هنا مجموعة من الرسائل التي كتبها فان غوخ إلى أخيه ثيو كان فينسنت وثيو قريبين من بعضهما البعص على الدوام في طفولتهما وفي أغلب حياتهما التالية، حيث بقيا يراسلان بعضهما البعض باستمرار. عدد هذه الرسائل أكثر من 700، وهي تشكل أغلب معرفتنا بتصورات فان غوخ حول حياته الخاصة وحول أعماله.
Vincent Willem van Gogh, for whom color was the chief symbol of expression, was born in Groot-Zundert, Holland. The son of a pastor, brought up in a religious and cultured atmosphere, Vincent was highly emotional and lacked self-confidence. Between 1860 and 1880, when he finally decided to become an artist, van Gogh had had two unsuitable and unhappy romances and had worked unsuccessfully as a clerk in a bookstore, an art salesman, and a preacher in the Borinage (a dreary mining district in Belgium), where he was dismissed for overzealousness. He remained in Belgium to study art, determined to give happiness by creating beauty. The works of his early Dutch period are somber-toned, sharply lit, genre paintings of which the most famous is "The Potato Eaters" (1885). In that year van Gogh went to Antwerp where he discovered the works of Rubens and purchased many Japanese prints.
In 1886 he went to Paris to join his brother Théo, the manager of Goupil's gallery. In Paris, van Gogh studied with Cormon, inevitably met Pissarro, Monet, and Gauguin, and began to lighten his very dark palette and to paint in the short brushstrokes of the Impressionists. His nervous temperament made him a difficult companion and night-long discussions combined with painting all day undermined his health. He decided to go south to Arles where he hoped his friends would join him and help found a school of art. Gauguin did join him but with disastrous results. In a fit of epilepsy, van Gogh pursued his friend with an open razor, was stopped by Gauguin, but ended up cutting a portion of his ear lobe off. Van Gogh then began to alternate between fits of madness and lucidity and was sent to the asylum in Saint-Remy for treatment.
In May of 1890, he seemed much better and went to live in Auvers-sur-Oise under the watchful eye of Dr. Gachet. Two months later he was dead, having shot himself "for the good of all." During his brief career he had sold one painting. Van Gogh's finest works were produced in less than three years in a technique that grew more and more impassioned in brushstroke, in symbolic and intense color, in surface tension, and in the movement and vibration of form and line. Van Gogh's inimitable fusion of form and content is powerful; dramatic, lyrically rhythmic, imaginative, and emotional, for the artist was completely absorbed in the effort to explain either his struggle against madness or his comprehension of the spiritual essence of man and nature.
ان تكون طيبا او تكون ذكيا ان تكون حساسا او تكون قويا ان تكون سعيدا موهوما او تكون تعيسا وتعرف من الصعب الاختيار في بعض الاحيان تشعر انك الاثنين معا. في النهاية انت روح وجسد تريد ان تحلق اعلى لكن جسدك يعيقك. قلبك يقول شيئا وعقلك يقول شيئا اخر
ان الضعاف والمؤنثين هم المستاؤون من هذا العالم وهم في الغالب من طبيعة حساسة لتحسين وتعميق الحياة اما الاقوياء هم العنصر الرجولي يريدون اصلاح وسلامة الحياة. ان الحساس يتوق الى عالم علوي يريد ان يتابع تحليقه اعلى وابعد من كل اناس يتخفف من الاشياء التي تثقل انطلاقه ومن بينها العديد من الاشياء العزيزة القيمة يتخلى عنها طمعا في السمو اما القوي يحيا ولكي يحيا ينزع عنه كل شيء ينزع الى الفناء فيصبح قاسيا وبلا رحمة تجاه كل ما هو ضعيف وبال فيه ان يحيا يعني ان يكون عديم الشفقة تجاه البؤساء ان يكون قاتلا باستمرار https://youtu.be/S8-RtWeGW4w الدنيا تقتل الطيبين جدا اللطيفين جدا واذا لم تكن اي من هؤلاء ستقتلك ايضا ولكن لن يكون لها داع للاستعجال الدنيا تكسر الاقوياء فتزيدهم قوة وتكسر الضعفاء فتقتلهم النفوس القوية والنفوس الخبيثة هي لاؤلئك الذين ساهموا اكثر حتى الان في التقدم البشري وفي حفظ النوع هذا العالم نشيده فينهار فنشيده ثانية فننهار نحن ان الطيبين هم حراثو الروح https://youtu.be/Zp_jcl_aysM
لَمْ أكُنْ جَميلًا بِما يَكفي ليُحِبّني العالَم - بل كنت جميلا جدا لذا العالم لم يقبلك-
"علينا أن نعلم أن الحياة هكذا وأننا سنقع وننهض مرارًا، وبعض الناس يقعون ولا ينهضون أبدًا غالبًا يكونون مرهفي الحس أكثر من الآخرين، هم الأسهل للإيذاء هم الذين يشعرون بالألم في أغلب حياتهم. مرهفو الحس هم الأكثر عرضة للجرح أيضًا .. على الجانب الآخر هناك أبناء العاهرة.. الذين يميلون إلى تمزيق البشرية.. والحياة.. يعيشون لأعمار طويلة ولا يموتون!!" غاليانو صحيح ان هذا العالم مصمم بطريقة مناسبة للاوغاد لكن وحدهم مرهفو الحس القادرون على رؤية الجمال والاحساس به وخلقه ايضا "ان الاحساس حتى ولو كان احساسا عارماً بجمال الطبيعة لا يماثل أبدا الاحساس الديني على الرغم من اعتقادي أن كلاهما لهما علاقة مباشرة ببعضهما البعض. ان كلا منا تقريبا لديه نوع من الاحساس بالطبيعة فأحدهم قد يكون لديه احساس أكبر والاخر بشكل أقل وهكذا ولكن هناك القليلون الذين يشعرون بأن الخالق هو عبارة عن روح واولئك الذين يعبدونه يجب أن يعبدوه كروح وكحقيقة معا" فان غوخ
من ينظر إلى لوحات فان جوخ يدرك أنه أمام شخصية تتبع منهجا مختلفا في التفكير و التأمل، ففي لوحته " الليلة النجمية" لم ير النجوم كما نراها نحن نقط متناثرة تشع ضوءا ، بل جعلها أكثر حيويه فصورها دوائر متداخلة و جعل نورها يمتد عبر تلك الدوائر . حياة فان جوخ أيضا كانت مليئة بالغرابة و الغموض، و لم تكن نهايته أقل إثارة للدهشة حيث أطلق النار على نفسه في حقل كان قد رسم لوحة له – الحقل- قبل أيام. لهذه الأسباب مجتمعة لم أتردد بقراءة هذا الكتاب الالكتروني الصغير بترجمة لا بأس بها عرض بعض رسائل فان جوخ لأخيه ثيو، الأمر الذي دفعني لقراءة رسائل أخرى باللغة الانجليزية في الموقع الرسمي الذي احتفظ بالرسائل كاملة.
فان جوخ "الكاتب" في هذه الرسائل لا يختلف عن فان جوخ "الفنان". فهو يملك شعورا بالإحساس النبيل للناس فهو بينما يبدأ رسائله بتعبيره عن تقديره للرابطة الأخوية التي تجمعه بأخيه ثيو ، فإن لوحاته تنبض بالإحساس و المشاعر ،إضافة إلى أنه رسم العديد من اللوحات التي تصور الطبقة الكادحة .. فان جوخ " بصري" أيضا في رسائله، فهو يجد متعة ليخبر أخاه عن نزهاته في الطبيعة و يصور له المناظر بتصوير أدبي يخيل للقارئ أنه رسم لوحة بالألوان لا بالكلمات!
من هذه الرسائل . اكتشفت كم أن فان جوخ روحاني و متفائل ، و كم أن إيمانه بالله قوي ، و كم أن لديه عين متذوقة للجمال و قلب عطوف رحيم ، و عقل لا يتوقف عن التفكير . فهو يخبر أخاه عن الكتب التي قرأها ، و اللوحات التي ذهب لرؤيتها في المعارض بحماس شديد . و هو مهتم جدا بباطنه يريد للنور أن يغمر داخله ، و هو يكتب لأخيه ما يفعله من أجل أن يحقق تلك الغاية ، فيقول " لو استمر المرء في أن يحب بإخلاص ما يستحق الحب بحق دون أن يضيع وقته في أن يحب أشياء غير مهمة و لا معنى لها فسوف ينال المزيد من النور شيئا فشيئا و تزيد قوته أكثر فأكثر". كلامه هذا دفعني لإعادة النظر فيما نتلقاه من وسائل التواصل ،و أن بيدنا تقرير ما يستحق أو لا يستحق وقتنا . فان جوخ ايضا قال :" لكي يصير الإنسان رجلا باطنيا روحانيا ألا يمكن أن يحقق المرء ذلك عن طريق معرفة التاريخ بشكل عام ,و عن أناس محددين من كافة العصور" ، هذه نقطة مثيرة للاهتمام ،قد يكون فان جوخ من فكرة أننا نحن بني آدم مرآة لبعضنا البعض لو أتيح لنا النظر إلى دواخلنا.
أختم هذه المراجعة الطويلة نسبيا بالنسبة إلى كتاب الكتروني صغير ، باقتباس أحببته لفان جوخ حيث قال : " كم غني هو الفن ... لو يستطيع المرء أن يتذكر الذي شاهده فإنه سوف لن يكون خاليا من الأفكار أبدا أو يكابد الوحدة الحقيقية، و لن يكون وحيدا أبدا "..
لاستغراقي من الوقت الكثير للوصول للرسائل، تجدونه هنا: https://www.4shared.com/office/ajriu9... .. فان غوخ.. الحزن الكامن والثقة الكاملة مجتمعين، لوحاته، رسائله، علاقته الوطيدة بأخيه مجتمعين لا يمكن إلا أن يصفوا شخصًا شديد الجمال في نفسه، شديد الصفاء والعذوبة.. الفلسفة القوية بوجه الحياة، والتي انتهت بانتحار، الرسالة الأخيرة -التي لم يكتبها- رغم أنها لم ترد في ذلك الكتيب الصغير إلا أنها الأقرب لقلبي.. .. "عزيزي ثيو.. ما الذي يفعله العقل بنا؟" .. فان غوخ، صديقي البعيد من العالم الآخر .. لعلك لا تدري كم من الحزن بقلبي هذه الأيام، ولعلك تدريه.. ولكن وإن لم أشاركك موهبتك الفذة ونبوغك وتميزك، فأشاركك حزنك.. الطويل.
فإذا كنا متعبين، أليس ذلك بسبب أننا سرنا مسافات طويلة ؟ وإذا كان صحيحًا أن المرء أمامه معركته التي يجب عليه أن يخوضها على الأرض إذن أليس الشعور بالإنهاك والاحتراق في الرأس دلائل على أننا مازلنا نقاوم ؟ /
قرأت هذه الرسائل على مهل محاولة فهم تلك الشخصية العبقرية الحزينة والمتأملة على الدوام , عكست هذه الرسائل حب وصداقة حقيقية بين فينيست وأخيه لكنها لم تلبث على حالها... ووجدت أيضا فيه مؤمناً ومسيحي حقيقي وهذا ما يتناقض مع انتحاره ... واعتقد انه علينا قراءته في لوحاته لنفهم عمق روحه وكيف له ان يقدم على الانتحار...!
حسناً، فان جوخ لم يكن فناناً بارعاً فحسب .. بل كان مولعاً بالكتب والأدب .. لا يقل عدد أسماء الكتاب في الرسائل عن الفنانين بشيء .. لم يعترِ بفقره، وكان يشتري من الكتب وأدوات الفن، ألواناً شتى .. كان الجمال عنواناً لحياته، يرى الدنيا بعيون فنان، إكتظت خطاباته بتفاصيل دقيقة عن الطبيعة .. وأخرى عن اللوحات ..
ولكم بعض ما قاله "فان جوخ" لأخيه "ثيو" عن لوحاته ..
أكلو البطاطا
"إنني أعمل من جديد في لوحة أولئك الفلاحين الذين تجمعوا ليلا حول وجبة من البطاطس في إحدى الأمسيات.. وطول الأيام التي كنت أعمل خلالها في لوحتي هذه كان الأمر بالنسبة لي بمثابة معركة متصلة"
المقهى الليلي
"حاولت التعبير عن انفعالات الإنسان والرهبة التي تنتابه بتصوير المقهى الذي يؤدي بالمرء إلى تدمير نفسه فيندفع لارتكاب جريمة"
الحاصد
"منذ أيام وأنا أعاني من تفاقم المرض غير أنني أصارع مع المرض قماشة لوحتي في صورة ((الحاصد)) التي غمرتها كلها بطلاء أصفر كثيف ورغم بساطة المشهد إلا أننني أرى ذلك الحاصد تحت وهج حرارة الشمس كأن�� شبحا غامضا يقاتل كالشيطان لإنجاز مهمته .. فبدى لي صورة للموت .. وبدت لي سيقان القمح التي يجمعها بمنجله كأنها بشرا .. ولا أعرف كيف خرج هذا الحاصد الشيطاني إلى الوجود لكنه أتى على النقيض ممن أردت رسمه من قبل .. ويثيرني أن صورة الموت هذه تمضي في خطواتها الواثقة دون أي مظهر من مظاهر الحزن .. ماضية في جرأة في وضح النهار تحت ضوء الشمس الذهبي الذي يغمر الأشياء جميعا"
السجناء:
"إنها صرخة ألم آتية من أعماقي"
الحقول:
"إنها حقول شاسعة من القمح تعلوها سماء مضطربة، ولكني لم اتعمد افتعال تصوير مشاعر الحزن والوحدة. سوف أحضر لوحاتي الاخيرة معي إلى باريس وتستطيع ان ترى بنفسك ما لا استطيع قوله لك بالكلمات"
ساحة مقهى في الليل:
"فرغتُ للتوّ من رسم صورة لليل ولكن من دون لون اسود. فقط الأزرق والبنفسجي والأخضر. وأشعر أنني مفتون كثيرا برسم الليل والسماء في الطبيعة المفتوحة"
والتي جاء بعدها لوحته الأشهر والأفضل من وجهة نظري: ليلة مرصعة بالنجوم
"إن الإحساس الديني حتى لو كان عارماً بجمال الطبيعة لا يماثل أبداً الإحساس الديني على الرغم من اعتقادي أن كلاهما لهما علاقة مباشرة ببعضهما البعض" -وقد رجح النقاد أن اللوحة مستوحاة من قصة يوسف في سفر التكوين من العهد القديم..
الدكتور غاشي:
"إنه مريض مثلي ، بل ربما يكون أكثر مرضا"
دوار الشمس:
سترى أن هاتين اللوحتين تشدان بصرك إليهما. انهما نوع من الرسوم التي تتغير صفاتها كلما ازددت إمعانا بها، فتصبح اكثر ثراء *قد رسم فان جوخ أكثر من لوحة لعباد الشمس، وهو مشهور بهم أيضاً ..
قرأت رسائل #فان_غوخ إلى أخيه ثيو - وقعت أمام عيني بالصدفة - بكل شغف. كم كان يشبه الكثيرين في معاناته ورغبته وأحلامه الكبيرة.. هذه الرسائل إنسانية صرفة.. هي النفس البشرية بفصولها المتقلبة المتغيرة. هي الحلم الكبير و الإقبال على الحياة.. ونجم الحياة الذي يلمع وقتما شاء ويأفل متى أبى!! هي فلسفة العمل وكيف يكون حب العمل والصراط الذي لا حياد عنه. هي حب الله ومعيته وأرقى معاني الصوفية وذروة السكر والعشق الإلهي.. هي طريقة العظماء وسمتهم في ترويض الحياة، وكيف يفكرون ويعملون بجد ونصَب وكيف يذللون الصعاب.. هي فلسفة الفنان الخاصة وعين الخبير التي لا تخطئ مرمى الهدف وتعرف كيف تصيبه باقتدار.. هي اليأس المؤقت والفرح الملتبس وذلك الحزن السرمدي! هي ما يمكن للشغف أن يفعل بإنسان. هي الجمع الزائف والوحدة في أبهى حلة والروح التي لا تنتمي لزمان ولا مكان تهيم تبحث إلى الأبد! ليس الكتاب الأفضل، لكنها تلك المعاني والحروف الصادقة التي ما إن خرجت من قلب أحدهم حتى تستقر في قلب آخر! هي الحب الذي لا طائل منه، والشغف المولع بالكتب،، هي أن تتعلم دائما بقدر ما تتنفس وتموت بقدر ما يجب أن تحيا.. وتفارق بقدر ما أوتيت من حب! قرأتها بقلبي لا بعيني ولا عقلي. فكانت النتيجة وكأنني قرأت نفسي وكأنني تعريت سهوا أمام أحدهم فافتضح أمري إلى الأبد! #اقتباسات من الكتاب: أرجو أن أتمكن من الاستمرار في القيام بذلك وأن أجعل أحزاني وكآبتي بعيدة عني وأن أعمل في نفس الوقت بجد وعزم. إذا أردت أن أحدد أنواع الولع بداخلي فإني مولع جدا بالكتب وأحاول باستمرار أن أعلم نفسي، وأدرس إذا أحببت بنفس القدر الذي أحب فيه أن أتناول خبزي. أيها العمال إن حياتكم حزينة.. أيها العمال إنكم تعانون المر في هذه الحياة.. أيها العمال إن أيديكم مباركة، وهكذا نمضي سائرين في طريقنا لا نعرف الكلل أو التعب. حذاري من أن تكون ضيق الأفق وتخشى من قراءة ما كتب بشكل جيد بل على العكس فإن قيامك بذلك هو نوع من الراحة في الحياة. المرأة لا يمكن أن تكون عجوزا طالما كانت تحِب وتحَب. لا تأسف لأن حياتك سهلة جدا لأن حياتي أيضا سهلة نوعا ما وأعتقد أن الحياة هي طويلة جدا وبأن الوقت سوف يحين قريبا ليأخذك إلى مكان بعيد لا تريده أبدا! وهو على فراش الموت قال لأخيه ثيو: الحزن يدوم إلى الأبد! -الرسالة الأخيرة-
عزيزي ثيو: إلى أين تمضي الحياة بي؟ ما الذي يصنعه العقل بنا؟ إنه يفقد الأشياء بهجتها ويقودنا نحو االكآبة... إنني أتعفن مللاً لولا ريشتي وألواني هذه، أعيد بها خلق الأشياء من جديد.. كل الأشياء تغدو باردة وباهتة بعدما يطؤها الزمن.. ماذا أصنع؟ أريد أن أبتكر خطوطاً وألواناً جديدة، غير تلك التي يتعثر بصرنا بها كل يوم. كل الألوان القديمة لها بريق حزين في قلبي. هل هي كذلك في الطبيعة أم أن عيناي مريضتان؟ ها أنا أعيد رسمها كيما أقدح النار الكامنة فيها. في قلب المأساة ثمة خطوط من البهجة أريد لألواني أن تظهرها، في حقول "الغربان" وسنابل القمح بأعناقها الملوية، وحتى "حذاء الفلاح" الذي يرشح بؤساً ثمة فرح ما أريد أن أقبض عليه بواسطة اللون والحركة.. للأشياء القبيحة خصوصية فنية قد لا نجدها في الأشياء الجميلة وعين الفنان لا تخطئ ذلك. اليوم رسمت صورتي الشخصية : ففي كل صباح، عندما أنظر إلى المرآة أقول لنفسي : أيها الوجه المكرر، يا وجه فينسنت القبيح، لماذا لا تتجدد؟ أبصق في المرآة وأخرج ... واليوم قمت بتشكيل وجهي من جديد، لا كما أرادته الطبيعة، بل كما أريده أن يكون: عينان ذئبيتان بلا قرار. وجه أخضر ولحية كألسنة النار. كانت الأذن في اللوحة ناشزة لا حاجة بي إليها. أمسكت الريشة، أقصد موس الحلاقة وأزلتها.. يظهر أن الأمر اختلط علي، بين رأسي خارج اللوحة وداخلها... حسناً ماذا سأفعل بتلك الكتلة اللحمية؟ أرسلتها إلى المرأة التي لم تعرف قيمتي وظننت أني أحبها.. لا بأس فلتجتمع الزوائد مع بعضها.. إليك أذني أيتها المرأة الثرثارة، تحدثي إليها... الآن أستطيع أن أسمع وأرى بأصابعي. بل أن إصبعي السادس "الريشة" لتستطيع أكثر من ذلك: إنها ترقص وتداعب بشرة اللوحة... أجلس متأملاً : لقد شاخ العالم وكثرت تجاعيده وبدأ وجه اللوحة يسترخي أكثر.. آه يا إلهي ماذا باستطاعتي أن أفعل قبل أن يهبط الليل فوق برج الروح؟ الفرشاة، الألوان.. و.. بسرعة أتداركه: ضربات مستقيمة وقصيرة، حادة ورشيقة.. ألواني واضحة وبدائية. أصفر أزرق أحمر.. أريد أن أعيد الأشياء إلى عفويتها كما لو أن العالم قد خرج تواً من بيضته الكونية الأولى. مازلت أذكر: كان الوقت غسقاً أو ما بعد الغسق وقبل الفجر. اللون الليلكي يبلل خط الأفق.. آه من رعشة الليلكي، عندما كنا نخرج إلى البستان لنسرق التوت البري. كنت مستقراً في جوف الشجرة أراقب دودة خضراء وصفراء بينما "أورسولا" الأكثر شقاوة تقفز بابتهاج بين الأغصان، وفجأة اختل توازنها وهوت، ارتعش قلبي قبل أن تتعلق بعنقي مستنجدة. ضممتها إلي وهي تتنفس مثل ظبي مذعور.. ولما تناءت عني كانت حبة توت قد تركت رحيقها الليلكي على بياض قميصي.. منذ ذلك اليوم، عندما كنت في الثانية عشرة، وأنا أحس رحيقها الليلكي على بياض قميصي.. منذ ذلك اليوم وأنا أحس بأن سعادة ستغمرني لو أن ثقباً ليلكياً انفتح في صدري ليتدفق البياض.. يا لرعشة الليلكي .. الفكرة تلح علي كثيراً فهل أستطيع ألا أفعل؟ كامن في زهرة عباد الشمس، أيها اللون الأصفر يا أنا. أمتص رحيقي من شعاع هذا الكوكب البهيج. أحدق وأحدق في عين الشمس، حيث روح الكون، حتى تحرقني عيناي. شيئان يحركان روحي : التحديق بالشمس، وفي الموت.. أريد أن أسافر في النجوم وهذا البائس جسدي يعيقني! متى سنمضي، نحن أبناء الأرض، حاملين مناديلنا المدماة .. ولكن إلى أين؟ - إلى الحلم طبعاً. أمس رسمت زهوراً بلون الطين .. بعدما زرعت نفسي في التراب، وكانت السنابل خضراء وصفراء تنمو على مساحة رأسي وغربان الذاكرة تطير بلا هواء. سنابل قمح وغربان. غربان وقمح.. الغربان تنقر في دماغي. غاق.. غاق.. كل شيء حلم، هباء أحلام، وريشة التراب تخدعنا في كل حين.. قريباً سأعيد أمانة التراب، وأطلق العصفور من صدري نحو بلاد الشمس.. آه أيتها السنونوة، سأفتح لك القفص بهذا المسدس: القرمزي يسيل. دم أم نار؟ غليوني يشتعل: الأسود والأبيض يلونان الحياة بالرمادي. للرمادي احتمالات لا تنتهي: رمادي أحمر، رمادي أزرق، رمادي أخضر. التبغ يحترق والحياة تنسرب. للرماد طعم مر بالعادة نألفه، ثم ندمنه، كالحياة تماماً: كلما تقدم العمر بنا غدونا أكثر تعلقاً بها.. لأجل ذلك أغادرها في أوج اشتعالي.. ولكن لماذا؟! إنه الإخفاق مرة أخرى. لن ينتهي البؤس أبداً... وداعاً يا ثيو، سأغادر نحو الربيع. #فان_غوخ
أن تعشق أخاك، وتراه أخلص الأصدقاء ومستودع الأسرار إننا مدينون لامرأة وفية أخرجت تلك الروائع المرسلة كلمات بين الأخوين: فنسنت وثيو، وإن كان المنشور هو رسائل فنسنت، لكن رسائل أخيه منطبعة في رسائله وواضحة من ردوده عليه هذه المرأة المخلصة زوج ثيو، نقلت أيضا رفات زوجها إلى جوار أخيه الذي لحقه بعد ستة أشهر ليأنسا ببعضهما كما كانا في الحياة الدنيا. فان جوخ الذي وضع كل معاني الأنس والتآلف والسعادة والسلوى والتعزي والمشاركة والمواساة في قلب أخيه، شاركه أحلامه الصغيرة والكبيرة، خطواته، انطباعاته، رحلاته إلى ألمانيا وباريس، وإنجلترا التي أخبره عن متعته الكبيرة وهو يراقب أهل لندن فيها، وطريقة الحياة الإنجليزية، المعارض التي يزورها، والفنون التي يتعرف إليها والفنانين من مختلف الثقافات، كتب له قائمة بأسماء الفنانين الذين يحبهم، القصائد التي يعشقها، أحواله النفسية والاقتصادية، كتب له عن مشاعره وأفكاره وتطلعاته، ومرضه الصعب، وشكى إليه الغربة والاغتراب والافتقاد والحزن العميق المختلط دائما بتمسكه بالإيمان والأمل والخير وحب الله، وحب العائلة والناس، فضفض همومه على عتباته، وهدهد روحه في حضن كلماته، ورأى صورته في مرآته، شاركه إبداعه وروحه وما وراء الإبداع؛ المكان والزمان والألوان والإلهام، والعواطف، والمقاصد. يصف له المشاهد الحقيقة الجميلة التي تغمره بالرضا والسعادة وحب الحياة كما لو كان يصف لوحات فنية، تلك هي أعين المبدعين. كتب في مرة أنه سعيد للغاية أن بينه وبين أخيه أشياء مشتركة حب الفن والطبيعة، وأن أخاه قد عمل في الشركة التي كان جوخ يعمل فيها سابقا مما يعني أنه سيقابل الأصدقاء الذين قابلهم، ويلمس الأماكن التي تحمل بصمات أخيه، وتمنى أن يكبر الحب بينهما كلما تقدم بهما العمر، :ويوقع في منتهى كل رسالة أشدد على يديك أصافحك بقوة أصافحك فكريا أصافحك في خيالي، اكتب لي ثانية قريبا أشكرك مقدما على أي شيء تنوي فعله لأجلي أخوك المحب فنسنت، وأحيانا يزيد بعد المحب: (جدا) أما في الرسالة التي حملت له العتاب، عتاب المحب الحقيقي، فلم يختمها بأخيك المحب وإنما بقوله: المخلص دوما.. إنها بلاغة المقتضى يبدو أنه تألم لزواج أخيه وخشي أن ينصرف بزواجه عنه، لكنه بعد فترة وبعد أن رأى (جو) أصبح يكتب الرسالة إليهما عزيزي ثيو، وعزيزتي جو [وأنا أتطلع لأن أرسمكم جميعا في الهواء الطلق، أنت وجو والصغير ]
:فلسفة الجمال والحنين ]لو أن المرء يحب الطبيعة بحق سيجد الجمال في كل مكان،إلا أني في بعض الأحيان أتوق إلى هولندا
تمنيت لو كان قد قرأ القرآن الكريم كما قرأ الإنجيل فيكون له مصدر إلهام فوق الخيال ولربما كان عاصمه من قتل نفسه الجميلة
شكري وامتناني لقمر أرشدني إلى الكتاب وحدثني بإحساس عميق عن جمال صفحاته
فان كوخ العشق تعرفت عليك عندما قرأت رسالة نبيل صالح التي كان قد كتبها و كأنها على لسانك ، كانت مدهشة ، حفظت كل كلمة و فارزة في تلك الرسالة ، و من يومها احب ان أقرأ أي شيء يعود لك ، حتى لو كان مقالاً لشخصٍ مبتدأ ، أحببت لوحاتك ، احببت الأشاعات التي اطلقت عليك ، ااااه أن الألوان في قاموسك معناها يختلف . هذه الرسائل الـ 18 ، عبرت عن بداية شابك بشكل رائع ، احببت طريقتك في الكتابة عن كل صغيرة و كبيرة في حياتك لأخيك ثيو ، أتعلم أنني أحسد ثيو !
"لو أستمر المرء في أن يحبّ بأخلاصٍ ما يستحق الحبّ بحق دون أن يضيع وقته في أن يحبّ أشياء غير مهمة ولا معنى لها ولا تستحق تلك المحبّة فسوف ينال المزيد من النور شيئًا فشيئًا وتزيد قوته أكثر فأكثر"
العُمق الّذي يتجسد في لوحاتِ فنسنت كان محبوكٌ ذاته في رسائلهِ لثيو، وفي الوقت الّذي كانت لوحاته عزائي الوحيد في أيامٍ مريرةٍ فعلت نصوصه الأمر نفسه. كثيرًا ما أشعر أنّ العالم كان محظوظٌ جدًا حين ولدت يا فنسنت
ما هذا الجمال ؟ كيف ان يكون الفنان العبقري كل هذا تاثير بعد مماتة ؟ اسئل نفسي بعد انتهاء كتاب لماذا بعض المبدعين تاتيهم شهرة بعد مماتهم فقط وطول حياتهم في سعي لها لا تاتي بل تسخر منهم وتضربهم بسياط؟ رسائل إنسانية حياة شخص معاناة رسمت في حياته طريق
فإذا كنّا متعبين، أليس ذلك بسبب أننا سرنا مسافة طويلة؟ وإذا كان صحيحًا أن المرء أمامه معركته التي يجب عليه أن يخوضها، إذن أليس الشعور بالإنهاك والاحتراق في الرأس دلائل على أننا مازلنا نقاوم؟
لجأت ليه لأنني لا أملك نفسا ل المخلص دوما فنست: الجواهر من رسائل فان جوخ وال1300 صفحة، رغم شاعرية الأفكار والتماس معها لا أنني أعاني من رسائل الطرف الواحد، رغم إشارة فان جوخ لبعض ردود ثيو إلا أنه كان ليكون أفضل لو تتضمن أعمال الرسائل كلا المُرسلَين.
كنت نقرآ فالرواية تاع نجيب محفوظ "خان الخليلي" ، تقدر تقول الوصف مبهر جدا و يضعك في قلب أحداث الرواية !! لكن بطريقة ما جات لوحات فان كوخ في ذاكرتي ... ذكرتني غرفة أحمد عاكف بالغرفة التي رسمها فان كوخ ، و ذكرتني حارة الحسين و مقهى الزهرة بلوحة أخرى لنفس الكاتب ... فوضعت الرواية جانبا و قررت قراءة كتاب تحت إسم "رسائل فان كوخ" كتيب صغير جدا (44 صفحة) يحتوي على رسائل من المفترض أنها موجهة لثيو أخ فان كوخ ... من المثير للسخرية كيف أن الرسائل كانت كلها إيمان و محبة و تفائل ثم يموت تلك الميتة المأساوية ... تذكرت نيتشه لما كتب في غسق الأوثان .. الفن هو أكبر مُنشط للرغبة في الحياة . ولكن يبدو أن حياة الكثيرين ومنهم فان كوخ ، كانت رمادية بإفراط عجز الفن عن تداركه .ِ. فلو إن هذه الألوان كانت ماثلة خارج حدود لوحاتهم لأختلفت النهاية حتماً ... ففي 16 مايو 1890 ترك فينسينت فان كوخ المستشفى النفسي وذهب ليلاً بواسطة القطار إلى باريس في بيت اخيه ثيو .. في مساء يوم الأحد الموافق 27 جويلية 1890 أخذ فينسينت فان كوخ مسدساً وأطلق على صدره رصاصة ... وسقط على سريره ، وجاءه ثيو راكضاً ! و هكذا قضى فينسنت الساعات الأخيرة من حياته بجانب أخيه الذي يحبه جدا .. ذكر ثيو لاحقاً بأن فينسنت هو من أراد الموت بنفسه ، فعندما جلس إلى جانب سريره قال له فينسنت : "إن الحزن يدوم إلى الأبد" مات فينسنت فان كوخ في الساعة الحادي والنصف صباح يوم 29 جويلية 1890 في سن الـ 37 ... الكنيسة الكاثوليكية في أوفيرس رفضت السماح بدفن فينسنت في مقبرتها لأنه انتحر ، لكن مدينة ميري القريبة وافقت على الدفن والجنازة ، وتم ذلك في 30 جويلية .. توفى ثيو فان كوخ في أوفر سور أوايز بفرنسا بعد رحيل فينسنت بست أشهر .. و دفن بجنب أخيه ، و طلبت زوجة ثيو بأن يتم زراعة غصين النبات المعترش من حديقة الدكتور غاشي بين أحجار القبر .. تلك النباتات مازالت موجودة في موقع مقبرة فينسنت وثيو حتى يومنا هذا ... و كل عام في ذكرى ميلاده يأتي الآلاف لنشر الورود على قبره .. و نختمهآ ب كي كان حي كان مشتاڨ تمرة ، كي مات علقوله عرجون .. فكان أحيانا يبادل لوحاته مقابل لقمة من الخبز ، وهاهي الآن تباع بملايين الدولارات .
"إلى أين تمضي الحياة بي" كانت هذه هي الجملة الأولى التي أدخلتني إلى عالم فنسنت فان جوخ الغالي، كانت هي الجملة الأولى من رسالته الأخيرة قبيله انتحاره - وهي غير واردة بهذا الكتاب- كان فنسنت قبلًا مجرد رسام أسمع اسمه، ثم شاهدت لوحاته وأحببته، ثم قرأت رسالته الأخيرة وتيمت بيه، ثم حلمت به وبحثت عن معلومات عنه، واقتصصت صورًا له من مجلات واحتفظت بها. فنسنت كان مجرد رسام أسمع عنه، وصار صديقي المقرب. هذا الكتاب ليس للتقييم، وليس للمطالعة، هذه الرسائل ترعبني، لا مما ورد فيها؛ لكن من فكرة أن يطلع أحدهم على رسائل تعرينا بعد موتنا. هذه الرسائل زادتني من الاحساس بجمال فنسنت. فنسنت أخ حنون، صديق للعائلة، ولمن حوله، قريب من الله، يرى الجمال، ويحاول نشره. هذه الرسائل مفزعة، ترينا كيف يحول الاكتئاب من شخص حي إلى ميت يبدو حيًا. هذه الرسائل تجمع الدموع في عيني. "وداعًا.. ساغادر نحو الربيع."
لا أعتقد أنني أملك الكلمات الصحيحة القادرة على وصف فنسنت بها، كل رسالة تركت فيَّ الكثير من التساؤلات والدهشة أيضاً. الترجمة مبتدئة جداً وهذا سرق كثيرًا من وهج رسائله، أعتقد أنني سأعيد قراءة المجموعة كاملة باللغة الأصلية لها. نُحب فنسنت دائماً.
لنقل أنّ لدي مشكلة مع أدب الرسائل بشكل عام، ربما لأن النماذج المنتشرة هي لنساء خرقن حرمة الانكسار والصدق لأدباء كبار وحرصن على الاختباء وعدم نشر ردهن على هذه الرسائل، ولأن هذا الأدب عمومًا لا يوثق الرسالة وردها وإنما يكتفي بسرد الحوار من طرف واحد.
هذا الكتاب يعد بحفظ الجزء الخاص من رسائل الفنان ومشاركة رسائله ذات الطابع العام وربما لهذا سيحس غير المختص بالفن ببعض الملل عند قراءة هذا الكتاب.
إذن من سيستمتع به:
إذا كنت من محبي الفن عامةً والرسم خاصةً ستحب كثيرًا وصف فان جوخ للألوان وطريقة دمجها وتعلقه بالطبيعة وستتفهم مشكلته مع الرسم لأجل الرسم والرسم لأجل المال.
إذا كنت من محبي فان جوخ ستطلع على جزء من شخصية فنانك المفضل وستتعرف على آراءه الخاصة بأعمال فنانين آخرين، بتطلعاته لمجتمع فني يكون فيه الرسامون يدًا واحدة، ربما ستجد نفسك في شكواه الدائمة من المعضلة المادية التي يواجهها كل الفنانين، ستجد فرصة ذهبية لسماع فنانك المفضل يتحدث عن رسمه للوحتك المفضلة، أتوقع أنها ستكون تجربةً لا تفوّت، ستقرأ عن فلسفته في الحياة وربما ستدرك سبب انتحاره في النهاية. وربما ستعزيك فكرة أن هذا الإنسان كان يطمح إلى الخلود وقد تحققت أمنيته!
هل أعجبني الكتاب؟ لا أدري حقًا لكنني شاكرة للتصميم وتضمينه لكثير من لوحات فان جوخ التي لم أرها من قبل، اكتشفت أنني أحب لوحاته المخصصة للأشجار.
رسائل فان جوخ رائعة ولكن ترجمة الكتاب سيئة ومن الواضح انها ترجمة هاوي حتى اسمه لم يكتب على الكتاب انما هو تجميع لبعض الرسائل وترجمتها بترجمة ركيكة. اعتقد ان من قام بها ترجم من النص الانجليزي اى انه لم يترجم عن اللغة الاصلية التى كتبت بها الرسائل لذلك من الطبيعي ان تكون بهذه الركاكه . النجمة الواحدة للترجمة. اما عن رسائل فان جوخ فهي تستحق القراءه ربما هي عظيمة بنفس مقدار عظمة لوحاته . كنت اقرأ كل رساله وابحث عن النص الانجليزي لها لأعيد قراءة الأجزاء التى أعجبتني. ما أعجبني فى رسائل فان جوخ انه دون فيها اعجابه وتأثره بالفنانين والكتاب ودون فيها أفكاره عن اللوحات والكتب التى كان يقرأها. أحببت أيضًا التفاصيل التى كان يذكرها أعتقد انها تشبهني جدًا حيث كان يسرد الحدث ثم يتطرق لتفاصيل ليس من المعتاد أن يذكرها أحد خصوصا المتعلقه بالأماكن ووصفها والحاله التى ينقلها له المكان الفلاني. ان شاء الله سأقرأ كل رسائل فان جوخ واقرأ مالم اقرأه من الكتب التى يذكرها فى رسائله واتعرف اكثر على لوحات الفنانين التى ذكرها لانني لم ابحث عن بعضها.
نسيت أن أقول اننى اعتقد ان لولا علاقه فينسنت فان جوخ بأخيه ثيو لانتحر فينسنت فى عمر أصغر مما فعل وأعتقد لم يكون لينجز الكثير من لوحاته. أحببت علاقتهما ببعض والدعم الذي كان يقدمه ثيو له.
"لو أستمر المرء في أن يحبّ بأخلاصٍ ما يستحق الحبّ بحق دون أن يضيع وقته في أن يحبّ أشياء غير مهمة ولا معنى لها ولا تستحق تلك المحبّة فسوف ينال المزيد من النور شيئًا فشيئًا وتزيد قوته أكثر فأكثر"
جمال كلمات فنسنت فان غوخ لا يصدق من أين ينبع ذلك الجمال والحزن ؟ الرسائل عباره عن تحفه فنية جميله جدا ممزوجة بمتاعب الحياه
أحببت هذه الرسائل القصيرة البسيطة كثيراً، المليئة بالمشاعر الحقيقية، بالمخاوف التى لا نتحدث عنها عادة، بالتأملات الجميلة، تمنيت لو كانت رساءل أخيه ثيو إليه موجودة أيضاً .. تمنيت لو كنت أحدهما، فما أجمل أن تمتلك من تُحدثه بكل تلك الشفافية بلا خوف من أحكام أو أي شئ.