بعد صدور كتاب Conversation avec mon père, Adonis في فرنسا والذي أثار جدلاً في الأوساط الثقافية الفرنسية، كانت مسألة ترجمة هذا الكتاب الجريء إلى اللغة العربية من الأمور المشكّك بها. إلاّ أنّ المترجم حسن عودة حمل على عاتقه ترجمة «أحاديث مع والدي أدونيس» الذي صدر بالعربية عن «دار الساقي» . وفيه تقوم الفنانة والكاتبة، نينار إسبر، باستجواب والدها الشاعر أدونيس عبر عشر مقابلات حميمة وجريئة أجرتها من موقعها كابنة شابة صادقة واستفزازية بحاجة إلى معرفة والدها وإلى قضاء أطول وقت معه وليس بوصفها صحافية أو مثقفة أو كاتبة أو أي شيء آخر.
أول كتابه أقرأه كاملاً في الجو وعلى علو 10000 متر. قرأته خلال رحلتي من بيروت الى لوس أنجلوس عبر فيلادلفيا. بعض ما قرأت في هذا الكتاب: - الإنسان لا يكون و إنما يصير.. فهو لا يولد كاملاً بل يصير هو نفسه مع الحياة التي إبتدعها - فأنا أؤيد الإستقلال داخل العلاقة بين شريكين - لقد إحترمت جسدي دائماً وحميته، ولكنني حينما أمنحه كاملاً. - يمكنكِ العيش حرة من دون دِيْن، ولكنكِ لن تكوني حرة من دون مال. بهذا المعنى فإن المال أقوى من الدِين ... - ليس هناك حب دون صداقة وثيقة العرى تشكل قاعدة له.
حوارات لطيفة بين أدونيس وابنته، ابنة ادونيس تختلف عن ابيها في عدة أمور. كما أنها تختلف عنا نحن القراء العرب كثيراً. ومن المثير للاهتمام رؤية الشد والجذب والتوتر الذي يخيم على هذه الحواريات، والتي تنبع في كثير من الأحيان من حيرة الابنة وغضبها تجاه الثقافة العربية الإسلامية.
في هذا الكتاب تستجوب "نينار إسبر" والدها أدونيس على مدى عشر مقابلات حميمة جداً . اليكم بعض من المقتطفات :_
ن_ كيف يتقبل الناس التغيير ؟ أ_يمكنهم أن يتقبلوا مع الزمن , ولكن كل هذا يحتاج الى زمن , فالثورة لا تبدع هكذا بسهولة . ن_ من أجل أن يتقبل الناس التغيير , و هو يحدث بين عشية و ضحاها لابد أن يكونوا مهيئين لذلك . أ_نعم, هذا يتطلب سيرورة طويلة و دؤوبة . نحن لم ننجح بعد , و علينا تقبل ذلك .
أ_في ما يخصني كلمة جمهور بلا معنى فمفهوم الجمهور انما اسطورة لقد اخذت هذه الكلمة اليوم وقعاً تجارياً بنحو أساسي , فالجمهور كم هائل من الاشخاص يختلف بعضه عن بعض فإذا أعجب بك الجمهور فهذا يعني انك تقدمين الطابع العام في عملك لا طبعك الفريد . لهذا السبب انا لا احب الجمهور ما يمتلك اهمية عندي الفرد الشخص القارئ و من جهة أخرى فنحن لا نكتب من أجل من نكون مقروئين و لا نكتب كذلك لتعبير عن ذواتنا , أنا ضد هذه الفكرة لانك لا تستطيعين التعبير عن كينونتك بنحوٍ أفضل لكي تفهمي نفسك فهماً أعمق .. لكي تفهمي العالم فهماً أعمق و أشمل .
أ_إنهن يعشن حريتهن في الخفاء , او لا سبيل الى الاعتراف بحريتهن من قبل الآخرين .
ن_أنا اشتم في منطق الأم التي تقول لابنها أن يتزوج فتاة عذراء و في كلامها رائحة عنصرية مهما يكن من امر فهي عدوة المرأة لأن كمال المرأة لا يكمن في فرجها .
ن_هل من الممكن العيش دون ان يرتبط المرء بالدين او المال ؟ أ_يمكنك العيش حرة دون دين , ولكن لن تكوني حرة من دون مال .
أ_من الضروري للغاية أن يعرف المرء نفسه إذ ليس هناك في الواقع اي شخص في العالم مؤهل ان يفهمك كما تفهمين انت نفسك , في ما يتعلق بشعري , بوسعي ان اقول ما من احد يفهمه مثلي و على هذا فليس بمكنة احد أن ينتقده مثل ما انتقده فبعد خمسين عاما من الكتابة يمكنني التأكيد أن شعري ما زال بانتظار قراءته كي يفهم على نحو أفضل .
أ_أعتقد من يكذب في رأسه يكذب أيضاً في جسده.
أ_ أكرر لك إذا لم أكتب فأنا أشعر بأنني غير موجود بالكتابة أكتشف من أكون، أتعود اكتشاف ذاتي والإفصاح عنها تتيح لي الكتابة أيضاً معرفة الآخر ومعرفة العالم بالتأكيد
كتاب: أحاديث مع والدي أدونيس. - المؤلف: نينار إسبر. - المترجم: حسن عودة
أول كتاب أقرأه للكاتبة نينار اسبر الكتاب هو عبارة عن إستجواب قامت به نينار لوالدها ادونيس حيث تطرقت لعديد المواضيع كالجنس و المرأة و الزواج و الحرية و العبودية و التطرف و الإرهاب في العالم و عند العرب بصفة خاصة، حيث قدم أدونيس رأيه و أجاب بعفوية عن أسئلة إبنته وادخلنا عوالمه المليئة بالغرائبية و الجمال، كما قدمت نينار أفكارها وآراءها بطريقة غير مباشرة... الكتاب حببني وقربني من أدونيس وشعره رغم اني لم أقرأ شعره مسبقا. الحوار هذا يدخلنا في أجواء فلسفية روحانية جميلة و يدفعنا للبحث و طرح عديد الأسئلة الميتافيزيقية... الكتاب فيه الكثير من الصراحة والعفوية و الجرأة و الإستفزاز. مقاطع راقت لي: *ﺗﻠﻔﺖ ﻧﻴﻨﺎﺭ، ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ، ﻧﻈﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻮﺑﺘﻪ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ : " ﺃﻭﺩّ ﺃﻥ ﺃﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻚ ﻛﻨﺖ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﻭﺍﻻﺣﺘﺸﺎﻡ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﺟﻮﺑﺘﻚ " ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ " ﺇﻟﻰ ﺣﺪٍّ ﻛﺒﻴﺮ ! ﺃﻧﺎ ﺃﺟﺪ ﻫﺬﺍ ﻣﻀﺤﻜﺎً ﺍﻷﺣﺮﻯ، ﻓﻔﻴﻤﺎ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺩﻭﻧﻴﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺏ، هذا المقطع يؤكد أن ادونيس يعيش بعفوية ولا يتصنع، فادونيس الشاعر هو نفسه ادونيس الذي يحاور نينار.
تستهويني على المستوى الشخصي الأحاديث التي تغوص عميقاً في النفس، عن الأشياء التي نرغب بشدة أن نعرف عنها، عن الأسئلة التي تتبادر في نفوسنا منذ كنا صغارا وأسكتها محيطنا تحت ذريعة "عيب" او من ناحية دينية أو ربما عادات وتقاليد جرت بأن لا يُجاب عنها هنا في الأحاديث وجدت أن الحاجز هُدِم وتجلّى مكانه الوضوح، وجدت أسئلة في المواضيع الأكثر أهمية والتي لا أحد يجرأ على طرحها، عن الرب والدين والجنس والمفارقات الغريبة في المجتمع الشرقي في كثير من الصفحات كنت أهتف بيني وبين نفسي: نعم هذا صحيح تماما ..لأنني رأيت أن هناك فعلا من لديه مثلي تساؤلات واستغراب عن مواضيع تعتبر بديهيات وطبيعية في المجتمع. كتاب لطيف عموما وأعتقد أنه سيثير رغبة كل فتاة تقرأه بأن تحظى بحديث شفاف مع والدها كما فعلت نينار أو على الأقل ستطرح سؤالا على نفسها تُرى هذا الحاجز الذي يجعل الحديث بالغ الوضوح والصراحة متعذراً.. من وضعه؟
أحاديث قد يعتبرها البعض عادية، ومبتذلة، وقد يعتبرها الآخر جريئة وخارجة عن المألوف، التجربة بحد ذاتها ربما تكون خارج المألوف، خصوصا في هذا الجزء من العالم الذي نعيش، وهو أن يتحدث الأب مع إبنته بشفافية عالية، يعبر كل منهما عما بداخله دون خوف الإبنة من سلطة الأبوة ودون إخضاع الأب اختلافات إبنته إليه، في مواضيع قد يعتبرها الأب من المحرمات: كالدين والموقف من الثقافة العربية الاسلامية، الجنس والهوية الجنسية، بالإضافة الى المواقف الانسانية الآخرى كالتسامح والعنف، والعمليات الانتحارية والمقاومة
نينار إسبر التى عاشت طفولتها في لبنان وفي الفترة نفسها التي كان العدوان الاسرائيلي يقصف بنيتها التحتية، ومن بعدها انتقلت لتعيش الجزء الاكبر من حياتها في فرنسا احتلت فيها الثقافة واللغة الفرنسية الجانب الاكبر منها، تقول بأنها احتمت في اصدارها لهذا الكتاب باللغة الفرنسية، حيث أنه كان هناك اختلاف كبير بعد أن تمت ترجمته للعربية بين طريقة تلقِّي الفرد العربي لما طرح فيه من آراء وبين تلقّي الفرد الغربي أو الفرنسي، فبينما حط الأول من قيمة الكتاب ووصفه بالإباحية واللاإخلاقية، كان الغرب قد أشاد بالتجربة الصريحة والصادقة التي كانت بين محاورات الوالد وابنته
وسواء أكنّا نختلف مع ما طُرح أو نتفق، فهي تجربة تفتح للأباء آفاق جديدة تخفف من وطأة السلطة القمعية التي يواجهون بها فضول أبنائهم، فهنا لا حياء في السؤال كما أنه لا حياء في الإجابة
ارى بأنه ورغم ان أسئلة الكاتبة لم تكن بذلك العمق ولكن هناك حوار جريء به الكثير من الاراء المختلفة للكاتبة ووالدها اعجبني هذا الاقتباس من الكتاب: " أفلا تظن ان المنفى فرصة مؤاتية؟ رغم كل الآلام التي يجرها ورغم مشاعر الوحشة العميقة وهجر مرابع الطفولة، والتخلي عن المكتسبات السهلة... هذا التمزق الذي يلقينا في فضاء جديد ووجوه جديدة.. أما أنا فأعتقد أنه فرصة طيبة إذا عرفنا اغتنامها ، في اعتقادي أن الأشدة قسوة على الإنسان هو شعوره بالنفي داخل بلده وداخل لغته، أظن أن ذلك يؤدي بالمرء إلى الإنتحار أو إلى الجنون"
This entire review has been hidden because of spoilers.
Non c'è molto sull'Adonis poeta, sul suo laboratorio di emozioni e di immagini. La figlia, che si avverte mille miglia distante dalla vita e dallo spirito "orientale" del padre, pone domande a tratti imbarazzanti, scialbe. E lui asserisce, laconico.