أقبل الليل. تلاشت الأدغال والأودية ونتوءات الجبال. نعبت البومة، فتجاوب الصدى في الخرائب. أخذت العجائز شُهبًا من النار،لوحن بها في الهواء تمتمن ببعض التعاويذ. أقسم الرُعاة في وادي الكششفوف أنهم رأوا شبحًا،وسمعوا صرخة مدوية في الظلمة تجاوب لها الوادي بعضهم أكّد أنه شبح امرأة، وبعضهم كان أكثر جزمًا بأن الشبح كان لأمرأة عارية، تجري في الظلمة وسط الأدغال....
قاص ليبي وباحث في التراث الشعبي الليبي، مولود بأحد نجوع بادية الجبل الأخضر. درس بقرية عمر المختار (ماميللي سابقاً) و مدينة البيضاء حتى حصوله على الشهادة الثانوية .. القسم الأدبي. يكتب القصة القصيرة والبحث في التراث وهو عضو برابطة الأدباء والكتاب الليبيين. قرأ أحمد يوسف عقيلة لعددٍ كبيرٍ من الأدباء والمفكرين منهم الصادق النيهوم والكاتب الروسي تشيكوف .. وبفضل قراءاته إضافةً إلى المخزون الموروث والتراثي المتراكم وجد نفسه يكتب الأدب .. وربما كان اكتشافه لذلك متأخراً فكانت انطلاقته على المستوى المحلى المنشور خلال تسعينيات القرن الماضي .
. تعرفت على قصص "القاص" عقيلة من سنوات فاتت، وكان بفضل مدونته وصفحته الشخصية على الفيس بوك، عقيلة هو القاص الليبي الى نجح تقرييًا في كتابة التراث الشعبي، من حكايات النجع وغناوي علم،وتجميع الأمثال الشعبية الليبية، قصص عقيلة خالية من الوصف والتفاصيل الزائدة يترك للقارئ مساحة لفهم المعنى للقصة دون تأثير التفاصيل المحشوة..وزي ماقال تشيكوف "حيث تكون الأحداث قليلة..تبْقى في الذاكرة طويلاً"..
أحبّ أحمد يوسف عقيلة, أحب كلّ مايكتب ودائمًا أتذكره عندما التقيتُ به في إحدى ندواته .. رجلُُ هادئ وبسيط وخجول. الّذي يميّز عقيلة ليس كتابته للتراث فقط, وليست خفة دمه. ولكن روحانيّته وتقديسه لكلّ شيء .. للأرض وللحياة.
مجموعة قصص قصيرة (23 قصة قصيرة) بعضها ممتع كقصة الوصفة الأخيرة ، دروب ، الصرة ،المجنون ، اختيار أما بعضها الآخر فرمزي وإن لم أفهم المغزي في بعض القصص ولكن المجموعة في مجملها جيدة .