Михаил Зощенко – народный классик, искренне любимый миллионами; его книги давно живут своей жизнью – в тысячах цитат, которыми говорили и говорят сменяющие друг друга поколения читателей. Такая популярность и признание – дань уникальному таланту, благодаря которому мы можем смотреть на себя со стороны и смеяться.
ماذا نكتب في مراجعة قصة قصيرة؟ قد يراودك هذا السؤال عندما تكتب أي مراجعة لأي قصة أخرى، لكن مع ميخائيل زوشينكو فالأمر مختلف فكتابات زوشينكو وقصصه القصيرة قد تعادل كتباً احتوت على مئات الصفحات من قبل.
تمكن زوشينكو من خلال نقده الساخر وهجائه المبطن من تحويل قصصه القصيرة إلى أداة نقد بناء لا تخفى مضامينها على حصيف، بل تراها أفضل من ما قد يكتب في مجالات السياسة وعلم الإجتماع..
"لا حاجة للضحك، طالما هناك اجتماع، فيجب الإعلان عنه أو تعليق ورقة على الباب بهذا الخصوص، وعموماً، عند التدخين يجب تهوية الغرفة."
في قصة الزوج لزوشينكو يبدو في ظاهر الأمر أن القصة هي انتقاد لعمل الزوجة واهمالها لمنزلها وتقديم زملاء العمل على الزوج وهذا هو الاطار الذي وضعه زوشينكو للقصة ولكن الأمر أبعد من ذلك فميخائيل من خلال نصه هو يوصل نقداً واضحاً للتجارب والنظريات الاجتماعية، التي تعطي تأثير واضح على المجتمع في غالبه يكون مؤذي ومتعب لأفراد المجتمع، وغالباً ما تخلف هذه النظريات والتجارب الدخان والفوضى والأذى في حين يتعذر اصحابها بأنها مجرد تجربة او مجرد نظرية ولكن قد اخطأنا في التطبيق، ويكلف هذا الخطأ آلاف إلى ملايين الأنفس التي تزهق والعوائل التي تفكك والأجيال التي تدمر.
لو صادفتني هذه الحركة لكان لابليس مرتعا في عقلي. سأفكر ماذا يحدث في الداخل ؟ هل لدى زوجي بنتا اخرى اتخذها صديقة؟ او ربما عشيقة؟ وستبدأ الوساوس وعمل الشيطان حتى لأُخالني اريد ان اكسر الباب لارى بأم عيني ما يحدث. تذكرت قصة قد قرأتها تبدأ بنفس المنظر ! جاءت البنت الى البيت اذ يقول لها الحارس بأنها لن تستطيع الدخول الى بيتها لان زوجها قد دخل مع بنتا جميلة. جلست خلف الباب وبعد خمس دقائق يأتي رجلا (صديق تلك البنت) وبدأوا يتحدثون وبعد برهة دق الشاب على الباب وعندما فُتح الباب عرف اللذين في الداخل بأن فضيحتهم قد عرفها "احبائهم"
ولكن في هذه المرة الامر مختلف لان الروس دائما مختلفين. ارادوا ان يوصلوا الى نتيجة لسؤال قد طرح مسبقًا ؟ ماذا يفعل الزوج عندما يأتي ويسمع صوت شخص ذكوري في بيته؟
قصة قصيرة لا تتجاوز الاربع صفحات تحكي عن زوج يعود للمنزل فيتفاجأ بإن باب المنزل مغلق من الداخل وزوجته مع صديقه ويكلمه صديقه يطلب من الانتظار لبعض الوقت!!
يلجىء الزوج المصدوم لاقرب شرطي يصادقه فيقول له الشرطي لا نستطيع التدخل قبل ان يحدث ضرر فعلي، لماذا لا تجرب وتعود تطلب منهم الدخول
وفعلا يعود للمنزل و يُسمح له بالدخول هذه المرة يتفاجىء بالموجودين في الداخل من رجال ونساء ودخان كثيف يملىء الارجاء.
ثم يُخبره صديقه بانها تجربة اجتماعية يدرسون نتائجها؟!
حينما يضعونك موضع تجربة و كأنك فأر تجارب و في الحياة الاجتماعية الزوج الذي يتعرض لموقف في أن زوجته تخونه و يظهر بعدها أنه مجرد تجربة و انه احد عواملها ...
اقتباس: " - (مانيوسا)، إفتحي، أنا (فاسيا)، آت إليك. تلوذ زوجتي بالصمت متوارية خلف الباب. وفجأة أسمع صوت (میشا بوتشکوف)، زميل زوجتي في العمل، وهو يقول: - هذا أنت، (فاسيلي إيفانوفيتش)، الآن، لحظة واحدة ونفتح لك.انتظر قليلاً يا صديقي.
هنا شعرت وكأن قرمة خشب وقعت على رأسي. «ما هذا الذي يجري على الجبهة العائلية! لا يسمح للأزواج بالدخول إلى بيوتهم»"
لعلها القصة الأولى التي أتفاعل معها وتؤثر فيَّ وفي مشاعري الأخلاقية منذ انضمامي لمجموعة القراءة اليومية لدى "القراء البحرينييون" .
..يأتي الزوج لمسكنه الذي فيه أهله ومستقر عواطفه وروابطه العائلية، يطرق باب منزله إيذانا بقدومه، حينها يأتيه صوت *رجل أجنبي* من خلف أبواب منزله المغلقة قائلا له: انتظر قليلا وسنفتح لك..! .
من أنت بحق السماء ومن أنا؟؟ كيف بك خلف أبواب منزلي قابعا في الداخل، وأنا رب الأسرة وصاحب العقار واقفا خلف الباب بانتظار تفضّل منك كي تفتح الباب؟ ما الذي تفعله في الداخل؟ ما الذي يجري هنا؟! هل مُحيت المبادئ وتلاشت الأحاسيس الإنسانية فيك كي تخاطبني بهذه الجسارة؟ بل أنّى لك الجواب حتى ودون خجل؟! أنت في موضع شبهة يا هذا!.
القصة تلعب على وتر المشاعر والغرائز الإنسانية، وخصوصا تلك المشاعر ذات الخط الأحمر المتعلقة بالشرف والرجولة والغيرة، فكيف بالعربي أو المسلم او الشرق أوسطي إذا قرأها وهو يولي الاهتمام الكبير لهذه المسائل؟.
أستطيع القول أن هذه القصة القصيرة "ضربتني على الوتر الحساس!" وللأمانة امتعضت قليلا عند وصولي لخاتمتها حيث يوحي لك السارد بأن جو الشبهة ولو تقشعت بعض غيومه، إلا أن سحائب الشك لا زالت موجودة والتي تدعِّمها سحائب السجائر المالئة للغرفة المغلقة.
وعموما، تأثري بهذه القصة رغم أسلوبها البسيط في البيان العميق في الأذهان؛ لَهوَ دلالة على جودة القصة وتمكن الكاتب من التغلغل لنفسية القارئ وإثارة مشاعره.
هي قصه ساخرة تهكميه فكاهيه تنتقد الحياة الاجتماعية في روسيا، على مايبدو ان الكاتب بصدد تأطير حدود الزماله في العمل التي قد تتجاوز حواجز الاحترام بأسم الانفتاح او التحرر .في هذه القصه الزوجه كسرت حاجز حدود الزماله على حساب شريك حياتها.
عمل لطيف يعرض ببساطة تعارض الظن مع الحقيقة ومدى تأثير الشك بالنفوس التي قد تحول المسالم لمخطط لجريمة او ربما لارتكاب مسعى اكبر ، ايضا تتناول ان الصراعات العائلية في فترة العشرينات في المجتمع الروسي كانت لحد كبير هزلية لا تتمحور حول جدية الأمور والأرستقراطية العاطلة من العصور الاجتماعية التي تسبق تلك عمل اليوم هو من نوع الادب الساخر ، لذا كل ما جاء فيه من تفاصيل قد تبدو هزلية ، انما هي تفاصيل إسقاطية على المجتمع الروسي وسقوطه بعد الثورة الدامية التي حدثت في سنة ١٩١٧، بالنسبة لي جوجول في فترة ١٨٠٠ و مؤلّف اليوم ميخائيل زوشنكو هي فترة ابداع نتجت عن التقلبات الأرستقراطية في المجتمع والفقر المضجع الذي ساد في روسيا ثم ما ال اليه نتيجة الحرب العالمية الاولى وهزيمة روسيا التي خسرت فيها ماديا واقتصاديا وسياسيا حتى قيام الثورة الشيوعية البلشيفية.
قصة الزوج أول مرة أقرأ لزوشنكو، أعجبني أسلوبه، لا أدري ربما كأنه مزيج من تشيخوف وقصصه القصيرة المحكمة وبولغاكوف وكوميديته السوداء. أرغب في قراءة المزيد من أعماله لأتيقن..
ربما الفكرة بأن لو لم يكن "الزوج" ضعيفاً كما هو لما تجرأ أحد على القيام بهذه التجربة القاسية والمحرجة..