تتناول الكاتبة في روايتها محنة الأرمن والمذابح التي تعرضوا لها في القرن العشرين من خلال "آرشا" التي تكافح للبقاء على قيد الحياة مع ولديها التوأم. وبعد سنوات من انقضاء المحنة تولد الحفيدة "لورا" التي تستعيد حكايات جدتها "آرشا" لتوثق وقائح محنة الأرمن الرهيبة.
* الأسلوب جميل جداً ويرغمك على متابعة القراءة صفحة تلو الأخرى.
رائحة الحرب .. نزف الكرامة .. معنى الاظطهاد .. شعور الانسان عندما يسرق حقه . مآساة الاغتصاب ... يقشعر البدن لما تقرأه العين من مآس بشرية تحدث في الحروب
يرخم في العقيدة الإنسانية مبدأٌ فحواه أن لاموت إلا موت الضمير، ومن يستخفّ بقتل الإنسان سطوةً وامتهاناً متحدّرٌ من أصولٍ لاترقى إلى البشرية والإنسانية بحال؛ ولهذا كنتُ أواظب على التساؤل دوماً: هل تبقى أيّة قيمةٍ وكرامةٍ للإنسان وفي يده سلاحٌ يهدّد به ويقتل ويبيد؟!
تتناول الكاتبة ماري رشّو في روايتها طفلة الكوليرا مابات يُعرف تاريخياً باسم “مذابح الأرمن”، وتحكي لنا على لسان الطفلة لورا ذكرياتها مع جدتها آرشا التي عاشت تفاصيل المحنة من أولها.
فُقد نازار زوج آرشا في مَبْعَدَةِ “سفربرلك”، ثمّ أُبعِدَت هي وولداها واهان وريتا عن بلدتهم “وان” جنوب الأناضول مع عددٍ غير معروفٍ على وجه اليقين من أبناء المنطقة من الأرمن.
تتعرض آرشا لشتى صنوف التنكيل خلال رحلة النفي فتهب ابنتها ريتا لأسرةٍ عربيةٍ لتتسع فرصتها بالنجاة من موتٍ محتوم، ويغتصبُ الجنود الأتراك آرشا أسوةً بما حلّ بشاباتٍ من عمرها من الأرمنيات؛ وتحمل على إثر ذلك وتضع صبياً تُسميه آفو، وينكّل بأحد الأغوات الأتراك لذنبٍ يقترفه فيُقتل وتُنفى زوجته التي تهب ابنتها سيما قبل ذلك لآرشا التي تتعهّد برعايتها دون أن تنبذ عنها حزن فراق وليدتها ريتا..
يصل موكب المُبعدين بأقل من عُشر عدده إلى حلب حيث يقيمون هناك مرحلةً قصيرة قبل أن يُعاود الوالي نفيهم بُغية موت المزيد منهم، وعندما تنقضي هذه الرحلة يتزوج واهان من سيما ويُنجبا لورا -الراوية- التي تدرس التاريخ وتختص بالقضية الأرمنية ثمّ تقارن بين علوم الكتب وبين أقاصيص الجدة آرشا ممّا ترسّخ في ذاكرتها المكلومة بالأحزان.
في حقيقة الأحداث لم يكن الهدف وحده هو إبعاد الأرمن عن دُورِهم، أو حملهم جبراً للتحوّل عنها، ولا نفيهم ليهبطوا أرضاً غير أرضهم؛ بل كان المخطّط أن تُزهق أرواحهم بَدَدَاً وهم في ظروفٍ أشبه بالظروف الطبيعية وأن تتفرّق جثثهم بين الوهدان والوديان والذُرى السامية دون أن يبدو أنهم تعرّضوا لحملة إبادة أو بطشٍ متعمّد.
والسؤال المُلحّ هنا: هل يمكن فهم ما جرى من المأساة الأرمنية من خلال الأدب؟ قارئ الرواية سيدرك أن الإجابة ستكون نعم، وإن كان هذا الفهم في حدّه الأدنى، لأنّ القارئ وعند عكوفه على تفكيك عناصر الرواية سيجد أنّ الكاتبة ماري رشّو لا تقدّم في روايتها طفلة الكوليرا تاريخاً صرفاً، ولاتعرض أرشيف المأساة، لكنها ترصد غوائل المحنة وانعكاسها على أبرياء الأرمن الذين ساطهم ظُلم العثماني دون رحمة ودون سببٍ معروف، وهذا كافٍ لاستشراف بعضاً من مثلبةٍ شديدة الحساسية تَسِمُ بسوءٍ وجه الإنسانية.
أجد في هذا العمل الأدبي كل فضائل الرواية الكاملة، التوصيف الدقيق للمكان والبيئة، تقديم الشخصيات لنفسها على لسان الراوية وتفاعلها مع النوائب، ثم تطورها مع تقادم الأحداث، اللغة السليمة التي يغلب عليها عرض الوقائع دون التكلّف بالمحسّنات البديعيّة، الحبكة الدقيقة والحرص على الاستحواذ على انتباه المروي له خلال النص. المهارة في الانتقال بين الأزمنة السردية دون أن يفقد القارئ البوصلة. كل هذه المكونات وغيرها جعلتني أمنح الرواية علامة 5/5 باستحقاقٍ واقتناع؛ وهذا منّي نادر.
في الرواية مأخذان اثنان لايُؤثران على تقييمي المرتفع للرواية: الأول كثرة استعمال الجمل الخبرية (ص 32 على سبيل المثال وكأنها مقتطعة من كتاب جغرافيا)، وعنوان الرواية غير ملفت ولاينمّ عن مضمونها، بل يوحي بغير ما ستحكيه الكاتبة.
صدرت الرواية عن دار الساقي عام 2008، وتقع في 158 صفحة من القطع المتوسط، وهي رواية تعلو فوق التجربة اليومية الفردية، هي مأساة أمةٍ كانت تنشد السلام ويأبى الظالم إلا أن يضعها في حمأة الحرب.
رواية تتحدث عن مآسي الحروب مآسي تكررت وستتكرر على مدى التاريخ دون أن يتعظ البشر من تلك التجارب تتجلى في تلك الأوقات، قسوة البشر بشكل تتفوق على ما قد يتخيله المرء ما الذي يجعل أي شخص يعامل شعباً أو فئة بتلك الدونية وكأنهم ليسوا بشراً مثلهم تناسوا بشريتهم بسبب اختلاف الهوية أو الدين أو الانتماء !!!! الرواية قصيرة جداً لمثل تلك المأساة التي تستحق تركيزاً أكبر فهي تتحدث عن مأساة الأرمن أثناء التهجير، وهي حكاية لا يعلمها الكثيرون منا والأدهى أن ثلث الرواية الأول كان يدور حول بطلة الحكاية في حوارات طويلة وعقيمة مع أسرتها بين شد وجذب بين أهمية استرجاع التاريخ ونسيانه كان لمثل ذلك الحوار أن يكون مهماً لو لم يتكرر على مدى الرواية فكان الحوار يقطع اندماجي بالأحداث المأساوية السابقة، لتعرض بطلة الحكاية فيها آراءها وأفكارها الخاصة فمثلاً حكاية التقاء الأب بتوأمته المفقودة جاء على عجالة وباختصار عجيب بينما الحوارات السياسية بين الأب وابنته تطول لصفحات لا معنى لها ..... عموماً الرواية جيدة جداً ولغتها جميلة وموضوعها حساس ومؤلم رغم تقادم تلك القضية
استغربت تخاوت التقييم , لكني أميل إلى الرأي المعجب بالرواية رواية انسانية مأساوية جداً , أكثر ما أعجبني محاولة الكاتبة إيصال قضيتها أو مأسآة أصولها لنا بهذه الرواية لم أصدق كل هذا الكم الهائل من الإجرام والتعذيب , شعرت ببعض المبالغة , ثم مالبثت أن فكرت بإمكانية كون هذا واقع , فبعض البشر لا يرحمون إطلاقاً لغة الكاتبة سلسة وسهلة جداً
الأسلوب جميل جداً ويرغمك على متابعة القراءة صفحة تلو الأخرى. عندما أقتينت الرواية لم أكن أعلم بمضمونها الحقيقي بسبب العنوان وشكل الغلاف . لكن حقاً لم أندم على إقتنائي إياه أبداً .
رواية تحكي معاناة الأرمن وتعرض صور إبادتهم ما يُـعيب الرواية من وجهة نظري هو التنقل المفاجئ بين الماضي .. و الحاضر بين الجدة و الحفيدة لو كانت أقوى حبكة لكانت أكثر شهره
رواية تختصر معاناة الأرمن من اضطهاد الدولة العثمانية و من ثم تهجير و قتل الآلاف منهم. تنتقل بسلاسة خلال المناطق التي انتقلوا منها حتى استقرارهم الاخير و تعايشهم مع اهل تلك البلاد
على الرغم من مأساوية الأحداث و صعوبة استيعابها إلا إن واقعية الكاتبة في السرد شدتني لآخر سطر بآخر صفحة وانهيته في ليلة. من القصص التي غيرت نظرتي لأشياء كثيرة و خلف��ني بعدها مصدومة