كتاب رائع، يتحدث عن سيرة الله في العهد القديم، كيف تطور من اب لابراهيم، متخذاً مساراً من محاكاة بعض جوانب بعل اله الكنعانيين، حتى اخذ بعداً كونياً اثر السبي البابلي لليهود على يد نبوخذ نصر، الذي دمر الهيكل ومدينتهم اورشليم. وهذا البعد العالمي عبر ايضاً عن تصور متزامن مع ظهور اول امبراطورية في التاريخ، المتمثلة بالامبراطورية الاشورية ثم البابلية. اي انه تم بناءه على تصور عالمي وامبراطوري. وهو التحدي الذي سيواجهه بولس عازماً على نشر الدين المسيحي خارج اليهودية. وهذا اضيفه انا. في الواقع يروي الكتاب سيرة الله منذ ولادته في التصور اليهودي حتى تشكله النهائي عبر قرون منذ الخروج وحتى السبي. ثم الرجوع بعد اجتياح الفرس لبابل في عهد قورش. كيف كان يخاطب انبياء اليهود مباشرة، هو ايضاً نوع من التحليل او التشخيص للرب اليهودي، حتى في مسار تعامله مع انبياءه، في فترة يظهر كصورة، يتكلم مباشرة مع الانبياء، ثم تختفي تلك العادة الكلامية، اي انه يرسل عبر وسطاء؛ ملائكة. عميق وممتع.
كتاب عظيم .. بالرغم من غياب الأصالة في فكرة تقسيم السيرة الإلهية إلي ما قبل سفر أيوب و ما بعده ، وأكثر ما يعبر عن الكتاب تلك المقولة الواردة فيه : " أنا لا أؤمن بالله ، لكني أعرفه " .. لا لأنها توضح المعرفة بسيرة الشخصية الإلهية في الكتاب المقدس فقط ، فالعبارة لكارل يونغ وهو صاحب الفكرة التي بني عليها مايلز جزءاً كبيراً من السيرة - الثلث الأخير تقريباً - .
وربط الأسفار بمقطوعات موسيقية تعبر عنها ، أو بالأدق تعبر عن تفسيرها الأدبي ..عمل بديع
ويمكن القول أن سيرة الله لجاك مايلز بمثابة تطوير أدبي لنظرية التحليل النفسي عن سيكولوجية الإله