يقوم هذا البحث بتحليل مصادر الثروة العربية قبل الإسلام، ويستكشف الأرض، وكيف جرت تهيئتها لظهور هذا الدين الجديد. ويعرض العوائق الاقتصادية التي حالت دون انتشار الإسلام بسرعة، وكيف استطاع الإسلام أن يمهّد السبل لنشوء عوامل اقتصادية، ساعدت، في ما بعد، على تقويته، وانتشاره في مكة والمدينة.+++كذلك يعرض كيف انتقل المجتمع العربي من التجارة إلى الفتوحات الإسلامية، وكيف أسهمت هذه الفتوحات في تكبير حجم المال العربي بعد الإسلام.+++وفي البحث، قراءة للتاريخ الإسلامي بجرأة متناهية كتاريخ فقط، تكوّن بفعل عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية مختلفة، وتكوّن كذلك بفعل أشخاص وشخصيات تاريخية وواقع ملموس على الأرض، وبين البشر. وهذا المنهاج في قراءة التاريخ الإسلامي المبكر – على وجه الخصوص – لاقى صعوبات جمّة سبق أن واجهها كل من تعرّض لهذه الفترة الدقيقة من تاريخ الإسلام. فالمصادر التاريخية قليلة، إذا لم تكن نادرة. وما توافر منها – على ندرته – وُظّف لمصلحة الدين الجديد كلية، وتلك سُنّة تاريخية معروفة من قبلُ ومن بعد. فالجديد يَجُبُّ دائماً ما قبله. وبرغم ذلك، استطاع هذا الكتاب أن يكشف عن حقائق تاريخية، لم نكن نظن في السابق أنها كانت قائمة، وذات دور كبير في ظهور الإسلام.
شاكر النابلسي كاتب وباحث أردني من مواليد 1940. مختص بقضايا الإصلاح في الوطن العربي والقضايا الإسلامية بالإضافة لكونه باحث ليبرالي في الفكر العربي، ويصنف بين من يوصفون "بالليبراليين الجدد" في المنطقة العربية. له مؤلفات كثيرة وعُرف بمقالاته التي تتناول في مجملها الإصلاح إضافة للمنظمات والأفكار "الراديكالية" و"المتطرفة" في الوطن العربي.
تطرق فيكتور سحاب إلى الحديث عن موضوع تجارة مكة وناقش الموضوعات المتصلة بمكة قبل ظهور الإسلام من الناحية الاقتصادية والسياسية والعقائدية ، وذلك لإيجاد تفسير حول إيلاف قرش التي كانت مرتبطة بالتجارة إلى الشام واليمن على الطريق الغربي لشبه الجزيرة العربية ، فقد تكون الكتاب من 432صفحة وتحدث في الفصل الأول عن سورة قريش وعن المعنى اللغوي والمعنى التاريخي لهذه السورة، وربطها بسورة الفيل و أظهر الفائدة التاريخية لاتحاد السورتين لما تعطيانه من تفسير تاريخي ، والفصل الثاني ناقش العلاقة بين الشرق والغرب و الصراع المستمر بينهم ، المتمثل في روما في الغرب والفرس في الشرق ، وكذلك تطرق في هذا الفصل للحديث عن علاقة الروم بالممالك العربية المتمثلة في الأنباط وتدمر ، والفصل الثالث تطرق للأحوال الدولية في القرن السادس مثل مسألة ظهور بني غسان ، والفصل الرابع تحدث عن تجارة الإيلاف وطرقه وتنظيمه وعوامل ظهور مكة و أسباب تفوق مكة ، والتجارة والطرق وأنواعها والتجارة البحرية ، والفصل الخامس يتحدث عن الإيلاف ومؤسساته كالوظائف المكية والعقائد السياسية والدينية ، والفصل السادس تطرق للحديث عن المواسم والأسواق ، وفي الخاتمة ناقش الباحث آراء كرون حول تجارة مكة .
فسر إيلاف قريش كمفهوم من ناحيتين فالناحية الأولى اللغوية وتعني كلمة الإيلاف ألف أي ألف وتعود على الشيء بمعنى ألفة الشام واليمن ، أما المعنى التاريخي فالنيسابوري يربط حادثتين تاريخيتين ربط السبب بالنتيجة ، فسورة الفيل تروي هزيمة أبرهه الحبشي الذي حاول هدم الكعبة ، وتفسر هذه السورتين إذا ما تم ربطهم بأن الله هزم الحبشي لإيلاف قريش ، ومن الأمور المهمة التي نشير إليها أن سحاب اعتمد في كتابة على المصادر الإسلامية من القران والسنة و كتب المؤرخين ، بالإضافة لذلك لم يغفل عن الدراسات السابقة له مثل رأي عرفان شهيد و رأي المستشرق شبرنغر ، حيث ذكر من آراء عرفان شهيد أسباب تحول التجارة في شبه الجزيرة العربية من شرقها إلى غربها ، ومن الأسباب وجود الصراع بين الفرس والروم لذلك آثرت الروم ان تكون بعيدة عن الحدود الفارسية ، وهنا يفسر أنه كان الإيلاف قد ابدأ بألفة الروم في الشام لما كانوا بحاجة لها، بشكل أكبر، حيث أن الفرس والروم حاولوا الاستيلاء على اليمن فإستمال الروم العنصر المسيحي فيها وإستمال الفرس العنصر اليهودي فيها ، وتجر الإشارة أن الباحث اعتمد في تفسير أن مكة اشتهرت بالتجارة ماذكره القران الكريم في قوله تعالى " بواد غير ذي زرع" ، وهنا نرى أن الباحث يشير إلى افتقار مكة لعناصر المعيشة كالزراعة والمراعي لذلك كان لزاما عليه التوجه للزراعة لما لها من مموقع مميز وسط الطرق التجارية ، و أشار سحاب أن العرب سافروا عبر البحر لتجارة الهند في الأزمنة القديمة وذكر توجه الإسكندر المقدوني للهند ، وتطرق الباحث للحديث عن البضائع التي تاجر بها أهل مكة منها التوابل والحرير والملابس والأغنام والبخور واللبان ، وذكر في ذلك مثالين يبين استخدام الروم لهذه البضائع القادمة من الهند ،فقد ذكر أن الروم كانوا يشترون الفلف وكا يباع بأغلى الأثمان ، وتحدث عن الإمبراطور بيرون أنه استخدم كمية كبيرة من اللبان والبخور في جنازة زوجته ، وفي خاتمة الكتاب أوضح خلاصة الدراسة و أن رحلة الإيلاف توقفت بسبب غزوات المسلمين لتجارة مكة لأنها تشكل قوة أهلها فعمل على حصارها ، ومن الأمثلة على ذلك غزوة ودان أو الأبواء وهي أولى غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وسرية حمزة وغزوة بواط وغزوة العشيرة وغيرها ، وناقش ما اذا كانت مكة سيرت قوافل تجارة دولية وعرض رأي كرون فيها وذكر أن كرون لم تكن تعرض نصوص ودلائل على أقولها وأخيرا تؤكد أن مكة لم تقم فيها تجارة على الإطلاق لان مكة لم تقم أسواقا في حرمها ، لكن الباحث يشير أن هذا لا يعني أن مكة لم تتاجر فهي تجارة عبور دولية ، وقد نفت كرون أن تكون قريش تاجرت بالزيت والخمر لأن الشام لم يكن بحاجة لها و أن الملابس الشامية أفضل نسيجا ، ولم تذكر الفروق بين الملابس التي تنتجها الجزيرة والشام ، ولم تذكر عن احتمال نقص أسواق الشام فكان العرب يسدون حاجاتهم ، ومن أدلتها أن مكة لم تتاجر إلى الخارج أن المكيين لم يكن لديهم خشب أو سفن وتستدل على ذلك أن بناء الكعبة تم استخدام خشب سفينة رومية غرقت في ميناء الشعيبة ، إن إحصاء الأخطاء كثيرة في كتاب كرون واعتمدت على غفلة القارىء .
كتاب بعيد عن المنهج الترقيعي الطفولي المستخدم في غالبية الكتب عن تاريخ الإسلام - يناقش بعض المواضيع بعقلانية وموضوعية ولو إنني أختلف مع الكاتب في بعض الآراء والتعميمات ولكن بشكل عام الكتاب يقدم تحليلا مهما عن نشوء الاسلام وانتشاره من الناحية الاقتصادية ويمتاز بسلاسة الاسلوب واستخدام وتقديم بعض المراجع والمعلومات المهمة.
بدراسة أكاديمية ذو مرجعية لا يمكن إنكارها يثبت الكاتب أن الأسلام ما هو إلا حركة اقتصادية لم يكن لها ان تظهر دون تغيرات أقتصادية بحته عمل رسول الأسلام على اثارتها كي ينجح في دعوته , الأفادة كانت قوية لكن أعيب على الكاتب في إعادة شرح فكرة واحده في الكثير من الأشكال
الفكرة جيدة جدا ، علاقة الدين بالاقتصاد ، فما من دين ينشأ إلا لعوامل اقتصادية ، هناك حشو وتكرار ممل ، بالإضافة إلى أن بعض الحجج والاستدلالات لم أجدها موضوعية أو بمعنى أصح علمية ، ربما يحتاج الكتاب قراءة ثانية .
كتاب اقل من المتوقع، أصغر من فكرة الموضوع الكتاب يحمل داخله العديد من الاخطاء سواء في فهم بعض التفاسير او ببعض المعلومات لا استطيع ذكرها لان قرائتي له من اكثر من سنة ونصف تقريباً