كتابُ الأمثال لشيخ رواة البصرة وبغداد الأصمعي يقدّمه محققه بحلةٍ علميةٍ قشيبةٍ بعد أن عزَّ ذكره وضاعَ خبرُهُ بين الدارسين، وافتقدت إليه مكتبتنا العربية. فتعقبَهُ المحققُ خبراً في المظان، وجمعه أشتاتاً استخلصها من بين دفات المصادر القديمة ليجعلها كتاباً موحداً قائماً على أصول البحث ومنهج التحقيق. ولا تُخفى أهمية الأمثال مصدراً من مصادر لغة العرب، استعان بها اللغويون في معجماتهم والنحويون في كتبهم، وما أحوج الباحثين في الدرس النحوي واللغوي عامة إلى الأمثال وهي مدار الاستشهاد النحوي واللغوي لاسيما ما وقع منها ضمن عصر الاحتجاج بالفصيح من اللغة الذي ينتهي بسقوط الدولة الأموية عام (132هـ) على الرأي الراجح عند العلماء. ومن فضل هذا الكتاب أيضاً أن المحققَ استوفى ترجمة الأصمعي وحصر أكبر عددٍ من شيوخه وتلامذته ومؤلفاته، وقد بذل جهداً كبيراً في تحقيق النصوص الواردة في الأمثال وتبيان اختلاف روايتها بالرجوع إلى مظانها
مولده ووفاته في البصرة. كان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها، ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة. أخباره كثيرة جداً. وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر). قال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي. وقال أبو الطيب اللغوي: كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً. وكان الأصمعي يقول: أحفظ عشرة آلاف أرجوزة. وللمستشرق الألماني وليم أهلورد كتاب سماه (الأصمعيات-ط) جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها. تصانيفه كثيرة، منها (الإبل-ط)، و(الأضداد-ط)، و(خلق الإنسان-ط)، و(المترادف-خ)، و(الفرق-ط) أي الفرق بين أسماء الأعضاء من الإنسان والحيوان..
أمثال بعضها مازال يصدق في كل عصر، وبعضها عفى عليها الزمن، ولكن جامع الكتاب بالغ قليلا في تجميع كتاب أمثال الأصمعي من بطون الكتب القديمة بعد أن ضاع منا الأصل، مما ألجأه في كثير من الأحوال إلى إيراد أقوال قالها الأصمعي في اللغة وشرح غريب الكلمات، فأخذها الجامع وجعلها ضمن كتاب الأمثال المفقود
--- كلمة الناشر:
كتابُ الأمثال لشيخ رواة البصرة وبغداد الأصمعي يقدّمه محققه بحلةٍ علميةٍ قشيبةٍ بعد أن عزَّ ذكره وضاعَ خبرُهُ بين الدارسين، وافتقدت إليه مكتبتنا العربية. فتعقبَهُ المحققُ خبراً في المظان، وجمعه أشتاتاً استخلصها من بين دفات المصادر القديمة ليجعلها كتاباً موحداً قائماً على أصول البحث ومنهج التحقيق. ولا تُخفى أهمية الأمثال مصدراً من مصادر لغة العرب، استعان بها اللغويون في معجماتهم والنحويون في كتبهم، وما أحوج الباحثين في الدرس النحوي واللغوي عامة إلى الأمثال وهي مدار الاستشهاد النحوي واللغوي لاسيما ما وقع منها ضمن عصر الاحتجاج بالفصيح من اللغة الذي ينتهي بسقوط الدولة الأموية عام (132هـ) على الرأي الراجح عند العلماء. ومن فضل هذا الكتاب أيضاً أن المحققَ استوفى ترجمة الأصمعي وحصر أكبر عددٍ من شيوخه وتلامذته ومؤلفاته، وقد بذل جهداً كبيراً في تحقيق النصوص الواردة في الأمثال وتبيان اختلاف روايتها بالرجوع إلى مظانها