What do you think?
Rate this book


272 pages
First published January 1, 2011
جرّب أن تحمل عقلك معك مثل كاميرا وتلتقط صورك الخاصة بك ستجد أنك تصنع زوايا ولقطات رائعة، أو على الأقل خاصة بك بدلا من أن تنتهي حياتك وأنت تحمل ألبوما كبيرا صوّره الآخرون، ولن تجد لنفسك فيه صورة واحدة
موضوع المرأة موضوع شغل كل أدبيات القرون والفلاسفة، لكن أبشعها تلك المجادلات التي عقدتها الكنيسة الأوروبية في القرن السابع عشر لمناقشة هل المرأة كائن ذو روح أم بلا روح؟! أي هل ترقى إلى مستوى إنسان أم لا؟
معظم الثقافات البدائية والقديمة منذ انتقال المجتمعات إلى مرحلة المجتمعات الأبوية وسيطرة الذكر على الأرض ورغبته في توريثها لأبنائه الخلص، بينما تراوحت درجة المرأة فيها، فوصلت في ثقافة من الثقافات إلى سلعة يرثها الابن إذا مات والده من مجمل الموروثات.
الإسلام رفع من شأن المرأة عند العرب لكن في بعض مراحل الانحطاط الفكري انتكست مكانتها بسبب بعض القراءات التي أعادت المرأة للصفوف الخلفية من الحياة والمجتمع. بحجج موضوعة. ..
إني مبعوث من (مركز دراسات الكواكب النايمة)، أجري بحثا عن قضية طال تردادها لديكم، ومنعت رُقادكم وزادت من سُهادكم وشغلتكم عن تخطيط مُستقبلكم، يدور حول مطالبكم بإدارات خاصة بالمرأة، وأقسام خاصة بالمرأة، ووزارة خاصة بالمرأة، ومجلس أعلى خاص بالمرأة، ومستشفيات خاصة بالمرأة، وتعاظم شأن المرأة لديكم أصابنا كمراقبين للشؤون الخارجية للكواكب بالحيرة، فأُرسلت كمبعوث لجمع معلومات عن هذا الكائن الذي أثار كل هذا اللغط لديكم، من هي هذه المرأة التي تعد لها كل هذه العدة، وتفصل وتحاط وتحاصر ويصبح كل شأن لها بمعزل، هل هي كائن جاءكم من كوكب غريب له مواصفات لا تشبه مجتمعكم أم أنها معاق يستوجب عناية خاصة، بسبب ليونة أعضائه وسرعة عطبه وهشاشته، أم أنها وحش يحذر الناس منه فيحددون له خطوطا حمراء وأقفاصا، ليطلقوا الرصاص عليه حالما يتخطاها؟! ...
اسمعي يا بنتي، إن تنامي النظر إلى النساء بمعزل عن المجتمع سيكرس غربتها عنه، فلا يعود المجتمع ينظر للآخر بأنه على قدم واحدة من التساوي والتعادل والاحترام.
تخيّل أنك امرأة وتحتاج دوما لموافقة ولي الأمر، (...) ، فلا تدرس إلا بموافقة ولي أمرك، (...) ، ولا تتوظف وتأكل لقمة عيشك إلا بموافقة ولي أمرك، (...) ،، تخيل أنك امرأة ويكون هذا الولي المطلوب حضوره معك في كل مكان، ابنا لك في الخامسة عشرة، أو أخا يحك ذقنه قبل توقيع الموافقة ويسأل: هاه وش رايك يا "رجّال" خلها تمشي، وأحيانا يطلب ما "يمسح به السير"، وهذه العبارة دلالة على الرشوة والعياذ بالله ،(...)ـ
تخيل أنك امرأة يكسر زوجك خشمك أو ذراعك أو رجلك وتذهب للقاضي تشتكي فيسألك القاضي عن شكواك فتقول: يضربني. يرد عليك القاضي مستنكرا: إيه وغيره!، على اعتبار أن الضرب حالة فنية يعيشها كل زوجين وحبيبين "فضرب الحبيب مثل أكل الزبيب" ،،(...)ـ
تخيل أن امرأة تعيش في القرن الحادي والعشرين تتابع فتاوى بعض فقهاء هذا العصر فتجد أن ما يتداوله بعضهم هو حكم سبي نساء العدو ومعاشرتهن، بل تجد من يتداول فتوى حكم سبي نساء العدو وهو في حالة السلم، ولا تدري من هن نساء العدو المقصود. (...)ـ
تخيل أنك امرأة تكتب في جريدة، وكلما كتبت عن همومكن وقضاياكن وفقركن وبطالتكن وأحوال القضاء والمحاكم معكن قالوا عنك : خلها عنك، كل حكيها حكي حريم!.
لخص أحد الظرفاء الحكمة الثمينة التي خرج بها من مجالس الحوار السعودي فقال : "حين تسمع أحدا يحاورك ويقول لك عبارة "خلّني أفهمك"، فأنحاش. أي أهرب. فهذا الشخص بدأ يرسل ولا يستقبل"! .. فالرجل معك لا يضع أمامك غير خيار واحد "حتفهم يعني حتفهم بالطيب بالغصب" ستفهم! ..
ليس عيبا أن نكون مجانين بل العيب كل العيب أن نكون أصحاء، ويظل مجتمعنا العربي نصفه تقريبا شباب، بمستويات تعليم بدائية باتت متخلفة وخارج العصر، دون تخصص وتدريب، وأكثرية عالية متسربة من التعليم تنتظرهم نسبة بطالة تبلغ 20% وشبه أمية، نصف مجتمع يمثل قوة غير مدربة، ودون سكن لائق، قوة هائمة قلقة وبائسة كل ما يطربها هو الأسطوانات المفخخة بالعنف، تجاه الذات وتجاه الآخر
داهمتنا أمراض الانفصام، وخوفنا من التقدم للأمام وحنيننا المرضي إلى الماضي، وبارانويا اعتقادنا بأننا شمس الحضارات، وحصارنا بأن المؤامرات هي سبب تخلفنا وعجزنا