عندما تهبطين علي ساحة القوم .لا تبدئي بالسلام فهم الآن يقتسمون صغارك فوق صحاف الطعام بعد أن أشعلوا النار في العش والقش والسنبلة! وغدا يذبحونك بحثا عن الكنز في الحوصلة وغدا تغتدي مدن الألف عام مدنا للخيام مدنا ترتقي درج المقصلة
ولد أمل دنقل بقرية القلعه مركز قفط على مسافه قريبه من مدينة قنا في صعيد مصر وقد كان والده عالما من علماء الأزهر الشريف مما اثر في شخصية أمل دنقل وقصائده بشكل واضح. سمي أمل دنقل بهذا الاسم لانه ولد بنفس السنه التي حصل فيها والده على اجازة العالميه فسماه بإسم أمل تيمنا بالنجاح الذي حققه واسم أمل شائع بالنسبه للبنات في مصر. كان والده عالما بالأزهر الشريف وكان هو من ورث عنه أمل دنقل موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي وأيضا كان يمتلك مكتبه ضخمه تضم كتب الفقه والشريعه والتفسير وذخائر التراث العربي مما أثر كثيرا في أمل دنقل وساهم في تكوين اللبنه الأولى للأديب أمل دنقل. فقد أمل دنقل والده وهو في العاشره من عمره مما أثر عليه كثيرا واكسبه مسحه من الحزن تجدها في كل أشعاره.
رحل امل دنقل إلى القاهرة بعد ان أنهى دراسته الثانوية في قنا وفي القاهره ألتحق بكلية الآداب ولكنه أنقطع عن الدراسة منذ العام الاول لكي يعمل. عمل أمل دنقل موظفا بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك موظفا بمنظمة التضامن الافروآسيوي، ولكنه كان دائما ما يترك العمل وينصرف إلى كتابة الاشعار كمعظم أهل الصعيد، شعر أمل دنقل بالصدمه عند نزوله إلى القاهرة في أول مره، وأثر هذا عليه كثيرا في أشعاره ويظهر هذا واضحا في اشعاره الاولى. مخالفا لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات استوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربي، وكان السائد في هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانيه خاصة.
عاصر امل دنقل عصر أحلام العروبه والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيته وقد صدم ككل المصريين بانكسار مصر في 1967 وعبر عن صدمته في رائعته البكاء بين يدي زرقاء اليمامه ومجموعته تعليق على ما حدث. شاهد أمل دنقل بعينيه النصر وضياعه وصرخ مع كل من صرخوا ضد معاهدة السلام، ووقتها أطلق رائعته لا تصالح والتي عبر فيها عن كل ما جال بخاطر كل المصريين، ونجد أيضا تأثير تلك المعاهدة وأحداث يناير 1977م واضحا في مجموعته العهد الآتي. كان موقف امل دنقل من عملية السلام سببا في اصطدامه في الكثير من المرات بالسلطات المصريه وخاصة ان اشعاره كانت تقال في المظاهرات على آلسن الآلاف. عبر أمل دنقل عن مصر وصعيدها وناسه ، ونجد هذا واضحا في قصيدته "الجنوبي" في آخر مجموعه شعريه له "اوراق الغرفه 8" ، عرف القارىء العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" 1969 الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارىء ووجدانه.
على غرار العهد القديم و العهد الجديد يتقمص أمل دنقل دور نبى الشعر و ينسج عهده الآتى على منوال جديد بالمرة هو منوال الواقع الأليم الذى جعل شعره ما زال حيا لكنه بدل من أن ينبض بالدم هو ينزف شعرا
01 لا تسألنى ان كان القرآن مخلوقا أو أزلى و لكن سلنى إن كان السلطان لصا أو نصف نبى
02 هذه الأرض التي ما وعد الله بها.. من خرجوا من صلبها.. و انغرسوا في تربها.. و انطرحوا في حبها..مستشهدين فادخلوها "بسلام" آمنين !! 03 قلت: فليكن العدلُ في الأرض؛ عين بعين وسن بسن. قلت: هل يأكل الذئب ذئباً، أو الشاه شاة؟ ولا تضع السيف في عنق اثنين: طفل.. وشيخ مسن. ورأيتُ ابن آدم يردى ابن آدم، يشعل في المدن النارَ، يغرسُ خنجرهُ في بطون الحواملِ، يلقى أصابع أطفاله علفا للخيول، يقص الشفاه وروداً تزين مائدة النصر.. وهى تئن. أصبح العدل موتاً، وميزانه البندقية، أبناؤهُ صلبوا في الميادين، أو شنقوا في زوايا المدن. قلت: فليكن العدل في الأرض.. لكنه لم يكن. أصبح العدل ملكاً لمن جلسوا فوق عرش الجماجم بالطيلسان - الكفن! … … … ورأى الرب ذلك غير حسنْ! 04 قلتُ: فليكن الحبُ في الأرض، لكنه لم يكن! قلتُ: فليذهب النهرُ في البحرُ، والبحر في السحبِ، والسحب في الجدبِ، والجدبُ في الخصبِ، ينبت خبزاً ليسندَ قلب الجياع، وعشباً لماشية الأرض، ظلا لمن يتغربُ في صحراء الشجنْ. ورأيتُ ابن آدم - ينصب أسواره حول مزرعة الله، يبتاع من حوله حرسا، ويبيع لإخوته الخبز والماء، يحتلبُ البقراتِ العجاف لتعطى اللبن
* * *
قلتُ فليكن الحب في الأرض، لكنه لم يكن. أصبح الحب ملكاً لمن يملكون الثمن! .. .. .. .. .. ورأى الربُّ ذلك غير حسنْ
- قبل البداية يجب الإضاءة (للذين لا يعرفون) ان الكتاب المقدس الذي تعتمده بعض الكنائس المسيحية يتألف من العهد القديم والعهد الجديد، وهو مقسم لأسفار واصحاحات... وعندما يسمي امل دنقل ديوانه بالعهد الآتي فهو يصنف نفسه، شعرياً، نبياً جديداً، اكرر شعرياً، او رسولاً جديداً... وهذه الفكرة بحد ذاتها إبداع فكيف اذا لاقتها قصائد ممتازة في الداخل!!
- على نسج "ابانا الذي في السموات (الإنجيل)"، يكتب دنقل "ابانا الذي في المباحث"، هنا المنطلق لما بدأ في ذلك العصر ولا زال مستشرياً في غالبية الدول العربية!!. --- لا تسألنى ان كان القرآن مخلوقاً أو أزلى و لكن سلنى إن كان السلطان لصاً أو نصف نبى --- قلتُ فليكن الحب في الأرض، لكنه لم يكن. أصبح الحب ملكاً لمن يملكون الثمن! ورأى الربُّ ذلك غير حسنْ --- أبانا الذي في المباحث . نحن رعاياك باق لك الجبروتُ وباق لنا الملكوت وباق لمن تحرس الرهبوت
أبانا الذي في المباحث . نحن رعاياك باق لك الجبروتُ
وباق لنا الملكوت
وباق لمن تحرس الرهبوت
* * *
تفردت وحدك باليسر . إن اليمين لفي الخسر .
اما اليسار ففي العسر . إلا . الذين يماشون .
إلا الذين يعيشون يحشون بالصحف المشتراة
العيون . . فيعيشون إلا الذين يشون . والا
الذين يوشُّون ياقات قمصانهم برباط السكوت !
تعاليت . ماذا يهمك ممن يذمك ؟ اليوم يومك
يرقى السجين إلا سدة العرش . .
والعرش يصبح سجنا جديدا . . وأنت مكانك : . قد
يتبدل رسمك واسمك . لكن جوهرك الفرد
لا يتحول . الصمت وشمك . والصمت وسْمُكَ
والصمت – حيث إلتفت – يرين ويسمك
والصمت بين خيوط يديك المصبغتين المشبكتين يلف
الفراشة . . . والعنكبوت .
* * *
أبانا الذي في المباحث . كيف تموت .
وأغنية الثورة الأبدية . . .
ليست تموت !؟” ****
حدقت في الصخر؛ وفى الينبوع رأيت وجهي في سمات الجوع! حدقت في جبيني المقلوب رأيتني: الصليب والمصلوب صرخت - كنت خارجاً من رحم الهناءة صرخت؛ أطلب البراءة كينونتي: مشنقتي وحبلي السري: حبلها المقطوع! ****
أيها الواقفون على حافة المذبحه .. أَشهِروا الأسلحه! سقط الموت، وانفرط القلب كالمسبحه .. والدم انساب فوق الوشاح! المنازل أضرحة، والزنازن أضرحة، والمدى .. أضرحه.. فارفعوا الأسلحه .. واتبعوني! .. أنا ندم الغد والبارحه رايتي: عظمتان.. وجمجمة،.. وشعاري: الصباح! ****
“اذكريني! فقد لوثتني العناوين في الصُحفِ الخائنة! لوّنتني .. لأني منذ الهزيمة الأولى لا لون لي غير لون الضياع.. قبلها : كنتُ أقرأُ في صفحةِ الرملِ والرملُ أصبح كالعُملةِ الصعبة، الرملُ أصبح أبسطة .. تحت أقدامِ جيش الدفاع فاذكريني، كما تذكرين المُهرّب.. والمطربّ العاطفي. وكاب العقيد.. وزينة رأس السنة.. اذكريني إذا نسيتني شهود العيانِ ومضبطة البرلمان وقائمة التُهم المُعلنة والوداع! الوادع!” ****
كنتُ في كَرْبلاءْ
قال لي الشيخُ إن الحُسينْ
ماتَ من أجلِ جرعةِ ماءْ!
وتساءلتُ
كيف السيوفُ استباحتْ بني الأكرمينْ
فأجابَ الذي بصَّرتْه السَّماءْ:
إنه الذَّهبُ المتلألىءُ: في كلِّ عينْ.
إن تكُن كلماتُ الحسينْ..
وسُيوفُ الحُسينْ..
وجَلالُ الحُسينْ..
سَقَطَتْ دون أن تُنقذ الحقَّ من ذهبِ الأمراءْ?
أفتقدرُ أن تنقذ الحقَّ ثرثرةُ الشُّعراء?
والفراتُ لسانٌ من الدمِ لا يجدُ الشَّفتينْ?!
...
ماتَ من أجل جرعة ماءْ!
فاسقني يا غُلام.. صباحَ مساء
اسقِني يا غُلام..
علَّني بالمُدام..
أتناسى الدّماءْ!! ****
الناس سواسية -في الذل- كأسنان المشط ينكسرون -كأسنان المشط في لحية شيخ النفط ! **** لا غالب إلا ... النار.
ديوان عظيم. الحديث عن أمل دنقل يحتاج وقتًا طويلًا لا يسعني توفيره الآن، لكن حتى ولو توفّر فلن أستطيع التعبير عن حبي له وإعجابي بشعره أبدًا.. مهما قلت، أمل دنقل شاعر عظيم. ----- القطاراتُ ترحلُ فوق قضيبين: ما كانَ - ما سيكون! والسماءُ رمادٌ.. به صَنع الموتُ قهوته.. ثم ذراه كي تتنشّقه الكائناتُ فينسل بين الشرايين والأفئدةْ كل شيءٍ -خلال الزجاج- يَفرُّ: رذاذُ الغبارِ على بقعة الضوءِ أغنينةُ الريحِ.. قَنْطرةُ النهرِ.. سربُ العصافيرِ والأعمدةْ كل شيءٍ يَفرُّ.. فلا الماءُ تمسكه اليدُ.. والحُلْمُ لا يتبقَّى على شرفات العيونْ ... ... ... والقطاراتُ ترحلُ.. والراحلونْ يَصِلُون... ولا يَصِلُون! ----- دائمًا.. حين أمشي.. أرى السُّترةَ القرمزيَّة بين الزحام وأرى شعركِ المتهدِّل فوق الكتف وأرى وجهكِ المتبدِّل.. فوق مرايا الحوانيتِ.. في الصُّور الجانبيَّةِ.. في نظرات البنات الوحيداتِ.. في لمعان خدود المحبين عند حلول الظلام دائمًا أتحسَّسُ ملمسَ كفِّكِ في كلِّ كفْ المقاهي التي وهبتْنا الشرابَ.. الزوايا التي لا يرانا بها الناسُ.. تلك الليالي التي كان شعركِ يبتلُّ فيها.. فتختبئين بصدري من المطر العصبي الهدايا التي نتشاجر من أجلها.. حلقات الدخان التي تتجمَّعُ في لحظات الخصام دائمًا أنتِ في المنتصفْ! أنتِ بيني وبين كتابي.. وبيني وبين فِراشي وبيني وبين هدوئي.. وبيني وبين الكلام ذكرياتُكِ سجني.. وصوتكِ يجْلدُني ودمي قطرةٌ -بين عينيكِ- ليست تجفْ! فامنحيني السلام! امنحيني السلام! ----- آه... من يُوقفُ في رأسي الطواحينَ؟ ومن ينزعُ من قلبي السكاكينَ؟ ومن يقتل أطفالي المساكينَ.. لئلا يكبروا في الشُّققَ المفروشةِ الحمراءِ خدّامينَ.. مأبونينَ.. قوّادينَ.. من يقتلُ أطفال المساكين؟ لكيلا يصبحوا -في الغد- شحّاذينَ.. يستَجْدون أصحَاب الدكاكين وأبوابَ المرابينَ يبيعون لسيارات أصحابِ الملايينِ.. الرياحينَ وفي «المترو» يبيعون الدبابيسَ و«يس» ويَنسلُّون في الليل يبيعونَ «الجَعَارين» لأفواج الغزاةِ السائحينْ! ... ... ... هذه الأرضُ التي ما وَعَدَ الله بها.. مَنْ خرجوا من صُلْبها.. وانغرسوا في تربها.. وانطرحوا في حُبِّها.. مُسْتَشهدين! ... ... ... ... ... ... فادخلوها «بسلامٍ» آمنين!
ورأيت ابن آدم وهو يجن، فيقتلع الشجر المتطاول يبصق في البئر يلقى على صفحة النهر بالزيت، يسكن في البيت؛ ثم يخبئ في أسفل الباب قنبلة الموت ، يؤوى العقارب في دفء أضلاعه ويورث أبناءه دينه، واسمه، وقميص الفتن أصبح العقل مغترباً يتسول، يقذفه صبية بالحجارة يوقفه الجند عند الحدود، وتسحب منه الحكومات جنسية الوطني وتدرجه في قوائم من يكرهون الوطن قلت/ فليكن العقل في الأرض، لكنه لم يكن سقط العقل في دورة النفي والسجن حتى يجن
قصيدة "سفر الخروج" أو "أغنية الكعكة الحجريّة"، أبرز ما قرأته في ديوان "العهد الآتي" التي كتبها وسط مظاهرات الحركة الطلابية وصدامهم الشهير مع شرطة النظام سنة 1971م.
وهذا المقطع الذي يخاطبُ فيه مصر يوم اهتزت من مظاهرات الطلاب:
وفي قصيدة "سرحان لا يتسلّم مفاتيح القدس" ويحكي قصة يوسف وإخوته من القرءآن، وينشِدُ أنشودة الصراع الكنعانيّ القديم، بما في ذلك الخروجُ من فلسطين والذهابُ في رحلةِ المنفى إلى مصر. ويفقد الأمل في الأنظمة العربيّة، وعلى رأسها القوميّون العرب، فلا فلسطينُ تحرّرت، ولا الفتى الذي تنتظره القُدس عاد.
وفي "المزمور الثامن من قصيدة "مزامير"حينما يصبـِح الكَمَانْ في عينيّ "أمل دنقل" كُعوب بنادق، ويمامُ الحدائق قنابل تسقطً في كل لحظة، وتصدمُ المزاميرُ بهذه الخاتمة المُباغتة، ويلتحمُ الشاعر بعناقٍ شديدٍ مع المدينة والبحر وجميع المخلوقات، وتلتفّ هي أيضاً حول عُنقه بالأسى والشّجن والتمرّد.
وأيضاً، رواياتُ العاصي "الكمال"، غناء: علي طالباب. وكُتِبت بوحي من د. مصطفى محمود، وتحتوي على مزيج من كلمات قصيدة شجويّة للراحل: أمل دنقل، من المزمور الثامن من قصيدة مزامير: https://soundcloud.com/aly-talibab/cc...
اه.. من يوقف في رأسي الطواحين؟ ومن ينزع من قلبي السكاكين؟ ومن يقتل أطفالي المساكين.. لئلا يكبروا في الشقق المفروشة الحمراء خدامين مأبونين قوادين من يقتل أطفالي المساكين؟. لكيلا يصبحوا في الغد شحاذين يستجدون أصحاب الدكاكين وأبواب المرابين..
آه من في غد من سوف يرفع هامته غير من طأطأوا حين أزّ الرصاص؟ ومن سوف يخطب... في ساحة الشهداء سوى الجبناء؟ ومن سوف يغوى الأرامل؟ إلا الذي سيؤول إليه خراج المدينة!!؟
نائماً كنتُ جانبَه؛ وسمعتُ الحرسْ يوقظون أبي!.. - خارجيٌّ?. - أنا.. ?! - مارقٌ? - منْ? أنا!! صرخَ الطفلُ في صدر أمّي.. (وأمّيَ محلولةُ الشَّعر واقفةٌ.. في ملابِسها المنزليه) - إخرَسوا واختبأنا وراءَ الجدارِ, - إخرَسوا وتسللَ في الحلقِ خيطٌ من الدمِ. (كان أبي يُمسكُ الجرحَ, يمسكُ قامته.. ومَهابَتَه العائليه!) - يا أبي - اخرسوا وتواريتُ في ثوب أمِّيَ, والطِّفلُ في صدرها ما نَبَسْ ومَضوا بأبي تاركين لنا اليُتم.. متَّشِحاً بالخرَس!!
----------------------------
لا تسألْني إن كانَ القُرآنْ مخلوقاً.. أو أزَليّ. بل سَلْني إن كان السُّلطانْ لِصّاً.. أو نصفَ نبيّ!!
--------------------------
اللوحةُ الأولى على الجدار: ليلى ” الدمشقيَّة “ من شرفة ” الحمراء ” ترنو لمغيب الشمس، ترنو للخيوط البرتقالية وكرمةٌ أندلسيةٌ وفسقية وطبقاتُ الصمتِ والغبار! نقش (مولاي، لا غالبَ إلا الله!)
اللوحةُ الأخرى.. بلا إطار: للمسجد الأقصى.. (وكان قبلَ أن يحترقَ الرواق) وقبة الصخرةِ، والبراق وآية تآكلَتْ حروفُها الصِّغار نقش (مولاي، لا غالبَ إلا.. النار!)
أرى أن هذا الديوان يحوى أجمل ما كتب "أمل دنقل" .. مس شيئاً بداخلى :) وأظن أن هذا هو ما يطلق عليه مسك الختام؛ فبهذا الديوان أكون قد أنهيت أعمال أمل دنقل كاملة :)
من يقتل أطفالى المساكين لكيلا يصبحوا فى الغد شحاذين يستجدون أصحاب الدكاكين وأبواب المرابين يبيعون لسيارات أصحاب الملايين..الرياحين وفى المترو يبيعون "الدبابيس" "ويس" وينسلون فى الليل يبيعون "الجعارين" لأفواج الغزاة السائحين!!
. والسحب في الجدب.. والجدب في الخصب ينبت خبزا ليسند قلب الجياع... وعشبا لماشية الأرض. . ظلا لمن يتغرب في صحراء الشجن. ورأيت ابن آدم ينصب أسواره حول مزرعة الله، يبتاع من حوله حرسا...ىويبيع لإخوته الخبز والماء. . ويحتلب البقرات العجاف لتعطي اللبن قلت فليكن الحب في الأﻻض .. لكن لم يكن أصبح الحب ملكا لمن يملكون الثمن ورأى الرب ذلك غير حسن ************ من أجمل و أعمق ما قرأت من شعر أمل دنقل شاعر مميز
آه... من يُوقفُ في رأسي الطواحينَ؟ ومن ينزعُ من قلبي السكاكينَ؟ ومن يقتل أطفالي المساكينَ.. لئلا يكبروا في الشُّققَ المفروشةِ الحمراءِ خدّامينَ.. مأبونينَ.. قوّادينَ.. من يقتلُ أطفال المساكين؟ لكيلا يصبحوا -في الغد- شحّاذينَ.. يستَجْدون أصحَاب الدكاكين وأبوابَ المرابينَ يبيعون لسيارات أصحابِ الملايينِ.. الرياحينَ وفي «المترو» يبيعون الدبابيسَ و«يس» ويَنسلُّون في الليل يبيعونَ «الجَعَارين» لأفواج الغزاةِ السائحينْ!
___
قلت: فليكن العدلُ في الأرض؛ عين بعين وسن بسن. قلت: هل يأكل الذئب ذئباً، أو الشاه شاة؟ ولا تضع السيف في عنق اثنين: طفل.. وشيخ مسن. ورأيتُ ابن آدم يردى ابن آدم، يشعل في المدن النارَ، يغرسُ خنجرهُ في بطون الحواملِ، يلقى أصابع أطفاله علفا للخيول، يقص الشفاه وروداً تزين مائدة النصر.. وهى تئن. أصبح العدل موتاً، وميزانه البندقية، أبناؤهُ صلبوا في الميادين، أو شنقوا في زوايا المدن. قلت: فليكن العدل في الأرض.. لكنه لم يكن __
دائمًا.. حين أمشي.. أرى السُّترةَ القرمزيَّة بين الزحام وأرى شعركِ المتهدِّل فوق الكتف وأرى وجهكِ المتبدِّل.. فوق مرايا الحوانيتِ.. في الصُّور الجانبيَّةِ.. في نظرات البنات الوحيداتِ.. في لمعان خدود المحبين عند حلول الظلام دائمًا أتحسَّسُ ملمسَ كفِّكِ في كلِّ كفْ المقاهي التي وهبتْنا الشرابَ.. الزوايا التي لا يرانا بها الناسُ.. تلك الليالي التي كان شعركِ يبتلُّ فيها.. فتختبئين بصدري من المطر العصبي الهدايا التي نتشاجر من أجلها.. حلقات الدخان التي تتجمَّعُ في لحظات الخصام دائمًا أنتِ في المنتصفْ! أنتِ بيني وبين كتابي.. وبيني وبين فِراشي وبيني وبين هدوئي.. وبيني وبين الكلام ذكرياتُكِ سجني.. وصوتكِ يجْلدُني ودمي قطرةٌ -بين عينيكِ- ليست تجفْ! فامنحيني السلام! امنحيني السلام!
__
" الناس سواسية - فى الذل - كأسنان المشط ينكسرون كأسنان المشط فى لحية شيخ النفط !" __
آه..من يوقف فى رأسى الطواحين ومن ينزع من قلبى السكاكين؟ ومن يقتل أطفالى المساكين ؟ لئلا يكبروا فى الشقق المفروشة الحمراء خدامين.. مأبونين.. قوادين.. من يقتل أطفالى المساكين لكيلا يصبحوا فى الغد شحاذين يستجدون أصحاب الدكاكين وأبواب المرابين يبيعون لسيارات أصحاب الملايين..الرياحين وفى المترو يبيعون "الدبابيس" "ويس" وينسلون فى الليل يبيعون "الجعارين" لأفواج الغزاة السائحين!!
إنها الأرض التى ما وعد الله بها.. من خرجوا من صلبها.. وانغرسوا فى تربها.. وانطرحوا فى حبها.. مستشهدين.. فادخلوها "بسلام"آمنين ! _________ شاعر بجينات نبى فعلا
قلت: فليكن العدلُ في الأرض؛ عين بعين وسن بسن. قلت: هل يأكل الذئب ذئباً، أو الشاه شاة؟ ولا تضع السيف في عنق اثنين: طفل.. وشيخ مسن. ورأيتُ ابن آدم يردى ابن آدم، يشعل في المدن النارَ، يغرسُ خنجرهُ في بطون الحواملِ، يلقى أصابع أطفاله علفا للخيول، يقص الشفاه وروداً تزين مائدة النصر.. وهى تئن. أصبح العدل موتاً، وميزانه البندقية، أبناؤهُ صلبوا في الميادين، أو شنقوا في زوايا المدن. قلت: فليكن العدل في الأرض.. لكنه لم يكن
" أعشق اسكندرية و اسكندرية تعشق رائحة البحر و البحر يعشق فاتنة فى الضفاف البعيدة "
" من يملك العملة يمسك بالوجهين و الفقراء بين و بين "
" لا تسلنى إذا كان القرآن مخلوقاً أو أزلى بل سلنى إذا كان السلطان لصاً أو نصف نبى "
" إن تكن كلمات الحسين و سيوف الحسين و جلال الحسين سقطت دون أن تنقذ الحق من ذهب الأمراء أفتقدر أن تنقذ الحق ثرثرة الشعراء ؟!! و تساءلت كيف السيوف استباحت بنى الأكرمين فأجاب الذى بصرته السماء إنه الذهب المتلألىء فى كل عين "
" بينى و بين الناس تلك الشعرة و لكن من يقبض فوق الثورة يقبض فوق الجمرة "
" الناس سواسية - فى الذل - كأسنان المشط ينكسرون كأسنان المشط فى لحية شيخ النفط !"
" إنها الأرض التى ما وعد الله بها من خرجوا من صلبها و انغرسوا فى تربها و انطرحوا فى حبها مستشهدين ! فادخلوها بسلام آمنين "
لغة جميلة... معاني عميقة. هذا الكتاب لا يقرأ مرة واحدة. .... أبانا الذي في المباحث. نحن رعاياك باق لك الجبروت وباق لنا الملكوت وباق لمن تحرس الرهبوت. ...... قلت: فليكن الحب في الأرض لكنه لم يكن قلت: فليذب النهر في البحر.. والبحر في السحب.. والسحب في الجدب.. والجدب في الخصب ينبت خبزا ليسند قلب الجياع... وعشبا لماشية الأرض. . ظلا لمن يتغرب في صحراء الشجن. ورأيت ابن آدم ينصب أسواره حول مزرعة الله، يبتاع من حوله حرسا...ىويبيع لإخوته الخبز والماء. . ويحتلب البقرات العجاف لتعطي اللبن قلت فليكن الحب في الأﻻض .. لكن لم يكن أصبح الحب ملكا لمن يملكون الثمن ورأى الرب ذلك غير حسن. ....... قلت:فليكن العدل في الأرض.. عين بعين وسن بسن قلت: هل يأكل الذئب ذئبا... أو الشاة شاة؟ ورأيت ابن آدم يردي ابن آدم... يشعل في المدن النار... يغرس خنجره في بطون الحوامل.. ....... من يملك العملة يمسك بالوجهين والفقراء بين بين ..... لا تسألني إن كان القرآن مخلوقا أو أزلي بل سلني إن كان السلطان لصا.. أو نصف نبي. ......
إذكريني فقد لوثتني العناوين في الصُحفِ الخائنة لوّنتني .. لأني منذ الهزيمة الأولى لا لون لي غير لون الضياع.. قبلها : كنتُ أقرأُ في صفحةِ الرملِ والرملُ أصبح كالعُملةِ الصعبة، الرملُ أصبح أبسطة .. تحت أقدامِ جيش الدفاع فاذكريني، كما تذكرين المُهرّب.. والمطربّ العاطفي. وكاب العقيد.. وزينة رأس السنة.. اذكريني إذا نسيتني شهود العيانِ ومضبطة البرلمان وقائمة التُهم المُعلنة والوداع! الوادع! ***** عائدون، وأصغرُ إخوتهم ذ�� العيونِ الحزينة يتقلّبُ في الجُبِّ، أجملُ إخوتهم.. لا يعود! وعجوزٌ هي القدسُ.. يشتعلُ الرأسُ شيباً.. تشُمُّ القميص، فتبيّضُ أعينها بالبكاء، و لا تخلع الثوب حتى يجيءُ لها نبأٌ عن فتاها البعيد
مقدّس كقُدسيّة الحق، قدسيّة الثّورة و قُدسية القُبلة ... هذا الدّيوان رسم بالكلمات، و سمفونية إحساس نادرة.. و منه أقتبس : قبّليني لأنقلَ سرّي إلى شَفتيك لأنقلَ شوقيَ الوحيد لك للسُّنبلة للزُّهور التي تتبرعم في السَّنة المقبلة قبّليني و لا تدمعي سُحب الدّمع تحجبني عن عيونك في هذه اللحظة المثقلَة كثرت بيننا السُّتر الفاصلة لا تضيفي إليها ستارًا جديدًا ... "دائماً أنت في المنتصف أنت بيني و بين كتابي و بيني و بين فراشي و بيني و بين هدوئي و بيني و بين الكلام ذكرياتك سِجني و صوتك يجلدني ودمي: قطرة - بين عينيك - ليست تجف فامنحيني السلام! امنحيني السلام! ... "أنا ندم الغد و البارحة رايتي : عظمتانِ .. و جمجمةٌ ، و شعاري : الصباح "
آه من في غدٍ سوف يرفع هامته غير من طأطأوا حين أزَّ الرصاص؟ -ومن سوف يخطب - في ساحة الشهداء سوى الجبناء؟ ومن سوف يغوى الأرامل إلا الذي سيؤول إليه خراج المدينة؟
استطيع القول أن هذا هو إنجيل دنقل من قرأ الإنجيل وتعمق في اسفاره سيعرف ماذا يعني تركيب هذا الديوان وعن قراءة الديوان كنص مستقل فهو لايلزمك طبعًا بقراءة الإنجيل
وظف دنقل في هدا اليوان معرفته بالإنجيل باسفارته واصحاحاته ليعارض - كما في قاموس الشعر - فكرة السفر من خلال قصائده التي كانت تعارض الكثير من قرارات عهد السادات في ذلك الوقت