What do you think?
Rate this book
طرف من خبر الآخرة
هذه رواية مصرية "فريدة" : تجربة ، ورؤية ، ولغة ، وبناء . إن علاقة الإنسان بـ "الآخرة" لواحدة من أكثر تجارب النفس الإنسانية كلها ثراء وإلهاما . "الآخرة خير وأبقى .." .. وبهذه المقارنة بينها وبين " الأولى" قد تصبح هي الامتداد المقابل ، أو الغاية ، أو النقيض .. ولكن وجدان الإنسان لا يفتأ يتشوف ، أو يخشى . في لغة عبد الحكيم قاسم هنا مذاق تراثي خاص ، حيث يمتزج تراث "الفصحى" النابع من القرآن الكريم ذاته ، مع تراث "العامية" الخصيب النابع من ألسنة الناس وحياتهم ، والطامح إلى الانتساب لفصحى العربية انتسابا أصيلا لا دخل فيه . وهنا تصبح القرية المصرية " رؤية كلاسيكية" ، وتصبح أكثر الأماكن إثارة للكآبة والنفور ، مألوفة مأهولة . إنها الرواية الخامسة للمؤلف بعد : أيام الإنسان السبعة ، محاولة للخروج ، المهدي ، قدر الغرف المقبضة ، وكلها كتبت بعد عام 1965 !
111 pages, Paperback
First published March 1, 1986
87 people want to read
About the author
عبد الحكيم قاسم
16 books248 followersإحدى العلامات البارزة في الأدب المصري في الثلاثين عاما الأخيرة. ولد بقرية البندرة قرب طنطا. انتقل في منتصف الخمسينات إلى القاهرة وبدأ الكتابة الأدبية في منتصف الستينات حينما سجن لمدة أربع سنوات لانتمائه لتنظيم يساري. عاش في المنفى ببرلين من عام 1974 إلى عام 1985 لاختلافه مع النظام ثم رجع إلى القاهرة حيث توفي عام 1990له خمس روايات، وأربع روايات قصيرة، وخمس مجموعات قصصية ومسرحية
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 15 of 15 reviews
November 18, 2012
رغم ولهي بحروف عبد الحكيم قاسم إلا أن فصل القبر الفلسفي وكذا فصل الحساب كانت تقريريتهما عالية تغلب عليها بجعلها حوارا بين الميت وناكر ونكير ملكي القبر لكن للحق سعدت بفلسفتها وبتلك الرؤية لما بعد الموت سيظل الموت هاجس الإنسان وشغله ليس لأنه حقيقة الكون الوحيدة ولكن لأنه يحمل الغموض ويحمل الإنسان على أن يظل يفكر في جدوى الحياة ومحاولة خلق حياة أخرى بعد الموت
العمل يدعوك لإعمال العقل والتفكر
فتنني الحفيد وهو يجد في القراءة عذاب وهو ما أراد الكاتب أن يوصله المعرفة تعذب صاحبها لكنها نجاة في الوقت ذاته من شرك الجهل والانسياق
ولهذا وحين تحدث الملكان للميت كانا يصمتا وينقلا الحديث حين يقول إني أرى الآن والرؤية هنا تعني المعرفة والإدراك الفارق أنه أدرك بعد الموت لا قبله فما بلك إن أدركت وأنت حيا
لغمة عبد الحكيم قاسم المميزة، سرده ، تشبيهاته تأسرك وعمله معا،أنت رهينه من السطر الأول
العمل يدعوك لإعمال العقل والتفكر
فتنني الحفيد وهو يجد في القراءة عذاب وهو ما أراد الكاتب أن يوصله المعرفة تعذب صاحبها لكنها نجاة في الوقت ذاته من شرك الجهل والانسياق
ولهذا وحين تحدث الملكان للميت كانا يصمتا وينقلا الحديث حين يقول إني أرى الآن والرؤية هنا تعني المعرفة والإدراك الفارق أنه أدرك بعد الموت لا قبله فما بلك إن أدركت وأنت حيا
لغمة عبد الحكيم قاسم المميزة، سرده ، تشبيهاته تأسرك وعمله معا،أنت رهينه من السطر الأول
November 21, 2015
حالة برزخية خاصة جدًا... تقترب من الموت حتى تلمسه وتعيش بين مشاعر أهل القبور حتى تشك في حياتك... صياغة رائعة من كاتب وروائي قدير
ربما لن يتحفنا الزمان بمثل تلك النوعية الرائعة من الروايات إلا فيما ندر
ربما لن يتحفنا الزمان بمثل تلك النوعية الرائعة من الروايات إلا فيما ندر
August 26, 2015
من العبث بعد ثلاث مرات أرافق فيها مولاي عبد الحكيم قاسم أن أعلق على لغة أو سرد، لكن في هذه المرة - الرابعة - مع عمل مثل طرف من خبر الآخرة يتسع الحديث لما أبعد من اللغة والسرد ليصل إلى محاولات مضنية لقول شيء عن تلك الحالة البرزخية من الكون المسماة بالموت .
كل ما أستطيع قوله أنه عبد الحكيم قاسم كتب هذه الرواية عن علم ومعرفة جنى بعض ثمارهما بعد سعي مضن أرقه طوال حياته . ليكون الموت أمام القارئ باب مفتوح لا مفر من ولوجه ومحاولة فهمه وتصوره .
كل ما أستطيع قوله أنه عبد الحكيم قاسم كتب هذه الرواية عن علم ومعرفة جنى بعض ثمارهما بعد سعي مضن أرقه طوال حياته . ليكون الموت أمام القارئ باب مفتوح لا مفر من ولوجه ومحاولة فهمه وتصوره .
June 14, 2017
طرف من خبرة الآخرة
قصة ل عبدالحكيم قاسم
لغة الرواية شاعرية جدا جدا وتختار موضوع روحاني ومحير جدا
تتحدث الرواية عن الموت في الشكل العام ولكن عن الحياة بشكل خاص
الحياة والموت
تحكي فصول حياة وموت شخص ما وفصول حسابه او وصوله للمعرفه النهائية وتخليه عن ما يعيب الحياة البشرية من رضوخ للضغائن والحب والكره والغضب ووو
في المقابل قصة شخص يدعي الحفيد وحياته التى وهبه للعلم ليس العلم بالمعني المجرد بل المعرفه القصوى من الحياة الرغبة في المعرفه والوصول إليها
يقرأ من كتب جده الذي لا يتكلم ولا يتحرك يقرا في ورق ما شجرة العائلة وجده المؤسس ويسرد اسماء اشخاص ماتوا ويتذكر اشخاص في طريقهم للتسجيل في الورق بعدما يموتوا
يذهب للأزهر لتلقي العلم لكنه يفشل في الحفظ بالطريقة التعليمية فهو لا يعرف ما علاقة 4 بجمع العدد اثنين واثنين فيقول انه العدد اربعة مختلف عنهم يسرد آيات الذكر الحكيم على حسب نزولها وليس على حسب تتريبها في المصحف فيقول الرسول لم يقرأ المصحف المصحف جمعه التابعين.
يذهب للمقابر لري الصبار فهو يقدس الصبار اكثر الزهور حياة وصمت في آن واحد
الرواية ذات نزعة صوفية واضحة جدا من اول اللغة المستخدمة المبهمة فيها مرورا ببطل القصة الحقيقي الحفيد
وانتهائا بطريقة حساب الملكين للميت.
قصة فلسفية بسيطة وجميلة ومعقدة في نفس الوقت
من اجمل ما كتب عبدالحكيم قاسم
4/5
قصة ل عبدالحكيم قاسم
لغة الرواية شاعرية جدا جدا وتختار موضوع روحاني ومحير جدا
تتحدث الرواية عن الموت في الشكل العام ولكن عن الحياة بشكل خاص
الحياة والموت
تحكي فصول حياة وموت شخص ما وفصول حسابه او وصوله للمعرفه النهائية وتخليه عن ما يعيب الحياة البشرية من رضوخ للضغائن والحب والكره والغضب ووو
في المقابل قصة شخص يدعي الحفيد وحياته التى وهبه للعلم ليس العلم بالمعني المجرد بل المعرفه القصوى من الحياة الرغبة في المعرفه والوصول إليها
يقرأ من كتب جده الذي لا يتكلم ولا يتحرك يقرا في ورق ما شجرة العائلة وجده المؤسس ويسرد اسماء اشخاص ماتوا ويتذكر اشخاص في طريقهم للتسجيل في الورق بعدما يموتوا
يذهب للأزهر لتلقي العلم لكنه يفشل في الحفظ بالطريقة التعليمية فهو لا يعرف ما علاقة 4 بجمع العدد اثنين واثنين فيقول انه العدد اربعة مختلف عنهم يسرد آيات الذكر الحكيم على حسب نزولها وليس على حسب تتريبها في المصحف فيقول الرسول لم يقرأ المصحف المصحف جمعه التابعين.
يذهب للمقابر لري الصبار فهو يقدس الصبار اكثر الزهور حياة وصمت في آن واحد
الرواية ذات نزعة صوفية واضحة جدا من اول اللغة المستخدمة المبهمة فيها مرورا ببطل القصة الحقيقي الحفيد
وانتهائا بطريقة حساب الملكين للميت.
قصة فلسفية بسيطة وجميلة ومعقدة في نفس الوقت
من اجمل ما كتب عبدالحكيم قاسم
4/5
June 11, 2020
للأسف هذه هي المرة الأولى لي مع عبدالحكيم قاسم، الذي لم اكن أعرفه من الأساس حتى وقت قريب جدًا، ولكنها بالتأكيد ليست المرة الاخيرة.
في البداية أحب أن أقول إن عدم شهرة كاتب بهذا الفكر وهذا الاختلاف هو شيء مُحزن جدًا الحقيقة.
في أول قراءتي في الرواية أحسست بتيه الاختلاف، خضة الدخول لأفق جديد ضيق جدًا ورحب لأبعد الحدود، عالم الرواية ضيق ولكن فلسفته واسعة جدًا.
أستمتعت بأغلب مراحل الرحلة، مع تقدير كبير لفلسفة الكاتب، لم أتفق مع بعضها ولكني استمتع كما لم أستمتع منذ فترة.
بعض المراحل كان يشوبها التقريرية في السرد، وهو شيء في أغلب الأحيان يجعلني أخسف بالعمل في التقييم، ولكنني تقبلته هنا لسبب غير معلوم، يجوز لأن التقريرية كانت بسيطة، وكانت في موضعها، ويجوز أن يكون بسبب أنها ليست تقريرية صريحة ويُمكن تأويلها بصور أخرى.
سعيد بالتعرف على عالم عبدالحكيم قاسم، وسعيد ببداية علاقة لن تنتهي قريبًا
في البداية أحب أن أقول إن عدم شهرة كاتب بهذا الفكر وهذا الاختلاف هو شيء مُحزن جدًا الحقيقة.
في أول قراءتي في الرواية أحسست بتيه الاختلاف، خضة الدخول لأفق جديد ضيق جدًا ورحب لأبعد الحدود، عالم الرواية ضيق ولكن فلسفته واسعة جدًا.
أستمتعت بأغلب مراحل الرحلة، مع تقدير كبير لفلسفة الكاتب، لم أتفق مع بعضها ولكني استمتع كما لم أستمتع منذ فترة.
بعض المراحل كان يشوبها التقريرية في السرد، وهو شيء في أغلب الأحيان يجعلني أخسف بالعمل في التقييم، ولكنني تقبلته هنا لسبب غير معلوم، يجوز لأن التقريرية كانت بسيطة، وكانت في موضعها، ويجوز أن يكون بسبب أنها ليست تقريرية صريحة ويُمكن تأويلها بصور أخرى.
سعيد بالتعرف على عالم عبدالحكيم قاسم، وسعيد ببداية علاقة لن تنتهي قريبًا
December 25, 2016
عبد الحكيم قاسم ولغته شديدة السحر والتمكن ، قمة الإبداع والإبهار اللغوي في هذه الرواية ، وبصرف النظر عن فصل "الملكان" بحواره شديد الاستغلاق والتعقيد حتى لأكاد أشك جاداً في أن كاتبها رحمه الله شخصياً لم يستوعبها بالكامل ، فإن باقي العمل هو تجسيد قوي لمبدأ السهل الممتنع ، كثير من الأفكار في قليل من الكلمات ، عمل ممتع للمبدع الراحل .
September 24, 2013
هذه الرواية كانت بابي الملكي على كل ما رأيت بقلبي بعدها
January 2, 2020
اقتباس :
كان الحفيد يعجب من تواصل بغير لغة و يدفعه هذا الي الظن بأن من الحواس ما هو قبل الحواس ، وربما كان ابلغ خطابا واكمل انصاتا . ولو انه احب الجد حبا عميقا لايشغله عنه لعب ولا درس ، ولو انه قرأ كتب الجد كلها واحاط بما فيها من حكمة وعلوم ربما كان بينهما هذا التواصل وربما احس بالجد في الليل وهو نائم بين محبة امه ومحبة ابيه ولكان قام علي همس النداء الغامض لبس حذاؤه ومشي في الحارة حتي الباب فتحه ودخل علي الجد قرفص قدامه وعرف ما يريد .
عليه اذن ان اراد ذلك الوصال ان يدرب نفسه علي حب الجد وعلي قراءة كتبه قراءة الدرس والحفظ .
كان الحفيد يعجب من تواصل بغير لغة و يدفعه هذا الي الظن بأن من الحواس ما هو قبل الحواس ، وربما كان ابلغ خطابا واكمل انصاتا . ولو انه احب الجد حبا عميقا لايشغله عنه لعب ولا درس ، ولو انه قرأ كتب الجد كلها واحاط بما فيها من حكمة وعلوم ربما كان بينهما هذا التواصل وربما احس بالجد في الليل وهو نائم بين محبة امه ومحبة ابيه ولكان قام علي همس النداء الغامض لبس حذاؤه ومشي في الحارة حتي الباب فتحه ودخل علي الجد قرفص قدامه وعرف ما يريد .
عليه اذن ان اراد ذلك الوصال ان يدرب نفسه علي حب الجد وعلي قراءة كتبه قراءة الدرس والحفظ .
August 23, 2016
عن الموت وحرير ثياب العزاء
دفء الاجسام المتزاحمة وسخونة الدموع والخدود الملطومة
البكاء وهزيم سورة الصمد الآتى من الشارع
أهذه الحياة أخصبها الموت المدثر بالبياض ؟
مربعات الصمت والشواهد وأصص الصبار
الأسئلة التى بلا أجوبة
قلوب مطوية ع الاسرار
دفء الاجسام المتزاحمة وسخونة الدموع والخدود الملطومة
البكاء وهزيم سورة الصمد الآتى من الشارع
أهذه الحياة أخصبها الموت المدثر بالبياض ؟
مربعات الصمت والشواهد وأصص الصبار
الأسئلة التى بلا أجوبة
قلوب مطوية ع الاسرار
October 22, 2018
عوالم عبد الحكيم قاسم الممتعة الشجية دائمًا وأبدًا ما تأسرني
May 30, 2020
طرف من خبر الآخرة رواية تثبت أن كل قواعد الأدب هي آراء غالبة في زمانها، ومتغيرة بشكل دائم.
الرواية القصيرة تكسر كثير من القواعد الهامة في السرد حاليًا، فبدايةً ينصب تركيز الكاتب كله على الفنيات فوق البناء، فبناء الرواية بسيط، غير تصاعدي، والصراعات تحتل خلفية المشهد، ولا تقوده. والكاتب لا يتردد في ذكر رسالته من الرواية صريحة وعلى لسان الشخصيات، بل ويسترسل في مونولوج فكري عن طريق الحوار، كأن الشخصيات تتشارك عقلًا واحدًا هو عقل الكاتب.
ومع ذلك الرواية تستحق القراءة بشدة، لتقديمها شيئًا مختلفًا، وعلى سبيل الكسر الصحي للقواعد.
لغة الرواية سلسة وبها عمق في اختيار الألفاظ. الكاتب لا يُظهر إهتمامًا ببناء الكلام، فلا يمانع تكرار الكلمات في جمل متتالية، ولا يخشى إعادة استخدام نفس الكلام والوصف دون تبديل، في أول الرواية، ووسطها، ونهايتها. مع ذلك لا يزرع هذا مللًا في النص، ولا يخلق رتابة، لأن الكاتب يجيد اختيار توقيت وضع كل كلمة ووصف.
الوصف في الرواية شاعري، يعتمد على المشاعر فوق المحسوس، فنرى قليل من الأشكال والموجودات، ونشعر بالكثير بما يدور في خلد الشخصيات. في هذا تعويض عن قلة الاستثمار في صراعات الرواية، بإشباك القارئ فيما يحدث عن طريق قلبه لا تشوقه. في هذا نقطة تستحق النقاش، وهي أن انعدام التصوير في الرواية يعني الاعتماد على الصور الموجودة مسبقًا في رأس القارئ، وإن لم يكن في رأس القارئ مشاهد كافية للقرية، والمدافن، والقبور، فربما يكون من الصعب عليه الانغماس في الرواية. يمكن وصف المشهد بكلمات قليلة، لكن الشرط أن ترتبط الكلمات هذه بمفاهيم في رأس القارئ. لذا يكون من الصعب مثلًا ترجمة عمل مثل هذا ونقل نفس الإحساس، أو حتى إعطاءه لقارئ لغة عربية عاش أكثر حياته في مدينة بعيدة عن مشاهد الرواية.
الحوار في الرواية منعدم ما عدا في المنتصف، حينما تأخذ الرواية فجأة شكل المسرحية، وهذا ما قد يعتبره بعض المعاصرون لنا جريمة، وهم ما زالوا يتناق��ون في الحدود الفاصلة بين كل نوع، والفرق بين القصة والقصة القصيرة من حيث عدد الصفحات. لكن الكاتب ينتقل ببساطة وبلا اعتذار لنمط المسرحية، وتدخل الشخصيات في نقاش طويل بلا سطر واحد من السرد، والحوار وإن ك��ن مباشرًا لا يواري مقاصده، لكنه مكتوبٌ بحرفية من حيث تطور النقاش ووصوله من نقطة البداية للاستنتاج الأخير، وإن علق أحيانًا في نقطة ما، ودار حولها عدة أسطر قبل أن يُفلت منها. أكيد من أسباب سلاسة الحوار أن الشخصيات لا تختلف أي اختلاف حقيقي فيه، فمعظم الجمل تقود للاستنتاج الأخير ولا تعارضه، يُضيف إلى ذلك اختلاف مستوى سلطات الشخصيات المشاركة في الحوار، فيوجد شخصيات لا تملك أي سلطة للاعتراض على ما يُقال للتباين الكبير في مستوى المعرفة بين المتشاركين في الحديث. لكن مع ذلك لم أشعر بالحوار مفروضًا أو فيه غصب للكلمات أن تأتي في الترتيب الذي في رأس الكاتب. استنتاجي الخاص أن الكاتب لم يرد أن تتحاور الشخصيات مع بعضها البعض، بل أن تحاور جميعًا في كيان واحد القارئ وما سيصدر في رأسه من أفكار وهو يقرأ، والكتابة نفسها جاءت بأن حاور الكاتب نفسه – وهذا يمكن أن يقود بدوره لانعدام الاختلاف الكبير في الحوار.
في تضاد مع مباشرة رسالة الرواية، تأتي الرمزية فيها مبهمة، من السهل الخلط بينها وبين الغموض. الرواية مليئة بالرموز، وبما إن الرواية ينقصها الوصف الحسي إلى حد كبير، نعرف أنه حين يأتي فإن له غرض. وصف الأماكن والشخصيات والموجودات قليل، لكنه يخدم رسالة الكاتب، أو الحالة الشعورية التي يريد إيصالها.
بالنسبة لرسالة الكاتب الذي ذكرتها، فهي تحمل ضدين لا تكاد تشعر أنهما كذلك. ففيها الثورة، والقبول. الثورة على الموضوع، وقبول الحقيقة كما هي – أو كما يراها الكاتب. الرواية رواية بروبوجندا، من ناحية أنها تريد طرح أفكار الكاتب ونشرها، وهذا الهدف الأكبر لها الأهم من الحكاية نفسها. برغم فشل أكثر الكتابات المكتوبة لهذا الهدف، فهذه الرواية يمكن اعتبارها استنثاءً يؤكد القاعدة، فلا شيء مستحيل في الأدب، لكن يوجد الكثير من العقبات التي يمكن تُفشل عملًا كهذا.
ختامًا لا يمكنني أن أعطي للرواية عدد نجوم من خمسة، أو تقييمها بشكل موضوعي، فالموضوعية في الأدب في منتهى الصعوبة. لكنني لم أندم على قراءتها، كقارئ، وككاتب. كانت تذكارًا هامًا بأن لا خيار خاطئ في الكتابة، يوجد فقط تنفيذ خاطئ. الخيارات المبني عليها الرواية مختلفة بشكل منعش، حتى وإن كان عمرها أربعين عامًا، وتطرح تنوعًا مطلوبًا في الفن الروائي.
الرواية القصيرة تكسر كثير من القواعد الهامة في السرد حاليًا، فبدايةً ينصب تركيز الكاتب كله على الفنيات فوق البناء، فبناء الرواية بسيط، غير تصاعدي، والصراعات تحتل خلفية المشهد، ولا تقوده. والكاتب لا يتردد في ذكر رسالته من الرواية صريحة وعلى لسان الشخصيات، بل ويسترسل في مونولوج فكري عن طريق الحوار، كأن الشخصيات تتشارك عقلًا واحدًا هو عقل الكاتب.
ومع ذلك الرواية تستحق القراءة بشدة، لتقديمها شيئًا مختلفًا، وعلى سبيل الكسر الصحي للقواعد.
لغة الرواية سلسة وبها عمق في اختيار الألفاظ. الكاتب لا يُظهر إهتمامًا ببناء الكلام، فلا يمانع تكرار الكلمات في جمل متتالية، ولا يخشى إعادة استخدام نفس الكلام والوصف دون تبديل، في أول الرواية، ووسطها، ونهايتها. مع ذلك لا يزرع هذا مللًا في النص، ولا يخلق رتابة، لأن الكاتب يجيد اختيار توقيت وضع كل كلمة ووصف.
الوصف في الرواية شاعري، يعتمد على المشاعر فوق المحسوس، فنرى قليل من الأشكال والموجودات، ونشعر بالكثير بما يدور في خلد الشخصيات. في هذا تعويض عن قلة الاستثمار في صراعات الرواية، بإشباك القارئ فيما يحدث عن طريق قلبه لا تشوقه. في هذا نقطة تستحق النقاش، وهي أن انعدام التصوير في الرواية يعني الاعتماد على الصور الموجودة مسبقًا في رأس القارئ، وإن لم يكن في رأس القارئ مشاهد كافية للقرية، والمدافن، والقبور، فربما يكون من الصعب عليه الانغماس في الرواية. يمكن وصف المشهد بكلمات قليلة، لكن الشرط أن ترتبط الكلمات هذه بمفاهيم في رأس القارئ. لذا يكون من الصعب مثلًا ترجمة عمل مثل هذا ونقل نفس الإحساس، أو حتى إعطاءه لقارئ لغة عربية عاش أكثر حياته في مدينة بعيدة عن مشاهد الرواية.
الحوار في الرواية منعدم ما عدا في المنتصف، حينما تأخذ الرواية فجأة شكل المسرحية، وهذا ما قد يعتبره بعض المعاصرون لنا جريمة، وهم ما زالوا يتناق��ون في الحدود الفاصلة بين كل نوع، والفرق بين القصة والقصة القصيرة من حيث عدد الصفحات. لكن الكاتب ينتقل ببساطة وبلا اعتذار لنمط المسرحية، وتدخل الشخصيات في نقاش طويل بلا سطر واحد من السرد، والحوار وإن ك��ن مباشرًا لا يواري مقاصده، لكنه مكتوبٌ بحرفية من حيث تطور النقاش ووصوله من نقطة البداية للاستنتاج الأخير، وإن علق أحيانًا في نقطة ما، ودار حولها عدة أسطر قبل أن يُفلت منها. أكيد من أسباب سلاسة الحوار أن الشخصيات لا تختلف أي اختلاف حقيقي فيه، فمعظم الجمل تقود للاستنتاج الأخير ولا تعارضه، يُضيف إلى ذلك اختلاف مستوى سلطات الشخصيات المشاركة في الحوار، فيوجد شخصيات لا تملك أي سلطة للاعتراض على ما يُقال للتباين الكبير في مستوى المعرفة بين المتشاركين في الحديث. لكن مع ذلك لم أشعر بالحوار مفروضًا أو فيه غصب للكلمات أن تأتي في الترتيب الذي في رأس الكاتب. استنتاجي الخاص أن الكاتب لم يرد أن تتحاور الشخصيات مع بعضها البعض، بل أن تحاور جميعًا في كيان واحد القارئ وما سيصدر في رأسه من أفكار وهو يقرأ، والكتابة نفسها جاءت بأن حاور الكاتب نفسه – وهذا يمكن أن يقود بدوره لانعدام الاختلاف الكبير في الحوار.
في تضاد مع مباشرة رسالة الرواية، تأتي الرمزية فيها مبهمة، من السهل الخلط بينها وبين الغموض. الرواية مليئة بالرموز، وبما إن الرواية ينقصها الوصف الحسي إلى حد كبير، نعرف أنه حين يأتي فإن له غرض. وصف الأماكن والشخصيات والموجودات قليل، لكنه يخدم رسالة الكاتب، أو الحالة الشعورية التي يريد إيصالها.
بالنسبة لرسالة الكاتب الذي ذكرتها، فهي تحمل ضدين لا تكاد تشعر أنهما كذلك. ففيها الثورة، والقبول. الثورة على الموضوع، وقبول الحقيقة كما هي – أو كما يراها الكاتب. الرواية رواية بروبوجندا، من ناحية أنها تريد طرح أفكار الكاتب ونشرها، وهذا الهدف الأكبر لها الأهم من الحكاية نفسها. برغم فشل أكثر الكتابات المكتوبة لهذا الهدف، فهذه الرواية يمكن اعتبارها استنثاءً يؤكد القاعدة، فلا شيء مستحيل في الأدب، لكن يوجد الكثير من العقبات التي يمكن تُفشل عملًا كهذا.
ختامًا لا يمكنني أن أعطي للرواية عدد نجوم من خمسة، أو تقييمها بشكل موضوعي، فالموضوعية في الأدب في منتهى الصعوبة. لكنني لم أندم على قراءتها، كقارئ، وككاتب. كانت تذكارًا هامًا بأن لا خيار خاطئ في الكتابة، يوجد فقط تنفيذ خاطئ. الخيارات المبني عليها الرواية مختلفة بشكل منعش، حتى وإن كان عمرها أربعين عامًا، وتطرح تنوعًا مطلوبًا في الفن الروائي.
Read
May 31, 2023اقتراب أدبي وفلسفي فريد ومبدع من الموت والحساب
أعجبني بشدة توضيحه لحالة تعرية الذكورية الراسخة، والتمركز حول الذات، وسحق النساء، واعتبار أن هذا هو الطبيعي للأسف. عند محاسبته في القبر، وإعادة رؤيته لمسارات وقرارات حياته.
أعجبني بشدة توضيحه لحالة تعرية الذكورية الراسخة، والتمركز حول الذات، وسحق النساء، واعتبار أن هذا هو الطبيعي للأسف. عند محاسبته في القبر، وإعادة رؤيته لمسارات وقرارات حياته.
December 14, 2019
عن الموت.
January 2, 2021
الموت هو الثابت الوحيد في الكون ..
الموت محيط بنا في كل مكان ورائحته تغمر كل شئ..
الموت محيط بنا في كل مكان ورائحته تغمر كل شئ..
Want to read
November 18, 2012اجيبها منين
Displaying 1 - 15 of 15 reviews