في روايته "جنون التصوف" يعود الروائي كامل أبو علي إلى القرن السابع ليقدم صورة عن الخطاب الديني السائد في بغداد ومصر وأرض الحجاز بما فيه من صراع بين أديان ومذاهب مختلفة ورصد لِما كانت تمور فيه العواصم من فلاسفة عقلانيون، وعباد متصوفون، وزنادقة وتكفيريون عُلقت رؤوس بعضهم على المشانق، وقُطعت رؤوس البعض الآخر، كما أحرق البعض منهم بتهمة الهرطقة والخروج عن السلطة المقدسة. عاش بطل الرواية في زمن المقتدر بالله، ورث حانوت صغير لبيع الأقمشة والحرير عن والده والذي بدوره ورثه عن والده الذي أهداه إياه الخليفة الرشيد عقب نكبة البرامكة، اعتاد قبل الشروع في إغلاق حانوته تدوين حساباته، وقبل أن ينتهي وإذ برجل في العقد السادس من عمره ضعيف البنية، مجعد الوجه، أبيض الشعر واللح