المسائل المطروحة في هذا الكتاب تشكل عناوين المأزق العربي،ومحور اهتمام الباحثين والمحللين الاستراتيجيين والقراء والمتابعين. ولعل الخطورة تتمثل في كون هذه المسائل أكثر ارتباطاً بوجود العرب ومصيرهم وتقدمهم ومستقبلهم،ويتوقف على حلها مسار العالمين العربي والإسلامي،وموقفها من تحديات العصر وإشكاليات الديموقراطية والحداثة والغرب والإسلام والمرأة والعولمة والإنفتاح.
•كاتب وباحث •سوريا، فرنسا •كاتب ومترجم سوري مقيم في باريس. •دبلوم الدراسات العليا من جامعة دمشق 1975. •دكتوراه في النقد الأدبي الحديث من جامعة السوربون 1982. •نقل العديد من مؤلفات محمد أركون إلى العربية. نشر مؤخراً 3 كتب صدرت عن "رابطة العقلانيين العرب"، الأول بعنوان: "مدخل إلى التنوير الأوروبي"، والثاني بعنوان: "معضلة الأصولية الإسلامية". والكتاب ثالث تحت عنوان: "الانسداد التاريخي. لماذا فشل مشروع التنوير في العالم العربي؟".
الكتاب مقالات بتدور كلها حول فكرة واحدة وهي ان العالم الاسلامي من قرون في حالة من التأخر الحضاري والفكري والأسباب كثيرة منها التعصب الديني والتكفير, تراجع الحركة الفكرية ومحاربة النقد وإغلاق باب الاجتهاد, القمع السياسي والفكري يرى الكاتب الحل في حركة تنويرية تحترم العقل ,فهم صحيح للدين ونقد لتراث الماضي وعدم الانقياد للمسلمات الخاطئة نقل الكاتب بالتفصيل تجربة أوروبا بعد أن عانت من اضطهاد العلماء والمفكرين, والصراع بين الطوائف المسيحية إلى أن تخلصت من الفكر اللاعقلاني عرض آراء المفكرين العرب والغربيين في موضوعات الفكر والتنوير وحال العالم الاسلامي وخاصة بعد أحداث التفجيرات في 11 سبتمبر الكتاب ملئ بالتكرار, عموما الأفكار مهمة وبعض آراء الكاتب قد نتفق أو نختلف معها
رائع هذا الكتاب يتناول بداية الإنسداد التاريخي في العالم العربي الذي مازلنا نعاني ونتجرع الويلات بسببه. يتحدث عن اسبابه وأين بدأ هذا الانسداد الذي تركنا متأخرين عن ركب الحضارة بمسافات ضوئية كما يقول الكاتب يرى ان السبب الحقيقي هو الانغلاق الفكري والاسوار التي صنعها التعصب الديني حول العقول وحرمها من عملها في التفكير والبناء والابداع.. فمنذ السنة العاشرة ميلاديا تقريبا بدأت موجة المحاربة من قبل رجال الدين والسلطة للمفكرين العرب والمسلمين على طراز ابن خلدون وابن رشد وغيرهم.. ومن هنا كان لا بد للأنسداد وتكرار المقولات وعجز الفكر وتوقف الابداع ان يحدث ولكي يوضح لنا هاشم صالح هذا الانسداد التاريخي كان لا بد من الاشارة الى التجربة الاوروبية التي عاشت نفس المحنة في العصور الوسطى وكيف استطاعت اخيرا وبعد حروب طاحنة من تجاوزها تحدث عن المشروع التنويري في العالم العربي وكيف فشل فشلا ذريعا.. وفي الحقيقة ان الكاتب لم يتحدث عن المشروع هذا الا بعد ان اسهب في الحديث عن عصر الأنوار او التنوير في اوروبا. كيف حدث مانتائجه ما سلبياته ايجابياته.. وقارن بينه وبين مشروعنا هذا المفجع في الأمر ان نكتشف في نهاية المطاف اننا متأخرين عن اوروبا بمئتي او ثلاث مئة سنة تقريبا فهو يقول أننا نعتبر الان في الوضع الذي كانت عليه اوروبا منذ مئتي او ثلاث مئة سنة عندما كان المفكرين يخافون من نقد الدين والمساس به .. حيث ان الكنيسة ورجال الدين كانو لهم بالمرصاد! هذا بالطبع مازال الحال عندنا فلا يستطيع مفكر او كاتب ان يكتب او يحاول نقد الدين او بعض المسلمات او البديهيات التي اشبعت بها طفولتنا وان كانت خاطئة, حتى تقوم الدنيا ولا تقعد
مايريد قوله الكاتب اننا لن نستطيع ان نلحق بالركب الا بانفراج هذا الانسداد الذي سببه التعصب الديني والفهم الخاطئ للدين وذلك بتفكيك المشكلة وتشريحها ثم من ثَم تنقيتها من الشوائب والمعيقات .. بهذا يتأتى لنا البناء على أنقاض القديم, مانستطيع ان نسميه نهضة حقيقية عميقة نقدر من خلالها الانفتاح على العالم بثقة الكتاب دسم وغني للغاية مفيد جدا انصح به بقوة..
يعد هذا الكتاب أحد أكثر كتب هاشم صالح إلهابا للعواطف، ففي كل فصل فيه لا بد أن تشتعل الرغبة في داخلك للقضاء على مرض الأصولية الذي ينخر في جسد العالم الإسلامي منذ عقود. وكما هو معروف فإن هاشم صالح يمنح عمره كله لهذه القضية، إلى درجة أنه أصبح يكرر نفسه كثيرًا في كتبه اللاحقة. ففي كتابه الأخير عن الثورات العربية وجدت أنه أعاد فيه نشر فصل كامل من كتابه "الإنسداد التاريخي" مع فصول أخرى من كتابه "معارك التنويريين والأصوليين في أوروبا"
هذا التكرار غير مستساغ وغير مقبول صدوره من مثقف أو مفكر بحجم هاشم صالح، ففضلا عن أنه ممل ومضجر، فإنه يعد كذلك علامة على النضوب الفكري!
هذا الشخص يعيش في عوالم أخرى، وصراعات لأمم أخرى يظن أن الفكر لن ينفجر بيننا إلا إذا سرنا على نهجها ورؤيتها.
محاولة تضخيم مع تأويل غير مقبول ومُنتحل بالكامل.
نحتاج إلى العقل ولكن برويّة وفهم شامل للأطروحة من قبل ومن بعد.
ولن تُحل الأزمة صدقني ما دام أن الصواب لا يظهر إلا بعصاك السحرية وحدها ومن يملك مثلها، ولن يتغير في الأمر شيء مادمنا نرى الأمور بمنظارك وتصنيفك اللامستوي، اللاناضج.
ثاني كتاب أقراءة لهاشم صالح ,وصدر هذا الكتاب عام 2007 وهو تكملة لسلسة أفكاره التي طرحها في كتاب :مدخل الى التنوير الاوروبي ,لكن هنا يتحدث عن المعضلة و المآزق التاريخي العربي وفشل التنوير العربي فيما بعد الاستعمار والاستقلال الدول العربية وصعود الدول الدكتاتورية العربية العسكرية ودورها في إجهاض النهضة العربية ,وتنبأ الكاتب في حال سقوط هذه الدول سيصعد الاصوليين الاسلاميين وهذا ما نراه الان بعد سقوط بعض الدول العربية العسكرية يرافقها صعود متسرع للأصولية الاسلامية . لكن ما هو المأزق العربي ؟ ولماذا نقع بين أسوء الخيارين الدولة العسكرية الدكتاتورية أو الاصولية الاسلامية ؟! ولماذا فشل التنوير العربي مثل القومية العربية,وجماعة الاسلام السياسي المعاصر؟ لنعرف أولاً ماهو التنوير فسره كانط بقولة:أن الانوار تعني الاستخدام الحر للعقل وتشكيل رأي عام مستنير بالمجتمع ,ويضيف فالإنسان مقيد بأصفاد الطائفية والتراث الديني ,ولا يجرؤ على استخدام عقلة بشكل شخصي وحر. ولهذا عملية التنوير صعبة جداً تشمل عمليه سلبية هدميه و أجابية تعمريه. ولهذا محنة المثقفين العرب المحدثين من الليبراليين ساذجين أو قوميين أو ماركسيين او حتى علمانيين يؤمنون با امكانية القفز فوق الثقل التاريخي والعمق التاريخي الديني ,وتبنوا الحداثة ك أيديولوجية نقل و أعتقدوا بان وضعنا يشابه وضعهم لمجرد أن نعيش بالعصر نفسه ونسوا ان الوضع التاريخي لمجتمعنا مختلف تماماً عن الوضع التاريخي لمجتمعات الغرب. اما محنتنا الان ومشكلتنا وليست مشكلتنا نحن فقط أصبحت مشكلة هذا العالم :الاصوليين الاسلاميين مثل داعش,الاخوان المسلمين, الجماعات الشيعيه الممتلئة بالعراق وحزب الله....والله العالم كم جماعه وخلافه بكرة راح تطلع لنا !! هولاء الاصوليين باختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم عندما تتناقش معهم (طبعا كل جماعه منهم تعتبر حالها تمثل الاسلام الصحيح اما من خارج طائفتها وجماعتها هم مضلون مبتدعون خوارج !!) ...عندما تقراء لمراجعهم أو تتناقش معهم يقلون لك لا نحتاج الى تنوير ونحن لسنا مثل أوروبا لا يوجد لدينا رجال دين و كهنه <<< وهذه الجملة تضحكني كثيراً من الذي حرق كتب ابن رشد, ومن الذي قتل ابن المقفع ومن الذي قتل علي شريعتي وقتل فرج فودة وحاولوا قتل نجيب محفوظ ومن الذي كفر ابن سينا و ابو بكر الرازي !! ولاننسى طبعا الفتوى الشهيرة بتكفير من يؤمن بدوران الارض حول الشمس !! ثم يقلون لك لا يوجد بالاسلام محاكم تفتيش ولسنا مثل الكنيسة الاوروبية ,ياليت لدينا كنيسة واحدة وبابا واحد لكي نعاقب نعاقب مرة واحدة لدينا هيئه كبار العلماء بالسعودية, الازهر , النجف ,قم ....الخ كل رجل دين أو خريج جامعه اسلامية يستطيع أصدار فتوى متى ماشاء وكيف ماشاء! نعم لا يوجد لدينا لا كهنوت ديني ولا قمع فكري ولاهم يحزنون !!! المآزق التاريخي العربي الاسلامي بدأ من 11 سبتمبر على التراث الاسلامي ولم يواجه هذا الفكر ولم تكن هناك بحث وتنقيه لهذا السياق التاريخي الذي أخرج لنا القاعده اولا و الان الدوله الاسلامية والان يطرح نفس السؤال يكفي أن تلقي نظرة على افتتاحيات الصحف والبرامج الغربية لتعرف أننا نواجه حرب ليست عسكرية بل فكرية تاريخية دينية وحصر تاريخنا و الاسلام بهذه الجماعات التي خرجت من رحم هذه الكتب وجعل من علماء وكتاب واخرهم الاخصائي الاعصاب الامريكي الشهير سام هاريس عندما قال بأحد البرامج الحوارية بان الاسلام هو سبب كل الشرور وكانت مراجعه هذه الكتب يكفي ان تلقي نظرة على مدونتة لترى مصادر أستنتاجاته . كيف أصبح التجاهل للحضارة الاسلامية العربية اهمها العباسية و الأندلسية واختفت وظهر هولاء ,ظهروا لا أننا لم نصفي حسابتنا مع التاريخ الثراثي, لم نعطي ابن سينا و العتزلة وغيروهم من العلماء ولم ندرس مناهجهم بل كفرناهم وجعلنا خلافتنا فقهية مذهبية ومازلنا نعيش بمجتمعات مازالت في عقليتها الغيبية والمذهبية الضيقه لم تخرج منها,وتؤمن على عدم الخروج على الثوابت ,مقصود بالثوابت الايدلوجية القومية العربية و الايدلوجية الأصولية على حد سواء , ماهي الثوابت ؟! هل هو التخلف الجهل تكفير المخالفين (نحن الفرقة الناجية), التعصب الانحطاط , انعدام النزعة الانسانية والفكر الفلسفي منذ الف سنة (من تمنطق فقد تزندق) هل هو من ثوابت الامة ؟ هل القمع السياسي والفكري أيضا من ثوابت الامة؟ هذه الثوابت قسمتنا وفتت بلادنا وجعلت الكثير من يطلب رحمة التدخل الغربي و تسلمية البلاد والثورات ولا انه يتفق مع من يشاركة بالوطن . في نهاية الكتاب كان هناك مقالة عن جورج طرابيشي وتفكيك الايدولوجيا العربية المعاصرة,أعجبني كثيرا وحمسني أقرا لجورج الذي لم أقرا له الا كتابا واحدا. أنصح بقراءه هذا الكتاب لمن يريد يفهم القليل من الجنون الذي يحصل بعالمنا العربي وقبلها أنصح بقراءه عن حرب الثلاثنين عاماً بين الكاثوليك والبروتستانت. أعتذر عن عدم ترابط الافكار أنتهيت من قراءه الكتاب منذ اسبوع مضى والان اكتب مراجعه سريعة .
أصل المشكلة اننا لا نعتقد ان هناك مشكلة . قالها قاسم أمين قبل اكثر من مئة عام : ان اول خطى الإصلا�� تبدأ حين نحدد موقعنا اولا بين الامم . . كيف ونحن لا زلنا نعتقد بأننا خير أمة اخرجت للناس !!!
يستكمل هاشم صالح بحثه المستفيض في أسباب تقهقر العالم العربي والإسلامي (أو حسب ما يصفه بالانسداد التاريخي)، في مجموعة متنوعة من المقالات التي توزعت بين: ، (البحث عن أسباب التقهقر) ، (مقارنة دائمة بحركة التنوير الغربي وحداثته) ، (نقد ما بعد الحداثة وواقع عدم جدواها في العالم العربي) ، (الدعوة المستمرة نحو تخطي الموروثات والتابوات القديمة للشروع بحركة تنويرية عربي-إسلامية –محمد أراغون نموذجا-) الكتاب غني جداً جداً، لولا إنه يفتقر إلى وحدة الموضوع، والتكرار المستمر في المنهج والمضمون، وعدم وجود تسلسل تصاعدي للمواضيع كما في الكتب السابقة
الكتاب هو عبارة عن مجموعة من المقالات التي تحاول أن تجيب على سؤال التنوير في العالم العربي :لماذا فشل مشروع التنوير في العالم العربي . وفي هذا الكتاب لم يخيب هاشم صالح ظني في روعة قلمه وجمال تعبيره سلاسة الأفكار وعرضها . ركز هاشم صالح في هذا الكتاب كما في كتبه السابقة على الفارق الحضاري بيننا وبين أوربا البالغ 300 عام وأننا يجب أن نركز على الفكر والحركة الفكرية والمخاض الثقافي التي عاشته مجتمعاتها قبل 300 عام . لم يكتفي هاشم صالح بشرح أسباب الفشل فقط بل أوجد مجموعة من الحلول والأجابات على كيفية النجاح في المستقبل وتفادي أخطاء الماضي من عيوب الكتاب خصوصية بعض المقالات بمرحلة زمنية أنصح بالكتاب بشدة
الحق أن أملي الكبير بالكتاب قد خاب! كنت أظنه كتابا عظيما مترابطا كما هو كتاب "مدخل إلى التنوير الأوروبي" للمؤلف ذاته. ولكنني فوجئت بأنه مجرد مجموعة من المقالات، لا يفعل فيها المؤلف شيئا سوى أنه يعيد ويكرر نفس الكلام، ولكن بصيغ مختلفة. وهذا ما استفزني إلى أقصى حد وجعلني أمل من قراءة الكتاب!
ينتقد الكاتب الأصولية المتمثلة في الواقع العربي دون تحليل البنى الاقتصادية والسياسة التي تنتج وتعيد إنتاج الثقافة الأصولية، وهو بذلك يفشل في تفسير هذا الانسداد بشكلٍ عميق. كتاب ياسين الحاج صالح "الثقافة كسياسة" يرد على هذه الطروحات بشكلٍ مفحم.. لم يعجبني..
الكتـاب يقـارن بين واقع المسلمين والأوروبيّيـن حالياً، ويطـرح فكرة التـدرج من عملية الهـدم ( التفكيك) إلى البنـاء، التي مر بها الأوروبيّيـن ، لعلاج حالة التخلف الحاليّـة. ويطلب من المثقفيـن بعدم القفز على الواقـع والمحاولة للحـاق أو استقطاب أفكار الغرب الحالية، ويقول علينـا أن نهـدم بالنقـد وبمسائلة المسلمات في البـداية وبعد ذلك نواصـل لنصل لهـم ، وهذه هي فكرة الكتاب الأسـاسيّة. ويركـز الكاتب باختزاليّـة وسطحية على موضوع الإسلام الأصولي معتقداً أنه سبب كل تخلف. شعرت من قرائتي للكتـاب أن الكاتب لديه إرادة النقـد، فهو يتعدى حدود نقد تطبيق المسلمين للإسـلام وينتقد الدين الإسلامي نفسه. وأيضـاً، الكـاتب باختزاليتـه يقسّـم الكثير من الاشياء تقسيم ثنائي، مثلاً، تقسيمـه الثنـائي " إما إسلام أصولي متزمّت أو متنوّر على الطريقة الغربيّـه . أين الانطلاق من الذات هنا ؟ هل الحل حقاً في تقليد الغرب؟
عندمـا تقرأ كتاب علي شريعتـي الرائع "تاريخ الحضارة " تجـد في المقدمة شرح لحالة المثقف المسلم المقلد . تستطيـع أن تقـول أن هذا الكتـاب يندرج تحت قائمة الكتب الترفيّـه، الـواقع ليس بهذا التبسيـط. ماستفدت منه فقط هو سرد بعض القضايا التاريخية والفلسفية.
جاءتني رسالة علي غفلة من أحد أساتذتي: معاذ، هل قرأت الانسداد التاريخي لهاشم صالح؟ رددت: لا، أفعل حالاً. هاشم مترجم أركون ولم أعرفه إلا من هذا الوجه، عاش في فرنسا الأنوار ردحاً من الزمن، يعالج مشكلة الانسداد التاريخي العربي، معضلتنا اللامتناهية، والمفتوحة ما شاء الله لها أن تفتح. أعترف أنني مصاب بانسداد من ناحية هذا الموضوع، بدءاً من الطهطاوي والأفغاني، وانتهاءً بالعروي هذا الموضوع لطالما أرق الخواطر؛ وما زاد الطين بلة أنني مذ فتحت أول صفحات وجدت المؤلف يأخذ الحديث ناحية الرطانة المعروفة؛ نحن متخلفون وفي ذيل العالم، متخنون بتراث لا يتزحزح من مكانه، ومحاطون بحراس بنو مجدهم بلبنات فهمهم لهذا التراث، إنهم كالكهنة الذين حكي عنهم الوردي حينما رفضوا النظر إلي السماء من التيليسكوب، الذي يعلمون أنه جاء ليهدم عالمهم القديم كله، عالمهم الذي بنوا مجدهم فيه وألفوه وأحبوه، خافوا علي أنفسهم من مجرد النظر لأنهم يعلمون أنه ليس ما قبل النظر كما بعده. يحدثنا صالح بأن هذا التراث الذي نؤجل معالجته يمثل متفجرات لا تدع فرصة مواتية بلا إنفجار، إنفجارات تجعل من تلك المنطقة عبئاً علي عالم ما بعد 11 سبتمبر، وتجعل مسؤلية علاجها فرضاً واجباً علي العالم "المتحضر"؛ عندما تحارب أمريكا طالبان أو القاعدة أو الزرقاوي وتنظيم الدولة، وعندما تقصف الطائرات الفرنسية بوكو حرام، فإنها تنطلق من "المسؤلية" الملقاة على عاتقها لتحرير هذه البؤر من العالم والحاقها بركب الحضارة ولو "قسراً"؛ لا تحارب الإسلام كما يزعم البعض فابن لادن والزرقاوي ليسا هما الإسلام بالطبع، وإنما ترك تلك البؤر والبقع هو بمثابة ترك قنابل موقوتة تنفجر وقتما تشاء مخلفة وراءها دموعاً ودماراً للشجر والحجر. تفكيك التراث، قبول خضوعه لمناهج البحث الحديثة، وضع النصوص في سياقاتها التاريخية واللغوية واللسانية، وجوب تعرية التراث أمام الناس هو الخطوة الأولى نحو الحل؛ لن يؤثر الزرقاوي علي قوم بآية يتلوها بعد ذبح شخص طالما أن هؤلاء الناس يستوعبون سياق الآية ويعلمون تماماً أنه لو قرأ المصحف كله فلن يبرر له سفك نقطة دم واحدة، وأنه لا يسفكها إلا لأنه مجرم تشكل الدماء غذاءه. أنا أعي تماماً المعضلة التي تؤرق صالح، الحياة في فرنسا يسيل لها اللعاب، فكرة فرنسا الرئيسة تتمثل في الثورة، كل مثقف زارها يجد حلاً مجهزاً ناجعاً، الثورة بضربة واحدة ستدخلنا فردوس الحداثة، ولم لا؟! أليسوا ناساً من الناس؟! ثورة جذرية تشنق آخر نبيل بأمعاء آخر قسيس فتحررنا دفعة واحدة من التراث وأهله ومن السلطوية ومحاكم التفتيش، وتنزل المثقفين منازلهم، ويسود أهل الفكر على من سواهم. المشكلة في هذه الرؤية أنها غارقة في السذاجة، فالعامل الثقافي لم يكن وحده المؤثر لقيام الثورة الفرنسية، ولا حتي العامل الإقتصادي ولا السياسي ولا الإجتماعي، تضافر كل تلك العوامل، الثورة لحظة إنفجار لا يمكن احتواءها ولا السيطرة عليها، وكل عامل بمفرده يمكن احتواءه منفرداً لكنها سوية لا يمكن لأحد أن يدعي إمكان أن يوقف الإنفجار، ارتبطت الثورة بالموسوعة كما ارتبطت بصعود الطبقة البرجوازية وسيادة ثقافة العمل والنقد بدلاً من القنانة والزراعة والإقطاع، ارتبطت بفساد القصر وبجاتوه ديموبان؛ ثم إنها لم تكن بدعاً في أوروبا سبقها اكتشافات كولومبوس، وتقويض سلطات ملك بريطانيا لصالح البرلمان، بجوار ثورة فرنسا كان هناك ثورة صناعية في إنجلترا، وسيادة للبروتستانتية في إنجلترا وهولندا، وفريدريك الأكبر الذي جمع في بلاطه صنوفاً من العلماء والفلاسفة... بالعودة إلى كتاب صالح، وأحسب أن أسباب الإنفجار الفرنسي لا يخفى على أحد، إلا أنه وما إن تهدأ فورة حماسته الأولي لإلقاء اللوم -كله- علي المشرقيين، ووجوب سوقهم من رقابهم إلي الحداثة سوقاً سرعان ما تهدأ فورته فيحفر في أسباب "الانسداد التاريخي" ويقترب كثيراً من عوامل لا يمكن أن تخفي علي أحد في أنها أهم الأسباب لهذا الإنسداد: أما التحديث فهو من أيام محمد علي وهو يركز على نقل التقنية دون نقل الفلسفة التي تقف خلفها؛ ثم الخوف من راديكالية الفكر الداعي للقطيعة "التامة" مع التراث، حيث أن هذا التراث حرفياً لا نملك منجزاً غيره، فإذا كانت قطيعتنا معه بمثل تلك الراديكالية فإلي أين؟؛ ثم التخويف من مجرد الإقتراب من الفكر الغربي، وهذا دور لم يتواني الإخوان ومن لف لفهم من الجماعات من القيام به منذ الإمام عبده مروراً بطه حسين وعلي عبدالرازق وغيرهم. معضلة المثقفين الذين يحتكون بالآخر الغربي من وجهة نظر صالح هي أنهم ينتقلون عبر الزمان لما لا يقل عن قرنين، ثم يعودون ثانية للإصطدام بواقعهم، وهو لا يحسدهم علي ذلك. من بول ريكور لعبدالوهاب المؤدب، ومن الإشارة للإشتباك مع معضلة الشر في العالم، وتحويل مركزية الدين بدلاً من تمحورها حول الله إلي تمحورها حول الإنسان، ومن ثم الإشتباك مع الشرور والآلام المختلفة، طبيعة أو إنسانية، فتجربة الألم والعذاب المرتبطة بها تستحق أن تكون موضوعاً فلسفياً، إنسانياً بامتياز. ثم عدم الغفلة عن بعض العوامل التي لا تغيب عن صالح، مثلاً التغير المناخي وتصحر تلك البقاع من العالم، وبالتالي شح الموارد وزيادة التنافسية عليها. مساهمة الإحتلال العثماني، بما تمثل فترته من القطيعة المعرفية مع المنجزات الثقافية والحضارية الإنسانية، من أول اعتماد التركية كأساس للعلوم والمعارف بدلاً من العربية، وصولاً إلي تجاهل الولايات الخاضعة للخلافة على حساب المركز؛ كذا لا ينسي صاحبنا الأندلس وأفولها؛ يعيب من خلال المؤدب على برنارد لويس إغفاله في بحثه عن تأخر النهضة العربية لمأساة فلسطين، هذا الجرح الذي استنزف تلك المنطقة وما زال ولم تخلص إلي حل له إلي الآن. عبت علي صالح ارتداءه النظارة الغربية والنظر لنا من خلالها، عبت عليه تبنيه للرواية من وجهة نظر الآخر كما هي، عبت عليه استعارته لنظارات هنتنجتون واعتبار هذا الإقليم يحتاج إلي من يخرجه مما هو فيه "ولو بالقوة" ثم حصره للبديل في سكاكين بوكو حرام، فكأننا مكتوب علينا أن نبقي أبد الدهر بين طائرات الناتو، وأحزمة القاعدة الناسفة؛ ثم إن أمريكا لم تكن تأخذ بيد أفغانستان نحو الحضارة عندما كانت تدعم الطالبان بالسلاح ضد السوفييت، ثم هي اليوم تدعمهم مجدداً، من الممكن أن يسأل صاحبنا الرئيس الليندي إن كانت أصولياً، وإن كان وضع أمريكا لبينوشيه بدلاً منه قد حرر التشيلي؛ لم تأخذ شركة الهند الشرقية بيد الهند نحو الحضارة، وجماجم المقاومين الجزائريين المحفوظة إلي اليوم في متاحف باريس شاهدة على أن الحكاية لم تكن حضارة ولا أخذاً بيد أحد. تلك الحضارة المبهرة، لذهب أفريقيا وماسها وعبيدها فيها سهم يا عم صالح. وعلي الرغم من كل شيء، يبقي كتاب صالح محاولة في فلك هم لا شك أنه كان مؤرقاً لصاحبه، اقتربت حفرياتها كثيراً من عديد عوامل أدت إلى الانسداد التاريخي.
This entire review has been hidden because of spoilers.
اعارض االكاتب في نقطتيين أساسيتيين: 1-يعتبر هاشم صالح ان خلع الحجاب هو طريق التنوير ؟؟ فالمتحجبة امراة متخلفة أما السافر فهي تقدمية تنويري وهاي كلاس !! 2-لم أفهم ماذا يعاني باعادة فهم القران وتمحيصه،هل مثلا اعادة فهم الايات ام حذف ايات ام ماذا !!
الكتاب كله يدور حول فكر اساسية محاربة الاصولية الفكرية المتحجرة سواء المسيسحية او اليهودية او الاسلامية.. الكتاب
الكتاب فيه الكثير من المصطلحات الفلسفية المعقدة...
معرفة أسباب فشلنا أمر بات من أولوياتنا .ما أعجبني بهذا الكتاب أنه بالرغم أنه كتب قبل الربيع العربي الاانه تنبأ بما نمر به من فتن طائفية ووصول الاحزاب الاصولية للسلطة .هذا الكتاب يجب أن يُدرّس في مدارسنا فالكاتب أشار لموضع الجرح .الكاتب يتوقع أن نلحق بالغرب بعد 200 سنة و حتى نضع أقدامنا على أول الطريق سنمر بمراحل من النزيف الداخلى و هذا فعلا ما نراه اليوم .
كتاب يلقي الضوء على أسباب ارتداد العرب ونكستهم الحضارية والثقافية وتقهرقرهم يتحدث هاشم صالح بطريقة سهلة ومفهومة لجميع القراء يحث المثقفين والباحثين على تشخيص مشاكلنا المعاصرة ووضعها تحت البحث والتشريح بغية الوصول لنافذة يطل منها النور علينا وعلى امتنا الهائمة في براثن القتل والدم
كتاب يقدم لك دلائل غبية جدا وفي منتهى الحماقة عن أسباب فشل مشروع التنوير في العالم العربي .. أتذكر حين قال لي بائع الكتب أن هذا الكتاب مثير للجدل، والحقيقي أنه مثير للإشمئزاز وأكثر ..
المسائل المطروحة في هذا الكتاب تُشكل عناوين المأزق العربي، ومحور اهتمام الباحثين والمحللين الاستراتيجيين والقراء والمتابعين. ولعل الخطورة تتمثل في كون هذه المسائل أكثر ارتباطًا بوجود العرب ومصيرهم وتقدمهم ومستقبلهم، ويتوقف على حلها مسار العالمين العربي والإسلامي، وموقفها من تحديات العصر وإشكاليات الديموقراطية والحداثة والغرب والإسلام والمرأة والعولمة والانفتاح.
يُشخص هذا الكتاب أمراض المجتمع العربي، ويضع الإصبع بلا مواربة على المشكلات التي أعاقت محاولات الاستنهاض، وأدّت إلى فشل الإصلاح الديني في الإسلام بينما نجح في المسيحية.
ويعرّفنا الكتاب إلى أسباب الانحطاط الحضاري في العالمين العربي والإسلامي، وتحوّل الإرهاب إلى وباءٍ أصوليٍ يهدد المجتمعات الحديثة بأسرها، ويعرض للتنوير في التراثات الدينية وحاجة الإسلام والعرب إليه، ويتطرق إلى ظاهرة التهجم على المقدسات وحرية التعبير في الفكر الأوروبي، والى أنماط المثقفين العرب، والفهم الأصولي للدين ومسبّبات الانسداد التاريخي، والى الحضارة الحديثة والرؤية الأصولية للعالم.
يحمل هذا الكتاب عنوانًا معبرًا وقاتلًا بذات الوقت: «الانسداد التاريخي»، بقدر ما تعبر هاتان الكلمتان عن طبيعة المأزق الذي يعيشه العالم الإسلامي الذي يعاني فعلًا من انسداد تاريخي تجاوز الألف عام جعله يعاني من التأخر الحضاري، بقدر ما توحي كلمة الانسداد بالإحباط واليائس. فالانسداد بحد ذاته كلمة محبطة، فكيف إذا كان تاريخيًا؟! هذا الكتاب للباحث والكاتب هاشم صالح ليس محبطًا؛ ولكنه لا يقلل من حجم المشكلة، هاشم صالح من المفكرين المتفائلين ولكن العميقين الواقعيين، وكما يقول دائمًا فإننا يجب أن ندفع ثمن الأصولية والتطرف والتراجع كاملًا دمًا ودموعًا قبل أن نتقدم إلى التنوير والتسامح والإنساني.
يُعد هذا الكتاب أكثر كتب هاشم صالح إلهابًا للعواطف، في كل صفحة منه لا بدَّ أن تحس بالرغبة المشتعلة في القضاء على مرض الأصولية والحب العارم لعصر التنوير الإسلامي المنتظر. وكما معروف فإن هاشم صالح يمنح عمره كله لهذه القضية، وهي أكبر القضايا وأهمها في عالمنا العربي والإسلامي. يحدث ذلك من خلاله ترجماته لمشروع محمد أركون أو من خلال كتبه الفكرية أو محاضراته أو مقالاته التي ينشرها في صحيفة الشرق الأوسط أو موقع الأوان. كما يعلن هاشم صالح دائمًا أن الأزمة لدينا في أصلها أزمة فكر، فكر تغيب عنه الحرية والنقد والسؤال أدى في النهاية إلى انسداده. هذا الفكر الذي ظل مسيطرًا ولا يزيد التزحزح.
مشكلتنا نحن العرب هي أننا نعتقد بأن كبت المشكلة أو خنقها أو تأجيلها يعني حلها أو تجاوزها! كل المنهجية العلمية والخبرة التاريخية الحديثة تدل على عكس ذلك. ومع هذا فنحن مصرون على المنهجية القديمة: منهجية الكبت والقمع والردع، إذ هنالك انطباع شائع -وربما وهمي- أنَّ الفكرَ موجودٌ في كلِّ مكان أو متوفر في كل البلدان. فحيثما يوجد بشر أو شعب ما أو ألفة ما يوجد فكر بالضرورة. في الواقع، إنَّ الفكر أكثر ندرةً مما نتوقع. بل الأمر الطبيعي هو ألّا يوجد الفكر. بالطبع إذا كان المقصود بالفكر الحد الأدنى من التفكير وتدبير شؤون المعاش الحياتية فإنه متوفر على كافة الأصعدة والمستويات؛ لكن، ما نعنيه هو بالفكر هو انبثاق تصور جديد للأشياء، أو انتهاء تصور سابق أو سقوط مرحلة وبداية مرحلة. الفكر نور ينبجس في رحِم الظلام، وضدّ الظلام، ولكن الظلام لا تنفرج أساريره عن وضح الصبح إلّا بعد أن يلفظ آخر أنفاسه: أي بعد أن يشهد آخر عتمة السابقة لفلق الصباح. هذا يعني أنَّ الفكرَ عملية صعبة، مريرة لا تعطي نفسها بسهولة، بمعنى آخر: لا يدخل الفكر من يشاء. وربما حاول أحدهم بكل الوسائل أن يصبح مُذكرًا يُشار له بالبَنان، وبذل من أجل ذلك الغالي والنفيس، وسهر الليالي، ثم لم يتوصل في نهاية المطاف إلى أكثر من دارس جيد، أو أكاديمي مفيد، لكنه لا يُعدُّ مفكرًا بارعًا ناهضًا بأمته علياء الصدح.
هاشم صالح كاتب وباحث ومفكر ومترجم تنويري سوري، ويعد من أبرز المفكرين التنويريين العرب يهتم في قضايا التجديد الديني ونقد الأصولية ويناقش قضايا الحداثة وما بعدها، يكتب في جريدة الشرق الأوسط، عاش في فرنسا منذ الثمانينات ولمدة ثلاثة وثلاثون عامًا في باريس وله العديد من الأعمال التي تعبر عن أفكاره، ويعيش الآن في المغرب. قام بترجمة الكثير من كتب محمد أركون إلى العربية وساهم في تعريف القراء العرب به وبأفكاره. شارك في عدة لقاءات تلفزيونية عبر محطات عربية وغربية في شرح آراءه ونقد الواقع العربي المعاصر. حاصل على شهادة دبلوم الدراسات العليا من جامعة دمشق كلية الآداب وعمل بعدها معيدا في كلية الآداب في جامعة حلب في سوريا. دكتوراه من جامعة السوربون وناقش رسالة الدكتوراه عام (1982) عن الأدب والنقد الأدبي العربي تحت إشراف البروفسور محمد أركون. لهو المؤلفات التالية: - مدخل إلى التنوير الأوروبي - معضلة الأصولية الإسلامية - الانسداد التاريخي - معارك التنويريين والأصوليين في أوروبا - الإسلام والانغلاق اللاهوتي - مخاضات الحداثة التنويرية، القطيعة الإبستمولوجية في الفكر والحياة - الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ (وهو أروع كتبه).
الكتاب يتناول قضايا التراث العربي والإسلامي في عدم قدرته على مواكبه مشروع التنوير الأوربي وعجز مثقفي العرب الخوض في تفكيك التراث ونقد تاريخه، ويتناول المشكلات التي أعاقت محاولات الاستنهاض في الفكر العربي والإسلامي وأدت الى فشل الإصلاح الديني في الإسلام.
لا أنكر حجم اعجابي بالعمق الفلسفي للمؤلف ومستوى ثقافته في دراسة التاريخ الفلسفي وتطوره واطروحات مفكريه وكذلك تمكن المؤلف صاحب التجربة الطويلة في هذا الميدان من تقديم رؤى نقدية لكثير من مفاهيم الحداثة والتنوير في تشريح واقع الطرح الفكري العربي بشأن مشروع التنوير وأسباب فشله وعدم نهوضه. لكنني وبحجم أعجابي بهذه الثقافة العميقة والطرح النقدي الا انني في كثير من الأحيان استوقف على كثير من طرحه الذي أره غير منصف في احكامه على أسباب فشل المشروع التنويري في العالم العربي والإسلامي وذلك بسبب اغفاله (ولا أقول تعمده) الأسباب الجوهرية العميقة التي ربما أسهمت في هذا التفاوت في الفكر الفلسفي للحداثة بين العرب والغرب. على سبيل المثال، لا أرى ان الكاتب وفق في التناول الجاد في الدور الاستعماري الطاحن على عقلية الشعوب العربية ولا حتى تلك الأيدولوجيات والحركات القومية التي أسهمت في قمع الفكر العربي وحريته وتطوره. فهو ينتقد التراث الإسلامي من ناحيته التاريخية لكنه يتغافل عن الدور الهدام والقمعي الذي مارسه الساسة على مر العصور في تحجيم الحريات والحقوق للشعوب العربية التي رضخت للتهميش والتخلف وتطويع الدين وقيمه لتمجيد حكامه ولم تحظى الشعوب ولا مفكريها بفضاء ومناخ الحرية والعدالة الذي تشربه مثقفو الغرب وأدى بهم لهذا الانفتاح والتطور الفكري والعلمي.
وهو في كثير من الفصول يرمي باللائمة وحدها على التراث الاسلامي الذي يراه انه سبب هذا التخلف الرجعي ولا يفرق بين المبادئ الإسلامية التي قامت على العدل والمساواة وتدعو الى الانفتاح على الحياة واعمارها والتسامح وبين التقاليد والاعراف التي تمارس في كثير من الثقافات العربية واقحمت غصباً في الدين. ليس هذا فحسب بل في اجحاف المؤلف في وضع الجميع من إسلاميين معتدلين ومنادين بالتسامح مع أولئك الاصوليون الذي برأيه هم نتاج هذا التراث الإسلامي الذي يراه مصادماً للتطور والحداثة والتقدم الفكري والمعرفي. هذا في الوقت الذي ينادي فيه الكاتب الشعوب العربية ان تكون منصفة في ألا تجمع المشروع الفكري والحداثي المطالب بالحريات واعمال العقل مع المشروع الاستعماري والصهيوني الذي نحمل تجاهه مشاعر الغضب والحقد عليه! وهنا أتسأل: الم يكن أجدر بالكاتب أيضا أن يفرق بين التراث الإسلامي وما يحمله من انفتاح وتسامح ودعوة للتفكر في الكون (والذي خرج من تعاليمه أسماء عظام في الفكر والعلوم وكإنو منارات علم ومعرفة للبشرية) وبين ما يمارس غلواً وإرهاباً باسم الدين واختطافاً لقيمه السامية وهو يستشهد بايات خارج سياقها وشروطها وظروفها التاريخية! لا أفهم هذا الاجحاف ورمي الاتهامات على التراث الإسلامي بأكمله وانه سبب هذا التخلف والتقوقع في العقلية العربية والإسلامية! أعتقد ان المؤلف قدم هذا الكتاب الرائع في طرحه ونقده من خلال مواقف ربما مسبقة سلبية وربما كارهه للتراث الإسلامي والعربي دون ان يقدم نظرة منهجية منصفة ومتجردة وجامعة للأسباب الحقيقة وراء هذا التراجع في الفكر العربي وعدم نهوضه مواكبا للتطور الحداثي للفكر، ورمى جل الاتهام ان لم يكن كله على التراث الإسلامي فقط دون الغوص المنهجي المتجرد في تبيان ونقد الأسباب الجوهرية لهذا التراجع والفشل المدوي لمشروع التنوير في الفكر العربي والإسلامي.
عنوان الكتاب ، جذاب ، مُلفت للانتباه يشعرك انك ستقرأ طرحا عميقا وانه سيقدم لك اجابات صادمه تزعزع ثوابتك ! وسيفتح لك صفحات خفيه من التاريخ ، لم يتطرق لها أحد من قبل ! ثم تتفاجأ ..!!
_ لماذا العرب متأخرين عن ركب الحضاره ؟! لماذا أحجمت العقول العربيه عن الإبداع ؟! _ الاجابه .. بسبب " تقديس النصوص الدينيه " .. وبسبب تفكير ومنهج الاخوان المسلمين الذي انتشر في ديار العرب !! . هنا لا تملك الا ان تقول : تمخض الجبل فولد فأرًا .. ! و ليتنا من حجنا سالمين ! وووو ..... وكل مايطرأ على بالك من أمثال مشابهه 🙂 . . التنوير من وجهة نظر هاشم صالح لايكون الا بالتخلّي المطلق عن " النص " ! بدون ان يقدّم لك تفسيرا منطقيا لذلك ! وبدون حتى ان يقدم لك طرحًا ورؤيه مختلفه ! فقط يطلب منك ان تسير على نهج ورؤية " الغرب " ويصدّع رأسك ، بالتكرار والإلحاح وذكر كيف استطاعت أوروبا بفلاسفتها ومفكريها ان تنزع السلطة من الدين ، وتسلّمها للعقل ..! . ونرى انه في كتابه هذا يعيد نفس الأفكار والقصص التي ذكرها في كتاب " معارك التنويرين والاصوليين في أوروبا " ألهذه الدرجه يعاني مفكرنا من القحط الفكري ؟! تكرار ممل ، وغير مستساغ أبدا !! . احد طرق التنوير .. خلع الحجاب ! ويتعجب انه مازال في باريس من يرتدي الحجاب ويطالب به ؟! _ عجبي !! مادخل التنوير في خلع الحجاب او ارتدائه ؟! وأين الحريه التي تنادي بها ؟! أم أنها حريه اختزلتها فيما يتوافق مع فكرك وتوجهاتك ؟! . . من عجائب مفكر التنوير والعقلانية .. انه يدعوك لنبذ التعصب للنص وللدين .. في الوقت الذي يدعو فيه الى القوميه العربيه ! مالرابط بين القوميه والتنوير ؟؟؟ ووالله مارأينا في زمن القوميه البائد من تنوير !! مارأينا الا ظلمًا واستبدادا ونحرًا للحريات !! . . من ايجابيات الكتاب انه يلقي الضوء على طرح بعض المفكرين العرب كمحمد اركون ، جورج طرابيشي .. وأخيرا قد يكون هاشم يمتلك " أداة جيده للنقد " لكن الاكيد انه لايدري في اَي اتجاه يضرب بها ! .
الانسداد التاريخي هو بمثابة كتاب مقدّس لا يقل أهمية عن القرآن أو الانجيل. وأنا أقرأ صفحاته كنت أبحر في أعماق روحي وأتمعّن أوجاعي الفردية والجماعية. كتاب جريء لمفكّر صادق ومتفرّد. موضوعي بطروحاته وعلماني بروحانيته. يسلط الضوء على عالمنا العربي والاسلامي الذي تتآكله النزاعات المذهبية والطائفية الى يومنا هذا ويدعو الى صحوة ونهضة فكرية على خطى مارتن لوثر وفولتير وغيرهم من المصلحيين والعقلانيين الاوروبيين، على أمل ولادة الانسان الجديد العلماني المنفتح من براثن التراث القروسطي السائد الخانق المتعصب القاتل. لا أعرف لقد وصفت الكتاب "الانسداد التاريخي" بالمقدس رغم أن هاشم صالح أراد نزع القدسية أو الهالة المقدسة عن رؤيتنا للماضي وتعلقنا الخاطئ والعاطفي بالدين والنصوص الدينية. ما أحوجنا اليوم لقراءات مشابهة للواقع العربي ولكتابات نقدية تفكيكية تُعرّي حقيقة تعلّقنا المرضي بالماضي والموروث.
عندما تعيش في وسط يؤله العلوم التطبيقية و لا يلقي بالا للعلوم الانسانية سترى ان العقلية التحليلية لدى من يدعون النخبوية تتخذ طابعا سطحيا لا يكاد يرى من المشكلات الا ما يزيد اشكاليتها ، حلول هؤلاء اكثر اشكالية من المشكلات بحد ذاتها 🤷🏻♂️
النهضة الاوروبية كان ظاهرها ثورة على الكنيسة ولكن جوهرها هو تغيير الخلطة الاجتماعية و الثورة على السائد (الذي استقى سيادته من المقدس) ، ان انعطاب آلة الدولة و كسوتها بالصدأ سببها شيخوخة اجتماعية مدنية و ركود في دماء الدولة ، اعادة خلط عناصر المجتمع هو ما يحرك هذه الدماء فيجدد تروس الدولة المؤسساتية
ان الثورة على الدين كما يتفضل الكاتب و قراؤه حصلت في دول مثل روسيا لكن ذلك لم ينتج نهضة ! لأن الطبقية عادت تحت مظلة السائد الحزبي و المقدس الايديولوجي ، و ما لبثت أن عادت آلة الدولة فيها أن انعطبت بصدأ الشيخوخة المعتاد ، يأكل تروسها صدأ الانغلاق و الكهانة
الكتاب الثاني الذي اقرأه للمفكر السوري هاشم صالح، الكتاب رائع شرح خلاله المؤلف افكاره بطريقة سلسله وسهله وواضحه، يتضح من خلال الكتاب تأثره بالمفكر الجزائري محمد اركون. الكتاب يحاول الاجابة على السؤال المعنون به الكتاب وهو سبب فشل مشروع التنوير في العالم العربي وكذلك يبحث الكتاب عن الكيفية التي يجب على العرب القيام بها لدخول عصر التنوير. المتاب رائع وانصح به.
الكتاب جيد الى حد ما ولكن يعاب عليه التكرار والاسهاب في تفاصيل نجاح التنوير في العالم الغربي مع العلم بان الكاتب قد اصدر بالفعل كتاب آخر يناقش هذه المواضيع بعنوان : مدخل الى التنوير الاوربي
قرأت الكتاب من اجل الحصول على اجابة للسوال الذي يطرحه عنوان الكناب
ولم اقتنع بالكامل بالاجابة التي طرحها الكتاب . وفي نظري قد اهمل الحديث عن عوامل عديدة ساهمت في فشل مشروع التنوير
فيه بعض التكرار اشعرني بالملل ..وكذلك الافتقار الى طرح امثلة صريحة لما قصده الكاتب بنقد و مراجعة تراثنا الديني ..كأنما هو كان يلف و يدور حول قصد معين اراد من القارئ ان يحزره بنفسه ..رغم هذا فالطرح مهم جدا