تخرج فى قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1949. نال الماجستير عام 1952 والدكتوراه عام 1956 فى الفلسفة من جامعة عين شمس.
عمل أستاذا ورئيسا لقسم الفلسفة بجامعة عين شمس حتى 1974. وعمل أستاذا للفلسفة ورئيسا لقسمها فى جامعة الكويت «1974 ــ 1991». ترأس تحرير مجلتى «الفكر المعاصر» و«تراث الإنسانية» فى مصر. عمل مستشارا لشئون الثقافة والعلوم الإنسانية فى اللجنة الوطنية لليونسكو بالقاهرة. وتولى منصب مستشار تحرير سلسلة عالم المعرفة الكويتية، وكان أيضا من مؤسسيها.
من مؤلفاته «نيتشه»، و«نظرية المعرفة والموقف الطبيعى للإنسان»، و«اسبينوزا»، و«الإنسان والحضارة»، و«آراء نقدية فى مشكلات الفكر والثقافة»، و«الحقيقة والوهم فى الحركة الإسلامية المعاصرة»، و«الصحوة الإسلامية فى ميزان العقل».
نال زكريا جائزة الدولة التقديرية، وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمى عام 1982 عن أحسن كتاب مترجم «حكمة الغرب» تأليف برتراند رسل، جزءان، وجائزة «جان ماس» التى تمنحها الرابطة الفرنسية للتعليم والتربية.
* عن مقال سامح سامي في الشروق بتاريخ 13- مارس 2010 ------------ الدكتور فؤاد زكريا كان أستاذاً للفلسفة بكلية الآداب – جامعة عين شمس، ورأس تحرير مجلة الفكر المعاصر في ستينيات القرن الماضي. وقد غادر بعدها مصر إلى الكويت ليرأس قسم الفلسفة بجامعة الكويت حيث أشرف على بعض إصداراتها الثقافية. وعاد بعدها إلى مصر ليرأس لجنة الفلسفة في المجلس الأعلى للثقافة حتى وفاته. (مصطفى صفوان، #لماذا_العرب_ليسوا_أحرارا)
احسن كتاب قراءته انتقد هيكل ووضح نفاقه أحب الاول اتكلم عن الكاتب
أول كاتب محترم الاقيه بينتقد السادات لكن فى نفس الوقت بينتقد ناصر لأن كل ما حد ينتقد ناصر نلاقيه بيمجد فى السادات والعكس بردو ناس بتشتم فى السادات وسايبين ناصر ولأ كأنه عمل حاجة. فالكاتب مختلف وكلامه منطقى وموضوعى جدا عشان كدا قييمت الكتاب خمس نجوم يعنى بينتقد هيكل وأجزاء من كتاب خريف الغضب لكن مش معنى كدا أنه بيحب السادات أو بيقول انه مش غلطان هوا بس عايز يقول ان هيكل كداب .
الكتاب بيتكلم عن هيكل وكتاباته وتضليله والكاتب بيرد على هيكل فى كتابه خريف الغضب والغريبة ان كل الى بيحب يرد على هيكل بيرد من كتابات هيكل نفسه , لأن هيكل زيه زى بقية الاعلام معتمد على ان الشعب آفته النسيان وبينسى اى حاجة الاعلامى قالها زمان المهم بيقول ايه دلوقتى .
تقرأ فى الكتاب :
ازاى ان هيكل انتقد السادات من طفولته لحد ما اصبح رئيس مصر وأنه كان عميل للقصر لكن هوه هوا هيكل الى قاد الحملة الانتخابية للسادات عشان هيكل عنده أمل السادات يبقا ترومان !!!
وهيكل الى قال على السادات ان فقره وهو صغير سبب الحياة المبذرة المرفهة الى السادات عاشها بعد الرئاسة فى الاستراحات والقصور , هوا هوا هيكل الى قال عن فقر السادات انه جعله قريب من الشعب الفقير وان استراحة القناطر ده معمولة مخصوص عشان تكون قريبة من الريف أصل مصر !!.
ازاى ان السادات معروف ميوله للأمريكان من البداية لكن كان محتاج أول ما ممسك الحكم أنه يغير فكر الناس مش معقول مرة واحدة يقول ان امريكا كويسة وان السوفييت وحشين والى ساعده على كدا هيكل نفسه فى مقالاته , هيكل الى اتغير كلامه من ان امريكا هى اصلا العدو ولا يمكن فصل سياسة اسرائيل عن امريكا , بعد السادات قال ان أمريكا ممكن نحيدها وتبقا بعيدة عن الصراع , وهو نفس هيكل الى شكر جامد فى الاتحاد السوفيتى واسلحته , قال بعد كدا ان خمس طائرات وقعوا عندنا فى مصر وبدأ يشكك فى سلاح السوفييت .
هيكل الى قال ان هدف امريكا طرد السوفييت والخبراء السوفييت ولما حصل طرد الخبراء السوفييت,, السوفييت مرة واحدة اصبحوا عدو للحضارة المصرية واصبح خروجهم علامة على الوطنية
هيكل الى قاعد يلوم السادات عشان ان حرب أكتوبر كانت محدودة , تقرا مقالاته قبل الحرب تلاقيها كلها بتقول ان لازم نعمل حرب محدودة وان صعب جدا اصلا نحاول نهاجم خط بارليف.
اتكلم عن اختيار ناصر للسادات وان ناصر قال لهيكل وهوا رايح المغرب , انه عين السادات نائب راح هيكل قال ليه؟؟؟ قام ناصر قاله اصل الكل خد دوره فى نائب الرئيس فده دور السادات !!!! وبعدين ناصر اتلخم فى مبادرة روجرز والاستنزاف ومش عارف ايه فقوم نسي انه يشيل السادات من منصبه. طبعا كلام فارغ وبعدين يعنى ايه اصله عليه الدور ما هيا عزبة طبعا!! وازاى يعنى ناصر نسي يشيله من النائب , على اساس انه السادات قاعد فى بيتهم من ساعة ما بقا نائب بيدعى ان ناصر ميشفهوش ويشيله من منصبه
أن هيكل انتقد فى خريف الغضب مساوئ حكم السادات وهى بنسبة كبيرة صحيحية لكن انتقد النتيجة وساب السبب وهى طريقة الحكم الى انجبتها ثورة 23 يوليه وعبد الناصر وهى حكم الفرد الواحد .
هيكل نموذج للاعلامى الفاسد ومستمر حتى الان للاسف, مرة فقر السادات يبقا وحش ومرة يبقا جميل , مرة لازم حرب محدودة ومرة لأ السادات غلط , مرة السوفييت اصدقاء ومرة واحدة سلاحهم وحش وضد الحضارة المصرية , والاعلام مستمر فى كدبه والناس مستمرة فى تصديقه مهما يقول ينسا قال ايه قبل كدا وبيصدقوا كلام الاعلام كأنه قرآن .
الكتاب متضمن كلام كتير مهم وكويس جدا عن ازاى السادات اتعيين نائب , وأسباب دخوله الظباط الأحرار , واتكلم الكاتب عن الحالة الفكرية الى بتقول مثلا :
ان محدش ينتقد مصر وهو بره مصر وان من بينتقد الرئيس كأنه ينتقد فى مصر ومحدش ينتقد الرئيس اصله مات وحرمة الاموات واخيرا تقرأ نقد ورد الكاتب المحترم على كل الاراء ده
جيد إلى حد كبير،فهو يفجر الاسئلة الكثيرة التي راودت أي أحد قرأ كتاب هيكل "خريف الغضب " ،هذه الأسئلة كلها التي تدور حول الشك المنهجي في هيكل ،بصفته منافقا ومتلونا وكذابا ومدلسا ،يعتمد دائما على "ذاكرة القارئ الضعيفة " أي يعتمد على أن القارئ ساذج وغبي وأنه سينسى أن هيكل هذا الذي يلطم خديه ويشق قميصه حزنا على موت الديموقراطية ،هو هيكل الذي كان مصفقا متحمسا للاعتقالات بكافة أنواعها أيام عبدالناصر ،وهو هيكل الذي صفق لحل الأحزاب ،وسكت عن اعتقالات الشيوعيين والإخوان والوطنيين ،بل وبرر لها بحجج الشمولية القذرة من منثل " الظروف الطارئة_الأمن القومي _حماية مكتسبات الثورة " ،ثم يطلب منا _هيكل _أن نتعاطف معه لأنه _يا حرام_تم اعتقاله .. وهو ينتقد هيكل أنه لا يهتم بتاتا_في الأغلب عن عمد_ بالحقيقة الواضحة أن كل عيوب السادات ،ليس عيوبا شخصية ،كما يريد هيكل أن يدعي ،ولكنها عيوب في نظام الحكم الديكتاتوري الفردي ،وهو الحكم الذي رقص له هيكل على واحدةونص أيام عبدالناصر
الحقيقة أنا كنت متعود على نقد هيكل من ناس ما قريتلوش حاجة قبل كده وبتبني موقفها منه على فكرة إنه "متحول" فقط..فكان صعب إن الواحد يتأثر بكلامهم..لكن هنا الوضع اختلف: الكتاب عظيم ومٌر في نفس الوقت..تتبدى مرارته بالذات في الفصل الأخير والخاتمة الأدبية الرائعة التي كانت سبباً في النجمة الخامسة (لأن التشبيهات بتاعت الزوجة والعشيقة على مدار الكتاب كانت بتبضني جداً بصراحة)..
يبدأ الكتاب من اللحظة إللي دخل هيكل فيها السجن، لحظة أن قرر هيكل أن يكتب عن السادات مستعيناً في ذلك بأرشيفه الضخم وهو سلاحه وعتاده أمام الجميع..ولكن هنا يطرح السؤال عن مقدار تورط هيكل في عصر السادات، والتورط ده نفسه هو إللي أتاحله الوصول لتلك الوثائق إللي عمل بيها أرشيفه، وعجبني هنا بالذات التشبيه الخاص بالمنشقين عن جماعة المافيا وحسيته ينطبق على هيكل في هذا الموضع بشدة رغم إن الكاتب نفسه حاول يتراجع بدبلوماسية عن المعنى الكامل للتشبيه..
ينتقل بعدها للنقطة البديهية الخاصة بظن البعض أن في نشر هيكل لكتابه "خريف الغضب" في صحيفة كويتية هو إهانة لشعب مصر، متمثلة في إهانة رئيس الجمهورية، وهي حجة متهافتة من أولها لآخرها ولا يصعب على شخص بقدر دكتور فؤاد أن يحطمها تماماً، وينتقل بعدها للحجة الخاصة بكون الرئيس ميت وأن "اذكروا محاسن موتاكم" وهي أيضاً حجة من أكثر الحجج تهافتاً ولا مجال لها في سياق التوثيق التاريخي ونقد الشخصيات المفصلية في تاريخ بلد كمصر..
أكثر الفصول امتاعاً بالنسبة لي كان الفصل الرابع "ظروف العائلة أم اختيار مقصود؟" وهو الفصل الذي يحلل فيه دكتور فؤاد كلام هيكل عن نشأة السادات وكيف أن تلك النشأة هي التي خلقت في السادات التكالب على نمط حياة فاخر، ويترتب على رأي هيكل أن نلتمس للسادات العذر..فيرد دكتور فؤاد أولاً على فكرة الاستعانة بالتحليلات النفسية وأنها فكرة تخاطب الجمهور الأمريكي أصلاً (الذي يثبت الدكتور فيما بعد أن خريف الغضب كتب من أجلهم أساساً)، ثم بعدها ينتقل لاثبات أن نمط الحياة الذي اختاره السادات لنفسه هو تعبير عن فلسفة مقصودة ومتعمدة من السادات ويستدل على ذلك بآراء السادات في أمور مثل انتفاضة 77 التي أسماها السادات بانتفاضة الحرامية كمسعى منه لتفريغ الانتفاضة من أسبابها الاجتماعية بضربة واحدة وهي تغيير التسمية، وهي حيلة "أورويلية" إن جاز التشبيه..
أكثر الفصول إثارة للضحك بقى، هو الفصل السادس، وهو الفصل الذي يتناول مسوغات تعيين ناصر للسادات كنائب له..هو فصل، على سخريته، تتبدى فيه المرارة بشدة..ودي تقريباً أول مرة أقرأ لدكتور فؤاد وهو بيستخدم الأنا في سياق كتابته، بما يعكس مدى إحساسه بالاهانة..
ثم ينتقل الكتاب لكشف تلون هيكل الشديد في الفصل التالي، مستخدماً نفس سلاح هيكل وهو الأرشيف..أرشيف هيكل نفسه المرة دي. وفيه يكشف الكاتب عن مدى قدرة هيكل على التدليس واعتماده على نسيان القارئ وضعف ذاكرته (وهو ما يحلله الدكتور في نهاية الكتاب ببراعة شديدة في جزء أسماه الفلسفة الهيكلية)..ثم بعدها ينتقل الكتاب للكلام عن هيكل بوصفه بوق للسلطة وكاشف عن خططها المستقبلية وكيف أن تلك الخطط تتبدى واضحة في تحول مسار كتاباته التي تتناول شكل العلاقة مع الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي..وبعدها ينتقل الكتاب للحديث عن علاقة هيكل أصلاً بالأمريكان مستدلاً هنا بطلب وكيل وزارة الخارجية الأمريكية من هيكل التدخل في أزمة الأسرى الإيرانية الشهيرة ويحلل الكتاب دلائل طلب كهذا وما ورائه..
الجزء الأروع بقى هو الجزء الأخير "من الذي هدم الهيكل"..بداية بعنوانه الشاعري الجميل، نهاية بالخاتمة..يتناول الدكتور فؤاد (ويعود في هذا الفصل لمهنته الأساسية وهي الفلسفة) يتناول شكل ردود الفعل على كتاب كهذا وملابسات كتابته، ويحلل فلسفة هيكل في ثلاث نقاط: في البدء كان النسيان، ديمقراطية أنا وحدي، ثم الوطنية بأثر رجعي..والخاتمة هي بجد من أحسن ما قرأت لدكتور فؤاد زكريا نفسه وتتبدى فيها ذائقة أدبية من أروع ما يكون..كنت هآخد الخاتمة برنت سكرين لكني تراجعت رغبة مني في عدم فصلها عن سياقها الجميل الذي هيأ المسرح لظهورها..
نهاية، الكتاب أكثر من رائع، وخفيف على أهميته الشديدة في نفس الوقت، وأنصح به بشدة لكل من قرأ خريف الغضب.
"كم عمر الغضب ؟- فؤاد زكريا" هو القراءة التالية مباشرة ل "خريف الغضب - محمد حسنين هيكل" ، لا يمكن اعتبار كتاب "فؤاد زكريا" دفاعاً عن أنور السادات و هجوماً على هيكل ، لأنه ببساطة كان هجوماً على السادات و على هيكل معاً و معهم عبد الناصر و أنظمتهم و رجالهم و امتد النقد للحقبة الملكية ، بمعنى انه هجوماً على نمط التفكير ذاته و الحكم الفردي و خطاياه المطلقة ، تكتشف من خلال مطالعتك للكتاب أن هيكل -و إن لم يفترِ على أنور السادات - قد زيف الحقائق لصالحه و برأ نفسه مما اشترك فيه مع انور السادات ، و هذا لا يقلل من أهمية "خريف الغصب" ، اعني أنه لا يقلل من المادة ، و لكن يقلل من صدق النوايا و ما أخفته ، نوايا هيكل نفسه و الذي لم يكن ملاكاً بدوره ، و اكتشفت من خلال فؤاد زكريا أن الحقائق و التناقضات قد تكون ظاهرة أمام عينيك و تتجاوزها أنت لأنها تصب في مصلحة رؤيتك المسبقة و التي تضع دعمها في المرتبة الأولى ، إن كان هناك ما يجب تنميته في إستراتيجيتك القرائية ، فهي بلاشك العقلية الناقدة التي يجب تنميتها بلا حدود ، لا تكن غاضباً فالغضب يعمي عن الحقائق ، و لا تأخذ أي جملة على علتها مهما كانت بسيطة ، تفاعل مع النص و مارس دورك النقدي تجاه ما تقرأه وربما تجاه ذاتك ، و أخيراً مازلت انصح بقراءة "خريف غضب هيكل " و لكن ليس دون إتباعه ب "كم عمر غضب زكريا " ، حتى تكون الرؤية كاملة و غير منقوصة و حتى لا تقع ضحية لبعض التزييف زاد او كثر التقييم : ٥/٥ وهو بالمناسبة نفس تقييمي لخريف غضب هيكل رغم كل ما شابه من تزييف في النوايا ، و لكن اهميته ما زالت تشفع له
لنبدأ بالعنوان: العنوان الأساسي"كم عمر الغضب" يشير إلى كتاب محمد هيكل"كم عمر الغضب"اللذي صدر في مطلع الثمانينيات وأثار ضجة واسعة في الأوساط الثقافية بسبب نقده الشامل للسادات.... أما العنوان الفرعي"هيكل وأزمة العقل العربي"فيدل على أن الكتاب يتخذ تلك الضجة نفسها موضوعاً له وأنه ليس ردا على كتاب هيكل نفسه،وهي ملاحظة مهمة حرص فؤاد زكريا على التأكيد عليها مراراً في مقدمة الكتاب وفصله الأخير وخلال فصوله المتعددة...
أما متن الكتاب فهو قابل للأختصار في ملاحظتين: أولهما هي أن حكمي ناصر والسادات برغم أختلافهما في المضمون والتوجهات لكنهما يتفقان في الأسلوب،وهي ملاحظة بديهية فكلاهما(وما تلاهما للان) فترتي حكم دكتاتوري فردي،لذا فمن السفاهة أن يصف ناصري السادات بالدكاتاتور والعكس،وهذا تحديدا ما قام به هيكل! بل أن الأسوء أن هيكل كان عنصراً فعالا في العصرين ولاسيما الناصري....المميز أن فؤاد زكريا يثبت ذلك من واقع كتاب هيكل نفسه وبشكل خاص فيما يتعلق بأختيار ناصر للسادات نائبا له(وهو ما يعني اختباره ضمنيا كخليفة)،فلتقرأ وصف هيكل للمشهد ولتغضب لكم الأستهتار بمصائر الشعوب لدى الدكتاتوريين..
اما ثاني الملاحظات(وهي المهمة والتي تجعل قراءة الكتاب شديدة الفائدة حتى لمن لا يهتم بتاريخ الفترتين)فهي أن هيكل وخصومه يقفون سويا على نفس الأرضية الفكرية المهترئة،بل أن أغلب من يتصدرون المشهد السياسي في مصر حتى اليوم مازالوا يرتكبون نفس المغالطات بشكل مقرف وأستنادا للحجج الواهية ذاتها...هل بالغت؟ حسنا إليك بعض الأمثلة: أعترض كثير من المصريين ولا سيما المغتربين على نشر الكتاب في الخارج بأعتباره شتيمة لمصر! أعترض الكثيرين على نقد السادات بأعتبار أن الأساءاة للزعيم هي أساءة للشعب اللذي اختاره(اي والله قالوها!) أعترض البعض على نشر الكتاب لأن للموتى حرمة!(يلاحظ أن هيكل نفس سبق له أن أستخدم الحجة نفسها)
الكتاب مهم لتفكيك الهراء الفكري السياسي المصري واللذي يعد امتدادا للثقافة المريضة بشكل عام.. .......... من نافلة القول أن أثني على أنتظام أفكار فؤاد زكريا ووضوح الأسلوب ومنطقيته.
الكتاب ده مدرسة فى الحياد فى النقد .. نظرة نقدية فى كل شئ حول كتاب هيكل "خريف الغضب" حول الأراء ورد الفعل عليه، وحول ما احتواه هيكل من مبالغه، وطريقة السرد الماكرة التى اراد بها ان ينتقم هيكل من السادات فاسأء إلى نفسه واساء إلى عبد الناصر .. ونقاط الضعف التى خلقت الكثير من التفكير والشك فى روايات ذكرها هيكل حول السادات .. من الآخر الكتاب ده ممتع جدا ومفيد جدا جدا جدا
لكن لازم تقروا الأول كتاب هيكل "خريف الغضب" قبل قرايته شكرا جدا للصديق محمد عثمان اللى رشحلى الكتاب ده بعد ما نهيت كتاب هيكل
*ملحوظة: اختلفت كثيرا مع الكاتب فى افكاره، ولكنى انبهرت ببحثه وطريقه نقده وتحليله للأحداث والأفكار
أهمية الكتاب ده الأكبر بالنسبة لي مش تبيان التناقض والعوار في منطق هيكل في كتاب خريف الغضب، لكن إنه وصلني لحل معضلة عن ليه هيكل في خناقة مراكز القوى كان منحاز من البداية للسادات مش للصقور في النظام الناصري، ودي حاجة مش هحرقها على اللي عايز يستمتع بالكتاب علشان فعلا كان تحليل ذكي من دكتور فؤاد زكريا، النقطة التانية المبهرة كانت تتبع كتابات هيكل من 70-74 والتنقل بين المعسكر السوفيتي والأمريكي في الفترة دي، ورصد ده من مقالات هيكل نفسه وإزاي ناقض نفسه في آخر المرحلة دي، وليه أصلا ولائه إتبدل كده، فعلا الجزئين دول كانوا إجابات جيدة جدا لأسئلة كانت شغلاني كقاريء ومهتم بهيكل
كتاب ثقيل من كاتب وفيلسوف كبير فيه محاكمة لعبدالناصر وهيكل وبدرجة اقل للسادات بين فيه عوار هيكل في مهاجمته وانتقامه من السادات في كتابه خريف الغضب والاجمل في كتابات الدكتور فؤاد زكريا الموضوعية وعدم مجاملة القارئ في كتاباته والاهم في الكتاب تركيزه على مشاكل الدكتاتورية وكيف تفضي الى الخراب واتخاذ القرارات الخاطئة والتي تؤدي الى مصائب للبلد
كتاب أكثر من رائع يفضح زيف وكذب سنوات طوال ، حقا لابد من تحطيم الأصنام في البداية لنصل إلي عقيدة صحيحة ؛ بعد نهاية الكتاب ستجد أن أكثر عبارة صدق هي طفي النور يا بهية كل العسكر حرامية.
عقُولونا تحت القصف... هذا هو حال المتُلقي للسجالات الفكرية المتنازعة والمتضادة بين طرفين متنازعين من طرفي السلطة، وفي ظل نظام كامل مارس حجب المعلومات بكل مهارة، وإعادة صياغة عقول الجماهير والتحكم فيها وتوجيهها نحو ما تريد..تصبح هذه السجالات نوعًا من العبث لا يحترمها العقل الحر الناضج الذي يريد الخروج من دائرة الوهم بعد أن تم دخوله فيها بفعل أنظمة الظلام، لا تظن أن ما ستقرأه هنا في هذا الكتاب هو سجال عن ماضي ذهب بكل رجاله وأفكاره، بل الحقيقة أن ظلال الماضي مازالت تزعجنا في الحاضر، وتتبدى لنا أشباحًا تمارس نفس دورها القديم منذ نصف قرن عبر تغييب العقول، وحجب المعلومات و صناعة العدو و التنكيل بالخصوم، وصناعة الزعامات الفارغة ونسج السجالات العقيمة. هذا الأمر ..وبشكل مدهش أدركه الدكتور فؤاد زكريا وهو يكتب كتابه هذا في بداية الثمانينات بعد اغتيال السادات وظهور كتاب هيكل " خريف الغضب" الذي ينقد السادات نقدًا شديدًا= أدرك أن هناك أزمة في العقل العربي، كما أدرك أنه ليست القضية هي صحفي انتهازي متسلق ولا حاكم مستبد تم نقده بعد موته، أدرك أن الكل الناقد والمنقود و المدافعين عن المنقود من الحاشية القديمة، كلهم أبناء منظومة واحدة فاسدة= كرّست الاستبداد وتلاعب بالعقول ووضعت مصالحها الشخصية فوق اعتبارات الوطن.
لم يكن كتاب " كم عمر الغضب " نقدًا تفصيليًا لكتاب خريف الغضب الذي ينقد بدوره السادات، ولا كان دفاعًا عن السادات بطبيعة الحال، إنما هو يعالج نمطًا من التفكير الأعرج أنتجه نظام يوليو= يقوم بهذا الفعل من خلال نقد أفكار عامة في صلب كتاب هيكل، لا ليقول أنها لا تنطبق انطباقًا كليًا على السادات ونظامه، بل ليؤكد أن ما يأخذه هيكل على نظام السادات هو في الواقع استمرار للنظام الناصري الذي ضرب الديمقراطية، وقمع وفسد وصادر واعتقل كل من همس همسًا بنقد النظام. فما كان يحرص عليه فؤاد زكريا في هذا الكتاب ليس رد اتهامات هيكل التي ألصقها بالسادات إلا في بعض الاتهامات الساذجة مثل اتهامه بأنه كان يعاني من عقدة فقر وعقدة شخصية بسبب لونه الأسمر، غير ذلك لم يكن الكتاب مهتمًا برد أي اتهامات، بل وضع هذه الاتهامات أمام عدسة نقدية ترصد تناقض هيكل ذاته في توجيه هذه الاتهامات، ومحاولة كشف ما وراءها مما لا تظهره السطور، بمعنى ما كان يحاول من خلال قراءة هذه الاتهامات قراءة تناقضات هيكل نفسه، ولعبه بالعقول، ورصد معالجة النخبة التي تلقّت هذه الاتهامات، سواء الفئة المؤيدة للسادات أو المعارضة له، وفي ظل هذا السياق الملتهب ظهرت أزمة العقل العربي الذي نشأ في ظل الاستبداد، سواء العقل المنتفع من ذلك الاستبداد أو العقل الذي سُحق تحته.
الكتاب به عدد لا بأس به من النماذج التي تكشف تناقضات هيكل، بل وكشف وهن تبريراته، مثلًا حاول هيكل بعد أن نقد تاريخ السادات قبل الثورة وبعدها أن يجد لنفسه المبررات في تدعيمه للسادات حتى وصل للحكم ومساندته له ضد مراكز القوة، رغم أن هيكل يتكلم عن السادات بوصفه من عملاء القصر قبل الثورة وكونه انتهازيًا بعد الثورة لا يشغله سوى مصالحه الشخصية، إذن لماذا ��ختاره ناصر ضمن الضباط الأحرار رغم معارضتهم! ولماذا وهيكل يعرف من هو السادات وتاريخه وافق أن يكون داعمًا له قبل أن تحدث القطيعة بينهما! هيكل كان مدركًا أن هذه الأسئلة بديهية؛ لذلك قدّم تبريرات، لكنها ضعيفة، وساذجة، منها أن عبد الناصر أراده عينًا لهم على القصر ..إذن لماذا استعمله بعد الثورة! ولماذا أصبح نائبًا لرئيس الجمهورية! وهكذا كل تعليل ساذج بدلًا من أن يقطع الأسئلة يفتح نافورة من الأسئلة الجديدة، أو يجعلنا نشعر بالامتعاض، مثلًا يقول هيكل أنه ظن في البداية أن وقوفه بجانب السادات في ظل التحديات التي تواجه البلد قد تجعل منه شيئًا آخر، ويضرب مثالًا بال��ئيس ترومان، وهو ما جعل فؤاد زكريا يسخر منه حيث جاء برئيس انصبت عليه لعنات البشرية بعد إلقاءه القنبلتين الذريتين على هيروشيما ونجازاكي ليجعل منه مثالًا مأمولًا كان يبتغيه في السادات!.
الحقيقة أن فؤاد زكريا لم يرصد تناقضات هيكل -وهي كثيرة فعلًا-ثم اكتفى بذلك، بل هو يؤكد أن السادات وهيكل كانا في خندق واحد وفي تيار واحد وأبناء منظومة براجماتية واحدة، ومن ثم كان التلاقي الفكري والاستعمال المصلحي بينهما، بداية من عهد ناصر حتى السنوات الأولى من حكم السادات ذي الميول الأمريكية، وكان هيكل قادرًا على ضبط بوصلته على هذه الميول الجديدة، كان سهلًا عليه بعد أن كان يتغزل في الاتحاد السوفيتي و يعادي أمريكا في عهد ناصر، أن يعدّ أمريكا بعد ذلك لاعبًا محوريًا يجب تحييده، وبيراعة يرصد فؤاد زكريا أن مفهوم التحييد عند هيكل والسادات لا يعني أكثر من التبعية للأمريكان، فعين ما يأخذه هيكل على السادات في علاقته بالأمريكان أيام القطيعة كان هو نفسه شريكًا في نسج خيوطه أيام الوفاق.
إن سلاح الأرشيف الذي استخدمه هيكل لفتح ملفات تاريخ السادات، هو نفس السلاح الذي استخدمه فؤاد زكريا لبيان تناقضات هيكل بين ما كتبه في عهد ناصر وبين ما كتبه أيام الصفاء مع السادات، وبين ما يكتبه بعد موت السادات، إن براجماتيته المتشكِّلة بلون كل العصور كان لابد أن تدفعه نحو هذا التناقض، وعندما يُدرك هيكل بفطنته ذلك التناقض يلجأ للتبرير بما لو تم قبوله لكان فيه تسطيح وتهميش للعقل الذي يقبل بهذه التبريرات الواهية، وهو ما رصده الكتاب هنا ببراعة، فهيكل مهندس فكرة " الحرب المحدودة" في كتاباته، يتهم السادات أنه الذي كشف هذه الفكرة للأمريكان، رغم أن الأرشيف يقول أن كتابات هيكل قبل الحرب كانت تتكلم عن هذه الفكرة في الصحف علانية.
إن هذا الكتاب لا يفضح أشخاصًا بقدر ما يفضح منهج و فكر شكّله الفساد والتلاعب بالقانون وحكم الرجل الفرد، لم يكن هيكل يدري وهو يتهم السادات بالاستيلاء على قصر في الهرم أثناء ما كانت نائبًا لرئيس الجمهورية، أن هذا يدين ناصر نفسه الذي لم يتخذ منه موقفًا صارمًا، بل غضب منه غضبًا مكث لفترة قصيرة ثم أهداه ناصر قصرًا على النيل، أو عندما يتكلم عن إهداء السادات سيارات كاديلاك لعبد الحكيم عامر، دون أن يفكر أن هذا الاتهام كفيل باتهام النظام كله بالتربح والفساد، إذا كان واحد منهم تربح من الفساد ووصل إلى أعلى المناصب، فما شكل هذا النظام الذي تربح من خلاله.
هذا هو هدف الكتاب، ليس بيان أن نقد هيكل لا يتسم بالموضوعية بقدر ما هو نقد يتسم بالبراجماتية وتمويه الحقائق باجتزائها لا بسردها كاملة، ودون الوقوف أن معضلة السادات ومعضلة هيكل أيضًا ليست هي فساد أشخاص بقدر ما هي مشكلة في نظام كامل أنتج سلطة لا نهائية البطش، ونخبة تتسم بلا نهائية التملق وغير محدودة النفوذ، فكيف يكون ثمة موضوعية إذن في الكتابات النقدية التي يتراشقها فيما بينهما طرفي السلطة في نزاعهما، إلا بمحاولة ضرب هذه الكتابات بعضها ببعض في سبيل إنتاج رؤية موضوعية، وهي مهمة شاقة وعسيرة فعلًا في عصور استبدادية لا يمكن أن تنتج وثائق ذات قيمة تكون شاهدة عليها.
الكاتب فؤاد زكريا ينقد كتاب خريف الغضب لصاحبه هيكل.حيث يوضح ان هيكل هاته الشخصية متعددة الاوجه و التي يتناقض العديد من مواقفها مع بعضه البعض فمرة يمدح هذا و هذا و مرة اخرى يذمه ,و اخرى يرى في السوفييت افضل صديق ثم يتحول الى الامريكان لتصبح القلب الرحيم و الصديق الحميم,كما تميز باحقيته في التعبير دون غيره و المطالبة بحقوقه و الدفاع عنها,و عندما ينال ما يريد فلا يهمه الاخرين.و لكن ايضا تطرق الى فترة حكم انور السادات و من قبله جمال عبد الناصر و اللذان كانا ديكتاتوريين تحت طابع الديمقراطية,و هاته الفترة تزامنت مع وجود هيكل صاحب الاراء المنتاقضة و الافكار المتعارضة. الكاتب كتب بمنهجية و كلمات سلسة و معاني واضحة.
فى هذا الكتاب يأخذك صاحب منهج ( التفكير العلمي ) فى رحلة بعيدة يصحبك فيها لتتعرف على أمراض أصابت العقل العربي، وتشوهات أحاطت بالفكر العربي. سبق وأن أرسل فؤاد زكريا ( خطاب إلى العقل العربي ) ليوقظه من غفلته وينبهه إلى التشوهات والأزمات التى يغرق فيها، وحاول جاهداً أن يخرج العقل العربى من براثن التفكير العاطفي، ومن حالة الاستقطاب الحاد بين القوى المختلفة والتى ينتج عنها حالة من التصنيف اللاعلمي ، اللاموضوعي .. تسهم بصورة كبيرة في إضعاف المنهج العلمي في التفكير .. في هذا الكتاب يهدم فؤاد زكريا الخرافات الهيكلية في التفكير، وليس كما يظن البعض إنه كتب الكتاب ليهدم هيكل، إنما غايته كانت هدم المنهج الذى أسس هيكل عليه كتاباته من تسفيه للعقل العربي، وتضليل للأجيال القادمة .. الكتاب يؤسس لمنهج علمي نقدي فى قراءة مايقدمه الملتصقون بالسلطة وغيرهم ممن يشكلون النخبة العربية، الكتاب ينعى عليك ألا تستسلم لكاتب مهما كان حجمه، وألا تستسلم للتصنيفات العقيمة التى عطلت العقل العربي كثيراً عن الفكر .. وأخيراً يعلمك فؤاد زكريا فى هذا الكتاب أن تبحث عن الأسباب الحقيقية وراء الظواهر والنتائج الآنية، وألا تأخذ النتائج بمعزل عن الأسباب، وألا تنظر إلى حاكم بمعزل عن نظام حكم .. إن خلاصة ماخرجت به من هذا الكتاب: أن الاستبداد هو الداء الذى قتل فينا الكثير من الملكات والمواهب، وأولها وأجلها وأعظمها ملكة التفكير العلمي . إن هدفي الحقيقي ليس هيكل ولا السادات ولا عبد الناصر، بل هو عقولكم أنتم. فمن هذه العقول تأتى الهزيمة أو النصر . كانت هذه أخر كلمات فؤاد زكريا فى كتابه عن هيكل
اعتقد ان اهم نقطه فى الكتاب _وهى النقطه الرئيسيه التى تناولها الكاتب- هى ازمه العقل العربى والحاله المئساويه التى وصل اليها الفكر العربى من الجمود والانغلاق والتبعيه ورفض الرأى الاخر والحساسيه تجاه النقد وانعدام الوعى السياسي واشكاليه الربط بين الوطن _او الدوله _ والحاكم كل هذه مظاهر ونتائج الحكم الفردى والفكر الاوحد واهل الثقه التى اصبحت اليوم فى مجتمعاتنا العربيه عقائد وليست مجرد ظواهر ، الامر الذى يعد نتاج سنوات طوال بعد ثوره 23 يوليو والتى امتدت من عهد عبدالناصر مرورا بالحقبه الساداتيه . اتفق مع الكاتب كل الاتفاق فى كل ما سبق ... اما ما ساقه الكاتب فى اغلب صفحات الكتاب من النقد والهجوم الحاد على هيكل _ والذى احسبه ليس نقدا شخصيا _ فالحقيقه كان اقل من ان يقنع قارئ جيد او يحاول زعزعه ثقته احد محبى وقراء هيكل ذلك ان كل ادله الكاتب وتحليلاته لم استطع ان اجد لها وصفا الا انها لا تعد كونها "ساذجه" لذا #فنجمه واحده تكفى .!
ما هذا ! الراجل غير طبيعي بالمره ... اسلوب في الكتابة غير عادي بسيط جدا رغم انه يتكلم في امور سياسية غير بسيطة اطلاقا يسوق الحجج العقلية والمنطقيه بيسر يجعلك تشكّ انك في قمّة النباهة ... بالعاميه بقي هو هيكل عبيط ولا بيستعبط؟ ولا الناس في زمنه مش شايفين هو ازاي منافق ورجل ب 100 وجه ويعيش لنفسه باي وسيله ... الدكتور فؤاد ذكريا بالحجج والمنطق افحمه ايّما افحام وانّي اتسآئل الم يدر هيكل عن هذا الكتاب شيئا؟!! ام لم يخبره اي من زبانيته بان هناك من "غسله ونشره" ؟ اعتقد انه علم به وقرأه ولكن اتبع سياسة ودن من طين ودن من عجيبن شكرا لتلك المتعة التي جعلتني اقرأ الكتاب مرتين
أستطيع أن ألخص رأيي في الكتاب ببعض الاقتباسات الواردة فيه:
" إنها أرجوحة شيطانية، يتراقص فيها الجميع سكارى بخمر الأفكار الزائفة والقيم المضللة، ويثبتون بها، تبى نحو قاطع، طفولية الفكر السياسي بين جميع أطراف اللعبة بعد ثلاثين عاما من ثورة أعلنت أن هدفها تحرير الفكر وتصحيح مسار القيم"
" فإن هيكل اكتسب جزءا كبيرا من مجده بفضل هذه الديموقراطية التي كان يتمتع بها وحده، في الوقت الذي يختنق فيه الآخرون"
" إن هدفي الحقيقي ليس هيكل ولا السادات ولا عبدالناصر، بل هو عقولكم انتم. فمن هذه العقول تأتي الهزيمة أو النصر"
حقاً إن مؤلف "كم عمر الغضب" هو ذاته مؤلف "التفكير العلمي" و"ماركيوز". إنه فؤاد زكريا.
في هذا الكتاب لا ينتقد زكريا الكاتب محمد حسنين هيكل باعتباره مثقفاً أو سياسياً بل باعتباره نموذجاً للنظام السياسي العربي في النصف الثاني من القرن العشرين. إن زكريا يضع هذا النظام تحت مجهر المسائلة والتحليل مستعيناً بالخطاب السياسي لهذا النظام. إن فؤاد زكريا يقدم هذا الكتاب الفذ في تحليلاته للقاريء العربي ليستقرء الظاهرة السياسية العربية بعدما تسقط أرديتها المعتادة.
الكاتب بالفعل ينتقد هيكل و السادات و حتى عبد الناصر لكن الهدف الاسمى من وراءه هو نقد اسلوب الحكم الفردى الذى يجعل مصير شعب باكمله فى يد هؤلاء و اخطاؤهم و نزواتهم
لا يختزل "الغضب" في هذا الكتاب في لحظات الانفعال العابرة، وإنّما يقدّم باعتباره ألما مزمنا ناتج عن الصدام المتكرّر بين أحلام الشّعوب وواقع الأنظمة الفاسدة. إنّ التّساؤل عن عمره ليس بحثا عن إجابة زمنيّة، بل نقدا لجذوره وأسبابه الممتدّة عميقا باعتباره ظاهرة متراكمة. هنا، يصبح الغضب سؤالًا عن الهُوية قبل أن يكون سؤالًا عن الزمن: مَن نحن؟ وكيف وصل بنا الحال إلى هذا اليأس المُقنَّع بالصمت؟
تاريخ الغضب – من الحلم إلى الكارثة يرصد زكريا تحوُّل الغضب من طاقة ثورية إلى عبء نفسي عبر محطات تاريخية مفصلية: 1. خيانة الحلم الناصري: لم تكسر هزيمة 1967 الجيوشَ فقط، بل حطّمت الإيمانَ بمشروع قومي كان يُقدَّم كمُخلّص. 2. كامب ديفيد: السلطة ضد الشعب: تحوّلت الاتفاقية – في تحليل زكريا – إلى رمز لانقلاب النخب الحاكمة على دورها التاريخي، فـ"السلام مع إسرائيل" لم يكن قرارًا سياديًا بقدر ما كان تنازلًا عن السيادة نفسها. 3. الفساد منظومةً: لم يعد الفساد مجرد ممارسات فردية، بل آلية نظامية لتحويل الوطن إلى "مزرعة خاصة" تُدار بالخوف والتبعية.
الغضب: فعل نقدي لا يستسلم فؤاد زكريّا لهذا الشعور العنيف، كذلك لا يرفض التّعامل معه إذ يُحوّله إلى فعل نقديّ بنّاء يعبّر عن نهايته في آخر كتابه بقوله: "كان يكفي أن أتأمل هذا كله لكي أغضب".. إن غضبه هنا ليس موجها لهيكل والسادات فقط، بل إلى نظام فكري وسياسي أفسد كل شيء. إن غضبه رفض لثقافة الخضوع التي تجعل المواطن عبدًا للحاكم، والمثقف خادمًا للسلطة، والوطن ساحةً للمصالح الشخصية. إنّه دعوة لتحطيم هذه الأصنام: أصنام الحكام المُقدسين، وأصنام المثقفين المُزيفين، وأصنام الخطابات الرنانة.
من مصر إلى العالم العربي الكتاب، رغم تركيزه على مصر، فإنه يُقدِّم مرآةً للواقع العربي بأكمله: - الأنظمة: سواءً كانت جمهوريات "ثورية" أو ممالك "مستنيرة"، فإنها تكرر نفس النموذج: حكم فردي، قمع للحريات، تحالف مع القوى الخارجية على حساب مصالح الشعب. - المثقفون: من "شعراء البلاط" إلى "فلاسفة للسلطة" "مٌطبّعين"، يبيعون أقلامهم للسلطة، ويُقدِّمون التنازلات باسم "الواقعية"، حتى تصبح الخيانة الوطنية عندهم "فنًّا سياسيًّا". (يركز زكريا على محمد حسنين هيكل لكونه تجسيدا لـأزمة المثقف العربي الذي يتبارى مع السلطة بدلًا من مواجهتها. يرى زكريا أن هيكل، رغم ذكائه وحنكته، كان أداةً في يد الأنظمة، يُبرر للحكام أخطاءهم بلغةٍ فلسفية براقة، من "الديمقراطية بالموافقة" في عهد عبد الناصر إلى "تحييد أمريكا" في عهد السادات. الغضب هنا مُوجَّه إلى الخيانة الفكرية التي ارتكبها هيكل: فبدلًا من أن يكون صوتًا للشعب، أصبح مُنظِّرًا للاستبداد، يُغلف القمع بشعارات الوحدة والتحرير.) - الجماهير: تحاصر بين خطابين: خطاب السلطة المليء بالوعود الكاذبة، وخطاب المثقفين المليء بالتنظير الفارغ. النتيجة؟ إما هروبٌ إلى التطرف الديني، أو هجرةٌ إلى الخارج، أو صمتٌ مليء بالكراهية يتحول بمرور الزمن إلى انفجارات عشوائية (كالربيع العربي) أو استسلام مرير.
ما بعد الغضب يطرح الكتاب رؤيةً لمستقبل عربي مختلف، تقوم على: - تحرير الذات أولًا: لا يُمكن بناء وطن حر بمواطنين عبيد. - الثقافة كسلاح: مقاومة التزييف بالوعي، ومحاربة ثقافة الخضوع بإنتاج معرفة نقدية. - الغضب المُنظَّم: تحويل الطاقة الثورية من احتجاجات عفوية إلى مشروع سياسي واضح، يربط بين المطالب الفردية والتحرر الجمعي. ليصير السؤال الحقيقي بذلك ليس عن عمر الغضب بل عن متى نغضب بشكل صحيح.. غضب يعيد الاعتبار للإنسان، ويعيد بناء الوطن على أنقاض الأوهام التي كبّلته، كما غضب كامو في "أسطورة سيزيف"، الذي يرفض أن يقبلَ بالعبث إلا إذا صاحَبَه تمرُّد، فالشعوب التي تفقد قدرتها على الغضب بهذا المعنى تفقد إرادتها في الوجود.
أنصح بقراءة هذا الكتاب لأنّه: - مرآةٌ لواقعنا: يُقدّم تحليلًا جريئًا لأزماتنا دون مواربة. - يُعيد تعريف "الوطنية": لا كولاء أعمى للسلطة، بل كالتزامٍ بنقدها. - يمنحك أدواتٍ لفهم الغضب: ليس عارًا يجب إخفاؤه، بل طاقةٌ يجب توظيفها.
الحق يُقال أن الدكتور فؤاد ذكريا واحد من أمتع الكُتّاب الذين تقرأ لهم فقد اعتمد منذ البداية منهجًا يخاطب فيه عقل القارئ لذلك تجد أغلب كتاباتهُ منطقية تعتمد التفكير العقلي لا الأهواء الشخصية
في بداية كتابهُ الممتع نوه على إنه هنا ينتقد أزمة العقل العربي وما أدى إليه الحكم العسكري والحكم الفردي المطلق في تشكيل عقل يتلاعب به كلّ مدلس حقير تَوهّم إنه يستطيع أن يفعل ما يشاء معتمدًا على النسيان وذاكرة السمك لهذا الشعب وإنهُ في ظل العوز والفاقة لن يتذكر مواقف الحاكم أو بطانته من الكُتّاب وسحرة فرعون، الإنتقاد هنا لم يكن لطرف على حساب الآخر بل كان لكلا الطرفين فتجد إنه ينتقد السادات ربما أكثر مما أنتقد هيكل، لكنهُ اعتمد في إنتقاد هيكل على مقالاته السابقة فكأن هيكل ينتقد هيكل على حد تعبيره
الكتاب ممتع جدًا وشيق للغاية ويرصد فترة هامة جدًا من تاريخ هذه الأمة المكلومة دائمًا وأبدًا في حكامها
أنهيت قراءة هذا الكتاب في جلسة واحدة من شدة تعلقي بالافكار المطروحة وتميز أسلوب العرض.وأفدت من الكتاب بأكثر مما تمنيت خصوصاً وانه قد سبق لي قراءة كتاب خريف الغضب ل محمد حسنين هيكل منذ سنين وحدث اني اقتنعت بجل ما جاء فيه. حدث هذا لأسباب ورد زكرها في "كتاب كم عمر الغضب ؟". الشيء الذي لم أستطيع أن أتوقف عن التفكير به منذ انتهيت من القراءة هو كيف ان هذه الامة منكوبة علي جميع الاصعدة، ومنذ قديم. كيف يمر ما يقرب من أربعين عاما علي كتاب، يوصف الداء بدقة شديدة، وتظل الاحوال كما هي عليه دون أدني تغير!. الرسالة التي لا يستطيع احد ان يهملها ، وهي عين السبب الذي من اجلة خط هذا الكتاب، هي " تسوية حساب مع أسلوب في الحكم و في التفكير، وفي معاملة الإنسان للإنسان". أنصح بقراءة هذا الكتاب ليس لتخرج بحكم علي عصر معين، ولكن لتتعلم أين يكمن التدليس وأين تكمن المغالطات المنطقية في الشهادات التاريخية.
الكاتب للأسف مكنش مشهور نفس شهرة الصحفي هيكل صاحب خريف الغضب الناقد بعصر السادات ولكن ردوده قوية جدا علي الحاج هيكل خصوصاً انه من الناس الي كانت حسب ويكي بيديا : " يتهم بأنه غير ثوري لم ينتقد سلبيات حكم عبد الناصر وأنه من النخبة الليبرالية الذين لم يكونوا على استعداد لدفع ثمن مواقفهم السياسية والفكرية فنافقوا ولم يعلنوا عن أنفسهم إلا بعد وفاة عبد الناصر. ويضمون في هذه النخبة توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ود. مصطفى محمود، وثروت أباظة، صالح جودت، أنيس منصور، وجلال الدين الحمامصي."
هناك نقاط في الكتاب أتفق معها بشدة و نقاط أخرى لا أتفق معها ونقاط أخفاها أو تجنبها المؤلف كي لا تضعف آراءه ... يوخذ في الإعتبار عدم حب المؤلف العصر الجمهوري و هيكل و السادات ... لكن في الكتاب نقاط مهمة كمسؤلية هيكل عن حكم الفرد الدكتاتوري و موقفه منها ... ميوعة هيكل السياسية ... لكنه يقدم مبررا واه لخلاف السادات و هيكل، كما يعلي دون قصد من فهم هيكل للسياسية الأمريكية ... كما يورد الكتاب نماذج من تلون هيكل السياسي و إن كان يغفل أن أحد أدوار هيكل تمرير قرارات الدولة و أنه أنفصل عن الدولة بعد ٧٤ ... لكن بلا شك يجب قراءة الكتاب لإثراء وجهه النظر و التعرف علي أمراضنا المزمنه.
مثلت ثنائية عبدالناصر السادات ظاهرة فريدة بين المفكرين والمثقفين العرب عبرت عن مدى الخلل الذي أصاب الفكر العربي قي جميع مستوياته عند جميع الطبقات فالجميع يفترض أنك عندما تهاجم عبدالناصر فأنت مع السادات والعكس بالعكس من ليس معي فهو ضدي ويحاول د. فؤاد زكريا تفنيد تلك الثنائية الخطيرة وتوضيح أوجه القصور من خلال تفنيد كتاب هيكل الشهير خريف الغضب ومااحتواه من معلومات وافكار تتناقض مع ماكتبه هيكل نفسه قبل ذلك وتوضح طريقة الحكم وإختيار المعاونين والطبقة الحاكمة لنخرج بنتيجة مهمة أن الديمقراطية الحقيقية خي الملاذ الوحيد لمنطقتنا العربية
كتاب رائع موجه بالأساس لكل من يقارن بين عهد جمال عبد الناصر وعهد السادات .. لكل من يتحيز لهذا أو لذاك .. في الحقيقة هما الاثنان وجهان لنظام واحد .. نتيجة لأسباب واحدة .. لا خطب عبد الناصر أفضل من شعارات السادات، ولا انتصار السادات أفضل من هزيمة عبد الناصر .. الاثنان مختلفان على السطح لكن متماثلان في المضمون.
أعرف من زمن أن هيكل يتاجر بالكذب، ويعتمد بالأساس على اضطلاعه على أحداث ووقائع لم يكن لغيره فرصة الاضطلاع عليها .. منذ قراءتي لكتاب محمد جلال كشك عن ثورة يوليو وأنا مقتنع بذلك .. في الحقيقة اذهلني أ. كشك في طريقة نقده لهيكل .. وصل به الأمر أنه كان يقارن بين كتاب هيكل الصادر بالعربية وبين النسخة المترجمة .. وللعجب أنه وجد اختلافات كثيرة ومحورية .. فهيكل كان ذكي بدرجة أنه يعرف متى يقول ماذا ولمن ! .. أهمية هذا الكتاب أنه صادر من قامة مهمة في مصر والوطن العربي كله؛ أ. فؤاد زكريا.
" و في حالة هيكل لم يقتصر الأمر على الكفاح بأثر رجعي ضد سياسات كان أثناء حدوثها متفرجاً ، بل إنه كافح بعد فوات الأوان ضد سياسات كان هو نفسه قد أسهم بنصيب كبير في صنعها . و مثل هذا الكفاح ليس سهلاً قليل التكلفة فحسب ، بل هو أيضاً كفاح خادع ، إذا شئت أن أستخدم أخف الألفاظ "