لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم ... ليس الصحيحُ إذا مشى كالمقعدِ من فترت همته وتضاءلت عزيمته فليقرأ سير هؤلاء الرجال، وليطالع حكاياتهم، ومن ظن نفسه على شيء فليقِسْ بهذه المساطر الجليلة نفسه وسيعلم أنه إنما خُدع بنفسه، فما هؤلاء إلا كالنجوم التي تزين لأهل الأرض سماءهم، وربما اهتدوا بها إذا ادلهم العصر، وران على أهل الزمان الضعف والتخاذل، وأعمى القلوبَ بريق كاذب كبرق الخلب الذي يأخذ بالأبصار ولا يعود بغيث ولا خصب. قراءة تراجم هؤلاء عصمة في زمن الفتن، ونور في زمن الظلمة الفكرية، وعروة وثقى يستمسك بها الإنسان ألا يزيغ أو يضعف أو ينحرف.
رحمة الله عليه، الإمام والمحدث والفقيه والمجاهد والزاهد "أولئك الذين هدي الله فبهداهم اقتدهِ" اللهم ارزقنا السير علي هداهم. مع كل ذلك كان شديد التواضع لله وللناس وهو القائل: رأس التواضع أن تضع نفسك عند من هو دونك في نعمة الدنيا، حتي تعلمه أنه ليس بدنياك عليه فضل. وأن ترفع نفسك عن من هو فوقك في الدنيا حتي تعلمه أنه ليس له بدنياه فضل. وكان شاعراً بليغاً مع ذلك قيل له إنك تكثر الجلوس وحدك فغضب وقال: أنا وحدي؟ أنا مع الأنبياء والأولياء والحكماء والنبي وأصحابه ثم أنشد هذة الأبيات ولي جلساءُُ ما أمل حديثهم...ألباء مأمونون غيباً ومشهدا. إذا ما اجتمعنا كان حس حديثهم...معيناً علي دفع الهموم مؤيدا. يفيدونني من علمهم علم ما مضي...وعقلاً وتأديباً ورأياً مسددا. بلا رِقبة أخشي ولا سوء عشرةٍ...ولا اتقي منهم لساناً ولا يدا. فإن قلت: أحياءٌ فلست بكاذبٍ..وإن قلت: أمواتٌ فلست مفنَّدا.
يأتي الكتاب في سيرة امام جليل رضي الله عنه الفقيه المحدث الزاهد الورع وقد اعتمد الكاتب علي مراجع جيدة جدا ورغم سعة المعلومات الا اني مللت من الكتاب ولم احب اسلوب الكاتب ومن نصف الكتاب وانا اود لو ان ينتهي. لقد جاء الكتاب في ستة فصول وهم: عصر ابن المبارك:
وقد تكلم فيه علي الظروف السياسية والاجتماعية والعلمية التي كانت عليها البلاد.
سيرة ابن المبارك: وقد تضمن هذا الفصل اسمه ونسبه ونشأته ومكانته وابيه بين الناس.
حياة ابن المبارك العلمية: وتحدث فيه عن العلوم التي اتقنها ابن المبارك كاللغة والشعر والفقه والحديث وشيوخه وتلاميذه ومصنفاته وعقيدته.
حياة ابن المبارك العملية: وهذا فيه زهده وورعه وكرمه وتواضعه وتجارته وجهاده وحرصه علي تبليغ العلم.
مكانته عند العلماء والناس: وفي هذا اقول العلماء فيه وهذا تكرار للفصل الثاني او جزء منه.
في رحاب الجنة: وفاة ابن المبارك والرؤي التي رؤيت له بعد موته
بصراحة كتاب بقدر اقول " مسلي " جدا ،، المقتطفات لحياته رائعة بالرغم انو في كتيييييير مواقف غريبة بالكتاب :) لكن صراحة احببته واتمنى لقاءه في الجنة يارب ،، شجعني اقرأ عن الصالحيم كل فترة و فترة لأنو فعلا الإنسان تهذب روحه بسمماعه عن سير الصالحين امثاله
يأتي الكتاب ضمن سلسة أعلام المسلمين ..كتاب جميل واستفاض الكاتب بذكر الواقع الذي نشأ به الامام و كيف تحولت الدولة الاسلامية من الخلافة الاموية الى الخلافة العباسية وكيف كانت بعض التميز والاستغلال العربي للموالي ... ولسبب انشغال العرب بالحكم والحروب لم يكن اهتمام كبير للعلم وكانت هذه فرصة للموالي لكي يكون العلم سببا لنهوض بالامة الاسلامية ووقف التمييز الذي يتعرضون له من قبل بعض الاعراب ، وبعدها بدأ بسرد حياة الامام وابداعه في علوم الحديث والفقه والشعر والادب وكان جامع للعلوم في عصره .. ومن ضمن الالقاب التي كان مشهور بها امير المؤمنين بالحديث
من أكثر الكتب التي أثرت فيّ، فلا أحصي كم مرة ذرفت دموعي. إن الإمام عبد الله بن المبارك حقا قدوة، وقد جمع الله له خصال الخير، ويكفي أن نعلم أن الإمام سفيان الثوري قال: (وددت لو أن عمري كله بثلاثة أيام من أيام ابن المبارك) فهو العالم المجاهد المنفق والعابد)
رحم الله عبده عبد الله بن المبارك العالم الفقيه المرابط فقيه الشرق والغرب فى عصره رغم معايشته لتابعين أجلاء جمعنا الله بهم جميعا فى الجنه بعفوه ورحمته ..الكتاب عدل لدى عده مفاهيم منها الزهد .كان بمجرد ذكر الكلمه يتوارد الى الاذهان الصبر على صدف الحياه وعدم الاكل لايام والانقطاع عن الناس .بل ان الفقيه عبد الله بن المبارك كان تاجرا يربح المال الوفير ليعينه بذلك على كثره ترحله فى طلب الحديث والترفع عن سؤال الناس .وكيف انه كان من المرابطين فى سبيل الله...ليس هذا المفهوم وحده ولكن غيرها من المفاهيم ..
جمال ذي الأرض كانوا في الحياة, وهم ** بعد الممات جمالُ الكتبِ والسيرِ
ابن المبارك شخصية لا يُملّ منها , مع أن الكاتب كرر بعض القصص في نفس الكتاب حتى أربع مرات. استفدت بعض كلمات اللغة العربية, ولازلت لا أعلم إن كانت "إيش" كلمة عربية فصحى أم لا. كون بعض الأحكام الفقهية ذُكِرت في الكتاب عن ابن المبارك لا يعني أنها صواب.