Jump to ratings and reviews
Rate this book

مذكراتي: حساب السرايا و حساب القرايا

Rate this book
هذا كتاب جديد، بل هو جديد ومهم... فيه من جمر التذكر ما يشد القارئ إلى زمان جميل.

والكتاب شهادة من رجل عاش مرحلة غنية ومثيرة، وهي شهادة مطلوبة للمؤرخ، والباحث، والسياسي، وسائر الذين تشغلهم تحولات الحياة الاجتماعية والسياسية في الأردن، وخاصة في النصف الثاني من القرن العشرين...

ويملك الرجل جرأة الكشف عن مواقف وأسرار يبدو أنه وجد نفسه مضطراً لها، وهو يدافع عن الرؤية الأردنية في مواجهة الخلط والحصار والتزوير في تلك المرحلة...

وقد تكون رؤية نذير رشيد التي أطل بها على الأحداث بعد نصف قرن موضع جدل وحوار من أجل الوصول إلى الحقيقة التي لا بد من جلائها احتراماً للتاريخ نفسه، وللناس الذين أصابوا في مسعاهم أو أخطأوا في نواياهم على امتداد التاريخ الأردني في الإطار الوطني الأقرب، والإطار القومي الأبعد... ولعل جرأة نذير رشيد في طرح أفكاره من موقع العارف والشاهد تمثل إضافة نوعية على ما قاله الشهود والمشاركون والمراقبون.

الكتاب تسعة فصول تغطي مرحلة تاريخية تزيد على ستين عاماًً، وقد شكل الفصل الأول وعي الفتى بالبدايات في مدينة السلط-حرسها الله، وقدم على هوامش هذا الفصل تفاصيل مهمة عن النشأة والأهل والدراسة، ومجتمع الرفاق، وحالة العمران الإنساني والحضاري التي أسس لها أهل المدينة والقادمون إليها في بلاد الشام. وهذا الفصل، على ما فيه من إيجاز، مهم وجميل. إذ يضم روايات شاهد عيان تشكل وعيه في دروب المدينة ومدرستها وتحولاتها، هذا الوعي الذي ما لبث أن امتد إلى أفق جديد في فلسطين والعراق. إذ عاد الفتى وهو في أول العشرينات إلى القوات المسلحة الأردنية، لتبدأ مرحلة جديدة في حياته حافلة بالأحداث والتحولات، يكون هو بين المشاركين فيها، وبين من تغيرت طرق مستقبلهم، ليجد نفسه من قادة تنظيم الضباط الأحرار، ثم إلى المنفى بين دمشق وبيروت والقاهرة.

ويمكن اعتبار الفصلين الثاني والثالث وثيقة خطيرة لأحداث الخمسينات، وشهادة من رجل شارك في الأحداث وتحمل نتائجها. وهما فصلان فيهما تقاطع أو تناقض مع روايات أخرى لعدد من الضباط المشاركين حول ما وقع سنة 1957م. وقد قدم نذير رشيد رؤية تحليلية خاصة به، وملاحق خاصة بتفاصيل مناورة هاشم عام 1957، كما هي في سجلات القوات المسلحة، كل هذا يفتح الآفاق للباحثين في التاريخ السياسي والعسكري الأردني الذين يسعون لإعادة كتابة تاريخ تلك المرحلة بأكاديمية وموضوعية.

تشكل مرحلة اللجوء السياسي إلى سوريا ولبنان ومصر مادة الفصل الرابع، وفيها كشف عن معلومات مهمة ذات صلة بأحداث لبنان، التي شارك فيها ندير رشيد سنة 1958. كما أن إخراج عبد الحميد السراج من السجن في دمشق، ونقله إلى بيروت والقاهرة، مادة في غاية الأهمية، خاصة أن روايات مغايرة تعارض ما ورد في هذا الفصل. وإن كان نذير رشيد يوجز روايته ويكتبها وينشرها، فعلى الآخرين أن يقولوا ما لديهم حول هذه الرواية.

يعود نذير رشيد من منفاه في منتصف الستينات، بعفو ملكي، ليبدأ مرحلة جديدة في الزراعة، ثم وبصورة غير متوقعة، وفي المخابرات العامة، حيث شهد بعض أصعب السنوات في التاريخ السياسي الأردني: حرب 1967، ومعركة الكرامة (1968)، وأحداث 1970، واستشهاد وصفي التل (1971). وحول هذه المرحلة من حياته وعمله، يقدم مرافعات مهمة عن بطولة الجيش في معركة الكرامة، وعن العلاقة بين الأردن والمنظمات الفلسطينية. ويملك الرجل جرأة الكشف عن مواقف وأسرار يبدو أنه وجد نفسه مضطراً لها. وهو يدافع عن الرؤية الأردنية في مواجهة الخلط والحصار والتزوير في تلك المرحلة.

وإذا كان الفصل السادس خاصاً بأحداث أيلول، فإنه متصل بالمرحلة كلها. وفيه أيضاً نقد واضح للذين تراخوا من المسؤولين وقدموا، كما يرى، التنازلات تلو التنازلات، وفي هذا الفصل ينأى نذير رشيد عن الجانب الشخصي لصالح المرحلة، وإن ظل مصراً على أن يقدم ما عرف وما شاهد في تلك الحقبة الخطيرة من التاريخ الأردني. ويكاد الجزء الذي خص به شخصية وصفي التل يتحول إلى رسالة شخصية للناس في تقييم هذا السياسي الأردني الشهيد، وفاءً لدوره ومحبة الناس له.

يمضي نذير رشيد في رحلته الغنية بين الجيش والمنفى والمخابرات ليصل إلى العمل الدبلوماسي سفيراً في المملكة المغربية، ويقدم صورة جميلة لرحلته تلك، قبل أن يعود إلى الأردن عضواً في مجلس الأعيان ووزيراً للداخلية في حكومة الدكتور عبد السلام المجالي الثالثة، في مرحلة شهدت استئناف المسيرة الديمقراطية التي كان نذير رشيد أحد الذين راقبوا تحولاتها قبل نحو عقدين في الخمسينات.

كان نذير رشيد يركض في مدى من التاريخ يزيد على ستين سنة، كان هو نفسه الخيال المجرب منذ الكلية العسكرية في بغداد إلى تميزه في رياضة البولو، إلى أن انتقل إلى عالم القطاع الخاص، حيث الوقت واسع للفروسية التي عشق، والتجارة التي جرب، والكتابة التي سوف يشكره الناس لأنه أقدم عليها وذاكرته في أوج اشتعالها، وتحمله للصعاب ممكن كما الخيل العربية التي ظلت على مدى التاريخ أكثر تحملاً للمشاق والتعب.

يضيف نذير رشيد في الفصل قبل الأخير معلومات مهمة عن الخيل والصيد، ويستحضر بعض ما قاله المتنبي وعنترة وفي هذا السياق. وقد شغف نذير رشيد بالخيل حتى جمع في مكتبته كثيراً مما نقشه العرب تكريماً لها. وهذا إغناء للكتاب أضفى عليه بعداً خاصاً من خلال الانزياح نحو الذاتي، بعد أن شد المؤلف كتابه على وتر السياسة على مدى السنين الأربعين التي تلت أحداث 1957.

وفي ختام كتابه هذا رؤية شخصية وطنية تقرأ تحديات المستقبل من خلال مصادر الخطر على الأردن، خاصة في الملفات السياسية والاقتصادية الكبيرة. ولا يخفي نذير رشيد حرصه على أمن المجتمع الأردني وموقعه القومي وهموم الاستقرار في ظروف جغرافية وسياسية واقتصادية صعبة، وعقبات تعترض السلام الذي وعد به الشرق الأوسط, لذلك يرى المنطقة في منتصف الطريق بين حرب لم تنته، وسلام لم يكتمل. من هنا ينتقل الحديث إلى حتمية توفير الأمن في الأردن، وأن تظل الديمقراطية خياراً راسخاً، وأن تنضج المعارضة في الداخل...

282 pages, Hardcover

First published January 1, 2009

5 people are currently reading
95 people want to read

About the author

نذير رشيد

1 book4 followers

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
7 (31%)
4 stars
3 (13%)
3 stars
6 (27%)
2 stars
2 (9%)
1 star
4 (18%)
Displaying 1 - 6 of 6 reviews
Profile Image for Anaszaidan.
587 reviews861 followers
November 6, 2013
سأقول في البداية تقييمي وهو نجمة واحدة..والسبب أنني لم أستفد كثيرا من تلك المذكرات التي حرص نذير رشيد على جمع أقوال الصحفيين والوجهاء في مذكراته التي " ستبقى شهادة على حقبة هامة وووووو....إلى آخر الديباجة المعروفة".

الكتاب لا يشبه المذكرات إلا في الحديث عن المنجزات الشخصية. أما باقي المذكرات فهو أشبه بما تحويه الجريدة الرسمية..يعني أنه كان في مذكراته يعيد الحديث عن الرواية الرسمية التي كنت أقرؤها في الصحف ولا داعي لصدور كتاب يحمل نفس ما تحمله الصحف.

نسيت أن أقول أن حلقات أحمد منصور في برنامج شاهد على العصر مع نذير رشيد أفضل كثيرا من مذكرات نذير رشيد. فأحمد منصور حرص على جمع الروايات ومطابقتها..بعض ما ورد في حلقات شاهد على العصر مضحك. كقول نذير رشيد لما سأله أحمد منصور عن سر ثقة الملك حسين به وتكليفه بإدارة المخابرات، وهو الذي اتهم بعمل انقلاب ضد نفس الملك قبل سنوات خلت؟

رد نذير مزهوا بنفسه: أنا أبو جعفر!!

أعود لأقول بأن هذا الكتاب يزيدك جهلا بتاريخ الأردن..فنذير لم يقل بأن مرور موكب الملك عبد الله الأول بحرسه الشركس من نفس طريق النبع الذي تمر به نساء السلط كي يتزودن بالماء، وهو ما يعد عيبا في عرف أهالي السلط وغيرهم، سبب في طلب أهالي السلط من الملك نقل مقره من السلط ليستقر بعمان وتفوت بذلك الفرصة على السلط لتكون العاصمة لإمارة شرق الأردن.

أيضاً لم نفهم لماذا يغامر نذير رشيد بنفسه ويقوم بتهريب مدير المخابرات السورية الأسبق عبد الحميد السراج من سجن المزه إلى لبنان..وهو اللاجئ السياسي الذي ينبغي عليه أن يحترم قوانين البلاد؟! كل ما برر به فعلته هو أن السراج إنسان وطني. هذا عدا أن السراج (الوطني) متهم بتذويب شيوعي سوري ميتا بالحامض..فهذه لم يجرؤ الإعلامي أحمد منصور على قولها في حضرة نذير رشيد..ويبدو أن ذلك كان من شروط نذير رشيد لتسجيل حلقات برنامج شاهد على العصر

أيضاً لم يخبرنا نذير رشيد ماذا كان يفعل في لبنان التي ذهب إليها مع عائلته بعد تهريبه للسراج،سنة كاملة؟شخص مثله له صلة بالسراج..ومقهى هاڤانا (هذا المقهى كان تجمعا لكل رجال الاستخبارات الدولية، ومنه كان يعرف نذير رشيد وغيره مواعيد الانقلابات (التي ستجري في سوريا والعراق، لم يتحدث في الكتاب عن المقهى،بل في لقائه مع أحمد منصور.هل يعقل أنه كان بلا عمل يدر عليه دخلا في لبنان؟

كنت أقرأ هذا الكتاب بالمعية مع كتاب خفايا المعركة مع النظام النصيري لأمين الشربجي..فكنت أعجب ببطولات أيمن، وأستعجب من تبريرات الهزيمة عند نذير رشيد. فصواريخ حماس لا تساوي شيئا في ميزان القوة، وعليه علينا أن نصالح اليهود..
في حين أنه كان يدا حديدية للملك حسين على قمع المنظمات الفلسطينية..مع أن ميزان القوى كان لصالح المنظمات في البداية..فلماذا يبرر للانهزام مع إسرائيل، ويتحدث بثقة وبطولية عن دوره في دحر المنظمات؟!كل هذا جعلني أشعر أنني أقرأ في جريدة تبرر سياسات وليس مع شخص قد كتب مذكراته.

المضحك في شهادته على العصر أنه لا يعترف بهزيمة..فكل شيء كان معروفا لديه سابقا!! حتى قصة هروب ياسر عرفات من الأردن التي شهد عليها ولي العهد الكويتي سعد الصباح،وغيره وهي ارتداء عرفات لزي عربي،وركوبه الطائرة مع سعد الصباح كانت محل إنكار من نذير رشيد..فهو يعلم دائماً بما يفعل عرفات!

لذا أدعو عامة القراء ممن ليس له اهتمام بتاريخ الأردن الحديث بمتابعة حلقات شاهد على العصر والاستغناء عن شراء الكتاب.ففيها كفاية عن غيرها

Profile Image for Osama Qandeel.
95 reviews10 followers
August 24, 2019
لا يستحق القراءة ومليء بالحشو وخالي من اي شيء مفيد.
Profile Image for Ahmed Hussein Shaheen.
Author 4 books198 followers
May 3, 2022
قرأت هذا الكتاب لأعرف رأيه في رئيس الوزراء السابق وصفي التل ولكن أقوال الرجل متضاربة وتختلف عن أقواله في الفضائيات
Profile Image for علي الطراونة .
2 reviews
Read
August 2, 2019
غير جدير بالقراءة
الكتاب لا يؤرخ المراحل التي مرت بها الدولة الأردنية بموضوعية، كما ان الكاتب جعل من نفسه محور الأحداث في كثير من الأحيان و هذا غير صحيح
Displaying 1 - 6 of 6 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.