What do you think?
Rate this book
إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عطاء الله السكندري - طبعة جديدة مصححة
الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري عبارة عن حكم منثورة على لسان أهل التصوف وطريقتهم، وهذا الكتاب هو بمثابة شرح مطول ومتوسع للحكم العطائية أيضا شرحها مصنفه بطريقة صوفية مستفيضا في ذكر الآيات والأحاديث والأشعار الصوفية . وموردا أقوال علماء التصوف وحكمهم
576 pages, Paperback
68 people are currently reading
505 people want to read
About the author
Ahmad ibn Ajiba
40 books74 followersAhmad ibn 'Ajiba
Photo: Ibn 'Ajiba's own handwriting.
أحمد بن عجيبة، أحد علماء أهل السنة
والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثاني عشر الهجري في المغرب
هو أبو العباس أحمد بن محمد بن المهدي بن الحسين بن محمد بن عجيبة الإدريسي الحسني الشريف، وُلد في مدشرا عجيبش في مدينة تطوان المغربية سنة 1161 هـ الموافق 1758م. واشتغل بتعلم القرآن الكريم والطاعات من صلاة وذكر منذ طفولته المبكرة.
حفظ القرطبية في الفقه وهو يرعى الغنم من غير أن يعرف اسمها، كذلك الأجرومية في اللغ، ومتن ابن عاشر. أتم حفظ القرآن الكريم على جده المهدي والشيخ أحمد الطالب وشرع في طلب العلم وعمره تسع سنوات فأخذ العلم من مشائخ عدة منهم: الشيخ عبد الرحمن الكتامي، والشيخ العربي الزوادي والفقيه محمد أشم والشيخ محمد السوسي السملالي، وفي سنة 1181 هـ قَدِم مدينة تطوان بالمغرب حيث واصل طلب العلم حيث لازم الشيخ أحمد الرشا والشيخ عبد الكريم بن قريش وغيرهما، ودرس في فاس على الشيخ التاودي بن سودة والشيخ محمد بنيس.
اشتغل بالتدريس في مدينة تطوان لمدة خمس عشرة سنة. وفي سنة 1208 هـ كان راجعاً من فاس فأحب المرور على أحمد الدرقاوي في بادية بني زروال فالتقى بالشيخ محمد البوزيدي تلميذ الشيخ الدرقاوي فقال له: جعلك الله كالجنيد يتبعك أربع عشرة مرقعة. ثم ذهب به إلى الشيخ الدرقاوي، وفرحا بقدومه كثيراً ورحبا به، وأقام عندهما ثلاثة أيام ثم رجع إلى تطوان لمدة قصيرة ليرجع بعدها للشيخ محمد البوزيدي المذكور ويأخذ عنه ويسلك على يديه.
ثم لبس المرقعة الصوفية ووضع السبحة في رقبته على عادة صوفية الطريقة الدرقاوية، ثم أذن له شيخه بالخروج للسياحة والدعوة لله تعالى فاجتهد في ذلك حتى أنفق كل ماله وكان ميسوراً حتى أنه باع كتبه ومراجعه العلمية. كذلك وقد بنى زوايا صوفية في منطقة جبالة في المغرب.
لابن عجيبة كتب كثيرة تزيد عن الأربعين مؤلفاً، منها:
إيقاظ الهمم في شرح الحكم، وهو شرح على الحكم العطائية.
الفتوحات الإلهية، وهو شرح على المباحث الأصلية.
البحر المديد في تفسير القرآن المجيد، وهو تفسير للقرآن الكريم.
توفي ابن عجيبة في 7 شوال 1224 هـ الموافق 1808م بالطاعون في بيت شيخه محمد البوزيدي بقرية "غمارة" شرق مدينة تطوان وبه دفن ثم نقل إلى "الزميج" حيث أعيد دفنه هناك.
Ahmad ibn 'Ajiba (1747–1809) was an 18th-century Moroccan saint in the Darqawa Sufi Sunni Islamic lineage.
He was born of a sharif family in the Berber Anjra tribe that ranges from Tangiers to Tetuan along the Mediterranean coast of Morocco. As a child he developed a love of knowledge, memorizing the Qur'an and studying subjects ranging from Classical Arabic grammar, religious ethics, poetry, Qur'anic recitation and tafsir. When he reached the age of eighteen he left home and undertook the study of exoteric knowledge in Qasr al-Kabir under the supervision of Sidi Muhammad al-Susi al-Samlali. It was here that he was introduced to studies in the sciences, art, philosophy, law and Qur'anic exegesis in depth. He went to Fes to study with Ibn Souda, Bennani, and El-Warzazi, and joined the new Darqawiyya in 1208 AH (1793), of which he was the representative in the northern part of the Jbala region. He spent his entire life in and around Tetuan, and died of the plague in 1224 AH (1809). He is the author of a considerable number of works and a Fahrasa which provides interesting information concerning the intellectual center that Tetuan had become by the beginning of the 19th century.
Photo: Ibn 'Ajiba's own handwriting.
أحمد بن عجيبة، أحد علماء أهل السنة
والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثاني عشر الهجري في المغرب
هو أبو العباس أحمد بن محمد بن المهدي بن الحسين بن محمد بن عجيبة الإدريسي الحسني الشريف، وُلد في مدشرا عجيبش في مدينة تطوان المغربية سنة 1161 هـ الموافق 1758م. واشتغل بتعلم القرآن الكريم والطاعات من صلاة وذكر منذ طفولته المبكرة.
حفظ القرطبية في الفقه وهو يرعى الغنم من غير أن يعرف اسمها، كذلك الأجرومية في اللغ، ومتن ابن عاشر. أتم حفظ القرآن الكريم على جده المهدي والشيخ أحمد الطالب وشرع في طلب العلم وعمره تسع سنوات فأخذ العلم من مشائخ عدة منهم: الشيخ عبد الرحمن الكتامي، والشيخ العربي الزوادي والفقيه محمد أشم والشيخ محمد السوسي السملالي، وفي سنة 1181 هـ قَدِم مدينة تطوان بالمغرب حيث واصل طلب العلم حيث لازم الشيخ أحمد الرشا والشيخ عبد الكريم بن قريش وغيرهما، ودرس في فاس على الشيخ التاودي بن سودة والشيخ محمد بنيس.
اشتغل بالتدريس في مدينة تطوان لمدة خمس عشرة سنة. وفي سنة 1208 هـ كان راجعاً من فاس فأحب المرور على أحمد الدرقاوي في بادية بني زروال فالتقى بالشيخ محمد البوزيدي تلميذ الشيخ الدرقاوي فقال له: جعلك الله كالجنيد يتبعك أربع عشرة مرقعة. ثم ذهب به إلى الشيخ الدرقاوي، وفرحا بقدومه كثيراً ورحبا به، وأقام عندهما ثلاثة أيام ثم رجع إلى تطوان لمدة قصيرة ليرجع بعدها للشيخ محمد البوزيدي المذكور ويأخذ عنه ويسلك على يديه.
ثم لبس المرقعة الصوفية ووضع السبحة في رقبته على عادة صوفية الطريقة الدرقاوية، ثم أذن له شيخه بالخروج للسياحة والدعوة لله تعالى فاجتهد في ذلك حتى أنفق كل ماله وكان ميسوراً حتى أنه باع كتبه ومراجعه العلمية. كذلك وقد بنى زوايا صوفية في منطقة جبالة في المغرب.
لابن عجيبة كتب كثيرة تزيد عن الأربعين مؤلفاً، منها:
إيقاظ الهمم في شرح الحكم، وهو شرح على الحكم العطائية.
الفتوحات الإلهية، وهو شرح على المباحث الأصلية.
البحر المديد في تفسير القرآن المجيد، وهو تفسير للقرآن الكريم.
توفي ابن عجيبة في 7 شوال 1224 هـ الموافق 1808م بالطاعون في بيت شيخه محمد البوزيدي بقرية "غمارة" شرق مدينة تطوان وبه دفن ثم نقل إلى "الزميج" حيث أعيد دفنه هناك.
Ahmad ibn 'Ajiba (1747–1809) was an 18th-century Moroccan saint in the Darqawa Sufi Sunni Islamic lineage.
He was born of a sharif family in the Berber Anjra tribe that ranges from Tangiers to Tetuan along the Mediterranean coast of Morocco. As a child he developed a love of knowledge, memorizing the Qur'an and studying subjects ranging from Classical Arabic grammar, religious ethics, poetry, Qur'anic recitation and tafsir. When he reached the age of eighteen he left home and undertook the study of exoteric knowledge in Qasr al-Kabir under the supervision of Sidi Muhammad al-Susi al-Samlali. It was here that he was introduced to studies in the sciences, art, philosophy, law and Qur'anic exegesis in depth. He went to Fes to study with Ibn Souda, Bennani, and El-Warzazi, and joined the new Darqawiyya in 1208 AH (1793), of which he was the representative in the northern part of the Jbala region. He spent his entire life in and around Tetuan, and died of the plague in 1224 AH (1809). He is the author of a considerable number of works and a Fahrasa which provides interesting information concerning the intellectual center that Tetuan had become by the beginning of the 19th century.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 12 of 12 reviews
August 5, 2016
من أفضل الكتب اللى ممكن تقابل الواحد فى حياته،
نفعنا الله بعلمه ، وحفظ الله سره ..
غيرت حياتي للأفضل ..
نفعنا الله بعلمه ، وحفظ الله سره ..
غيرت حياتي للأفضل ..
March 9, 2024
اولا، الطبعة التي ساتحدث عنها ليست للحكم العطائية فحسب، بل هي شرح العارف بالله احمد ابن عجيبة، الذي يعتبر من اهم اعلام الصوفية في المغرب. هذا الشرح بحد ذاته سيجعل تجربة القارئ مع هذه الطبعة، مختلفة جذريا عن اي طبعة اخرى. ثانيا، لا اعتبر نفسي من الملمين بالصوفية، و قراءاتي في هذا المجال محدودة. اضف الى ذلك ضعف مستوى لغتي العربية و عدم فهمي لغالب المصطلحات الاساسية في الصوفية. لهذه الاسباب، هذا التعليق هو انطباع و فهم شخصي، يركز على اهم الافكار التي اعتبرها ذات تاثير كبير بالنسبة لي.
لا شك في ان شرح ابن عجيبة هو أهم ما يميز هذه الطبعة. الحكم العطائية بحد ذاتها هي جمل و عبارات مختصرة، وضعت ليتأمل فيها القارئ. لكن ابن عجيبة يستخرج بشرحه كل كلمة و يعطيها دورها الخاص و يتعمق في معانيها. يستشهد كذلك في الكثير من الاوقات بآيات قرآنية، أحاديث و أقوال كبار المتصوفة كالامام الجنيد، الامام عبد القادر الجيلاني، الشبلي و الحسن البصري، و كذلك أعلام التصوف في المغرب كالقطب مولاي عبد السلام ابن مشيش.
هذا الشرح المفصل جعل من هذه الحكم نصا شاملا حول الصوفية. يتم فيه التدقيق في اهم و ادق مفاهيمها، كعلاقة العبد بربه، الطبيعة الحقيقية للنفس، الكون و المخلوقات، حال العبد في وجوده بين المخلوقات و الطريق التي تؤدي به الى إدراك وحدانية الخالق و تغيبه عن ما سواه.
أي محاولة لشرح هذه المفاهيم من طرفي ستتسبب في مغالطات كثيرة. لذلك أفضل أن يعتبر ما سأحاول قوله الان أدبا و شعرا أكثر منه علما أو معرفة.
يعتبر المتصوفة أن الانسان في الاصل مكون من روح و مادة. هذه الاخيرة تعيقه عن إدراك أن الروح طبيعتها ربانية خالصة، و تمنعها من العودة الى أصلها، فتحاصرها فيما دون الله تعالى. إنه ما يسمى بالغير أو السوى، أي الحوادث المتغيرة و الاسباب. حياة عامة الناس هي صراع مستمر مع هذه المتغيرات. يطاردون الشهوات و الحظوظ، منشغلين بالحرص على عدم ضياع الفرص. فتراهم منهمكين في القلق عند فقدان ربحهم، و الخوف من الخسران و الضياع.
بالنسبة للصوفية، هذه أوهام و خيالات و أشباح، تبعد الانسان كل البعد عن طريق الحقيقة. إنها تنبع من أن النفس البشرية مجبولة على حب حظوظها، دائمة الانشغال بنفسها. من أهم خصوصيات النفس عند الصوفية، هو حبها لرؤية نفسها. إذ لا يحب الانسان المال و الجاه و الخصوصية، بل يحب رؤية نفسه مالكا للمال، مختصا بإهتمام الخلق و اختصاصهم له.
إن طبيعة هذا الوهم إكثر تعقيدا. ليس فقط حب النفس و ظهورها بل اعتقادها إن لها القدرة على الكون و المتغيرات و الاسباب. فترى نفسها أنها أكتسبت كذا و كذا، و دفعت شر كذا و كذا، هكذا تجدها غارقة في الحرص و التدبير. حقيقة الامر عند الصوفية، أن النفس ليس لها حول ولا قوة، كل ما تتوهم انها ملكته، هو من تدبير الخالق و احسانه. فالمال و الجاه و الخصوصية من قدرته تعالى، بل حتى العبادات و الطاعات. في تصور الصوفية للوحدانية المطلقة، ليس هنالك ما هو خارج عن وحدانيته تعالى. إن اعطاء صفة الوجود المستقل للنفس، و منحها الحول و القوة هو شرك بالله تعالى و ضرب في وحدانية وجوده و قدرته.
غير ان فهم هذه الامور ليس بالحروف و الكلمات، بل هي تجارب و إدراكات مباشرة يختص بها البعض، او كما تسمى في الصوفية أذواق. من الطبيعي انها إن قرأت من طرف العوام فهي تبدو بعيدة عن كل منطق. لكن من هنا تبدأ الطريقة الصوفية. إدراك هذه المعاني الخفية يكون بقدرة الله تعالى و بمجهود عبده، دون ان ننسى ان المجهود بحد ذاته هو منة و نعمة من الله تعالى. أول الطريق هو ترك الاوهام و الاشباح، بالتسليم لتدبيره تعالى و حوله و قدرته، و ترك كل حرص، ثم الزهد و الفقر و العزلة عن الخلق و تحمل إذايتهم.
هكذا هي طرق أغلب أئمة الصوفية و أقطابها. قد لا تبدو مشجعة لعامة الناس أو حتى منطقية. لكن مجددا، إنها تبقى أذواقا لا تفهم و لا تشرح بالعبارات. الهدف منها هو إدراك الطبيعة الحقيقية للأسباب و الحوادث، و النفس و خيالاتها. ثم تجاوزها كونها تشكل الحجاب الذي يحجب العبد عن ربه، و عن إدراك طبيعته الربانية الاصل.
الطريقة لا تكون الا بما هو أهم من الزهد و التذلل. إنه الاخلاص. يعتبر الاخلاص مفهوما محوريا في التصوف. إذ إن لم يكن هناك إخلاص في التوجه نحو الله تعالى فكل المجاهدات هي في الحقيقة تبعد عن الله. عدم الاخلاص يعني الرياء و حب رؤية النفس على الاقل. في مقامات أخرى، الاخلاص التام لله هو وسيلة لمحاربة النفس، فالنفس لها ما لا نهاية له من الحيل و الخدع التي تتمثل بها للانسان فتضله و ترمي به نحو حب ظهورها و رؤيتها. فتجعل من تواضعه تكبرا خفيا، و من عباداته طمعا في تقدير العوام و تعظيمهم له.
تمام الاخلاص يوجب كذلك الابتعاد عن الطلب و الرجاء حتى من الله تعالى. الاخلاص في التسليم بقدرته و اليقين في وحدانيته يوجبان اندثار الفرق بين العبد و المعبود، حتى يفقد الرجاء في ما هو غير الله معناه. إذ غاب العبد تماما عن ما سوى الله، و لو كان من نعمته و احسانه تعالى.
و في نهاية الامر، تبقى الهداية و الرعاية من الله تعالى لعباده الذين اختصهم بها. لكن نعمته لا تحصى و رحمته لا تحد. فالتعداد و الحد ليسا الا صورة يبنيها العبد لجهله بحقيقة الاشياء، فتبعده عن طريق الحق و تبقيه في غفلته و وهمه. فاللهم اهدنا برحمتك، إذ اننا لا ننفع انفسنا بما نظنه معرفة، فكيف لنا ان ننفع انفسنا بما هو جهل في حقك و جهل بحقيقتك.
لا شك في ان شرح ابن عجيبة هو أهم ما يميز هذه الطبعة. الحكم العطائية بحد ذاتها هي جمل و عبارات مختصرة، وضعت ليتأمل فيها القارئ. لكن ابن عجيبة يستخرج بشرحه كل كلمة و يعطيها دورها الخاص و يتعمق في معانيها. يستشهد كذلك في الكثير من الاوقات بآيات قرآنية، أحاديث و أقوال كبار المتصوفة كالامام الجنيد، الامام عبد القادر الجيلاني، الشبلي و الحسن البصري، و كذلك أعلام التصوف في المغرب كالقطب مولاي عبد السلام ابن مشيش.
هذا الشرح المفصل جعل من هذه الحكم نصا شاملا حول الصوفية. يتم فيه التدقيق في اهم و ادق مفاهيمها، كعلاقة العبد بربه، الطبيعة الحقيقية للنفس، الكون و المخلوقات، حال العبد في وجوده بين المخلوقات و الطريق التي تؤدي به الى إدراك وحدانية الخالق و تغيبه عن ما سواه.
أي محاولة لشرح هذه المفاهيم من طرفي ستتسبب في مغالطات كثيرة. لذلك أفضل أن يعتبر ما سأحاول قوله الان أدبا و شعرا أكثر منه علما أو معرفة.
يعتبر المتصوفة أن الانسان في الاصل مكون من روح و مادة. هذه الاخيرة تعيقه عن إدراك أن الروح طبيعتها ربانية خالصة، و تمنعها من العودة الى أصلها، فتحاصرها فيما دون الله تعالى. إنه ما يسمى بالغير أو السوى، أي الحوادث المتغيرة و الاسباب. حياة عامة الناس هي صراع مستمر مع هذه المتغيرات. يطاردون الشهوات و الحظوظ، منشغلين بالحرص على عدم ضياع الفرص. فتراهم منهمكين في القلق عند فقدان ربحهم، و الخوف من الخسران و الضياع.
بالنسبة للصوفية، هذه أوهام و خيالات و أشباح، تبعد الانسان كل البعد عن طريق الحقيقة. إنها تنبع من أن النفس البشرية مجبولة على حب حظوظها، دائمة الانشغال بنفسها. من أهم خصوصيات النفس عند الصوفية، هو حبها لرؤية نفسها. إذ لا يحب الانسان المال و الجاه و الخصوصية، بل يحب رؤية نفسه مالكا للمال، مختصا بإهتمام الخلق و اختصاصهم له.
إن طبيعة هذا الوهم إكثر تعقيدا. ليس فقط حب النفس و ظهورها بل اعتقادها إن لها القدرة على الكون و المتغيرات و الاسباب. فترى نفسها أنها أكتسبت كذا و كذا، و دفعت شر كذا و كذا، هكذا تجدها غارقة في الحرص و التدبير. حقيقة الامر عند الصوفية، أن النفس ليس لها حول ولا قوة، كل ما تتوهم انها ملكته، هو من تدبير الخالق و احسانه. فالمال و الجاه و الخصوصية من قدرته تعالى، بل حتى العبادات و الطاعات. في تصور الصوفية للوحدانية المطلقة، ليس هنالك ما هو خارج عن وحدانيته تعالى. إن اعطاء صفة الوجود المستقل للنفس، و منحها الحول و القوة هو شرك بالله تعالى و ضرب في وحدانية وجوده و قدرته.
غير ان فهم هذه الامور ليس بالحروف و الكلمات، بل هي تجارب و إدراكات مباشرة يختص بها البعض، او كما تسمى في الصوفية أذواق. من الطبيعي انها إن قرأت من طرف العوام فهي تبدو بعيدة عن كل منطق. لكن من هنا تبدأ الطريقة الصوفية. إدراك هذه المعاني الخفية يكون بقدرة الله تعالى و بمجهود عبده، دون ان ننسى ان المجهود بحد ذاته هو منة و نعمة من الله تعالى. أول الطريق هو ترك الاوهام و الاشباح، بالتسليم لتدبيره تعالى و حوله و قدرته، و ترك كل حرص، ثم الزهد و الفقر و العزلة عن الخلق و تحمل إذايتهم.
هكذا هي طرق أغلب أئمة الصوفية و أقطابها. قد لا تبدو مشجعة لعامة الناس أو حتى منطقية. لكن مجددا، إنها تبقى أذواقا لا تفهم و لا تشرح بالعبارات. الهدف منها هو إدراك الطبيعة الحقيقية للأسباب و الحوادث، و النفس و خيالاتها. ثم تجاوزها كونها تشكل الحجاب الذي يحجب العبد عن ربه، و عن إدراك طبيعته الربانية الاصل.
الطريقة لا تكون الا بما هو أهم من الزهد و التذلل. إنه الاخلاص. يعتبر الاخلاص مفهوما محوريا في التصوف. إذ إن لم يكن هناك إخلاص في التوجه نحو الله تعالى فكل المجاهدات هي في الحقيقة تبعد عن الله. عدم الاخلاص يعني الرياء و حب رؤية النفس على الاقل. في مقامات أخرى، الاخلاص التام لله هو وسيلة لمحاربة النفس، فالنفس لها ما لا نهاية له من الحيل و الخدع التي تتمثل بها للانسان فتضله و ترمي به نحو حب ظهورها و رؤيتها. فتجعل من تواضعه تكبرا خفيا، و من عباداته طمعا في تقدير العوام و تعظيمهم له.
تمام الاخلاص يوجب كذلك الابتعاد عن الطلب و الرجاء حتى من الله تعالى. الاخلاص في التسليم بقدرته و اليقين في وحدانيته يوجبان اندثار الفرق بين العبد و المعبود، حتى يفقد الرجاء في ما هو غير الله معناه. إذ غاب العبد تماما عن ما سوى الله، و لو كان من نعمته و احسانه تعالى.
و في نهاية الامر، تبقى الهداية و الرعاية من الله تعالى لعباده الذين اختصهم بها. لكن نعمته لا تحصى و رحمته لا تحد. فالتعداد و الحد ليسا الا صورة يبنيها العبد لجهله بحقيقة الاشياء، فتبعده عن طريق الحق و تبقيه في غفلته و وهمه. فاللهم اهدنا برحمتك، إذ اننا لا ننفع انفسنا بما نظنه معرفة، فكيف لنا ان ننفع انفسنا بما هو جهل في حقك و جهل بحقيقتك.
March 8, 2021
شرحٌ كافي و فيه ذِكر للسلوك و المزالق لأهل البداية و الوسط و النهاية.
فيه أيضا مقتطفات من أشهر الشروح التي جائت قبله - كشروح الشيخ زروق و ابن عباد الرندي رضي الله عن الجميع.
يقول سيدي ابن عجيبة رحمه الله :
[...] قلتُ : وجل هذا الشرح الذي نقيده إنما هو مواهب لأني أكتب الحكمة ولا أدري ما اكتب فأقف مفتقراً إلى ما عند الله فإذا ورد شيء من عند الله كتبته أولاً ثم أنظر في كتب القوم إن وجدت نقلاً غريباً موافقاً لما أفاض الله علي كتبته وإلا تركته واكتفيت بما أتى الله وكثيراً ما نكتب الكلام ثم نطالعه ونستغرب أني كتبته أو صدر مني وذلك كله ببركة صحبة أشياخنا فجزاهم الله عنا أحسن جزائه ولقد كنت في حال الرياضة والمجاهدة إذا أردت أن نتكلم في التفسير أو غيره نشرع في الكلام ثم نغيب فكنت نحس بالكلام يخرج منى من غير اختيار كأنه السحاب فتصدر مني علوم وحكم فإذا سكت لم يبق منها إلا القليل.
ولقد حضر معنا ذات يوم رجل صالح كبير السن فسمع ذلك فقال والله لقد حضرت مجالس العلماء والصالحين والله ما رأيت مثل هذه الجواهر واليواقيت التي تخرج من سيدي فلان فبقيت كذلك مدة غير أني لم نكن نقيد شيئاً ثم انتقل ذلك إلى حال التقييد فصار القلم عندي أفصح من عبارة اللسان.
وكان بعض العارفين يقول لأصحابه إذا كنت اتكلم عليكم أكون أستفيد من نفسي ما يجزيه الله على لساني كما تستفيدون أنتم منى [...]
فيه أيضا مقتطفات من أشهر الشروح التي جائت قبله - كشروح الشيخ زروق و ابن عباد الرندي رضي الله عن الجميع.
يقول سيدي ابن عجيبة رحمه الله :
[...] قلتُ : وجل هذا الشرح الذي نقيده إنما هو مواهب لأني أكتب الحكمة ولا أدري ما اكتب فأقف مفتقراً إلى ما عند الله فإذا ورد شيء من عند الله كتبته أولاً ثم أنظر في كتب القوم إن وجدت نقلاً غريباً موافقاً لما أفاض الله علي كتبته وإلا تركته واكتفيت بما أتى الله وكثيراً ما نكتب الكلام ثم نطالعه ونستغرب أني كتبته أو صدر مني وذلك كله ببركة صحبة أشياخنا فجزاهم الله عنا أحسن جزائه ولقد كنت في حال الرياضة والمجاهدة إذا أردت أن نتكلم في التفسير أو غيره نشرع في الكلام ثم نغيب فكنت نحس بالكلام يخرج منى من غير اختيار كأنه السحاب فتصدر مني علوم وحكم فإذا سكت لم يبق منها إلا القليل.
ولقد حضر معنا ذات يوم رجل صالح كبير السن فسمع ذلك فقال والله لقد حضرت مجالس العلماء والصالحين والله ما رأيت مثل هذه الجواهر واليواقيت التي تخرج من سيدي فلان فبقيت كذلك مدة غير أني لم نكن نقيد شيئاً ثم انتقل ذلك إلى حال التقييد فصار القلم عندي أفصح من عبارة اللسان.
وكان بعض العارفين يقول لأصحابه إذا كنت اتكلم عليكم أكون أستفيد من نفسي ما يجزيه الله على لساني كما تستفيدون أنتم منى [...]
January 18, 2022
أثناء شروعي في قراءة الكتاب تيقنت من أمر واحد أن كلام إبن عجيبة حديث العهد بربه وهذا ما قلته لصديق قرأ هذا الكتاب فوافقني الرأي حتى أكد المؤلف الأمر فقال رضي الله عنه" وجل هذا الشرح الذي نقيده إنما هو مواهب لأني أكتب الحكمة ولا أدري ما اكتب فأقف مفتقراً إلى ما عند الله فإذا ورد شيء من عند الله كتبته أولاً ثم أنظر في كتب القوم إن وجدت نقلاً غريباً موافقاً لما أفاض الله علي كتبته وإلا تركته واكتفيت بما أتى الله وكثيراً ما نكتب الكلام ثم نطالعه ونستغرب أني كتبته أو صدر مني وذلك كله ببركة صحبة أشياخنا فجزاهم الله عنا أحسن جزائه ولقد كنت في حال الرياضة والمجاهدة إذا أردت أن نتكلم في التفسير أو غيره نشرع في الكلام ثم نغيب فكنت نحس بالكلام يخرج منى من غير اختيار كأنه السحاب فتصدر مني علوم وحكم فإذا سكت لم يبق منها إلا القليل.
ولقد حضر معنا ذات يوم رجل صالح كبير السن فسمع ذلك فقال والله لقد حضرت مجالس العلماء والصالحين والله ما رأيت مثل هذه الجواهر واليواقيت التي تخرج من سيدي فلان فبقيت كذلك مدة غير أني لم نكن نقيد شيئاً ثم انتقل ذلك إلى حال التقييد فصار القلم عندي أفصح من عبارة اللسان.
وكان بعض العارفين يقول لأصحابه إذا كنت اتكلم عليكم أكون أستفيد من نفسي ما يجزيه الله على لساني كما تستفيدون أنتم مني"
ولقد حضر معنا ذات يوم رجل صالح كبير السن فسمع ذلك فقال والله لقد حضرت مجالس العلماء والصالحين والله ما رأيت مثل هذه الجواهر واليواقيت التي تخرج من سيدي فلان فبقيت كذلك مدة غير أني لم نكن نقيد شيئاً ثم انتقل ذلك إلى حال التقييد فصار القلم عندي أفصح من عبارة اللسان.
وكان بعض العارفين يقول لأصحابه إذا كنت اتكلم عليكم أكون أستفيد من نفسي ما يجزيه الله على لساني كما تستفيدون أنتم مني"
August 27, 2019
يُعد من أعظم الكتب في التراث الصوفي في الحديث عن الأحوال والمقامات والخواطر والبواعث النفسيه والقلبيه وكيفية تخطي ما يمنع المريد عن هدفه في الوصول لتلك المقامات العليا في معرفة الله تعالي ودوام معيته، وذلك بالترتيب من بداية طريق السلوك (الدخول في المجاهدات والأذكار والأوراد) رتب أحمد بن عطاء الله السكندري حكمه ترتيبا تصاعديا من بداية ما يقابل المريد في سلوكه (الأعمال والمجاهدات) حتي نهايتها بالمعية والتي نهاها بالمناجاة التي تعد حديث شخصي بينه وبين الله ،ويعد شرح بن عجيبه الحسني هو الشرح رقم 24 لهذه الحكم حيث تم شرحها من قبله 27 مره اهمها واوسعها انتشارا ونشرا هو هذا الشرح، الكتاب في مجمله مهم جدا للسالكين في الطريق الصوفي، ولا يقل اهميه للباحثين عن المعرفة بالتصوف وأهله، أحواله بلا إفراط أو تفريط
Read
December 7, 2016exceptional book
February 15, 2023
في الكتاب حديث عن المسالك والمعارج والمراتب والمزالق والنفس والروح والسر وغيرها من مصطلحات الصوفية وأحوالهم تفصيلا وتعريفا وذكرا للخلاف وتوضيحا للغامض وتقريبا للبعيد.
موضوع الكتاب إجمالا هو شرح الحكم العطائية وتقريبها وقد أجاد المؤلف رحمه في هذا حتى أفاض في شرح كل الحكم ومعانيها والمراد منها وأوجه فهمها وفي الكتاب لطائف وإشارات عزيزة ندر أن يجود الزمان بمثلها خاصة ما كان في فهم الكتاب العزيز وأحاديث النبي العدنان.
وبن عجيبة رحمه الله فقيه صوفي فتناول في كتابه هذا أيضا تفسيرات لبعض الإشكالات التي قد تقع من الصوفية كفتنة الحلاج أو من بعض النصوص والأحوال المنقولة عنهم وتوخى توضيحها وتقريبها لأهل الشريعة والفقه وعامة المسلمين وفصل في مسائل من التفريق بين علوم التصوف وعلوم الشريعة وإن كان غيره يخالفه في أرائه هذه فهي على كل حال مفيدة معينة لمن سره أن يفهم تصور الفقهاء المتصوفة عن التصوف وحدوده وما يرونه فيه مقبولا وما لا يجيزونه وكيف يقيمون علاقة الفقه أو الشريعة بالتصوف أو الحقيقة كمثل قوله "الفقيه حاكم على الصوفي"
وتناول أيضا إشكالات داخل التصوف نفسه كالتفريق بين الأحوال الإلهية والأحوال الشيطانية وخوارق العادات وأداب التابع وغيرها
بالمجمل كتاب جم الفوائد في المعاني المجردة وفي فهم التصورات المؤسسة للتصوف الإسلامي وأدبياته فقد أكثر المؤلف من النقل والتفصيل في أقوال غيره حتى أحاط بكثير من الأبواب والمعارف التي قلما جمعها كتاب بطريقة عذبة كهذه.
وأعتذر لنفسي من اشتغالي المعرفي الصرف بالكتاب فهو كتاب سلوك يعين الواحد على التقرب لربه ولكني لما كنت منشغل البال بأغلب ما جاء به الكتاب فرحت به أشد الفرح وسررت بالمعارف والأفكار التي يزخر بها الكتاب حتى نسيت مقصده الأسمى وغاب عني في جل أجزاء الكتاب ... على أن أعيد قرائته مرة أخرى إن شاء الله لأستفيد منه ما أريد لأجله حصرا!
موضوع الكتاب إجمالا هو شرح الحكم العطائية وتقريبها وقد أجاد المؤلف رحمه في هذا حتى أفاض في شرح كل الحكم ومعانيها والمراد منها وأوجه فهمها وفي الكتاب لطائف وإشارات عزيزة ندر أن يجود الزمان بمثلها خاصة ما كان في فهم الكتاب العزيز وأحاديث النبي العدنان.
وبن عجيبة رحمه الله فقيه صوفي فتناول في كتابه هذا أيضا تفسيرات لبعض الإشكالات التي قد تقع من الصوفية كفتنة الحلاج أو من بعض النصوص والأحوال المنقولة عنهم وتوخى توضيحها وتقريبها لأهل الشريعة والفقه وعامة المسلمين وفصل في مسائل من التفريق بين علوم التصوف وعلوم الشريعة وإن كان غيره يخالفه في أرائه هذه فهي على كل حال مفيدة معينة لمن سره أن يفهم تصور الفقهاء المتصوفة عن التصوف وحدوده وما يرونه فيه مقبولا وما لا يجيزونه وكيف يقيمون علاقة الفقه أو الشريعة بالتصوف أو الحقيقة كمثل قوله "الفقيه حاكم على الصوفي"
وتناول أيضا إشكالات داخل التصوف نفسه كالتفريق بين الأحوال الإلهية والأحوال الشيطانية وخوارق العادات وأداب التابع وغيرها
بالمجمل كتاب جم الفوائد في المعاني المجردة وفي فهم التصورات المؤسسة للتصوف الإسلامي وأدبياته فقد أكثر المؤلف من النقل والتفصيل في أقوال غيره حتى أحاط بكثير من الأبواب والمعارف التي قلما جمعها كتاب بطريقة عذبة كهذه.
وأعتذر لنفسي من اشتغالي المعرفي الصرف بالكتاب فهو كتاب سلوك يعين الواحد على التقرب لربه ولكني لما كنت منشغل البال بأغلب ما جاء به الكتاب فرحت به أشد الفرح وسررت بالمعارف والأفكار التي يزخر بها الكتاب حتى نسيت مقصده الأسمى وغاب عني في جل أجزاء الكتاب ... على أن أعيد قرائته مرة أخرى إن شاء الله لأستفيد منه ما أريد لأجله حصرا!
July 24, 2021
رضي الله عن ابن عطاء الله السكندري وعن ابن عجيبة الحسني ونفعنا بهم وبعلومهم في الدارين
January 9, 2023
باختصار شديد هذا الكتاب... تحقيق شريعة وطريقة وحقيقة لا إله إلا الله
January 8, 2025
قال محيى الدين بن محمد بن على بن العربي الحاتمي رضى الله عنه : من شهد الخلق لا فعل لهم فقد فاز ، ومن شهدهم لا حياة لهم فقد جاز ، ومن شهدهم عين العدم فقد وصل.
October 22, 2025
كتاب رائع. من خلال قراءته ، يقف المسلم وقفات ليحاسب فيها نفسه. وهو كما يدل عليه عنوانه موقظ للهمم.
April 18, 2024
من أوضح وأعمق الشروحات للحكم.... الحمد لله إنه سبحانه منّ على بقرائته وحيازته.
Displaying 1 - 12 of 12 reviews