في هذا الكتاب عشر شخصيات ألتقيت بها، وعشت معها، بينها أربع شخصيات اتصلت بها، وانعقدت بينها وبيني أواصر صداقة ودراسة، مثل: أحمد شوقي، ومصطفى عبد الرزاق، وعلى مصطفى مشرفة، وأحمد لطفي السيد
أما الشخصيات الأخرى .. فكان لقائي بها من خلال آرائها، وأفكارها، وكتبها، وتاريخ حياتها، وهي شخصيات: جمال الدين الأفغاني، ومحمود سامي البارودي، وعبد الرحمن الكواكبي، وقاسم أمين، واسماعيل صبري، وسيد درويش
وليس ما قدمت هنا بحثا أو تحليلا، وإنما هو انطباعات لا تخلو من البحث والتحليل، والكشف عن حقائق مجهولة، وقد أغراني ذلك أن أكتب هذه الصفحات، وأرجو أن يجد فيها القارئ ما يغريه بأن يقرأها
كامل الشناوي شاعر وصحفي مصري راحل. ولد كامل الشناوي في 7 ديسمبر 1908 في "نوس البحر" مركز أجا بمحافظة الدقهلية. عمل بالصحافة مع الدكتور طه حسين في "جريدة الوادي"عام 1930 وكان ميلاده عقب وفاة الزعيم الوطني مصطفي كامل فسماه والده "مصطفي كامل " تيمنا بوطنية الزعيم الراحل و كفاحه، وكان والده قاضيا شرعيـا لمحكمة مركز أجا دخل الأزهر و لم يلبث به أكثر من خمس سنوات فعمد إلي المطالعة و مجالس الأدباء، و درس الآداب العربية و الأجنبية في عصورها المختلفة. عرف برقة شعره الغنائي، وهو أخ المؤلف مأمون الشناوي غنى له محمد عبد الوهاب ونجاة الصغيرة واخرون. توفي كامل الشناوي في 30 نوفمبر 1965 في القاهرة. من مؤلفاته: حياتي عذاب، لا تكذبي، حبيبها، قلبي، اعترافات أبي نواس، أوبريت جميلة، الليل و الحب والموت، ويعتبر أوبريت أبو نواس آخر أعماله الفنية.
هذا الكتاب يجب أن يكون عنوانه (لقاء مع شوقي .. وآخرين)، يكفي أنه خصص فصلا لهذه الشخصيات التسعة، ثم خصص لأمير الشعراء شوقي فصولا سبعة كاملة!
ما كشفه لأول مرة ليس بالكثير ولكنه لم يكن بخيلا مثلما كان زكي مبارك في حديثه عن ذكرياته عن حافظ إبراهيم في الكتاب السابق ..
وجحظت عيناي وأستولى الكتاب علىَّ تمامًا أثناء حديث كامل الشناوي عن هذه الحكاية التي لم أسمعها من قبل قط، عن أنه أثناء عرض مسرحية (مصرع كليوباترا) وكان شوقي بجانبه، فانتقد كامل الشناوي أحد أبيات المسرحية، وأقترح تعديلا سريعًا له، لينتهي الحوار بينه وبين شوقي إلى موافقته إلى ما ذهب إليه واقتراح شوقي من جانبه تطويرًا لتعديل كامل الشناوي وتبديل بيتين بين شخصية (أنوبيس) وشخصية (كليوباترا)، ثم أخرج شوقي ورقة صغيرة معه دوّن عليها هذا التعديل وقال له أنه سينفذها في الطبعة الجديدة لمصرع كليوباترا - لأن المسرحية كان جرى طبعها بالفعل - ويكمل كامل الشناوي حديثه بأنه يبدو أن هذه الورقة ضاعت لأن عديد من الطبعات صدرت من المسرحية بعد وفاة شوقي ولم يجد فيها كامل الشناوي هذا التعديل!!
والموقف الثاني هو وصفه لشوقي أثناء إحدى حالاته أثناء مجيء الشعر!، وهذا جانب مثير لأن في مذكرات سكرتير أحمد شوقي المعروفة، ذكر أنه كان ينظم الشعر ماشيا أو قاعدا وبمفرده أو مع أصدقاءه وفي الصباح أو المساء، بينما ما وصفه كامل الشناوي لما رآه من شوقي أثناء نظم الشعر، كان حقًا حقًا حقًا الوصف الأمثل لجلالة الشعر عندما يهبط على (أمير) الشعراء، فهو ليس شاعرًا ما والسلام!
ومواقف أخرى تروي الغليل ..
--
ولا أجد ما أقوله عن الشخصيات الأخرى في هذه الكتاب، لأنها تضاءلت أمام شوقي!