كتابات نوبة الحراسة: رسائل عبد الحكيم قاسم

by عبد الحكيم قاسم, محمد شعير (إعداد و تقديم)

لم تكن حياة عبد الحكيم قاسم فى بيت جده فى ميت غمرسعيدة، فكتب وهو فى سن العاشرة خطابا لأبيه يشكو له من بؤس الحياة التى يحياها، لكن خاله ضبط الخطاب وصادره. كانت ״جواباته״ لأبيه تحمل حساً أدبياً، كما قال، وربما كانت هذه الرسائل محاولته الأولى للدخول إلى عالم الكتابة.
أما آخر رسالة كتبها، قبل شهور من رحيله، فكانت إلى الدكتور سمير سرحان رئيس هيئة الكتاب. كتبها بخط مرتعش كأنه يتدرب على الكتابة لأول مرة:
الصديق العزيز الأستاذ الدكتور سمير سرحان رئيس الهيئة..أكتب لك عشمانا فيك بأن ترفع أجرى عن «أيام الإنسان السبعة» المترجمة إلى ألف جنيه وأن يتم الصرف بسرعة.... إننى محتاج وأنت زميلى وقاضى الحاجات لى!
بين الرسالة الأولى والأخيرة مسافة كبيرة، عمر من الكتابة والتمرد، وسيرة حياة لمبدع كبير اسمه عبد الحكيم قاسم.

ليست هذه الرسائل سيرة للكاتب الراحل عبد الحكيم قاسم، بقدرما هى "سيرة" جيل بأكلمه، جيل الأحلام المسروقة. إذ تعكس الرسائل الجو الأدبي الذي نشأ وتكون فيه جيل الستينيات، واللحظات الصعبة التى عاشها أثناء حكم عبدالناصر، ثم السادات وخاصة بعد كامب ديفيد، مرورا بغزو بيروت، وحرب الخليج الأولى. ... كل هذا يجعل من هذه الرسائل توثيقا سياسيا واجتماعيا لهذا الجيل وليس فقط لصاحبها.أمر ثان يضيف أهمية لهذه الرسائل، كونها جنسا أدبيا وفنيا لم يول بعد العناية الكافية في الثقافة العربية. رغم انتشاره في الثقافة الغربية، إذ لا يتم الالتفات دائما إلى ما يتركه الأدباء العرب من أوراق بعد رحيلهم، رغم أهميتها في إلقاء الضوء على الكثير من الجوانب المختفية تحت أقنعة الكاتب. هذه الرسائل تسرب لنا الكثير من الضوء حول آراء قاسم في الفن، الدين، السياسة، والمرأة وغيرها من التصورات حول الحياة والموت، ويبث فيها الكثير من آرائه، وهي أقرب لأن تكون كتابة بلا مكياج، خاصة وقد اشتهر صاحب " ايام الإنسان السبعة" بعنفه وصدقه الجارح في أوقات كثيرة!

Genres: Nonfiction, Literature

First published January 1, 2010

About the author

إحدى العلامات البارزة في الأدب المصري في الثلاثين عاما الأخيرة. ولد بقرية البندرة قرب طنطا. انتقل في منتصف الخمسينات إلى القاهرة وبدأ الكتابة الأدبية في منتصف الستينات حينما سجن لمدة أربع سنوات لانتمائه لتنظيم يساري. عاش في المنفى ببرلين من عام 1974 إلى عام 1985 لاختلافه مع النظام ثم رجع إلى القاهرة حيث توفي عام 1990له خمس روايات، وأربع روايات قصيرة، وخمس مجموعات قصصية ومسرحية

Reviews

[Sawsan · Rating 3 out of 5]

كتاب أعده الصحفي محمد شعير يضم رسائل الكاتب عبد الحكيم قاسم
أرسلها إلى أخوه وأصدقاؤه من الأدباء والنُقاد فترة إقامته في برلين
كان يعمل كحارس ليلي لأحد المتاحف وكتب الرسائل في نوبات الحراسة
يتحدث فيها عن حياته وفكره وغربته وذكرياته وآراؤه وأعماله الأدبية
وينتقل بين الأدب والثقافة والسياسة فترة الستينات والسبعينات
بأسلوب صادق يبدو فيه احساسه الواضح بالاغتراب

[Ahmed · Rating 4 out of 5]

من هو المذنب الحقيقى فى قتل موهبة حقيقية كان بالإمكان أن تبدع لنا الكثير , أهو المجتمع أم صاحب الموهبة أن نظام الحكم الظالم .
جيل الستينات قد يكون أكثر الأجيال المعاصرة تعرضا للظلم وقلة التقدير , هو جيل النكسة وجيل نظام عبدالناصر الظالم , وعندما انقشعت الغمة أتى لهم عصر السادات ليقضى على ما بقى منهم ويكون عصر (الفهلوة) والفساد . لتهجر الطيور أوكارها ويبحث كل منهم عن وسيلة تبقيه على قيد الحياة , فمن هجر عِشه ليترك البلد ومن فيها ومن ترك (مجاله وباع مبادئه) , المهم هو الجيل الذى تنكر له المجتمع ليتنكر هو نفسه لذاته.
عبدالحكيم قاسم صاحب الملحمة (أيام الإنسان السبعة ) يقدم لنا خلاصة تجربة جيله بأكمله عبر رسائله الشخصية التى تنم عن عظمة كاتب لم تمنحه الأقدار الفرصة الكاملة ليمتعنا به.
سُجن وظلم وتجاهل من قِبل المجتمع أتبعها قاسم نفسه بهجرة المجتمع ليطوف فى بلاد الله ويستقر بألمانيا ليعمل كحارس ليلي ليصرف على نفسه .
وقد استقر به المقام هناك ما يزيد عن ال10 أعوام عانى فى خلالها أشد المعاناة .
وفى خلال تلك الفترة المؤلمة فى حياته كان يخط رسائله (الشخصية ظاهرا , الدالة على معاناة جيله بأكمله)
عمل عظيم , قد تراه ذاتيا ولكنه أعمق من ذلك بمراحل .

[Safa Dalal · Rating 4 out of 5]

"ارجوك ان تبقى في جواري حتى آخر لحظة في حياتي لأحكي لك أنت الذي يعرف، ولا أحكي لمن لا يعرف.تغيم عيناي بالدموع وأنا أكتب لك هذا لست ضعيفا أنا إنسان قوي جدا ولكن قلبي عامر بحب هذه الأشياء."

قرأت الرسائل في فترة مضت، قبل الكثير من الوحدة وفقدان الأصدقاء والعمل، لم أستوعب هذا الكم من الغربة والحزن، رأيت أنه يتكلم كثيرا، أنه وحيد وقلبه 'مطفي'، تحاشيت التركيز في رسائله خشية أن يصيبني عطب الضياع والصمت. أما الآن بعد كل شيء فكلامه كان ونسا حقيقيا لضياعي، أقرأ في كلماته صمتي وما أجلت الحديث عنه، فيقول "أنا إن سكت أغرق" فانظر لمن حولي كلنا نغرق، ويزيد: " أنجو إلى أنس الصحاب،أقول حاكيا أو كاتبا، أقول بإلحاح وعصاب، فإن من ورائي الصمت .. ذلك الصمت."
الكتاب حنون ولطيف، ملجأ لمن ضاع وصمت، يبدو في ظاهره خطابا لأصدقائه ولكنك تراه يخاطب روحك، يشاركنا ثقل الحياة والغربة ونشاركه الوحدة والحزن، فالحياة في منتهى الثقل على الجميع، ولكن هذا هو عالمنا الذي لم نصنعه بأيدينا.

وأختم بسؤاله الحنون في إحدى رسائله:
"أكانت رغبتي في دفعك إلى منطقة الكلام أحيانا خشنة حتى الإيذاء؟
ربما."

[ياسر ثابت · Rating 4 out of 5]

تقرأ رسائل عبد الحكيم قاسم فتعيد اكتشاف سيرة جيل كامل رأى ما رأى وعانى ما عانى. وقد تجد إجابة عن سؤال جوهري: لمذا لم ينل عبدالحكيم قاسم ومحمد روميش ومحمد سفينة ومحمود الورداني وغيرهم من المبدعين المصريين حقهم من الشهرة والنقد الأدبي؟
في كل رسالة حكاية واقعية ومؤلمة يكشف فيها عبدالحكيم قاسم عن حياته في القاهرة أو برلين، ويسرد فيها جوانب من حيوات آخرين عرفهم في مسيرة حياته من كتاب وأدباء ونقاد، وأهل وأقارب، بأسلوب شديد الصدق والبراعة
عبدالحكيم قاسم، رحمك الله.. ورحمنا جميعاً

[ياسمين طارق · Rating 4 out of 5]

أدب الرسائل..نوع من الأدب مش واخد حقه في بلادنا العربية مع انه تصوير دقيق لفترات معينة في تغيير هويتنا وثقافتنا ودقته وبراعته بتنبع من معرفة صاحب الرسائل وكاتبها..
عبد الحكيم قاسم بالنسبة لي اكتشاف..الأديب ذو الذكرى النادرة ومش عارفة السر وراء عدم شهرته وهو مؤلف رواية عظيمة جدا اسمها ايام الانسان السبعة..رواية كفيلة بإنه يكون ليه شهرة تضاهي نجيب محفوظ ذات نفسه..عمق وتأثير و وصف وسرد مفيش كدة..
اما عن الرسائل فأنا دائما أعشق هذا الفن الأدبي القليل في تراثنا العربي وبالبلدي كدة بتنشق على كتاب رسايل لأي أديب عربي

[May · Rating 3 out of 5]

صادق وقلبه عامر بحب الأشياء

ينصح -أو لا ينصح- به لمحبي جيل الستينات ومبرمجي المانيا

[Islam · Rating 4 out of 5]

كتاب يستحق القراءة مرات ومرات، لم تكن رسائل عادية من التى نبعث بها للأقارب عندما نكون فى غربة، ولكنها مع حميميتها وخصوصيتها الشخصية يتناول فيها عبد الحكيم أزمات عصفت به وأرقته مثل جدوى الكتابة أو لاجدواها أيضا ومناقشته للعديد من الأسئلة المطروحة وقتها والمتعلقة بأحداث سياسية مثلا أو رؤيته لفكرة الهوية، آراء كثيرة كان يود أن يناقشها فى رسائلة التى تصل أحيانا لعشر صفحات والمقاربة فى بنيتها لشكل المقال الصحفى لولا المسائل الأسرية والإجتماعية التى تتخللها، ربما لأنه كان يريد طرفا آخر يعمل معه حوار فكرى مثمر يجاوب على أسئلة تؤرقه لن تكون هناك اجابة عليه وسط غربته البرلينية

[أحمد شاكر · Rating 4 out of 5]

من يريد أن يقرأ شيئا إنسانيا في هذا الزمن الردىء، فليقرأ (كتابات نوبة الحراسة) لعبدالحكيم قاسم.

إنه يبك غربته ومنفاه. يحكي سيرته الذاتية. ينقب في أرجاء ذاكرته، ذاكرة الوطن. يبني ويرمم ما أتلفه الماضي. يعطي رأيه في الفن والكتابة، وكتاب جيله (جيل الستينات: أصلان، دنقل، يحي الطاهر عبدالله، الأبنودي...)، بكل صدق وجرأة.

يستغيث بالصور والأصدقاء والأهل، ليحمي نفسه من برودة أوروبا، حيث أقام ببرلين 12 سنة.
كتاب يرد الروح، حتي لو اختلفنا معه في أمور..

[Ahmed Elsebay · Rating 4 out of 5]

أحيانا عندما نكتب فنحن بدون ان ندرى او عن إدراك تام نسجل جزء من أرواحنا فى هذا الكتاب تشعر انك تتواصل مع روح عبد الحكيم قاسم بعيدا عن زخرفة الكلمات وقوالب الأدب

[محمد المغازي]

عبد الحكيم قاسم اكتشاف مذهل الحقيقة، كتجربة و كأفكار و كأسلوب، حان الآن التوجه لأدبه نفسه بقى

[Marwa Sami · Rating 5 out of 5]

هذه أولى تجاربي مع هذا النوع من الأدب: أدب الرسائل، كما أنها - وياللأسف- أول معرفتي بعبد الحكيم قاسم.
الكتاب عبارة عن تجميعات لرسائل كتبها عبد الحكيم من ألمانيا ثمانينات القرن الماضي عندما سافر هناك لتحضير رسالته للدكتوراة .. أو هاربًا من واقع خاف على الفنان بداخله أو إنسانيته منه، كتبها لعدة أشخاص من أهله وأصدقائه من الأدباء.
ومهما كان اختلافك مع عبد الحكيم في طريقه عيشه أو بعض أفكاره إلا أن الملمح الرئيس الذي يتجلى بقوة في هذه الخطابات فلا تجد مناصا من استقباله فاتحا قلبك مرغمًا هو أنك أمام إنسان صادق ومخلص؛ صادق مع نفسه ومع أدبه ومع الناس، هذه الصفة هي التي تجعل كلمات قاسم وأحاسيسه تخترق كل القشور والمظاهر والحواجز المعتادة لتصل إلى القلب مباشرة؛ الإحساس الموجع بالغربة ، اللهفة على أهل وأصدقاء وذكريات تركها خلفه، محاولة النجاة بنفسه وإحياء ذلك الجزء من الروح الذي هو مشكاة الكلمات والذي اعتمته خيبة الأمل والزيف وقلة الإخلاص في قاهرة السادات حتى أنه لم يعد يستطيع الكتابة. لا أريد التطويل وأخشى أن يكون كلامي ابتذالا لهذه النافذة على عقل وقلب وروح عبد الحكيم قاسم، فقط إقرأوا رسائله إن أردتم أن تتعرفوا على عالمه الثري والذي هو أيضا عالم جيله الذي شكل الحركة الأدبية في مصر خاصة والعالم العربي عامة في تلك الفترة، فقط سألمح لكم ببعض ما قد يفوتكم إن لم تقرأوا هذه الرسائل والتي خرجت منها بفوائد جمة إنسانية وأدبية وفلسفية وسياسية، خاصة رسائله مع رميش ورسالته لحسني عبد الفضيل، ورسالته للورداني بتاريخ 8/3/1983، ورسالتين لمحمود عبد الوهاب خاصة تلك التي لخص فيها في سطور معدودة وببساطة مدهشة طبيعة الخلاف بين فلسفة الشرق والغرب في النظر إلى الحياة والإنسان وفكرة كل منها عن التقدم. وكذلك ستجد ملمحًا من أفكار قاسم عن اللغة والمصطلحات ال��عربة وتاريخ الأدب الشرقي وأزمتنا في عدم وجود معايير نقدية خاصة بنا نابعة من تراثنا لذا تجد النقاد يرددون كالببغاوات تجارب أمم غيرنا ويريدون إسقاطها علينا من علٍ، كل ذلك ستجدوه منثور هنا وهناك في رسائله.
جعلتني هذه الرسائل أيضا اتحمس بشدة لقراءة أدب قاسم خاصة رواياته أيام الإنسان السبعة، المهدي،أخت لأب، محاولة للخروج، قدر الغرف المقبضة والتي أسرتني فكرتها التي اتفق معها تماما والتي يقول عنها في رسالة من رسائله للورداني: "إنني قصدت أن أقول إنني ومعظم ناس هذا العالم نسكن في مساكن قبيحة وأن الإنسان إذا سكن طول حياته في سكن قبيح فإنه لا يكون أبدًا إنسانًا جيدًا ولا يكون أبدًا قادرًا على أن يبدع." وكذلك مجموعاته القصصية، بل إنني تحمست لقراءة كتاب جيله الذين شهد لهم بالموهبة خاصة رواية رميش الليل الرحم.
عشرات من الاقتباسات والجمل المضيئة الكاشفة يمكنني أن انقلها هنا تحمل لكم القلب النابض وراء هذه الشخصية، وحبه للموهوبين المخلصين من أبناء جيله من الأدباء والنقاد بل وتسامحه –رغم حدته وصراحته الشهيرة – مع عيوبهم ونقائصهم وربما أوضح مثال على ذلك لفت نظري هو كلامه عن الأبنودي. كما يمكن أن تكسي بعض عباراته عن مأساة جيل ومحاولته البحث عن هوية وسط ركام الابتذال والاستسهال وضياع القيم لحمًا ودمًا حتي لكأنك تلمس معاناته ومعاناة الصادقين من جيله والتي مازالت معاناتنا ويبدو أننا سنورثها لأجيال قادمة بعد. حسنا سأكتفي بهذا القدر فلا أريد أن أثقل عليكم، وإنما كان كل ما أردت هو أن اقنعكم بما سيفوتكم لو لم تقرأوا هذا العمل الإنساني والفكري البسيط العميق في آن.

[مرعي مصطفي · Rating 4 out of 5]

المقدمة كانت مملة جدا .. و لكن الرسائل نفسها كانت حلوة جدا ..
شئ مؤلم أن يتوارث الوجع جيل ورا جيل
شئ مؤلم ان تكون اوجاعهم هي نفسها اوجاعنا تقريبا بل تتزايد و ان تستمر الاحلام كما هي . . تقريبا
اعجبتني فكرة تجميع الرسائل .. خروج الرسالة عن التقليدية في المضمون .. بل كانت رسائل نقاشية مفيدة لم تقتصر علي السلامات و الاحوال
حسيت بشبه بيني و بين قاسم في بعض الحاجات حببني فيه ..
الكتاب محتاج ارجع ليه بين الوقت و الآخر ..
شكرا محمد شعير علي فكرة الكتاب و مجهودك في تجميع الرسائل دي :)

[Sohaila Fawzy · Rating 4 out of 5]

ليست مجرد رسائل متبادلة بين أصدقاء، بل تأريخ لجيل أدباء الستينات أحلامهم وانكساراتهم، بقلم موهبة أدبية للأسف لم ينل ما يستحقه من تقدير، عبد الحكيم قاسم رحمه الله.

[روان ناجي · Rating 4 out of 5]

عرفتُ هذا الكتاب مُصادفةً من خلال قرائتي لكتابٍ آخر لم أُحبّه، ولهذا نقرأ الكتب التي لا بأس بها..

لم أُقيّم كتب الرسائل من قبل بأقل من أربع نجمات، وتلك النجمة التي تنقص تكون لهفواتٍ بسيطة لم تعجبني، لكن في العموم لا أستطيع أبدًا تقييم ما يكمن في أعماقِ إنسانٍ ما، لا سيّما إن كان يبوح لمجرد البوح.

في البداية، لم أحبّ مقدمة الكاتب، للطول والتكرار بلا داعٍ، لكن عندما بدأتُ في الرسائل، أخذتُ أذوب فيها، يحكي "عبد الحكيم" في رسالاتٍ لأصحابه ما يدور في خاطره، ويحكي حال الكُتّاب في الستينات، كنتُ أميل لفكرة الحكي ولشاعرية اللغة أكثر من أيِّ شيءٍ آخر، ورأيتُ في بعضِ الاقتباسات علاقتي مع أصدقائي، وأمتنُّ لهذا كثيرًا، أكثر ممّا لا يمكنني وصفه.

شخصٌ يملكُ قلبًا شاعريًا وإن بدا أحيانًا عكس ذلك، يحبُّ الحياة لكونِها حياةً فقط، يبثُّ ما في خبايا نفسه لأصدقائه، الذين يثق تمام الثقة من فهمهم له، ويعتذر على أقلّ الأشياء التي يعتقد أنّها رُبما تجرح، حتّى قال في إحدى الرسائل لصديقه: "أتكون رغبتي في دفعك إلى منطقة الكلام كانت أحيانًا خشنة حتى الإيذاء؟" أقرأها وأعيدها مرّاتٍ مفتونةً بكمية المُراعاة والحبّ فيها.

يُعاني من آلام الغُربة التي تُجدد وَحشته، وتجعلُ الوحدة شعورًا مُقيمًا لا يُفارقه، يحنُّ إلى الوطن ولقاءات الأهل والأصدقاء، ويعتبُ على عدم مُراسلة بعضهم له عتابًا في غاية الرقّة، ويرجو منهم رجاءاتٍ غاية في العذوبة.

كنتُ أريد أن أحكي أكثر لكن لن يسعني هُنا، عندما أحكي عن الأشياء التي أُحبّها، لا أستطيع التوّقف.:))

[Momen · Rating 4 out of 5]

أدب الرسائل وإن كان صنف جديد على الأدب بشكل عام إلا إنه يعد الآن أحد أمتع وأجمل الآداب التي تطرب قارئيها؛ لأنها تفتح نافذة كانت معتمة بالأساس في شخص الكاتب وذاتيته لا يعرف القراء عنها شيئًا من قبل، بالتالي هى ليست نوع من التلصص على حياة الكاتب الشخصية بقدر ما هي محاولة لتقييم الكاتب ككلّ وتقييم محاولته الأدبية في ضوءها

أنا لستُ بالمجرب في أدب الرسائل فجلّ خبرتي هي قراءة كتاب هنا والآن لأوستر وكوتسي وكانت رائعة لإنها كانت ثرية على مختلف موضوعتها، لكن التجربة مع عبد الحكيم قاصم كانت مختلفة بحق فهي تعرض مأساة إنسان يشعر بالاغتراب في مجتمعه لإنه مجرد شخص رفض القطيع وفضّل المجاهرة برأي لا يتماشى مع سياسة القطيع، الأمر الذي عزز هذا الاغتراب هو احساس عبد الحكيم قاصم بنفسه وبموهبته، كذلك السحق لجيل الستينات بأكمله مثل محمد روميش وبهاء طاهر ومحمد سفينة والبساطي وخيري شلبي، للأسف الاسماء المذكورة أنفًا لم تأخذ حقها ونصيبها من الاحتفاء الأدبي كما ينبغي بل تعرّضت للسحق والتغرّيب عقابًا لها خاصةً في عهد السادات. زادت غربة عبد الحكيم قاصم أكثر في سفره إلى ألمانيا الأمر الذي جاء خلافًا لما ظنه عندما خاض التجربة

واحد من أفضل ما قرأت حتى الآن ومجموعة من الرسائل ترسم لك بشكل كبير ملامح مصر في ذلك الوقت

[مصطفى عبدربه · Rating 1 out of 5]

"وقلت لها أن ثمة في قريتي مرضى الاستسقاء كروشهم منتفخة مليئة بالماء يرشحها الطحال بلا انقطاع. شاحبون مفنجلو العيون وفي العصر يخرجون، يجلسون جوار الحيطان، نحيلو الأطراف ، شاحبون، ينظرون إلى الناس الغادين والرائحين. وقلت لها إن في روحي شيء مثل هذا. يثقلني فأجلس مرتكنا لأ أفعل شيئا غير أنني أنظر إليهم وهم يعرفون موقعي وحقدي ويحسون ثقل نظراتي "

المقطع السابق ركيك الصياغة هو جوهر الكتاب وجوهر عبد الحكيم قاسم ذاته كما قال عن نفسه.

[Mohamed Ibrahim · Rating 4 out of 5]

هي رسائل لوصف حال الكتاب في فترة الستينات وشكل العلاقة بينهم وتعرضهم للظلم والتهميش والقهر من نظامين مختلفين ناصر وسادات ومامرت به البلد ووجود قامات كبيرةمن الكتاب مثل نجيب محفوظ ويوسف السباعي ووصف لحاله كاتب كبير لم ياخذ حقه وشعوره بالغربه في دوله اوروبيه واشتياقه لسماع كلمه عن بلده في الرسائل

[Islam · Rating 4 out of 5]

كل هذه الأفكار والفلسفة في رسائل لأصدقاؤ!! أنا أرثوا حالنا الآن وما تمخض منا بسبب وسائل التواصل الاجتماعي.. فقدنا الكثير

[الشناوي محمد جبر · Rating 2 out of 5]

مش متعود أقرأ رسائل للكتاب، لكن عبد الحكيم قاسم قرأت له رواية من قبل وأعجبتني، هي رواية أيام الإنسان السبعة، فقررت قراءة رسائله.
الرسائل رائعة جدا في أسلوبها، حتي أنني أثناء قراءتها حزنت بسبب التكنولوجيا التي تسببت في ضياع لون أدبي شديد الروعة يعتبر فرصة ممتازة للفضفضة والحكي بحرية بعيدا عن العيون.
كثير من الشخصياتا التي لم أعرف عنها شيء قبل الآن عرفتها في رسائل قاسم، منهم كثير من الأدباء الذين واراهم التراب وطواهم النسيان ولم يعد يذكرهم القراء.
وفي الرسائل كثير من الأراء التي تعتبر صادمة للبعض منها:
ما قاله عن السادات باعتباره نصف موهوب نصف متهور
ما قاله عن د/ مصطفي محمود باعتباره دجال وليس مفكرا كما يشاع
ما قاله عن أنيس منصور باعتباره دجال هو الآخر
وغير ذلك من الأراء الكثيرة التي ذكرها في طيات الرسائل
مرة ثانية أقول أن رسائل قاسم شديدة العذوبة والجمال وجديرة بأن تقرأ...

[Rasha Said · Rating 5 out of 5]

قرأت لعبد الحكيم قاسم من قبل رواية قصيرة مبهرة اسمها المهدي .. ضممتها إلى قائمة مفضلاتي..
وينضم إليها هذا الكتاب .. هذه ليست رسائل شخصية .. هذه شهادة أديب عبقري مجد رائع صاحب قلم مميز جدا على جيل ومراحل الستينيات والسبعينيات والثمانينيات .. كتاب أكثر من رائع ..

[Mohanad · Rating 4 out of 5]

شيء مشرف ما يفعله محمد شعير والله واحد من أجمل ما قرأت السنة دي.

[رنا · Rating 4 out of 5]

وأخيرًا انتهيت من الكتاب ددا، عندى مشكلة مع اي شكل أدبي مش روائي
بينتهي بصعوبة وفي وقت طويل، رغم إن الرواية لو حلوة مبتاخدش مني تلات ايام مثلا

بس الكتاب دا مش وحش خالص، بديع فعلا
رسائل عبد الحكيم قاسن لعدد من الأدباء صحابه وأخوه

هي مش بس رسايل بتبين اد ايه حالة الكاتب المصري في الفترة دي
لكن إنسانيا كلامه لأخوه وهات مش عارف ايه واعمل ايه في الشقة
الرسائل كانت صريحة جدا
وهي بالفعل نص أدبي أكتر منه مجرد رسالة عادية
لأنها كانت المتنفس _تقريبًا_ الوحيد لعبد الحكيم قاسم في الغربة
الراجل عاني كتير من غربته، وكانت الجوابات بالنسبة له فرصة للفضفضة والمناقشة وإنجاز أي شئ من خلال صحابه

مشروع أدبي جيد للباحث محمد شعير الحقيقة
وخلاني أحس إني نفسي يبقى ليا مشروع أدبي كدا انجز فيه شئ كبير
وإنه يتكلم مع الأدباء دول ويجيب منهم الرسايل او يتواصل مع أهل المتوفين منهم
دا مجهود عظيم الحقيقة
الأدباء كانوا روميش وادوار الخراط والورداني والكفراوي وعبد الوهاب وآخرين

اعيب عليه بس فكرة ترتيب الرسايل بالأشخاص مش بالتواريخ
دا لخبطني شوية
لكن من ناحية تانية هي كويسة لأن فيه كلام في الخطابات لنفس الشخص بيبقى متصل
ولو كان عمله بالتواريخ كانت السيرة هتيجي اكتر من مرة في أماكن متفرقة ودا هيلخبط الواحد بردو

انا مستغربة جدا اني ازاي معرفش اسامي الأدباء دول وواضح ان كل حد فيهم عمل اسم
الجيل دا بالذات كتير منهم اتغرب وفيه منهم اللي قرب للسلطة زي الابنودي
وفيه اللي مات واللي اتوقف عن الكتابة
حاجة بؤس
لكن واضح انهم موهوبين والدليل الكفراوي اللي لسة سامعة عن اسمه من فترة قصيرة وقريت المجموعة القصصية ليه "بيت للعابرين" وكانت جميلة

كمان عبد الحكيم نفسه كان بيهتم بحال الأدب جدا رغم انه كانت متغرب
وعلى تواصل كبير مع الحركة الادبية في مصر
كان مبيحبش يتقال له انه كاتب كبير لانه حاسس ان اللقب دا فقد بريقه وبقى بيتقال لكل من هب ودب

هو انا ممكن احكي كتير عن عبد الحكيم وهو من جواباته شخص رائع ومثير للاهتمام
ولازم اقرا له بقى

[Khaled Ali · Rating 4 out of 5]

نوع ادبي مش ادبي !!

ده الوصف الادق للكتاب..
بالرغم من انه ماكنش في الاساس ادبي الا لأن اللي كاتبه بقيمة عبد الحكيم قاسم و مرسل لاشخاص بقيمة ادوار الخراط.. محمود الورداني..سعيد الكفراوي..و غيرهم كتير من المبدعين و المتألقين فكان و لابد يكون كتاب متميز..

استمتعت جدا بسرد لحظات من الماضي من الناحية الشخصية البحتة..حت لو كان تاريخ شخصي لافراد بعينها مش للمجتمع ككل الا انها ليها تفسير بينعكس على مجتمع وقتها و بيوضحلك النتايج اللحظية لحاجات كتير نعرفها في التاريخ..

الجزء الامتع في الكتاب بالنسبالي الرسائل الضخية لاخوه..
و رسائل الكفرواي

[محمد ذهني · Rating 2 out of 5]

الفكرة جيدة. لكن في رأيي تم تنفيذها بشيء من التسرع وعدم الحرفية. فموضوع المراسلات خاصة في ظروف شخص مثل عبد الحكيم قاسم هو فكرة جيدة. لكن المادة غير ثرية إلا قليلاً. تصنيف الرسائل بالأشخاص لا بالتاريخ جعل الكتاب مفكك . الميزة الأكبر في الكتاب هو بعض الأجزاء التي يتحدث فيها قاسم عن مأساة جيله. أو يسب بعض الكتاب الدجالين . أو التي يبوح فيها بحقائق مثيرة فجأة .أو حتى تلك التي يظهر فيها كإنسان شبه يائس يرى أنه لم يتم تقديره لا معنويا ولا مادياً.
كما قلت المادة فقيرة الرسائل قليلة وفيها الكثير بلا قيمة ومصنفة بطريقة سيئة.
كان من الأفضل لو كان الكتاب عن رسائل كتاب جيل الستينات.

[معتز · Rating 3 out of 5]

إذا أردت أن تتعرف على جيل الستينات فهذه الرسائل سوف تكشف لك الكثير عن أسماء ربما لم تسمع بها من قبل.
بالنسبة لي لعل الاسم الأكثر ترددًا على طول الرسائل هو محمد روميش ومجموعته الليل الرحم.

حمستني الرسائل لقراءة اعمال أخرى له وربما لسوء حظي قررت أن ابدأ بديوان الملحقات، بالواقع شعرت بالهوة الكبيرة وأختلاف كبيرة ما بين أسلوبه الذي كتب به الرسائل وقد كان ممتع لي لدرجة أنني لم أرغب في إنهائها سريعًا، وأسلوب قصصه خلال ديوان الملحقات -التي على رغم من صغرها - إلا أنني تمنيت لو ان تنتهي سريعًا.
،
علي أي حال: لنا قراءات أخرى لعبدالحكيم قاسم وباقي أدباء جيل الستينات... الله المستعان XD