يبدو أن الإزراء على النفس شغل المساحة الأكبر فى الكتاب من محاسبة النفس :) المحقق وإن أطال في تخريج الأحاديث إلا أنه أجاد في التعليقات على بعض الآثار التى تخالف الهدي النبوي كفصل: معاقبة النفس فيه : أن رجلا من العباد كلم امرأة فلم يزل حتى وضع يده على فخذها، فوضع يده فى النار حتى نَشّت (صورة اللحم إذا غلى).! فعلق المحقق بأحاديث منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذى جاءه رجل فقال : إني عالجت امرأة في أقصى المدينة وأني أصبت منها دون أن أمسها (يعني أجامعها) فاقض في ما شئت، فقال عمر لقد سترك الله لو سترت نفسك، قال فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم فقام الرجل انطلق، فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فدعاه و تلا عليه {و أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين }. فالحمد لله أن خير الهدي هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الصحابة كان أتبع الناس له، وبهم أُمرنا أن نقتدي، وإلا فكثير مما يروى في أبواب الزهد والعبادة عن بعض ممن جاء بعد القرون المفضلة فيه عنت ومشقة على المسلمين . مما أعجبنى من آثار : عن الحسن البصرى قال :" حادثوا هذه القلوب ، فإنها سريعة الدثور ، واقرعوا هذه الأنفس ، فإنها طَلِعة ، وإنها تنازع إلى شر غاية ، وإنكم إن تقاربوها لم تبق لكم من أعمالكم شيئا ، فتصبروا وتشدوا ، فإنما هي ليال تُعد ، وإنما أنتم ركب وقوف ، يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب ولا يلتفت ، فانقلبوا بصالح ما بحضرتكم"
عن سفيان بن عيينة ، قال : « كان الرجل من السلف يلق الأخ من إخوانه فيقول : يا هذا اتق الله وإن استطعت أن لا تسيء إلى من تحب فافعل » فقال له رجل يوما : وهل يسيء الإنسان إلى من يحب ؟ قال : « نعم نفسك أعز الأنفس عليك فإذا عصيت الله فقد أسأت إلى نفسك ».