هذا الكتاب يحيئ في مقدمة مؤلفات أبي عبد الله الحارث المحاسبي يتناول فيه رعاية الخلق لحقوق الله الخالق يبدأ الكتاب بالتقوى، تلك الصلة التي ينبغي أن تكون بين العبد وربه.
الحارث بن أسد بن عبد الله المحاسبي البصري كنيته أبو عبد الله، سمي المحاسبي لأنه كان يحاسب نفسه. أحد أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري، يقول عنه أبو عبد الرحمن السلمي أنه «أستاُذ أكثرِ البغداديين»؛ وهو من أَهل البصرة ولد سنة 170 هـ.
هذا الكتاب من جواهر كتب المحاسبي رحمه الله، جمع فيه من العلم والنصح والنور، ما فيه موعظة للقلوب وشفاء لما في الصدور من معرفة حقوق الله سبحانه، ومعرفة سبيل رعايتها، والتنبيه على الآفات التي تعترض ذلك السبيل، فتفسد على السالك طريق آخرته
فرحمة الله على الحارث بن أسد، جزاء ما بثه في كتبه من علوم الآخرة، التي هي أحرى كثيراً بالمدارسة والتدبر من جُل العلوم الأخرى التي نشغل أنفسنا بمطالعتها.. حتى من فضول المسائل الدينية التي نتجادل فيها وهي لا تكاد تمسّنا أو تعرض لنا! فما ينفع المرء أن يكون خبيراً بأحد العلوم، وقد دنّس قلبه وضل سبيل الآخرة!
فأدعو لقراءة هذا الكتاب بقلب واع، والإقبال على كتب الحارث المحاسبي والاستفادة منها، فقليل من يجمع بين التصوف والسنة، والحارث المحاسبي من هذا القليل وكل كتاب من كتبه جدير بالقراءة مرات ومرات
رعاية الشيء حفظه من الفوات والنقصان وحقوق الله فعل الواجبات وترك المحرمات فَفعل كل وَاجِب تقوى وَترك كل محرم تقوى
يستعرض فيها خطرات النفس ووساوسها واعمال القلب وما يؤثر على النية والسلوك من رياء وحسد وكره وكبر وعجب ونفاق ومعالجتها بالتقرب الى الله ومداومة الذكر والتقوى ومحاسبة النفس وتنقيتها من العوائق اضف الى ذلك التوبة وشروطها ثم انهاه بطريق المريد
اقتبس
"لا جدوى من علوم العقل والنقل اذا لم تستند الى وجدان روحي يصل الانسان بربه ويعرف قدر نفسه ويلزمه حدود الورع والزهد....ز
"لا شيء يفسد السلوك قدر ما يفسده عقد القلب على حب مظاهر الوجود والاستمساك بها واتخاذها غاية من الحياة"
رحم الله عبداً وقف عند همه
اذا اهتم وحذر تيقظ واذا تيقظ ذكر واذا ذكر تثبت واذا تثبت تفقد واذا تفقد نظر واذا نظر بالنور وهو العلم ابصر واذا ابصر تبين
ازالة العوائق عن النفس افضل من حمل النفس على الاخلاص وغيره من جلائل الاخلاق مع بقاء هذه العوائق لان الامر حينئذ شاقا وعسيرا وغير مأمون في لامعة العيون
هذا الكتاب هو واحد من الكتب النادرة لشخصية نادرة في التاريخ الإسلامي. اشتهر مؤلف الكتاب باسم المحاسبي لأنه داوم علي محاسبة نفسه وعدم تركها علي هواها. لقد أجلت قراءة هذا الكتاب مرات ومكرات إلي أن أتي الوقت الذي اعتقدت أنه مناسب كي أقرأه، لكن قرأته قراءة عابرة عن طريق الطيران بين الصفحات والفصول. فالكتاب يتحدث عن موضوعات كان الغزالي (حجة الإسلام) قد تولاها بعده في (إحياء علوم الدين) لكن الذي يقرأ الغزالي أولا يعرف جيدا أنأن الغزالي بإحيائه قد جنى علي هذا الكتاب باحباط من سيقرأه بعد الإحياء. الكتاب لا يقدم جديدا بعد الإحياء (المحاسبي ألف هذا قبل الإحياء) . كما أن الغزالي في الإحياء قد التزم نظاما منطقيا دقيقا يجعل الاستفادة من الحكم المتفرقة في مثل هذا الكتاب أقوى لذلك فأنصح من يريد القراءة في التصوف وكان مخيرا بين هذا والإحياء ان يختار الإحياء. وإن نوى قراءتهما معا فليقرأ هذا اولا ثم يتبعه بالإحياء.
عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، أنه قال: «الكيّس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت»، و قوله: «دان نفسه» يعني حاسب نفسه، و هي المحاسبة في لغة .العرب الحارث بن اسد المحاسبى، الرعاية لحقوق الله، 1جلد، دار اليقين - مصر، چاپ: اول، 1420 ق. ص68 * دَین، جزای فرد بدهکار این است که وامش را کامل بپردازد، لذا گفته شده: دانَه أقرَضَهُ فَهو مَدین، و مَدیون؛ و دانَ هو یعنی استقراض فهو دائنٌ ، یعنی بر او وامی است. کلمه « دانَ » مشترک است بین قرض دادن و قرض گرفتن، همچمین است کلمه « دائن » . مختار الصحاح، رازی ص 217و 218 همه این دلالت ها و اشتقاق ها با پاداش و مکافات رابطه دارد، پس ناگزیر باید پادش و حسابرسی باشد که «مالک یوم الدین» مالک آن است. پس انسان هوشیار باید برای آن روز کار کند، چون در حدیث آمده است : الکیسُّ من دانَ نَفسِه و عَمل لِما بَعدَ الموت. هوشیار کسی است که خود را مطیع .گرداند و برای پس از مرگ عمل کند زبانشناسی توحیدی، نظریه و تطبیق، دکتر محمدعلی الحسینی، ترجمه دکتر سیّد حسین سیّدی- انتشارات دانشگاه فردوسی مشهد 1386 . ص 150 * یزدانپناه عسکری: زندگی پس از مرگ آرمانگرایانه نیست و پُر از امور عملی می باشد که در این دنیا می بایست صورت پذیرد، از جمله برای انسان .متوسط پرداخت بدهی و وام
من أرق وأدق ما يمكن أن يقرأه المرء في مراقبة الله وزجر النفس عن الهوى .. وللمحاسبي رحمه الله لطائف ودقائق عميقة إن دلت على شيء فإنما تدل على فطنة علماءنا الأولين في سبر أغوار النفس وذكاءهم في معرفة أحوالها وخطراتها الخدّاعة
وقد أطال رحمه الله في بعض الأبواب كباب الرياء لكنه فصّل فيه حتى ظننتُ أن لا أحد قد سلم من الرياء -وهذا حال معظمنا إلا ما رحم الله-. كما تحدث عن الموت والحساب والوقوف أمام المولى تعالى بكلمات عذبة مؤثرة ترق لها أقسى القلوب.
اللهم انفعنا بما علّمتنا واشملنا في رحمتك فإنا من دونها هالكون
وكلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته، اللهم صلي علي سيدنا و حبيبنا محمد واله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا. المحاسبي شديد علي النفس حتي انها الهتني عنه في اخر صحفتين في الكتاب لاسبوعين! نسأل الله العفو العافيه وان يهيئ لنا من امرنا رشدا وان يكفينا شر أنفسنا.