"كان بيت ميليخوف يقع عند طرق القرية الأقصى، وكانت بوابة زريبة الماشية تفتح صوب الشمال بإتجاه الدون، ويأتي الشاطئ وراء منحدر وممر يمتد مسافة حوالي سبعة عشر متراً بين صخور طباشيرية ضخمة يغطيها الطحلب، وثمة أكوام لؤلؤية من قواقع المحار، وحافة رمادية اللون منكسرة قوامها الحصباء تلثمها الأمواج، ومن ثم وجه الدون الرقراق الفولاذي اللون، تلاعبه الريح، وإلى الشرق، وراء أسيجة من أغصان الصفصاف تحيط بساحات درس الحبوب، يمتد طريق هتمان، حيث يوجد نبات الشيح الرمادي، ونبات لسان الحمل المتصلب ذو اللون البني والذي هرسته حوافز الخيل، وثمة مصلى عند مفترق الطريق، ثم يأتي السهب مغلفاً بضباب متنقل، وإلى الجنوب، تمتد سلسلة من التلال الطباشرية، وإلى الغرب، هناك الشارع يقطع الساحة ميمماً صوب المروج الساحلية.
عاد القوفازي بروكوفي ميليخوف إلى القرية أثناء الحرب ما قبل الأخيرة مع تركيا، وقد جلب معه زوجة: إمرأة صغيرة متلفعة بشال من رأسها إلى قدمها، تعطي وجهها على الدوام، ونادراً ما تكشف عن عينيها الوحشيتين الحزينتين، وكان الشال الحريري يحمل عطوراً غريبة فواحة، وطرائزه الملونة بألوان قوس تثير حسد القوقازيات.
وظلت هذه الأسيرة التركية بعيدة عن اقارب بروكوفي، ولم يمض وقت طويل حتى أعطى ميليخوف العجوز لولده حصته من الإرث، وظل طيلة حياته يرفض أن يضع قدمه داخل بيت ابنه، ذلك لأنه لم يستطع أن ينسى ذاك العار، وسرعان ما تدبر بروكوفي أمره، فأقام له البخارون داراً، وصنع هو بنفسه سياجاً لساحة الماشية، وفي مطلع الخريف أخذ زوجته الأجنبية محنية الرأس إلى دارها الجديدة.
وقد سار معها خلال القرية وراء العربة المحملة بما لديها من متاع الدنيا، فاندفع الجميع، شيباً وشباناً، إلى الشارع، وكتم الرجال ضحكاتهم وراء لحاهم، وتناقلت النسوة تعليقات مسموعة، بينما اندفع سرب من أطفال القوقاز الوسخين يزعقون خلف بروكوفي، ولكنه واصل سيره بطيئاً، بمعطفه مفتوح الأزرار، وكأنه يترسم أرضاً حدثت توّاً، وهو يعصر معصم زوجته الرقيق بكفه السوداء الضخمة، رافعاً رأسه ذا الناصية الشقراء، في تحدٍّ وإستخفاف، سوى أن أكياسه الدهنية تحت عظام خديه انتفخت وارتعشت، وتفصد العرق بين حاجبيه المقطبين دائماً.
منذ ذلك الحين لم يقع عليه نظر إنسان إلا نادراً، ولم يحضر هو لقاءات القوقاز بناتاً، وعاش حياة عزلة في داره المنفردة على جانب الدون، ورويت عنه حكايات غريبة في القرية... مثل ظهور المجلد الأول من "الدون الهادئ" حدثاً كبيراً للأدب السوفييتي الفتي بأسره فقد كان ميخائيل شولوخوف عند صدوره في الثالثة والعشرين من عمره، وقال عنه وبعد قراءته لهذا المجلد للدون الهادئ "أنه يكتب كقوزاقي عاشق للدون، ولحياة القوزاق - وللطبيعة".
في رواية شولوخوف هذه بالذات، انفتح إقليم الدون على الأدب العالمي بشكل حقيقي، وأصبحت منطقة الدون جزءاً لا يمكن فصله عن اسم شولوخوف، مثلما لا يمكن فصل الدنيبو عن غوغول، منطقة ريازين عن يسينين، والغولغا عن غوركي.
وإلى هذا فإن "الدون الهادئ" هو ذات قيمة هائلة للمؤرخ والمختص بالإقتصاد السياسي، والفيسلوف، ولعالم الإجتماع، ومع ذلك فإن كشف الفنان الكبير للنفس الإنسانية هو أعلى من كل الحقائق الأخرى، إن المعرفة بالخلق القوزاقي، والعادات، والقوة المالية، والمطامح الرفيعة لهؤلاء، ليس بمجموعهم فقط، بل ولكل شخص على إنفراد، هي وحدها تتيح للقارئ الفهم فهماً كاملاً لماذا كان من الممكن أن ينشأ، وتحت سقف واحد، أشخاص متباينون، مثل بيتر ميليخوف، وغروغوري وميليخوف، ومثل ميتكا الجزار وناتاليا الطاهرة النفس من آل كورشو نوف.
ومن ناحية الشكل الفني، غالباً ما يصنف "دون الهادئ" كملحمة شعبية، وعلى هذا المستوى يجب أن يفهم كل شيء في هذا العمل، بمجلداته الأربعة، تضم الرواية أكثر من 600 شخصية وجميعهم على مستوى من الأهمية، فمن خلالهم بإمكان القارئ فهم وبعمق وبشكل صادق تلك الشخصية المعقدة من الشعب، الباحثة بعذاب عن موقعها في الثورة، فغريغوري ميليخوف، الشخصية المحورية، مرتبط، بهذا الشكل أو بالآخر، أو بتلك الشخصية، أو هذه الأخرى، وحتى بأولئك الذين لم يلتق بهم بشكل مباشر أبداً، في تعقيدات الأحداث العاصفة.
وعلى خلفية مصائر كل هذه الشخصيات الستمائة في "الدون الهادئ" (وشخصيات مثل بونتشوك أو ميشكا كوشيفوي قبل كل شيء) يمكن فهم تاريخ حياة غريفوري نفسه، تلك الفكرة العميقة التي وضعها الروائي في هذه الشخصية الرائعة حقاً.
ومع مرور السنين، تكشف رواية شولوخوف أمام القارئ المزيد والمزيد من أبعادها الجديدة ذات الدلالة، كما المزيد من المواضيع والقضايا والصراعات والمشاكل الإجتماعية والمعاشية المحضة التي لم يلحظها النقاد من قبل، ولا بد من القول بأن ما زال هناك وإلى الآن جدل إبداعي يدور حول "الدون الهادئ" منذ العام 1928 لا ينقطع، فالرواية هي نفسها، إلا أن الأسئلة التي تبرز في مجرى النقاش، في العقود المتعاقبة تبدو مختلفة.
Mikhail Aleksandrovich Sholokhov was awarded the 1965 Nobel Prize in Literature "for the artistic power and integrity with which, in his epic of the Don, he has given expression to a historic phase in the life of the Russian people."
ذلك النهر الذي ينساب بعذوبة في جنوب روسيا الذي لم يكن يعلم وهو يتشكل عبر القرون أنه سيشهد كل هذه الدماء وكل هذا الألم
لم يكن يقصد لم يكن يقصد أن يقسم أراضي بلاده إلى شطرين
أن يصير مرفأ القوزاق في حربهم ضد البلاشفة أن يشهد ويلات الحرب الأهلية بين أبنائه أن يحتلها البیض تارة والحمر تارة أن تعلن على ضفافه جمهورية قوزاق الدون المستقلة
الدون الهادئ.. لم يعد هادئ
:::::::::::::::::
على مدار أربعة عشر سنة كتب شولوخوف تحفته الأدبية في العشرينات من عمره مما حدا بالبعض اتهامها بسرقتها لحداثة سنه ولأنه لم يصل في تعليمه إلا إلى الصف الرابع الابتدائي ولأنه نفسه لم يجند في حرب فكيف له أن يصف الأحداث على الجبهة بهذه الطريقة وكيف له أن يبدع رواية متعمقة إلى هذه الدرجة في النفس البشرية ..؟
:::::::::::::::::
هذه قصة شعب تلاحقت أنفاسه مع التطورات المتلاحقة غير المسبوقة سقوط القيصيرية الثورة البلشفية الحرب الاهلية حصار وقتال واحتلال ودماء كثير من الدماء
ونهم السلطة لا ينتهي ولا يشبعه دماء القتلى والجرحى ولا نحيب الثكالى
:::::::::::::::::
بطلنا في هذا الجزء هو غريغوري ميليخوف أو غریشیا القوزاقي الذي يقع في حب إكسينا حارة العواطف وتكون مغامرتهما هي أكثر المغامرات جنونا حتى بعد زواج كل منهما وذهاب غريشاإلى الجبهة
ودوما دوما هذا الحنين إلى قريته وإلى الدون الهادئ وسط دوي المدافع وشلالات الدماء ويلات الحرب التي غطت على كل ما عداها في الرواية
:::::::::::::::::
الدون الهادئ ملحمةٌ شعبیة كبرى لوحة تاریخیة أخاذة تجسد حياة بسطاء القوزاق وجنودهم
أناس طبيعيون من لحم ودم يغنون ..يحبون .. يكرهون.. يحلمون.. يرقصون..يتقاتلون تتغیر مصائرھم مرة بعد مرة
منذ أن وقعت عيني عليها في المكتبة التراثية وأنا أغازلها غزلاً عفيفاً: بالنظر فقط. ولم أتجرأ على أكثر من ذلك. لكنها قوامها الجميل المكون من أربعة مجلدات بألوان مختلفة ظل مطبوعاً في مخيلتي. وظل فكري المُتعِب يذكرني بتجاربي السابقة مع الأدب الروسي، ظلت نفسي تراودني حتى رضخت في النهاية واتخذت خطوة نحو الأمام فاقتنيتها. وهذه هي الحالة عندما تتمكن فكرة ما من التسلل إلى ذهنك، لن تلبث إلا أن تسيطر وتدفعك نحو التنفيذ، ولو بعد حين.
تبقّت هذه الرواية الضخمة لأشهر طويلة على الرف، أنتقي الكتب على يمينها وشمالها وأنا غاض بصري حتى لا تلتقي عينانا وتطرح علي السؤال الصامت: إلى متى؟ ثم جاء الفرج: العزل الصحي للوقاية من الكورونا. ساعات طويلة لن يملأها سوى عمل روسي يربو على 2000 صفحة. لا أعرف حقًا كيف كنت سأفي بوعدي للرواية إن لم تحدث هذه الجائحة، ربما بعد التقاعد، ويومها ربما يكون القطار قد فات لسبب أو لآخر. إذا ترددت باقتناء كتاب فأقدم: لكل كتاب يومه، والكتاب هو الصديق الذي لا يمل الانتظار.
منذ الصفحات الأولى أدركت أنني بصدد قراءة عمل عظيم، لا يقل روعة عن الحرب والسلام. بهاء الريف الروسي الذي يشقه نهر الدون بهدوء. شخصيات متعددة الأهواء والدوافع، قصص محزنة، مضحكة وأخرى مستفزة. إبداع في تصوير الضعف الإنساني بشتى صوره. شخصيات متجاذبة متنافرة: غريغوري المندفع، إكسينيا المتناقضة، ناتاليا الكسيرة و بانتلاي العنيد. لن تكره أحداً ولن تحب آخر، فكل شخصية متعددة الزوايا والظلال.
تتقدم الرواية فتزداد العلاقات بين الشخصيات تعقيداً، وتدخل شخصيات أخرى في مواضع متعددة. بعد منتصف الكتاب بقليل يفصح الناس عن نيته بتأريخ الأحداث التاريخية مثل إرهاصات الحرب الروسية النمساوية وبدء انتشار الفكر الشيوعي في أوساط العمال، متشوق للمزيد من التفاصيل عن هذه الأخيرة.
في الثلث الأخير من الجزء الأول، أصبح السرد سريعاً بصورة ملفتة. أحداث غاية في الأهمية وتحور في نفسية الشخصيات تمر كلمح البصر. لست من هواة التفصيل الممل، لكنني أٌفضل معايشة الأحداث والشخصيات بصورة ملموسة. ربما كان عدد الشخصيات والفترة الزمنية التي تغطيها الرواية تعيق التمهل في السرد. ها أنا أدخل الكتاب الثاني وسأرى ما يخبئه لي شولوخوف في صفحاته.
الجزء الأول من رواية الدون الهاديء يأخذك إلى روسيا قبيل وفي بدايات الحرب العالمية الأولى لتعيش حياة القوزاق وتفكر بعقولهم وطريقتهم ثم يسحبك إلى الجبهة حيث اعتصرت فلذات أكبادهم في حياة حرب ليس فيها من الإنسانية شيء اللهم إلا النياشين التي تأتي كل حين..أظنها الرواية التي عدلت حياة القوزاق بعد ذلك وقد كتب صاحبها هذا المجلد الأول وعمره مايزال 23 عاماً..لعلي أتساءل كيف ومن أين أتى بهذه التجربة الثرية الغنية وكيف استطاع أن يتحكم في كم الشخصيات الهائل دون أن يثقل عليك ببترها أو اضطراب نسيج الرواية..هي في الحقيقة ليست رواية بقدر ماهي تاريخ..فالرواية تستطيع أن تكون آلة زمن تأخذك إلى حقبة بعينها لتري بعينك وتسمع بأذنك..
وينساب الدون هادئًا في أعماق قلبي في موسم الخريف الدافئ الذهبي الذي التقينا فيه وأصبحنا صديقين إلى الأبد مع دفء في قلبي يكبر كل يوم مع الحكايات على ضفافه 🧡🍁🍂🍂🍁🧡
تظل قراءة الدون الهادئ حلم لكل قارئ يهتم بالادب الروسي ، حلم يهدده التأجيل دائما ربما لحجمها الضخم او لامل بعيد في اوقات اكثر هدوءا ستجعلنا نقرأ رائعه ميخائيل شولوخوف براحة بال ... و تتحدث كاتبة تلك الكلمات كثيرا لولا عدم رغبتها في ضيق للقارئ عن محاولات متعددة للالتزام بقراءة الملحمة الطويلة تلك ، لكن الاشياء الجميلة تحدث لمن ينتظر فتراها اخيرا حلت العقدة
من الصفحات الاولى سيجذبك شولوخوف لعالمه المحكم و الجرئ ، ربما ستتفاجئ من ايجاز قصة القوازقي الاول الذى مزج نسله بالتركية من سرعه تقلبها و ربما توحى -بالشكل الخاطئ- انها رواية اجيال ، لكنك ما ان تصل الى جيل بانتلاى و ابنيه بيوتر و جريجورى ستجد ان الرحال سيحط طويلا فيه و في ذلك العالم السحرى الموازى
بانتلاى الاعرج و بيوتر الهادئ و زوجته الجريئة و جريجورى الذى يصدم قارئه بقصة حب غير تقليدية ابدا ، فبينما يصنع الكاتب عادة قصص حب بريئة لشاب سيذهب للحرب قريبا مع عذراء وفية تنتظره و تمزق قلب المشاهد لبراءتها ، فيربط شولوخوف من البداية جريجورى باكسينيا زوجة الجار سبستيان ، بين الحب الجارف و عامل ضغط المجتمع و الاسرة و واجب الجار يجرى جريجورى و نجرى معه
لكن البدايات رغم جمالها ستظل بدايات و هو ما يصر عليه شولوخوف عندما يضع في المجلد الاول كل هذا الهدوء النفسي و الاستقرار و المشاكل الصغيرة ليضع لنا -دائما- وجه للمقارنة لاحقا عندما تسحق الحرب البعيدة كل شئ في قسوة باردة *********** في الجزء الاول لن نرى سوى ساحات الدرس القريبة او البعيدة ، انبعاث جلبة الدرس ، صيحات سائقي الخيل ، صفير السياط ، و خشخشة الغرابيل و قد استلقت القرية في دفء ايلول المعتاد و قد اسمنها الحصاد و ارتخى الدون مثل ثعبان ملقي عبر الطريق .... و تحت كل سقف قوازقي دارت حياة حافلة بالحلاوة و المرارة تدوم و منعزلة عن الاخريين
غريشاكا العجوز اصابه البرد و يعانى من اسنانه ، و موخوف ينشب اظفاره في لحيته و قد سحقه العار و احساس الفضيحة ، و ستيبان يهدهد في قلبه حقده علي جريجورى و يمزق في نومه لحافه باصابعه الحديدية ، و تجرى نتاليا في السقيفة ترمى نفسهغ علي كومة الروث و تبكى سعادتها المسحوقة ، و كريستوتا الذى كان باع عجلا في المرض و صرف ثمنه في الشراب يؤنب ضميره ، اكسنيا تبات في حلم بعيد لجريجورى ، و جريجورى نفسه يتأوه لهاجس متكرر *************** تحتفظ الحرب بقيمتها في المجلد الاول ، هنا لا تزال الحب و الجندية شرف حماية ارض الاجداد ، مازالت لمعة الوسام تسحر ، مازال العدو واضحا و الهدف صريح ، مازلنا نتألم عندما يجرح ذاك و يقتل ذلك و تترمل تلك ... لكن الحال يتبدل حتى قبل انتهاء هذا المجلد عندما تتداخل افكار الشيوعية في كل شئ مثيرة كل انواع الاسئلة عن جدوى الحرب و قتل "رفيق" و ان كان المانيا ... تتسرب ببطئ في الجبهة وصولا الى قلب جريجورى نفسه
و حينها يبدأ شولوخوف في لعبة الكراسي الموسيقية و التباديل المجنونة التى لم نكن نحن قراء المجلد الاول نتوقع -ابدا- انها ستفعل بنا كل ذلك فى رحلة الدون الطويلة البعيدة عن الهدوء
يصعب تحديد ما عادت به الرواية علي كقارئة، قد أتمكن من إ��مال بعضها طالما لا زالت مشاعر الذوبان في تفاصيلها باقية: - في الحراك والتغير والثورات الاجتماعية ليس مستغرباً أن يطال التغير الانسان نفسه فهو قد يصل لحافة الهاوية إلا أنه لن يبقى محايدا ولا تطاله ال��ذابات والخسائر على اختلافها. - كي تكون ثائرًا مجاهدًا محاربًا وطنيًا ليس بالضرورة أن تكون كاملًا طاهرًا بلا شوائب وخطايا فالوطن والأرض أمٌ لا تفرق في الحب بين أبناءها. - أتاحت الرواية للقارئ أن يُحلق فوق الأراضي الروسية وداخل دفئ المنازل بل وولوج النفوس بمشاعرها وأفكارها - التوثيق الفعلي لمجريات الحرب مكّن القارئ من إدراك الكثير خلال تلك الفترة ليس بحثًا تاريخيًا فحسب بل وتخليداً لبعض ما عاشته الأرض من ملاحم ومآسي تنقل القارئ وتحرك مشاعره بواقعية وإتقان.
الرواية تُصنَّف ضمن الأدب التاريخي الذي يتناول فترة مهمة من تاريخ روسيا والتغيرات العميقة التي طرأت على حياة القوزاق في ظل الحرب العالمية الأولى، والثورة البلشفية، والحرب الأهلية الروسية.
القصة والأحداث تبدو عادية، تفتقر إلى العمق الذي يجعل القارئ يشعر بوقع تلك المرحلة التاريخية على الشخصيات والمجتمع.
لم تمنحني الدون الهادئ سوى سرد مطوّل وممل دون فائدة تُذكر. بالإضافة الى انها تتضمن بعض المشاهد غير اللائقة، والتي لا أرى أي داعي لإقحامها داخل الرواية.
ولم تكن الرواية عظيمة كما توقعت على العكس عند مقارنتها بأعمال دوستويفسكي أو أنطون تشيخوف، تبدو الرواية باهتة ولا تضيف الكثير إلى صورة الحياة الروسية التي قدّمها هؤلاء الأدباء العظماء. من خلال رواياتهم، تمكنت من استيعاب تفاصيل الحياة الروسية في القرن التاسع عشر، والانغماس في تجارب شخصيات تحمل قضايا إنسانية وفلسفية عميقة. أما في الدون الهادئ، فقد افتقدت هذا العمق، مما جعلني أرى الرواية سطحية مقارنةً بالأعمال الكلاسيكية الروسية حتى الاحداث المهمة في الرواية تجاوزتها بسرعة بسبب شدة الملل.
تجربتي مع الدون الهادئ كانت مخيبة للآمال. هذه واحدة من أكثر الروايات المملة التي قرأتها في حياتي، وأشعر بالندم على الوقت الذي أمضيته في قراءتها.
لا أعتقد أنني سأكمل باقي الأجزاء، إذ لم أجد ما يدفعني للاستمرار في قراءة عمل بهذا الطول دون أن يقدم لي قيمة أدبية أو فكرية تستحق الوقت والجهد. . . في النهاية، هذه المراجعة تعبر عن رأيي الشخصي، وقد يختلف الآخرون بحكم تباين الأذواق. نقدي موجه للعمل فقط، وليس للكاتب، فأنا قرأت له رواية "مصير انسان" في نفس اليوم الذي انهيت فيه قراءة "الدون الهادئ" وكان من أفضل ما قرأت هذا العام.
لم تكن عظيمة كما حسبت ، لكنها كانت جيدة كفاية لامتاعي ربما تُرى مملة في البداية إلا أن الحياة عادة ليست مثيرة و هكذا كان الكتاب . نموذج واقعي لشريحة من البشر القوزاق . المؤسف هو أنني شعرت في بعض الفترات بطول المجلد الأول . قد يمضي وقت طويل قبل أن افكر في قراءة المجلد الثاني .
رواية الدون الهادئ، تجعلك تعيش تلك الفترة التي كان فيها الفلاحين على يجيرهم و بساطتهم الجميلة، جميل هو عريشا عندما يكون متواجد في كل المواقف التي بنسفها الراوي و الأجمل فيها أختيار الكلمات التي تصور لك المشهد و كأنك تراه بأن عينك أنه ميخائيل شولوخوف الذي أبهر الكثير بروايته.
. . . ¥ * كان الخريف قد حل في موسكو.. وكانت اوراق الاشجار على جانبي الشوارع تومض وميضاً اصفر في ضوء المصباح.. وانفاس الليل تحمل رطوبة باردة كعهدها في الخريف * ¥ . . الدون ونهرها الجميل الذي يقع في جنوب روسيا وينساب بهدوء حتى ينجر لتلك الحرب التي لم يكن يتوقع ذاك النهر ان هدوئه سيعيش حقبة دمويه واوجاع مؤلمه حد النخاع.. . . رباعية #الدون_الهادئ للرائع #ميخائيل_شولوخوف رغم السرد الطويل الا ان ملحمة الدون جميلة رغم خلوها من الاسلوب الادبي لكنها رواية تاريخية جميلة تعرفك على حياة القوزاق وطبيعة معيشتهم وبساطتهم وجنونهم وحروبهم وحياة الحصاد والعمل الشاق للنساء والرجال وعواطفهم واغانيهم القوزاقيه
وتشعر بقهر يلازمك طوال قراءتك لها.. تستفزك الكثير من المواقف وتبكيك بعضها ويقشعر بدنك للبعض الآخر منها.. شخصياً عانيت مع الدون الجزء الاول لما فيه من وجع وقهر واستنكار.. يتحدث الدون عن عائلة ميليخوف بنتلايفييتش وزوجته انلينشنا والابنة دونيا والابن بيوتر وغريغوري الملقب بـ "غريشا" وهو بطل الرواية.. كانت اكسينيا الشخصية التي بقدر ما شعرت بالأسى لما تعرضت له من الوحش والدها وصعوبة حياتها مع زوجها ستبيان الا انها اصابتني بالقهر الشديد في الرواية والتي تقع بغرام غريغوري وتدخل العائلة بمشاكل مع ابنها غريشا بسبب علاقتهم ليقرر والده بتزويجه من نتاليا التي لم يستطع تقبلها وتقبل فتورها ليتركها بعد ان يتم طرده من قبل والده فتحاول الانتحار.. وعلى حين غرة قرر غريشا اصطحاب اكسينيا معه التي تنجب طفلة منه . . ثم ينتقل غريشا للجبهه وتبدأ هناك حياة القوزاق وبطولتهم وشجاعتهم وتبدأ فصول المطاردة والتفجيرات والطلقات التي تخترق الاجساد ويعيش الجنود غربة بعدهم عن اهلهم والحنين لارضهم ووطنهم وغربة الحرب التي تأكل الاخضر واليابس ولايعلم القوزاقي منهم هل سيعيش ام ستطحنه الحرب برشاشاتها دون رحمه ولا انسانية . . واحداث كثيرة لايسعني ذكرها عليك ايها القارئ ان تعرفها من خلال قراءة #الدون_الهادئ لتتعرف ماذا حصل من تفاصيل مع ستبيان واكسينيا وغريغوري ونتاليا والدون وحروبه وماذا فعل غريشا باكسينيا ويفغيني نيكولاشيفتش حين عاد بإجازة من المعسكر ويكتشف العلاقه التي بينهم والاخر هو الذي لجأ لهم غريغوري واكسينيا ليعملوا لديهم بعد ان قام والد غريشا بطرده بسبب علاقته باكسينيا زوجة ستبيان . . وسأكمل رحلتي مع #الدون الجزء الثاني لنرى ماينتظرنا من احداث . كان كتابي (60) للعام 2017 . .
كتابٌ مليءٌ بالوصف ، في بادئ الأمر أحببت الكتاب كثيرًا لأسلوب الكاتب الوصفي ، فقد كُنتُ أعيش الأحداث مع القصة ، هذا الوصف ساهم في اثراء مخيلتي بطبيعة الأحداث ومجرياتها في زمن الحرب والحياة في روسيا آنذاك . الوصف الدقيق اقتضى باندماجي مع ما يَحدُث لغريغوري ، اكسينيا ، و ناتاليا ، الخ ..
لو سُئِلتُ عن كلمات مفتاحية لهذا الكتاب لَكُنْتُ قد قُلت : الدون " وهذا لابد منه " ، الخيول ، القمل ، الفودكا ، القوزاق ، فرست ، كتيبة .
كان الوصف يتراوح بين الجيد والسيء لا لِدِقَةِ الوصفِ وانما لِما يُوصَفْ ، وهنا بعض الاقتباسات : " وابتسم ، فكشف عن صف مرصوص من الأسنان البيض اللامعة وراء لحيته السوداء بلون الغراب ، ومال برقبته المتغضنة إلى اليمين ، وهوى بمنجله الكبير على الحشيش ، فإذا بنصف دائرة ، قطرها متران ، من الحشيش تتكوم عند قدميه " " هنا تمخط العريف مرة أخرى ، ونفض يده لينظفها من المخاط ، وختم خطبته وهو يلبس قفازيه المصنوعين من فراء الأرنب "
خلال القراءة تراوحت مشاعري بين حُبٍ لهذه الدقة تارة ، وبين مللٍ لكثرته تارةً أخرى حيثُ لا تُعرَفُ الأحداث بصورةٍ سريعة .
الحقيقة المُرة التي علمني إياها شولوخوف ! . في روايته الأكثر من رائعة " الدون الهادئ " ، يدخض شولوخوف الفكرة الكاذبة التي طالما آمن فيها ملايين البشر و كان في ذلك هلاكهم ! الفكرة التي يحاربها شولوخوف هي وجود " طريق ثالث " في حال قيام ثورة أو صراع على السلطة في بلد من البلدان ! . و المقصود بالطريق الثالث هو إيهام بعض الناس أنفسهم أنهم يستطيعون البقاء على الحياد ، و إغلاق أبواب بيوتهم على أنفسهم دون أن يقفوا مع أي من الأطراف المتحاربة ! يفعلون ذلك لأن شعورهم أن كل الأطراف لها أجندتها ، و لن يتغير عليهم أي شيء مهما كان من سيصل للسلطة أو يبقى فيها . البؤس واحد في كل الحالات ، و الإختلاف في درجته فقط لا في وجوده و عدمه . . أما عن توضيح الخطأ في هذه الرؤيا ، فيصف شولخوف و بمنتهى الواقعية أن الأ��راف المتحاربة جميعاً ستعادي هؤلاء الذين يبحثون عن " طريق ثالث " ، و هم في نظر كل الأطراف " عدو " بكل ما للكلمة من معنى . ففي الحرب و حيث تتوحش كل الأطراف ، يسود الشعار الأبرز ( من ليس معي فهو ضدي ) . . و هكذا ، يجد هؤلاء الناس المسالمون جداً أنفسهم و قد رمتهم كل الأطراف عن قوس واحدة ، و عاداهم الجميع ، و خسروا في كل الحالات ! . و لا تسل عن العدالة يا صديقي ، فهي قيمة جمالية مجردة لا علاقة لها بالواقع و ما نحياه .
و نكتفي بهذا القدر حتى لا يجول بخاطر أحد القراء أننا نتحدث عن مكان آخر غير روسيا زمن الثورة البلشفية .
حسنًا ولقدانتهت الرحلة الأولى والمجلد الأول من تلك الملحمة العبقرية .
قررتُ بدأها هذا العام ،وكان من أفضل القرارات التي فعلتها في عالم القراءة الخاص بي . "ميخائيل شولوخوف" الأديب الروسي تفوق على نفسه ،وكتب شيئًا من شدة اتقانه لا استطيع إلا وصفه بالكمال .
على ضفاف نهر الدون الهادئ،حياة تدور .. أرواح تتلاحم ،قلوب تخفق ،وأفراح قائمة .. وأيضًا خيانة للأزواج ..
بدأت بأن الأجيال تتسارع ولكن عند نقطة فاصلة هدأت وسِرت في تأنٍ مع الكاتب ،هناأصابني رجفة برودة مثلهم ،هنا بكيت مثل "غريغوري واكسينيا" وقصة حب غريبة تبدأ ،وتتشابك الأحداث .. فتشعر أنك قوزاقي من الدون .. تحرث الارض ،وتدخن السيكار مثلهم .. تدورالاحداث بهدوء حتى تبدأ عواصف الحرب .. ألاقاتل الله الحروب؟ ألا كل اللعنات على رؤوس الأفاعي من الحكام الذين يملأون لعالم بالشعارات المُغلفة بالمطامع .؟! نشبت الحرب وتبدد السكون .. وغادر القوزاقيون، وتبددت سحب الأمان وانتحبن النساء وراء أزواجهن المسافرين لويلات النّار.. رقدوا في المنازل يتحسسن أخبارهن .. العجائز والشيوخ شدوا قلوبهم مع رحيل أولادهم ولكنهم ظنوا أنهم ذاهبين للبطولات .. ماذا بعد الاندلاع؟ إلي أي طريق سيصل بالمحاربين؟! وماهي نهاية انفلات عِقد الدماء؟ اللقاء مع الدون الهادئ 2
من الروايات الرائعة بحق , ينقلك شولوخوف في رحلة إلى الجنوب الروسي وفي رحلة أبعد إلى شخصية بطل روايته لترى الحياة في سهول الدون بقسوتها وجمالها وبنفس الطريقة ينقلك من رتابة الحياة اليومية في القرى الصغيرة إلى بشاعة الحرب وويلاتها لتشعر بألم المحاربين بأعمق الطرق. من الكتب التي تستحق القراءة فعلاً, أقتبس منها " ترى, مالذي حدث بالفعل؟ كل مافي الأمر أن رجالاً ,لم يكونوا قد حذقوا فن التقتيل بأبناء جنسهم ,نزلوا ساحة الوغى,وفي موجة الرعب القاتل التي غمرتهم هجموا , وضربوا ,وأفنى بعضهم بعضاً كالعميان,مسببين أفدح الضرر ببعضهم وبخيلهم, ثم عادوا وهربوا وقد أرعبتهم طلقة أصابت أحدهم.لقد ولوا الأدبار وأرواحهم مشوهة. وسمي ذلك مأثرة بطولية"
الجزء الاول يتناول قصة غريغوري بطل الجزء الاول ومسيرة حياته وتقلباتها من السكن في بين ابيه الي الانفصال عنه ثم التجنيد للحرب العالمية الاولي .. الرواية بتحكي عن الحياة الاجتماعية للقوزاق (وهم فئة او شعب اشتهر باستخدام روسيا لهم في الحروب ) وهم موجودن في الجانب الغربي من روسيا ،في الرواية سوف نجد العادات والتقاليد والطباع لهؤلاء القوم ... في نهاية الجزء الاول بداية الحرب مع المانيا والنمسا ... الرواية رائعة في الوصف وهو ا علي شئ فيها ،،حيث كانت كلمات الكاتب ككاميرا تصف لنا بشكل بديع اجواء المكان والافعال بصورة رائعة . بالاضافة الي ابداع الكاتب في وصف الصراع بين الاشخاص وخلق شخصيات جديدة ..ومع طول الرواية فهي بالرغم من ذلك فهي مثيرة غير مملة بالنسبة لي
نجمة لأول ٤٠٠ صفحة وثلا نجمات لآخر الصفحات من مذكرات تيموفي القاسية في تصوير الحرب إلى قسوة الإنسان ومدى توحشّه في أوريبين إلى النهاية المقيتة لـحب لا يخشى أي منطق.
متحمس إلى الجزء الثاني وفيه بداية الثورة التي لم اقرأ الرباعية إلا لأجلها.
من أين أتى شولوخوف بهذه القدرة على ابتداع هذه العوالم والشخصيات؟ من أين له هذه القدرة على جذب انتباه القارئ، رغم زخم الأحداث والتفاصيل؟.. قراءة شولوخوف، رحلة ممتعة.. واكتشاف أدب بديع
من خلال التفاصيل الدقيقة عشت مع عائلة بانتلاي بروكوفتش 😊 لم احب علاقة غريغوري مع اكسينيا 💔رغم ان مرارة الحرب 😣قاسية الى ان الصفحات الاخيرة كانت تحمل في طياتها رائحةحرية و نضال لاجلها
I enjoyed reading the first part of this novel at the beginning, but then I found the narrative pace becoming slow and somewhat muddled. I don’t know yet I’d rather watch this work as a film than read it in its entirety, given that it consists of 4 very lengthy volumes. Perhaps I found it dull because I am not particularly drawn to historical fiction (I prefer history books instead). I read it in Arabic, and the language was truly remarkable. Overall, I would rate it 3/10
ملحمة شولوخوف عن منطقة الدون المليئة بالمغامرات ويدمج بها الأحداث السياسية وعن الحرب العالمية الأولى. لنرى كيف ستؤول الأمور في الجزء الثاني من هذه الملحمة