رحلة أفوقاي الأندلسي، مختصر رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب 1611-1613
كتاب في أدب الرحلات للرحالة الموريسكي أحمد بن قاسم الحجري المشهور بأفوقاي و يتمحور حول فراره بدينه وبدنه من ملاحقة محاكم التفتيش سنة 1597م من ضواحي غرناطة، وذهابه إلى مرسى شنتمرية بالبرتغال، وتنكره كمسيحي من إشبيلية، وركوبه بارجة برتغالية مدعيًا توجهه إلى مدينة الجديدة التي كانت تحت الإحتلال البرتغالي، ليهرب هو وجماعة معه إلى بلاد المسلمين ويرسو في ميناء أزمور المغربي. عرضت الرحلة تطورات الأوضاع التي دفعت المسلمين المورسكيين إلى مواجهة السلطة القشتالية تصديا لحملة التنصير التي اجبروا عليها، وكيف أدت لاندلاع ثورتهم الكبرى في غرناطة، بالإضافة إلى الحيل التي لجأوا إليها للتخفي من محاكم التفتيش التي استهدفتهم وأنزلت بهم اشد صنوف العذاب. تلتها رحلة أفوقاي في وصف لاهاي بين 1611-1613، وهي تروي عن زيارة الرحالة لبلاد الهولنديين، يصف فيها لاهاي وأمستردام، وأنشغل في هذه الرحلة بمحاورة الفرنسيين والهولنديين من أجل عرض قضيته الموريسكية، وكانت المناظرات حول الأديان.
تعتبر وثيقة تاريخية نادرة، واحد أهم النصوص في اللغة العربية التي تناولت تجربة المورسكيين العرب المتنصرين، رغم أن هذا الكتاب لم يصل إلي هذا العصر، حيث مازال المخطوط مفقود، وما وصل منه مجرد شذرات وجدت في كتاب مخطوط عنوانه زهرة البستان في نسب أخوال سيدنا المولى زيدان.
Ahmad ibn Qasim Al-Hajari - Afuqay Picture : "رسالة إلى المستشرق يعقوب جول سنة 1614"
شهاب الدين أحمد بن قاسم الحَجْرِي (أو الحَجَرِي)، المعروف بـآفوقاي (بالإسبانية: Abogado، وتعني محامٍ أو قانوني) (ولد بالأندلس سنة 1569 م[2] وتوفي بتونس بعد سنة 1640 م)، هو رحالة ومترجم موريسكي ينتسب إلى قرية "الحجر"، إحدى قرى غرناطة، هرب من إسبانيا ولجأ للمغرب وعمل في خدمة سلاطينها السعديين بدايةً في بلاط كل من أحمد المنصور الذهبي وزيدان الناصر وأبو مروان عبد الملك بن زيدان إلى غاية فترة السلطان الوليد بن زيدان. أهم مؤلف للحجري هو كتابه في أدب الرحلات المعنون رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب.
كان اسمه القشتالي (دياقـو بقارانو) وهو الاسم المسيحي الذي أطلق عليه تجنبًا لتعرض للقتل من قبل الحكومة الإسبانية بينما اسمه شهاب الدين أحمد بن قاسم الحجري من أهل غرناطة أخر بقعة تواجد بها المسلمين قبل سقوط ملكهم (ولد 977هـ - 1569م / ت 1050هـ - 1641م)، وكلمة "أفوقاي" التي ينطقها البعض في الدول العربية أفوكادو أي محامي، ومصطلح "آبوكادو" من اللغة الموريسكية / القشتالية، وصاحبنا من الأندلسيين وكان قد فر بالتحديد كما تذكر ذلك الدراسات الإسبانية قبل بداية عمليات إجلاء وطرد العرب الموريسكيين وهم عرب مابعد سقوط حكم الأندلس في شبه جزيرة إيبريا وقد فر بنفسه مبكرًا ودخل في خدمة ملك المغرب المنصور والملك زيدان الشهير.
لا أعلم دلالة إقترانه بالمحاماة التي لصق مصطلحها به غير أنه كان محاورًا ومجادلًآ عن المسلمين في المناظرات التي شارك بها في رحلته وأستلها من رحلته ليوردها في كتابه (ناصر الدين على القوم الكافرين) فربما من كانت التسمية.
وهذه الرحلة مهمة لتاريخية مابعد سقوط حكم المسلمين وذكر الكثير من أحداث إسبانيا مابعد التواجد الإسلامي. يبدو جليًا أن الرحالة قد هرب بعد أن بدأت تظهر قرارات تنفيد محاكم التفتيش على المسلمين واليهود ففر بنفسه لأوروبا حيث مايعرف اليوم بـ(البرتغال) وكان قد تنكر بهيئة رجل مسن مسيحي، ثم وصل إلى (مازاقان) البرتغالية – اليوم في المغرب – ومنها إلي (أزمو) حتى تواصل مع سلاطيين السعديين ودخل في خدمتهم وأصبح سفيرًا عندهم لأكثر من ثلاثة سلاطين.
رغم أن هذه النسخة (مختصر الرحلة) معنية بالأندلس إلا أن أفوقاي قد غادر الأندلس من غرناطة لإشبيلية ثم البرتغال حيث المناطق المغربية التي كانت تحت الإحتلال البرتغالي ومنها حتى المغرب، ثم قام برحلته طواعية لمكة ثم المدينة ثم مصر وأطال المقام بها، ثم تونس وبها توفي.
كان الكثير من المسلمين قد فروا إلى فرنسا – يبدو من كثرة فرار الأندلسيين لها أنها أستقبلتهم نوعًآ ما أحسن من إسبانيا – ومنهم من فر للعثمانية – تركيا – وأكثرهم للمغرب حيث بدأت محاكم التفتيش المرحلة التي سبقت الطرد الإجباري للعرب الذين لم يدخلوا في المسيحية وقد إنتشر تعذيب الرهبان – رجال الدين الأصوليين – بمباركة البابا لتنصير المسلمين بالقوة والتعذيب ومصادرة أموالهم وطمس هويتهم. فينقل لنا أفوقاي الكثير من هذه الملامح ولا يعني أن رحلته أوفى مصادر "محاكم التفتيش" ولكنها الجزء المهم الكامل لم يصلنا مفقود، وهو ما يمثل في هذه الحقبة السوداء ورقة تاريخية مهمة. لكن قراءة مختصر الرحلة مع قراءة كتابه (ناصر الدين على القكوم الكافرين) يمنحك تصور عظيم عن تسجيلاته لوحدة لمعاناة المسلمين الموريسكين.
عنوان هذه الرحلة "رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب" وهي بقسمين قسم عن الأندلس ووصف حال رحلته بها وحديثه عن التنصير ومحاكم التفتيش، والقسم الآخر رحلة أفوقاي في وصف لاهاي، ثم طلب أحدهم من أفوقاي إختصار رحلته فأختصرها وأستل منها جزء رحلة الأندلس وهو ما تبقى لدينا اليوم.
وكان أفوقاي قد قابل في رحلته هذه المستشرق الطبيب (إتيان هوبير) في فرنسا وكان هذا ممن عمل طبيبًا عند السلطان المغربي المنصور الذهبي ومقابلته لأفوقاي عندما زار فرنسا بطلب من السلطان نفسه وقابل كذلك مستشرقِا هولنديًا عندما زار هولندا – فلنضس كما سماها في رحلته - هذه هو المستشرق (إربنيوس) وكان حينها بمنزلة سفيرًا للسطان الذي أرسله لمباحثات مه هاتين الدولتين فيما يخض بعض القضايا المتعلقة بمسافرين بحارة مغاربة.
فقد فقدت هذه الرحلة، ومن يدري ربما تخرج ذات يوم من إحدى المكتبات المغربية حيث قد تكون أدرجت بفعل النسّاخ مع مجموع من المخطوط، أو ربما قد تكون متواجدة في الإسكوريال الإسباني الذي يحتفظ بمصادر ومراجع ومخطوطات كل الأندلس خصوصًا بعد إستيلاء مملكة إسبانيا عن طريق القرصنة على مكتبة السلطان المغربي "مولاي زيدان" في عرض البحر وتضم ألاف المخطوطات المغربية منذ ذلك اليوم إلى الآن ومن حين لآخر تخرج لنا مخطوطة كنا نظن فقدانها وإذا بها تظهر عن طريق أحد الباحثين أو الباحثات.
لا أستطيع أن أصف الأثر الطيب الي تركه في نفسي قراءة هذا الكتاب. مؤلف الكتاب - أحمد بن قاسم الحجري - هو مسلم مورسكي فر بنفسه و بدينه من الأندلس إلى المغرب قبل صدور قرار الطرد النهائي للمواركة ....عمل مترجماً للسلطان المغربي, و قص علينا في هذا الكتاب نتفاً من قصته في الأندلس و كيف خرج منها, ثم رحلته من المغرب إلى بلاد الإفرنج (فرنسا), ثم بلاد الفلندز (هولندا),و كم المواقف التي تعرض لها...و المناظرات الدينية التي دخلها سواء مع نصارى أو يهود يعرض هذا الكتاب صورة لأوروبا القرن السابع عشر بعين عربية مسلمة, في عالم أفلت فيه شمس الإسلام في الغرب, و بزغت الدولة العثمانية في الشرق...و كان النصارى أنفسهم في شغل بحروب قومية و مذهبية إلا أن التاريخ لم يكن هو أكثر ما جذبني في الكتاب بقدر روح الكاتب و شخصيته...كان أحمد بن قاسم الذي نشأ كمسلم مدجن مضطر للتظاهر بالنصرانية في أسبانيا المتعصبة رجلاً معتزاً بإيمانه و إسلامه, قد زاده إطلاعه على الأديان الأخرى إيماناً فوق إيمانه, و ثباتاً فوق ثباته...كان رجلاً تقياً يخشى الله و يرعى حق الدين حتى و هو ببلاد الكفار...و قص في نهاية الكتاب بعض ما حباه الله من كرامات مثل ما يؤتي الله لأولياؤه ربما يبدو تعليقي هذا غريباً لمن لم يقرأ الكتاب بعد, لكني و إن فصل بيني و بينه أربعة قرون, إلا أني لا أراه إلا أخاً لي في دين الله, و إني أشهد الله أني أحبه فيه...و أسأل الله أن يجمعني به في الجنة لأقبل رأسه
المادة الواردة في هذا الكتاب الذي يعتبر من مصادر التاريخ الأندلسي قد جرت توثيقها أثناء رحلات الحجري وهو في خدمة سلاطين المغرب بعد فراره من الأندلس ومايلاقيه أهلها بعد سقوط الحكم الأندلسي نهائيًا في أخر معاقل المسلمين في غرناطة، والمادة في مجملها مناظرات ومحاورات مع بقية الأديان المسيحية واليهودية التي كان الرحالة ضليع بثقافتها.
الأحداث التي تعرض لها المسلمين بين سنوات 1609 - 1614م بعد سقوط الأندلس بعقود عندما جرت محاكم التفتيش تجد لها دوي في هذا النص رغم طابعه الديني إلا أنه مهم لبحث قضية طرد المسلمين ومعاناتهم خلال هذه الفترة العصيبة.
أغلب هذه المناقشات الدينية أثناء رحلة أفوقاي لهولندا وفرنسا حيث قابل الكثير من علماد هاتين الدولتين وناقش بعض رجالها حول العديد من المسائل الدينية كنوع من الحوار بين الأديان. وعناوين هذه المناقشات كلها دينية في المقام رغم إحتوائها على معلومات تاريخية دون شك لمن يقرأ النص جيدًا وهذه المناقشات مع قسيس في غرناطة، ثم عند نزوله بفرنسا ومناظرات مع النصارى القسيسين والرهبان والقضاة، ثم مناظرات مع اليهود في فرنسا وهولندا - فلنضس كما يسميها في الرحلة أو الفلامنك – ، ثم مناظراته مع راهب في مصر.
وسبب تسجيل هذه المناظرات هي أن الكثير من أهل مراكش حثه على توثيق هذه المناظرات التي جرت بينه وبين رهبان وقساوسة الفلامنك – هولاندا – وذلك بلاد الفرنج - فرنسا - وهذه بعد عدة سنوات من رحلاته هذه حيث أعتبر هذا الكتاب نوعًا من الجهاد بالكلمة في سبيل الله لهذا أخرجه قبل وفاته جهادًا منه – حسب نيته – في سبيل الله، وحسنًا فعل فقد أمدنا بمادة تاريخية رائعة عن تلك الفترة المورسكية.
أمسكته لأقرأ كتاب رحلة، فكان أقرب إلى كتاب في مقارنة الأديان وحجاج اليهود والنصارى.
الكاتب مسلم أندلسي عاش متخفيا بإسلامه كسائر الأندلسيين في فترة ما بعد سقوط الأندلس حيث محاكم التفتيش والعذاب الرهيب، وقد هرب من الإسبان في مغامرة جرئية وصعوبات وأهوال.
مكنته ثقافته وإجادته للغات عديدة في العمل مترجما وسفيرا لملكي المغرب -أحمد، وابنه زيدان- فبعثوه في سفارتين إلى فرنسا وهولندا، وقد وضع رحلته في كتاب، ثم عرضه -أثناء رحلته للحج- على عالم مصري من المالكية فطلب منه أن يختصر هذه الرحلة ويقتصر على مناظراته مع اليهود والنصارى، فاستجاب له وسمى الكتاب "مختصر رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب" وأعطى له عنوانا آخر يعبر عن المحتوى "السيف الأشهر على كل من كفر".. ومن بركات الشيخ المالكي أن المختصر هو من بقي والرحلة قد فقدت!
لا ريب أن فيه معلومات ثمينة عن هذه الفترة وعن أوروبا والعلاقات السياسية، واهتمام ملوك المغرب بإنقاذ ودعم الأندلسيين المهجرين سواء في بلاده أو الذين هاجروا إلى فرنسا.. لكن على كل حال فالمستفيد الأكبر منه هم المتخصصون في مجال الأديان.
قراءاتي ضئيلة جدا في مقارنة الأديان، ولهذا لا يجوز لي أن أحكم عليه في هذا الجانب.. لكنه بالنسبة لي أضاف أشياء جديدة.
عيوب الكتاب:
أولها: التحقيق، فأفضل ما يقال عن التحقيق أنه دون المتوسط.
ثانيها: لغة المؤلف ركيكة جدا، ولكنه لا يُلام على هذا فقد نشأ في ظل الإسبان والنصرانية وتعلم العربية في أجواء السرية والتخفي.
ثالثها: التأثر بعصره في الصوفية والكرامات.. ومنذ القرن الحادي عشر حتى الثالث العشر الهجري كانت الحركة الفكرية الإسلامية بعموم تنحدر وتسيطر عليها الأوهام والخرافات وحديث الكرامات والأولياء وما إلى ذلك.
الكتاب يحتاج تحقيقا جديدا، يا ليته يكون رسالة ماجستير، ترصد الآتي:
1. مصادر المؤلف وثقافته وكيف تكونت 2. إضافات المؤلف لموضوع مقارنة الأديان وحجاج اليهود والنصارى 3. أثر المؤلف في المؤلفات التالية
أحمد بن قاسم الحجري، هو من الموريسكيين، المسلمين الأندلسيين الذين لم يتمكنوا من الهروب من الأندلس إبان سقوطها واضطروا أن يتظاهروا بأنهم نصارى خوفا من ملاحقات محاكم التفتيش والتى كانت تقتل كل من تظهر عليهم أي علامات تدل على انه مسلم او عربي -إلي درجة انهم بدلوا أسمائهم ، ولهذا تلقب "صاحبنا أحمد" بـ "أفوقاي"- ..
فاندثرت اللغة العربي في الأندلس لأن التحدث بها كانت جريمة كفيلة بقتل صاحبها إلا أن "صاحبنا" هنا تعلم اللغة العربية من أبيه العالم وحفظ القر��ن وتعلم الشرع سرا .. ثم استطاع أن يهرب من الأندلس ثم عاد إليها بصفته سفيرا من أحد حكام المغرب وزار عدة دول أوروبية ودارت بينه وبين علماء النصارى واليهود في أوروبا العديد من المناظرات ، ونظرا لتربيته ونشأته بين النصارى كان مطلعا على كتبهم وعلى دقائق عقيدتهم .. وحينما زار مصر كان يحدث المسلمين ببعض قصصه فطلب منه "علي الاجهوري" -وهو من كبار علماء المالكية- أن يكتب كتابا يضمن فيه قصته ، فكتب كتاب (رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب) -وهو مفقود- ثم اختصره في كتاب (ناصر الدين على القوم الكافرين) -وهو هذا الكتاب- وركز فيه على ذكر المناظرات ..
قرأت الكتاب في يومين، لا أدري أحببت الكتاب ربما تعاطفا مع الكاتب وقصته وإلا فهناك بعض الملاحظات "العلمية" على ماجاء في الكتاب من بعض القصص و كذلك ردوده في بعض المناظرات او بناء فكرة على حديث ضعيف .. الخ
ولكن ما جعلني أقرأ الكتاب هو رغبتي في الاطلاع على قصة وثقافة هذا الرجل وأثر نشأته واضحة في كتابته، فلغته العربية ليست بتلك القوة ويكتب بالعامية .. وبعض الالفاظ العربية يكتبها كما ينطقها الاسبان ..
ميزة هذه النسخة أنها أوفى وأعظم تحقيقًا من النسخة التي حققها وقدمها (شورد فان كوننكزفلد)، و(قاسم السامرائي)، و(قيرارد فيخرز) عن طريق المجلس الأعلى للأبحاث العلمية - الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي. ضمن سلسلة المصارد الأندلسية، وكانت نسخة غير محققة مطلقًا ليس غير إخراج الكتاب من حالة المخطوط للمطبوع وهذا جهد يشكر عليه من قام به.
تعتبر نسخة الدكتور شاشية يشكر عليه لأنه نظر في أمر أكثر من مخطوطة وأعتنى بتحقيق النص وأعتني بحياة المؤلف علي أحسن ما تقدم بين يديه من معلومات.
المادة الواردة في هذا الكتاب الذي يعتبر من مصادر التاريخ الأندلسي قد جرت توثيقها أثناء رحلات الحجري وهو في خدمة سلاطين المغرب بعد فراره من الأندلس ومايلاقيه أهلها بعد سقوط الحكم الأندلسي نهائيًا في أخر معاقل المسلمين في غرناطة، والمادة في مجملها مناظرات ومحاورات مع بقية الأديان المسيحية واليهودية التي كان الرحالة ضليع بثقافتها.
الأحداث التي تعرض لها المسلمين بين سنوات 1609 و1614، بعد سقوط الأندلس بعقود عندما جرت محاكم التفتيش تجد لها دوي في هذا النص رغم طابعه الديني إلا أنه مهم لبحث قضية طرد المسلمين ومعاناتهم خلال هذه الفترة العصيبة.
أغلب هذه المناقشات الدينية أثناء رحلة أفوقاي لهولندا وفرنسا حيث قابل الكثير من علماد هاتين الدولتين وناقش بعض رجالها حول العديد من المسائل الدينية كنوع من الحوار بين الأديان. وعناوين هذه المناقشات كلها دينية في المقام رغم إحتوائها على معلومات تاريخية دون شك لمن يقرأ النص جيدًا وهذه المناقشات مع قسيس في غرناطة، ثم عند نزوله بفرنسا ومناظرات مع النصارى القسيسين والرهبان والقضاة، ثم مناظرات مع اليهود في فرنسا وهولندا - فلنضس كما يسميها في الرحلة أو الفلامنك – ، ثم مناظراته مع راهب في مصر.
وسبب تسجيل هذه المناظرات هي أن الكثير من أهل مراكش حثه على توثيق هذه المناظرات التي جرت بينه وبين رهبان وقساوسة الفلامنك – هولاندا – وذلك بلاد الفرنج - فرنسا - وهذه بعد عدة سنوات من رحلاته هذه حيث أعتبر هذا الكتاب نوعًا من الجهاد بالكلمة في سبيل الله لهذا أخرجه قبل وفاته جهادًا منه – حسب نيته – في سبيل الله، وحسنًا فعل فقد أمدنا بمادة تاريخية رائعة عن تلك الفترة المورسكية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ منحت الكتاب (٥) نجوم عن نسخة ثانية ذات (٤) نجوم لروعة التحقيق عن السابقة التي خرجت دون تحقيق
يرف قلبي وعيناي تبصر الكلمات العربية بشيء من الدارجة المغاربية وأنا أذكر نفسي بأنني اقرأ كلمات خطها موريسكي ! تنصر أهله قسرا ما يقارب قرن من الزمان ، جاشت أحاسيس في ثنايا الروح تذوب وتسبح مع هذا الكتاب الجميل ، أفوقاي الموريسكي الذي يقول انه سعيد بحبه للإسلام ، أحببت دعواته لقارئ الكتاب شعرت بحماسه وانتمائه يلمس قلبي ، ورغم كون النسخة التي وصلت إلينا هي فقط اختصار رحلته التي تسلل منها إلى بلاد المسلمين ، إلا أنني اقتربت من الموريسكي وعالمه ، رفاقه الذين يرتعشون خوفا عليه من الوقوع بين يدي الحراقين ! حكاية أشبه بالأسطورة ولكنها حقيقة وملحمة عجيبة سطرها الأندلسي الذي كان بارزا في كل شيء ، عقوبة من كان يدين بالإسلام كانت الحرق حيا ، رغم ذلك يستمر اسلامهم لمئة سنة بعد التنصير الاجباري ليخط الموريسكي بعد نفيه وطرده " قد جاء فرج الله " ، ازدواجية الشخصية الموريسكية والذكاء الاندلسي الموروث في التحايل على السلطات بغرض النجاة وتفادي العقوبة عالم عميق رأيت شذرات بديعة منه في تصرفات شهاب الدين أحمد بن قاسم ، إن الحكايا التي قصها في مناظراته ثم الحكايا التي رواها عن نفسه ، رمت في قلبي حميمية لطيفة ومحبة لهذه الشخصية الكريمة ، الكتاب كان لطيف وجميل جدا جدا ، ولكي تتعرف على صنف من الناس وآمالهم فطريقك المضمون هو الاتجاه صوبهم لإدراك فكرهم وأقوالهم ، هكذا يجب أن نميز كيف كانت هوية الموريسكي
أهم ما يميز أدب الرحلة - لا سيما رحلة المسلمين إلى بلاد أوربا - الإسلامي منذ ابن فضلان في بدايات القرن الرابع الهجري وحتى ابن الحجري في بدايات القرن الحادي عشر، الصدق والأخلاق ويقظة المعرفة بالذات، مركزية الحضارة الإسلامية في وجدان الرحالة أهم عنصر تدور عليه الرحلة، ويُقيِّم من خلالها التجارب والمواقف والقيم.
وابن الحجري، أحمد بن القاسم من موريسكي الأندلس هاجر بنفسه وبدينه قبل قرار الطرد النهائي سنة 1609م ببضع عشرة سنة، إلى دولة السعديين في المغرب الأقصى، ففرحوا به وقرَّبوه إلى بلاطهم، فأصبح ترجمانهم، ووكلوا إليه مهمة دبلوماسية إلى فرنسا التي جال فيها من الشمال في روان مرورا بباريس إلى بوردوا وطولوز في الجنوب.
هذا الرجل لا يمكن إلا أن يُقال عليه مثقف متمكن، رجلٌ يُجيد العربية والإسبانية والفرنسية والبرتغالية، رجل على قدر من الرسوخ في مقارنة الأديان جعل كل مناظريه في مصر وفرنسا وهولندا يُقرون له برسوخه وتمكنه.
يمكن أن نلحظ بوضوح أثر هذه الثقافة في بدايات الفتوة والشباب، وأثر الثقافة الإسلامية "والصوفية" بالتحديد بعد ثلاثين عامًا خالط فيها المسلمين خصوصا في مصر العثمانية في رحلالته للعلم والحج.
أبرز المآخذ على الكتاب، ضحالة التحقيق، وانعدام الدراسة الموطئة لهذا العمل القيم والنادر في تاريخ الحضارة الإسلامية، حتى إني لأصدقكم أنه بحاجة إلى إعادة تحقيق مرة أخرى.
هذه المخطوطة القديمة كُتبت في القرن العاشر الهجري، هي عبارة عن مناظرات وحوارات بين الكاتب وعلماء النصارى واليهود. نقاشات سطحية، لا أذكر شيئاً استوقفني. ستجد كثيراً بين السطور "المشركين- لعنهم الله- أخزاهم الله- خذلهم الله" ! يدخل كنائسهم ويشرع في انتقاد طقوسهم ومعابدهم، فيقول عنها مظاهر شركية وثنية وينتقد غناءهم فيها..
ثم يتحدث عن البركة التي وهبها الله إياها، فكان -حسبما يقول- يقرأ على المريض فتذهب علته في أيام !
*ملاحظة: المخطوطة بالأصل فيها أجزاء وكلمات ممسوحة، لذلك جزء كبير من الكتاب غير مفهوم لكثرة الفراغات (بياض بالأصل).
من الممتع والمفيد التعرف على الأساليب القديمة وفي حضارة تاريخية بظروف خاصة تتبلور المعرفة عن هذا الكتاب هل هو أدب رحلات؟ إنه في معظمه حوارات بين الكاتب المسلم والديانات الأخرى حيث كانت تختلف المفاهيم وتختلف القناعات لكن يستمر الجدل الكتاب يعرفنا على أمور أخرى تظهر خلال السياقات
رحم الله الشيخ شهاب الدين أحمد بن قاسم الحجري الغرناطي الأندلسي (أفوقاي) ورضي الله تعالى عنه وأرضاه وحشره مع حبيبه المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم. من كلامه تمنيت لقاء الرجل ووالله قد شعرت بشعور يملؤه الرهبة والعزة. نحمد الله تعالى العلي أن أعزنا بالإسلام واصطفانا على سائر الأمم بالتوحيد، فلله الحمد والمنة وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد عبده ورسوله وحبيبه النبي الأمي وعلى آله وصحبه. 💚💚
لو إتعرف الكتاب ده إلي حد ما هيدخل دايرة " الأورجازم علي كل ما هو أندلسي " المنتشرة اليومين دول بسهولة ، بدايته مُسلية و سردية جداً في أحداث الخروج ثم بيبدأ الرتم في السقوط و بيتحول إلي كتاب مناظرات مع المسيحيين و اليهود ممل آخر مثل كل أخواته إلي النهاردة ، هنا تجد أسلاف " إفتحي بس اليوتيوب و إكتبي ذاكر نايك و إنتي هتفهمي كل حاجة "
رحلة عجيبة في أدب الرحلات، قام بها الموريسكي أحمد بن قاسم الحجري بأمر من السلطان المغربي زيدان الناصر بن أحمد، وهي رحلة ديبلوماسية إلى بلاد هولاندا وفرنسا، أعجبني فيها وصفه لبلاد الهولنديين من عمران حركة ثقافية.
هو الشهاب الحجري احد الاندلسييين الذين عاشوا اواخر الحقبه الزمنيه التي عاينت سقوط الاندلس وبالاخص اخر معاقلها غرناطه وكان مع الذين رحلوا الي المغرب وهناك لمع اسمه وكان له حظوه من الملك وبدأت رحلته في الترحال ومناظره اكابر الرهبان والكاثوليك واليهود اثناء رحلاته وطوافه بمختلف البلدان التي زارها كاسبانيا وفرنسا وهولندا ومصر وتونس والبرتغال وغيرها وكيف استطاع ان يتنكر في كل مره باسماء النصاري حتي يزوغ منهم وكيف نصره الله عليهم وايده ويحكي من المعجزات - كما وصفها هو - التي حدثت له وآذرته علي اهل الملل الاخري وكيف استطاع ان يداوي المرضي الذ عجز العلاج عن مداواتهم بالقران . هيا أقرب الي حكايات الرحاله ولكن في مجال المناظره والبحث لمن يريد ان يتعرف علي المواضيع الدينيه المتناوله في هذه الحقبه من الزمن من مناظراته التي اعجبتني مناظرته لاحد كبار النصاري حين اتهم الاسلام بإباحه اللواط فساله الحجاري وفي اي موضع تجد ماتقول قال مستشهدا بالايه الكريمه " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أني شئتم" قال له بعدما استعان بالله وصلي علي محمد صلى الله عليه وسلم ان المقصود بهذه الايه هو اتيان السائل المنوي في المكان الذي يرجي منه النتاج علي وضع يعني علي جنب او من الخلف او الامام لكن النتاج لابد ان يكون في الموضع الصحيح فالكيفيه هنا علي الوضع وليس علي المكان وقد اشتهر في عصره احد العلماء الذي افتي للاسف بجواز هذا الامر ونُسب ايضا كذبا الي الامام مالك لكن صاحبنا ابطل هذا البهتان والافتراء
استمتعت بقراءة كتاب أفوقاي، فقد ألقى الضوء على حياته في مملكة اسبانيا كمورسكي ثم هروبه الى المغرب حيث استعمله السلطان مولاي أحمد المنصور ثم ابنه مولاي زيدان كسفير الى فرنسا ثم هولندا .وأنصح بقراءته لكل من يهتم بالتاريخ.
يترك هذا الكتاب في نفس بعض الأسي والحزن لما ألت اليه الأوضاع في بلاد الإسلام عامة والاندلس و المغرب خاصة فالمؤلف مسلم موريسكي من أهل الاندلس عمل سفير لملوك المغرب في فرنسا و اسبانيا و هولند و زار بلدان عديدة في رحلته للحج منها تونس ومصر وناظر العديد من الرهبان والقساوسة في أمور دينهم بما توافر لديه بفعل نشأته تحت حكم الاسبان في أول أمره وتمكنه من العديد من لغات عصره إلآ أن كل ذلك جيد عموما و لكن ماوجدته غريب هو مقدار التواكل في حديثه فلا تجد غصة أو رغبة في العودة الي الاندالس و استردادتها و الاقتناع التام باستحالة ذلك و ترك أمرالجهاد و الدفاع عن المسلمين للأتراك من بني عثمان كذلك مقدار تأثر المؤلف بالصوفية و بالاخص فيما يبدو من هوس بالعلم اللادني و الرموز ودلالة الارقام وو غيرها من الافكارالمنشرة و المخدرة في ذلك العصر كذلك ما ورد من تمجيد للعرب في ردة فعل ربما لصعود الاتراك و الاعاجم ويقاء العرب في الصفوف الخلفية فلجأ البعض الي اختلاق بعض النصوص المسيحية التي تمجد العرب في سذاجة واضحة للعيان للرد عليهم أدبيا بعد الفشل في ذلك عسكريا و الانشغال بذلك عن محاولة اللحاق بالغرب بعد أن غربت شمس الحضارة في ارض الاسلام وانتقلت اليهم والاكتفاء بكوننا أننا أهل اسلام و هم أهل كفر و باطل مع أن الغلبة لهم في ذاك الوقت ولا تزال .
الكتاب بشكل عام ممتاز , أعجبتني ردود الحجري (أفوقاي) على علماء النصارى واليهود مثل (عقيدة التثليث وبنوة عيسى وخطيئة ءادم والرهبانية وكبر اليهود وغيرها من المسائل) ويلقي الضوء على معاناة المسلمين في بلاد النصارى وماحدث للموريسكيين في الاندلس لكن ليا بعض الملاحظات اولها على لغة الكتاب فهي ليست فصحى (عامية مغربية اعتقد) وغير مفهومة في بعض المواضع واعترض ايضا على ما ذكرة الكاتب بشأن قتل اولاد السلاطين (صفحة51)مع ترك واحد او اثنين بحجة عدم تفريق الكلمة والتنازع في الملك وكأن الاصل في الاسلام توريث الملك وليس الشورى!! ولا يوجد ما يبرر قتل نفس بغير الحق! كما لم افهم الجداول التي اوردها الكاتب (مثل ما في صفحة 140 و 141) وكيف يخلط الشعر باسماء الله الحسنى او بايات قرءانية لقضاء امر معين!!وهل هذا له اصل في الدين اصلا؟؟!!أم لا
أحببت هذا الكتاب جداً.. روح المغامرة ، الصوت العذب الآتي من زمن قديم .. بعض الألفاظ الممتعة التي تغيرت مع الزمن ك اسم بِريش أي : باريس ، فرنسا في الكتاب فرنصه ;$ و كذا اختلاط اللهجة المغاربية بالفصحى .. فالكاتب حين يريد التحدث عن نفسه يتكلم بصيغة الجمع اللذيذة..
و فيه من جميل الحوار والإقناع مع النصارى واليهود ،، مما يعزز العقيدة بطريقة سلسة جميلة..
رغم التصوف البادي في الصفحات الأخيرة ، إلا أنني أحببت الكتاب وددت لو أنه في أكثر من١٥٠ صفحة..
بداية لم ادخل بسرعة في جو الكتاب ، ربما بسبب لغته الذي مزجت فيها العامية المغربية مع الفصحى " بحسب لسان أهل ذلك الزمن " لكن بعدها ، استطاع هذا الطيب الأندلسي أن يصطحبني معه الى بلاده و الى فرنسا و امستردام في القوارب الخشبية بدون تململ :) محاججته لعقيدة النصارى و اليهود ، منطقية مبسطة و ان لم تكن ممتازة ، احببت صدقه مع نفسه ، و ثباته في بليته بالفتاة الفرنسية و كلامه الطيب في ذاك الموقف عموما ، كانت رحلة جميلة من الرحلات التي يأخذني إليها كتاب :)
موريسكي مسلم من الأندلس، يحكي قصة هروبه من اضطهاد الإسبان للمسلمين بعد احتلالهم لها بمئة سنة ثم رجوعه إلى فرنسا وهولاندا الكتاب مختصر لكتاب رحلته الأساسي وهذا المختصر جمع فيها جميع مناظراته مع النصارى خلال الرحلة... ليت الكتاب الأساسي لم يضع، لأنه كان سيعطينا نظرة المسلمين لأوروبا في بدايات نهضتها.
لم أستمتع بالكتاب كما كنت أتوقّع ربّما ركاكة اللّغة هي السبب في البداية شعرت نفسي غريبة عنه وكأنّي أقرأ لغة غير لغتي إلى أن دخلت في جوّه واعتدت عليه ولكن لم أستمتع به اللهمّ إلّا الفائدة التي حصّلتها في آخره عندما تحدث عن بعض الأدعية لقضاء الحوائج والشّفاء
كان يجب ان تكون المقدمة أعمق و أفضل من مجرد تتبع الخط الزماني لرحلة أفوقاي و ذكر بعض النقاط علي عجالة مقدمة الكتاب أضرت بتقيمه للأسف . رحم الله أحمد بن قاسم الحجري و غفرله و جزاه خير الجزاء عن جهاده و حبه لربه و دينه و نبيه .
لغة الكتاب عربية مكسرة شبيهة بلغة القرن السابع عشر التي كانت سائدة في حينه علما أن الكاتب عاش في بلاد المغرب العربي فقد كنت أظن أن هذا الأسلوب ساد في بلاد الشام فقط