Jump to ratings and reviews
Rate this book

نداء الحقيقة : مع ثلاثة نصوص عن الحقيقة لهيدجر

Rate this book

258 pages, Paperback

First published January 1, 2009

7 people are currently reading
254 people want to read

About the author

عبد الغفار مكاوي

82 books134 followers
أستاذ فلسفة ومترجم وكاتب أدبي وفلسفي مصري. يعتبر من أفضل المترجمين من اللغة الألمانية للعربية. ترجم أعمال لكانت وهيدجر إضافة لأعمال أدبية ونقدية كثيرة. ولد في 11 يناير عام 1930، محافظة الدقهلية.
حاصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2003.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
19 (38%)
4 stars
15 (30%)
3 stars
11 (22%)
2 stars
3 (6%)
1 star
1 (2%)
Displaying 1 - 10 of 10 reviews
Profile Image for د.سيد (نصر برشومي).
343 reviews732 followers
April 8, 2025
جلسة تنطبع في الذاكرة
وتظل معك لوحة فيها نافذة يطل منها عقل يدعوك للحوار
مثل شراعة باب تصل بينك وبين حبيب
يهبط من علياء البيت الذي ارتسمت على جدرانه نظرات اللقاءات
عبد الغفار مكاوي بوداعته ورقيه يحدثك عن مارتن هيدجر
يحدثك عن الوجود المعلق بين الذات الحاضرة التي تبدو باهتة لم تصل بعد لما تتمناه
والماهية الكامنة التي نظن أنها ستتجلى من أعماقنا في لحظة ما لنتحققّ بها
ونحن لا ندري أن الظاهر هو ما استطعنا تلوينه بمادتنا الروحية
لنرسم شيئا من صورة تتشكّل بالتفاعل مع الموجود العالمي حولنا والذي نحن جزء منه
وتستمر أفعالنا بين نجاح وإخفاق
بين فعل قصدي صادر عن وعي وإرادة
أو رغبة عمياء تلقي بنفسها في بحر دون إتقان العوم
مسافات ومساحات تستقبل السعي لوجود لم يكتمل
سيمفونيات جمالها في نقصانها الذي يتوق للاكتمال
في الرياضة كل لاعب لديه ثلاث محاولات
ليحققّ رقما يحفظ به كيانه بين مجموع المتنافسين
ربما كان علينا أن نفعل ذلك
نحفّز ذاك الكائن فينا ليظهر في أجمل صورة
في أبهى منظر
في أعلى نقطة يمكن أن يصلها
في قمة التوهّج الروحي
وقتها يزيح الفراغ نفسه ليضع ما أنجزناه في الفعل الرائع
كل ما ابتكرته البشرية أدوات علينا إجادة استخدامها
كل لغات الناس وسائط إحالة نابعة من لساننا الكلي
هنا نقفز كأطفال تجيد التقاط الكلمات
تنفخ فيها من روح البهجة
تصبح بالونات ملوّنة محلّقة
تنطبع في الذاكرة الحيوية الرابطة بين لحظة الحاضر العابرة
والماضي الذي كان
والمستقبل الذي يمد إلينا يدا لا نكاد نلمسها
يراها أحباب يتمنون أن تكون لهم
وأحباب لم نستطع أن نكون لهم
هنا مارتن هيدجر يكمل مشروع أستاذه هوسرل
لكنه يأخذ الوجود نفسه ظاهرة
خيطا سحريا جوهريا يدمج الذات بالموضوع
كتاب جميل من الطريف أنني بعد قراءته
فتحت بالمصادفة رواية دميان لهرمان هيسه
فرأيت هيدجر يلوّح لي ويبتسم
كما كان يفعل الحبيب
وهو يهبط ويصعد
من خلف شراعة سلم البيت الذي هجرناه
Profile Image for Mohmed Abd el salam.
45 reviews34 followers
December 10, 2013
كتاب يحاول تقديم فلسفة هيدجر للقارئ العربي ، لكن أشك أن يتلقاه القارئ غير الدارس للفلسفة بشكل مرضي ، ويرجع ذلك لصعوبة " هيدجر " حتى على المتخصصين ..

لذا من الصعب أن تعرض لكتاب فلسفي بهذا العمق والتخصص .. خاصة بعد أن خضت معه معركة المصطلحات والأفكار العويصة ، لكني مصمم أن أعرض لفكرتين من فلسفة هيدجر ، وهما ( الوجود الانساني الاصيل ) و ( ماهية الحقيقة ) .. وهما الأهم في هذا الكتاب في رأيي

يتميز الإنسان عند هيدجر عن باقي الموجودات بأنه " الموجود الوحيد الذي يسعى لفهم الوجود العام ، والذي يمتلك تفسيراً محدداً له " .. كذلك فالإنسان هو الموجود الوحيد القادر على " الانفتاح " علىى باقي الموجودات .

يطلق هيدجر على علاقة " الموجود - الإنساني " مع الوجود العام مصطلح ( التواجد ) ، فالإنسان هو الموجود القادر على فهم واختيار ذاته ، وتقاعسه عن هذا الاختيار أو ترده في القيام به هو في حد ذاته نوع من الاختيار " فالموجود - الإنساني " لا يملك أن يهرب من حالة أنه ( ملقى - به - هناك ) أي في الوجود ، ( وبالقرب - من الموجودات ).. وإنطلاقاً من الفكرة السابقة يميز هيدجر بين نوعين من الوجود الإنساني :

أما الوجود الانساني الأصيل فهو أن يفهم الإنسان ذاته وأن يحيا في الوجود بناء على إمكانياته التي تبلغه ذاته ؛ والتي تحقق له ( وجوده ) بعيداً عن الزيف ، وهو على كل حال لن يحقق من إمكانياته إلا بقدر ما يستطيع تحقيقه بالفعل !

لكن الوجود الانساني غير الأصيل فهو أن يخضع " الموجود - الإنساني " لسيطرة الأخرين ، وأن تحكم تصرفاته محاولات إرضاء الناس أو أن يقع فريسة لتصوراتهم المسبقة ..

هكذا فإن أمام الإنسان سبيلين : فإما أن يتمكن من فهم نفسه فيي ضوء إمكاناته الصميمة ، وعند إذن ( يكون ) في الحقيقة ، وإما أن يفهم نفسه من خلال العالم الذي أضاع نفسه فيه ويضيعها أبداً ، وعند إذن يكون في اللا حقيقة والزيف .

هذه الذاتية نجدها عند نيتشه والذي يعد هيدجر من أكبر المتأثرين به .

لكن هذه ليست دعوة للعزلة والانقطاع عن العالم كما قد يفهم من الوهلة الأولى ، بل على العكس تماما.. فالموجود الإنساني بطبيعته ( وجود - مع - الأخرين ) . فهو محتم عليه أن يدخل في علاقة مع الأخرين ، وحتى الإنسان الذي يتجنب الاختلاط بغيره من الناس إنما يثبت - بهذا الفعل نفسه - غير الحاضر بوصفه ذلك الذي يتجنبه .

والتجربة الوجودية عند هيدجر هي أنه ( يسير نحو الموت ) ، .. والموت هو أعلى إمكانية للوجود الإنساني ، ولا يفهمه أو يشعر به سوى الموجود - الإنساني الذي يحيا ويفكر بنحو أصيل ، وهذا الإدراك الأصيل لتجربة الموت يجعل الموجود - الإنساني يسلك في الحياة مسلك ( الوجود - للموت ) ، .. أو العيش من أجل الإنتهاء ، أي أن يعيش في حالة من الانتظار والتوتر والترقب لإمكانية الموت التي ستقع حتماً وفي أي وقت ( وهو امر لا يدركه باقي الموجودات - الإنسانية التي تحيا وتفكر على نحو غير أصيل ) ، .. وبهذه المواجهة والإدراك الأصيل للموت تنفصم علاقة الموجود - الإنساني مع الموجودات الإنسانية الأخرى ، ويرد غلى وحدته وتفرده مع ذاته ، وبإدراكه هذا يكون في حالة استباق دائم للموت .

الفكرة الأخرى الهامة في فلسفة هيدجر الوجودية هي ماهية الحقيقة ..
لما كان الموجود _ الإنساني بطبيعته ( تواجد ) ، .. أي أنه الموجود الوحيد القادر على الفهم والتفسير لطبيعة الموجودات الأخرى ؛ فإن الإنسان من الناحية الشكلية هو مصدر الحقيقة ، .. لأن بلوغ الحقيقة يتطلب موجوداً ( منفتح ) على ذاته وعلى باقي الموجودات الأخرى .. وهذه القدرة على الكشف تميزه ، .. وهذا الكشف وحده هو الذي تقوم عليه كل حقيقة أساسية ، ومن خلال جدلية الاحتجاب والتكشف ، والتعمق في فهم هذه التجربة ، يخلص هيدجر إلى هذه القضية الهامة : " أن الحقيقة واللا حقيقة لا ينفصمان " .

فمجال تحجب الموجودات هو أسبق في الوجود من كل ( تكشف ) أو ظهور للوجود ، .. والوجود الكلي لا ينفك يظهر للموجود الإنساني - مهما حاول تجاهله - من خلال الموجودات الجزئية .

لكن هذا التكشف للموجودات الجزئية لا يتم إلا على نحو جزئي ، فهو يتم في ظل احتجاب الموجود الكلي وعلى أساسه ، .. وكلما اتسعت معرفة الموجود الإنساني بالموجودات الجزئية إندفع الموجود الكلي إلى الاحتجاب ، وكلما زاد نجاح الإنسان في هذا الكشف الموهوم زاد الاحتجاب !

لمن يهتم بالاستزادة بهذا الفيلسوف العبقري هذا رابط ويكيبيديا .. !

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D...

Profile Image for Nahed.E.
627 reviews1,973 followers
April 17, 2015
استعنت بهذا الكتاب مرات عديدة لفهم آراء مارتن هايدجر
الكتاب سلس في إسلوبه
ويكفي انه لـ د عبد الغفار مكاوي الذي درس وقدم مارتن هايدجر في أفضل صورة
Profile Image for إسحاق  إبراهيم محمد.
35 reviews17 followers
September 13, 2024
من الدازاين إلى سؤال الوجود

بعيدًا عن الأسئلة التقليدية للميتافيزيقا، كان هايدجر يطرح السؤال الأساسي (سؤال الوجود). في كتاب "الوجود والزمان" كان يحاول أن يجد أرضية ثابتة للسؤال عن معنى الوجود من خلال تحليلية الدازاين Dasein "الوجود هناك في العالم"؛ الذي هو الإنسان الذي يهتم بالوجود وتصوره عن الوجود، لكن هايدجر يرفض كلمة الإنسان لأنه يعتبرها مفهوم أنطو-ثيولوجي Ontotheology (علم الوجود اللاهوتي)، وهو يعمل على تقويض تاريخ الأنطو-ثيولوجي. فالدازاين هو الكائن الذي يَنفَتِح في وجوده في العالم السؤال عن معنى الوجود، هو الكائن الوحيد الذي يسأل سؤال الوجود، فكان هايدجر يُحلِل الدازاين من خلال أنماط من الوجود مثل الوجود من أجل الموت والوجود مع الآخرين والوجود بالقرب من الأشياء (السقوط) وظاهرة الضمير.

في الوجود نحو الموت، سوف أقتبس بعض المقاطع من عبد الغفار مكاوي مع إضافة يسيرة مني: الميتافيزيقا هي تَعلُّم الموت. "إن الكائنات الحية من نبات وحيوان تنتهي، أما الإنسان فهو وحده الذي يموت، لأنه هو وحده الذي يهتم بأعلى إمكانيات وجوده وأخصها، وهي إمكانية استحالته وانتهائه وموته. هنا يستحيل أن ينوب عنه أحد كما يحدث في أسلوب حياتنا اليومية مع الآخرين: "فما من أحد يمكنه أن ينوب عن الآخر أو يحمل عنه موته". و"ليس الموت "حدثًا" أو "حالة وفاة" أو نهاية تبلغها الأنا بعد أن تقطع عمرًا طويلًا أو قصيرًا، كما تصور لها الأنطولوجيا التقليدية التي تتناول الموجودات الحاضرة أمامها دون تمييز، وتعد الإنسان واحدًا منها يسري عليه ما يسري عليها من مقولات. إنما الموت ظاهرة لابد أن تفهم فهمًا وجوديًا، ولابد من توضيح معناها المتميز وتحديد معالمه". فلكي نفهم العيش للموت، لابد من التحليل الوجودي للموت، أي موتي أنا وليس موت الآخرين. "الانتهاء الذي نصفه بالموت لا يعني بلوغ النهاية، بل يعني الوجود من أجل الإنتهاء"، "ما إن يأتي الإنسان للحياة حتى يصبح شيخًا هرمًا ناضجًا للموت". "وعبثًا نحاول أن نفهم الموت من تجربتنا بموت الآخرين أو من الملاحظات التي تجمعها علوم الحياة والطب والنفس واللاهوت والتاريخ والأنثروبولوجيا.. إلخ عن ظواهر الحياة والموت، لأن التفسير الوجودي للموت _أي موتي أنا_ يتقدم على هذه التفسيرات جميعًا ويفترضها". أن الآخرين كثيرًا ما يحدثونا عن الموت ولكن بشكل زائف، لأنهم يتحدثون عن موت الآخرين وليس موتي أنا؛ "الوجود غير الأصيل الذي يلقي ظله علينا ويحاول عبثًا أن يمدنا بالراحة والعزاء ويخفي عنا فاجعة الموت"، "حُتِّم على الدازاين أن يتحمل موته بنفسه. وبقدر ما يكون الموت، يكون أساساً موتي أنا". دائمًا ما كان الناس يلغون ويثرثرون عن الموت بشكل غير أصيل و"يحرمون الدازاين من أخص أمكانيات وجوده، ويزينون له أن يضيع في الناس ومسكناتهم المألوفة عن الموت، كما يئدون فيه شجاعة القلق الذي يواجهه به". "سنصف الوجود– للموت (الذي علينا أن نتحمله ونواجهه وندخل في حوار دائم معه) بأنه إستباق إلى الإمكانية". "إن الاستباق (إلى إمكانية الاستحالة أو انعدام كل إمكانية) يكشف للدازاين عن ضياعه في "إنية الناس" ويدفع به _دون اعتماد على الرعاية أو الاهتمام من جانب الآخرين_ إلى إمكانية أن يصبح هو ذاته، ولكنه يدفعه أيضًا إلى الحرية من أجل الموت، هذه الحرية المتوقدة بالحماس، الخالصة من أوهام الناس، الحرية الفعلية الموقنة بنفسها والقلقة من نفسها".

كذلك في تحليله لظاهرة الضمير، كان هايدجر يرى أن نداء الضمير هو نداء مجهول رهيب، المُنادَى هو الإنسان والمنادي هو صوت خفي في ظل الصمت هو الإنسان نفسه، أو صدى الوجود، فالضمير مهمته أن يوقظ الإنسان من الغرق في الهُم والضياع في الوجود مع الآخرين أو السقوط في وجود الأشياء وينتشله من الوجود الزائف نحو الوجود الأصيل، والوجود الأصيل يتمثل في أن يصبح الإنسان مهمومًا بالوجود؛ هكذا يكون الإنصات لنداء الضمير بشكلٍ حقيقيّ.
إن العدمية الأساسية عند هايدجر وثيقة الصلة بشعور ضمير الإنسان بمأساوية ميلاده في هذا العالم الميت؛ وإحساسه بالذنب كأنه قد اقترف أثم مجيئه إلى العالم بنفسه، يقول عبد الغفار مكاوي "نداء الضمير يكشف عن وجود الدازاين في حالة الذنب. ولا يفهم هايدجر الذنب بمعنى الخطأ الفعلي أو التاريخي ولا بمعناه الأخلاقي أو الديني. وإنما هو في رأيه تعبير عن "قرار العدمية الأساسية" للدازاين الذي يقوم قبل كل شيء على نقيضة الوجود الإنساني أو طابع التناقض الذي يميزه، إذ إن عليه أن يضع بنفسه أساس وجوده ويقرر بنفسه نوع هذا الوجود، كما يجد نفسه بالفعل في واقعة وجوده التي لا يد له في وضعها ولم يلق فيها بمشيئته –ولهذا فهو لا يستطيع أبدًا أن يتمكن من نفسه كل التمكن. ولا ينفتح الدازاين على وجوده المذنب كل الانفتاح إلا إذا أدرك أنه مذنب حتى النهاية. وهذا بدوره لا يتأتى له حتى سيتبق نفسه إلى النهاية، أي الموت. بهذا تتلاءم فكرة الاستباق (أي الوجود الأصيل الذي يستبق ذاته إلى الموت) مع ظاهرة الضمير".

بعد الانعطاف والرجعة إتضح لدى هايدجر أن السؤال عن معنى الوجود من خلال تحليلية الدازاين، قد سقط بعض الشيء في النزعة الذاتية، لذلك سوف يتخلى هايدجر عن هذا المشروع ليحاول أن يضع سؤال الوجود من وجهة تاريخ الوجود بحد ذاته. في كتاب "إسهامات في الفلسفة (عن العهد)" يقول هايدجر "إن عصر الأنساق قد ولى، لكن عصر إقامة كينونة الموجود انطلاقًا من حقيقة الوجود لم يحن بعد".
في مقدمة نص تخطي الميتافيزيقا لهايدجر، يقول إسماعيل المصدق "في محاضرة "في ماهية الحقيقة" سيصل تفكير هايدجر إلى تجربة حاسمة هي أن هناك تيهًا أساسيًا هو تيه الميتافيزيقا في معالجتها لسؤال الوجود، "ذلك السؤال المتيه أساسًا وبالتالي الذي لم يتم بعد ضبطه في تعددية دلالته". إن الميتافيزيقا حسب تجربة هايدجر هي حقيقة يتم فيها تفكير الكائن ككائن، أي الكائن في وجوده أو من جهة وجوده، لكن لا يتم فيها تصور الوجود ذاته صراحة كوجود وبالتالي إنطلاقًا من حقيقته، إن الميتافيزيقا تعتقد أنها تتصور حقيقة الوجود، لكنها لا تتصور إلا الكائن في حقيقته: هذا هو تيه الميتافيزيقا، هكذا سيتجه هايدجر إلى بسط سؤال الوجود في حوار مع الميتافيزيقا التي تحدد حسب هايدجر التاريخ والتفكير الغربيين".

لقد نظر هايدجر للميتافيزيقا على أنها ميتا-ترانس؛ التعالي الماورائي/تخطي الكائن؛ الشيء الكامن في العالم. فالدازاين يسأل السؤال الأساسي للميتافيزيقا في نظر هايدجر؛ سؤال العدم، باعتباره بوابة الوجود؛ إنه الوجود بحد ذاته منظورًا له من زاوية الكائن، "كان ينبغي على تساؤلنا عن العدم أن يعرض أمامنا الميتافيزيقا ذاتها، اسم الميتافيزيقا ينحدر من اللفظ الإغريقي meta ta phusika هذا الاسم العجيب سيتم تأويله لاحقًا للدلالة على التساؤل الذي يذهب meta _trans فيما "وراء" الكائن من حيث هو كذلك. الميتافيزيقا هي التساؤل فيما وراء الكائن من أجل إستعادته للفهم من حيث هو كذلك وفي كليته"؛ وما وراء الكائن هو الوجود.
الإنسان يُبصِر الوجود كشبح غائب من خلال انفتاحِه على الموت؛ أي انفتاحه على تصور ضريح العدم؛ ففي محاضرة "الشيء" يقول هايدجر "أن الموت هو الدولاب الذي يُصان فيه العدم، هو دولاب ما ليس أبدًا مجرد كائن وما هو مع ذلك يَحدُث، يحدث بصفته الوجود ذاته، فالموت كدولاب للعدم يحتضن الوجود ذاته في حدوثه؛ الموت كدولاب للعدم هو حضن الوجود".

في كتاب "طرق هيدجر" لهانز جورج جادامير، يتحدث جادامير في مقالة "ما الميتافيزيقا؟" عن محاضرة هايدجر التي تحمل العنوان نفسه، التي أضاف إليها هايدجر بعض المُلحَقات في طبعات أخرى بعد ذلك. يُشير جادامير أن هايدجر في مُلحَق طبعة سنة 1943 قد كتب "إنه لمما ينتمي إلى حقيقة الوجود أنه يَحضُر من دون الموجودات، ولكن لا يوجد موجود من دون الوجود مطلقًا"، يقول جادامير "أن هايدجر قد غير هذه الجملة في الطبعة الخامسة سنة 1949 إلى ما يناقضها تمامًا: "إن الوجود لا يَحضُر من دون الموجودات، ولا وجود لموجود من دون الوجود""، يستكمل جادامير "إن هاتين الجُملتين المتناقضتين تستغرقان الفضاء المتوتر الذي تحرك فيه تساؤل هايدجر".
في الموقف الثاني "إن الوجود لا يَحضُر من دون الموجودات"، يفهم هايدجر الوجود كحضور، وهذا ما انتقده جاك دريدا عند هايدجر فيما يُعرَف بتفكيك ميتافيزيقا الحضور، أي نقد فكرة فهم الوجود كحاضر في الموجودات، وإحالة الوجود كغائب ويقوم على الغياب، أي أن دريدا يقترب من موقف هايدجر الأول في أن الوجود يَحضُر من دون الموجودات؛ أي التفكير في الوجود "الذي هو ليس شيئًا"، أي الوجود كشبح ميتافيزيقي، لكن شبح الوجود ذلك يترك أثر في كينونة الإنسان في العالم. الإنسان يفهم الوجود كشبح، عندما يَنفتِح على الموت، أي على غياب الوجود. في الحديث بين الإنسان وشبح الوجود والموت نشأ الصراع الميتافيزيقي.
يقول هايدجر "إن المرء إذ يفهم المشروع المسمَّى في الوجود والزمان بوصفه طرحًا متمثِّلًا، فهو يأخذه بمثابة إنجاز للذاتية ولا يفكر فيه، كما يمكن لفهم الوجود وحده أن يفكَر فيه ضمن ضمن التحليلية الكيانوية للوجود في العالم، بوصفه الصلة الاكستاطيقية بخلوة الوجود. إن التتميم والاقتفاء الكافي لهذا التفكير الآخر، المتخلي عن الذاتية، إنما قد تعسَّر بلا ريب، من قِبَل، أنه عند نشر الوجود والزمان، قد وقع التحفظ على الجزء الثالث من الجزء الأول، "الزمان والوجود". ههنا أنعرج الكل على نفسه. إن القسم المشكَل قد تُحُفِظ عليه، من أجل أن الفكر قد انحبس عن القول الكافي لهذا المنعرج ولم يدرك ضالته بمساعدة لغة الميتافيزيقا".

المصادر:
1- عبد الغفار مكاوي، نداء الحقيقة: مع ثلاثة نصوص عن الحقيقة لهيدجر.
2- مارتن هايدجر، كتابات أساسية (الجزء الثاني)، ترجمة: إسماعيل المصدق.
3- هانز جورج جادامير، طرق هيدجر.
4- فتحي المسكيني، نقد العقل التأويلي أو فلسفة الإله الأخير.
Profile Image for mohab samir.
446 reviews405 followers
May 3, 2025
الوجود هو ( حدوث ) موجودية الموجود فى ذاته

والدازين الإنسانى هو تحقق الوجود التاريخى فى وعى ذاته ، أى خروجاً من حالة السقوط فى عتمة الضلال والعدم إلى الإرتقاء الدائم نحو سطوع ضوء ( الحقيقة ) فى ( الوجود ) .
الدازين هو صورة الوجود فى تحققه . فالدازين هو حدوث وإنفتاح وكون نحو المستقبل كما هو تحقق وانكشاف لذاته فى ذاته .

تحقق الوعى التاريخى هو ( حفظ الحقيقة ) على أرضيتها التاريخية أو فى صيرورة جمعها التى تتضمن السقوط فى الضلال وفهمه وتجاوزه . هذا الحفظ يجعل نداء الحقيقة يخرج عن صمته بين آن وآخر . ولكن قلة من يكونوا متيقظين ومتأهبين لسماع هذا النداء وفهمه .

صيرورة جمع الحقيقة وحفظها هى صيرورة من الرفع والوضع ، الإنتزاع والعطاء ، الإنقباض والإنبساط ، الإحتجاب والإنكشاف ، السقوط والإرتقاء ، الإنغلاق والإنفتاح ، الرحيل والعودة ، التجاهل والتلبية ، الرفض والقبول ، الصراع والإستسلام .

اللغة هى الرابط بين الدازين والوجود . أى بين الدازين والحقيقة التى هى حقيقته بما هى حقيقة زمنه وحقيقة كل زمان .

الوجود والدازين واللغة والفن هم حدوث شعرى بما هم بناء للحقيقة وإنكشاف لها وإنفتاح عليها وحفظ لموجوديتها وإنارة لها فى قلب الإحتجاب والضلال والإنغلاق والعتمة .

إن الوجود هو المجال الشامل ، مجال المجالات ، اللاتاريخى الذى يترسخ فيه التاريخ ، المحتجب الذى ينكشف فى كل لحظة كحضور ، وهو المنكشف الذى يحتجب فيه كل حضور . والذى فى كل إنكشاف وإحتجاب يخصه أو يخص الكائن يكون فى حالة نداء هو النداء الأكثر صمتاً كضمير ، كما أن حضوره هو الحضور الأكثر شفافية وتماهياً لكل ما هو حاضر . إنه المجال المطلق لتحقق حرية الموجود من خلال تركه يوجد .

إن أصل الحرية وما يرتبط بها من مسئولية يكمن فى فهم ( ترك الموجود يوجد ) وما يتضمنه من علاقات كالتخارج فى الزمان والانفتاح على الموجود خلال تركه يوجد ، وتفَهُم أحوال التأثر الناتجة عن هذا التخارج فى علاقته بكلية الموجود . بحيث ينجم عن كل شكل جديد من أشكال التأثر التاريخى مرحلة جديدة من كشف إمكانات الوجود التى تشغل الكائن المتخارج المتروك لذاته وتقيده بهذه الإمكانات المحدودة ويتداخل معها ، ومن ثم يكون الإحتجاب ، وإحتجاب الإحتجاب الذى يضمن حدوثه كون الإنسان متداخلاً ومتخارجاً فى آن . فعندما ينغمس الفرد فى زمنه ، متداخلاً ومتخارجاً فى حدوده الضيقة ، يبقى فى حمأة الضلال ، أى نسيان الإحتجاب والمحتجب ( نسيان النسيان ) . فالضلال ينفتح كما الحقيقة فهو جزء أصيل من حقيقتها . وهو بمثابة المسرح الذى تتحقق عليه كافة اخطاؤنا عبر التاريخ . ولكن لا يكون هذا المسرح إلا ضمن مجال الحقيقة الذى تتشابك فيه ماهية الحقيقة مع ماهية الخطأ من ناحية معينة كما تتشابك ماهية الحقيقة من ناحية أخرى مع حقيقة الماهية . وهو التشابك الذى يتم من خلاله التواصل وسماع نداء الحقيقة الذى يدعو الموجود أن يصبح أكثر إقتراباً .
Profile Image for Ahmed Abdelazim .
194 reviews154 followers
November 30, 2012
بعد يومين متواصلين انهيت أعمال تيرانس ماليك أعتقدت أنه لابد من الانتقال إلى كتابات هيدجار الأنطولوجيه ، حيث أنه استند إلى التفكير في حقيقة الوجود نفسه من خلال الموجود الوحيد المهموم بالوجود متجاوزا بذلك الفلسفة الميتافيزيقه في وصف الموجود الذي نتخذ منه مسلكا معينا ونصفه بأنه " العالم "


يقول هيدجر " في الوجدانية يحضر الموجود الإنساني دائما أمام نفسه ، لقد وجد نفسه بالفعل دائما ، كحضور مدرك لذاته ، بل كوجدان شعوري متأثر "

اقتبس ايضا تعبيره في وصف محاولة الانسان الاستناد إلى الوجود " إن الموجود الإنساني بتخارجه متداخل " حيث يختص الانسان الموجود بعنايته وتفكيره ويستمد منه مقاييسه دون أن يستمد منه ماهية أو أساس هذه المقاييس

وماهية الحقيقة احتلت جزءا كبيرا من كتابة هيدجار ، حيث يمكن التساؤل ، أهي وسيلة أم غاية , طريق أم هدف , فكر أم فعل ، خلق وكشف أم انجاز وتحقيق علمي ، انعكاس للواقع على
الشعور أم فعل محض لهذا الشعور ؟

وربما يمكن الاختتام بعبارته المشهورة " الإنسان هو راعي الوجود وحامي بيته "
Profile Image for Hussein Ebeid.
171 reviews62 followers
February 8, 2023
إذا كان من المعتاد أن نسأل : بمن تأثر الفيلسوف؟ فإن الجواب في حالتنا هذه عسير إلى أبعد حد : فالفيلسوف الأصيل، كالأديب الأصيل، يلتقط غذاءه الفكري من مختلف الموائد، فيسيغه ويحوله إلى دم يصعب أن نحلله لنقول : هذه الكرات الحمراء من فلان، وهذه البيضاء من علان!

فالمفكر الحقيقي -فيما يرى مكاوي- لا يقدم لقارئه ثمرة بحثه على طبق من فضة أو ذهب، ولكن عليه أن يشركه في الجهد المبذول في غرس البذور ورعاية الأشجار وانتظار الثمار. إن الهم الأكبر الذي ينشغل به الفيلسوف الحق -مثل هيدجر- إنما هو العمل على إحياء الإشكال في نفس القارئ وعقله، وحثه على البقاء في محنة السؤال، لأنه في النهاية هو الممتحن والمسؤول. وينتهي مكاوي إلى وصف هيدجر قائلاً “هكذا يختم هيدجر رسالته ختاماً لا يخلو من التواضع الكريم حين يؤكد أنها ‘تساعد على التأمل’ في قضية الحقيقة. وحسبه أنه ابتعد بنفسه عن الإجابات السهلة التي يتلهف عليها أصحاب الحس السليم، وأنه لم يحرص على شيء حرصه على إثارة السؤال”

أقول إن مكاوي إنما كان يمضي على نفس الطريق الهيدجري ولا يحيد عنه، فقد كان محتفياً بالسؤال ومهموماً به، ولم يسع لتقديم الإجابات قدر سعيه إلى تعميق السؤال وإعادة طرحه مراراً وتكراراً إيماناً منه باستحالة تقديم الإجابات النهائية، وأن طريق التأمل والفكر هو الأساس وليس الهدف أو الغاية على نحو ما كان يعتقد هيدجر، آمن مكاوي بذلك بعد أن تأمل فيه وعبَّر عنه، ولكن -خلافاً لهيدجر- بلغة بسيطة وسلسلة يفهمها المتخصص وغير المتخصص.
Profile Image for Mohamed Gamal.
82 reviews23 followers
February 12, 2021
تقديم جيِّد ومحاولة لا بأس بها في شرح مارتن هايدجر، لكنها كالعادة لا تفي بالغرض في الاقتراب بما يكفي من هذا الرجل.

هايدجر فيلسوف مُرهق جدًا بالرغم من سحر أفكاره وأصالتها حين نفهمها. أعتقد أن مشكلتنا كقُرَّاء للفلسفة مع هايدجر نفسه: وليست مع عُسر الترجمة، أو القراءة المُتعجّلة، أو سوء الفهم، أو صعوبة الموضوعات التي يُريد الفيلسوف أن يُحيط بها كما يحلو للبعض أن يذهبوا في تبريرهم لموقف هايدجر تجاه الحملات العنيفة الموجهة ضده. كلا، إن مشكلتنا مع أسلوب هايدجر بالفعل!

الرجل مُصاب بداء التعقيد حتى في أبسط المسائل وأتفه المواضيع، ولنقُلها صراحةً: هايدغر عاشق للرطانة الفلسفية. وخير دليل على ذلك هو انتقاداته غير المُبررة للحس السليم (الذوق الفطري، كما يدعوه التحليليون) في أكثر من موضع. ناهيك عن الهَوَس بالتأويل اللغوي المستفيض استغلالًا لما يوجد للكلمة الواحدة من اشتقاقات ومرادفات مما تسمح به اللغة، والنص الثالث والأخير من هذا الكتاب – أليثيا، هيراقليطس، الشذرة السادسة عشرة – خير شاهد على ذلك.. ١٧ صفحة في تأويل عبارة من ٦ كلمات لهيراقليطس! وتحوير لمعنى العبارة تمامًا بما يتماشى وأفكار هايدغر الأساسية عن ماهية الحقيقة والسؤال عن الوجود العام: "الانفتاح، الكشف، اللاتحجُّب، الكينونة، الحضور، إلخ.." كل ذلك بحجة "إقامة حوار" مع مُفكِّر مات منذ أكثر من ٢٥٠٠ عام!

بالرغم من إعجابي ببعض أفكار هذا الرجل، إلا أنني أتفق مع جميع انتقادات التحليليين له من أمثال رودولف كارناب وچون سيرل، وأجدها صائبة. الأمر لا يستحق كل هذا العناء والشقاء كي نفهمك يا هايدجر!
Profile Image for Nawal.
12 reviews
Want to read
January 26, 2017
دي اول مرة ف حياتي كلها اسيب كتاب من غير مااخلصه..مع اني قريت كتب فلسفة قبل كده..بس حقيقي مش فاهمة..
هل الكاتب معقد الاسلوب عالفاضي؟! انا عن نفسي لقيت افكار كتير عارفاها..وكان ممكن يتم التعبير عنها بطرق ابسط من كده..
هل اسلوب هيدجر معقد اصلا وده اقصي ماامكن للمترجم الوصول ليه؟!!
او ممكن ده كتاب للي بيدرسوا فلسفة وعايز ناس متعمقة ف الموضوع ..
مش عارفة ممكن.
Displaying 1 - 10 of 10 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.