نبذة الناشر: كتاب تاريخي يسلط الضوء على موضوع هام ألا وهو موضوع انتشار الاسلام في الاندلس والمراحل والكيفية التي تم بها ذلك الانتشار ومراحل انتشار الاسلام فيها ، واهم الرّجالات التي كان لها الفضل في انتشار الاسلام هناك.
تقني ومؤرخ ورائد في علوم الطاقة الشمسية وباحث في شؤون الأقليات المسلمة. كانت الأندلس أكبر اهتماماته، أنشأ من أجلها عدة مؤسسات وجمعيات، كما كتب حولها عدة مؤلفات، من بينها كتاب إنبعاث الإسلام في الاندلس.
ترجع أهمية هذا الكتاب بالنسبة لي إلى ما وجدته فيه من معلوماتٍ جديدةٍ علي عن وضع المسلمين و الإسلام في أسبانيا بعد الطرد الكبير في عام 1609. كثيراً ما كنت أفكر لو أن روائياً تخيل أسرة مسلمة موريسكية تتوارث الإسلام سراً و تظهر الكفر تقية إلى أن تستطيع إعلان إسلامها في عصرنا هذا، و من قراءة هذا الكتاب وجدت أن هذا السيناريو يكاد يكون قد حدث في الواقع في بعض الحالات، لكن ليس بهذه الصورة الدرامية بالطبع. فالواقع أن الطرد الكبير الذي كنت أظن أنه أنهى وجود المسلمين في الأندلس تبين أنه قد شمل أقل من 50% من المسلمين، غير أن هناك من طُرد ثم عاد مرة أخرى! و هناك من ظل يكتم إسلامه و يُلاحق من محاكم التفتيش حتى القرن الثامن عشر! و كانت السفارات الإسلامية خلال سني ما بعد الطرد تتعرف على بقايا مسلمي الأندلس و لكن بطبيعة الحال و على حد تعبير الوزير الغساني في كتابه (رحلة الوزير في افتكاك الأسير) أنهم "قد طال عليهم العهد و رُبوا في بحبوحة الكفر فغلبت عليهم الشقاوة"! و الإسلام للأندلسيين اليوم هو هوية تربطهم بأجدادهم و تذكرهم بمظلوميتهم، حتى و إن ظلوا على دين من ظلموا هؤلاء الأجداد! مرة أخرى الكتاب جيد جداً من الناحية المعلوماتية و بالأخص لمن يريد معرفة وضع المسلمين بعد الطرد الكبير وصولاً للعصر الحديث و فكرة القومية الأندلسية و إنبعاثها ، لكن مع هذا فإن الكتاب لا يخلو من روح الحماسة مع بعض المبالغات التي تميز كتابات العديد من الإسلاميين. لكن يُحسب لكاتبه - جزاه الله خيراً - المجهود الذي بذله في جمع مادته من مئات الكتب و المراجع و المصادر العربية و الأسبانية و الإنجليزية و التي عرضها وراء كل فصل ليسهل الرجوع إليها.
ما جذبني للكتاب هو قصة فترة مختلفة في تاريخ الأندلس لم أسمعها من قبل ، فكان هذا هو الدافع لاستمراري بالقراءة. كنت أظن أن الملاحقات و الإقصاءات و محاكم التفتيش استمرت لعدة سنوات و انتهت القصة على ذلك, ففاجأني الكتاب بروح الأندلس المقاومة التي استمرت لقرون. و لكن .. شعرت بفترات كثيرة من الملل بسبب الأسلوب التأريخي للكاتب. فالكتاب لم يكن ممتعا في قراءته بالرغم من المعلومات الجديدة التي كانت لا تنقطع.
قد يكون مرجعا مفيدا لتاريخ و جغرافيا الأندلس منذ السقوط و حتى سنين قليلة مضت ، و لكنه ليس بالكتاب الذي أقرؤه من المقدمة لرقم الإصدار بدافع المتعة أو التعلّم السلس لشخصية الأندلس.
كتاب قيم يناقش تاريخ الأندلس الإسلامي بعد سقوط غرناطة يتتبع آثار مسلمي الأندلس فى الداخل والخارج ومدى ارتباطهم الوثيق بالعقيدة الإسلامية والتراث الإسلامي يستعرض حركات نظال الشعب الاندلوسي بعد السقوط ومحاولة أحياء القومية الأندلسية ومحاولة الشعب الاندلوسي ربط علاقات خاصة مع العالم الإسلامي ونضاله من أجل الحصول على الحكم الذاتي ودور الجماعات الإسلامية فى الداخل على الحفاظ على الهوية الإسلامية وجهود الجمعيات الدعوية فى ربط المجتمع الاندلوسي
الكتاب تاريخي بحت ، و لكن تكمن أهميته في عرض معلومات حقيقية غائبة عن الوعي الإسلامي العام ، و هذا جدير بإعادة النظر إلى تصوراتنا حول سقوط الأندلس و مصير أهلها ، الكتاب زاخر بمعلومات مركزة في سرديات سريعة تخلو من الأسلوب الماتع ، لكنها تحكي حقائق و أحداث تاريخية تكاد تخلو منها كتب التاريخ الإسلامي الأخرى . العنوان وحده حكاية ، اختياره كان موفقا ..
لطالما اعتقدت أن تاريخ الأندلس انتهى بسقوط غرناطة عام 1492 وهذا ما يعتقده الأغلبية ومن هنا تنبع أهمية هذا الكتاب الذي يتحدث بشكل مفصل عن القضايا المتعلقة بالأندلس من بعد السقوط ابتداءا من الاضطهاد والتنصير القسري ومحاكم التفتيش الإجراميه وصولا إلى الطرد الجماعي في 1609, ومن ثم عن استمرار الوجود الإسلامي في الأندلس مدعما بالأدلة والبراهين وعن تكوين القومية الأندلسية و البطل بلاس إنفانتي وعن مطالبة أهلها بأن تكون منطقة بحكم ذاتي وعن الجعيات المختلفة المطالبة بحقوق أهلها وحريتهم في شتى النواحي , كل هذا والكثير مما لم أره في كتب تاريخ الأندلس الأخرى فهذا كتاب مميز وفريد من نوعه و أنصح به لكل مهتم بتاريخ الأندلس فمن دونه لا تكتمل الصورة .