شعرت وأنا أقرأ المجموعة كأنني أصعد جبلاً. مع كل قصة كنت أشعر أن القادم أعلى " أيس كريم- جابريل- رائحة" . حتى لو تعثرت قليلاً في قصة مربكة مثل ميكانو، فالطريق مازال صاعداً.في منتصف الليل بعد أن قرأت القصة الأروع "لافندر" قررت أن أنام. لكنني لم أستطع ولا أعلم أهو الأرق أم رغبتي في استكشاف الطريق الصاعد.استيقظت ثانية ممنياً نفسي بما يعوض سهري. لكن بعد قصة أشياء بالية جميلة فوجئت أن لافندر كانت القصة الأفضل وأن القصص الجميلة مرت. دخلت بعدها في مرحلة الهبوط. لا أدعي أن القصص الأخيرة سيئة. لكن وضعها مع القصص الأولى في كتاب واحد أشعرني بأن الكاتبة صنعت صنف من الحلويات وحشته بقطع من اللحم!! اللحم ذاته جيد لكن هنا لا يجب أن يوجد.
قصتي نافارون والمعسكر الأحمر يبدو أنهما قصة واحدة من جزأين وإن لم يبد الأمر ذلك من البداية. الموضوع كان شيقاً وتمنيت لو أكملت الشيماء بقصة من كل جيل لتلك العائلة كريتية الجذور .
لي ملحوظة على النهايات عامة.هناك بعض القصص كانت نهاياتها محبطة. ليس كحدث ولكن كأسلوب. مثل قصة عزيزي جابريل ودواعي سفر وأشياء بالية والقصص الأخيرة. النهاية كرشفة المشروب الأخيرة فإما الأكثر مرارة أو الأحلى مذاقاً. هنا كانت نهاية بعض القصص حيادية كالماء.
مرت على المجموعة أربع سنوات تقريباً ومجموعة الشيماء الجديدة على وشك الإصدار. المستوى الذي قرأت يبشر بقادم أكثر روعة.
مجموعة قصصية بها 21 قصة، من نوعية القصص التي تقرأها فلا تنساها للكاتبة السكندرية الشيماء حامد، الكاتبة التي غلبت سكندريتها على القصص فأضفت بهاء على المضمون، ولم تضغطي أنثويتها على الأبطال فجاءت بروعة من تمسك التفاصيل، وتجيد التكثيف، وتحكي في بساطة صعبة. أكثر قصة راقتني: أشياء بالية كانت جميلة، قصة عبقرية، وبها شجن ممتع. كما أنّ في آخر القصص يُوجد شيء أشبه متتالية قصصية لشخصية ذلك الرجل المهم، التي تم صياغتها بحرفية شديدة. بحيث يمكن أن تكون كل قصة ركن قائم بذاته، وبحيث يمكنك أن تجمع الأركان مكوّناً صرحاً شاملاً.
احب القصص القصيرة و دائماً ما تأسرني اللمسة الأنثوية في الكتابة المتقنة.. أحببت عدة قصص و كيف نسجت بعضها في بعض بشكل ممتع ولكن لافندر ظلت حاضرة في ذهني بضعة أيام