What do you think?
Rate this book


311 pages, Paperback
First published January 1, 2004
من اجتهد فأخطأ فله أجر. ذلك أن الخطأ هو الطريق لبلوغ الصواب فى مجال التفكير الحر. التفكير بلا خوف و لا عوائق و لا مناطق آمنه كما يريد البعض. إن دينا يحرض على التفكير الحر بمكافأة الإجتهاد الخطأ لهو دين واثق من نفسه و هو دين يمنح المؤمن به ثقة و جسارة فى الإجتهاد و جرأة في البحث و الفكرلا تبالى بغضب الغاضبين و لا تعصب المتعصبينبهذه الكلمات الرائعة البسيطة المتفائلة المخالفة للواقع المأزوم يسطر نصر أبو زيد مقدمة كتابه عن دوائر الخوف و عن صورة المرأة في الخطاب الفقهى الإسلامي قديما و حديثا.
إذا كان شأن التنشئة والتربية على هذه الدرجة من التعقيد، التي يفارق بها مجال الأسرة، ويتعدى مجال مسؤولية الأم، فإن حبس المرأة داخل حدود البيت يفقدها أهم عناصر الوعي الاجتماعي المكتسب. وبعبارة أخرى تؤدي الدعوة إلى عودة الأم إلى بيتها لعزل الأم عن المحيط الاجتماعي، فيحرمها ذلك من التفاعل مع هذا المحيط، ويؤدي من ثم إلى افتقادها فعاليتها في اكتساب الوعي اللازم لعملية التنشئة ذاتها. إن المرأة المحبوسة داخل حدود جدران المنزل تتلقى وعيها بشكل سلبي عبر أجهزة الإعلام المسموعة و المرئية دون أن يتاح إلى وعيها فرصة النضج الإيجابي الحر عن طريق التواصل الاجتماعي مع المحيط الخارجي.و تعليم المرأة و حصولها على أعلى المؤهلات لا يحميها من هذا المصيرحين تلوذ بجدران البيت بعد زواجها، لأن الخبرات المكتسبة من التعليم تحتاج إلى الممارسة التي تجددها و تمنحها حيوية الإستمرار. بدون تلك الممارسة تتآكل الخبرات بالتدريج، وتحل محلها بالعادة و الرتابة سلبية تطفيء وهج الخبرة، و تسدل على الوعي ستارالبلادة والخمول.
ومن المؤكد أن هذا النمط من الوعي السلبي البلِيد الخامل ينتقل إلى الطفل بطريق مباشر أولاً عن طريق الأم، ثم يتعرض له تعرضا مباشرا بعد ذلك حين تلقي الأم بسبب من عدم وعيها في براثن تلك الأجهزة الإعلامية و التلفزيون خاصة دون رقابة أو توجيه أو اختيار. و لا يمكن تلافي هذا الخطر إلا من خلال أم ناضجة واعية اكتسبت وعيها من خلال الإحتكاك اليومي المباشر بالناس و المجتمع.
هل جاء الإسلام لأجل كذا... فنقول مثلاً هل جاء الإسلام لتركبة نفوس المجرمين وتطهيرها من روح الشر والإجرام بما يضع لها من طرائق التزكية، أم جاء ليقتص منهم بإقامة الحد تنكيلا بهم و بما صنعوا؟ وهل جاء الإسلام بالمساواة بين عباد الله إلا بما يقدمون من عمل، أو أنه جاء ليجعل المرأة بأنوثتها أدنى حقّاً في الحياة من الرجل بذكورته؟ وهل جاء الإسلام بتمكين الزواج حتى يثمر هناء العائلة و نموالأمة، أو أنه جاء ليطلق يد الرجل فيه بالطلاق حتى يصبح اليوم كريشة في مهب الريح؟ لا شك أن الفرق واضح في الجواب عن هذه الأسئلة لمن أنعم النظر في الإسلام قليلاً. وبهذه الطريقة يمكننا أن نبحث عن الإسلام الخالص فنميزه عن الأغراض المحيطة، ونحمي أنفسنا من الخلط فيه.
1- امرأة نحت دينها جانباً، فأهملت واجباتها، وكل همها أن تكون كالأمريكية أو الإنكليزية، أو حتى الروسية في كل شيء إلا الدين، ونسيت أن المجتمع الذي يخلُو من القيم ومن العقيدة الصحيحة، ليس للمرأة فيه أن تطالب بأي حق فقد خلا قلبها ونفسها من كل القيم؛ فماذا تطلب بعد ذلك؟ لقد ظلمت نفسها ودينها ومجتمعها.
2- رجل ذو غرض غير شريف، وقصد سيئ، وكل ما يحلم به أن يكون اسمه على لسان كل امرأة أياً كانت هذه المرأة.
3- رجل له رسالة تتركّز على هدم المثل وضياع القيم، وأخصب حقل لعمله الشائن هو المرأة؛ فإذا انهدم كيانها، وانفلتت أوضاعها، انهدم تبعاً لذلك المجتمع الإسلامي، وهذا هو الهدف الذي يسعى إليه.
هكذا نرى أن التأويل والتأويل المضاد يعتمد كلامهما على "الانتقاء": أي إبراز النصوص التي تخدم غرض المؤوِّل بوصفها "الأصل"، وتأويل النصوص التي تخالف غرضه وتخدم غرض الخصم تأويلاً يسلبها الدلالة غير المرغوب فيها. وسواء اعتمد التأويل ثنائية "الخصوص والعموم" أو اعتمد آلية "الإبراز والإخفاء"، فالنتيجة واحدة: التلاعب الدلالي بالنص الديني – قرآناً أو سنّة – دون اعتبار لطبيعة تلك النصوص تاريخياً وسياقاً وتأليفاً، بمعنى التركيب والتكوين (لا بمعنى أنها من وضع البشر وتأليفهم)، ولغة ودلالة.