الأخوة كارامازوف هي رواية للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي وعموما تعتبر تتويجا لعمل حياته.. دوستويفسكي امضى قرابة عامين كتابه الاخوة كارامازوف، والتي نشرت في فصول في مجلة ـ الرسول الروسي ـ وانجز في تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1880. دوستويفسكاي ينوي ان يكون الجزء الأول في ملحمة بعنوان قصة حياة رجل عظيم من الإثم، ولكن ما لبث ان فارق الحياة بعد اقل من اربعة أشهر من نشر الإخوة كارامازوف. في أواخر الشهر الأول من العام 1881، أي بعد أسابيع قليلة من نشر آخر فصول الرواية في مجلة الرسول الروسي. عالجت الأخوة كارامازوف كثيراً من القضايا التي تتعلق بالبشر، كالروابط العائلية وتربية الأطفال والعلاقة بين الدولة والكنيسة وفوق كل ذلك مسؤولية كل شخص تجاه الآخرين منذ اصداره، هلل جميع أنحاء العالم من قبل المفكرين متنوعة مثل سيغموند فرويد، والبرت اينشتاين، ومارتن هايدغر،، بينيدكت السادس عشر باعتبار الأخوة كارامازوف واحده من الانجازات العليا في الأدب العالمي.
Works, such as the novels Crime and Punishment (1866), The Idiot (1869), and The Brothers Karamazov (1880), of Russian writer Feodor Mikhailovich Dostoyevsky or Dostoevski combine religious mysticism with profound psychological insight.
Fyodor Mikhailovich Dostoevsky composed short stories, essays, and journals. His literature explores humans in the troubled political, social, and spiritual atmospheres of 19th-century and engages with a variety of philosophies and themes. People most acclaimed his Demons(1872) .
Many literary critics rate him among the greatest authors of world literature and consider multiple books written by him to be highly influential masterpieces. They consider his Notes from Underground of the first existentialist literature. He is also well regarded as a philosopher and theologian.
ها وقد انتهت حكاية آل كارمازوف لماذا انتهت؟ لماذا لا يوجد لها جزء رابع وخامس.. وخمسين؟ كيف تعيش مع أشخاص أكثر من 1500 صفحة، ثم تنتهي هكذا بغتة أنت لم تعش معهم، فكثير من الناس تعاشرهم ويعاشرونك دون أن تفهمهم أو يفهموك ماذا عن كل فرد في تلك القصة أنت تغوص في أعماق أعماقهم، تفهم دوافعهم النفسية، تصرفاتهم الخرقاء وربما الدنيئة، حتى أنك تتطلع على أحاديثهم مع أنفسهم وتصبح متعلقًا بهم وبمصيرهم، ثم وها تنتهي الصفحات فجأة! تقول رندة بطلة أعراس آمنة: واحد مثل غسّان، يجب أن يسمحوا له أن يكتب رواية واحدة على الأقل بعد الموت ودوستويفسكي أيضًا عزيزتي يجب أن يسمحوا له بكتابة رواية أخرى على الأقل، مجلد آخر، جزء آخر من حياة هؤلاء الكارامازوف!
الجزء الثالث والأخير من الرواية هو الجزء الأكثر إنسانية من بين الأجزاء كلها هنا وبمنتهي الذكاء يقوم دوستويفسكي بتحليل سيكولوجي عبقري لكل تصرف، ولأقل حركة، ولأدني هفوة صدرت عن أبطاله في الجزئين السابقين هنا في هذا الجزء طرح فرضيات لما يمكن أن يكون عليه تفسير سلوك الأبطال من وجهات نظر مختلفة الأولى تتمثل في وجهة نظر وكيل النيابة، والأخرى وجهة نظر المحامي والدفاع
حقًا النفس البشرية هي من أعقد المخلوقات وأكثرها تشعبًا هناك تصرفات تنبع من الفرد دون أن ينتبه لها أو يقصد شيئًا ما من وراءها تصرفات حمقاء سخيفة لا تشكل أي قيمة لكن حين تكون بحظ عاثر مثل دمتري كارامازوف فإن هذه التصرفاات التافهة ستجتمع معًا لتطيح بحياتك ومستقبلك! العلم النفسي والسلوك من أصعب العلوم، أنت لا تستطيع فهمها وبناء منهج خاص بها فكلها قائمة على التخمينات فكيف لك أن تضع لها منهج محدد لدراستها وتدريسها هي حقًا كما قال دوستويفسكي: السيكولوجيا سلاح ذو حدين وبرهن على أنه سلوك واحد من شخص ما، يمكن أن يحلله الشخص-وبدلائل مقنعة- على أساس معين ويستنتج منه نتائج محددة تتوافق ووجهة نظره الخاصة بالطبع ويقوم آخر يحمل وجهة نظر مخالفة تمامًا لوجهة النظر الأولي، فيحلل السلوك ويستخلص منه نتائج تتوافق مع وجهة نظره أيضًا بل وبدلائل منطقية مقنعة أخرى!! حقًا إنها سلاح ذو حدين لا تحتاج علماء ولا دارسين لوضع نظريات أغلبها مبنيّ على التخمين والتجارب والظواهر هي فقط تحتاج لشخص كشخص دوستويفسكي اجتمع الحزن والألم والمعاناة معًا، ليعطوه قلب حساس يشعر بمعاناة الأخرين ويغوص في داخلهم والأذكي، تلك القدرة في التعبير عنهم بعطف رغم كل ما قد يقترفوه من أفعال بشعة أنت مع الشخوص التي يخلقها دوستويفسكي، لا تستطيع أن تدين أيًا منهم
أعتقد أنه حينما قال هذه الجملة، إنما كان يصف نفسه إلى لقاء آخر أيها العزيز دوستويفسكي عزائي الوحيد أن هنا الكثير من المجلدات التي خلقت بها المزيد من الحيوات لشخوص أعتقد أن معاناتها لن تقل عن معاناة آل كارامازوف
لا تخافوا الحياة، ما أجمل الحياة حين يحقق المرء في هذا العالم شيئًا من خير وعدل
هذا الجزء و كأنه قصة داخل قصة نتعرف على إليوشا الصغير و أسرته المتواضعة الفقيرة بعد أن كان أبيه ضابطا ذا سطوة و مال فصار موضع احتقار و سخرية. كما يفرد بعض المساحات للتعرف أكثر على ايفان و جروشنكا و سمردياكوف تجد مراجعتي للأجزاء الأربعة كاملة هنا
من بين كل ما هو مكتوب لا أحب غير ذلك الذي يكتبه امرؤ بدمه، اكتب بالدم؛ وستكتشف أن الدم عقل. نيتشه، هكذا تكلم زرادشت. ت: علي مصباح.
وأخيرًا انتهيت من هذه الرواية، رواية حقًا؟ لا بل هي ملحمة إنسانية، إنسانية أم نصف إلهية؟ هنا تجد العبقرية كامنة، وراسخة ومتأصلة، عبقرية هذا الدوستويفسكي الحبيب. رواية أكثر من رائعة، قرأتها - كاملة - على مدار الشهرين، أو يزيد قليلًا حزين للغاية لكونها انتهت، حقًا، ماذا سأفعل بقية حياتي بعد قراءة هذا العمل الجبّار؟ هذه ليست رواية تقرأها سريعًا وتنتقل لما بعدها، بحق، هذه الرواية هي من أرقى وأفضل ما كتب على مر التاريخ، ومن أفضل ما أنتجه عقل بشري يومًا ما. رواية تجد فيها، كعادة دوستويفسكي، كل المتناقضات، رواية بحق تعبر عن العصر التي كتبت فيه، ومع ذلك تجدها تليق بأن تقرأ في عصرنا هذا، بعكس الكثير من الروايات التي لا تستطيع أن تعزلها عن إطارها: زمانيًا ومكانيًا. تجد فيها الصراع المعتاد دومًا، ما بين الإيمان والإلحاد، ما بين الله والشيطان، ما بين الخير والشر، ما بين المسيح، الرب، وبين يهوذا الخائن الشرير. تجد فيها دوستويفسكي يصوغ لك مشاكله هو، مع الدين والرب والسماء، ومشاكله مع عصره؛ العصر الذي انتشرت فيه مذاهب الفلسفة الأخلاقية(أم الأجدر أن أقول اللاأخلاقية) تجده يناقش عوائق عدة تقف أمامه، كشخص مسيحي مؤمن، تدفعه لإعادة التفكير في إيمانه هذا. أتذكر، بالكاد، وعلى عكس الطبيعي، مقدمة الدروبي للجزء الأول من الرواية، هذه المقدمة التي خصصت للحديث عنه هو، دوستويفسكي الحبيب. لماذا كان مؤمنًا؟ ولماذا، مع ذلك، كان يرفض بضع أشياء جعلته خارجًا عن بوتقة الكنيسة والمؤمنين، بل وعن عصر بأكمله. يقول البعض أنه لم يكن كاتب لزمانه، وهذا صحيح تمامًا، هو لا يكتب، كغيره من الكتاب الذين أطلق عليهم الكتاب العاديين، للحاضر، بل كان يكتب لنا نحن، للمستقبل. دوستويفسكي، هذا الرائع، استطاع أن يترجم لنا مشاكله، ومشاكل جيل بأكمله، ومشاكل جيل سوف يلحقه. الصراعات الدينية، الصراعات الفكرية، الصراعات الأخلاقية، والفلسفية كذلك. أتذكر زوسيموف، وأتذكر حكاويه وحكمته وفصاحته التي تأسر اللب، أتذكر نقاشاته مع إيفان، وأتذكر ديمتري، هذا المجنون الرقيق الرفيق، وأتذكر الشيطان الصغير، إليوشا، أتذكر كل هؤلاء وأشعر أني كنت معهم، لا، هم ليسوا أبطال رواية خيالية، يمرون كما يمر غيرهم، هم رفاق مدة ليست بالقليلة، شعرت وكأني واحد منهم وهم مني، أشعر بأني عايشتهم وعايشت أزماتهم، وكأني انتقلت لعصرهم، لا عن طريق آلة زمن، لكن عن طريق آلة قلم، قلم دوستويفسكي الجبار الذي لا يضاهيه أحد. هذه الرواية، كما هو معروف، هي من أنبل ما أنتجه عقل بشري على مر العصور. رواية تقودك أحيانًا للانبهار، وأحيانًا لل للتعجب، وأحيانًا تقودك للانشداه الكامل، وفي أحايين أخرى، للإيمان. أعتبرني سعيدًا لكوني مررت بتجربة رائعة كهذه، مع كاتبي المفضل، بل الأفضل، فيسكي الجميل. رحمه الله. أجمل ما قرأت هذا العام ولا شك سأفتقد ميتكا، وأليكسي، وإيفان، والمثقف اللعين سمرداكوف، وأبيهم الضال، فيودور. سأفتقد آل كارامازوف حقًا!
“Cada um tende a levar a sua individualidade a maior distância e deseja reter egoisticamente a sua abundância e plenitude. Mas todos esses esforços não conduzem à vida, mas ao suicídio, e em vez de conseguir o que se propunha, encontra-se no mais completo isolamento.
A humanidade está hoje dividida em unidades, disseminada, cada homem mantém-se no seu buraco, afastado dos outros, escondendo-se a si mesmo, e a tudo quanto possui dos demais. Acaba por repeli-los e ser ele próprio repelido.
Os ricos encobrem-se e pensam: “Que força tenho e que segurança?” e não vêm a sua impotência suicida, porque acostumados a não confiar mais do que em si mesmo, e obstinados em não crer a ajuda dos demais, na do próximo e na da humanidade, tremem com medo de perder as riquezas e privilégios que conseguiram.
Ninguém quer compreender, para escárnio dos homens da nossa época, que a verdadeira defesa tem de ser fundada numa solidariedade social e não no esforço individual isolado. Mas este individualismo nefasto tem de desaparecer inevitavelmente, e todos compreenderão quanto é irracional viver só.” Os irmãos Karamazov, volume II, página 62.
Poderosa a mensagem que Dostoievsli nos transmite nesta sua obra.
O homem, parte integrante da sociedade precisa do “outro”, contudo à medida que o tempo passa tende a isolar-se, e quem é “outro”? A mãe, o pai e os irmãos na infância, os amigos e os namorados na adolescência, o companheiro e os filhos na fase adulta, a família e a sociedade na velhice. Quando a infância é disfuncional o seu futuro fica comprometido, pois o homem é fruto do seu contexto social.
Os irmãos Karamazov cresceram em contextos sociais muito diferentes. Todos eles desprezados pelo pai. Dimitri, órfão de mãe aos 6 anos, foi o que viveu mais tempo na companhia do pai, tornou-se igual a ele, mulherengo, vil, canalha, violento, mas com um coração generoso e honrado. Ivan e Aliocha, órfãos da mesma mãe, numa idade muito precoce foram viver com a família materna que os acolheu com agrado, Aliocha, caçula, foi muito amado pela sua família de acolhimento. Ambos estudaram, Ivan torna-se humanista e descrente de todas as religiões e Aliocha crente em Deus. Smerdyakov, fruto de uma transgressão paterna, foi criado de servir do seu próprio pai, que nunca o reconheceu como filho.
Neste romance há um binómio: Deus vs Humanidade. Por um lado, a necessidade do homem acreditar na religião, de agradar à igreja e seus mandatários para garantir uma entrada no paraíso. Por outro lado, a necessidade de acreditar numa sociedade justa para todos, onde as pessoas se amam e se auxiliam mutuamente, assim pregou Aliocha no seu sermão de despedida de Ilucha.
Neste romance há um binómio: Amor vs Ódio. As mulheres adoram sentirem-se amadas por muitos homens, os homens por sua vez quando se apaixonam, entregam-se de corpo e alma a uma mulher, perdem a total racionalidade. Nesta história pai e filho apaixonam-se pela mesma mulher e odeiam-se de morte, ódio este, que é muito oportuno para os outros irmãos, daqui surge um parricídio.
Aconselho vivamente a leitura desta grandiosa obra. Dostoievsky entra nos nossos corações e emociona-nos, oferece-nos: amor, humor, compaixão, raiva, frustração, desprezo.
A história de Ilucha arrebatou as minhas lágrimas, família tão pobre, mas tão nobre no sentir e no trato.
. (سطر صمت حدادًا على انتهاء الرواية) . هذا العمل معجزةٌ لغويّة خرق للطبيعة البشريّة في التعبير قمّة قد لا يستطيع إنسان بلوغها مجدّدًا ملحمة روحيّة تضيء خباياك بين ثناياها الختام المسك لحياة دوستويفسكي وخلاصة خبرته القمّة العليا لجميع الأعمال الأدبيّة كما يصرّ آينشتاين أروع رواية كتبت على الإطلاق كما يؤكّد فرويد
أسرة صغيرة تمثّل النزاعات الإنسانيّة ثلاثة إخوة، منحلّ أخلاقيّ ومنحلّ فكريّ ومتديّن أخذو صفاتهم -من والدهم- إلى أقصى طاقتها تدور القصّة حول عوالمهم المدهشة
يستحقّ استشهادات وتوصيات العلماء والمفكّرين والفلاسفة الذين تجد إحالاتهم إليه في أعمالهم الفكريّة وسيرهم الذاتيّة في العلمانيّة للمسيري وهروبي والإسلام لعلي بيغوفيتش مثلًا جدير بما ناله من احتفاء روّاد علم النفس والفيزياء والفلسفة مثل فرويد وآينشتاين ونيتشة وهايدغر وبابا الفاتيكان
شخصيّات الرواية لم تعرف يومًا أن تحيا حياة متوازنة كما تصف روبي كور بأنّها حين تحزن، لا تبكي، بل تنهمر وحين تسعد، لا تبتسم، بل تشعّ، وحين تغضب، لا تصرخ، بل تحترق وحين تحبّ أحدًا، فهي تمنحه أجنحة، فيطير عنها وعندها، وحين ينكسر قلبها، لا تحزن، بل تتشظّى
تجد أشهر اقتباسات دوستويفسكي في هذه الرواية السياق الشهير لـ: إذا لم يكن الله موجودًا فكلّ شيء مباح والسياق الأشهر عن حبّ الإنسانيّة والضجر من الإنسان
لا أذكر أنّي انفعلت مع رواية كما انفعلت معها أن أضع الرواية وأغرق في نوبة ضحك أن أمسك رأسي وأهتف: مالذي قرأته قبل قليل؟
هذي الرواية تصلح كتابًا في تشريح النفس البشريّة برع في توثيق أعماق المشاعر في مشاهد حيّة وملحوظة مثل الإيمان، الحبّ، الكرامة، العار، الذنب، الصداقة المصارحات الصادقة الجيّاشة ذات النفحة الغراميّة تصنّع الاهتمام بالسخافات فزعًا من نقاش قضيّة هامّة حالة الإنكار للصدمات المرّة وانتظار المستحيل القرارات المفاجئة ذات الأسباب المدفونة عميقًا
هذه ليست مراجعة، بل مداواة لأمعائي المرتبكة التي آلمتني لحظة انتهاء الرواية قبل قليل كأنّني خُطفت فجأة من مكانٍ ساحر
هامش: تصلح الرواية دليلًا على إمكان الجمع بين عظمة العمل الفنّي (الروائيّ تحديدًا) وبين الأخلاق فهاهي قرابة 2,000 صفحة ملحميّة مليئة بالغرائز لكنّ التعبيرات محتشمة مكسوّة بالأدب والإشارة والترميز الذي يطوي حديث الغرائز دون إثارتها
رواية غنية وممتعة طويلة ، فيها إسراف مفرط في التفاصيل ، تشعر كأنها حكايات توصل لحكايات تخترقها حكايات أخرى صغيرة في الوسط مثل حكاية الراهب راعي الابن الصغير ومربيه التي اقتحمت الجزء الثاني من الرواية ، ولكنها رغم شغلها لفصل كامل إلا أنها ممتعة خاصة الجزء الخاص بالرجل النبيل الذي تاب واعترف بجريمة ارتكبها منذ خمسة عشر عاما وبعدما اعترف بشهرين او ثلاث لاقى ربه ولكن بعد أن اعترف لعائلته وتطهر من ذنب ثقيل عاش سنوات طوال يحمله على كتفيه !! يتمتع دوستويفسكي بأسلوب فريد ومميز ، يشرِّح النفس البشرية بتأني قد لا يستوعبه الكثيرون ، ربما لأن الأحداث والرواية قد كتبا في القرن التاسع عشر وقبل اندلاع الثورة الروسية وهنا نفهم لماذا يلعن الروائي العبقري الطبقة الرأسمالية وما يسمون بالنبلاء ، يحلل شخصياتهم ، يفضح طمعهم وغرورهم وعشهم للملذات على حساب الطبقات البسيطة والفلاحين الفقراء تجده يلتمس العذر للجاني ،ويربت عليه وكان لسان حاله يقول : "لا تخجل مما فعلت فقد أنقذت المجتمع "!! من مجرم يتسبب في تفسخه وفساده ، وحققت له الخلاص من إنسان شره طماع فاسد يستحق القتل، سعياً لتحقيق قيم الخير والحق والعدل والجمال فرغم أخطاء ميتيا وسلوكه العنيف تجد نفسك تشفق عليه لأن الأب هو الجاني الحقيقي ، لأنه أفسد على أبنائه حياتهم ، والوحيد الذي نجا من الهلاك هو أليوشا ، الذي ورت على لسانه خاتمة الرواية وملخصها إذ يقول :"يا أصدقائي الأحبة وأبنائي ، لا تخافوا الحياة.. ما أجمل الحياة حين يحقق المرء في هذا العالم شيئا " ذكريات الطفولة يمكن أن تكون سعيدة حتى في الأسر الممزقة متى كانت النفس قادرة على أن ترى وأن تجني من عناصر الوجود ما هو طيب نبيل " طبعا تتجلى موهبته الأدبية وتحليله لنفسية البطل ميتيا المتهم بقتل أبيه من خلال مرافعة المحامي وشرحه للدوافع التي - ربما - أدت لارتكابه جريمة القتل وهو يحاول أن يدفع الاتهام عنه ويظهر الحقيقة وأن القاتل هو المريض بالصرع سمردياكوف الابن غير الشرعي للأب من خادمة فقيرة ومختلة نوعا ما ولكن نظرا للخلل الذي استشرى في القوانين ومن يعملون على تطبيقها وتطبيق العدالة في المجتمع يصدر الحكم على ميتيا رغم عدم كفاية الأدلة والقرائن على حقيقة ارتكابه لهذا الفعل وطبعا أعجبني جدا موقفه من إحدى بطلاته وهي كاترين ايفانوفنا المغرورة التي نطقت بشهادة من شأنها أن تهلك ميتيا لمجرد رغبتها في الانتقام منه لأنه تركها وفضل عليها امرأة أخرى جو من الصراعات والدراما والرومانسية ، عمل أدبي متكامل "ودسم جدا" يشبعك ويعلمك مختلف دروس الحياة وقد تخرج منه بخلاصة التجارب الإنسانية من خلال جملة أعجبتني جدا وردت على لسان أحد الأبطال إذا يقول : أنى للإنسان أن يتحرر من عاداته المكتسبة ، وماذا يمكن أن يصير إليه الإنسان الذي استعبدته حاجاته ، إذا كنا قد علمناه أن يرضي الشهوات ال الكثيرة التي يخلقها هو نفسه؟ إن إنساناً هذا شأنه إنما يعيش في عزلة روحية ، وهل تعينه الجماعة في هذه الحالة ؟ ذلك ما وصل إليه البشر، جمعوا ثروات فوق ثروات ، أما الفرح فقد تناقص في قلوبهم . التباين الواسع جدا بين شخصيتي ميتيا وايفان الاول بشره الظاهر وطيبته الكامنة والثاني العكس تماما هدوء وسكينة تخفي شرا مستطيرا كامنا ..برع دوستويفسكي في رسم هاتين الشخصيتين ..وفاجأني بقبح ايفان الداخلي وعنفه وقسوته وتعاليه ..ثم مرة اخرى يظهر لنا ما سبب هذا القبح وهو المرض النفسي والهذيان الذي ابتلي بهما .. روعة في الرسم وتحليل الشخصيتين وكانك امام طبيب نفسي بارع . وهو لا يغفل ابدا ان يظهر دوافع كل منهما واسباب عقدته وازمته النفسية العاصفة .. اشعر انتي كلما اغلقت هذا المربع ساعود لاتذكر شيئا جديرا باﻹضافة عن هذه لرواية الله يسامحك يا دوستويفسكي مخولتني وبرجلتني :-)
كتابة مراجعة عن رواية مكوَّنة من ثلاثة مجلدات، تتجاوز عدد صفحاتها الألف وستمائة صفحة، وكاتبها هو "دوستويفسكي" ليس شيئاً سهلاً، الأمر يصبح شاقّاً دائماً . ومع ذلك، فإن الأمر يستحق المحاولة ..
لم تقتصر عظمة الرواية على ما امتاز به كاتبها من براعة غير عادية وقدرة فائقة علي تحليل النفس الإنسانية وسبر أعمق أغوارها فى محاولة لتقديم تفسير لكل تصرف وفعل تقوم به هذه الشخصية أو تلك، أو فى محاولة لسوق تعليل لكل فكرة تعتمل فى رأسها، أو حتى فى السعى إلي الربط بين الأفكار التى تضطرب فى عقول ووجدان شخصياتها وبين أثر هذه الأفكار على المظهر الخارجي للشخصية من حيث ما يصدر عنها من انفعالات واضطرابات، ثم الوصف الدقيق لهذه الإنفعالات وصفاً يبلغ من الدقة حد أنه يصبح بإمكانك رؤية الشخصية مجسَّدة أمامك بحالتها التى هي عليها من أثر تلك الإنفعالات .
أقول لم تقتصر عظمة الرواية على ذلك، ولكن "دوستويفسكي" إنما أراد -في البداية- أن يناقش قضايا هامة ويطرح أفكار كبيرة، من ذلك مثلاً؛ بل يأتي على رأسها قضية وجود الله . هل الله موجود أم غير موجود ؟ وماذا لو كان الإله غير موجود ؟ وماذا أيضاً عن الحياة الآخرة ؟ هل هي موجودة أم أن الإنسان يصير إلي العدم بموته ؟ هناك كذلك قصية الخير والشر، ذلك الصراع الأزلي المحتدم فى نفس الإنسان بين الله والشيطان، بين الجمال والقبح، وما يستتبع ذلك من أفعال ناتجة عن هذا الصراع ومنبثقة عنه . كذلك أراد "دوستويفسكي" أن يعطي تحليله لواقع المجتمع الروسي الذى كان يعيش فيه وقتئذ من حيث الأفكار السائدة وإتجاهات الشباب الروسي، ويُقال أن "دوستويفسكي" إنما كان يرمز بـ (الأخوة كارامازوف) إلي أطياف ثلاثة من أطياف الشباب الروسي كانت قائمة وقتها، فهناك :
"دمتري"؛ وهو مثال للشاب المندفع، سريع الغضب، كثير الإنفعال . الشهوانية الجامحة واللذة المفرطة هما عنوانا حياته . ولكنه مع ذلك يمتلك نفساً كريمةً طيبةً، وقلباً رحيماً عطوفاً، وكبرياء عالية . لا يتمتع بثقافة كبيرة أو ذكاء حاد أو حتى تعليم جيد . الله بالنسبة له غير ذا أهمية، فهو لا يفكر فيه كثيراً، ولكنه مع ذلك يُقرّ بوجوده، بل إنه يلجأ له فى لحظات ضعفه وانكساره، ويبتهل إليه ليخفف معاناته وألآمه . و"دمتري" هو الأخ الأكبر من الأخوة كارامازوف .
"إيفان"؛ وهو مثال للشاب المثقف الواعي الذى يتمتع بذكاء كبير وبصيرة نافذة، ولكنه مع ذلك يجحد وجود الله . فى نظره، إن الله غير موجود، إنه من اختراع الإنسان، وعندما يصبح الله غير موجود يصير (كل شئ مباح)، لا معنى لحب الإنسان للخير والفضيلة، غير مفهوم ذلك الحب الذى يحمله الإنسان لغيره من بني البشر خصوصاً المقربين منهم، لا وجود للحياة الآخرة . ورغم ذلك فإن "إيفان" كان له نفس معذَّبة، وربما عذاب نفسه هذا يرجع إلي أنه لم يحسم بعد أفكاره هذه ولم يهتدِ إلي البت فيها بصورة قاطعة، وبالتالي كان عليه أن يحتمل ألآم النفس وعذابات الروح، وهو فى سبيل أن ينجو من هذه العذابات أو يتخفف منها كان يحلو له أن يلهو بأفكاره هذه لهواً ويلعب بها لعباً . و"إيفان" هو الأخ الثاني من الأخوة كارامازوف .
"ألكسي"؛ إنه الأخ الأصغر من الأخوة كارامازوف . وهو مثال للمراهق الروسي الطيب القلب الذى يؤمن بوجود الله ويعرف أن خلاصه يكون فى اتباع تعاليمه، يحب الله والمسيحية . إنه فتي صادق، مخلص، وديع، يمتلك نفساً مُحبّة للآخرين، لا تُنازعه ذات الأفكار المضطربة المُشوَّشة التى تعتمل فى نفس أخيه "إيفان"، الدين قد حسم له كل شئ .
وقد أورد "دوستويفسكي" مقدمة لروايته تحدث فيها عن "ألكسي" ليلفت له انتباه القراء، وقد قدَّمه فى صورة بطل الرواية واعتبره شخصية فذَّة، مؤثرة، ومهمة بمعني من المعاني . ومع ذلك فإن الأمر لم يكن على هذا النحو، فقراءتك للرواية ستكشف لك -ربما- أن "ألكسي" شخصية عادية جداً، لم يقم بأفعال عظيمة أو تصرفات ذات قيمة كبيرة، بل إن مساحة الدور الممنوحة له لم تكن هى الأكبر مقارنة بأخويه أو باقي شخصيات الرواية .
ولكنى مع ذلك أستطيع أن أفهم هذه الأهمية الكبيرة التى منحها "دوستويفسكي" لـ "أليوشا" بتسميته بطلاً للعمل واعتباره الشخصية الأبرز .. إن "اليوشا" يمثل وجهة نظر "دوستويفسكي" فى المجتمع والحياة والدين أيضاً، إنه يري فيه المثال الصحيح للشاب الذى يجمع بين حب الله والإيمان به وبين حب الحياة والعمل فى سبيل نشر الخير وتطبيق تعاليم المسيحية فى المجتمع وبين الناس . وهى القناعة التى وصل إليها "دوستويفسكي" عبر ضروب طويلة من عذاب النفس ومحن الروح والتفكير الطويل، إنَّها الرحلة الطويلة التى خاضها "دوستويفسكي" نفسه للإيمان بالله، فلما وصل أراد أن يُؤطّرها ويقدمها هنا كنموذج، إن "أليوشا" فيه من "دوستويفسكي" الكثير .
ولعل مثالية الصورة التى رسمها "دوستويفسكي" لـ "أليوشا" انعكست أيضاً فى النهاية التى آل إليها هو وأخويه، ففي حين حُكِم على "دمتري" ظلماً بالسجن عشرون عاماً لإتهامه بقتل أبيه وتم التخطيط لهروبه وفراره إلي أمريكا، وفي حين أصيب "إيفان" بحمي حارة شديدة ومرهقة -جرَّاء العذاب الذى سبّبته له أفكاره وصراع الخير والشر بداخله- تركته فى حالة هذيان ربما أفضي به إلي الجنون، كانت نهاية "أليوشا" هى الأجمل، إذ استطاع أن يجتاز كافة المحن التى آلمَّت بعائلته وخرج منها معافي، وجاءت النهاية فى مشهد ولا أروع، وقف فيه "أليوشا" وسط الصبية الصغار يعلمهم معاني الحب والوفاء وتبجيل الذكري واحترام مشاعر الآخرين ومأساتهم وأتراحهم، ومقدماً لهم الوعد بالإبقاء على مشاعر الحب الجميلة -فى قلبه- نحوهم إلي الأبد .
أراد "دوستويفسكي" أن يعبر عن هكذا أفكار وقضايا هامة، ثم بحث عن محتوي روائي يستطيع من خلاله أن يقدم هذه الأفكار ويطرح هذه القضايا، فكانت (الأخوة كارامازوف) . وهو ما يمنح الرواية -فى نظري- أهمية أخري تضاف إلي أهميتها الأولي، وعظمة أخرى تكافئ عظمتها السابقة .
وعن أسلوب "دوستويفسكي" فى الكتابة، فبغض النظر عن اللغة حيث أن العمل مترجم، فقد جاء أسلوبه -كعادته- بسيط، سهل، محبِّب للقراءة، وهو أيضاً كان مشوِّقاً وجذاباً جداً، وبرغم طول العمل فإنك أبداً لا تشعر بالملل منه -اللهم إلا فى الجزء الخاص بالحديث عن الراهب الروسي- وقد جاء "دوستويفسكي" فى الرواية على ذكر المحاكمات وأفرد لها صفحات طويلة، ويبدو أنه قد درسها جيداً، وعموماً فإن موضوع المحاكمة وإجراءتها وتفاصيلها الدقيقة جعل العمل أكثر إثارةً وتشويقاً .
ليس ثمة أحلى ولا أعذب من اللقاءات الأولي! ...... لقائي الأول مع الأدب الروسي وأدب دوستوفسكي خصوصا علي مدار ثلاثة أشهر وأنا أقرأها بكل أرياحية واستمتع بها علي أخر رمق كقطعة تشيز كيك باردة :D رواية رائعة بكل المقاييس ملحمة وأسطورة نموذج أعلى للأدب الكلاسيكي الراقي عالم موازي من الصعب تركه حقا بكل شخوصه وأحداثه وفلسفته :
أليوشا التقي (القلب) .. إيفان العالم المفكر (العقل) .. ميتيا المندفع الشهواني المعذب (الجسد) .. الأب فيدور الذي يمثل تفاهة الإنسان بكل ما تحمله كلمة تفاهة من بشاعة!! (المجتمع) الأب زوسيما الطاهر الوديع (الدين) جروشنكا وكاتيا - اللتان كرهتهما كلاهما - وكل الغيرة والفوضوية النسوية بينهما. (الحب) سمردياكوف اللعين .. (الإنتقام) وغيرهم الكثير مما فاضت به الرواية وجادت .. ضمت مواضيع شتى من مناقشة للدين والإلحادية والمسيحية والتاريخ الروسي والعائلة والجريمة والحب والفلسفة .. إلخ .... لا أظنني قرأت من مدة طويلة عملا لذيذة كتحفة دوستوفسكي هذه .. يا للمتعة .. يا ألهي!
رواية تحكي قصة اب فاسق ما همه غير نفسه و كيف يشبع لذاته بدون اي اهتمام باولاده او بمن كانوا بيوم من الايام زوجاته .. وفي النهاية الحصيلة هي ثلاثة ابناء .. بثلاث شخصيات مختلفة كل الاختلاف .. الاول ديمتري اللاهف وراء النساء والخمر والي كان يشابه اباه من هالناحية لكن مختلف عنه اختلاف تام من ناحية كونه رقيق القلب مرهف الاحساس .. والاخ الثاني ايفان الاخ المثقف العقلاني الى جانب ما من القسوة و الاخ الثالث وهو اليوشا .. النقي الطاهر المحب للبشرية القريب في شخصيته الى شخصية ملاك منها الى انسان ..
ما ابي اقول شي عن الاحداث الي حصلت بعدها لان ما ابي احرق على احد الرواية ..
عموما لما انتهيت منها حسيت بالحزن لسببين .. الاول اني راح افارق شخصية من اجمل الشخصيات الي ممكن تمر على القارئ الا وهي شخصية اليوشا لاني حسيت اني تعلقت فيه :( السبب الثاني ان الكاتب مات قبل لا يكمل الرواية وقبل لا نعرف وش بتكون هي النهاية" مع اني اعتقد انها بتكون نهاية سعيدة " .. نفس الحكاية مع رواية جميلة جدا ايضا كتبها وكانت باسم "ذكريات طفلة ..نيتوتشكا" .. ذي بعد للاسف ما كملها بسبب دخوله السجن :(
عرفت طوال دراستى فى المرحلة الثانوية أن دوستويفسكي أحد رواد الرواية الكبار، وكنت أود لو قرأت أيا من عماله، ودارت بى الأيام، وقرأت أعمالا لروائيين كثر، مصريين، وعرب، وعالميين؛ لكنى لم أقرأ شيئا لأحد روسى! ثم جاء يوم وكانت تباع تصفيات معرض القاهرة الدولى للكتاب، وكانوا فتحوا فرعا فى قصر ثقافة أسيوط، وجعلوا فيه الكتب القديمة (ربما قالوا فى أنفسهم: صعايدة بقى وما يعرفون شيئا، لكن الإقبال كان مبهرا)، وكتب مكتبة الأسرة، ووجدت أعمال دوستويفسكي، وأردت شراءها، لكن كانت فوق مقدرتى كطالب، وأشتريت أشياء أخرى، ثم مرت سنون، بعدها عرفت طريق الهيئة المصرية العامة للكتاب، ووجدت بعض أعماله، وحين توفر المال، واتخذت القرار، لم يكن يبقى إلا الإخواة كارامازوف. وكنت أعرف أنها عُربت باسم الإخواة الأعداء. لكنى بعد قراءتها تساءلت هل الأعمال الدرامية والسينمائية استطاعت أن تصل لنفس التصوير والتعبير عن أدق المشاعر؟ وأشك فى ذلك! وقد بهرنى عندما بدأت قراءته، هذا الإحساس العالى، وهذا الغوص فى النفس البشرية، وهذا التفكر فى الدين والإيمان ... إنه حتما روائى عبقرى! وإنى لأعجب من قدرته على الغوص فى النفس البشري، وتصوير أدق خلجات النفس، وأتساءل أنى له أن يصور كل شعور وعكسه، كيف له أن سثور الفقر والذل ثم يصف الكبرياء والعزة، لابد أن يكون قد عاشها أو عايشها، ومع ذلك وصل لقمة الشعور بالآخر، وفهمه! لقد قيل: "ثلاثة يمثلون العبقرية البشرية، نابليون الذي يمثل عبقرية الإرادة، وأينشتاين الذي يمثل عبقرية الذهن ، دوستويفسكي الذي يمثل عبقرية الإحساس." من خلال رواياته أبحر دوستويفسكي في أعماق النفس الإنسانية. عنده الرهافة الحسية، والشاعرية العالية، والتجريد والتحليل، والتفاصيل الدقيقة جداً، والواقعية. إنه ساحر كبير في مجال السرد الحكائي. وهو الخبير الأول- روائياً- بالنفس الإنسانية وترددها بين السمو والسقوط والفضيلة والرذيلة والإيمان والإلحاد. أبطال قصص دوستويفسكي يتسمون بالإحساس والذكاء معاً، وجميعهم شواذ مرضى ولكنهم عبقريون. من أرقى المواقف التى يبدع دوستويفسكي فى وصف ما يعتمل فى النفس البشرية، وكيف تتأرجح النفس بين القيم الأخلقية العليا والدركات السفلى، موقف تلميذ المرسة الصغير إيليوشا، من الرجل- الابن كارامازوف الأكبر، ميتيا- الذى اعتدى على أبيه وأهانه، وكيف يدافع عن نفسه لوحده أمام الأطفال زملائه الذين يعايرونه، وكيف يطالب أباه بالتمسك بكرامته وعدم قبول تعويض! هذا موقف مؤثر من طفل، عظيم الوصف من روائى إنسانى! هذه النسخة العربية التى معى ترجمها الدكتور/ سامي الدروبي، وترجمته ذات لغة سامقة، وفيها الكثير من الإيضاحات لبعض الوقائع المرتبطة بحياة دوستويفسكي ورواياته. لكن يعيبها- خاصة الجزء الأول- سوء الإخراج الفنى الطباعى، من ناحية الأخطاء المطبعية الكثيرة، وعلامات الترقيم، ومراعاة المسافات!
ألهمتنى الفصول التى تروى وفاة الأب زوسيما مقارنة بينها وواقع مصر الحالى بعد انتخاب لرئيس مرسى كخطوة أولى فى سبيل الديمقراطية ثم تخلى الناس المحير عن هذه الخطوة ناحية نظام إنقلابى قمعى! هذه المقارنة كتبتها فى حاشية فى صفحتى على الفيس رابطها: my link text
بداية وجلة في عالم دستويفسكي، وبسبب تعلقي الشديد بالثقافة الروسية فأنا أخاف أن أنهي روايات دستويفسكي فينتهي معه استمتاعي بعالم الروايات ولا أستطيع استساغة غيره من الكتاب. في مرحلة انتقالية في حياتي، في محاولة لتجاوز الكثير والصفح لنفسي على أخطائها والتماسك للمضي في الحياة، في مرحلة بدأت أرى نفسي فيها بشكل أوضح، بدأت هذا الكتاب.
(الإخوة)
هذه القسوة التي يحكم بها المجتمع على الشخص الذي يقع تحت رحمتهم صادمة! تنقلب كل المباديء التي تنادي بالرفق واللين إلى حجارة ترجم الفرد.
تناولت الرواية الله والايمان به، الفضيلة والرذيلة في النفس البشرية، كل التناقضات كل التصرفات البشرية البسيطة، الرغبات والأطماع، الحنان الحاجة للرعاية والحب، اختلاف طبائع البشر ومنظورهم لنفس الموضوع.
(دوستويفسكي) الكاتب الذي يقرأ النفس البشرية كما لم يقرأها علمائها.
(أنا-مرة أخرى-)
غصت في عالم لذيذ وثقيل، حملني دستويفسكي حملا ثقيلا ومسؤولية عظيمة. وجدت الكثير من الأجوبة التي لم أجدها لدى العلماء والمثقفين والكتب الهامة الأخرى. الآن علي أن أواجه الحياة ، لا! بل علي أن أواجه نفسي بهذا الحمل الثقيل وأن أعيد تقبلها والتعرف عليها بعد هذا الدرس المكثف من دستويفسكي.
وأخيرا الناس هم الناس، في أي أرض سكنوا وفي أي عام عاشوا
أعتذر عن كتابة ريفيو في هذا العمل .. أعتقد أن من الأفضل تغيير الاسم إلى قصة الإنسانية .. أو الإنسان .. لا أريد الخوض في تفاصيلها أو في شخصياتها ، أو في الأ��داث التي لن تشعر لوهله انك تقرأ مجلدات عملاقه حجم كل منها يتجاوز الثلاث مائة صفحه و يختمها بالجزء الأخير من خمسمائة صفحه .. مر الزمان مرورا كريما بيننا لم يقطعنا سوى صوت البشر .. ملحمة ادبية هي حقا .. لم يترك لك جانب من شخصك إلا و دلف إليه من الجانب الذي تنكره ... يجب أن يدرس هذا العمل لأطفالنا حتى ينشئون نشأة سوية ّ....
أنهيت الرواية بشعور من التخمة , تلك الحوارات المكثفة والأفكار المحلقة وذلك الغوص العميق في بحور النفس الإنسانية , إنه لا يكتفي فقط بالنظر من هنا إنه ينظر من كل إتجاه , ليست الرواية عظيمة في زمنها فحسب بل عظيمة في كل زمن
قادني إلى الرواية كامو ذلك الوجودي المتمرد وهو يمجد إيفان كارامازوف , تلك الإقتباسات في الإنسان المتمرد كانت كفيلة بأن تقودني لقراءة الرواية بدأت بها قبل فترة طويلة قرأت جزء كبير منها وأنقطعت حاولت أن أقرأها في أوقات أكون فيها أكثر سكينة وهدوء , إنها تبعث قلق نفسي , نعم إنها كذلك
الرواية التي كان فيها الحوار هو الثيمة الأساسية للعرض كانت كفيلة بجعلك تكون داخل الحوارات مشاركاً , طارحة أسئلة وجودية بإمتياز ومتعمقة في أبسط الأفكار والإعتقادات , وهي فلتة زمانها من حيث ما حظيت به من إبتكار وأهتمام
الجوهر في هذه الراواية بنظري كان هو النزوع إلى المحبة في فصولها الأخيرة وذلك التصور البراغماتي للإيمان في منطقة الفكر الأخلاقي ... وهاهو إليوشا الذي يحبه الكثيرين لا لسبب معين ويسر كل من يتحدث ويفضي الكل إليه إلا للمحبة تلك التي كان يربيها داخل أولئك الصغار
بعد أن تنهى هذه الرواية تستشعر وكأن لديك السلطة لتطلب من الجميع قرآتها لا بل أمر الجميع بقرآتها هذه تجربة ربما بها فى عمرك إن انتاج مثل هذا العمل على يد بشرى لهو يستحق كل العبث والألم والفوضى البشرية وكل هذا اللامنطق فى سبيل ان ينتج البشر مثل هذه أشياء
لأن الرواية ضخمة ولن أوفيها حقها فسأكتب على شكل نقاط أهم ما أتذكر من الرواية وأكثر ما استرعى انتباهي
- اعتبر عائلة كارامازوف مكونة من خمسة أشخاص هم: الأب وميتيا وإيفان وأليوشا وسمريادكوف الخادم باعتبار أنه الابن غير الشرعي ولأنه أثر في مجرى الأحداث.
ـ بالنسبة لي أرى أن الأخ الأوسط هو بطل القصة وليس الأصغر كما كتب في المقدمة وربما لو أكمل الجزء الثاني من الرواية لكان أليوشا البطل
ـ ترتيب الأخوة الثلاثة رأيت فيه مراحل الشخص أو مراحل المؤلف نفسه: ميتيا الجسد والقوة والطيش وعدم الإحساس بالمسؤولية وغالبا هذا يكون في بدايات العمر، ثم إيفان العقل والفكر والبعد عن الطيش مع الحيرة والضياع وهذه تمثل المرحلة التالية بعد أن يكبر الشخص ويعرف الدنيا ومشاكلها فيقل بطشه ويبدأ التفكير وهذا التفكير قد يقوده للحيرة والتساؤلات الكثيرة ثم مرحلة أليوشا مرحلة الإيمان والاطمئنان والتي يمر بها الإنسان في مراحل عمر متأخرة وكما نجد عند كبار السن إيمان يستقوون به على الحياة أكثر من الشباب.
ـ الأحداث قليلة وربما متوقعة لأن دوستويفسكي يعتمد على الشخصية والأفكار أكثر من اعتماده على الأحداث وإن كان يوجد أحداث كثيرة بالطبع لكنه يقودنا للتفكير فيها وفي أسبابها.
- استغل المؤلف كل شخصية في الرواية ليعرض من ناحيتها أفكاره سواء إيفان أو المحقق أو المدعي أو الشيخ زوسيما
- أليوشا كان الأخ السلبي الذي ليس له دور رغم التعويل عليه بأن يوقف الجريمة أو أن يصالح بين أبيه وأخيه وأيضا لا يوجد حدث اعتمد عليه أو كان بسببه وحتى أفكاره لم يعرضها أبدا فهو حائر أصابته لوثة عقلية بعد موت شيخه وهو كارامازوف في نهاية الأمر هذه العائلة المتطرفة فالأب متطرف في تتبع شهواته ونزواته حد الفسق وتضييع أولاده، والأكبر متطرف في إسرافه وتبذيره حد الإفلاس، والأوسط المثقف متطرف في تفكيره حد الإلحاد، والأصغر متطرف في سلبيته حد الرهبنة والانزواء في دير بعيدا عن المشاكل، ولأنه فشل في إصلاح عائلته فقد اتجه إلى عالم أسهل وهو عالم الأطفال الذين كانوا خاتمة الرواية وهم يصيحون مرحى أليوشا.
- إيفان الذي عرض المؤلف من خلاله أفكار الإلحاد وما يسببه هذا الإلحاد من فساد وضياع حتى يرى الإنسان أن كل شيء مباح فتكون النتيجة شيوع الجريمة ما دامت مباحة، وكما قلت هو بطل القصة وهو القاتل الحقيقي فمن فكرته هذه قتل سمريادكوف العجوز فلما كان إيفان أعجز من أن يقتل تكفل الخادم المعجب به جدا بالمهمة فهو نصف أخ ونصف عقل وهو النصف المنحط من أفكار إيفان كما سيتضح بعد ذلك، إيفان كان يتكلم عن الإباحة نظريا وسمردياكوف عمليا.
- عندما انتحر سمردياكوف زار الشيطان إيفان ذلك الشيطان الذي يتبنى أحط أفكار إيفان وكذلك سمردياكوف فكأن الخادم هو الشيطان الذي يزور إيفان لكنه متجسد في سمردياكوف لكنه عندما انتحر ظهر بشكل آخر وقد سبق أن قال إيفان أن الشيطان إذا كان من اختراع الإنسان فإنما يتصوره على هيئته هو، ثم نرى أفكار إيفان تتجسد وربما هو مصاب بانفصام شخصية من شدة التفكير والحيرة.
- إيفان ملحد وقد نشر مقالا عن القضاء المدني والديني يتسلى به! وعرض دوستويفسكي أفكاره هنا بشكل واضح ومفصل وأغلق هذه المسألة ثم نرى إيفان في حديثه مع أليوشا يقول أنه مؤمن بالله لكنه لا يقبل عالم الله، ثم نراه يحمل نفسه مسؤولية الجريمة، شخصيته تتطور وتتغير، فهذه الشخصية هي التي أخذت الحيز الأكبر من الرواية على عكس شخصيتي الأخوين فهي أقل صخبا وثورية وترددا وتفكيرا لذلك أراه هو البطل.
- ميتيا الذي دمره حب امرأة وطباعه الغضوبة الطائشة هو أكثر الشخصيات بشرية وحيوية بين الأخوة، فهو طيب يشعر بالامتنان لمن رباه وأكرمه يقوم بعمل نبيل لفتاة محتاجة ويحب بجنون ويحب أخاه ويشفق عليه وكريم شريف ثم هو غضوب طائش يضرب رجلا في كاباريه ويجره من لحيته ويبدد أمواله ويترك خطيبته ويتنافس مع أبيه على حب امرأة أخرى، وأخيرا يتهم بقتل أبيه فيكون صادقا كل الصدق ثم يتقبل العقوبة حتى يتزن ويصلح حاله، ميتيا يمثل الإنسان بكل تناقضاته وحالاته وتأثر ظروفه، يحب ويكره ويغضب ويهدأ على عكس أليوشا مثلا.
- عرض دوستويفسكي هذه العائلة ليبين تأثير الأب وتربيته فأب مثل العجوز كارامازوف كان من الطبيعي أن يتمنى اثنان من ألاوده موته ويقتله الرابع فقد اضاعهم وأضاع تربيتهم وانشغل بملذاته عنهم، فهل يستحق أن يكون أبا؟ أثر هذه التربية رأيناه في كل أحداث الرواية وقد أفاض المدعي العام فيه إفاضة طزيلة وتكلم عن الأسرة الروسية وعن العقوق والتربية وما يترتب عليها من مضار تضر المجتمع بأكمله وضرب أمثلة كثيرة ليس كارامازوف إلا واحدا منها.
- المفتش العام قصة لإيفان استعرض فيها تفكيره الملحد وضياع الإيمان والحقيقة وقصة الذي رفض الإيمان بالبعث ثم هو يجد الأخرة بعد موته فيمشي طويلا حتى يدخل الجنة بعد مليارات السنين ثم يقول أن ثانيتين في الجنة تعدل تلك السنين فربما هذه الجنة هي الإيمان وانتهاء الحيرة فهي الجزم بعدم وجود إله وبعث جزما أكيدا أو بوجود إله وبعث بالنسبة لإيفان، لا يهم طول المسافة لكن لا بد من الوصول، هذا ما يشعر به فاقد الإيمان، والرد على غيفان يأتينا على لسان الشيخ زوسيما في قصة حياته ونقطة التحول في حياته عندما ضرب خادما.
ـ قصة الشيخ زوسيما أخذت فصلا طويلا جدا تكلم فيه عن الإيمان والتحولات وعن أخيه الذي ألحد ثم آمن بعد مرضه والمحبة التي آمن بها كانت بمثابة الرد على فصلي التمرد والمفتش العام، والتي لم يستطع أليوشا الرد على أخيه وقتها، ويبدو أن كلام الشيخ هو ما يؤمن به أليوشا وهذه هي أفكاره، وربما هي خلاصة أفكار دوستويفسكي بعد ما مر بمرحلة إيفان وشكوكه واضطرابه.
- كوليا شخصية ثانوية عن طفل أو مراهق عرف القراءة ثم هو يردد اقتباسات لكتاب كبار لكن لا يعرف معناها ويؤمن بحركة ثورية لا يدرك أهدافها جيدا ويحب أن يظهر عضلاته الثقافية وربما هو نموذج للنشء الروسي الذي لا يجد من يوجهه ويأخذ بيده ويكون متعرض لأفكار متعددة بعضها إلحادي والذي يخشى دوستويفسكي أن تكون نتيجته جريمة كما حدث عندما أباح إيفان كل شيء فقاد إلى جريمة قتل.
- لا نعلم مالذي حدث لإيفان في النهاية هل مات؟ أصيب بالجنون؟ اكتشف إجابة لمشاكله؟ في نهاية الرواية قال إليوشا أن أخويه أحدهما محكوم عليه بالنفي والآخر يحتضر، فهل قتلته أفكاره؟
أفكار متناثرة أحببت كتابتها قبل أن أنساها ولعلي أعود بإذن الله بمراجعة اشمل ومتناسقة في مقال موحد.
This entire review has been hidden because of spoilers.
Dopo molti mesi sono riuscito a finire questo romanzo. Anche se molto pregiato da tanta gente non e stato affato il mio stile. Non sono arrivato a trovare delle afginita con nessuno dei personaggi. Ho trovato l'intero romanzo tropo cupo e anche sconesso nel suo insieme: le storie del padre Zosima e poi quella di Illiuscica (anche se quest'ultima mi ha comosso) mancavano di coesione con la trama dell'omicidio.
اخيرا وبعد أيام كثيرة انتهيت من الاجزاء الثلاثة من رواية الاخوة كرامازوف للكاتب الروسي الكبير فيودر دستوفسكي ماذا أقول عن هذه الرواية انها أطول رواية أقرأها في حياتي فهي تقع في ثلاثة مجدات وتصل إلى ألف وخمسمائة صفحة تقريبا ميزة دستوسفكي وسبب احتفاء القراء برواياته حتى الآن هو قدرته على الغوص في اعماق النفس البشرية بطريقة لم يفعلها الا علماء النفس وقدرته على ابراز المنتاقضات البشرية والصراع بين الخير والشر داخل الانسان بطريقة عميقة شخصيات دستوفسكي تتميز بأنها تملك ضمير متيقظ يؤنبها دائما في كل حال حتى الأشرار منهم يشعرون بالندم ويشعرون بهول ما يفعلونه من أخطاء عيب دستوسفكي انه يحب الثرثرة والاستطراد ويطيل من الوصف بطريقة جعلتني اشعر بالملل خاصة في المجلد الاولى الحوارات الفلسفية عن الايمان والله والخير والشر والجنة والنار كانت جيدة الجزء الثالث هو أقوى اجزاء الرواية رغم الاطالة في سرد المرافعات اهم ما استفدته من تلك الرواية هو ان الايمان هو اهم شيء في الحياة وانك لا ترى الشيء حتى تؤمن بوجوده ولكنك لابد أن تؤمن اولا حتى ترى وايمانك هو الشيء الوحيد الذي سيجعلك قادر على الصمود في الحياة
ماذا أقول بعد؟ لا شك بأن هناك الكثير مما لم يقال حول هذه الرواية الموغلة في العمق الوجودي بكامل خزائنه. أسلوب دوستويفسكي على بساطته ساحر "نقش لجواهر بيانية"، وقراءته وتحليله النفسي تميّز بتطور الفكر الفلسفي والإجتماعي .
بحق أبدع دويستوفسكي في الفلسفة الأخلاقية، واستعراض خلاصة تأملاته الفلسفية والمنطقية حول الفكر الإنساني، الذي لا يخضع لنظام منهجي واحد. وهو بطبيعة الحال حاد البصر والبصيرة، يحملك إلى الوصول ليقين يختلف عن اليقين الجاهز والمسبق. ويجعلك تتقبل كل الأمور على علاتها وببساطة . فهو يستعرض عذابات الانسان في قوته وضعفه بتوازن يشي بهبوط النفس وصعودها في حركة تعكس التباين الشديد بين الداخل والخارج.
لغته في عمقها ومنطقها متآلفة التناقضات. كما تشعر بأن دوستويفسكي كان يعيش في عزلة أثناء كتابة هذه الرواية، فكما يقال : "في العزلة تنكشف الذات على ذاتها". مما يتيح لك التفكير وقراءة وفهم ماحولك بتجرد أكبر.
فيما أرى، دويستوفسكي يخلق في كل جزء من هذه الرواية، عوالم متوازية.
فزع صديقي عندما اعتاذ وللشهر الثاني أن يرى في يدي أجزاء "الأخوة كارامازوف" وقال: "هذا كاتب لا يمزح! يمسك القلم فلا يكاد يتركه إلا وقد كتب مجلدين!".
بعيداً عن أي سخرية أو تهويل، نعم إن دوستويفسكي كذلك، فها هو للمرة الثانية بعد "الجريمة والعقاب" لا يترك قلمه إلا وقد انتقلت إليّ معالم النفس الإنسانية بكليتها سمواً ودنواً، بكارامازوفيتها، تلك التي تبهرك بالوفاء بعد الغدر والغدر بعد الوفاء، ناقلة إليك صفات ما استطاع قلم أن يكتبها كما كتبها فيودور، فقد أبدع في عائلة كارامازوف بالخسة والدناءة والغرور والجنون والبخل والقسوة تماماً كما أبدع ذات الشيء في المروءة والنبل والعطف والحب والوفاء، وللظلم نصيبه الدائم لديه.ولا ينسى دوستويفسكي أن ينقل إلينا صورة الأمة الروسية لتغدو هذه الرواية كتاب فكر وسياسة وأدب.
أستطيع أن أجزم أن من يقرأ "الأخوة كارامازوف" كمن يقرأ "الجريمة والعقاب" لا يمكن أن يكون هو نفسه عند إنهائها.
اخيرا فعلتها ،اول قراءات ٢٠١٦ ،خدت مني اسبوعين ،لكن اخر الف صفحة اخدو اربع او خمس ايام ، المُعلم الروسي ،كم انت عظيم !
ريفيو كامل ع رواية الاخوة كرامازوف
طبعا تحصيل حاصل انه نتكلم ع عبقرية دوستو ف التحليل النفسي ونفخ الروح ف شخصيات خيالية وجعلها حية تماما وده بيجعل القارئ شبه مجذوب و متوتر من شدة الانفعال ومن التماس النفسي العالي جدا ، كأنك مش بجرد بتقرأ حكاية ،لأ،دنتا من براعته في خلق شخصيات من دم و روح ،بتحس أنك مش قارى لأ دنتا بتحس أنك شاهد حي على أحداث تمس بشر لا ترتاب ابدا بوجودهم ،وال بيساعدك ع ده ،ان الراوي دايما بيظهر نفسه على انه مجرد شاهد بيحكي ال شافه ،حتى عشان يأكد الشعور بده ،بيقول احيانا ان ف تفاصيل ميعرفهاش وان ده ال قدر يوصله بس ،ههه ،طريف دوستوفسكي . لكن كل ال فات ده مش هوا سر عبقريته ،ده بس بيأكد براعته الادبيه ، وتميزه كأديب ،لكن سر عبقريته بيتجلى في جوانب تانية مهمة جدا ، منها الجانب الاخلاقي في الرواية دي وباقي رواياته ، دوستوفوسكي بيخلق شخصيات عندها مثل عليا ،صحيح انها مثل بتستعصي عليهم دايما وده بيزرع ف نفوسهم الام نفسية قوية جدا ،لكن ده لا ينفي ايمانهم بيها وصراعهم طول الوقت لتحقيقها . نيجي مثلا ل ديمتري ،الابن الاكبر ال حوكم بقتل لم يحصل لأباه ، ديمتري مثاله الاعلى شرف النفس ،لكن لظروف نشأته الصعبه ،ولشهوانيته العالية ،بيخفق دايما ف تحقيق مثاله ،وان ظفر بيه ف مواقف قليلة ،لكن عبرت عن نبل نفسه ، ديمتري لوحده شخصية كافية انها تقوم عليها رواية عظيمة ، بتذبذبه بين جموح اهواءه و حرارة دمه ،وبين قوة ضميره و حسه الروحي ، النهاية ال وصلتلها الشخصية دي ،مش نهاية حاسمه ، لكنه ظفر بقليل من التوازن ،ال يهدي ولو الى حد ما اقطابه المتضاده . الشخصية التانية ،ايفان ايفان كان مثاله الاعلى ،الحقيقة ، لا شيء غير الحقيقه ، وكان بيسال نفسه ،هل الحقيقة وجوهر الحق والعدل ف انه يؤمن بحكمة الخلق ،ووجود اله حكيم ؟ ، وكان مش حاسم اجابة السؤال ده ،لكنه كان مايل للنفي ، وعرض بحرارة شعور حجته عن ان عذاب الاطفال لوحده كاف لينفي اي حجة قائمة على حكمة الخلق ، ولا شك ان ده اورثه شعور باستحالة الحكمه ، وان الضمير مش ف صميم الاشياء ،لان العالم الغريب يهيم دون مستقر له ، وده حقن قلبه بشعور جارف بالحنق و اليأس ، والمه كان بيعصر روحه ، ولا شك ان الحوار الاخير ال حصل ل ايفان مع الشيطان كان حوار عظيم جدا ،وطريف جدا ، والقصة برده العبقرية ال تخيلها عن نزول المسيح ،ومحاكمته من قبل البابا ،والحوار الرهيب جدا ال حصل بينهم ،القصة دي لوحدها تفيض بمعان جسورة جدا. ايفان ،كان مثله الاعلى الحقيقة ، وكان ف توق رهيب للارتواء بيها وبخلاصها ، ونهاية الشخصية ،انه انحاز لحكم الضمير ، وحاول ينقذ اخوه ، لكن الصراع المهول ده ،جوه نفسه خلاه ع حافة الجنون وعلى اطراف الحياه ،هل نجح ف تحقيق مثاله الاعلى؟ ،تركنا دوستوفسكي بتلميحات وايحاءات ،لكنه لم يجزم بشيء ،وده دليل منه على ايمانه العميق بسر النفس الانسانية ،وان تحديد مصيرها مش هيكون حتمي ولا حد هيقدر يوقن بيه
والشخصية التالته ،اليوشا
اليوشا يا اصدقائي ، وما ادراكم من اليوشا ، نادرين اشخاص زي اليوشا ، وده لان مثاله الاعلى ،ال هو مثال المسيح ف نفس الوقت :المحبه . شخصية لا تحكم ع حد ، ومليء قلبه بالتعاطف والشفقه ، لكن ده ما قللش من واقعية الشخصية ، لانه ف مسائل الفكر عادي ،لكنه صاحب ذكاء سيكولوجي حاد ، وله بصيرة نفاذة ، زائد انه يملك شكوك هو كمان ،لكنه بيتعامل معاها ع انها جزء من نقص الانسان والحياه ، ومش بيكبحها لكن ف نفس الوقت لا يلقي لها بالا ، اليوشا ،كان اكتر شخص قدر يقترب من مثاله ، والحقيقة اليوشا بيخليك تخجل من نفسك ،وتشعر بوضاعتك و قلة نصيبك من المحبة ،ولا شك ان ده مطلوب ،لكنه مش بيصيبك باليأس ، لانه متواضع جدا ،ولا يحمل احقاد لحد ، انتا تكاد تشعر ان اليوشا هو المسيح ف الرواية دي ،واليوشا محصلتلوش تقلبات كتير ظاهرة ،لكن ده ميمنعش انه مر بصراعات او افكار اصابته بالالم والجزع ،مثلا لما الراهب العظيم زوسيما ،طلعت من جثته ريحة عفن بعد موته بلحظات ، ودي حادثة هزت الناس وزرعت جواهم ريبة قوية من طهارة روحه ، ده هز اليوشا ،مش من ناحية ثقته ف طهر زوسيما ،لانه كان بالنسباله مثل اعلى للمحبة وده متهزش ،انما من عدالة مصير زي ده لانسان وهب حياته للبشر وللمحبة وللمسيح ، لكنه ثاب الى نفسه ورجع ليقينه ،وتجاوز المحنة الرهيبة دي ، واتضح بعد كده ف حوار الشيطان م ايفان ،انه كان صاحب المزحه الشنيعه دي ، اليوشا ساعد كذا شخصية وحاول ينقذ اخوه ، لكن ، عامة شخصية زي دي ، بطهارتها ووداعتها وصلابتها مع ذلك ، شخصية لا تتركك بلا اثر ،يفضل معلم جواك ،وحاضر بشده .
دول الاخوه كرامازوف ، ب مثلهم وسقطاتهم واهواءهم واعترافاتهم . ف طبعا شخصية الاب ، والخادم سمردياكوف ال لعب دور مهم جدا ، وفي خطيبة ديمتري ،كاتيا ، وحبيبته جروشنكا ، وايليوشا الصبي ال مات والكابتن سينجريف ، وليزا الطفلة المجنونه ،وامها المضطربة ،وراكيتين الوضيع . دول شخصيات ثانوية ،لكن كل واحد منهم حكاية ، وانا حاسس ان البوست طول جدا ، رواية ١٦٠٠صفحة عايزين الريفيو بتاعها يباه اد اي ،هه ، لكن لنا عودة م الشخصيات الثانوية دي ،اكتفي بهذا القدر .
. . إسم الكتاب : #الإخوة_كارامازوف / ٣ ( الجزء الثالث ) إسم الكاتب : #فويودور_دوستويفسكي . . . السؤال الذي راودني هذه المره و أنا أُبحر في هذا الجزء من الرواية كان : أين يجد دوستويفسكي نفسه في هذه الروية المتشعب�� التفاصيل و الشخوص ، أين يُفضي به التقمص المرعب لهذا الكم الهائل من التناقض .. كيف ندرك الشخصيه الأكثر تطابقاً بالكاتب في بازار المعارك النفسية الطاحنة .. ثم تذكرت مقولة جوستاف فلوبير حين سُئل من هي مدام بوفاري حين أجاب : أنا هي المدام بوفاري ! .. كان دوستويفسكي حاضراً في كل حدث و شخص و عنصر في الروايه ، كان ذائباً في متاهات الأحداث و تجاويفها الضيقة و المساحات الشاسعه للفراغ و الضجر .. لكن في الجزء الثالث تواجد بكثافة في شخصية ديميتري كارامازوف . . . بعد وفاة الشيخ زوسيما بدت على جثته علامات التحلل و التفسخ مبكراً و فجأة إنقلب رتلٌ كبير من الرهبان من مقدسين للفقيد إلى هازئين ، تلاه مغادرة أليوشا للدير متوجهاً لجروشنكا محزوناً ثم مغادرة جروشنكا للقاء حبيبها الأول الجرنال البولندي هاربة من نزاع الأب و الإبن عليها .. يجن جنون ديمتري و نتابع بأعين و قلوب قلقة ما يحدث له .. ثم فجأة يتغير كل شيء .. تأخذ الرواية مَنحاً بوليسياً مع حدوث الجريمة التي طال إنتظارها ! . . الشرف و قداسة الكرامه سمة مشتركة لجميع الشخصيات دونما إستثناء ، ترفض أن تهان مهما وصلت لمستويات جديدة من الدناءة فاللياقة و الأدب مطلب ضروري لها مهما كانت الظروف ، هذا الوصف الأقرب لشخصية ديمتري ( ميتيا ) الذي سيجعلنا نفهمه و نحبه برغم رعونته و تسرعه و حظه العاثر ، ثم جانب التحقيق الذي غلب عليه الجانب السيكولوجي أكثر من البوليسي .. عبقرية فذة في كل النواحي ، ٥ نجوم ذهبية
رواية رائعة للكاتب و الفيلسوف الروسي، قدر يجمع فيها أهم أفكار و معتقدات الناس بهداك الوقت. بهالرواية -و من خلال كل شخصية فيها- أستطاع إنو يحلل كل فكرة و معتقد على حدى و يقوم بالهجوم عليها و الدفاع عنها و من بعدها ينتقل لفكرة تانية و غالبا ما تكون مضادة للفكرة الأولى ليقوم بنفس الشي. بسبب براعة التحليل حسيت كانو في كاتب و فيلسوف ورا كل شخصية و ليس كاتب واحد فقط للرواية، لانو يمكن كل شخصية بتعبر عن مرحلة من مراحل حياة الكاتب
في تفاصيل كتير دقيقة بالجزئين الأول و الثاني، ما إتصورت إنو يكون إلها لزوم لحد ما قرأت الجزء التالت، وقتها القارىء إذا بيتذكر هالتفاصيل رح يستمتع بالحبكة -اكسترا- و بيشعر كانو عم يحضر فيلم أو مسرحية قدامو.
بالعادة بخصص 5 نجوم فقط للكتب ألي بتتحدى طريقة تفكيري و تغيرها، و رغم إنو هالرواية ما قدمت شي قدر يغيرني أو يغير تفكيري، بس بتستاهل 5 نجوم لسبب إجتماع كل هالافكار الفلسفية و تحليلاتها العميقة المؤيدة و المعارضة برواية وحدة و بهالطريقة الرائعة بالسرد و ألي متأكد إنو بتقدر تغير طريقة تفكير و حياة كتير قراء و خصوصا ألي بيقرء هيك شي لأول مرة
الريفيو ده عن مجمل الرواية الواقعه فى 3 مجلدات باجمالى 1600 صفحة تقريبا الرواية عظيمة جدا وتستحق الشهرة والصيت اللى حازت عليهم طوال قرن وربع من الزمان برع الكاتب فى التفتيش والبحث داخل النفس البشرية عن العواطف المختلفة ودوافعها واسبابها عن الحب والكره الغدر والخيانة
تحدثت عن القومية الروسية والديانة الارثوذكسية عن الايمان والالحاد عن الاسرة عن المجتمع عن السادة والعبيد عن جبروت النساء اللى كان متجسد فى صراع المرأتين طوال الرواية سواء على الاب وابنه او الاخوين اجواء الجريمة المثيرة والغامضة والشيقة اللى كانت موجوده ايضا فى رائعته الجريمة والعقاب لكن انتحار سمردياكوف مفهمتوش كان امامه فرصه كبيرة يبرأ نفسه قدام الجميع حتى لو اخو ميتيا اعترف عليه فى المحكمة ولو كان انتحر من تانيب الضمير ليه مسابش اعتراف على نفسه يبرأ بيه ميتيا ؟؟
مش قادرة استوعب لسة اني خلصت الأخوة كارامازوف!! 3 شهور بقرأ فيها 3 أجزاء اكتر من 1500 صفحة مع آخر صفحة حسيت إني أفتقدت عائلة -الأحساس ده محستوش غير مرة قبل كدا مع الطنطورية-؛ كل شخصية من شخصيات الرواية انا اعرفها اكتر من ناس كتير في حياتي و هنا نقطة إبداع فيدرو دوستويفسكي انه بيتغلل جوه الشخصية لدرجه انك بتبقي عارفها يمكن اكتر من نفسك!!! من كتر الجمال و الأبداع انا مش عارفه أكتب ريفيو عنها!! بطله أعراس أمنه "رنده" بتقول ان واحد زي كنفاني يجب أن يسمحوا له ان يكتب علي الأقل رواية واحدة بعد موته و أنا بقول عن واحد زي فيدرو لازم يسمحوا ليه كل سنة علي الأقل يصدر لنا جزء جديد من الأخوة كارمازوف، و انا في آخر صفحة مش قادرة استوعب اني خلاص هفارق الشخصيات دي !!!!