أحمد بهاء الدين (1927 - 1996) صحافي مصري . رئيس تحرير مجلة صباح الخير ودار الهلال والأهرام ومجلة العربي الكويتية (1976 - 1982). وكان يكتب المقالات في العديد من الصحف المصرية والعربية تخرج في كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا) عام 1946 وقد كان أحد أصغر رؤساء التحرير حين توليه رئاسة تحرير مجلة (صباح الخير) عام 1957 كان أول من هاجم عشوائية سياسة الإنفتاح الإقتصادي المتبعة في عهد السادات و ذلك بمقاله الأشهر السداح مداح وذلك أثناء رئاسته لتحريرالأهرام الجريدة الحكومية شبه الرسمية توفي عام 1996 بعد صراع مع المرض حيث قضى أخر ست سنوات من عمره في غيبوبة طويلة
.يكتب أحمد بهاء الدين عن الصومال الحزين، مُقتبس حديثه من مذكرات السياسي كمال الدين صلاح مندوب الأمم المُتحدة للوصاية على إقليم الصومال الإيطالي، تكشف مُذكرات كمال الدين عن مُحاولة دول الإستعمار الإيطالي والإنجليزي والفرنسي لعدم السماح لصومال الحصول على الاستقلال وتوحيد أراضيه..ذكرني موقف الصومال بليبيا عندما خسرت إيطاليا الحرب لصالح دول الحلفاء..وتم وضع ليبيا تحت الوصاية الدولية ولكل إقليم تحت حُكم دولة ما مثل ماحصل لصومال بالزبط…سيطرت بريطانيا على إقليم برقة، وإيطاليا رجعت إلى إقليم طرابلس وفرنسا في إقليم فزان، الفكرة كانت إذا حصلت ليبيا على الاستقلال ستضيع نفوذ الدول الاستعمارية، استخدمت بريطانيا نفس الأسلوب بصناعة أحزاب سياسية ووضع "ملك" عميل ودمية ليحكم ليبيا ، ورفضت باقي الأقاليم حُكم "الملك البريطاني على ليبيا"، بهذا استقلت إمارة برقة لوحدها في سنة ١٩٤٩ وباعت وسلمت باقي أقاليم ليبيا تحت الحُكم الإيطالي والفرنسي ، نجحت السياسة البريطانية لأنه خلال سنة واحدة فقط تنازل زعماء الأقاليم الأخري وتم المُوافقة على أن يكون الملك "العميل لسياسة بريطانيا الملك الوحيد على كُل الشعب ليبيا والحاكم الوحيد لدولة ليبيا.
الكتاب رائع لأنه شبيه نوعًا ما برحلة ليبيا نحو الاستقلال، نجحت ليبيا نسبيًا في تلك المرحلة، وفشلت الصومال، تم اغتيال كمال الدين صلاح في النهاية لأنه من يقف بجانب الحق سيُقتل شيء ..
الصومال كنموذج لكل ما كان و لا زال يجري في افريقيا
الاستعمار الاسود الذي وان زال فانه قد حرص على ان ينشب مخالبه المسمومه في كل ركن من اركان القاره السوداء
دائما لا افهم ولا اعتقد اني سأفهم يوما كيف تكون المصالح في اي لعبه هي سيده الموقف على طول الخط
اني اعتقد انه لكي يتحقق هذا فلابد ان يكون هناك على ظهر الارض شيطان يتحرك فينا بصوره بشر
لكن كلنا بشر كيف لبشري ان يحوي كل هذا الشر بحيث تكون مصلحته هو
لابد وبلا تفكير ان ترجح على مصلحه بل ومن الممكن ارواح الملايين بمن فيهم من اطفال كيف لبشري انه يكون له كل هذا الحرص على ان يسود الجهل وتنتهك اعمار الناس بهذا الشكل
الاستعمار حرص على ان يكون سلاحه الجهل
وقطع كل لعلاقات التي تربط افريقيا ببعضها على اساس من بتاريخها وتراثها و دينها وحضارتها
لابد ان تظل القاره السوداء مظلمه لابد ان يظل الجهل والبؤس فيها وان تظل كل بلد فيها كفرع ذابل مفصول عن الشجره الوارفه العملاقه ولا بد من اطفاء كل وأي شعله قد توقد فيها يوما
لان شعله صغيره واحده كفيله بان تتحول في عيون ارواح انهكها الفقر والجوع والمرض واليأس ولكنها رغم كل ذلك لم تنسى يوما ان هناك فكره سعى لها الاجداد وضُحي من اجلها بارواح غاليه اسمها الحريه..والكرامه
شعله واحده كفيله هناك ان تتحول لمناره..بل وصبح غامر في تلك العيون تسعون تجاهه
يظن البعض أن الصومال سنة 1950 كانت مكاناً هادئاً بعيداً عن الصراعات والثورات والحروب التي شهدتها الكثير من دول العالم وقتها ..وهذا أيضاً ما كان يظنه السيد كمال الدين صلاح _مندوب مصر في الأمم المتحدة _قبل أن يتم تعيينه هناك ويعرف حقيقة الوضع
ففي هذا البلد الأفريقي الصغير كانت تتصارع كل القوي الإستعمارية إنجلترا وإيطاليا وفرنسا وأميركا وحتي بعض الدول الأفريقية كأثيوبيا وكانت كل هذه القوي تتآمر ضد كل من يشجع الشعب الصومالي علي الإستقلال وهذه المؤامرة هي التي أودت بحياة كمال الدين صلاح
ولكنه في مذكراته كشف ما كانت تفعله القوي الإستعمارية هناك وكيف افتعلت بعض المشكلات التي ظلت قائمة حتي بعض رحيل الإستعمار لتصبح ذريعة للتدخل وبسط سيطرتها ونفوذها مثلما فعلت إنجلترا بضم أراضي صومالية إلي أثيوبيا
وكشف أيضاً حقيقة الجدل المثار حول موضوع اللغة فبالرغم من أن الشعب الصومالي يفضل اللغة العربية إلا أن الإستعمار أراد إجبارهم علي كتابة اللغة الصومالية بحروف لاتينية ..لماذا؟! لأن اللغة ستحدد علاقة الشعوب الافريقية بغيرها من شعوب العالم ولأن أفريقيا مليئة بالكنوز ولذلك فاختيار شعوبها للانضمام الي فريق دون آخر من الممكن أن يغير ميزان القوي في العالم كله
وحتي الدين لم يسلم من عبث الإستعمار فمن المفترض أن يكون للتبشير هدفاً دينياً بحتاً ولكن الحقيقة أن الهدف كان سياسياً في المقام الأول
وبرغم ما حدث وما يزال يحدث في أفريقيا أنا واثقة أن هذه الدول التي عانت طويلاً من النظرة الدونية للدول الإستعمارية ستصبح قادرة في المستقبل علي تغيير السياسة العالمية
الكتاب احداثه تدور في الخمسينيات في الصومال حينما كان تحت الوصاية الايطالية استعدادا لإستقلاله في 1960. الكاتب يعتمد علي مذكرات كمال الدين صلاح , الدبلوماسي المصري, الذي كان يمثل الأمم المتحدة في الصومال في هذه الفترة و الذي واجه بشكل فردي مشاريع الاستعمار في هذا البلد بكل شجاعة إلي ان قتل في 1957.