الكتاب يتحدث عن مدينة "إرم ذات العماد" والتي عدت عبرالكلام الالهي حقيقة تاريخية. ينطلق الكاتب من هذه الحقيقة للبحث عن تلف المدينة واخراجها من الحقل المقدس إلى حقل التاريخ والاسطورة متناولاً كل ذلك من خلال المعتقدات والثقافة القديمة المترسخة والتي عاشها مجتمع ما قبل الاسلام وعرف تلك المدينة بصورة من الصور.
ولد فاضل الربيعي في بغداد عام 1952 ونشط في الميادين الادبية والفكرية والسياسية منذ مطلع شبابه, وامتاز هذا النشاط بالتنوع والجدية ولفت اليه اهتمام وانظار أبناء جيله. وذلك بفضل الطابع الخاص للكثير من مؤلفاته التي زاوج فيها بين الادب والتاريخ والاسطورة والسياسة. كانت نشأته السياسية في اطار الحركة اليسارية العراقية عندما وجد نفسه ينخرط في العمل في صفوف الشيوعيين العراقيين. تبلور وعيه كيساري تحت تأثير الكتابات والافكار والنشاطات اليسارية في العراق والعالم العربي. وربما كان لنشأته هذه أثر كبير سوف يتجلى تاليا في الكثير من مواقفه السياسية والاجتماعية.
بدأ فاضل الربيعي حياته الادبية والفكرية والسياسية في السبعينات ككاتب قصصي. غادر العراق عام 1979 مع انهيار التحالف السياسي بين الشيوعيين والبعثيين. وصل إلى شيكوسلوفاكيا وعاش بضعة أشهر في براغ التي غادرها إلى عدن عاصمة اليمن الجنوبي السابق ليعمل في صحيفة الثوري التي يصدرها الحزب الاشتراكي اليمني. في صيف 1980 استقر في دمشق وعمل محرراً في مجلة الحرية اللبنانية كما عمل مراسلا ثم مديرا لمكتب مجلة الموقف العربي في دمشق. في سنوات الثمانينات اسس تجمعا ثقافيا باسم العمل الثقافي مع مجموعة من المثقفين العراقيين وفي هذه السنوات تزايد اهتمامه بالثقافة الفلسطينية في الأرض المحتلة فنشر كتابه السؤال الاخر.
حدث التحول الأهم في حياة الربيعي ككاتب عندما طور اهتماماته باتجاهين: دراسة التاريخ القديم ودراسة الاساطير.في هذا السياق بدأ بنشر سلسلة من المقالات التحليلية للاساطير العربية القديمة ولكنه لم ينشرها في كتاب مستقل.عام 1989 غادر دمشق مع اسرته ليعيش في بلغراد (عاصمة يوغسلافيا السابقة) وليعمل محررا في مجلة البلاد الفلسطينية. انتقل من بلغراد إلى قبرص عام 1991 وعمل محررا ثقافيا في مجلة الشاهد. نشر روايته الثانية ممرات الصمت عن دار الملتقى في نيقوسيا والتي بنى حبكتها الروائية على أساس دمج الادب بالاسطورة. حظيت الرواية باهتمام النقاد العرب حتى ان ناقد اكاديميا في سوريا هو الدكتور نضال الصالح كرس لها أكثر من فصل في اطروحته للدكتوراه والتي صدرت في كتاب مستقل.و كما حظيت روايته الأولى باهتمام كبار الروائين والنقاد العرب فقد نالت روايته الثانية الاهتمام نفسه.ثم عاد إلى دمشق عام 1994 كمدير لمكتب هذه المجلة. نشر كتابه الشيطان والعرش الذي كرسه لتحليل الاسطورة العربية القديمة والتوراتية عن لقاء النبي سليمان ببلقيس ملكة سبأ. اثار الكتاب اهتمام النقاد والقراء وكتبت عنه عشرات المقالات ومازال ناشر الكتاب شركة رياض الريس في بيروت يعرض الكتاب في المعارض السنو
بحث تاريخي مضني قام به المؤلف حول "إرم ذات العماد" والتي تدور الأسطورة انها بنيت لتكون الجنة على الأرض مساويه لجنة الله في السماء. وغضب الله عليهم . ويربط بينها وبين ثمود وهل هي عاد الآخرة ومن خلال البحث يحاول ان يحدد مكان كل منهما. وببحثه هذا يحاول ان يربط ان الجنة الموعودة هي ميراث يعيش في ثقافة العرب الهاربة فدائما هناك نزوح من مكان ما والتوهان في الصحراء والبحث عن الجنة الموعودة او ارض الميعاد . والتي انتقلت ايضا الى بني اسرائيل والذين ايضا عاشوا على هذا الموروث الثقافي وانتقل اليهم عند الخروج مع سيدنا موسى عليه السلام الى ارض الميعاد وكأنها ارض فارغة ولا يوجد فيها احد. ويستعرض فيه اسماء القبائل العربية التبريرات من اليمن ومكان استقرارها وأسباب تسميتها .
ان هذا البحث التاريخي المضني الدؤوب الذي قام به الكاتب يستحق عليه كل الشكر والامتنان ...ارم ذكرت في القرآن بشكل عابر ولم يجد لها التاريخ اي اثر فماهي ارم والى من تعود وهل هي مدينة ام قوم ان الاحتمالات المنطقية كثيرة مما يصعب من درجة البحث والسير وراء الادلة مجهد نظرا لقلة المراجع...كتاب تاريخي رائع وسرد مذهل جذاب مما يجعل المادة شيقة وممتعة
يتّخذ الكتاب من أسطورةِ عاد مدخلاً لمواضيعَ ميثولوجيةٍ شتّى يخضعها الربيعي للدراسة والبحث؛ فمن نشأة سبأ إلى انهيار سد مأرب، ومن نشأة مكّة إلى انزياح القبائل. بحوثٌ تمتدّ من أرض العراق إلى مصر. كعادة بحوثه الأخرى، يقدّم الربيعي لقارئه مغامرةً مثيرةً مشحونةً بالميثولوجيا والتاريخ سويّة. غير أن الإثارة وحدها لا تكفي.
رغم استمتاعي بالمعلومات التي يقدمها الكتاب إلا إني ما زلتُ مشككةً تجاه مقاربته اللغوية التي أجدها فضفاضةً إلى حدٍ، والتي تثق كثيراً بفرضياتها لتبني عليها أخرى ثم أخرى، ليتشكّل عمرانٌ متناهي الطول من الفرضيات التي تدعمُ بعضها بعضاً داخلياً، غير أني لستُ أكيدةً من سلامةِ قواعدها !
من ناحيةٍ أخرى، لا أحبُّ الخوض في النوايا، لكن بدت أدلجة البحث واضحةً نوعاً ما في محاولة الربيعي إثبات أن أرض الميعاد التي يحلم بها اليهود ويتخذونها ذريعةً لاحتلال فلسطين ليست القدس المعروفة الآن، كما في محاولته نزع صفة "بني إسرائيل" عن اليهود؛ أفكارٌ استقاها كما يبدو من بحوث لويس عوض ومنى زياد. لا أقولُ بعدم صحة هذه الأفكار، لكني أفضّل أن يتجنبها أي بحثٌ تاريخي أو ميثولوجيّ يحاول أن يكونَ رصيناً. في رأيي أن ما يحدث في فلسطين مأساة إنسانية على مختلف المقاييس وَأن نحيلها لحربٍ أيدولوجيّة تحجيمٌ لهذه المأساة.
كتاب رائع آخر لفاضل ربيعي، يتناول فيه الروايات الموروثة عن مدينة إرم الأسطورية
يحاول الكاتب في هذا الكتاب اكتشاف التاريخي من الأسطوري، مؤكدا على فكرة أنه لا يجب معاملة الروايات العربية على أنها سلسلة من الخرافات وإنما باعتباها مرآة لثقافة متوارثة.
يعالج الكاتب مختلف الروايات التي وردت في ذكر إرم، وانتقل منها إلى مواضيع أخرى كان أهمها موضوع الهجرات العربية القديمة.
يمنح الكاتب للقارئ فرصة وضع تخيله الخاص عن أسطورة إرم، ويقدم كمّا هائلا من المعلومات التي جمعت من مختلف المراجع من أجل موضوع البحث في هذا الكتاب
كتاب قيَّم للدكتور/ فاضل الربيعي؛ يطوف بنا؛ في أسطورة مدينة آرم الذهبية؛ التي ارتبط موضوعوها؛ بقوم عاد... في محاولة لتحليل هذه الأسطورة؛ في ظل رواية عبد الله بن قلابة؛ في عهد معاوية بن أبي سفيان؛ عن دخوله المدينة، والعودة بدليلٍ على ذلك... الكاتب؛ يُعرج في أثناء تحليل هذه الأسطورة؛ بعدة أساطير؛ وأحداث تاريخية، وأهم ما تطرق إليه الكاتب: 1 - مناقشة، وتحليل رواية ابن قلابة؛ التي كان مدارها؛ كعب الأحبار؛ والمعروف بوضعه أحاديثاً نبوية، وأخباراً؛ دعماً لملته القديمة؛ اليهودية، وبالتالي؛ فلربما أن الرواية؛ بتلك التفاصيل؛ ملفقة. 2 - وضع الكاتب عدة نظريات؛ بشأن معنى إرم ذات العماد؛ تشجيعاً نحو دراسة؛ أكثر عمقاً، ومن ذلك؛ تفسيره للإرم؛ بمعنى الرخام الأبيض؛ هذه النظرية؛ قد يؤيدها ما ذهب إليه (د. محمد شحرور)؛ من أن البنيان؛ بمعناه البديهي؛ وهو البناء الصخري المسقوف؛ والذي تم تعليم بني آدم؛ للقيام به؛ عن طريق الملائكة؛ في ظل التطور الحضاري للإنسان؛ خصوصاً في ضوء المعنى اللغوي لجذر كلمة (بنون)؛ التي تعني البنيان، وليس العيال. 3- موضوع وجود كعبات شبيهة؛ بالكعبة؛ والتي أشار إليها الكاتب؛ ككعبة غطفان، وكعبة نجران؛ التي تم بناؤها؛ صبابةً نحو الكعبة الحقيقة؛ وليس بديلاً عنها؛ لعل هذا الأمر استمر؛ حتى بعد الإسلام؛ إذ كثيراً ما شد انتباهي إقامة تصور مصغر للمسجد الحرام؛ في بناء الجامع الكبير؛ بصنعاء؛ إذ نجد في وسطه ما يُشبه الكعبة، وقد سألتُ أحد القائمين عليه؛ الذي أفاد؛ بأن هذه؛ تُسمى غرفة الزيت؛ التي كان يتم فيها خزن زيت الإضاءة؛ للجامع؛ بالإضافة إلى مخزن للمصاحف. 4 - حسب ما أورده المؤلف؛ من المحرم، والعقاب؛ لمن حاول تدنيس الكعبة؛ كوفد عاد، وجيش أبرهة؛ وإشارته إلى عدم إبادة جيش يزيد بن معاوية؛ عند قيام بضرب الكعبة؛ بالمنجنيق؛ في اعتقادي؛ أن امتناع ذلك؛ يرجع؛ ربما؛ إلى كسر رسول الله محمد بن عبد الله؛ لهذه السنة الكونية؛ بتوفيق إلهي؛ عند فتحه مكة؛ والذي دخلها؛ وهو مُطئئ الرأس. 5- تحليله السريع؛ لأسطورة البخور، وخصوصاً ارتباطها بالأماكن المقدسة. 6 - إشارته السريعة؛ للسبب الكامن وراء إحياء ليلة النصف من شعبان؛ في اليمن، وبالأخص في حضرموت. الكتاب رائع، ويحملك على بساط التاريخ؛ ويجعلك تطلب المزيد، والمزيد؛ من التحليلات؛ للأساطير العربية؛ التي يُبدع فيها الدكتور/ فاضل الربيعي.
خمسه نجوم تمنح بسهولة فائقة تقديرا لجهد الباحث وان كنت لم احقق من قراءة الكتاب الفائدة المرجوة وليس العيب فيه بالتأكيد لكني اظنه موجه لفئة لديها قاعدة معلومات عن مجال البحث اوسع بمراحل من معلوماتي..احترامي وتقديري
كتاب ممتع للغاية قد يصدمك ببعض المعلومات و التفسيرات الجديدة. استفاض الكاتب بدراسة بعض الأساطير و فسرها بمعناها الحرفي و اللغوي و التي وجدتها منطقية و قابلة للتصديق .
رقم ست وتسعون/2024 أرم ذات العماد – من مكة الى اورشليم البحث عن الجنة فاضل الربيعي
يتحدث هذا الكتاب عن رحلة مثيرة للبحث عن مدينة أسطورية مفقودة تحت الرمال العربية، هي مدينة "إرم" التي ورد ذكرها في الكتب المقدسة والروايات التاريخية، في محاولة للتحقق من وجودها.ويغوص المؤلف عبر بحوث ودراسات وتأملات مشوقة في محاولة فك لغز المدينة الضائعة ومراجعة تمظهرات الظاهرة تاريخياً وفلسفياً وفكرياً، عبر سبر أغوار المدونات الدينية والتاريخيّة، في إطار تحرٍ يتقصّى الحقيقة والفكرة الواضحة، ويضفي على الكتاب مسحة هائلة من الإثارة والتشويق.إن التجرد من الميول والعواطف والانتماءات، والسعي، بحياد، وراء متعة الكشف والدراسة والمعرفة، هو دليل القارئ والباحث معاً في هذا الكتاب النادر حقاً في مجاله، والذي سيخرج قارئه بحصيلة غنية من المعلومات والرصد التحليلي لمقولات مفصلية في ثقافتنا العربية والإسلامية.لتبدأ الرحلة إذن إلى المدينة/اللغز. بعد أربعين عاماً من التيه، سار بنو إسرائيل بقيادة (موسى) النبي، قاصدين العبور من أرض (م. ء. ب) (مؤاب) إلى أرض كنعان، الأرض الموعودة (الفردوس الأرضي). قد يكون هذا «الحادث» تسجيلاً لتجربة أخرى، تتصل اتصالاً وثيقاً بالتطلع ذاته للعثور على مخرج من العالم اللاعضوي (الصحراء). وهي ــ برأينا ــ تجربة دينية تمتّ في الجوهر إلى المستوى الرمزي، ولكنها تحققت على نحو ما واقعياً وبصور وأشكال مختلفة، بفعل دوافع ثقافية ــ دينية، وحياتية كذلك وتخص جماعة بشرية تعيش في شروط البداوة والانتقال. تّخذ الكتاب من أسطورةِ عاد مدخلاً لمواضيعَ ميثولوجيةٍ شتّى يخضعها الربيعي للدراسة والبحث؛ فمن نشأة سبأ إلى انهيار سد مأرب، ومن نشأة مكّة إلى انزياح القبائل. بحوثٌ تمتدّ من أرض العراق إلى مصر. كعادة بحوثه الأخرى، يقدّم الربيعي لقارئه مغامرةً مثيرةً مشحونةً بالميثولوجيا عبر 350 صفحة .
كتاب قيَّم للدكتور/ فاضل الربيعي؛ يطوف بنا؛ في أسطورة مدينة آرم الذهبية؛ التي ارتبط موضوعوها؛ بقوم عاد... في محاولة لتحليل هذه الأسطورة؛ في ظل رواية عبد الله بن قلابة؛ في عهد معاوية بن أبي سفيان؛ عن دخوله المدينة، والعودة بدليلٍ على ذلك... الكاتب؛ يُعرج في أثناء تحليل ه��ه الأسطورة؛ بعدة أساطير؛ وأحداث تاريخية، وأهم ما تطرق إليه الكاتب: - مناقشة، وتحليل رواية ابن قلابة؛ التي كان مدارها؛ كعب الأحبار؛ والمعروف بوضعه أحاديثاً نبوية، وأخباراً؛ دعماً لملته القديمة؛ اليهودية، وبالتالي؛ فلربما أن الرواية؛ بتلك التفاصيل؛ ملفقة. - وضع الكاتب عدة نظريات؛ بشأن معنى إرم ذات العماد؛ تشجيعاً نحو دراسة؛ أكثر عمقاً، ومن ذلك؛ تفسيره للإرم؛ بمعنى الرخام الأبيض؛ هذه النظرية؛ قد يؤيدها ما ذهب إليه (د. محمد شحرور)؛ من أن البنيان؛ بمعناه البديهي؛ وهو البناء الصخري المسقوف؛ والذي تم تعليم بني آدم؛ للقيام به؛ عن طريق الملائكة؛ في ظل التطور الحضاري للإنسان؛ خصوصاً في ضوء المعنى اللغوي لجذر كلمة (بنون)؛ التي تعني البنيان، وليس العيال. \- موضوع وجود كعبات شبيهة؛ بالكعبة؛ والتي أشار إليها الكاتب؛ ككعبة غطفان، وكعبة نجران؛ التي تم بناؤها؛ صبابةً نحو الكعبة الحقيقة؛ وليس بديلاً عنها؛ لعل هذا الأمر استمر؛ حتى بعد الإسلام؛ إذ كثيراً ما شد انتباهي إقامة تصور مصغر للمسجد الحرام؛ في بناء الجامع الكبير؛ بصنعاء؛ إذ نجد في وسطه ما يُشبه الكعبة، وقد سألتُ أحد القائمين عليه؛ الذي أفاد؛ بأن هذه؛ تُسمى غرفة الزيت؛ التي كان يتم فيها خزن زيت الإضاءة؛ للجامع؛ بالإضافة إلى مخزن للمصاحف. - حسب ما أورده المؤلف؛ من المحرم، والعقاب؛ لمن حاول تدنيس الكعبة؛ كوفد عاد، وجيش أبرهة؛ وإشارته إلى عدم إبادة جيش يزيد بن معاوية؛ عند قيام بضرب الكعبة؛ بالمنجنيق؛ في اعتقادي؛ أن امتناع ذلك؛ يرجع؛ ربما؛ إلى كسر رسول الله محمد بن عبد الله؛ لهذه السنة الكونية؛ بتوفيق إلهي؛ عند فتحه مكة؛ والذي دخلها؛ وهو مُطئئ الرأس. - تحليله السريع؛ لأسطورة البخور، وخصوصاً ارتباطها بالأماكن المقدسة. - إشارته السريعة؛ للسبب الكامن وراء إحياء ليلة النصف من شعبان؛ في اليمن، وبالأخص في حضرموت.. قال تعالى في سورة الفجر: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} [الفجر: 6 – 8]، وقد ورد لفظ "عاد" 23 مرة في القرآن الكريم، وفيها مرات فُصِّلت فيها القصة، ومرات ذُكِرَت إجمالًا، ولكن مرة وحيدة وُصِفَت فيها عاد بهذا الوصف.
1- ذُكِرَت عاد بهذه الصفة هنا في إطار جمع ثلاث حضارات كبرى: عاد، وثمود، وفرعون، مع ذكر خاصية تعظيمية لكل حضارة: ففي ثمود قال: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ}، وفي فرعون قال: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ}. 2- وفي البداية قال: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ} للدلالة على قهر الله للجبارين. 3- يُفْهَم إذن من السياق أن إرم ذات العماد صفة تعظيمية لقوة عاد، ويؤكِّد على ذلك وصف الله لها في الآية الثانية بقوله: {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}.
ثانيًا: معنى إِرَم: - قال البعض هي اسم مدينة بناها قوم عاد، أو بناها إرم جدُّ عاد، وابن سام بن نوح، والواقع أن عادًا قريبة جدًّا من نوح، ولا يبعد هذا النسب؛ لقول الله تعالى على لسان هود عليه السلام: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ} [الأعراف: 69]. - وقال آخرون اسم قبيلة؛ إما القبيلة الأم التي تفرَّع منها عاد وثمود، وإما قبيلة من عاد كما يرجِّح الطبري نقلًا عن قتادة. - وقال فريق ثالث أنها صفة لعاد بمعنى القديمة أو الهالكة، وهذا لا يستقيم لغويًّا؛ لأنها لو كانت صفة لكانت مكسورة بالتنوين تبعًا لعاد في الآية التي قبلها، ولكنها مبنية على الفتح لكونها اسم قبيلة، أو لكونها علمًا.
ثالثًا: ذات العماد: وفيها أيضًا أقوال كثيرة: زعم البعض أن العماد تعني الطول، وذكروا في ذلك أطوالًا مبالغًا فيها لأهل عاد، بلغوا بهم أكثر من 250 متر في بعض الروايات، وهذا وهم بلا جدال، ففي البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنَ المَلاَئِكَةِ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ"[2]. ورجَّح البعض أن العماد هي أعمدة الخيام، أو أنها من العَمْد أي القصد، فهم يعمدون إلى مكان الكلأ فيذهبون إليه للرعي، وجمع قتادة ذلك بقوله: كانوا أهل خيام وأعمدة ينتجعون الغيوث، ويطلبون الكلأ، ثم يرجعون إلى منازلهم. ولا أعتقد هذ التفسير لكونه يدلُّ على سذاجتهم وهوانهم، وهذا ليس مقصود الآية.
ومن أفضل الأقوال قول الضحاك الذي قال: ذات العماد أي ذات الشدة والقوة مأخوذة من قوة الأعمدة، بدليل قوله تعالى: {وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} [فصلت: 15]. يعني العماد هي الأعمدة القوية. ويرفض الطبري هذا التأويل بحجة أنهم غير معروفين بالبناء، وهذا غريب من الطبري لأن الله تعالى يقول في حقِّ عاد: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} [الشعراء: 128، 129]، فهم بهذا التصوير بارعون في البناء إلى درجة بناء آيات معمارية في كلِّ ريع (المكان المرتفع)، ويتَّخذون المصانع التي يُظَنُّ الخلود بها: قَالَ مُجَاهِدٌ: الْمَصَانِعُ: الْبُرُوجُ الْمُشَيَّدَةُ، وَالْبُنْيَانُ الْمُخَلَّدُ. هذا كلُّه يتناسب مع أن العماد هي أعمدة ضخمة، كما يشير إلى أن قوتهم البدنية الكبيرة كانت تسمح لهم بهذا البناء في هذا التوقيت الذي لا توجد فيه رافعات ميكانيكية. وهذا في رأيي أنسب جدًّا لملاحظة ما جاء في صفة القومين الآخرين اللذين ذُكِرا مع عاد في هذه الآيات، فثمود جابوا الصخر للبناء، وفرعون ذو الأوتاد، وهذا أيضًا بناءٌ ضخم على الأغلب، فكان من المناسب أن يذكر اللهُ صفة الأقوام الثلاثة موضحًا شدَّة بنيانهم، وبالتالي موضِّحًا قدرته عليهم. رابعًا: {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ}: الهاء عائدة على عاد. وجائز أن تكون عائدة على إرم، وإنما عُنِيَ بقوله: لم يُخْلق مثلها في العِظَم والبطش والأيد. يؤيد ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} [الشعراء: 130]، ولهم قوة بدنية خارقة، ويمكن أن نلحظ هذا في خطاب هود لقومه: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} [الأعراف: 69]. وليس المقصود به مدينة أو أعمدة، لأنه لم يكن ليستخدم حينئذ لفظ "يُخْلَق" بل كان يعدل إلى "يُبْنَى" أو "يُنْشَأ"، فخلاصة الأمر أن إرم على الأغلب قبيلة: أصل أو تابعة لعاد، وكانت قوية ذات بنيان عظيم، وقد خُلِقَت على هيئة شديدة من ناحية قوة الرجال والقبيلة، وقد أهلكها الله تعالى، وجعلها عبرة لمن أتى من الأقوام من بعدهم[3].
بدأ الكاتب الأستاذ فاضل الربيعي مدخل بحثه عن قصة (إرم ذات العماد)التي ورد ذكرها مرة واحدة في القران، برواية عبدالله بن قلابة الإعرابي الذي خرج بحثاَ عن ابل له ضاعت في الصحراء ولكنه وجد مدينة اسطورية بهية وسط الصحراء وليس فيها أحد وعاد منها وانتشر خبره حتى وصل إلى مسمع الخليفة معاوية بن أبي سفيان الذي أرسل إلى اليمن يطلبه ، حتى جاءه واخبره بالخبر ولم يكن الخليفة مصدقا في البداية حتى اراه عبدالله بن قلابة بعض البنادق من المسك كان قد حملها معه من المدينة العظيمه..... البداية جميلة والقصة مشوقة واستمتعت بالكتاب أول الأمر إلى انني بدات اتوه تدريجياً لتداخل المعلومات ببعضها ولتفسير الكاتب الكثير من المعلومات بناء على فرضيات يفترضها هو ، مثال على ذلك يفترض الكاتب إن كلمة سبع هي كلمة شبع ويمكن منها جاءت كلمة شباعة وهكذا الكثير والكثير من الامثلة على سبيل الذكر وليس الحصر ، وبناء على هذه الفرضيات يقدم تفسيراته التي قد لاتكون صحيحة برايي!!! ولكن رغم ذلك مشكورا قدم بحثه عن الميثولوجيا والاسطورة الموجودة في تاريخ العرب القديم قبل الاسلام واستمتعت بمعلومات عن سد المأرب وعن القبائل التي عاشت في اليمن قبل انهيار سد مأرب العظيم ، وبالمناسبة بحثت عن الكاتب وعرفت خلفيته العلمية والسياسية والثقافية وعرفت من أين استمد جرأته(التي يشكر عليه) في البحث والتفسير بعيداً عن الدين والأنتماءات مما يورط الكثير من الباحثين في المصداقية والتفسير النزيه... 21/6/2024
يجترح هذا الكتاب رحلة مثيرة للبحث عن مدينة أسطورية مفقودة تحت الرمال العربية، هي مدينة "إرم" التي ورد ذكرها في الكتب المقدسة والروايات التاريخية، في محاولة للتحقق من وجودها.
يغوص المؤلف عبر بحوث ودراسات وتأملات مشوقة في محاولة فك لغز المدينة الضائعة ومراجعة تمظهرات الظاهرة تاريخيًا وفلسفيًا وفكريًا�� عبر سبر أغوار المدونات الدينية والتاريخيّة، في إطار تحرٍ يتقصّى الحقيقة والفكرة الواضحة، ويضفي على الكتاب مسحة هائلة من الإثارة والتشويق.
التجرد من الميول والعواطف والانتماءات، والسعي، بحياد، وراء متعة الكشف والدراسة والمعرفة.
يعود نسبهم الى عاد بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام
گ عادته الدكتور فاضل الربيعي، يأخذنا في رحلة عبر التاريخ السحيق ليربط الامور ببعضها ويكشف لنا عن الاسرار التي تكتنزها أرضنا العربيه، كل الحضارات وكل التاريخ وكل الميثولوجيا الانسانية تمر عبر رمال صحرائنا و جنان الله في الارض قراءتي لمؤلفات هذا الباحث العظيم مستمرة، لأحيط ولو ببعض اليسير المعروف عن حضارتنا الموغلة في القدم
الكتاب لم ينال اعجابي علي الاطلاق من اةل فصل لاخر فصل ومن اول صفحه لاخر صفحه يبدو ان الكتاب بنتمي لنوع من العلوم اسمه الميثولوجيا والذي جعلني اشعر ان الكلمات تتكرر والقصص تتشابه شعرت بالتيه معظم الوقت لقله معرفتي بهذا العلم وتلك الروايات لنفس الاحداث
واحد من أكثر الكتب صعوبةً نظراً لما يتطلبه من اطلاع مسبق واسع و قاعدة قوية من الثقافة المختصة في تاريخ حضارات منطقة الجزيرة العربية و ميزوبوتاميا. كتاب مرهق بما يثيره من أفكار عديدة قد تكون صادمة في البدء إلى أن يعتاد الفكر أنّ لا حقيقة مسلّم بها سوى الموت، و كل ما عدا ذلك قابل للنقاش و المراجعة. هذا الكتاب كما أراده صاحبه طويل الباع في التاريخ و الفكر، مغامرة قد تقودنا إلى التيه ساعين خلف المعرفة و متعة التفكير، و سواء وجدنا جنتنا أم اكتفينا بالعثورعلى (إبلنا) فمن المؤكد أننا رابحون في كل الأحوال، يستمع الآخرون إلى قصصنا الأسطورية عن مغامرتنا في البحث عن الحقيقة.