضعين لهذه الانتقادات، وان كان بشكل أخف الا انه واقعي وملموس الى اليوم ، هنا السؤال كيف يمكننا التحرر من عاداتنا البالية؟
اعتراف : هذا الكتاب ظل في بيتي لفترة طويلة دون أن أفحصه.. كنت أملك تحيز ضد الكتاب العرب لأنني في تلك الفترة كلما قرأت لكاتب عربي وجدته لا يتحلي بالمصداقية في التحدث عن الواقع و بالطبع هناك المؤمراة الكونية الشاملة ضد العرب و المسلمين. في أحدي الأيام قررت أن أمنح هذا الكتاب فرصة و اليوم كاتبي المفضل هو الصادق النيهوم.
الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات و قصص قصيرة للنيهوم و يجب أن نقدم الشكر لمن قام بتجميع هذا العمل بطريقة مترابطة و متناغمة و سلسة.
أَول فصول الكتاب مخصصة لديناميكة المجتمع الليبي، الرجل الليبي و المرأة الليبية و أسلوب حياتها داخل المجتمع و دورها في المجتمع..
هناك العديد من القصص و المقالات المسلية و المضحكة، ستضحك معها من كل قلبك مثل قصة (الكابوس) و مقالة ( اسكتش) في قصة( المشوار) يوجد مقطع مفضل عندي و هو يحدث عند زيارة راوي القصة مع جارته المتزوجة لضريح سيدي عثمان ( ودعت جارتنا علي الحاج الزروق و أنا دعوت علي كلبه الأحمر و بعض الصحف الليبية).
قصة ( لتسقط الحاجة أمدلله) أنصح بقراءتها إذ كنت في حاجة ماسة للضحك الهستيري و أيضا قصة ( من مساؤي الخبز) قصة مضحكة و جميلة.
الصفحة 147 must read في هذه القصة تظهر عبقرية الصادق النيهوم الكتابية، أن يتمكن كاتب ساخر من صنع قصة حزينة مؤثرة تبقي معك حتي بعد أن تنتهي من قراءتها يعتبر أمر مثير للدهشة و الأعجاب. قصة ( موت السيدة ف. م) هي قصتي المفضلة في هذا الكتاب و لابد من قراءتها، قصة مبكية و جميلة و تحتوي علي العديد من الجمل القوية.
قصة ( المفتاح) قصة جميلة و تدعو للتفكير و مراجعة الذات و الكف عن بحث السعادة من الأشخاص الاخرين و المحيط و إيجاد السعادة في داخلنا.
مقالة ( كم قرشا" يساوي الإنسان) تتحدث عن حرفة الحرب و كم أتمني من كل شخص يحمل السلاح في وجه أخيه الإنسان أن يقرأ هذه المقالة و يكشف أنه مجرد عملة في سوق صناع الحرب.
قصة ( السباع) لامستني علي مستوي شخصي لأنها تحكي عن التنمر و كيفية تمادي المؤذي إذ لم نوقفه عند حده، هناك مقولة أمريكية مناسبة لهذه القصة ( أحيانا عليك أن تصبح أسد لكي تتمكن من أن تكون الحمل الوديع الذي يمثل حقيقتك).
هناك مقالات مضحكة و ناقدة للصحافة العربية بواقعية مثل ( شارع الصحافة) و ( الحبل) مقالة ( شارع الصحافة) كتبها النيهوم في 7 أغسطس 1969 ركز في هذه الجملة ( إنها _ في الواقع _ لا تذكر شيئا" علي الإطلاق سوي أن الحاكم الجديد قد وصل هذه المرة حاملا مفتاح الجنة و أنه وجد ذلك المفتاح صدفة فإذا حدث تغيير آخر فإن الصحف العربية تسارع إلي القول بأن المفتاح السابق كان مزيفا" و أن الجنة سوف تفتح أبوابها هذه المرة حقا").
أكثر ما يميز النيهوم عن غيره من المفكرين و الأدباء العرب هو شجاعته في انتقاد موضوع محرم انتقاده في مجتمعنا و هو (الدين). التحدث عن الدين بأي صيغة دون المدح يعتبر أمر ممنوع في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية. النيهوم ليس كما يعتقد من لم يقرأ له بأنه ينتقد الدين نفسه.. لا.. هو ينتقد سذاجة المواطنين في التعامل مع فقي المحلة و المواطنين السفليين و عن القسم بالله لأسباب تافهة، هناك مقالة ( و الله بالمجان) و قصة ( الشك) و ( الحبل) و ( بالعصي وراء الموتي) كلها مخصصة لهذا الموضوع
مقالة (تهانٍ) كتبت في 1968 و حتي الأن لم نسعي كمواطنين لتغيير وضعنا. لا يزال لدينا اعتماد كلي علي النفط، لا نزال نعالج في مستشفيات مصر و الأردن و تونس، لانزال نستورد الأثاث و الملابس من تركيا و الصين و لا نزال نستورد السلع الغذائية من الدول العربية. أنصح بقراءة هذا الكتاب، و بالرغم من أنه يحتوي علي مقالات فكرية إلا أن طريقة الكتابة ليست متعالية أو متكبرة علي القارئ. كتاب جميل و ممتع... وقعت في حب الحاج الدروق َ الحاجة أمدلله.. كتاب مزيج من الكوميديا السوداء و الواقعية بلا رتوش و الذكاء الغير متكلف
كتاب يحتوي على مجموعة من المقالات الفريدة فصّل فيها النيهوم الحياة الاجتماعية في ليبيا .. بدأ بتناول قضية المساواة بين الرجل و المرآة في مجتمعنا ومعاناتها و طرح الحلول لإحلال العدل في الواجبات و الحقوق ... - فالمساواة بين الرجل والمرآة مستحيلة في أي مجتمع لا تتساوى فيه فرص الكسب . و مجتمعنا يتبنّى نظاماً معدا لكي يكسب فيه الرجل قوته مستقلاً عن المرآة وتكسب فيه المرآة قوتها معتمدة على الرجل . ومادامت هذه الحقيقة البسيطة قائمة فإن المساواة في مجتمعنا أمر مستحيل وغير منطقي في وقت واحد.
- المرآة هنا لا بد أن تكف عن التسول المقنع . لا بد أن تحقق اكتفاءها الذاتي وتكسب عيشها بذراعها الأبيض وتمنح نفسها وزوجها فرصة عادلة لكي يقيمان معا علاقة إنسانية واضحة لا تعتمد على تبادل الخدمات مقابل رغيف خبز و حب فوق السدة . بل تعتمد على تبادل مشاعر الود و اللقاء العقلي أولاً . إنها لا يجوز أن تطالب بمساواتها مع الرجل - ولن تنال هذه المساواة أيضاً - مادامت ترضى أن تمد يدها لكي تنال كسرة الخبز مقابل العناية بأطفالها .
ثمّ تطرق النيهوم للعاهات ��الخرافات التي كان يعاني منها مجتمعنا كذلك الخرافات التي أضيفت إلى ديننا من قبل أصحاب العمائم و , من بين هذه المقالات طرح بشكل تفصيلي معنى الجهل المنافي للمعرفة .. و تفصيل معنى الأمية بشكل دقيق بخلاف ماهو شائع عن أنها عجز عن القراءة في مقال قطع غيار .
- المرء لا يستطيع أن ينفذ من فخ الأمية بمجرد أن يمتلك وسيلة المعرفة التي تدعى عندنا بالقراءة .
الكتاب لا يخلوا من تشريح الرجل الليبي «طفل مجتمعنا المدلل» وطرائف الحاج الزروق و كيد النساء سقطت الحاجة امدلله مرورا بشارع الصحافة و عادات مجتمعنا الرديئة كـ إدخال اسم الله وجعله لعبة في الأفواه و غيرها من عادات مجتمعنا السيئة شرّحها بشكل واقعي و غاية في الدقة .
نجمتان نجمة للكتاب ككلّ ونجمة لِ "بالعصي وراء الموتى". كتابٌ مقبولٌ إلى حدٍ ما، ولكن... للأسف كلّ الرجال الّذين سمعتهم أو قرأت لهم في حياتي مهما ادعوا فهم المرأة أو معاناتها، بجملة أو كلمة واحدة تعرف أنّهم لا يفقهون شيئًا عن المرأة. وكانت لحظة النيهوم الأولى هي: "فالصراع بين أبناء الجنس الواحد ظاهرة لا تحدث إلّا من أجل الأنثى. إنّ هذه الحقيقة تستطيع أن تمنح المرأة شعورًا خفيًّا بقليل من الفخر، ولكنها ستفقد المتعة فورًا عندما تسمع بقية الحكاية المؤلمة فالصراع من أجل الأنثى لم يحدث في الواقع من أجل الأنثى حقًّا بل من أجل الذكر وحده." يرى الرجال معاناة النّساء من منظورهم وهو منظورٌ قاصر، مع ذلك هم مقتنعون كلّ الاقتناع أنّهم على حقّ وأنّهم "فاهمينك" ومن ثَّم يبدأ فيضٌ من التنظير.
" فالعناية بالطفل واجب مشترك بين الرجل والمرأة معا.لا أحد يجوز أن ينال في مقابلة أجرا.لا أحد يجوز ان يتخذه حرفة لكسب العيش، وإذا المرأة لا تنوي أن تفهم هذة الحقيقة البسيطة فانها أيضا لا تملك ثمة سببا يدعوها إلى ابداء الضيق من الإقامة في البيت."
" المرأة في بلادنا لم تشارك في هندسة مجتمعنا. لم تشارك في تقييم أخلاقياتة. لم توافق على مزاعمنا القائلة بأن شرف البنت مثل عود الكبريت وشرف الرجل مثل ولاعة الرونسون.لا تعتقد أن ثمة فرق بين هفوة الرجل وهفوة المرأة.لا تؤمن بأن أخاها يستحق أن يمتاز عنها بمقدار عقلة أصبع لمجرد أنة يملك بعض الشعر في لحيتة.لا تريد مجتمعا يوزع امتيازاتة بين أفرادة طبقا لطول الشنب."
قررت قراءة هذا الكتاب بعد أن رأيته مدرج على قائمة الكتب الممنوعة من البيع في الوطن العربي. وكعادة النفس البشرية في رغبة الممنوع، أخذت أبحث عنه في محلات الكتب فكانت الحصيلة تمرمر الباعة عند ذكر عنوان هذا الكتاب ونصحهم بشراء كتب أخرى كالروايات -ككوني إمرأة مكانها المطبخ-. حصلت على هذا الكتب في نسخة إلكترونية وأخذت أقرأ، فإذا بي أضحك بسبب إسلوب الكاتب الساخر والهزلي على مواقف وعقليات قد يجدر بنا البكاء بسببها! عقل هذا الكاتب قد سبق زمانه، ولكن ستبقى كلماته مدوية في أزقة العوالم العربية الضيقة المترعة بالجهل المستديم وبالبيروقراطية الخازوقية!
لكي أصدقك القول فإنك لن تحصل من الكتاب علی معلومة حقيقية سوى عن بعض عادات وتقاليد الشعب الليبي لكن الكتاب في مجملة رائع ومسلي إلى حد لا يوصف يلبس الكتاب الطابع الاجتماعي من خلال توضيح الكاتب لمدى ظلم المجتمع للمرأة ومعاملتها ككائن يباع ويشتري وأيضا يؤجر. من خلال العديد من القصص والحكايات يروي لنا الكاتب بعض صفات المجتمع الليبي مثلا اعتقادهم بالعفاريت والجان وأيضا كثرة ذكر الله علی لسانهم في أي حديث وغيره من حواديت الشارع الليبي أعجبني الكتاب وأسلوب الكاتب الساخر والناقم أيضا لكني استمتعت بقراءته.
This entire review has been hidden because of spoilers.