لماذا تكتب وينفرد هولمز عن ملكات مصر؟ ليست هذه السيدة مؤرخة تعتمد على المراجع الموثقة وتناقش الآراء المتعددة وتختار أصح المرويات وتحللها وتستخلص منها سنن التطور وقوانين الحضارة وتضع معايير التفوق للأمم وتحدد محطات الارتقاء والهبوط والبقاء، ليست وينفرد هولمز بالباحثة التي يذهب إليها طالب أكاديمي يعالج موضوعا من فرضية وأسئلة ومنهج من أجل استخلاص حقيقة أو ترجيح رأي. إن وينفرد هولمز أديبة. يمكنك أن تطلق عليها مصطلح رحالة، استقر بها المطاف في مصر في نهاية أربعينيات القرن العشرين بصحبة زوجها الإداري بشركة شل سنوات تاركة بيتها في لندن إلى حين ثم تعود إليه في منتصف الخمسينيات قبيل أن ينتقل السيد هولمز لمواصلة العمل في فروع الشركة بالشرقة متوجها إلى سنغافورة. لم تقتصر رحلات وينفرد على المكان بل تجاوزته إلى الزمن فحلّقت مع أسراب حمام الشرق إلى قرون قبل الميلاد متوجهة إلى حتشبسوت لتستضيفها الملكة في قصرها بجوار النيل مانحة إياها طاقة ملكية وإرادة نسائية تضيفها السيدة الإنجليزية لرصيدها الإنساني ناقلة إياها إلى الجانب لآخر من المتوسط حيث يظن فتيات أوروبا أن المرة في الشرق بلا دور ولا قيمة، . ومن حتشبسوت إلى الجميلة الآتية ( الحلوة دي من مصر ) بتعبير اليوم نفرتيتي أسطورة الجمال وست الحسن . ثم تنزل هولمز في ضيافة كليوباترا بلإسكندرية لتحضر نهاية البطالمة واحتلال الرومان للمكان وينتهي لمطاف بلقرب من القلعة وهي ترسم مشهد نهاية شجرة الدر وتنتقل منه سريعا إلى الشارع لجميل الذي يحمل اسمها بالحي الراقي الذي يليق بملكة حاربت فنتصرت على عداء بلادها لكنها لم تنتصر على غيرتها وطموحها قرأت انت ملكة على مصر في سنة ثالثة جامعة عندما وجهنا عبد الله خورشيد الأستاذ للاستمتاع بكل ما هو مصري وكل ما تركته مصر من آثار في نفوس الأدباء قبل كتبهم، في مكتبة إمبابة بشارع العلمين خلف المساكن الشعبية بالكت كات صحبت وينفرد وملكاتها، وعشت تجربة شعورية في هذا المزيج الأسطوري التاريخي الفني، كانت نتيجته أن أحببت موظفة صغيرة بالمكتبة كانت تشبه نفرتيتي تماما، سرت أذهب يوميا لقاعة التاريخ أقرأ قليلا وأساعد الموظفة كثيرا، حفظت المكتبة كلها، إلى أن تمت خطبة الموظفة بعد أسابيع وتركت المكتبة، فلم يبق لي سوى الكتاب.
لاول وهلة رأيت الكتاب وغلافه توجست منه خيفة ان يكون سرد تاريخى ممل مثلما عهدنا خلال دراستنا للتاريخ بالمدرسة .. الا اننى عكفت على قرائه الكتاب المكون من اربع روايات تاريخية عظيمة .. استطاعت المؤلفة ان تلم شمل التاريخ المصرى القديم بتسلسل وترتيب رائع من خلال الملكات اللاتى حكمن مصر .. ولم تنسى الكاتبة ان تربط كل رواية بالاخرى بذكر الحقبة الواقعة بين كل ملكة والاخرى .. فكانت محصلتى التاريخية ابتدائاً من احمس (الجد) وتحتمس الاول (الأب) والثانى والثالث وحتشبسوت مروراً بأمنحت (اخناتون)ومدينته آتون الزائلة وزوجته المخلصة نفرتيتى قبل ان يخلفهم (توت عنخ آمون) الضعيف .. ثم الاسطورة كليوبترا بعرقها المقندونى المصرى وتفاصيل رواية تاريخية رائعة يصعب اختصار حتى اشخاصها .. واخيراً شجرة الدر الصلبة .. الا اننى اخد على المؤلفة وبالتالى المراجع التاريخى بعض الاخطاء فى روايتها الرابعة .. ففيها بعض الايحاءات الغرض منها نصرة الصليب . ولكنى كقارىء لهذه الحقبة استطيع ان اوزن الامور ما بين الصحيح والتصحيح .. الكتاب فى مجمله رائع يستحق الاقتناء كمرجع عن ملكات مصر
كتاب جميل أوي، بيحكي عن قصة 4 ملكات حكموا مصر (حتشبسوت، نفرتيتي، كليوباترا و شجر الدر) الكتاب تاريخي بطابع روائي، الكاتبه كانت بتسرد الأحداث التاريخية وتسد الثغرات بلمسة من الخيال في المجمل لطيف وخفيف
قرأت هذا الأسبوع كتاب ممتع لكاتبة مستشرقة احبت مصر وفتنت بها (كانت ملكة على مصر) والكتاب يحكي تاريخ أربع ملكات على مصر في اربعة عصور مختلفة فكرت أن أكتب مراجعة مختصرة عن الكتاب ولكن وجدت نفسي ألخص اهم النقاط التي أوردته الكاتبة، يجوز لأنني أغرمت بهم وأحببتهم ...لا اعرف ولكن الكلمات التالية هي ملخص لتاريخ أربع ملكات استحقوا مننا على القل أن نعرف اليسير عنهم... الأولى حتشبسوت (زعيمة النبيلات) أميرة سليلة ملوك ووصى والدها أن تتزوج أخيها الضعيف الهزيل( تحتمس الثاني) لتحكم هي وهو مصر، لكن الأخ مات وترك ولد من زوجة اخرى، فكرت ماذا تفعل وهي بها ذكاء وحسن إدارة يفوق الرجال براعة....قامت بإرسال تحتمس الثالث إلى معبد أمون ليتلقى الرعاية وفنون القتال وفي نفس الوقت تبعده عن الحكم قامت بعدها بتنصيب نفسها ملكة على مصر واقامت نهضة شاملة في الزراعة والبناء والعلاقات الخارجية وقد وضعت ذقنا خشبيا ليعترفوا بها ملكة عليهم وتعد أول إمراءة تحكم مصر ثم بنت الدير البحري أجمل مقابر الفراعنة في الأقصر وعندما كبر تحتمس الثالث نحاها جانبا وتزوج إبنتها ليحكم هو ويعد الملك تحتمس الثالث من أعظم ملوك مصر وصاحب خطط عسكرية سبقت زمانه بمراحل عديدة... ( يحسب لها أنها لم تقتله لتستفرد بالحكم كما نرى في جميع قصص العروش ولكنها أحسنت تربيته عسكريا )
الثانية نفرتيتي ( الجميلة قد أتت)، زوجة إخيتاتون الجميلة وساندت زوجها ضد حربه امام كهنة معبد امون وأنتقلت معه من العاصمة الرئيسية للبلاد طيبة إلى عاصمة جديدة وهي تل العمرانة، أعتقد أن الكاتبة وضعتها من ضمن الملكات التي حكمن مصر رغم عدم تفردها بالحكم لكون زوجها تفرغ لعبادة التوحيد التي نادى بها وأنها باشرت الدولة كما زوجت إبنتها إلى توت عنخ أمون الملك الشاب الذي تولى بعد أبيه المغدور به...
ثم كليوباترا (أي محبة أبيها) أكثر جزء فتنت به في هذا الكتاب هو جزء (كليوباترا) فسرد الكاتبة عن حياتها جعلني أبحث أكثر وأكثر في سيرتها الغنية ...بالطبع الأربعة نساء يتسمن بالقوة والحكمة ولكنني وجدت في كليوباترا دهاء المخضرمين السياسين في فترة كانت الحضارة الرومانية لها السلطة ..... أجد ان كليوباترا تتشابه سيرتها الأولى كثيرا مع حتشبسوت، كلتاهما أميرتان مترفتان...عاشتا في ظلال قصر الحكم وأهتموا بالثقافة وتحصيل العلوم وكلتاهما ترك لهم والدهم المٌلك مناصفة بعد الزواج من اخيهم الضعيف كليوباترا كان مقرر لها أن تتزوج من أخيها بطليموس الثاني عشر ولكنه كان أصغر منها بثمان سنوات والكهنة جعلوه لعبة في يديهم فأطاح بأخته من على كرسي الحكم لتهرب مع حاشيتها وسط الصحراء وهي لم تبلغ العشرون عاما بعد..... بعدها جاء يوليس قيصر الشهير إلى مصر لمتابعة حربه مع أحد قادته المنشقين وهو بومباي ولكنه تفاجأ أنه قٌتل غدرا، فأقام له جنازة مشرفة ولكنه حوصر في الأسكندرية بسبب المد والجذر ...أنتهزت كليوباترا الفرصة ودخلت له عن طريق الحيلة ملفوفة في سجادة ليجد فتاة أية في الجمال والذكاء كما وصفها مؤرخوا عصرها ........ لا شك أن كليوباترا عرفت كيف تخلب قيصر روما لتسترجع عرشها وبالفعل نُصبت ملكة على مصر، ثم جاء طموحها التالي وهو إكمال حلم عميد العائلات البطلمية ( الإسكندر الأكبر) أن تحكم مصر العالم من خلال الأسكندريه...ولم لا وقد أصبح قيصر روما في صفها...لذا تزوجته وأنجبت منه طفلا وهو قيصرون وأخذت مباركة الكهنه في أنحاء مصر بصفتها إيزيس ونقشت على الجدار الجنوبي لمعبد دندره لوحة لها وللقيصر وبيتهم قيصرون...... ثم عاد القيصر إلى روما بسبب طول غيابه فقد حدثت إضطرابات...وبعد ثلاث سنوات وعندما استتب له الأمر في روما، لم تنسى كليوباترا حلمها فتبعته الى روما لتثبت للعالم أجمع أن قيصرون هو ابنه ووريثه في عرش روما والعالم كله.... دخلت كملكة عظيمة في موكب ظل الملوك قبل البسطاء يتحاكون عن سحر الملكة الشرقية التي دخلت فسحرت روما كلها....وظلت في روما سنة كاملة تحاول أن ترسي دعائم ابنها .....وتستقبل قادة القيصر ولا شك أنها لاحظت أن أقرب الناس له هم أكتافيوس ولم تكن تحبه أو يحبها وبروتس الذي طالما اعتبره القيصر ابنه الذي لم ينجبه ومارك أنتوتي أو أنطونيوس القائد المخلص والمحب للقيصر.... ثم جاءت الصدمة وجاءت طعنة الغدر للقيصر وعندما رأى أن بروتس بينهم سقط صريعا في أشهر ميته خيانة بالتاريخ..... ولكن الصدمات ظلت تتابع على كليوباترا، عندما فتحوا وصية القيصر ليجدوا انه لم يذكر إبنها في وصيته في حكم روما...فمالم تدركه كليوباترا أن القيصر رغم أن قيصرون ابنه الوحيد إلا انه كان مخلصا لروما اكثر ولم يكن ليولي عليها ملكا خالط دمه الدماء المصرية والمقدونية ......وعادت كليوباترا إلى مصر بعد أن شب العداء بين قادة القيصر وخاصة أوكتافيوس وأنطونيوس لتنساند الأخير في معركته وتزوجته وأنجبت له ثلاث اطفال ولكنه لم يكن كقيصر ، فقد كان سكيرا وطموحه لم يكن مثله....وبالنهاية انتصر أكتافيوس عليه ليرديه صريعا، وخافت هي أن تؤخذ في موكب الأسرى إلى روما بعد أن دخلتها سابقا في موكب ملكي فقررت الأنتحار بسم الأفعى وأرسلت إبنها قيصرون إلى الهند مع معلمه حتى لا يقتلوه تحسبا لن يطالب في يوم من الأيام بعرش أبيه ولكن ما لم تعلمه الملكة أن معلمه خانه وقتله في الطريق! أما هي فيقال أن أنطونيو لم يكن موته سوى إشاعة وعندما وصل إلى كليوباترتا وجدها قد ماتت فأنتحر بجوارها ليخلدهم التاريخ كعاشقين نهايتهم حزينة ....ولكن عندما تقرأ سيرتها تعرف انها قصة أعمق بكثير من قصص العشاق. وختاما شجرة الدر. ملكة قوية وتستطيع ان تصفها فعلا ( أحب إمراءة قوية، فقد تكون هي يوما جيشك الوحيد) هذه الملكة التي صعدت من حريم وخدم السلطان إلى ملكة مصر وأنقذت مصر والإسلام بها في أحلك الأوقات عندما أخفت خبر موت زوجها ثلاث شهور تقريبا لتنقذ البلاد....كان الصليبين بالفعل قد دخلوا مصر بقيادة لويس التاسع وفي نفس الوقت كان المماليك منشغلين بالصراع على الحكم وجني الأموال ولو عرف أحد الطرفين بموته لنهارت مصر ونجخت الحملة الصليبة....وما معنى ذلك، يكفيك ان تنظر إلى أسبانيا الن التي تحول فيها الدين الذي أستمر ستة عقود إلى المسيحية نتيجة الحملة الصليبية بقيادة إيزابيلا لتعرف مصير مصر في حالة نجاح تلك الحملة....شجرة الدر كانت بطلة بكل المقاييس في وقت حالك الظلام ....
اتبع رغباتك و مافيه خيرك انجز اعمالك على الارض بحسب ما يمليه عليك قلبك الى ان يدركك يوم العويل عليك؛يوم لا يسمع قلبك الساكن نحيب الباكين ولا يصغي ذلك الذي في قبره الي نواح المفجوعين احتفل بيوم السرور ولا يستولي عليك الملل فيه فلن يسمح لاحد ان يصحب معه ما يملكه ولن يعود ابدا احد ممن ذهبوا الي هناك